logo
صنعاء تُرغم واشنطن على مفترق طرق: بين المواجهة البحرية وفرض شروط السلام على الاحتلال

صنعاء تُرغم واشنطن على مفترق طرق: بين المواجهة البحرية وفرض شروط السلام على الاحتلال

'خاص'
في تطورٍ لافت يعكس تعقيدات الصراع الإقليمي، كشف العميد عبد الله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة دفاع صنعاء، عن خيارات محدودة أمام الولايات المتحدة الأمريكية لتجنب تجدُّد العمليات العسكرية اليمنية ضد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر. جاء ذلك في سياق تأكيده أنَّ استئناف الهجمات البحرية لليمن لن يُشكِّل ضغطاً على الاحتلال الإسرائيلي فحسب، بل سيُدخل واشنطن في صراعٍ مباشر لحماية أمن حليفتها.
وقال بن عامر في تدوينة عبر منصة 'إكس': 'إذا أُجبرنا على العودة إلى الخيار العسكري في البحر الأحمر، فستكون الولايات المتحدة أمام خيارين: إما الدخول في مواجهةٍ بحرية مكلفة مع اليمن كما حدث عام 2024 والتي فشلت في إيقافنا، أو استخدام نفوذها على الاحتلال على العودة إلى الالتزام باتفاق إدخال المساعدات إلى غزة'. وأضاف أنَّ 'استمرار الصمت الدولي على جرائم الاحتلال في غزة سيجعل البحر الأحمر ساحةً لصراعٍ أوسع، وسيدفع ثمنه الاقتصاد العالمي أولاً'. إنذار الحوثي وخيارات واشنطن الصعبة
وجاءت تصريحات بن عامر تعقيباً على إنذار قائد أنصار الله، عبد الملك الحوثي، الذي منح الاحتلال مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة، مهدداً باستهداف الملاحة الإسرائيلية في حال الإصرار على منع دخول المساعدات. ويُظهر هذا التصعيد توظيف اليمن لورقة الأمن البحري كرافعة ضغطٍ على المجتمع الدولي، خاصةً أنَّ البحر الأحمر يُعد شريان حركة التجارة العالمية، حيث يمر عبره 15% من الشحن البحري الدولي. ويرى مراقبون أنَّ التهديد اليمني يضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في موقفٍ حرج، بين خيارين كلاهما مُرّ: المواجهة العسكرية
التي قد تُعيد إشعال الأزمة في البحر الأحمر، وتُعرقل جهود واشنطن للتهدئة في الشرق الأوسط، خاصةً مع ارتباط الصراع الفلسطيني بتحالفات إقليمية أوسع تشمل إيران وحركات المقاومة. الضغط على إسرائيل
الذي قد يُضعف الثقة الأمريكية بحكومة الاحتلال، ويُثير غضب اللوبي الصهيوني في الكونغرس، في وقتٍ تسعى فيه إدارة بايدن لتمرير مشاريع أمنية واقتصادية مرتبطة بالحرب في أوكرانيا والمنافسة مع الصين. البعد الجيواستراتيجي: من غزة إلى مضيق هرمز
تتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوتر في مضيق باب المندب، الذي تُسيطر عليه اليمن عملياً عبر قدرتها على تعطيل الملاحة، وتسعى إسرائيل لتجاوزه عبر تعزيز وجودها في أرض الصومال بالتعاون مع الإمارات.
إلا أنَّ التهديد الحوثي يُذكِّر بأنَّ أي تصعيد في غزة سيُقابل بردٍ يتجاوز الجغرافيا الفلسطينية، ليصل إلى قلب الممرات البحرية الأكثر حيوية في العالم.
وإذا نفذت صنعاء تهديدها، فقد تشهد المنطقة سيناريو مشابهاً لأزمة 2024، عندما استهدف الحوثيون سفناً إسرائيلية وغربية، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا لشن غارات جوية على مواقع في اليمن، دون تحقيق نتائج استراتيجية حاسمة. لكن الفارق هذه المرة هو ارتباط الصراع مباشرةً بملف المساعدات الإنسانية لغزة، الذي بات يحظى بزخمٍ دولي غير مسبوق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قيادي إصلاحي يهدد بالتصعيد ضد الفصائل الإماراتية في سقطرى
قيادي إصلاحي يهدد بالتصعيد ضد الفصائل الإماراتية في سقطرى

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 9 ساعات

  • وكالة الصحافة اليمنية

قيادي إصلاحي يهدد بالتصعيد ضد الفصائل الإماراتية في سقطرى

سقطرى / وكالة الصحافة اليمنية // دعا شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى 'عيسى سالم بن ياقوت' الموالي لحزب الاصلاح اليوم السبت، القوات الإماراتية إلى إطلاق سراح الناشط الحقوقي 'نوار شعبان' من أحد السجون الخاصة بالجزيرة. وحذر بن ياقوت في منشور له على منصة 'إكس' الفصائل الإماراتية والسلطات التابعة لها من المساس بحرية الناشطين في سقطرى، واتهم السلطات بتكميم أفواه 'الأحرار' وعلى رأسهم الناشط 'شعبان'. وطالب شيخ مشايخ سقطرى بفك قيد الناشط 'شعبان'، وسط تهديدات بالتصعيد في حال عدم إطلاق سراح المختطف 'شعبان' منذ الثلاثاء الماضي. وكان محافظ سقطرى التابع للإمارات السلفي 'رأفت الثقلي' وجه الفصائل الإماراتية باعتقال الناشط 'شعبان' على خلفية نشر وثائق احكام قضائية قائد فصائل ' القوات الخاصة' المدعو 'محمد مرشد'، وسط مطالبات 'شعبان' بالكشف عن المتهمين بقتل أحد أبناء الحديدة خلال الأسابيع الماضية.

المرتضى: تجميد الطرف الآخر لملف الأسرى متاجرة قذرة بمعاناة البشر والتعنت يُفشل الحلول
المرتضى: تجميد الطرف الآخر لملف الأسرى متاجرة قذرة بمعاناة البشر والتعنت يُفشل الحلول

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 12 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

المرتضى: تجميد الطرف الآخر لملف الأسرى متاجرة قذرة بمعاناة البشر والتعنت يُفشل الحلول

أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في صنعاء، عبدالقادر المرتضى، فشل جميع المحاولات الرامية إلى تحريك ملف الأسرى، محملاً الطرف الآخر المسؤولية بسبب ما وصفه بـ'التعنت' وعدم الجدية في التعامل مع هذا الملف الإنساني، في إشارة إلى فصائل التحالف ومنهم حزب الإصلاح. وقال المرتضى في تغريدة على منصة 'إكس': 'منذ ما يقارب السنة بعد جولة مسقط، ونحن نرسل الوسطاء المحليين إلى مأرب، ونتابع مكتب المبعوث الأممي في محاولة لتحريك هذا الملف، لكن للأسف باءت كل هذه الجهود بالفشل بسبب تعنت الطرف الآخر.' وأضاف أن 'إيقاف ملف الأسرى بهذا الشكل يُعتبر متاجرة قذرة بمعاناتهم، وسقوطاً أخلاقياً.' مشيراً إلى أن التعنت المستمر يُفاقم الأزمة الإنسانية للأسرى وأسرهم، ويُعيق أي تقدم نحو حل عادل.

المرتضى يكشف عن إفشال طرف التحالف لكل جهود تحريك ملف الاسرى
المرتضى يكشف عن إفشال طرف التحالف لكل جهود تحريك ملف الاسرى

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 18 ساعات

  • وكالة الصحافة اليمنية

المرتضى يكشف عن إفشال طرف التحالف لكل جهود تحريك ملف الاسرى

صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية // كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى في صنعاء عبدالقادر المرتضى عن إفشال طرف التحالف لكل الجهود المبذولة لتحريك ملف الاسرى . وقال المرتضى في حسابه على منصة 'إكس ' أن توقيف ملف الاسرى بهذا الشكل يعتبر متاجرة قذرة في معاناتهم وسقوط أخلاقي غير مبرر . وأوضح المرتضى ان طرف صنعاء منذ ما يقارب سنة من بعد جولة مسقط وهو يراسل الوسطاء المحليين إلى مأرب ، ويتابع مكتب المبعوث الأممي في محاولة لتحريك هذا الملف الإنساني.. مضيفا ان كل الجهود باءت بالفشل نتيجة تعنت الطرف الآخر . توقيف ملف الأسرى بهذا الشكل يعتبر متاجرة قذرة في معاناتهم وسقوط أخلاقي غير مبرر. منذ ما يقارب سنة من بعد جولة مسقط ونحن نرسل الوسطاء المحليين إلى مأرب ونتابع مكتب المبعوث الأممي في محاولة لتحريك هذا الملف الإنساني، لكن للأسف بآءت كل هذه الجهود بالفشل نتيجة تعنت الطرف الآخر..!! — عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) May 24, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store