
عبدالمجيد عبدالله يزف نجله في البحرين.. ويشكر جمهوره
احتفل الفنان السعودي الكبير عبدالمجيد عبدالله بزفاف نجله عبدالله على مريم، ابنة إحدى العائلات الكريمة في مملكة البحرين، وسط أجواء مفعمة بالفرح والبهجة، بحضور نخبة من الأهل والأصدقاء وعدد من الشخصيات الفنية والإعلامية.
وعبّر عبدالمجيد عن سعادته الغامرة بهذه المناسبة، حيث كتب عبر حسابه على منصة «إكس»: «لحظة من العمر... في يوم زواج ولدي عبدالله من مريم، بنت إحدى الأسر الكريمة في البحرين. الحمد لله على تمام الفرح، وألف شكر لكل من شاركني هالفرحة بكلمة، بدعوة، أو بحضور. الله يسعدهم ويجمع بينهم على خير»
وقد انهالت التهاني من جمهور عبدالمجيد ومحبيه في مختلف أنحاء العالم العربي، متمنين للعروسين حياة مليئة بالمحبة والسعادة، وللفنان الكبير دوام الصحة.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
تأثير النجوم السلبي.. معادلة يعاني منها الآباء ويرفضها المجتمع
يعتبر نجوم كرة القدم أحد أهم المؤثرين في حياة المتابعين والمهتمين بالمجال الرياضي، لذلك يرى البعض منهم بمثابة القدوة والنموذج المشرف في المجتمعات سلوكيا خصوصا من حقق شهرة كبيرة ونجاحات تجاوز من خلالها تلك الأسماء المحلية إلى العالمية، في المقابل يخشى الآباء على أبنائهم من بعض التصرفات السلبية الصادرة من تلك النجوم وتقليدهم مثل قصات الشعر ووضع الوشوم.. وغيرها، وبالتالي يأمل الوالدان استثمار الموهبة في النجوم بانعكاسها إيجابياً ليحققوا نفس النجاح بالقدرات والمؤهلات. "دنيا الرياضة" رصدت العديد من الآراء وردود الفعل في هذا الجانب من جانب أولياء الأمور والمتابعين للحراك الرياضي ومدى تأثير النجوم الرياضيين الناجحين على الاهتمامات المختلفة ونشأة وقيم الشباب. استثمار القدوات في البداية أكد الدكتور علي السلمان أن "النماذج الناجحة" في شتى المجالات والتي حققت نجاحات كبيرة يجب استثمارها لتكون قدوة ممن لديهم الإمكانات والقدرات والكفاءة والمعيار الأول للقدوة الأخلاق إلى جانب العطاء الفني والأفعال الإيجابية يؤخذ فيها، أما الأفعال السلبية فتترك، فالمساهمات والمبادرات الإنسانية والاجتماعية هي ما يحدد قيمة النجم ومسؤولياته الاجتماعية وهي ما تؤثر في سلوك الجماهير، فالنجوم أصبحوا أيقونة نجاح وقدوة للشباب لتحقيق أحلامهم أسوة بالنجوم أصحاب القصص الملهمة". الانضباط السلوكي أما مدير الألعاب المختلفة بنادي الفتح محمد العوض فقال: "اللاعبون النجوم الكبار يعتبرون مؤثرين للشهرة الطاغية التي اكتسبوها سواء بتمثيل منتخبات بلادنهم أو مع أنديتهم ويتابعهم الملايين من داخل الملعب وخلف الشاشات لذلك هم يعتبرون ضيوفا في بيوتنا لذلك انضباط اللاعبين سلوكيا ينعكس على من يتابعونهم فالتجاوزات الأخلاقية تؤثر على المحبين لارتباطهم عاطفيا مع تلك النماذج من اللاعبين". في حين أوضح معلق القنوات السعودية محمد البخيتان "أن اختلاف الثقافات والتقاليد والعادات يجب أن ترعى وتراقب من جانب الوالدين للشباب حيث إن بعض السلوكيات يجب أن لا تمر مرور الكرام مثل الوشم وقصات الشعر الغريبة فالمراقبة تحمي فئة الشباب من التأثير السلبي من هذه المظاهر التي تعكس طبيعتنا كمجتمع محافظ". روابط عاطفية أما حارس نادي القادسية السابق يوسف الجميعة فقال: "هناك تنازل واضح من الشباب لتقليد المشاهير من نجوم كرة القدم فبعض النجوم لا يستحقون المتابعة نتيجة التقليعات التي يقومون فيها في الملعب وخارجه ما يجعل الشباب محل تنمر من قبل الشباب في حال تقليدهم والاستهزاء بهم والهدف هو لفت الانتباه وكسب المشاهدات فالشاب الرياضي لا بد أن يحافظ على كرامته من أجل صنع هيبته بدل من التنازلات البعيدة عن الأهداف التي وضعت من أجلها الرياضة". وأضاف، "الإنجازات التي يحققها الرياضيون هي ما تصنع الحدث والفرحة وهي من تخلق عند الجماهير الشعور بالسعادة وبالتالي الإيمان الكامل بما يقدمه هؤلاء النجوم حتى لو كانت خاطئة وهي تعتبر سلوكيات سلبية كتقليد قصات الشعر واللبس في المقابل يعتبر البعض التقليد عفوي لتلك الحركات من باب الدعم للاعبين أنديتهم المفضلة وأن هناك رابطا عاطفيا يجمع الجماهير مع لاعبين فرقهم المفضلة لذلك ضبط السلوكيات من قبل الأندية للاعبي فرقهم داخل الملعب وخارجه شيء مهم كون تلك التصرفات ستكون محط أنظار المراهقين الشباب". في حين اختتم الحديث لاعب النادي الأهلي سابقاً صاحب العبدالله قائلا: "هناك العديد من الشباب يقصدون صالونات الحلاقة لمحاكاة نجومهم وتقليدهم بقُصات شعر طويلة وتغيير شكلهم في محاولة للتميز فأصبحت التسريحات ممكنة وأصبح صبغ الشعر يستهوي الشباب من خلال عالم الموضة وتقليدهم في شراء البراندات، لذلك يجب على الشباب عدم السعي للتقليد وأخذ الأشياء الممكنة والمقبولة والابتعاد عن غير ذلك". تقليد أعمى وانتقد العبدالله بشدة الشباب الذين يتقمصون شخصيات النجوم باللباس والحركات ووصفهم بأنهم سطحيون ولا يهتمون إلا بالمظاهر الخارجية التي "لا تنمي في شخصية الإنسان شيئاً إنما تصنع أزمة حقيقية وينبغي من الشباب الاقتداء بمن يتمسك بأخلاقه ودينه فهم النماذج المثالية للاعبين الشباب".


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
غرس القيم والعادات والشعور بالوطنية في نفوس الأجيالالفنون الشعبية.. امتداد للتراث
العرضة السعودية من الفنون الرسمية للبلاد تعد الفنون الشعبية متجذرة وتعكس الحياة الثقافية للمجتمع، وهي تشمل مجموعة من الثقافة التعبيرية المرتبطة بمجالات الفنون الشعبية والتراث الثقافي، ويشمل الفن الشعبي المادي أشياء صيغت واستُخدمت داخل المجتمع التقليدي، كما يشمل التراث الثقافي غير المادي أشكالًا مثل الموسيقى والرقص والهياكل السردية، وتختلف الفنون الشعبية في كل بلدان العالم، فكل دولة لها فنٌ شعبي يختص بها وبعاداتها وتقاليدها وموروثها الشعبي، وقد تطورت تلك الفنون على مر السنين، وفي بلادنا الغالية يوجد عدد من الفنون الشعبية تتنوع بتنوع مناطق المملكة، ومن أشهر الفنون الشعبية العرضة السعودية، وهي رقصة شعبية تؤدَّى في المناسبات الوطنية والمهرجانات والأعياد في بلادنا، وتمثل جزءاً مهماً من تاريخ مملكتنا الغالية، حيث بدأت كإحدى أهازيج الحروب في الماضي، وهي العرضة الرسمية للبلاد، حيث يشارك فيها الملك أيضًا في حفل استقبال كبار الشخصيات، وقد رافقت العرضة مراحل تأسيس المملكة وتوحيدها في عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حين كانت رقصة حربية وإحدى الأهازيج التي تؤدى في وقت الحروب، كان يؤديها بعد الانتصار في المعركة قبل توحيد البلاد، إذ كانت تعتبر مظهراً من مظاهر الحماس الحربي، وشحذاً لعزائم المحاربين، وتعبيراً عن القوة المعنوية في أوقات السلم، ومناسبات الفرحة، وهي ذات مدلولين: مدلول حربي متوثب، ومدلول سلمي ترفيهي مبطن، بروح الحماس، والقوة المعنوية، وهي رقصة حماسية تعبر عن روح البطولة، والحماسة، والرجولة، وارتبطت العرضة ارتباطاً وثيقاً بفتوحات الملك عبدالعزيز وتوحيده للمملكة، ومن سمات العرضة الدالة على أنها رقصة الحرب استخدام طبول الحرب وإيقاعات الحرب والمبارزة بالسيوف كتمرين فردي للقتال ومشاركة الخيل وأهل المعقودة الحاملين البنادق ويؤدون حركات منتظمة وبديعة في إطلاق النار، ولقيت العرضة إعجاب الأديب المصري عباس محمود العقاد وذكرها في كتابه (مع عاهل الجزيرة العربية) فقال: (هي رقصة الحرب التي يرقصها النجديون وهم مقبلون على الميدان، وهي رقصة مهيبة متزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الإيمان). العرضة السعودية تتميز أجواء العرضة السعودية بأنها احتفالية ونابضة بالحياة، وقد يمتد أداء رقصة السيف لبضع ساعات تتخللها فترات استراحة قصيرة، وقد يتم غناء ما يصل إلى 50 بيتًا من الشعر، وإذا شعر أحد المشاركين بالتعب، يمكنه إرخاء سيفه على كتفه بين الحين والآخر ومتابعة خطوات الرقصة مع بقية المجموعة، أما زي العرضة السعودية فهو من الأزياء الرجالية التقليدية في بادية نجد وهي (المرودن)، وهو ثوب فضفاض أبيض تصل أكمامه إلى ما دون الركبة، و(الصاية) أو (الدقلة)، وهي رداء طويل ملون ومطرز يغطي كامل الجسد، و(المحزم) وهو حزام أسود يوضع على الصدر، ويوضع فيه الرصاص الخاص بالبنادق، و(الجنبية) وهو حزام يلف على الوسط ويوضع فيه الخنجر، ومن أشهر القصائد التي قِيلت في العرضة: مني عليكم يا أهل العوجا سلام واختص أبو تركي عمى عين الحريب يا شيخ باح الصبر من طول المقام يا حامي الوندات يا ريف الغريب أضرب على الكايد ولا تسمع كلام العز بالقلطات والراي الصليب.. وهي للشاعر محمد العوني. وقد حظيت العرضة بالتوثيق والبحث، حيث تم تأليف عدد من الكتب في مجالها، ومن أشهرها (العرضة السعودية) تأليف كل من فهد الكليب وسلمان الجمل، ونشرته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، وكتاب (العرضة السعودية) للمؤلفة فاطمة يعقوب خوجة. فن المحاورة شعر المحاورة هو أحد الفنون الأدبية الشعرية التي ظهرت في الحجاز وانتشرت لاحقاً في مناطق أخرى، وتعود جذور هذا الفن إلى شعر النقائض الذي كان معروفاً بين العرب منذ القدم، يتميز شعر المحاورة بشعبية واسعة ويعرف بعدة أسماء، مثل: (المحاورة)، (الردِّية)، (القلطة)، ويعتمد هذا النوع من الشعر على الارتجال وسرعة البديهة، حيث يتم تبادله مباشرة بين شاعرين أو أكثر في نفس الزمان والمكان، كما يتميز بكونه شعراً غنائياً يُؤدى على لحن محدد يُعرف بـ (الطرق)، وشعر المحاورة، رغم شهرته الواسعة في القرون الأخيرة، إلا أن بدايته الحقيقية تظل غامضة وغير موثقة بدقة، لكن هناك شواهد تاريخية على وجود هذا الفن قبل أكثر من مائة عام، ويُعتقد أن شعر المحاورة قد نشأ كنوع من التحدي بين شاعرين ليثبت كل منهما شاعريته وقوة كلماته، وربما بدأت المحاورات ببيت أو بيتين فقط، ثم تطورت تدريجيًا لتأخذ شكلها الغنائي الذي يعتمد على الأوزان الشعرية الدقيقة، ومع مرور الزمن، أدخلت الصفوف كجزء من هذا الفن، مما جعله يرتقي ليصبح من أبرز الفنون الشعرية وأكثرها شهرة اليوم، ويوجد في منطقة الحجاز فن قديم كذلك اسمه (الرديح) وهو مثل شعر المحاورة ويعتقد البعض انه الصورة البدائية من شعر المحاورة. تنوع الفنون الشعبية تتنوع الفنون الشعبية وتتعدد في مملكتنا الغالية ومنها أيضاً: رقصة المزمار، وتعد لعبة المزمار هي الرقصة الشعبية الأولى في مدن الحجاز بصفة عامة، وهي خاصة بالرجال، وتقام في كافة المناسبات والمحافل والأعياد وفي غير المناسبات أحيانًا لأنها تجمع الناس لقضاء ساعات في المرح في واللهو والمتعة والانسجام بالرقص بالرقص والغناء وإبراز المهارات والمواهب والقوة والنشاط في المقارعة بالعصي (الشون)، إضافة الى فن (الخبيتي) وفن السامري الذي يعتمد على إيقاعات مميّزة وأصيلة، ورقصة المجرور وهي من الرقصات الشعبيّة لمدينة الطائف، إضافة الى الطرب الينبعاوي، وهو أحد الفنون الشعبية الأصيلة في المملكة التي قامت هيئة التراث بإحيائه بشكل مستمر، كما عُرف في الماضي في منطقة ينبع النخيل، ومن ثم انتقل إلى جدة بحكم انتقال أهالي منطقة ينبع إليها، ويتم تأدية الطرب الينبعاوي بشكل جماعي، حيث يتوسط المجموعة فنان بيده آلة وتريّة يُعزف عليها تعرف باسم آلة السمسميّة، ويعزف ألحاناً جميلة، وترقص المجموعة على أنغامها وسط بيئة محاطة بالبحر، الأمر الذي يضفي أجواء جميلة وشاعريّة، وكذلك فن (الدحة)، وهو عبارة عن رقصة بدويّة تمارس في العديد من البلدان العربية، ومن ضمنها المملكة، بحيث يرقص الأشخاص على أنغام متناسقة، مع أشعار أصيلة وجميلة، كما كانت تمارس (الدحة) في الحروب لإثارة الحماس بين أفراد القبيلة، وبقيت إلى يومنا هذا يتم تقليدها في حفلات الزفاف والأعياد وغيرها. الجمعية السعودية للثقافة والفنون تشرف على الفنون الشعبية في بلادنا الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي تأسست في 1393 هـ الموافق 1973 عندما صدر قرار من الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية - وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية (حاليا) - في المملكة بمنح الترخيص المبدئي للجمعية باسم الجمعية العربية السعودية للفنون ولمدة عام واحد من تاريخه، وفي عام 1394هـ الموافق 1974، أصبحت الإدارة العامة لرعاية الشباب مؤسسة حكومية ذات شخصية وميزانية مستقلة، ترتبط إداريا بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب باسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب السعودي، وفي يوم الثاني عشر من ربيع الثاني من عام 1395 هـ الموافق 1975 صدر قرار الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بمنح الترخيص النهائي للجمعية العربية السعودية للفنون، وفي عام 1398 هـ الموافق 1978، تم تعديل اسم الجمعية ليكون الجمعية العربية السعودية للفنون والثقافة، وفي العام نفسه صدر قرار من الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بتقديم كلمة الثقافة على كلمة الفنون، وذلك لشمولية الثقافة في المعنى والمدلول معاً، وليصبح الاسم كما هو الآن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. فن شعبي يعرف الفن الشعبي بأنّه كافة أشكال الفنون التي تعكس تراث الشعوب، ويطلق عليه أيضًا اسم (موروث شعبي)، وعادة ما تنقل العادات والتقاليد الفنون الشعبية جيلًا بعد جيل حتى وصولها إلى يومنا هذا، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن أن تكون هذه الفنون شفهية أو مكتوبة، كما يُشير الفن الشعبي أيضًا إلى جميع الفنون النفعية التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية، ومن الفنون الشعبية: الأدب، والغناء، والموسيقى، والفنون التشكيلية والزخرفية، لذا فإنّ الفنون الشعبية تعبّر عن التراث، والتراث هو تاريخ الشعوب وحضارتها، وعادةً ما يكون الهدف من هذه الفنون الشعبية هو الاعتزاز بالبطولة وتمجيدها، كما يعرف الفن الشعبي بأنه عبارة عن فن بصري ذي وظيفة أو منفعة، غالبًا ما يعتمد على المهارة اليدوية، وتستخدم فيه بعض الأدوات المحدودة لتصنيع بعض القطع مع الاحتفاظ بالصفة الغالبة، وهي التصنيع يدويًا، ويبدو أنه من الفنون التي تحافظ على التقاليد والعادات الموروثة، لذا يصفه البعض بأنه بمثابة عمل إنساني راقٍ ومميز، فيه الكثير من الإبداع والتميز، كما أنه يعكس حضارة وتاريخ الكثير من المجتمعات الإنسانية، التي عاشت في فترات زمنية معينة، ومصطلح الفن الشعبي يشمل مختلف أنواع الفنون التي تصدر عن أعمال الشعوب التي غالبًا ما تلبي الذوق الشعبي. اهتمام بتعزيز الثقافة والفنون تُعتبر الفنون الشعبية جزءاً هاماً من التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية، وقد أولت رؤية 2030 اهتماماً كبيراً بتعزيز الثقافة والفنون، بما في ذلك الفنون الشعبية، من خلال برامج ومبادرات مختلفة، وتهدف الرؤية إلى إحياء التراث الثقافي السعودي والحفاظ عليه، وتشجيع الإبداع والمشاركة المجتمعية في الأنشطة الفنية والثقافية، مما يساهم في تحقيق (مجتمع حيوي) يعتز بهويته وتراثه، وتحظى الفنون الشعبية باهتمام متزايد، حيث تُعتبر جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية والتراثية، وهناك جهود متواصلة لتشجيعها والحفاظ عليها من خلال توثيقها وعرضها في مختلف الفعاليات والمهرجانات.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
سيمفونية العقل الإنساني
هناك جالس في عتمة الغرفة، أصابعه ترتجف فوق مفاتيح البيانو، لا يسمع النغمة، لكنه يشعر بها تهز صدره، يضع أذنه على البيانو كمن يبحث عن صدى داخلي أنه لودفيغ فان بيتهوفن، مؤلف أعظم السيمفونيات الموسيقية، والعقل الذي ألّف أجمل الألحان في غياب السمع في لحظة تتقاطع فيها العبقرية مع المعاناة، فهل كان عقله يحتاج إلى الحواس كي يبدع؟ بل إلى وعي يتجاوز الجسد، وإرادة حرة تعزف على أوتار الداخل ساخرة من المعاناة، من هنا تبدأ الحكاية منذ اللحظة الأولى للوعي، لم يكن الإنسان مفكّراً فحسب، بل كان مؤلفاً موسيقياً يعزف على وترٍ واحد هو العقل، حيث إن العقول لا تختلف فقط في الأفكار، بل في طريقة العزف على مفاهيم الحياة. إن العقل الإنساني ليس مجرّد أداة لفهم العالم، بل لغة العالم الكبرى حين نحاول أن نفهم ذواتنا من خلاله، إنه ليس حاسبة بيولوجية، بل ملحن للوجود ينسج من المتناقضات منطقاً، ومن الفوضى نظاماً، ومن الحيرة سؤالاً. ولأن العقل لا يُرى لكنه يقاس بنتائج فعله فهو أشبه بآلة موسيقية لا أحد يملك مفاتيح العزف عليها إلا في لحظات القرار، أو الحنين، أو الانكسار، أو المنطق عندها تعزف عقولنا لحنها الخفي الذي لا يكتب بل يُعاش، هكذا هي سيمفونية العقل، صامتة ثائرة تتربص انفعالات الروح ورحلة التفكير خلف التجربة. وهذا يتركنا نسأل هل التفكير محض ترتيب للأفكار.. أم أنه انفعال داخلي يبحث عن اتساق بين العقل والروح؟ فكيف نعزف بعقولنا دون أن نغيب عن ذواتنا؟ في الطفولة تتكون أولى نغمات العقل بين الذاكرة والدهشة، دهشة الصرخة الأولى حيث يُرى العالم ومحاولة تدوين تلك الصرخة كوعد للوجود، ففي هذه اللحظة يتعلم العقل كيف يحتفظ بما يمر عليه وكيف يعيد صياغته ليستوعب الآتي، وكلما كبر الإنسان بدا لحن العقل يتحول من حسي إلى فكري فينتقل العقل إلى التفسير والتحليل والتأمل وهذه اللحظة هي نغمة الإدراك الكبرى حيث يولد العقل النقدي الباحث في دهاليز الفلسفة والمنطق وهذه النغمة هي النافذة الحقيقية لوعي الإنسان. وكما في كل سيمفونية لابد من لحظة نشاز، تُدخل العقل في منطقة رمادية حيث لا إجابة حاضرة ولا طريق ممهد وهنا يتصارع المنطق مع الرغبة والواقع مع المأمول، وهذه النغمة برغم قسوتها إلا أنها هي من تصنع العمق في تركيبة العقل الإنساني حيث تجبره على الاختيار الذي يُعّد أعلى درجات العقل. ومع مرور الوقت يصل العقل إلى مستوى من التراكم والتصفية، فيتحول الصوت الداخلي إلى حكمة تدعو الإنسان إلى الفهم وترك الجدال. في كل عقل إنساني هناك مقطوعة لا تشبه الأخرى، فهناك ما يدعى بالنغمة الغالبة تحب الإنصات أكثر من الإجابة، وأخرى تحب التركيب أكثر من الشعور، ومن هنا بدأ العلماء في دراسة مقامات العقل الإنساني ليقيسوا كيف يفكر. فوجدوا أن المرآة تشغّل فصي الدماغ معاً، والرجل يُفعّل نصفاً واحدًا في التركيز. المرآة بارعة في التعدد العاطفي تفكر وتحب وتخطط في لحظة واحدة والرجل حاسم في مهمة واحدة ثم يلتفت لما بعد، هي تمسك التفاصيل وهو يرسم الخريطة، هي ترى المشهد من الداخل وهو يراه من الخارج. وهكذا خلق الله الاختلاف ليكتمل اللحن بين نغمة تفكر ونغمة تشعر. في النص القرآني لم يُكرم الإنسان بعبادته، بل بعقله مناط التكليف، ولم يكن العقل أداة اختبار فقط، بل كان وسيلة اصطفاء (وعلم آدام الأسماء كُلًّها) البقرة آية 31- هذا أول تكريم.. تعليم لا تسخير، لم يُلقًّن آدام طقوساً، بل مفاتيح تسمية الأشياء وهي دعوة للتفكر والفهم، بل جاء التكليف نفسه مبنياً على التمييز العقلي، (أفلا تعقلون) تكررت أكثر من 13 مرة، (أفلا تتفكرون) (لقوم يعقلون). وكان العقل ليس رفاهية معرفية تدعي العلم، إنما شرط وجودي لفهم تشريعات الله، هذا التقدير للعقل في القرآن الكريم يجعلنا نعيد مفهوم التكليف لا بوصفه حملاً، بل احتفاء بقدرة الإنسان على أن يكون شريكاً في الإدراك والفهم. ستظل عقولنا تعزف ألحانها في صمت، لا لتمنح أجوبة جاهزة، بل لتوقظ فينا وعياً يضيء الطريق بين الفكر والروح ويجعل من وجودنا تجربة تستحق التأمل.