
جريمة قتل المهاجر التونسي في فرنسا تتفاعل
تنتظر أسرة المهاجر التونسي هشام الميراوي، نتائج التحقيقات بشأن مقتل الأخير في "قضية
عنصرية
"، يوم السبت الماضي، على يد جاره في مدينة بوجيه - سور - أرجينز، جنوب شرق
فرنسا
، مطالبة بالإسراع في نقل جثمانه إلى بلاده، ومتابعة المسار القضائي لمحاكمة الجاني.
وكان هشام الميراوي (45 عاماً) قد قُتل رمياً بالرصاص، على يد جاره الفرنسي، في قضية وصفها الإعلام الفرنسي بـ"العنصرية والإرهابية".
وفي حديثها لـ"العربي الجديد"، كشفت شقيقة الضحية، منية الميراوي، أن "أفراد أسرته في تونس كانوا شاهدين على الجريمة، إذ كان يُجري معهم محادثة فيديو، حين
تلقّى طلقات رصاص من مسدّس كاتم للصوت".
وأضافت: "شاهدنا سقوط شقيقي الذي نطق بكلمة واحدة، قائلاً: "انتهى كل شيء"، غير أننا لم نكن نتوقع أبداً أنها النهاية، وأنه تلقى رصاصات غادرة أنهت حياته بتلك الطريقة المأساوية على يد أحد جيرانه، وهو الذي انتقل منذ أربعة أشهر للسكن في ذلك الحي".
وأكدت الميراوي أن شقيقها "قُتل غدراً على يد أحد الجيران الذي اقتحم منزله وأطلق عليه وابلاً من الرصاص، قبل أن يصيب جاراً آخراً من أصول تركية".
وبحسب المتحدثة، انقطع اتصال الأسرة بالضحية أثناء المحادثة، غير أنها لم تكن تتوقع إصابته بمكروه، قبل أن يصلها خبر وفاته صباح أمس (الاثنين) من "رب العمل الذي أبلغ العائلة بأن جار الضحية يُعرف بعنصريته وكراهيته للجاليات العربية". وأضافت: "بعد تنفيذ جريمته البشعة، نشر القاتل تدوينات عبر حسابه على "فيسبوك" للتباهي بما ارتكبه، قبل أن يتم القبض عليه من الشرطة الفرنسية التي عثرت على أسلحة متنوّعة في سيارته".
أخبار
التحديثات الحية
فرنسا ترجّح فرضية الإرهاب في جريمة قتل تونسي
وكان هشام الميراوي الذي هاجر عام 2011 من
تونس
، يقيم بطريقة غير نظامية في فرنسا، حيث كان يعمل في محل للحلاقة، بانتظار تسوية إقامته كي يتمكن من العودة إلى بلاده، بحسب شقيقته منية. وقد أبدت حسرتها على فقدانه، قائلةً: "كنا ننتظر عودته بعد أكثر من عشر سنوات من الغياب المتواصل، لكننا اليوم ننتظر رفاته، ونتمنى أن تأخذ العدالة مجراها".
من جهته، أجرى وزير الداخلية التونسي، خالد النوري، يوم أمس (الاثنين) اتصالاً هاتفيّاً مع نظيره الفرنسي برونو ريتايو، عبّر فيه عن شجبه الجريمة التي راح ضحيتها المواطن التونسي، وما خلّفته الحادثة الأليمة من "حزن عميق واستياء لدى الرأي العام في تونس"، وفق ما جاء في بيان وزارة الداخلية.
وأكد الوزير التونسي لنظيره الفرنسي "ضرورة توفير الحماية اللازمة للجالية التونسية، واعتماد مقاربة استباقيّة تتفادى مثل هذه الجرائم التي تُسيء إلى الإنسانيّة، وضمان عدم تكرارها".
من جانبه، أعرب وزير الداخليّة الفرنسي في بيان، عن إدانته الشديدة لهذه "الجريمة العنصريّة" ووصفها بـ"الإرهابيّة"، مؤكّداً رفض سلطات بلاده لكل ما من شأنه إثارة الفتنة داخل المجتمع الفرنسي. وتوجّه باسمه وباسم الحكومة الفرنسيّة بالتعازي لعائلة الضحيّة، مؤكداً أن "السلطات القضائيّة الفرنسيّة لن تتوانى عن تسليط أقصى العقوبات على الجاني الذي لا يُمثّل المجتمع الفرنسي ولا قيم الدولة الفرنسيّة".
وأعلن عضو البرلمان التونسي رياض جعيدان، الذي يمثل دائرة التونسيين المقيمين في جنوب فرنسا، اعتزام جمعيته، جمعية "صوت التونسيين بالخارج"، رفع دعوى مدنية في هذه القضية فور فتح التحقيق القضائي. وأعرب في منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، عن استيائه العميق إثر "جريمة القتل المروّعة" بحق هشام ميراوي، الذي "أُعدم بوحشية وبدم بارد باستخدام سلاح ناري".
وقال جعيدان: "إن الجانب العنصري للجريمة هو السبب الرئيسي وراء إحالة القضية إلى مكتب المدّعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، الذي تحدث عن نشر القاتل مقطَعي فيديو حاقدَين، قبل جريمته وبعدها، يلقيان الضوء على الأسس الشنيعة لهذه الجريمة الوحشية". وأدان عضو البرلمان ما وصفه بـ"العمل المشين والقتل بدوافع العنصرية وكراهية الأجانب، وهي دوافع تترسخ بشكل خطير في المجتمع الفرنسي، المعروف بتسامحه واحترامه لحق الاختلاف".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
"شرور حماس ليست مُبرِّراً للمجاعة في غزة"
رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على الحرب في غزة، فإنها لا تزال تشغل الرأي العام العالمي، لا سيما ما يتعلق بالمسؤولية الأخلاقية عمّا شهده القطاع من أهوال، وعن حدود حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وهذا هو موضوع عرض الصحف اليوم، والذي يتناول أيضاً رأي رئيس المحكمة العليا في حزب الليكود، ميخائيل كلاينر، في التغطية الإعلامية الأجنبية - لا سيما الأوروبية لهذه الحرب، قبل أن نستعرض في الختام تساؤلاً لمراسل حربيّ بريطاني سابق عن سِرّ منع إسرائيل للصحفيين الأجانب من دخول غزة. ونستهلّ جولتنا من مجلة "أميركا ماغازين" والتي نشرت افتتاحية بعنوان "وقفة للحساب في غزة". ولفتت المجلة إلى أن واحداً من بين كل خمسة مدنيين في قطاع غزة يصارع الجوع، وأن هذه النسبة تعني أن أكثر من نصف مليون نسمة يواجهون شبح الموت جوعاً – وفقاً لتقرير الأمم المتحدة في منتصف مايو/أيار 2025. في الوقت نفسه، فإن عاماً ونصف العام من القصف الإسرائيلي المكثّف للقطاع قد دمّر بِنيَته التحتيّة. ونبّهت المجلة إلى أن كثيرين من الساسة الأمريكيين أظهروا تردُّداً في إدانة إسرائيل؛ والسبب وراء هذا التردُّد هو "الوحشية العشوائية" التي اتّصف بها هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، وفق المجلة. لكن هناك ساسة آخرين لم يُظهروا هذا القدر من التردُّد، ومن بين هؤلاء ساسة إسرائيليون مثل رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، الذي كتب قبل أسبوع مقالاً في صحيفة هآرتس الإسرائيلية بعنوان "يكفي، طفح الكيل، إسرائيل ترتكب جرائم حرب". "المسؤولية الأخلاقية" ونوّهت "أميركا ماغازين" إلى أنّ رأيَ أولمرت يشاركه فيه قادة آخرون حول العالم، أما في الولايات المتحدة، فموقف الرئيس دونالد ترامب، من الحرب لا يزال غير واضح حتى الآن. ورأت المجلة أنه لا يوجد ائتلاف دوليّ يستطيع التأثير على قرار إسرائيل ما لم يكن هذا الائتلاف مدعوماً بثِقلٍ أمريكي سياسيّ واقتصاديّ. ونبّهت أميركا ماغازين إلى أن الموقف الغامض للرئيس الأمريكي حيال الحرب في غزة قد شجّع، فيما يبدو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "على التمادي في إبادة غزة بل وبوتيرة أسرع، وفق المجلة. ورأت أميركا ماغازين أن هناك شيئاً مفقوداً بين الطموح الجامح لنتنياهو وبين سياسة الواقع؛ هذا الشيء هو "المسؤولية الأخلاقية" التي تقع على كاهل إسرائيل وداعميها السياسيين في حرب غزة المحتدمة. وقالت المجلة الأمريكية إن إسرائيل، فيما يبدو، قد طمستْ ذلك الخط الفاصل بين المدنيين والمسلحين، في انتهاك للقانون الدولي ومبادئ الحرب العادلة. واستدركت المجلة بالقول إن انتقاد إسرائيل على هجماتها ضدّ المدنيين واستهداف أصول غير عسكرية، لا يعني إنكار حقّها في الدفاع عن نفسها، كما لا يعني التقليل من التهديد الذي تواجهه إسرائيل. ورأت أميركا ماغازين أن حركة حماس، هي الأخرى بالطبع مسؤولة أخلاقياً عن هذا الدمار الحاصل؛ مشيرة إلى "إصرار الحركة على البقاء في السلطة بما يمثّله ذلك من ذريعة لإسرائيل للاستمرار في حربها على القطاع". "لكنّ حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يفتح لها الباب على مصراعَيه في شنّ حرب شاملة"، وفقاً للمجلة الأمريكية. وتساءلت أميركا ماغازين: "تتذرّع إسرائيل بالتخوّف من وصول المساعدات إلى أيدي مقاتلي حماس فتمنع وصول تلك المساعدات لأطفال ونساء يتضورون جوعا! فهل تدمير حماس يبرّر تجويع الأطفال ومعاناتهم؟". "إن هجوم حماس كان السبب المباشر لنشوب هذه الحرب، كما أنّ إصرار حماس على الاحتفاظ بالسُلطة في القطاع سببٌ في استمرار الحرب؛ لكنّ إسرائيل هي التي قرّرت السماح بدخول الطعام والماء إلى غزة، ومن ثمّ فهي المسؤولة عن استمرار هذه الأزمة الإنسانية"، بحسب المجلة. وأضافت أميركا ماغازين بأن الجيش الإسرائيلي هو القوة المسيطرة على الأرض، ومن ثمّ فإنه يتحمل المسؤولية العملية بخصوص معاناة المدنيين في غزة. وخلصت المجلة إلى أن "شرور حركة حماس لا تبرّر حدوث مجاعة" في قطاع غزة. "يجب التصدّي لغسيل الدماغ الذي يخضع له العقل الجمعي الأوروبي" وإلى صحيفة معاريف الإسرائيلية، حيث نطالع مقالاً بعنوان "على غرار هتلر في ألمانيا، حماس مسؤولة عن دمار غزة"، بقلم رئيس المحكمة العليا في حزب الليكود ميخائيل كلاينر. ورأى كلاينر أن ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة إنّما هو "لمنع استمرار جرائم الحرب التي ترتكبها حماس ضد المدنيين في غزة وفي إسرائيل على السواء". وشبّه كلاينر موقف إسرائيل من الحرب في غزة، بموقف الرئيس الأمريكي السابق، هاري ترومان، ورئيس الوزراء البريطاني السابق، ونستون تشرشل، من قصف مُدن يابانية وألمانية، قائلاً: "القائدَين لم يكونا مُجرمَي حرب رغم إعطائهما الأوامر بقصف تلك المدن وما فيهما من سُكّان". ورأى كلاينر أن إسرائيل تُستدرَج للاعتذار في معظم النوافذ الإعلامية الأجنبية، التي تُكنّ عداوة لإسرائيل، وفقاً لتعبيره. وعلى صعيد المشهد في غزة، قال كلاينر إن "الغزيين يعرفون جيداً مَن الذي يحاول توصيل الغذاء لهم، ومَن الذي يحاول في المقابل سرقة هذا الغذاء للتربُّح؟" - في إشارة إلى حركة حماس. وقال كلاينر إنه يتعيّن على إسرائيل تعبئة كل مواردها "للتصدّي لغسيل الدماغ الذي يخضع له العقل الجمعيّ الأوروبي"، على حدّ تعبيره. "لا يجب أن نستسلم. الحق معنا. إسرائيل ليست هي المعتدي، إنما هي في موقف الدفاع عن الديمقراطية"، بحسب كلاينر. ومضى رئيس المحكمة العليا في الليكود يقول إن "المسؤول عن القتلى بين الأطفال الألمان في قصف مدينة دِرسْدن، والذي أودى بحياة 25 ألف شخص، كان هو أدولف هتلر، وليس تشرشل". وتابع كلاينر بالقول إن "تصرُّف الرئيس ترومان إزاء هيروشيما وناغازاكي لم ينبُع من رغبة في الانتقام، وإنما كان لمنْع قتْل ملايين المدنيين الأبرياء، والجنود كذلك، في اليابان والولايات المتحدة على السواء". وخلص كلاينر إلى القول إنه "لولا هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما فقد أي غزاويّ حياته. ولو أنّ حماس منذ ذلك الحين حتى اليوم قررّتْ وقْف جرائم الحرب المستمرة وإعادة المختطفين ونزْع السلاح، لَمَا قُتل غزاويّ واحد"، على حدّ قوله. وأضاف كلاينر: "لو أنّ المدنيين الغزيّين، بمن فيهم الأطفال، لم يُستخدَموا كدروع بشرية، ولو أنّ كل المدنيين الذين تلقّوا تحذيرات مُسبقَة بإخلاء المناطق المحدَّد قصفها انصاعوا لأوامر الإخلاء، لَما وقع هذا العدد من القتلى". "السرّ وراء منْع إسرائيل للصحفيّين من دخول غزة" ونختتم جولتنا من صحيفة الغارديان البريطانية، والتي نشرت مقالاً بعنوان "في عام 1973، كنت أقوم بعملي كمراسل حربيّ من إسرائيل بِحُريّة. الآن أصبح ذلك مستحيلاً بسبب الرقابة"، بقلم سفير اليونيسف في المملكة المتحدة حالياً، وعضو برلمان وستمنستر سابقاً، والمراسل الحربي السابق مارتن بيل. وعاد مارتن بالأذهان إلى الفترة ما بين عامَي 1967 و1973، حينما كان مراسلاً حربياً في سيناء، وهضبة الجولان وغزة، قائلاً إن الرقابة الإسرائيلية على الصحافة في ذلك العهد كانت محدودة ولا تكاد تتخطى ما يتعلق بمسائل الأمن العملياتي، على حدّ تعبيره. ورأى مارتن أن هذه الحرية كانت مفيدة للصحفيين وللإسرائيليين على السواء، مستذكراً كيف كان بإمكان المراسلين آنذاك أن يصوّروا ما يشاؤون وأن يحاوروا -في جوّ من الحريّة- الجنود من كافة الرُتَب، وصولاً إلى رئيس الأركان. ولفت مارتن إلى أنه كان قد سُمح له بعد حرب 1967 بزيارة غزة، "وأنه شاهد العمليات الانتقامية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المسؤولين عن هجمات سابقة"، وأنّ الرقابة في الجيش الإسرائيلي قد سمحتْ له بنقل هذه العمليات وغيرها - مِن هدْم منازل في الضفة الغربية، وزرْع ألغام حول كنائس القديس يوحنا المعمدان في غور الأردن. ثم انتقل مارتن إلى الزمن الحاضر، والصراع المحتدم بين الإسرائيليين وحماس في غزة، قائلاً إنه لا يوجد تغطية صحفية لهذه الحرب. ولفت الكاتب إلى أن التغطية الإعلامية، أو بالأحرى "اللا-تغطية" للحرب في غزة، عادة ما تبدأ بالتنبيه إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يسمح بدخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى القطاع، ثم بعد ذلك تقوم القناة بعرْض ما هو متاح من صُور التقطها هُواةٌ ومدنيون من داخل غزة وقاموا بنشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي. ونبّه مارتن إلى أن الصحافة المطبوعة أو الرقمية عادة ما تُصدّر أخبارها عن الحرب في غزة بأعداد القتلى والمصابين، مع التذكير دائماً بأن هذه الأرقام تمّ الحصول عليها من وزارة الصحة بالقطاع الذي تديره حماس – كمصدر وحيد متاح في بعض الأحيان. ماذا قال مراسلو بي بي سي بعد عام من تغطيتهم لحرب غزة؟ ونقل الكاتب عن زميله السابق جيريمي بوين -مراسل بي بي سي، القول إن "إسرائيل لا تسمح لنا بالدخول لأنها تفعل شيئاً ما هنالك، شيئاً لا تريدنا أن نطّلع عليه، وإلّا لسمحت لنا بالقيام بعملنا الصحفي بحُريّة". وقال مارتن إنه يميل إلى الاتفاق مع ما ذهب إليه جيريمي بوين، معتبراً أن "وسائل الإعلام التي تتمتع بالمصداقية تواجه تحدياً صعباً" في تغطية حرب غزة. ووصف مارتن وقوف المراسلين المتميزين على تلّة قريبة مُشرفة على غزة، يُسمّيها بعضُهم "تلّة العار"، قائلاً إنّ ما ينقُص هو التغطية المباشرة لهذه الحرب ونقْل وقائعها أولاً بأوّل على أيدي مراسلين على الأرض يستطيعون أن يترجموا بجدارة ما يحدث من حولهم. ورأى مارتن أنّ غياب مثل هذه التغطية يهيئ المناخ لانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، مؤكداً في ختام مقاله أن "مَنْع وصول الصحفيين، فيه خسارة للجميع بما في ذلك إسرائيل".


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
الحجاج يبدؤون أوّل أيام التشريق في مناسك الحج
بدأ حجاج بيت الله الحرام، اليوم السبت، أوّل أيام التشريق الثلاثة في مناسك الحج التي يرمون في خلالها الجمرات ب مشعر مِنى غربي السعودية، ثمّ يختتمون حجّهم بطواف الوداع في مكّة المكرّمة، وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بأنّ ذلك أتى وسط منظومة خدمية وأمنية متكاملة وإجراءات تنظيمية دقيقة سهّلت انسيابية حركة الحشود داخل منشأة الجمرات. وأوضحت الوكالة، اليوم السبت، أنّ عملية الرمي جاءت "وفق خطة تفويج محكمة، نُفّذت بتعاون وتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وبمتابعة ميدانية فورية، أسهمت في تحقيق أعلى درجات السلامة والأمان للحجاج، وتمكينهم من أداء نسكهم في أجواء تسودها الطمأنينة والسكينة". ويواصل الحجاج إقامتهم في مشعر مِنى في خلال أيام التشريق من أجل إكمال نسكهم، مع جواز التعجّل في ثاني تلك الأيام لمن أراد، وقد دعت وزارة الداخلية السعودية، في بيان اليوم السبت، " الحجاج إلى اتّباع المسارات المحدّدة عند الذهاب والعودة للجمرات والطواف والسعي، وعدم حمل الأمتعة إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام"، وشدّدت على ضرورة "التزام الحجاج بجداول التفويج، ومواصلة التزامهم بالتعليمات التي تنظّم تحركاتهم في خلال أيام التشريق والتحلّي بالهدوء والنظام في التنقل". #الهيئة_العامة_للإحصاء بلغ إجمالي أعداد الحجاج لموسم حج 1446هـ (1,673,230) حاجًّا وحاجَّة. #يسر_وطمأنينة #حج_1446 — الهيئة العامة للإحصاء (@Stats_Saudi) June 5, 2025 وفي مشعر مِنى، يرمى الحجاج الجمرات (21 حصاة) بدءاً من الصغرى بعدها الوسطى ثمّ العقبة الكبرى، وذلك بواقع سبع حصيات لكلّ جمرة، ويكبّرون مع كلّ واحدة منها، ويدعون بما شاؤوا بعد الصغرى والوسطى فقط مستقبلين القبلة رافعين أيديهم. أمّا أيام التشريق فهي الأيام الثلاثة التي تأتي عقب أوّل يوم من أيام عيد الأضحى، والتي يقضيها الحجاج في مشعر مِنى، وتُعرَف كذلك بـ"الأيام المعدودات". تجدر الإشارة إلى أنّ رمي الجمرات بدأ، أمس الجمعة في مِنى، تبعه نحر الهدي وطواف الإفاضة في مكّة. ومن اليوم السبت إلى بعد غدٍ الاثنين، تُرمى جمرات في مِنى ثمّ يكون الختام بطواف الوداع في مكّة. وكان موسم الحج لعام 1446 للهجرة، الذي يستمرّ لمدّة ستّة أيام، قد انطلق يوم الأربعاء الماضي، في الرابع من يونيو/ حزيران 2025، في يوم التروية في مِنى، ليشهد الخميس الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة. قضايا وناس التحديثات الحية الحجاج يرمون الجمرات في أول أيام عيد الأضحى السعودية تعلن نجاح موسم الحج وأعلنت السعودية، مساء أمس الجمعة، نجاح موسم الحج لهذا العام، معيدةً عدم التكدّس في أثناء أداء الحجاج المناسك إلى جهود عديدة بُذكت في مجال إدارة الحشود، أبرزها الأمنية والإعلامية المتعلّق بتنفيذ حملة "لا حج بلا تصريح". وكشف مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي، رئيس اللجنة الأمنية في الحج، أنّ عدد المشاركين في تنفيذ خطط أمن الحج لهذا العام يبلغ 213 ألفاً و323 مشاركاً من مختلف القطاعات الأمنية والعسكرية. وأوضح المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية العقيد طلال بن شلهوب، في مؤتمر صحافي، أنّ عدم التكدّس في حج هذا العام يعود إلى "النجاح في إدارة الحشود"، أضاف أنّ النجاح في إدارة الحشود أتى بـ"التكامل مع الجهات كافة، وهذا يعكس التزام الحجاج بالتعليمات والضوابط". يُذكر أنّ موسم الحج الماضي كان قد شهد تكدّساً لافتاً بين الحجاج في أثناء أداء المناسك، فيما أكّدت السلطات تسجيل مخالفات لحجاج أقرّوا بأنّهم يؤدّون الحج بلا تصريح، قبل أن يشهد حج هذا العام حملات مبكرة بخصوص هذا الأمر. يُذكر أنّ الهيئة العامة للإحصاء في السعودية أعلنت، في بيان أصدرته أوّل من أمس الخميس، أنّ عدد الحجاج هذا العام بلغ مليوناً و673 ألفاً و230 حاجّاً من خارج البلاد وداخلها. ويأتي هذا العدد ليسجّل تراجعاً عن موسم العام الماضي الذي بلغ عدد حجاجه مليوناً و833 ألفاً و164 حاجّاً، من بينهم 221 ألفاً و854 من داخل السعودية، بحسب ما أعلنه حينها وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة. (الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
الأضحى في المغرب... مجدداً "عيدنا فلسطيني"
فرضت غزة نفسها في أول أيام عيد الأضحى في المغرب ، حيث شهدت المصليات في أنحاء البلاد حملة تضامن واسعة مع القطاع المنكوب بالحرب. وارتدى كثيرون كوفيات ورفعوا أعلام فلسطين ورموزاً أخرى، كما حرص ناشطون على تزيين مداخل أحياء وأزقة في عدد من المدن بألوان العلم الفلسطيني. قضايا وناس التحديثات الحية غياب الأضاحي لن يمنع المغاربة من الفرح ومع استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد فلسطينيي غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شارك، صباح اليوم السبت، آلاف من مؤدي صلاة عيد الأضحى في مسيرات نحو مصليات ومساجد حاملين أعلام فلسطين، ووضعوا كوفيات وهللوا وكبروا، كما نظموا وقفات بعد صلاة العيد للتضامن مع غزة وفلسطين عموماً والتنديد باستمرار عدوان جيش الاحتلال وما خلّفه من موت ودمار وتجويع ونزوح ومحاولات تهجير. وتأتي فعّاليات التضامن مع غزة خلال عيد الأضحى ضمن النسخة الرابعة من مبادرة "عيدنا فلسطيني" التي أطلقتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية) للتضامن مع أهل غزة العزة وفلسطين الحبيبة، واستحضار معاني وقيم المواساة والأخوة الإسلامية". وكانت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" قد دعت الشعب المغربي إلى الانخراط الواسع في النسخة الرابعة من مبادرة "عيدنا فلسطيني"، وذلك تحت شعار "لن ننسى غزة والأقصى"، وإظهار كل الرموز الفلسطينية من ارتداء للكوفيات ورفع الأعلام والدعاء بالنصر والتمكين لأهل فلسطين الذين يحتفلون بالعيد في ظل استمرار العدوان بغزة وما يرافقه من تجويع ممنهج ومحاولات تهجير. تفاعل كبير للمغاربة مع فلسطين وغزة، 7 يونيو 2025 (العربي الجديد) ولم تقتصر أجواء التضامن مع فلسطين في عيد الأضحى على صلاة العيد والفعّاليات المرافقة، إذ امتدت إلى الفضاءات الافتراضية حيث تفاعل عدد كبير من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي مع الحملة، ونشروا صوراً لهم بالكوفية الفلسطينية مع إرفاقها بوسم "عيدنا فلسطيني". وقال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، لـ"العربي الجديد"، "إنه ارتباط بالدعم الشعبي المغربي المتواصل. بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يحل في ظل معاناة أهلنا في غزة والضفة وكل فلسطين من القتل والتجويع والحصار والتهويد، أعلنت الهيئة تنظيم النسخة الرابعة من فعّالية أنا مغربي عيدي فلسطيني، وذلك عبر رفع الأعلام الفلسطينية وارتداء الكوفيات خلال يوم العيد والدعاء لأهل فلسطين عامة وغزة خاصة بالنصر والتمكين، وتأكيد أن طريق النصر والتمكين هو المقاومة التي كسرت شوكة الجيش الذي قيل عنه إنه لا يقهر". ويوضح الإدريسي أن "فعّاليات يوم العيد تهدف إلى مواصلة الدعم والإسناد وتأكيد أنه رغم أجواء العيد والفرح لن ينسى المغاربة محنة فلسطين ومعاناتها، وسيؤكدون أن المؤمن أخو المؤمن يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، وأنه مهما طال الظلم والقهر فمصير الاحتلال إلى زوال. جميع المغاربة يرفضون اتفاق التطبيع المشؤوم وكل ما تبعه من اتفاقات، ومجرمو الحرب مكانهم السجون والمحاكمات". ويلفت إلى أن كل مصليات المغرب استجابت لنداء "لن ننسى غزة والأقصى" الذي أطلقته الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وذلك عبر جعل يوم عيد الأضحى عام 1446 يوم نصرة لغزة العزة. ومنذ 18 مارس/ آذار الماضي، تتواصل احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال حربه على غزة. وشهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحو شبه يومي في أنحاء البلاد لدعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة، ورفض التطبيع.