
تحت ضغط انهيار إيران وتغيرات الإقليم... الحوثيون يرفعون راية "السلام" مؤقتاً للهروب من العزلة والمصير
تحت ضغط انهيار إيران وتغيرات الإقليم... الحوثيون يرفعون راية "السلام" مؤقتاً للهروب من العزلة والمصير
مع اشتداد التصعيد بين إيران وإسرائيل، بدأت تتكشّف ارتدادات هذا الصراع على أذرع طهران في المنطقة، وفي مقدمتها ميليشيا الحوثي الارهابية في اليمن، التي أطلقت مؤخراً سلسلة من الدعوات المفاجئة للسلام وفتح الطرق، في خطوة وصفها مراقبون بـ"التكتيك الانتهازي" لا أكثر.
ففي الوقت الذي تواجه فيه طهران ضغوطاً متصاعدة، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، يبدو أن مليشيا الحوثي تحاول استباق الانهيار المحتمل لحليفها الأكبر، عبر تحركات محسوبة تهدف لتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي، وكسب الوقت لترتيب أوراقها في الداخل اليمني.
دبلوماسية "الظل" و"التقية السياسية"
بحسب مصادر مطلعة، فإن قيادات حوثية بارزة عبّرت في اجتماعات داخلية عن قلق عميق من تداعيات انهيار النظام الإيراني، لا سيما مع تزايد عزلة طهران وفقدانها القدرة على دعم وكلائها بالزخم السابق.
وتضيف المصادر أن المليشيا كلفت رئيس وفدها التفاوضي محمد عبد السلام بالتحرك الدبلوماسي العاجل، في محاولة لفتح قنوات تواصل مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية، مستغلة خطاباً مرناً يخفي وراءه ثباتاً على نهج السيطرة بالقوة.
ويفسر محللون هذا التوجه بأنه جزء من سياسة "التقية السياسية" التي عُرفت بها المليشيا الارهابية التابعة لايران، إذ تتظاهر بالانفتاح والتهدئة كلما واجهت أزمة خارجية أو داخلية، ثم تعود للتصعيد بمجرد تغير المعادلات لصالحها.
تحركات موازية في عدد من الدول العربية
وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية عن تحركات نشطة في عدد من الدول العربية، خصوصاً في الأردن ومصر وتركيا، لمناقشة مستقبل الصراع في اليمن في ضوء المتغيرات الإقليمية، ومحاولة استكشاف فرص سياسية جديدة قبل تفاقم الأزمة.
لكن هذه التحركات – بحسب مراقبين – تخفت عندما يحقق الحوثيون مكاسب ميدانية، وتبرز فقط حين تتعرّض المليشيا لضغوط عسكرية أو سياسية، ما يعكس تعقيد المشهد الإقليمي، ومحاولة بعض الأطراف الموازنة بين المصالح والمبادئ في مقاربتها للملف اليمني.
الحوثي يسقط كل خيارات السلام
رغم الخطاب "الناعم" الذي أطلقته المليشيا مؤخراً، إلا أن الواقع على الأرض يؤكد أن الحوثيين لم يقدموا أي مؤشر ملموس على نية حقيقية للسلام. لا تزال المليشيا مستمرة في عمليات التجنيد، ونهب الأموال، وقمع الحريات، وفرض الإتاوات، إلى جانب رفض تنفيذ اتفاقات فتح الطرق وفك الحصار عن تعز.
ويؤكد ناشطون ومراقبون أن الحوثي قد أسقط عملياً كل خيارات السلام الممكنة، بعد أن تعامل مع كل مبادرات التهدئة السابقة كفرص للتمكين العسكري وليس كبوابات لإنهاء الحرب.
لا خيار أمام اليمنيين سوى تحرير صنعاء
في ظل تعنت المليشيا واستغلالها للمناورات السياسية، يرى مراقبون أن الشعب اليمني لم يعد أمامه سوى خيار واحد وحتمي: تحرير صنعاء واستعادة مؤسسات الدولة بقوة الإرادة الوطنية، لا سيما بعد أن أثبتت كل التجارب أن الحوثيين لا يجنحون للسلام إلا حين يُحاصرون، ولا يتراجعون إلا تحت الضغط العسكري الحقيقي.
ويؤكد محللون أن السلام لا يمكن أن يكون مستداماً في ظل بقاء السلاح بأيدي مليشيا دينية مسلحة مرتبطة بأجندة خارجية، وأن أي تسوية لا تقوم على تفكيك ميليشيا الحوثي واستعادة العاصمة ستبقى مجرد "هدنة هشة" مرشحة للانفجار في أي لحظة.
ختاماً: زمن الخداع الحوثي يقترب من نهايته
في ظل اختناق المشروع الإيراني وتبدل موازين الإقليم، يبدو أن الحوثيين دخلوا مرحلة كثافة التمويه السياسي لكسب الوقت، لكن حجم المتغيرات ووعي الشارع اليمني قد لا يمنحه هذه المرة الفرصة لتكرار الخداع.
فالسلام الحقيقي يبدأ من سحب سلاح المليشيا الحوثية وخروجها من مؤسسات الدولة، وإلا فالمعركة ستبقى قائمة، والهدف سيظل واحداً: تحرير صنعاء، واستعادة الدولة المخطوفة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 32 دقائق
- اليمن الآن
روسيا تحذر أميركا من "مجرد التفكير" في دعم إسرائيل عسكريا
حذرت روسيا، الأربعاء، الولايات المتحدة، من مجرد التفكير في تقديم دعم عسكري مباشر لإسرائيل في عملياتها ضد إيران، معتبرة أن ذلك من شأنه زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط. وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: "نحذر أميركا من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل أو حتى مجرد التفكير في الأمر". وأوضح أن أي مساعدة عسكرية مباشرة محتملة من أميركا لإسرائيل قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل جذري. وأبرز أن موسكو على اتصال بكل من إسرائيل وإيران. كانت موسكو قد نددت، الثلاثاء، بالهجمات الإسرائيلية المستمرة على إيران ووصفتها بأنها غير قانونية، وقالت إنه لا يمكن التوصل إلى حل للخلاف المتعلق ببرنامج طهران النووي إلا عن طريق الدبلوماسية. وقالت وزارة الخارجية في بيان منشور على تطبيق تلغرام إن "الهجمات المكثفة المستمرة التي تشنها إسرائيل على المواقع النووية السلمية الإيرانية غير قانونية بموجب القانون الدولي وتؤسس لتهديدات غير مقبولة للأمن الدولي وتدفع العالم إلى كارثة نووية". وأضافت أن التنديد الواسع النطاق بالتصرفات الإسرائيلية أظهر أن إسرائيل لم تجد الدعم إلا "من تلك الدول التي هي في الواقع مشاركة في هذه الأعمال وتتحرك لأسباب انتهازية". وأشارت إلى أن "تصريحات إيران الواضحة عن امتثالها الثابت لالتزامات معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واستعدادها لتجديد الاتصالات مع الولايات المتحدة للعمل على العثور على حلول ممكنة، تزيل كل الشكوك المحيطة ببرنامج طهران النووي". سكاي نيوز عربي اخبار التغيير برس


اليمن الآن
منذ 32 دقائق
- اليمن الآن
تقرير صادم: إسرائيل قد تنهار خلال هذه المدة إذا تُركت وحدها في مواجهة إيران
في تطور خطير يكشف هشاشة الموقف العسكري الإسرائيلي أمام تصعيد محتمل مع إيران، كشفت مصادر استخباراتية أمريكية وإسرائيلية عن تقديرات مثيرة للقلق بشأن قدرة إسرائيل على الصمود بدون دعم مباشر من الولايات المتحدة. وبحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن مصدر مطلع، فإن إسرائيل قد لا تتمكن من الاستمرار لأكثر من 10 إلى 12 يومًا في حال استمرت الهجمات الإيرانية بالوتيرة نفسها، دون تدخل أمريكي فوري أو إمدادات عاجلة من الذخائر. وأشار المصدر إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ يعاني من ضغط عملياتي متصاعد، ما قد يدفعه قريبًا إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن ما يمكنه صده من الهجمات، وما يجب أن يتركه نتيجة محدودية الموارد. وفي مؤشر مقلق، كشفت تقارير أن الجيش الإسرائيلي شرع بالفعل في ترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، وهو ما قد يؤثر على فعالية منظومة الدفاع الجوي ضد أي هجوم واسع النطاق. من جهتها، قدّرت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية تكلفة الدفاع الصاروخي لإسرائيل بحوالي مليار شيكل يوميًا (ما يعادل 285 مليون دولار)، ما يثير تساؤلات جدية حول الاستدامة المالية والعسكرية لعمليات الدفاع في حال استمرار التصعيد دون دعم خارجي. المصدر مساحة نت ـ رزق أحمد


اليمن الآن
منذ 32 دقائق
- اليمن الآن
مطار عدن الدولي يثير الجدل.. مشهد غير متوقع خلال زيارة وزير النقل
كشفت زيارة مفاجئة لوزير النقل إلى مطار عدن الدولي عن واقع صادم، حيث ظهرت تفاصيل تكشف مستوى الخدمات المقدمة في المنشأة السيادية الأهم باليمن، وذلك خلال جولة الوزير برفقة مدير المطار أمس. وأظهرت صور متداولة موظف استقبال يجلس خلف طاولته، فيما تنتصب أمامه 'مروحة شحن سفري' بسيطة، في مشهد أثار سخرية واستياءً واسعًا، خاصةً أن الزيارة شهدت استقبالًا رسميًا لمسؤول رفيع المستوى. وتعكس الصورة حالة الإهمال التي يعانيها المطار، الذي يُفترض أن يكون الواجهة الأولى للبلاد، وسط تساؤلات عن مصير المخصصات المالية التي خُصصت لتحسين البنية التحتية، بما في ذلك التمويلات الحكومية والدولية والدعم السعودي. أهالي معتقلي عدن يطالبون بالكشف عن مصير أبنائهم المجلس الانتقالي يطوّق ساحة التظاهر خوفًا من احتجاجات المقدم الجعدني الريال السعودي يلامس 700 ريال يمني في عدن ويشعل مخاوف الانهيار وواجهت الحكومة انتقادات حادة بعد المشهد، خصوصًا في ظل الحديث عن 'مصفوفة أولويات عاجلة' ضمن خطة الـ100 يوم، حيث طالب نشطاء ومواطنون بتوضيحات عاجلة حول تدهور الخدمات في المنشآت الحيوية. ويستمر الجدل حول مصير المسافرين العاديين، إذا كان وزير النقل نفسه يُستقبل بهذا المستوى من اللامبالاة، فيما لم تصدر أي جهة مسؤولة تعليقًا رسميًا على الصور المتداولة حتى الآن.