logo
قناة لخلق بحر في الصحراء المغربية.. حلم منسي؟

قناة لخلق بحر في الصحراء المغربية.. حلم منسي؟

يا بلادي١٨-٠٣-٢٠٢٥

مر مشروع بحر الصحراء بأذهان أكثر العقول جرأة منذ ما يقرب من 150 عاما. ففي عام 1878، تصور الجغرافي الفرنسي فرانسوا إيلي رودير ، بدعم من فرديناند ديليسبس، مروج قناة السويس، فكرة إغراق " الشطوط" (البحيرات المالحة) في الجزائر وتونس من خلال حفر قناة تمتد من خليج قابس. الهدف؟ تغيير المناخ وجعل المنطقة أكثر خصوبة. لكن أخطاء طوبوغرافية وتكاليف باهظة دفنت الفكرة بسرعة، وفقًا للمؤرخ خورخي ألفاريز في مقال طويل نُشر على موقع LBV.
قبل ذلك ببضع سنوات، كان للمهندس الاسكتلندي دونالد ماكينزي رؤية أكثر طموحًا: إدخال مياه المحيط الأطلسي إلى الصحراء عبر قناة يتم حفرها جنوب المغرب، بالقرب من رأس جوبي (منطقة طرفاية). كان يعتقد أن منطقة الجوف، الواقعة اليوم في موريتانيا، تقع تحت مستوى سطح البحر ويمكن غمرها بسهولة. وعلى المدى البعيد، كان من الممكن أن يمتد البحر الجديد إلى نهر النيجر، مما سيؤدي إلى تغيير طرق التجارة وفتح المجال للزراعة.
لكن ماكينزي، الذي لم يزر المنطقة مطلقا، استند إلى بيانات خاطئة. على عكس حساباته، كانت المنطقة التي أراد إغراقها على ارتفاع 320 مترًا فوق سطح البحر. وسرعان ما انهار مشروعه تحت وطأة التناقضات العلمية والتوترات الاستعمارية، حيث نظرت فرنسا وإسبانيا بعين الريبة إلى أي نفوذ بريطاني محتمل في المنطقة.
غزو المياه للصحراء
ومع ذلك، لم تختف فكرة إنشاء بحر في الصحراء تماما. ففي الثلاثينيات، أعاد مهندسون ألمان وأمريكيون طرح مشاريع مماثلة في تونس، مستندين إلى إشارات قديمة عن بحيرة تريتونيس الغامضة التي ذكرها المؤرخون الإغريق. وفي الخمسينيات، أنشأت تونس المستقلة جمعية "أرتيميس" لدراسة جدوى قناة صحراوية.
أما في مصر، فقد جرت محاولة مماثلة مع منخفض القطارة، غرب دلتا النيل. وفي الستينيات، اقترحت الولايات المتحدة استخدام تفجيرات نووية لحفر قناة تؤدي إلى بحيرة اصطناعية مستقبلية، لكن المشروع ألغي لأسباب بيئية ودبلوماسية.
وفي الثمانينيات، خلصت دراسة سويدية بتكليف من تونس إلى أن التأثير المناخي سيكون ضئيلًا، وأن التبخر سيجعل المياه مالحة جدًا بحيث لا يمكن استغلالها. كما أن الاستثمار، الذي قدر بما بين 11 و86 مليار دولار، لم يكن مبررا اقتصاديا.
في عام 2018، أعيد طرح الفكرة من جديد عبر مبادرة أُطلق عليها "طريق التعاون"، والتي تهدف إلى إغراق شط الجريد في تونس لإنشاء بحر اصطناعي يعزز الاستزراع المائي والسياحة والزراعة. لكن، كما هو الحال مع المشاريع السابقة، اصطدم هذا المشروع بالحقائق الاقتصادية والبيئية.
أما فكرة قناة من المغرب، فهي اليوم أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى مشروع قابل للتحقيق. ومع ذلك، في ظل التغير المناخي والتصحر المتزايد، قد تلهم يوتوبيا الأمس حلول الغد. وفي غياب قناة ضخمة نحو الصحراء، فقد شرع المغرب في تنفيذ أولى مراحل مشروعه العملاق "طرق المياه السريعة" بين حوضي سبو وبورقراق، والذي سيتيح في النهاية نقل 860 مليون متر مكعب سنويًا من المياه إلى مدن كبرى مثل الرباط ومراكش.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التنبؤ بالعواصف وموجات الحر يتقدم بفضل الذكاء الاصطناعي
التنبؤ بالعواصف وموجات الحر يتقدم بفضل الذكاء الاصطناعي

اليوم 24

timeمنذ 10 ساعات

  • اليوم 24

التنبؤ بالعواصف وموجات الحر يتقدم بفضل الذكاء الاصطناعي

يشكل تحسين دقة توقعات موجات الحر والعواصف، والحد من القدر الكبير من الطاقة الذي يستلزمه وضعها، هدفا لمختلف هيئات الأرصاد الجوية، وهي باتت تعو ل في ذلك على التقدم السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتيح التحوط للكوارث المتفاقمة بسبب التغير المناخي. وبعد تحقيق تقدم أولي عام 2023 مع نموذج تعلم من شركة « هواوي »، ابتكرت كل من « غوغل » و »مايكروسوفت » أدوات ذكاء اصطناعي قادرة في بضع دقائق على إنتاج توقعات أفضل من تلك التي تنتجها الأجهزة الحاسبة التقليدية التابعة للهيئات الدولية الكبرى والتي تستغرق بضع ساعات لإنجاز هذه المهمة. ويشكل هذا الأداء التجريبي وغير المتاح بعد للعامة أو حتى للمحترفين، مؤشرا إلى التقدم السريع في الأبحاث. وكانت « غوغل » أعلنت في كانون الأول/ديسمبر الفائت، أن نموذجها « جين كاست » الذي درب على بيانات تاريخية، أظهر قدرة على التنبؤ بالطقس والعوامل المناخية المتطرفة على فترة 15 يوما بدقة لا مثيل لها. ولو كان « جين كاست » قيد التشغيل عام 2019، لكان تجاوز في 97% من الحالات توقعات المرجع العالمي، وهو المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF)، لأكثر من 1300 كارثة مناخية. أصبح نموذج آخر يسمى « أورورا »، ابتكره مختبر تابع لـ »مايكروسوفت » في أمستردام باستخدام بيانات تاريخية أيضا، أول نموذج للذكاء الاصطناعي يتنبأ بمسار الأعاصير لخمسة أيام بشكل أفضل من سبعة مراكز توقعات حكومية، بحسب نتائج ن شرت خلال هذا الأسبوع في مجلة « نيتشر » العلمية. بالنسبة إلى إعصار دوكسوري عام 2023، وهو الأكثر تكلفة في المحيط الهادئ حتى اليوم (أضرار بأكثر من 28 مليار دولار)، تمكن « أورورا » من التنبؤ قبل أربعة أيام من وصول العاصفة إلى الفيليبين، في حين كانت التوقعات الرسمية آنذاك تشير إلى أنها تتجه شمال تايوان. ويقول باريس بيرديكاريس، المبتكر الرئيسي لـ »أورورا »، في مقطع فيديو نشرته مجلة « نيتشر »: « في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، سيكون الهدف الأسمى هو بناء أنظمة قادرة على العمل مباشرة مع عمليات رصد »، سواء أكانت أقمارا اصطناعية أو غير ذلك، « من أجل وضع توقعات عالية الدقة حيثما نريد »، في حين تفتقر بلدان كثيرة حاليا إلى أنظمة تحذير موثوقة. كان من المتوقع أن تنافس نماذج الذكاء الاصطناعي في يوم من الأيام النماذج الكلاسيكية، لكن « ما كان أحد يظن أن ذلك سيحدث بهذه السرعة »، على ما تقول لور راينو، الباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي لدى هيئة « ميتيو فرانس » الفرنسية للأرصاد الجوية، في حديث إلى وكالة فرانس برس، في خضم تطوير نسختين قائمتين على الذكاء الاصطناعي من نموذجي « أربيج » و »أروم ». وتعمل النماذج المسماة « فيزيائية » والتي تم ابتكارها على مدى عقود، من خلال إدخال كميات هائلة من البيانات الرصدية أو أرشيفات الطقس في أجهزة كمبيوتر قوية، ثم تطبيق قوانين الفيزياء المحو لة إلى معادلات رياضية، لاستنتاج التوقعات. وتتمثل سيئاتها في أنها تتطلب ساعات من العمليات الحسابية على أجهزة كمبيوتر تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. ويجمع نموذج تعلم قائم على الذكاء الاصطناعي البيانات نفسها، لكن شبكته العصبية تغذي نفسها وتستنتج التوقعات بطريقة « إحصائية تماما »، من دون إعادة احتساب كل شيء، وفق لور راينو. وتقول الباحثة « قد نتمكن بفضل مكاسب في السرعة والجودة، من احتساب توقعاتنا بشكل أكثر تكرارا يوميا »، خصوصا بالنسبة إلى العواصف التي تعد مدمرة ويصعب التنبؤ بها. تسعى هيئة « ميتيو فرانس » للأرصاد الجوية إلى تقديم توقعات مدعومة بالذكاء الاصطناعي على نطاق بضع مئات من الأمتار. ويعمل المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى على ابتكار نموذج ذكاء اصطناعي خاص به، وهو « أقل تكلفة لناحية الحساب بنحو الف مرة من النموذج التقليدي »، وفق ما تقول لوكالة فرانس برس فلورنس رابيه، المديرة العامة للمركز الذي يوفر توقعات لـ35 دولة أوروبية. ينتج نموذج الذكاء الاصطناعي هذا حاليا توقعات على مقياس يبلغ حوالى 30 كيلومترا مربعا، وهو بالتأكيد أقل تفصيلا من الخاص بـ »أورورا » (نحو 10 كيلومترات مربعة)، لكن نسخته الأولى تشغيلية أصلا، ويستخدمها منذ شباط/فبراير خبراء الأرصاد الجوية المحليون المسؤولون عن إعداد التنبيهات للسكان. ولن تختفي هذه التوقعات بشكل سريع، بحسب لور راينو التي تقول « سنحتاج دائما إلى خبراء في الأرصاد الجوية لتقييم البيانات ». وتقول فلورنس رابيه « عندما يتعلق الأمر بحماية الأشخاص والممتلكات، لا أعتقد أننا نستطيع الاستغناء عن الخبرة البشرية ».

إسرائيل تختبر "الشعاع الحديدي" سلاح ليزري منخفض التكلفة لتعزيز الدفاعات ضد التهديدات الجوية
إسرائيل تختبر "الشعاع الحديدي" سلاح ليزري منخفض التكلفة لتعزيز الدفاعات ضد التهديدات الجوية

المغرب اليوم

timeمنذ 5 أيام

  • المغرب اليوم

إسرائيل تختبر "الشعاع الحديدي" سلاح ليزري منخفض التكلفة لتعزيز الدفاعات ضد التهديدات الجوية

قد تحصل إسرائيل قريباً على نسخة من نظام الليزر عالي الطاقة قصير المدى (Iron Beam) أو "الشعاع الحديدي"، حيث سيخضع النظام قريباً للتجارب البحرية. وبحسب الشركة الإسرائيلية المصنعة "رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة" (Rafael Advanced Defense Systems)، فإن الاختبارات الوشيكة ستُبنى على الدروس المستفادة من المعارك التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ، وفق مجلة The National Interest. وذكرت المجلة الأميركية، أنه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، كان على تل أبيب التعامل مع مستوى غير مسبوق من هجمات الطائرات المسيّرة، وصواريخ الكروز، والصواريخ الباليستية. وفي حين أن قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية، مثل "القبة الحديدية"، نجحت في صد كثير من هذه الهجمات، فإن إدخال "الشعاع الحديدي" سيضيف مستوى جديداً تماماً للحماية، حسبما ذكرت المجلة الأميركية. "الشعاع الحديدي" Iron Bream كشفت شركة Rafael للمرة الأولى عن نظام "الشعاع الحديدي" البحري في معرض IMDEX Asia عام 2023. وكما هو الحال مع النسخة البرية، يمكن دمج النسخة البحرية في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الحالية، مثل "القبة الحديدية". وقال ران جوزالي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مديرية الأنظمة البرية والبحرية في Rafael، إن "الشعاع الحديدي" نظام "بالغ الأهمية" لمواجهة التهديدات الناشئة. وأضاف جوزالي أن "محفظة Rafael البحرية تشهد نمواً مستمراً، وتحديثاً للأنظمة باستمرار، وينصب التركيز على البحث والتطوير لإيجاد حلول جديدة للتحديات الحالية والمستقبلية". في حين أن أسلحة طاقة الليزر ترتبط للوهلة الأولى في كثير من الأحيان بالخيال العلمي، فإن الإسرائيليين يقيّمون مفهوم "الشعاع الحديدي" منذ أكثر من عقدين من الزمن. وترتبط أنظمة الطاقة بمبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركية، التي تم تشكيلها في عهد إدارة الرئيس السابق رونالد ريجان في ثمانينيات القرن الماضي. وأُطلق على هذا البرنامج اسم "حرب النجوم"، وكان عبارة عن دراسة مبتكرة لمفاهيم الأسلحة المتقدمة الجديدة، بما في ذلك الليزر. ومع ذلك، نظراً لعدم توفر التكنولوجيا اللازمة خلال تلك الفترة لتحويل هذا المفهوم إلى واقع، لم يُكتب له النجاح. ولم تتمكن إسرائيل من الحصول على التكنولوجيا المطلوبة للكشف عن برنامج الشعاع الحديدي إلا في عام 2014 في معرض سنغافورة الجوي. وبينما لا تزال المواصفات والتفاصيل المتعلقة بهذا المسعى سرية للغاية، يُعتَقد حالياً أن "الشعاع الحديدي" يتمتع بمدى فعَّال أقصى يصل إلى 7 كيلومترات، وهو قادر على اعتراض وتدمير مجموعة من المقذوفات باستخدام كابلات الألياف الضوئية عالية الطاقة المزدوجة. وإلى جانب التقنيات المتطورة المدمجة في "الشعاع الحديدي"، فإن التدابير الرامية إلى خفض التكاليف تجعل هذا السلاح عالي الطاقة مفضلاً بالنسبة لإسرائيل. في حين أن سعر الصواريخ الاعتراضية للقبة الحديدية يتراوح بين 50 ألف دولار و100 ألف دولار لكل منها، فإن "الشعاع الحديدي" سيكلف جزءاً بسيطاً من هذا السعر. كما ولن تُكلف كل عملية اعتراض من "الشعاع الحديدي" سوى بضعة دولارات من الكهرباء. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ثروة معدنية خيالية بالمغرب.. شركة كندية تعلن عن اكتشاف يفوق 60 مليار دولار!
ثروة معدنية خيالية بالمغرب.. شركة كندية تعلن عن اكتشاف يفوق 60 مليار دولار!

أخبارنا

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أخبارنا

ثروة معدنية خيالية بالمغرب.. شركة كندية تعلن عن اكتشاف يفوق 60 مليار دولار!

في خبر أثار اهتمام المتابعين، أعلنت شركة كندية مختصة في التنقيب عن معادن الطاقة الحيوية عن اكتشاف ضخم بمنطقة سيروا بإقليم ورزازات، جنوب المملكة، ضمن مشروعها المسمى "أماسّين"، حيث قدرت القيمة الأولية للمعادن المكتشفة بأزيد من 60 مليار دولار! وحسب ما أفادت به شركة Catalyst Mines Inc، فإن نتائج الحفر السطحي كشفت عن تركيزات "مرعبة" من معدن الكروم، إلى جانب مؤشرات قوية لوجود كل من الكوبالت والنيكل، وهي عناصر حيوية تُستخدم في الصناعات المتطورة من دفاع وطاقات متجددة وحتى بطاريات السيارات الكهربائية. المعطيات الرقمية جاءت صادمة: أعلى تركيز لمعدن الكروم بلغ حوالي 270 ألف جزء في المليون، فيما سجل المعدل العام عبر مختلف الخنادق حوالي 10 آلاف جزء في المليون. أما النيكل فقد بلغ متوسطه 1481 جزءًا في المليون، والكوبالت استقر عند 102 جزء فقط. الرئيس التنفيذي للشركة، تايلر بوربي، وصف الاكتشاف بـ"الاستثنائي"، مؤكدًا أن المشروع بات يتمتع بمكانة تنافسية عالمية، نظراً لنوعية وحجم تمعدن الكروميت، بالتزامن مع ارتفاع الطلب الدولي على هذه المعادن. ووفق التقديرات الأولية، فإن الموقع يحتوي على حوالي 609 ملايين طن من الصخور الغنية بهذه المعادن الثلاثة، ما يعزز فرص تحويله إلى مشروع تعدين ضخم وربحي على المدى الطويل. الشركة الكندية لم تتوقف عند هذا الحد، بل باشرت بالفعل المرحلة الثانية من الاستكشاف عبر حفر 20 بئرًا بعمق إجمالي يبلغ 4000 متر، وذلك في أفق إعداد تقرير الموارد وفقًا للمعايير الدولية. وتجدر الإشارة إلى أن اجتماع هذه المعادن الحيوية الثلاثة في نظام جيولوجي واحد يعتبر نادرا، ويفتح الباب على مصراعيه لإنشاء مشروع صناعي متكامل قد يُحدث ثورة اقتصادية في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store