
رواية قيثارة الرمل للاديب نافذ الرفاعي
قراءة وتحليل: نزهة أبو غوش.
رواية "قيثارة الرمل" لا تُقرأ فقط بوصفها قصة فردية عن سجين يصنع قيثارة في ظروف قاسية، بل هي أيضًا نص سياسي ووطني بامتياز، يُجسّد المقاومة الفلسطينية في أبهى صورها الرمزية والإنسانية.
السجن في الرواية لا يُمثل فقط مساحة مادية تُقيّد الجسد، بل هو رمز أكبر للاحتلال، للقهر القومي، وللواقع السياسي المفروض على الشعب الفلسطيني. داخل هذا الفضاء المغلق، ينهض صوت البطل – وصوت رفاقه – ليقول إن الحرية لا تُقمع، وأن الهوية الوطنية لا تموت خلف القضبان. السجن يصبح فلسطين المصغّرة، والقيثارة تصبح صوتها المخنوق الخارج من قلب الرمل والخذلان والخذلان العربي
ان صناعة القيثارة ليست مجرد فعل فني، بل موقف سياسي جريء. القيثارة التي تُولد من الخشب المهترئ والخيوط المسروقة هي أداة مقاومة ناعمة، سلاح من نوع آخر. بدل الرصاص، يُشهر السجين نغمته، وبدل الغضب، يعلن عن ذاته بلحنٍ يعبر الجدران ليصل إلى من هم في الخارج: أننا هنا، باقون، نغني رغم القيد.
ان التعاون بين السجناء لصناعة القيثارة هو انعكاس لرؤية وطنية أوسع: أن التحرر لا يتم بالفرد، بل بالجماعة، بالتكافل، بالثقة المتبادلة. في زمن الانقسام، تقدم الرواية هذا المقطع باعتباره درسًا: حين يتعاون الجميع، تُصنع القيثارة؛ وحين يتفرقون، يضيع اللحن.
ان هنك علاقة بين العنوان بالمأساة الوطنية:
العنوان "قيثارة الرمل" يحمل في عمقه البعد الفلسطيني: الرمل هو أرض فلسطين، القابلة للتبدد بفعل الاحتلال، والمهددة دائمًا بالمحو. أما القيثارة، فهي صوت هذا الشعب، صامد، ناعم لكنه عميق، لا يمكن إسكاته. هكذا تتداخل الرمزية الشعرية بالرمزية
رواية "قيثارة الرمل" تكتب سردية من نوع مختلف عن القضية الفلسطينية. لا تنقل النضال فقط من خلال البندقية، بل من خلال الفن، الموسيقى، التضامن، والكرامة الإنسانية. إنها رواية تُعيد تعريف المقاومة، وتُذكّرنا أن في قلب الرمل، قد تُولد نغمة. وفي قلب النغمة، قد تولد فلسطين الجديدة.
في الرواية، وصف الراوي
وصفا دقيقا، وبشعور مؤلم كيف كان يضع الاحتلال موسيقى متكررة من خلال مكبر صوت؛ كي يسمعه للسجناء.
ان تكرار نفس المقطع الموسيقي، خاصة إن كان مزعجًا أو خارجًا عن الذوق الشخصي للسجين، يؤدي إلى تعب ذهني شديد، يُشبهما يُعرف بـ"الإجهاد الحسي" (sensory overload أو sensoryfatigue). فالعقل يحتاج إلى تنوّع وإيقاع طبيعي، وعندما يُجبر على استقبال نفس المثير مرارًا، يدخل في حالة من الاحتراق الحسي .
ان الموسيقى تُستخدم هنا كنوع من التحكم بالبيئة السمعية، وهي طريقة في التعذيب تُسمى music torture، وهي موثقة في العديد من السجون عبر العالم. الهدف منها هو أن يشعر السجين بأنه لا يملك حتى حق الصمت، وأن لحظاته كلها خاضعة لتحكم .
التكرار الموسيقي اليوم يفقد السجين إحساسه بالزمن الطبيعي، لأن الأيام تبدو متشابهة بلا تغير. هذه الطريقة تؤدي إلى نوع من تفكك الهوية والشعور بالفراغ الوجودي، وهو أمر مقصود ضمن ما يُعرف بسياسات "تفريغ الذات" داخل السجون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Sport360
منذ 4 دقائق
- Sport360
الاتحاد يستهدف تجديد عقد كانتي قبل إجازة الصيف
سبورت 360- تستهدف إدارة نادي اتحاد جدة برئاسة لؤي مشعبي، تجديد عقد الفرنسي نجولو كانتي لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم، تزامنًا مع نهاية الموسم الرياضي الجاري. الاتحاد يثق في استمرار كانتي مع الفريق وكانت إدارة نادي الاتحاد ، نجحت في التعاقد مع كانتي، خلال الانتقالات الصيفية لموسم 2023/24 قادمًا من تشيلسي، وأصبح من الأعمدة الأساسية، للنمور خلال الفترة الماضية. وفتحت الإدارة الرياضية بنادي الاتحاد السعودي، ملف تجديد كانتي، خلال الفترة الجارية، قبل أن يحصل اللاعب على الإجازة الصيفية، حسبما ذكرت صحيفة 'اليوم'، مساء اليوم الجمعة. وتثق الإدارة الرياضية بنادي الاتحاد، في استمرار النجم الفرنسي بصفوف الفريق في الموسم المُقبل، وذلك بعد التتويج ببطولة دوري روشن السعودي للمحترفين. وشارك اللاعب صاحب الـ 34 عاماً بقميص الاتحاد خلال الموسم الحالي بـ 33 مباراة في مختلف البطولات سجل خلالها 4 أهداف وصنع مثلهن. وفي سياق متصل، يستعد فريق الاتحاد لمواجهة نظيره ضمك، في المباراة التي ستقام على ملعب 'الإنماء' بمدينة الملك عبد لله الرياضية بجدة، يوم الاثنين المقبل في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة والقاهرة.


Sport360
منذ 4 دقائق
- Sport360
يورتشيتش: وصول بيراميدز لنهائي أفريقيا معجزة بكل المقاييس
سبورت 360- أعرب الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش المدير الفني لفريق بيراميدز، عن فخره بتواجد فريقه في نهائي دوري أبطال أفريقيا، ومواجهة خصم عملاق مثل صن داونز الجنوب إفريقي. يورتشيتش: بيراميدز لا يجد الدعم من أحد وشدد المدرب الكرواتي خلال المؤتمر الصحفي، اليوم الجمعة، على أن وصول بيراميدز للنهائي هو مكافأة له وللاعبيه ولكل من يعمل في هذا النادي على المجهود الخرافي المبذول طوال الموسم. وأوضح أن وصول بيراميدز إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا البطولة الأكبر في القارة ويلعب فيها عمالقة أفريقيا بعد أقل من ٧ سنوات فقط على تأسيس النادي، وفي ثاني مشاركة له في دوري الأبطال، هي معجزة بكل المقاييس ولم يكن أحد يتوقع للفريق ذلك. وأكد أنه يؤمن بلاعبيه وقدرتهم على الفوز باللقب رغم صعوبة وقوة المنافس الأكثر خبرة في البطولة، موضحا أن مباراة صن داونز هي أكبر تحدي طوال مشواره كمدرب مع كرة القدم. ونوه على أن بيراميدز ينافس على كل الجبهات وخلال ١٠ أيام فقط سيلعب ٣ نهائيات في ٣ بطولات، وسيكون لأول مرة في التاريخ أن يلعب فريقا مباراة حاسمة في الدوري المصري بين مباراتي نهائي دوري الأبطال. واختتم حديثه، بأن أن بيراميدز لا يجد الدعم من أحد إلا من إدارته وثقة لاعبيه وفخرهم بأنفسهم وقدرتهم على حصد البطولات.


Sport360
منذ 4 دقائق
- Sport360
مودريتش وميسي معاً؟ حلم إنتر ميامي قد يتحول إلى حقيقة!
وفي سن التاسعة والثلاثين، لا يزال لوكا مودريتش يمتلك سوقاً واعداً، وأبدت العديد من الفرق حول العالم اهتمامها بضم أسطورة المرينجي. إنتر ميامي يخطط للتعاقد مع لوكا مودريتش ومن بين العروض المقدمة، فريق إنتر ميامي الأمريكي الذي يلعب فيه ليونيل ميسي أسطورة برشلونة الإسباني، ويتطلع مالك النادي، ديفيد بيكهام، للحصول على خدمات اللاعب في الدوري الأمريكي. وأشارت الصحيفة إلى أن إنتر ميامي قد أبدى اهتمامه بالتعاقد مع مودريتش في شهر أبريل من العام الماضي، وهناك حديث عن إمكانية التعاقد معه لمدة موسم واحد حتى صيف عام 2026، حيث يطمح اللاعب للاستمرار في الملاعب ليقود منتخب بلاده في كأس العالم المقبل، وسيحصل على راتب سنوي يقدر بحوالي 2.5 مليون دولار. وأضافت الصحيفة أن إنتر ميامي سيلعب بورقة تواجده في كأس العالم للأندية، ولعبه المباراة الافتتاحية، لذلك فاللاعب يفكر بجدية في عرض النادي الأمريكي.