logo
عالم يُقسَّم.. والشرق الأوسط يدفع الثمن

عالم يُقسَّم.. والشرق الأوسط يدفع الثمن

عمان اليوميةمنذ 14 ساعات

عالم يُقسَّم.. والشرق الأوسط يدفع الثمن
فـي الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى إنهاء الحروب، وبناء نظام دولي أكثر عدلا، تقود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية تحولا مقلقا في السياسة العالمية يتمثل في الانتقال من منافسة القوى العظمى إلى التفاهم معها، حتى وإن جاء ذلك على حساب الحلفاء والدول الصغيرة. هذه ليست مجرد إعادة ضبط للعلاقات الدولية، بل هي بداية خريطة جديدة للعالم تُرسم بين الكبار، بينما يُطلب من الآخرين أن يتقبلوا ما يُفرض عليهم.
قبل سنوات فقط، تبنّت واشنطن استراتيجية واضحة: التنافس مع الصين وروسيا لحماية التفوق الأمريكي والدفاع عن الديمقراطية. كانت هذه الاستراتيجية -رغم صراحتها- تقوم على فكرة أن الولايات المتحدة تواجه خصمين يسعيان إلى تغيير النظام العالمي. ولهذا ركزت الإدارتان السابقتان -إدارة ترامب الأولى ثم إدارة بايدن- على صدّ النفوذ الروسي في أوكرانيا، ومنع توسّع الصين في آسيا، وبناء تحالفات أوسع حول العالم.
لكن الآن، يبدو أن الرئيس ترامب قد غير رأيه. هو لا يريد مواجهة الصين وروسيا، بل يريد الاتفاق معهما على إدارة العالم معا، كل في منطقته، وكل بما يراه مناسبا. وفقا لهذا المنطق الجديد، يمكن لروسيا أن تحتفظ بأراض من أوكرانيا، ويمكن للصين أن توسّع نفوذها في بحر الصين الجنوبي، بل وربما في تايوان لاحقا. مقابل ذلك، تتوقع واشنطن أن تظل هذه القوى على الحياد عندما تمارس الولايات المتحدة نفوذها في مناطق أخرى، بما فيها الشرق الأوسط.
هنا، تصبح المسألة خطيرة؛ لأن الشرق الأوسط هو المنطقة التي تأثرت أكثر من غيرها بقرارات القوى العظمى، وغالبا من دون أن يُؤخذ رأي سكانه بعين الاعتبار. واليوم، في ظل هذا التوجه الجديد، تصبح حروب مثل الحرب في غزة، أو الأزمة السورية، أو الملف النووي الإيراني، ملفات لا تُحل بمنطق القيم أو القانون الدولي، بل بمنطق «ما يناسب الكبار». وإذا اتفقت واشنطن مع موسكو أو بكين على تسوية ما، فالجميع مطالب بالقبول بها.
لكن هل هذا هو الطريق إلى السلام؟ وهل يمكن بناء استقرار عالمي من خلال تجاهل إرادة الشعوب والتفاهم مع الأنظمة القوية فقط؟ التجربة تقول لا. لقد جُرب هذا النموذج من قبل في أوروبا في القرن التاسع عشر، فيما عُرف بـ«نظام الوفاق»، حيث اتفقت القوى الكبرى على إدارة القارة وتجنب الحروب.
لكن النظام لم يصمد، وانتهى إلى صراعات أكبر؛ لأنه تجاهل التغيرات الحقيقية على الأرض.
في الشرق الأوسط، الناس لا يبحثون عن وفاق بين زعماء العالم، بل عن عدالة، وحرية، ومستقبل لا تُقرره القوى الكبرى خلف الأبواب المغلقة. التحديات التي تواجه المنطقة - من الاحتلال والنزاعات المسلحة، إلى الفقر والبطالة والتغير المناخي - لا يمكن حلها من خلال «صفقات جيوسياسية» لا تراعي مصالح الشعوب.
ما يحدث اليوم هو أن السياسة الدولية تعود إلى لعبة «تقاسم النفوذ»، بينما تُهمّش المؤسسات الدولية، وتُضعف التحالفات، ويُعاد تعريف المصالح بناء على من يملك القوة لا من يملك الحق.
وهذا يجب أن يقلق الجميع.
في نظام دولي عادل، لا ينبغي أن يكون مصير أوكرانيا أو فلسطين أو أي دولة أخرى موضوع تفاهم بين واشنطن وموسكو وبكين فقط؛ لأن العالم - ببساطة - لم يعد يتحمل نظاما يُدار كما لو أنَّ الآخرين غير موجودين.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وثائق رسمية.. ترامب يخطط لترحيل فلسطينيين وسوريين ويمنيين
وثائق رسمية.. ترامب يخطط لترحيل فلسطينيين وسوريين ويمنيين

جريدة الرؤية

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الرؤية

وثائق رسمية.. ترامب يخطط لترحيل فلسطينيين وسوريين ويمنيين

واشنطن - الوكالات كشفت صحيفة واشنطن بوست، استنادًا إلى وثائق رسمية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت تعتزم تمويل برامج ترحيل مهاجرين من عدة جنسيات، من خلال تحويل أموال مخصصة في الأصل للمساعدات الخارجية. ووفقًا للتقرير، فإن المخططات التي أعدتها وزارة الأمن الداخلي كانت تستهدف ترحيل مهاجرين من جنسيات متعددة، بينها فلسطينيون، سوريون، يمنيون، ليبيون وسودانيون، في خطوة أثارت حينها مخاوف من انعكاساتها الإنسانية والسياسية على المجتمعات المستهدفة. وتشير الوثائق إلى أن وزارة الأمن الداخلي سعت لاستخدام جزء من ميزانية المساعدات الخارجية – المخصصة عادة للتنمية والدعم الإنساني في دول أخرى – لتمويل عمليات ترحيل جماعي، في ما اعتبره مراقبون محاولة لتوسيع نطاق سياسة "أمريكا أولاً" إلى المجال الإنساني والهجرة. وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الأمن الداخلي قولهم إن القرار بشأن الوضع القانوني للمهاجرين القادمين من هاييتي وأوكرانيا، والذين يتمتعون حاليًا بوضع "الحماية المؤقتة" (TPS)، لم يُحسم بعد، مما يفتح الباب أمام احتمال التراجع عن هذه السياسة في حال قررت الإدارة الحالية إعادة تقييم الحالات الإنسانية. ويُذكر أن برامج الحماية المؤقتة تمنح مواطني بعض الدول المتضررة من الكوارث أو الصراعات حق الإقامة والعمل المؤقت في الولايات المتحدة، وهي موضع جدل سياسي متكرر بين الجمهوريين والديمقراطيين.

الكنيست يصادق على تمديد الخدمة الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي
الكنيست يصادق على تمديد الخدمة الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي

جريدة الرؤية

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الرؤية

الكنيست يصادق على تمديد الخدمة الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي

القدس المحتلة الوكالات أفادت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست صادقت على قرار بتمديد مدة الخدمة الاحتياطية للجنود الإسرائيليين، في خطوة تعكس توجهًا نحو تعزيز الجاهزية العسكرية في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة. وتُعد قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي مكونًا أساسيًا من المنظومة العسكرية، حيث تضم الجنود الذين أنهوا خدمتهم الإلزامية وتحولوا تلقائيًا إلى الخدمة الاحتياطية. ويجري استدعاؤهم بشكل دوري لتلقي تدريبات عسكرية قصيرة تهدف إلى الحفاظ على جاهزيتهم القتالية، مع إمكانية مشاركتهم المباشرة في العمليات العسكرية عند الحاجة. ويأتي القرار في سياق تصاعد التوترات على عدة جبهات، ما يثير تساؤلات حول الأهداف السياسية والعسكرية الكامنة وراء تعزيز دور قوات الاحتياط في المرحلة المقبلة.

إيران تتلقى مقترحا لجولة خامسة من المحادثات النووية
إيران تتلقى مقترحا لجولة خامسة من المحادثات النووية

جريدة الرؤية

timeمنذ 2 ساعات

  • جريدة الرؤية

إيران تتلقى مقترحا لجولة خامسة من المحادثات النووية

عواصم - الوكالات نقلت وسائل إعلام رسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي قوله اليوم الثلاثاء إن بلاده تلقت مقترحا لجولة خامسة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة وتدرسه حاليا. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ذكر قبل أيام أن إبرام اتفاق نووي جديد مع طهران بات قريبا للغاية بعد تقديم مقترح إلى إيران. وأضاف أنه يتعين على الإيرانيين "التحرك بسرعة وإلا سيحدث أمر سيء". وحذر ترامب طهران مرارا من أنها ستتعرض للقصف وعقوبات قاسية ما لم يتم التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال مسؤول إيراني لرويترز إن الجولة المقبلة من المحادثات قد تعقد في مطلع الأسبوع في روما، وإن كان ذلك لم يتأكد بعد. وعلى الرغم من أن المتحدث باسم وزير الخارجية قال إن طهران ستواصل المفاوضات، فإن المحادثات لا تزال على أرض غير صلبة نظرا للخلاف بين إيران والولايات المتحدة بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم. وقال مجيد تخت روانجي، وهو نائب آخر لوزير الخارجية الإيراني أمس الاثنين إن المحادثات ستفشل إذا أصرت واشنطن على تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم الذي تقول الولايات المتحدة إنه طريق محتمل لصنع قنابل نووية. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة. وخلال فترة ولايته الأولى بين 2017 و2021، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي فرض قيودا صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات الدولية. وأعاد ترامب، الذي وصف اتفاق 2015 بأنه يخدم إيران، فرض عقوبات أمريكية شاملة على طهران التي ردت بزيادة تخصيب اليورانيوم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store