logo
مهابة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وحرصه على قضاء حوائج النَّاس

مهابة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وحرصه على قضاء حوائج النَّاس

الشروق١٥-٠٤-٢٠٢٥

كان لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هيمنةٌ على النُّفوس والقلوب، ومهابةٌ تكبح من جماح النُّفوس، وتضبط نزواتها، وأصحُّ دليلٍ على ذلك عزله لخالد بن الوليد – رضي الله عنه – وهو في أوج شهرته، وقد اقترنت به تجارب الانتصار في كلِّ حرب، وأحاطت به هالات الإِكبار والإِعجاب، وقد أنفذ أمر عزله يوم كان النَّاس في أشدِّ حاجةٍ إِليه، ووصل أمر العزل والنَّاس مصافُّون جيوش الروم يوم اليرموك، وأمَّر على الجيوش أبا عبيدة، فقال خالد: 'سمعاً وطاعةً لأمير المؤمنين'. ولمَّا نبَّه أحد الجنود على وقوع الفتنة بهذا التَّغيير؛ قال خالد: لا مجال لفتنةٍ ما دام عمر(المرتضى، للندوي، ص107).
وهذا إِن دلَّ على خضوع خالدٍ لأمر الخليفة – وهو القائد المنصور المحبَّب – وتنازله عن القيادة في تواضعٍ وإيثارٍ قلَّما يوجد له نظيرٌ في تاريخ القيادات العسكريَّةوالإِمارات الحربيَّة، فهو يدلُّ كذلك على سطوة سيدنا عمر، وامتلاكه لزمام الأمور، فقد كانت له مهابةٌ عظيمةٌ في قلوب النَّاس، فعن الحسن البصريِّ – رحمه الله – قال: بلغ عمر بن الخطَّاب – رضي الله عنه -: أن امرأةً يتحدَّث عنها الرِّجال، فأرسل إِليها – قال: وكان عمر رجلاً مهيباً- فلمَّا جاءها الرَّسول؛ قالت: يا ويلها ما لها ولعمر! فخرجت فضربها المخاض فمرَّت بنسوةٍ فعرفن الَّذي بها، فقدمت بغلامٍ، فصاح صيحةً، ثمَّ طفا، فبلغ ذلك عمر – رضي الله عنه – فجمع المهاجرين والأنصار، واستشارهم، وفي آخر القوم رجلٌ، فقالوا: يا أمير المؤمنين! إِنَّما كنت مؤدِّباً وإِنَّما أنت راعٍ، قال: ما تقول يا فلان؟ قال: أقول: إِن كان القوم تابعوك على هواك؛ فوالله ما نصحوا لك! وإِن يك اجتهادهم أراهم، فوالله فقد أخطأ رأيهم يا أمير المؤمنين! قال: فعزمت عليك لمَّا قمت، فقسمتها على قومك، فقيل للحسن: من الرَّجل ؟ قال: عليُّ بن أبي طالبٍ، واجتمع عليٌّ، وعثمان، وطلحة، والزُّبير، وعبد الرحمن، وسعد رضي الله عنهم.(سيرة عمر بن الخطاب، علي الصلابي، ص143)
وكان أجرأهم على عمر عبد الرحمن بن عوف، فقالوا: يا عبد الرحمن! لو كلَّمت أمير المؤمنين للنَّاس، فإِنَّه يأتي طالب الحاجة، فتمنعه هيبته أن يكلِّمه حتَّى يرجع، ولم يقض حاجته. فدخل عليه فكلَّمه في ذلك، فقال: يا عبد الرحمن! أنشدك الله! أعليٌّ، وعثمان، وطلحة، والزُّبير، وسعدٌ، أو بعضهم أمرك بهذا؟ قال: اللَّهمَّ نعم! فقال: يا عبد الرحمن! والله! لقد لنت للنَّاس حتَّى خشيت الله في اللِّين، ثم اشتددت عليهم حتَّى خفت الله في الشدَّة، فأين المخرج؟ فقام عبد الرحمن يبكي، ويجرُّ إِزاره، ويقول بيده: أفٍّ لهم بعدك! أفٍّ لهم بعدك!
وعن عمر بن مرَّة، قال: لقي رجلٌ من قريش عمر، فقال: لِنْ لنا، فقد ملأت قلوبنا مهابةً! فقال: أفي ذلك ظلمٌ؟ قال: لا. قال: فزادني الله في صدوركم مهابةً.وحدَّث عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – فقال: مكثت سنةً وأنا أريد أن أسأل عمر – رضي الله عنه – عن آيةٍ، فلا أستطيع أن أسأله هيبةً. وعن عكرمة مولى ابن عبَّاسٍ: أن حجَّاماً كان يقصُّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وكان رجلاً مهيباً، فتنحنح عمر، فأحدث الحجَّام، فأمر له عمر بأربعين درهماً. وكان عندما يرى شدَّة هيبته في نفوس النَّاس يقول: اللهم تعلم أنِّي منك أشدُّ فرقاً منهم منِّي! (مناقب عمر لابن الجوزي، ص135)
قال ابن عباس: كان عمر – رضي الله عنه – كلَّما صلَّى صلاةً؛ جلس للنَّاس، فمن كانت له حاجةٌ نظر فيها، فصلَّى صلواتٍ لم يجلس بعدها، فأتيت الباب، فقلت: يا يرفأ! أبأمير المؤمنين علَّةٌ من شكوٍ؟قال: لا، فبينما أنا كذلك؛ إِذ جاء عثمان، فدخل يرفأ ثمَّ خرج علينا، فقال: قم يا ابن عفان! قم يا ابن عباس! فدخلنا على عمر وبين يديه صُبَرٌمن مالٍ، فقال: إِنِّي نظرت، فلم أجد بالمدينة أكثر عشيرةً منكما، فخذا هذا المال، فاقسماه بين النَّاس، وإِن فضل فضلٌ؛ فردَّاه. قال: فجثوت لركبتي، فقلت: وإِن كان نقصانٌ؛ رددتَ علينا؟ فقال: شنشنةٌ أعرفها من أخزم، أين كان هذا ومحمَّد(ﷺ) وأصحابه يأكلون القدَّ؟ قلت: لو فتح الله لصنع غير الذي تصنع، قال: وما كان يصنع؟ قلت: إِذاً لأكل، وأطعمنا. قال: فنشج حتَّى اختلفت أضلاعه، وقال: لوددت أنِّي خرجت من الأمر كفافاً لا عليَّ، ولا لي.(الشَّيخان في رواية البلاذري، ص221)
وعن سعيد بن المسيِّب قال: أصيب بعيرٌ من الفيء، فنحره عمر – رضي الله عنه – وأرسل منه إِلى أزواج النَّبيِّ(ﷺ)، وصنع ما بقي، فدعا عليه جماعةً من المسلمين، وفيهم العباس بن عبد المطلب، فقال العبَّاس: يا أمير المؤمنين! لو صنعت لنا كلَّ يومٍ مثل هذا، فأكلنا عندك، وتحدَّثنا! فقال عمر: لا أعود لمثلها، إِنَّه مضى صاحباي وقد عملا عملاً، وسلكا طريقاً، وإِنِّي إِن عملت بغير عملهما؛ سُلِكَ بي غير طريقهما.(الطَّبقات الكبرى، ابن سعد، 3/288)
وعن أسلم مولى عمر: استعمل عمر مولىً له على الحِمَى، فقال: يا هنيُّ اضمم جناحك عن المسلمين، واتَّق دعوة المظلوم، فإنَّها مستجابةٌ، وأدخل ربَّ الصُّريمة والغُنيمة، وإِيايَّ ونَعم ابن عوف، ونعم ابن عفان، فإِنَّهما إِن تهلك ماشيتهما؛ يرجعان إلى زرعٍ ونخلٍ، وإِن ربَّ الصُّريمة والغُنيمة إِن تهلك ماشيتهما؛ يأتيني ببنيه، فيقول: يا أمير المؤمنين! أفتاركهم أنا؟ لا أبا لك! فالماء، والكلأ أيسر عليَّ من الذَّهب والفضَّة، وايم الله! إِنَّهم ليرون أني ظلمتهم، إِنَّها لبلادهم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإِسلام، والذي نفسي بيده! لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله؛ ما حميت عليهم بلادهم شبراً.وعن موسى بن أنسِ بن مالكٍ: أنَّ سيرين – والد محمَّد بن سيرين – سأل أنساً المكاتبة، وكان كثير المال، فأبى، فانطلق إِلى عمر، فقال: كاتبه، فأبى، فضربه بالدِّرَّة، ويتلو عمر: ﴿فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ [النور: 33] فكاتبه.(تاريخ الذَّهبي: عهد الخلفاء الرَّاشدين، ص272)
– مقال مختار من كتاب أسيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للدكتور علي محمد الصلابي.
المراجع:
• سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –سيرته وعصره-، علي محمد الصلابي، دار المعرفة – بيروت، ط5، 1433هـ – 2011م.
• المرتضى، سيرة أمير المؤمنين، لأبي الحسن النَّدوي، دار القلم، دمشق، الطَّبعة الثَّانية 1419 هـ 1998 م.
• مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب لأبي الفرج عبد الرَّحمن بن الجوزي، دار الكتاب العربي، بيروت – الطَّبعة الرَّابعة 1422 هـ 2001 م.
• الشَّيخان أبو بكر، وعمر برواية البلاذري في أنساب الأشراف، تحقيق د. إِحسان صدقي العمد، المؤتمن للنَّشر، السُّعوديَّة – الطَّبعة الثَّالثة 1418 هـ 1997 م.
• الطَّبقات الكبرى، لابن سعد، دار صادر بيروت.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأصل في الأنفس والأموال التحريم
الأصل في الأنفس والأموال التحريم

الخبر

timeمنذ 3 ساعات

  • الخبر

الأصل في الأنفس والأموال التحريم

إن أصل هذه القاعدة متضمن في أحاديث كثيرة، من أهمها قوله صلى الله عليه وسلم: 'أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها'، وقوله في خطبة حجة الوداع: 'إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا'، وقوله صلى الله عليه وسلم: 'كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه'. وقد حرصت الشريعة الغراء على تأكيد أصل الحرمة في النفوس والأموال وحمايته، فمن جانب النفوس، قامت الشريعة بحماية الذات الإنسانية من التلف، سواء كان ذلك على وجه الإفراد أو العموم، لأن النفوس البشرية تنفرد بمقومات وخصائص تجعلها تختلف عن بعضها البعض، فإن في افتقاد بعضها قد يؤدي إلى انخرام قوام نظام المجتمع، وذلك لثقلها المعنوي وقوة أثرها فيه، ويلحق بحفظ النفوس من الإتلاف حفظ أطراف الجسد وأجزائه، وذلك لفقد منفعتها عند انعدامها واحتياج النفس لمن يقوم مقامها، وتأمينا لهذا الجانب، أوجبت الشريعة القصاص فقال تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} البقرة:179، وقوله تعالى: {كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص} المائدة:45. وأوجبت الدية على من أتلف نفسا أو جزءا منها خطأ جبرا للضرر اللاحق بالمصاب، قال تعالى: {ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله} النساء:92، وهذا المناط الذي اعتمده الأصوليون في التدليل على حفظ النفس وبيان أصل التحريم فيها، يبدو أنه قاصر عن أداء تلك المهمة لأن القصاص عبارة عن تدارك ما فات من الأنفس، وبالتالي فهو أضعف أنواع الحفظ والحماية لها، لأن مفهوم الحماية والحفظ لها بمعناه الواسع هو إبعادها عن التلف قبل وقوعه، مثل مقاومة الأمراض السارية والفتاكة بواسطة أنظمة العلاج الوقائي والمبكر والرقابة الصحية على المنتجات الغذائية المصنعة وغير المصنعة، وكذلك مصادر المياه وغيرها. وبناء على هذا، منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجيش من دخول الشام لأجل طاعون عمواس؛ وهو الذي وقع في خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه، حيث بلغه أن الوباء وقع بالشام، فاستشار المهاجرين والأنصار، شبابهم وشيوخهم، في الدخول إلى البلد الموبوء وعدمه، فاختلفوا عليه في آرائهم، وكان رأيه الرجوع عنه، فأخبره عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه'، فرجع عمر من سرغ' أخرجه البخاري ومسلم، وقد أورده مطولا ومختصرا واللفظ لمسلم. وفي هذا السياق، جاء قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} البقرة:195. أما من جانب المال، فقد أوجبت الشريعة حد السرقة بقطع يد السارق لمن استوفى شروط ذلك، والزجر لمن كان دونها، قال تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله} المائدة:38. ومن هذا القبيل حد الحرابة، وضمان قيم المتلفات. وتحقيقا لمقصد الشريعة في صيانة الأموال، قال الفقهاء بتضمين الصناع لما تحت أيديهم، ومنع أكل مال الغير بالباطل، قال تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} البقرة:188، وقال صلى الله عليه وسلم: 'لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه'. وحرم الغبن والتغرير إلا إذا كان يسيرا فهو معفو عنه، كما منعت الشريعة جميع التصرفات المالية التي تفضي إلى أكل مال الغير بالباطل، وعلى رأسها الربا، قال تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا} البقرة:274، قال المقري: 'من مقاصد الشريعة صون الأموال عن الناس فمن ثم نهي عن إضاعتها وعن بيع المجهول'. واعلم أن أصل الحرمة في النفوس والأموال قد يرتفع ويزول بالأشياء الآتية: ردة المسلم، زنا المحصن، نقض المعاهد العهد، قتل النفس بغير حق، وجناية الإنسان على غيره جناية توجب قطع عضو وغيرها. وكذلك من استدان وأبى الوفاء بالدّيْن، سواء كان الدين لله، أو لخلقه، أو نفقة الأقارب، وكذا إذا ترتب عليه عقوبة في ماله وغيره.

السيد الرئيس الأول لمحكمة النقض يترأس الجلسة الرسمية لتنصيب السيد هشام البلاوي وكيلا عاما لدى محكمة النقض
السيد الرئيس الأول لمحكمة النقض يترأس الجلسة الرسمية لتنصيب السيد هشام البلاوي وكيلا عاما لدى محكمة النقض

حدث كم

timeمنذ 8 ساعات

  • حدث كم

السيد الرئيس الأول لمحكمة النقض يترأس الجلسة الرسمية لتنصيب السيد هشام البلاوي وكيلا عاما لدى محكمة النقض

عقب تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية، بتعيين السيد هشام البلاوي وكيلا عاما للملك لدى محكمة النقض، طبقا لمقتضيات الفصل 115 من الدستور، ترأس السيد مَحمد عبد النباوي، الرئيس الأول لمحكمة، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، اليوم الأربعاء 21 ماي 2025، الجلسة الرسمية لتنصيب السيد هشام البلاوي وكيلا عاما للملك لدى هذه المحكمة. وجرى خلال أطوار الجلسة الرسمية تلاوة الظهير الملكي القاضي بتعيين السيد هشام البلاوي وكيلا عاما للملك لدى محكمة النقض، رئيسا للنيابة العامة، وفقا للمراسيم الرسمية للمحكمة. وفي كلمة بالمناسبة توجه السيد الرئيس المنتدب باسمه وباسم أعضاء المجلس الأعلى للسلطة القضائية وباسم محكمة النقض ونيابة عن كافة قضاة المملكة، بأحر التهاني وأجمل التبريكات للسيد هشام البلاوي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة، لما حظي به من تشريف ملكي كريم، أَهَّلَه لاستحقاق ثقة جلالة الملك محمد السادس رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية، نَصره الله وأيده. وأكد السيد الرئيس المنتدب أن هذه الثقة الغالية تستدعي جهداً مضاعفاً للنهوض بالأعباء الجسيمة التي أنيطت بالسيد هشام البلاوي في الحفاظ على المستوى المشرف الذي تحتله مؤسسة رئاسة النيابة العامة بين المؤسسات الوطنية، والرفع من مستوى نجاعة أدائها، وتطويرها. وأثنى السيد الرئيس المنتدب على ما يتصف به السيد هشام البلاوي من خصال إنسانية وشيم خلقية وقدرات فكرية وكفاءة مهنية ومؤهلات علمية. فضلا عن خبرته الكبيرة في القضايا الجنائية، وتدرجه في دروبها منذ عمله كنائبٍ لوكيل الملك في المحاكم الابتدائية ومسؤولٍ عن بعض فروع مديرية الشؤون الجنائية والعفو لسنوات طويلة، خَبِر خلالها قضايا شائكة، وتابع سَيْر محاكمات هامة، وشارك في صياغة مشاريع نصوص قانونية، واتفاقيات دولية من جانبه أعرب السيد هشام البلاوي عن اعتزازه بالثقة الغالية التشريف المولوي السامي، مؤكدا عزمه على مواصلة المسير قدما إلى جانب المجلس الأعلى للسلطة القضائية وبمعية كافة الفاعلين في مجال العدالة من أجل الإسهام في الارتقاء بمستوى أدائها وتسخير كل الطاقات ومضاعفة الجهود لبلوغ الأهداف المرجوة، والحرص على تكريس استقلال السلطة القضائية وحفظ استقلال النيابة العامة، والسهر على التطبيق السليم، والعادل للقانون وضمان سيادته ومساواة الجميع أمامه، بكل أمانة وحزم وصرامة ونزاهة وتجرد. وشدد السيد البلاوي التزامه بالقسم الذي أداه بين يدي مولانا أمير المؤمنين، رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية حفظه الله، على الوفاء لقيم العدالة ومبادئ الإنصاف، منتصرا للمصالح العليا للوطن والمواطنين، وأن يجعل من مؤسسة النيابة العامة أداة فعالة لتحقيق أمن وطمأنينة المجتمع، وصوتا للضحايا والمظلومين، مُنافِحةً عن حقوق وحريات الأشخاص مُساهِمة إلى جانب باقي مؤسسات الدولة في الدفاع عن المصالح العليا للبلاد ومقدساتها. وأعلن السيد رئيس النيابة العامة التزام أعضاء النيابة العامة بالدفاع عن الحق العام والذود عنه، وحماية النظام العام والعمل على صيانته، والتمسك بضوابط سيادة القانون ومبادئ العدل والإنصاف من أجل تعزيز بناء دولة الحق والقانون وصيانة حقوق وحريات المواطنين أفرادا وجماعات في إطار من التلازم بين الحقوق والواجبات.

إدانات دولية واسعة لإسرائيل بعد استهداف وفد دبلوماسي بالضفة الغربية
إدانات دولية واسعة لإسرائيل بعد استهداف وفد دبلوماسي بالضفة الغربية

خبر للأنباء

timeمنذ 8 ساعات

  • خبر للأنباء

إدانات دولية واسعة لإسرائيل بعد استهداف وفد دبلوماسي بالضفة الغربية

استنكرت دول عديدة إطلاق القوات الإسرائيلية الأربعاء، الرصاص على وفد دبلوماسي مكون من عدة جنسيات بمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وعلل الجيش الإسرائيلي "الطلقات التحذيرية" بانحراف البعثة عن المسار المعتمد ودخولها لمنطقة غير مصرح لها بالتواجد فيها، وأكد الجيش عدم وقوع إصابات أو أضرار. سارعت عدة دول إلى التعبير عن استنكارها عقب إطلاق القوات الإسرائيلية النار على وفد دبلوماسي أثناء زيارته لمدينة جنين. فأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب إطلاق نار "غير مقبول". وكتب بارو في منشور على منصة إكس: "زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميز في ظل هذه الظروف الصعبة". من حهتها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الأربعاء أن تهديد حياة الدبلوماسيين أمر "غير مقبول". وحثث كالاس الدولة العبرية على محاسبة المسؤولين عن الحادث. فيما طالب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الحكومة الإسرائيلية بتوضيحات فورية لما حصل. معتبرا التهديدات في حق الدبلوماسيين غير مقبولة. ونددت الخارجية الإسبانية في بيان لها بالحادث وأكدت "الوزارة تحقق في كل ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنية بالمسألة لتقديم رد مشترك على ما حصل، وهو أمر نندد به بشدة". وأعلن وزير الخارجية الإسباني الأربعاء أن مدريد تعتزم استدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، في غياب أي سفير راهنا في إسبانيا. واستنكرت وزارة الخارجية الألمانية ما وصفته بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار "دون مبرر" وقالت الوزارة في بيان إن الوفد ضم دبلوماسيا ألمانيا وسائقا من مكتب التمثيل في رام الله. كما استنكرت وزارة الخارجية التركية "بأشد العبارات" إطلاق النار على دبلوماسيين، من بينهم أتراك، مضيفة أن أنقرة تدعو إلى تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين. وقالت الوزارة في بيان "هذا الهجوم، الذي عرض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على تجاهل إسرائيل الممنهج للقانون الدولي وحقوق الإنسان"، مضيفة أن دبلوماسيا من قنصليتها في القدس كان من بين المجموعة. وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أدانت فيه الواقعة مشيرة إلى أن السفير المصري في رام الله كان ضمن الوفد الدبلوماسي الزائر. ووصفت الواقعة بأنها "منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية"، وطالبت الجانب الإسرائيلي "بتقديم التوضيحات اللازمة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store