logo
مصر تدعو للتهدئة ونزع فتيل الأزمة بين الهند وباكستان

مصر تدعو للتهدئة ونزع فتيل الأزمة بين الهند وباكستان

بوابة الأهرام٠٧-٠٥-٢٠٢٥

الأمم المتحدة تحذر .. ونيودلهى تهاجم البنية التحتية.. وإسلام أباد تفوض الجيش للرد
فى أعنف هجمات بين الدولتين النوويتين منذ عقود، تبادلت الهند وباكستان القصف وإطلاق نار كثيف عبر معظم حدودهما الفعلية فى إقليم كشمير المتنازع عليه، مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل فى الجانب الباكستانى و12 فى الطرف الهندى. وفى الوقت الذى فوضت فيه إسلام أباد الجيش الباكستانى بالرد على العمل الحربى، أعلنت نيودلهى استهداف 9 مواقع غير عسكرية فيما أطلقت عليه عملية «سيندور»، بينما تزايدت الدعوات الدولية لضبط النفس، وأكدت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، أهمية بذل كل المساعى لتحقيق التهدئة ونزع فتيل الأزمة، تفاديا لانزلاق المنطقة إلى مزيد من التطور والتصعيد.
وأعلن مجلس الوزراء الباكستانى أن الهجمات الصاروخية الهندية على الأراضى الباكستانية تعد عملا حربيا، كما كلف الجيش بالرد. ودعت لجنة الأمن القومى الباكستانية، بعد اجتماع طارئ فى العاصمة إسلام أباد «المجتمع الدولى إلى إدراك خطورة أفعال الهند غير القانونية وغير المبررة، ومحاسبتها على انتهاكاتها الصارخة للأعراف والقوانين الدولية».
واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية القائمة بالأعمال الهندية جيتيكا سريفاستافا لتلقى احتجاج باكستان الشديد على الهجمات الهندية غير المبررة فى مواقع متعددة فى جميع أنحاء باكستان وجامو وكشمير.
وقال المتحدث باسم الوزارة، فى بيان، إن هذه الضربات أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وأضاف أن: «هذا العمل العدوانى السافر من جانب الهند يشكل انتهاكا واضحا لسيادة باكستان. وتتعارض هذه الأعمال مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى والأعراف الراسخة التى تحكم العلاقات بين الدول» ورفضت باكستان بشدة مبررات الهند الواهية لسلوكها العدائى. وتابع البيان: «الوضع لا يزال يتطور.. وباكستان تحتفظ بحقها فى الرد فى الزمان والمكان المناسبين، وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى».
وذكرت باكستان أنها أسقطت خمس طائرات هندية خلال الهجوم. ولم يؤكد مسئولو وزارة الدفاع الهندية هذا الرقم. وأفاد مصدر أمنى هندى لوكالة الأنباء الفرنسية بتحطم ثلاث طائرات مطاردة لسلاح الجيش الهندى لأسباب لم توضّح على الفور. وقال مسئولون إن أكثر الأقاليم الباكستانية اكتظاظا بالسكان أغلقت المدارس، وأعلنت حالة الطوارئ.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستانى الجنرال أحمد شودرى إن الصواريخ الهندية أسفرت عن مقتل 26 مدنيا على الأقل وإصابة 46 آخرين، وألحقت أضرارا فى سد نيلوم - جيلوم لتوليد الطاقة فى باكستان. وأفاد التليفزيون الباكستانى نقلا عن مصدر عسكرى، بأنه تم تدمير كتيبة مشاة تابعة للجيش الهندى. وأفادت الشرطة والمسعفون الهنود بمقتل ما لا يقل عن 12 مدنيا وإصابة 38 آخرين فى قصف باكستانى انتقامى.
وقال متحدث عسكرى باكستانى إن تبادل إطلاق النار مع القوات الهندية جرى فى عدة أماكن على خط وقف إطلاق النار فى كشمير. وأضاف المتحدث أن قوات بلاده أسقطت 5 مقاتلات هندية «فى الأجواء الهندية»، وهى: «3 مقاتلات رافال، ومقاتلة سوخوى 30، وطائرة ميج 29». وأعلنت باكستان إغلاق المجال الجوى فى محيط مدينة لاهور شمال البلاد، ومدينة كراتشى الساحلية.
وأعلنت الهند أنها ضربت تسعة أهداف وصفتها بأنها «بنية تحتية». وأكد مسئولون بالجيش الهندى أن جميع وحدات الدفاع الجوى على طول الحدود الهندية الباكستانية تم تفعيلها بالكامل لمواجهة أى رد انتقامى محتمل. كما ألغت الهند أكثر من 200 رحلة جوية وأغلقت ما لا يقل عن 18 مطارًا، بما فى ذلك مطار سريناجار مؤقتًا .
وقال وزير الخارجية الهندى فيكرام ميسرى، وهو المسئول الأعلى فى وزارة الشئون الخارجية، فى مؤتمر صحفى: «أظهرت المعلومات الاستخباراتية المتمركزة فى باكستان أن هجمات أخرى ضد الهند كانت وشيكة، لذلك كان من الضرورى توجيه ضربات استباقية واحترازية».
وتعد تلك المرة الأولى منذ حرب عام 1971، التى تنشر فيها الهند قواتها الدفاعية الثلاث، الجيش والبحرية والقوات الجوية، فى ضربة دقيقة منسقة، حيث شنت القوات الجوية الهندية غارات جوية بطائرات رافال مزودة بصواريخ سكالب وذخائر هامر، بدعم من القوات البحرية، كما استُخدمت طائرات كاميكازى دون طيار.
ووقعت الهجمات وسط تصاعد التوتر بين البلدين عقب هجوم على سياح فى الشطر الهندى من كشمير الشهر الماضى أودى بحياة 26 شخصا، فى أسوأ هجوم يستهدف المدنيين فى الهند منذ ما يقرب من 20 عاماً.
وأفادت الهند بأن مستشار الأمن القومى أجيت دوفال أطلع وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو على الضربات ضد باكستان. بدوره، قال روبيو، إنه يتابع عن كثب تطورات الوضع المتصاعد بين الهند وباكستان، مجددا تصريحات الرئيس دونالد ترامب التى عبر فيها عن أمله بأن «ينتهى هذا النزاع بسرعة».
وفى هذه الأثناء، توالت ردود الفعل الدولية الداعية إلى ضبط النفس، حيث دعت مصر الهند وباكستان إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس، وإعلاء لغة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية، وأكدت أهمية اللجوء إلى الحلول السلمية، بما يحقق تطلعات وآمال الشعبين الصديقين فى تحقيق الهدوء والاستقرار.
من جانبه، دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش البلدين إلى أقصى درجات ضبط النفس عبر خط المراقبة والحدود الدولية، وطالب بأقصى درجات ضبط النفس العسكرى. واعتبر جوتيريش أن: «العالم لا يمكنه تحمّل مواجهة عسكرية» بين الدولتين.
ودعت الصين إلى ممارسة ضبط النفس وإلى وضع السلام والاستقرار على رأس أولوياتهما. وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تشعر بقلق بالغ إزاء الصدام العسكرى بين الهند وباكستان، مضيفة أنها تدعو البلدين إلى ضبط النفس.
كما دعا وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد إلى تفادى المزيد من التصعيد الذى قد يهدد السلم الإقليمى والدولى. وأكد أن «الاستماع إلى الأصوات التى تدعو إلى الحوار والتفاهم هو أمر بالغ الأهمية لتجنب التصعيد العسكرى، وترسيخ الاستقرار فى منطقة جنوب آسيا، وتجنيب المنطقة عوامل التوتر».
ودعت سلطنة عُمان، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، الجارتين إلى احتواء التصعيد الخطير، وفتح المجال للجهود الدبلوماسية لإيجاد التفاهم بينهما. كما أصدر عدد من دول العالم، بينها أمريكا وبريطانيا تحذيرا للرعايا من السفر إلى البلدين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليونيسف: المساعدات تتحرك ببطء.. و107 شاحنات لا تعني الانفراج الحقيقي
اليونيسف: المساعدات تتحرك ببطء.. و107 شاحنات لا تعني الانفراج الحقيقي

مستقبل وطن

timeمنذ 2 ساعات

  • مستقبل وطن

اليونيسف: المساعدات تتحرك ببطء.. و107 شاحنات لا تعني الانفراج الحقيقي

تحدث كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، عن آليات التفاوض والتواصل مع الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مؤسسات الأمم المتحدة لا تتفاوض مباشرة، وإنما يتم ذلك عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، مضيفًا: "اليونيسف ليست جهة تفاوضية، ولكن هناك مكتب مختص بالتنسيق، ونحن نعمل جميعًا تحت ضغط متنامٍ". وأوضح أبو خلف، خلال مداخلة هاتفية على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا الضغط ساهم في دخول المساعدات بعد 78 يومًا من الانقطاع، ولكن ذلك تم بآلية "بعيدة عن أن تكون كافية"، بحسب تعبيره، قائلًا: "107 شاحنات لا تكفي، خاصة مع دمار بهذا الحجم وحاجة ماسة لعمليات إغاثة شاملة". وانتقد المتحدث باسم منظمة اليونيسف، المنهج الانتقائي في إدخال المساعدات، موضحًا أن بعضها يدخل بينما يُمنع الآخر، قائلاً: "يدخل الطحين، ولا تدخل المكملات الغذائية، يدخل الغذاء، ولا يدخل الوقود، وهذا يفرغ المساعدات من مضمونها". وأكد أن المنظمات الأممية تمتلك القدرة والخبرة لتوزيع المساعدات بكفاءة، ولا حاجة لإنشاء كيانات جديدة، موضحًا: "الأنروا تعمل في غزة منذ 70 عامًا، ولديها 13 ألف موظف، ولدينا نحن في اليونيسف 40 عامًا من الخبرة".

السودان يستنكر الاتهامات الأمريكية والجيش يستعيد السيطرة على «الدبيبات»
السودان يستنكر الاتهامات الأمريكية والجيش يستعيد السيطرة على «الدبيبات»

بوابة الأهرام

timeمنذ 3 ساعات

  • بوابة الأهرام

السودان يستنكر الاتهامات الأمريكية والجيش يستعيد السيطرة على «الدبيبات»

سارع السودان أمس إلى رفض الاتهامات الأمريكية ضده بشأن الأوضاع في البلاد، ووصفتها الخرطوم بأنها اتهامات تتسم بـ«الابتزاز السياسي»، وتزييف الحقائق. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر، إن ‏الحكومة السودانية تتابع وباستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأمريكية من اتهامات وقرارات، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة التي لا تستند إلى أي دليل، وتأتي ضمن نهج قديم يرتكز على خريطة الطريق التي وضعتها الإدارة الأمريكية السابقة عام 2005، والتي «تُعدل مرحليا بما يخدم الأجندات الأمريكية، استنادا إلى مزاعم لا تمت إلى الواقع بصلة». ‏وأضاف أن «هذه الادعاءات الكاذبة استهدفت مجددا القوات المسلحة السودانية، لاسيما بعد إنجازاتها الميدانية التي غيرت من واقع المعركة، وعقب تعيين رئيس جديد للوزراء، وهو ما شكل تطورا مهما في مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة، مبينا أن «هذه ليست المحاولة الأولى، فقد استخدمت الولايات المتحدة أدوات مماثلة في السابق دون أن تحقق أهدافها». وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنت أمس الأول أنها ستفرض عقوبات على السودان وفقا لأدلة جمعتها عن الحرب الدائرة في البلاد. على صعيد آخر، حذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الإنساني في السودان. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن تصاعد القتال في مناطق مختلفة عبر السودان دفع المدنيين إلى الفرار من منازلهم إلى الملاجئ، وإنه «على الرغم من أن العاملين في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم، فإن هناك حاجة عاجلة لمزيد من التمويل، حيث لم يتم تلقي سوى 552 مليون دولار من التمويل لخطة المتطلبات الإنسانية التي تتطلب 2 .4 مليار دولار». وميدانيا، أعلن الجيش السوداني أمس استعادة السيطرة الكاملة على مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان. وأكد العميد الركن نبيل عبدالله، الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني: «تمكنت قواتنا من سحق العدو في المنطقة، في إطار العمليات العسكرية المستمرة ضد ميليشيا الدعم السريع». وأشار إلى أن هذا التقدم يأتي ضمن سلسلة من الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة في مختلف المحاور، مؤكدًا أن العمليات العسكرية مستمرة حتى تطهير كامل التراب السوداني من الميليشيات المسلحة. رابط دائم:

مدبولى: اختيار وزيرة البيئة أمينة لـ«اتفاقية التصحر» يعكس الثقة بالخبرات المصرية
مدبولى: اختيار وزيرة البيئة أمينة لـ«اتفاقية التصحر» يعكس الثقة بالخبرات المصرية

بوابة الأهرام

timeمنذ 5 ساعات

  • بوابة الأهرام

مدبولى: اختيار وزيرة البيئة أمينة لـ«اتفاقية التصحر» يعكس الثقة بالخبرات المصرية

هنأ مجلس الوزراء، الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بعد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، عن تعيينها فى منصب، الأمينة التنفيذية الجديدة لـ «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر». وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن تعيين الوزيرة فى هذا المنصب الرفيع، يعكس الثقة الدولية فى قدرة الخبرات المصرية على دعم جهود المنظمة الدولية فى مجال التصدى للتحديات البيئية الذى يحظى بزخم عالمي، كما يُكلل كفاءة الوزيرة ومسيرتها الوطنية المُتميزة، متمنيا لها التوفيق فى مسئوليات منصبها الجديد. واعتبر رئيس الوزراء، أن هذا الاختيار دليل على تميز أداء وزيرات مصر فى إدارة مختلف الملفات، وتحقيق نجاحات ذات صدى عالمي، بما يشير إلى مواصلة المرأة المصرية العظيمة فى أداء دورها الفاعل كشريك رئيسى فى بناء الوطن وتحقيق رفعته وتقدمه ورفع رايته. وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد رحبت بإعلان أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اختيار الدكتورة ياسمين فؤاد، لتولى منصب السكرتير التنفيذى الجديد لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، وذلك بعد التشاور مع مكتب مؤتمر الأطراف للاتفاقية، ومن المقرر أن تخلف فى هذا المنصب إبراهيم ثياو من موريتانيا. وتمتلك الدكتورة ياسمين فؤاد، العديد من الخبرات في الدبلوماسية البيئية وتتمتع بخبرة تزيد على 27 عامًا في مجالات الحوكمة البيئية، وموضوعات البيئة، والدبلوماسية المناخية الدولية، ولها سجل حافل فى تصميم وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية والمنهجية لبرامج التنمية المستدامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store