logo
معهد إيطالي: هكذا تستفيد أنقرة من الأزمة الليبية للتوسع في حوض المتوسط

معهد إيطالي: هكذا تستفيد أنقرة من الأزمة الليبية للتوسع في حوض المتوسط

الوسطمنذ يوم واحد

ناقش معهد تحليل العلاقات الدولية الإيطالي استراتيجية تركيا للتوسع في منطقة شمال أفريقيا، مشيرا إلى أن الوضع السياسي والأمني الراهن في ليبيا يمثل فرصة سانحة أمام أنقرة لتحقيق أهدافها.
وأشار المعهد إلى اتساع نفوذ تركيا في ليبيا بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، بما يتماشى مع استراتيجية أطلقها وزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو، التي وضعت ليبيا في قلب الاستراتيجية الجيوسياسية لأنقرة، ومستقبل النفوذ التركي في المنطقة، حسب تقرير نشره المعهد عبر موقعه الإلكتروني الخميس.
اشتباكات طرابلس تعزز موقف الدبيبة
ورأى المعهد الإيطالي في الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، التي أعقبت مقتل قائد ما كان يُعرف بـ«جهاز دعم الاستقرار»، عبدالغني الككلي، تعزز موقف رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، وبالتالي موقف تركيا الحليف الرئيسي للحكومة.
وقال: «الوضع الراهن في طرابلس يعزز موقف الدبيبة في أعقاب محاولات عدة للإطاحة به. كما تمكن بعض الفصائل التابعة لوزارة الدفاع، وأبرزها اللواء (444 قتال) واللواء (111) و(قوة العمليات المشتركة)، من إحكام سلطتها في العاصمة»، مشيرا إلى الروابط القوية التي تملكها تلك الفصائل مع أنقرة.
وأضاف: «تفضل أنقرة مشهدا أمنيا أكثر استقرار في طرابلس. لهذا، فإن إزاحة الككلي من المشهد من شأنه خلق بيئة أكبر أمنية أكثر استقرارا في العاصمة».
دبلوماسية حذرة
مع ذلك، اتبعت أنقرة ما وصفه المعهد الإيطالي بـ«دبلوماسية حذرة» في ليبيا. فإلى جانب الحفاظ على علاقات وثيقة مع الحكومة في طرابلس، ضخت أنقرة استثمارات ضخمة في المنطقة الشرقية. كما زار الملحق العسكري التركي بنغازي، نوفمبر الماضي، للقاء الأمين العام لـ«القيادة العامة» الفريق خيري التميمي.
واستطاعت أنقرة التكيف مع السياق السياسي في ليبيا، إذ أقامت علاقات ليس فقط مع الفصائل في المنطقة الغربية لكن أيضا مع الأطراف في الشرق، بما في ذلك عائلة حفتر. وهذا يبرز التحول من المواجهة المباشرة إلى الدبلوماسية الحذرة، إذ تهدف تركيا إلى البقاء على صلة بالوضع على المدى الطويل، بحسب التقرير.
ومنذ سبتمبر العام 2024، شهدت الاستراتيجية التركية في ليبيا تحولا ملحوظا عقب لقاء الرئيس رجب طيب إردوغان نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وهو تقارب انعكس على ديناميكيات الأزمة السياسية في ليبيا.
وقد أعربت أنقرة والقاهرة عن الرغبة في التعاون والتنسيق المشترك، لإرساء الاستقرار في البيئة السياسية المضطربة في ليبيا، ودفع الحكومتين المتنافستين إلى حل خلافاتهما، والاتفاق على حكومة موحدة. كما أن التقارب بين البلدين من شأنه تعزيز قطاع الطاقة والنفط في ليبيا، ويمثل ذلك فرصة لكلا البلدين من أجل تعزيز نفوذهما في حوض البحر المتوسط.
غير أن إصرار إردوغان على إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات مع الحكومة في طرابلس يخاطر بتقويض العلاقات التي عادت لتوها مع مصر. وتتضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» وأنقرة تعزيز الوجود العسكري التركي في ليبيا، مما يمنح القوات المسلحة التركية وصولا إلى أجواء وأراضي ليبيا ومياهها الإقليمية، مما يثير حفيظة القاهرة.
مستقبل النفوذ التركي في ليبيا
رجح المعهد الإيطالي أن تحاول أنقرة توسيع نطاق نفوذها في ليبيا، لتأمين نفوذ أكبر في حوض البحر المتوسط، كما فعلت في سورية عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، لكن باتباع نهج مغاير.
وقال: «قدرة تركيا على العمل في جبهات متعددة، واستغلال انعدام الاستقرار الإقليمي، قد يدفعها بشكل أكبر إلى تعزيز وجودها داخل ليبيا».
لكنه حذر من أن وجود بعض القوى الرئيسية، مثل مصر وروسيا، داخل ليبيا يمكن أن يخلق عقبات أمام المسعى التركي، مضيفا: «لا ينبغي الاستهانة بتأثير تلك القوى على النفوذ التركي في ليبيا. وعلى الرغم من تأكيد أهمية تحقيق الوحدة في ليبيا، فإن تلك القوى ستواصل سعيها لتحقيق مصالحها الخاصة».
وتملك روسيا، المنافس الرئيسي لأنقرة في ليبيا، موطئ قدم قوي في قواعد عسكرية تقع بالمنطقة الشرقية، وتحافظ على روابط قوية مع الحكومة من مجلس النواب في بنغازي، وتقدم دعما حيويا لحفتر. ويظل وجودها ملحوظا داخل ليبيا على الرغم من تأثير الحرب في أوكرانيا على موقفها الإقليمي، بحسب التقرير.
الأمر نفسه ينطلق على مصر، إذ قال المعهد الإيطالي: «محاولات القاهرة مستمرة للاحتفاظ بنفوذ على الملف الليبي على الرغم من استئناف الاتصالات مع أنقرة».
ورجح التقرير أن تستغل تلك الدول، خصوصا تركيا وروسيا، الوضع الراهن في ليبيا لممارسة ضغوط على أوروبا، ولا سيما في قضية الهجرة غير القانونية، مشيرا إلى استخدام القضية نفسها في سورية لتغيير ميزان القوى في شرق المتوسط.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبدالمولى: على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته ومنح الحكومة المقبلة غطاء سياسيًا
عبدالمولى: على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته ومنح الحكومة المقبلة غطاء سياسيًا

أخبار ليبيا

timeمنذ 40 دقائق

  • أخبار ليبيا

عبدالمولى: على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته ومنح الحكومة المقبلة غطاء سياسيًا

قال عضو مجلس النواب، عبد النبي عبد المولى، إن البرلمان أجرى اتصالات متعددة مع الأطراف الدولية التي أجمعت على ضرورة تشكيل حكومة موحدة. وأضاف في تصريحات لموقع قناة 'الجزيرة' القطرية: 'أكثر من 100 عضو من النواب منحوا أصواتهم لمرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، في خطوة ترافقت مع مستوى عالٍ من التنسيق مع مجلس الدولة الذي بدوره منح تأييدا مشابها'. وذكر أن التعقيدات الإقليمية والدولية تشتت الاهتمام الدولي بالملف الليبي، مما يجعل التوافق الداخلي أكثر إلحاحا. ودعا عضو مجلس النواب المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ودعم هذه الخطوة عبر منح الحكومة المقبلة غطاء سياسيا واعترافا دوليا.

عبدالمولى: على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته ومنح الحكومة المقبلة غطاء سياسيًا
عبدالمولى: على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته ومنح الحكومة المقبلة غطاء سياسيًا

الساعة 24

timeمنذ 41 دقائق

  • الساعة 24

عبدالمولى: على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته ومنح الحكومة المقبلة غطاء سياسيًا

عبدالمولى: على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته ومنح الحكومة المقبلة غطاء سياسيًا قال عضو مجلس النواب، عبد النبي عبد المولى، إن البرلمان أجرى اتصالات متعددة مع الأطراف الدولية التي أجمعت على ضرورة تشكيل حكومة موحدة. وأضاف في تصريحات لموقع قناة 'الجزيرة' القطرية: 'أكثر من 100 عضو من النواب منحوا أصواتهم لمرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، في خطوة ترافقت مع مستوى عالٍ من التنسيق مع مجلس الدولة الذي بدوره منح تأييدا مشابها'. وذكر أن التعقيدات الإقليمية والدولية تشتت الاهتمام الدولي بالملف الليبي، مما يجعل التوافق الداخلي أكثر إلحاحا. ودعا عضو مجلس النواب المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ودعم هذه الخطوة عبر منح الحكومة المقبلة غطاء سياسيا واعترافا دوليا.

الحداد يبحث تعزيز الاستقرار المستدام بطرابلس
الحداد يبحث تعزيز الاستقرار المستدام بطرابلس

الساعة 24

timeمنذ 41 دقائق

  • الساعة 24

الحداد يبحث تعزيز الاستقرار المستدام بطرابلس

التقى رئيس الأركان في المنطقة الغربية، 'محمد الحداد'، أمس الأحد، لجنة التواصل ببلدية طرابلس المركز، برئاسة عميد البلدية، بحضور آمر المنطقة العسكرية الوسطى، ورؤساء الأركانات النوعية وهيئة العمليات. وبحسب بيان رئاسة الأركان، فإن الحداد رحّب بالحضور، وناقش خلال اللقاء، آلية التنسيق والتواصل مع لجنة تثبيت وقف إطلاق النار، وللإطلاع على ماتم إنجازه. وبحث الحداد، سبل دعم عمل اللجنة للمساهمة في الحفاظ على الهدنة وتعزيز الاستقرار المستدام، على حد تعبير البيان الصادر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store