
العليمي في روسيا.. نقلة مهمة لتعزيز وحدة المجتمع الدولي تجاه اليمن
مباحثات ثنائية مهمة بين اليمن ورسيا تستهدف تعزيز وحدة المجتمع الدولي إزاء الأزمة التي تضرب البلد الآسيوي.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وصل، أمس الثلاثاء، إلى جمهورية روسيا الاتحادية، في زيارة رسمية هي الأولى منذ توليه رئاسة المجلس في أبريل/ نيسان 2022.
واليوم الأربعاء، عقد العليمي مباحثات ثنائية مهمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قصر الكرملين بالعاصمة موسكو، كما التقى بشكل منفصل عددا من كبار المسؤولين في الحكومة الروسية، وشارك في فعاليات سياسية ودبلوماسية، وفكرية.
مجالات واعدة
وبحث العليمي، مع بوتين "سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وتنسيق المواقف ووجهات النظر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأكد بوتين، أن "العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا واليمن تتطور بنجاح وهناك مجالات واعدة، بما في ذلك استخراج المعادن".
وأضاف أن "العلاقات مع اليمن تتطور بنجاح، وبشكل عام، لدينا حجم تبادل تجاري مرض، يبلغ نحو 400 مليون دولار، هناك مجالات جيدة وواعدة، أعني الزراعة، ومصايد الأسماك، واستخراج المعادن، والطاقة".
وتابع: "العلاقات بين بلدينا راسخة ووطيدة. أقمنا علاقات دبلوماسية عام 1928، والآن تستأنف سفارتنا في بلدكم عملها"، مشيرا إلى أن اليمن وروسيا تتعاونان بنشاط منذ ما يقرب من مئة عام.
ودعا بوتين نظيره اليمني إلى القمة العربية الروسية في أكتوبر/ تشرين الأول.
تصريحات العليمي
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صورة الوضع اليمني، والآمال المعقودة على نتائج زيارته إلى موسكو التي تتزامن مع حلول الذكرى 97 لتأسيس العلاقات الوثيقة بين البلدين والشعبين الصديقين.
وأشار العليمي إلى "الشواهد المجسدة لعراقة ومتانة الصداقة اليمنية الروسية التي قامت على مشاعر الود، وتوازن المصالح، والدعم الروسي النوعي لتعزيز حضور الدولة اليمنية في مختلف المراحل".
وأعرب "عن شكره وتقديره لموقف روسيا الثابت إلى جانب الشعب اليمني وشرعيته الدستورية"، مذكرا بإرث لا يزال وسيظل حيًا من التعاون بين البلدين والشعبين الصديقين في مجالات التعاون الاقتصادي، والسياسي والعسكري والتعليمي والصحي والثقافي".
وقال "إننا في قيادة الجمهورية اليمنية نثمن عاليا الموقف الروسي الداعم للشرعية الدستورية، كما نقدر حرص موسكو على إحلال السلام والاستقرار وإنهاء معاناة الشعب اليمني، والإدانة الدائمة للتهديدات الإرهابية المزعزعة لأمن الممرات المائية والسلم والأمن الدوليين".
وأشار إلى "الأوضاع الاقتصادية والخدمية والإنسانية التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية الارهابية على المنشآت النفطية"، وأشاد بـ"التدخلات التمويلية المقدرة من جانب الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة".
وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي "أهمية الحفاظ على وحدة المجتمع الدولي تجاه الملف اليمني، وجهود مكافحة الإرهاب والقرصنة والجرائم المنظمة".
نقلة مهمة
وتأتي زيارة العليمي إلى روسيا في ظل التحركات، والاتصالات الدبلوماسية النشطة التي يقودها رئيس مجلس القيادة، وأعضاء المجلس، والحكومة لتعزيز وحدة المجتمع الدولي إزاء الحالة اليمنية، والجهود المطلوبة لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والسلام والتنمية.
ويُنظر إلى هذه الزيارة بوصفها نقلة مهمة في مسار العلاقات اليمنية الروسية، التي تعود جذورها إلى الثلث الأول من القرن الماضي، حيث كان اليمن أول بلد عربي يقيم علاقات سياسية مع الاتحاد السوفيتي السابق.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن أول اتصال رسمي بين الجانبين حدث في العام 1927، قبل أن يتوج بتوقيع معاهدة الصداقة والتعاون في العام 1928، التي يحتفل البلدان بذكراها المئوية بعد ثلاث سنوات.
لكن التحول الأهم في العلاقات بين البلدين كان في العام 1955 بإعلان إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، تلاها في العام 1956 تعيين أول وزير مفوض غير مقيم لليمن في موسكو، وفي المقابل افتتح الاتحاد السوفييتي مفوضية له بتعز في ذات العام.
وبهذه الخطوة أخذت العلاقات تنمو في خط متصاعد من الشراكة الفاعلة على كافة المستويات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية.
ومع انطلاق ثورة الـ 26 من سبتمبر/ أيلول 1962، وإعلان النظام الجمهوري، بادر الاتحاد السوفيتي إلى الاعتراف بالنظام اليمني الجديد في أول أكتوبر/تشرين الأول، بعد 6 أيام فقط من الثورة التي سارعت موسكو إلى مساندتها والإعلان في نفس العام عن افتتاح سفارتها بصنعاء.
وحين انطلقت ثورة الـ 14 من أكتوبر/تشرين الأول 1963 في جنوب اليمن، أيدها الاتحاد السوفيتي، وبعد أربعة أيام فقط من الجلاء في 30 نوفمبر 1967، أعلن الاتحاد السوفييتي اعترافه باستقلال الجنوب اليمني.
وحققت العلاقات بين شطري اليمن مع الاتحاد السوفيتي نقلة نوعية جديدة بالاستناد إلى بنية قانونية ممثلة بمعاهدتي الصداقة والتعاون، وغيرهما من الوثائق الثنائية، وذلك قبل أن يؤيد الاتحاد السوفيتي بفاعلية الوحدة الاندماجية الطوعية في 22 مايو/أيار 1990.
وفي 30 ديسمبر/كانون الأول عام 1991، أعلنت الجمهورية اليمنية رسميا اعترافها بروسيا الاتحادية بوصفها الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي السابق، ويتضمن ذلك اعتراف اليمن بجميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية السارية المفعول.
وظلت روسيا الاتحادية، داعماً رئيسياً لخيارات الشعب اليمني في مختلف المراحل، وأقامت مع اليمن علاقات وثيقة على كافة المستويات.
وبعد انقلاب مليشيات الحوثي في سبتمبر/أيلول 2014، وقفت روسيا - ولا تزال - إلى جانب الشرعية اليمنية، وصوتت لصالح القرارات الدولية ذات الصلة، في إجماع قل نظيره من قبل المجتمع الدولي على دعم الشرعية اليمنية، ورفض الانقلاب.
aXA6IDg5LjIxMy4xODUuMTEg
جزيرة ام اند امز
UA

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 38 دقائق
- البوابة
خلاف بين ترامب وماسك حول الضرائب أدى لمغادرة الأخير هيئة الكفاءة
قال رامي جبر، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من واشنطن، إن المؤتمر الصحفي الأخير الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان مطولًا وشمل حديثًا موسعًا عن قضايا داخلية وخارجية متعددة، موضحًا أن الهدف الرئيسي من المؤتمر كان تقديم صورة إيجابية عن إدارة ترامب، ونفي وجود خلافات بين ترامب ورجل الأعمال والمدير السابق لهيئة الكفاءة الحكومية، إيلون ماسك. حقيقة مغادرة ماسك هيئة الكفاءة وأشار، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن ماسك لم يغادر الهيئة غاضبًا كما أشيع، بل انتهى عقده أو الجدول الزمني المرتبط بعمله مع الحكومة الأمريكية، وبالتالي انتهت مرحلته في الهيئة، مؤكدًا أن الهيئة ستواصل عملها بعد رحيله، كما أن ماسك سيبقى مستشارًا من الخارج لصالح الإدارة، مشيرًا إلى أن ترامب أشاد بإنجازات ماسك في توفير مليارات الدولارات على الحكومة الفيدرالية خلال 130 يومًا من عمله. حقيقة مهمة لم تُذكر في المؤتمر ومع ذلك، كشف رامي عن حقيقة مهمة لم تُذكر في المؤتمر، وهي أن التخفيضات المستهدفة التي كان من المفترض أن تحققها هيئة الكفاءة الحكومية خلال فترة عملها، والتي تصل إلى تريليوني دولار، لم تحقق منها الهيئة سوى 175 مليار دولار فقط، أي أقل من 10% من الهدف. قانون الضرائب الجديد كما أوضح أن سبب مغادرة ماسك يعود إلى انتقاده لقانون الضرائب الجديد الذي يقترحه ترامب، والذي يرى ماسك أنه سيزيد العجز المالي بنحو 3.8 تريليون دولار، في حين أن هيئة الكفاءة الحكومية توفر حوالي تريليوني دولار فقط، مما يعني استمرار وجود عجز كبير رغم جهود الهيئة. واختتم رامي تقريره مشيرًا إلى أنه يرى كثير من المراقبين أن خلافًا حادًا وربما جذريًا كان السبب الحقيقي وراء رحيل ماسك، وأنه ربما لا يريد المشاركة في فشل متوقع للإدارة في المستقبل، معتبرًا أن الجدول الزمني مجرد جزء من الصورة، بينما النزاع حول التخفيضات الضريبية والعجز المالي هو السبب الرئيسي.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
صراع متواصل.. وسلام معقّد
فشلت أوكرانيا في طلبها إقناع روسيا بهدنة ال30 يوماً التي روَّج لها رئيسها زيلينسكي بقوة ودعا حلفاءه الأوروبيين إلى المطالبة بها لتكون مقدمة لوقف نار دائم يفضي لحل الصراع، لكن على المقاسات الغربية، ليكون البديل في حال رفضتها موسكو عقوبات شاملة وهذا ما حصل بالفعل. التطور الدراماتيكي في هذا الصراع هو تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب شديدة اللهجة تجاه بوتين، خصوصاً أنه سابقاً لم يكنّ العداء له، بل كانت مجمل تصريحاته تأخذ منحىً إيجابياً، حتى إنه كسر بعدة اتصالات هاتفية عزلة الرئيس الروسي وسعى لحلحلة جمود العلاقات وأبدى استعداداً لمقابلته وجهاً لوجه وأمر باجتماعات بين وفد من بلاده وآخر من موسكو للتباحث في إنهاء الحرب، كما أرسل مبعوثه إلى كوسكو للغرض ذاته. الجديد هنا أن ترامب قال: «إن بوتين أصابه الجنون التام»، بسبب الهجمات الثقيلة بالمسيّرات والصواريخ على كل أنحاء أوكرانيا وأعاد التصريح لاحقاً بأن بوتين «يلعب بالنار» وأنه لولا تدخله لكانت حدثت الكثير من الأمور السيئة للغاية لروسيا، كما لم يتجاهل توبيخ زيلينسكي، حيث امتعض بأنه «كل ما يخرج من فمه يسبب المشاكل». هذا التحول يشير إلى أمرين، إما أن ترامب يسعى إلى عدم خسارة حلفاء بلاده التقليديين في أوروبا لأجل روسيا، خصوصاً أن ثمة عدم رضى عن خط ترامب السياسي في التعامل مع هذا الملف وبدأت دول في أوروبا باتخاذ خطوات بعيدة عن واشنطن لمواجهة الدب الروسي الذي يطمح للقطبية والمزاحمة بقوة على موقعه بين الكبار وإما أن ترامب يسعى إلى ممارسة الضغوط القصوى على روسيا لاتخاذ قرار وقف التصعيد وإبداء بعض المرونة حول أهدافها، بحيث تكون مقبولة نوعاً ما إلى أوكرانيا وأوروبا، خاصة أن مطالب روسيا المتمثلة بضم حوالى 20% من أراضي أوكرانيا ومنعها من الانضمام إلى حلف الناتو وفرض شروط على تسليح جيشها، تعني هزيمة كاملة لكييف وأوروبا. روسيا بدورها ردت على لسان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، على تصريحات ترامب حول منع أمور سيئة عن موسكو بأنه «لا يعرف إلا شيئاً واحداً سيئاً جداً.. وهو الحرب العالمية الثالثة، آمل أن يفهم ترامب هذا!»، بينما اتهم الكرملين في أكثر من مناسبة أوكرانيا ومن خلفها أوروبا بإفشال أي محاولات تقارب، بسبب تهديداتهم العسكرية أو العقوبات المغلظة التي تكبل الاقتصاد الروسي. روسيا لن تحيد عن أهدافها، إذ أضافت شرطاً بأن يتعهد قادة الغرب كتابياً بعدم توسع حلف «الناتو» شرقاً وأبدت استعداداً لمواصلة الحرب لسنوات أخرى وهذا ما لا ترغب به أوروبا، لأنها تشكل استنزافاً مريراً لقدراتها وتدميراً لأوكرانيا. الصراع معقد جداً ولا يمكن أن يحل إلا بتنازلات أشبه بهزيمة وهو ما لا يرغب به الطرفان، لذا فإن الحرب قد تطول رغم الجهود المبذولة لإطفاء نارها.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
يتسمان بالعناد.. هكذا وصف ترامب كلا من بوتين وزيلينسكي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، إن كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتسمان بالعناد، وذلك مع سعيه لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وردا على سؤال من الصحافيين في البيت الأبيض عما إذا كان يعتقد أن بوتين عنيد، قال ترامب إنه فوجئ وخاب أمله بسبب القصف الروسي في أوكرانيا بينما كان يحاول ترتيب وقف إطلاق النار.