
في جو مهيب.. تشييع جثمان التلميذين ضحايا حادث المرور في تيارت
شيع سكان ولاية تيارت اليوم الجمعة، بمقبرة سيدي بوزيد بقرية عين لمسان في بلدية فرندة، جنازة الطفلين اللذين وافتهما المنية جراء حادث المرور المأساوي الذي وقع يوم أمس.
وقد حضر مراسم التشييع عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك وزير التربية الوطنية 'محمد صغير سعداوي'. والي الولاية 'سعيد خليل'، ورئيس المجلس الشعبي الولائي 'الوكال بخيرة'. بالإضافة إلى السلطات المدنية والعسكرية، نواب البرلمان، والأمين العام للولاية.
كما شهدت المراسيم حضور المندوب المحلي لوسيط الجمهورية، عضو المجلس الأعلى للشباب، رؤساء الدوائر والبلديات، أعضاء الجهاز التنفيذي. إلى جانب جمع غفير من المواطنين الذين جاءوا لتقديم التعازي.
وأثناء الجنازة، تمت تلاوة آيات من القرآن الكريم والترحم على أرواح الطفلين. كما تم تقديم واجب العزاء لعائلات الضحايا، متمنين لهم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.
وقد عبر الحضور عن أسفهم العميق لهذا الحادث المأساوي، داعين الله عز وجل أن يتقبل الفقيدين برحمته الواسعة. وأن يسكنهما فسيح جناته. كما تم التأكيد على ضرورة تكاتف المجتمع لتفادي مثل هذه الحوادث المؤلمة في المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ ساعة واحدة
- الشروق
حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته
إي والله، حكيم بأتمّ معنى الكلمة، وقد عقّب هو نفسه على من قال عنه 'علّامة الجزائر'، بقوله 'أنا علّامة الجزائر، وعلَامة رفع لا علامة خفض'… وآية حكمته ما قرأناه له فيما وصل إلينا من آثاره التي نُشرت في خمس مجلدات، بإشراف ابنه الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، وهي ما بقي مما كتب وما وصلنا من آثار حفظتها لنا الجرائد والمجلات… أما ما ألّف من كتب في فنون متنوعة فكثير، ولكنه ضاع مع ما ضاع من رسائل ومقالات أخرى وأحاديث إذاعية في العالم الإسلامي؛ بل ومقابلات مع الكثير من رجال الفكر والدعوة في العالم الإسلامي -بكل أسف- ومنها لقاؤه مع الأستاذ أبو الأعلى المودودي في زيارته لباكستان. قال لي الأستاذ محمد الهادي الحسني يوما 'عزمتُ على ألا أقرأ لأحد بعد اليوم إلا للإبراهيمي'، وحق له ذلك؛ لأن من يقرأ للإبراهيمي، يشعر أنه يقرأ كلاما غير عادي: مفردات وأسلوب وجمل متجانسة، لا تشعر بمفردة مقحمة في غير سياقها الذي وضعت فيه؛ بل لا يشعر بتكلّف أو تصنّع في شعر أو نثر أو سجع أو تصنّع في إيراد عبارات من مفردات عربية قديمة يريد الاستعلاء بها عن الناس… بل ويشعر من يقرأ للإبراهيمي، أنه يقرأ لأديب من الطراز العالي، حتى أن إعلام العراقيين استقبلوه في زيارته لبغداد في إطار الترويج للثورة بعناوين عريضة منها 'أمير البيان'، التي لم يعرف بها إلا شكيب أرسلان، ويقرأ لفيلسوف وعالم في تربية وعالم في الاجتماع ومؤرخ… وكل ذلك يكتب فيه كتابة المتخصِّص وليس ككاتب المقال الملزم بتسليمه كل أسبوع… وفي كل ذلك من الحكمة الكثير التي لم يؤتها الكثير من الناس. يرى الشيخ الإبراهيمي أن الشعب الجزائري قد استولى عليه استعماران: الاستعمار الغربي الفرنسي الذي حاول تجريده من إنسانيته بالتجهيل والتفقير والاستيلاء على مقدراته واستعباده وتجريده من مقوماته الثقافية والدينية، والاستعمار الذي تمثله الطرق الصوفية المنحرفة التي استولت على عقول الناس بالتدين المغشوش المختلط بالخرافة والشعوذة والبدعة. الشيخ محمد البشير الإبراهيمي لمن لا يعرفه، واحد من رجال الإصلاح في الجزائر ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد ابن باديس، تُوفي في 20 ماي 1965، أي قبل شهر من الانقلاب على خصمه السياسي أحمد بن بلة… وقد عاش 76 سنة بين الحجاز والشام والجزائر، كما عاش في الجزائر بين راس الواد ببرج بوعريريج وسطيف شرقا وتلمسان غربا وآفلو جنوبا… طالبا للعلم ومعلما ومدرِّسا ومنفيا وداعية إلى الله رفقة إخوانه من رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وإثباتا لدعوى حكمة الإبراهيمي اكتفي بهذه المناسبة بعرض ثلاثة نماذج من الحِكم البليغة التي زين بها مقالاته… وهي من الحكم التي تعدّ من مفردات الأصول في منهجية الفعل الإصلاحي عموما، وقد تبنتها جمعية العلماء ونسبتها للشيخ الإبراهيمي، لأنه هو الذي عبّر عنها في النصوص التي ننقلها عنه، ومن ناحية أخرى هو مع ابن باديس هما عمدة الجمعية والعمل الإصلاحي عموما في الجزائر، من حيث أنهما كانا يخططان وينفذان وفق رُؤى واضحة بالنسبة إليهما تمام الوضوح، ولذلك سهُل عليهما التعبير عنها بسهولة ويسر ودقة تامة. الحكمة الأولى: كشف عنها الإبراهيمي في مقال له عن بذور الأولى لتأسيس جمعية العلماء في الجزائر، وذلك في سنة 1913 عندما زاره ابن باديس في المدينة المنورة، وكان عمره يومها 24 سنة، وقد عكفا على مناقشة موضوع النهوض بالجزائر والكيفية المناسبة لذلك فقال 'كانت الطريقة التي اتفقنا عليها أنا وابن باديس في اجتماعنا بالمدينة في تربية النشء هي: ألا نتوسَّع له في العلم، وإنما نربّيه على فكرة صحيحة ولو مع علم قليل، فتمّت لنا هذه التجربة في الجيش الذي أعددناه من تلامذتنا'. آثار محمد البشير الإبراهيمي 5/280. ولبُّ الحكمة في هذه الفقرة هي قوله: 'فكرة صحيحة ولو مع علم قليل'، على خلاف ما يعتقد الناس في الغالب، من أن الإكثار من العلم هو المطلوب والذي ينبغي الاهتمام به، فقد اختار الرجلان التركيز على 'الفكرة الصحيحة' وليس على الإكثار من العلم؛ لأن العلم القليل مع الفكرة الصحيحة التي تعني صفاء الذهن وخلوَّ العقل من الخرافة والشعوذة والبدعة وانحراف السلوك، والخوف والجبن والخور، أولى من كثرة العلم مع وجود الخرافة والشعوذة والبدعة وانحراف السلوك؛ لأن صفاء الذهن واستقامة العقل ينمّيان العلم القليل ويزكيانه، أما الإكثار من العلم لا يقوى على تقويم الذهن وإخلاء العقل وتصفيته من الخرافة والشعوذة والبدعة. يرى الشيخ الإبراهيمي أن الشعب الجزائري قد استولى عليه استعماران: الاستعمار الغربي الفرنسي الذي حاول تجريده من إنسانيته بالتجهيل والتفقير والاستيلاء على مقدراته واستعباده وتجريده من مقوماته الثقافية والدينية، والاستعمار الذي تمثله الطرق الصوفية المنحرفة التي استولت على عقول الناس بالتدين المغشوش المختلط بالخرافة والشعوذة والبدعة. ولتحرير المجتمع من هذين الاستعمارين لا بد من بناء العقل وتمجيده، وتصفية الذهن وتنقيته من كل ما علق به مما يخالف صحيح الوحي وصريح العقل السليم. وبالفعل فقد عاد ابن باديس في ذلك العام 1913 وشرع في تنفيذ الخطة في جامع سيدي قموش والجامع الأخضر بقسنطينة، ثم لحق به الشيخ البشير بعد نحو سبع سنوات ليسير على النهج نفسه، ثم لحق بهم خلقٌ كثير من علماء الجزائر من داخل البلاد ومن القادمين من خارجها، وواصل الجميع العملية البنائية وفق تلك المنهجية المتفق عليها: 'فكرة صحيحة ولو مع علم قليل'… لأن الفكرة الصحيحة تجلب العلم وتُكثره، أما العلم بمفرده بكثرته فلا يقوى على مقارعة الانحرافات العقدية البدعية والسلوكية، ولذلك وجدنا علماء كبارا ولكنهم خرافيون وبدعيون بل ومتآمرون مع الطواغيت على الشعوب المغبونة. الحكمة الثانية: هي العمل على تحرير العقول، وفق المنهج والعبارة ذاتها التي وضعها الإبراهيمي في ذلك قوله: 'محال أن يتحرّر بدَنٌ يحمل عقلًا عبدًا'، (آثار الشيخ الإبراهيمي 3/56) ذلك أن العبد لا يمكن أن يكون إلا عبدا. والعبد ليس العبد المملوك فحسب، وإنما هو كل إنسان لا يملك عقلا حرّا يتفاعل مع الوجود وفق قناعاته ومقرراته النابعة عنها. ومن فقد هذا المستوى من الحرية يعدّ عبدا بسبب فقدانه الحرية العقلية، واعتبر الإبراهيمي ذلك من جوهر ما يعمل عليه العلماء في نشاطاتهم الإصلاحية بل اعتبر ما تم في الجزائر من ذلك 'من صنع يدها، لا فضل فيه لأحد سواها، وأوّل يدٍ بيضاء لها في هذا الباب هو تحرير العقول من الأوهام والضلالات في الدين والدنيا، وتحرير النفوس من تأليه الأهواء والرجال، وإن تحرير العقول لأساسٌ لتحرير الأبدان، وأصْلٌ له، ومحال أن يتحرّر بدَنٌ يحمل عقلًا عبدًا'، وجميع توجيهات الشيخ التربوية داخل الجمعية وخارجها يصبّ في هذا الاتجاه. يقول أحمد طالب الإبراهيمي: 'أنني عندما نجحت في امتحان البكالوريا سنة 1949، استشرتُ والدي عن نوعية الدراسة العليا التي ينصحني بإتّباعها، فقال لي رحمه الله: اختر ما شئت، شريطة أن تمارس مهنة حرة، ألا تصبح موظفا عند الحكومة الفرنسية'. حتى لا يستعبدك أحد ويضغط عليك بالوظيفة والسعي وراء الخبزة. أحمد طالب الإبراهيمي/ آثار محمد البشير الإبراهيمي 1/23. والحرية هي جوهر ما كانت تهدف إليه جمعية العلماء في نشاطاتها التربوية، سواء في الاختيار الأول وهو العمل على 'الفكرة الصحيحة' التي تهتم ببناء العقل وتجريده مما علق به من أدران الخرافة والجهل… أو في التوجيه العامّ المفضي إلى التحرر من ربقة الاستعمار وامتداداته المتنوعة؛ بل إن ابن باديس اعتبر 'المطالبة بالاستقلال' لا يعبِّر حقيقة عن السعي من أجل الحرية؛ لأن الاستقلال نتيجة تتحقق بمقدماتها… أما الاستقلال من حيث هو فتحنّ إليه الدواب، ولا يتحقق بالمطالبة، وإنما يتحقق بالانتزاع، ولا يُنتزع إلا بالنفوس الحرة الأبيّة. الحكمة الثالثة: هي 'فقه الفقه' وذلك في قوله 'إن في الفقه فقهًا لا تصل إليه المدارك القاصرة، وهو لباب الدين، وروح القرآن، وعصارة سنة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو تفسير أعماله وأقواله وأحواله ومآخذه ومتاركه؛ وهو الذي ورثه عنه أصحابُه وأتباعهم إلى يوم الدين، وهو الذي يسعد المسلمون بفهمه وتطبيقه والعمل به، وهو الذي يجلب لهم عز الدنيا والآخرة، وهو الذي نريد أن نحييه في هذه الأمّة فتحيا به، ونصحّح به عقائدها، ونقوّم به فهومها، فتصحّ عباداتها وأعمالها، فإن العبادات هي أثرُ العقائد، كما أن الأعمال هي أثر الإرادات، وما يُبنى منها على الصحيح يكون صحيحًا، وما يُبنى على الفاسد فهو فاسد' (آثار محمد البشير الإبراهيمي 3/ 191)، وعبارة 'فقه الفقه' التي لم أقف عليها عند أحد ممن قرأتُ لهم، يمكن اعتبارها عنوان 'علم المقاصد'… وذلك هو جوهر التديُّن الذي يريده الله منا، سواء في الأمور معقولة المعنى أو في الأمور التي لا تخضع للعقل، وإنما هي من العبادة التي جاء بها الوحي الصحيح.


الشروق
منذ 5 ساعات
- الشروق
النفاثات في العقد
كل من قرأ كتاب الشيخ أحمد حماني 'الصراع بين السنة والبدعة'، أو كما سماه الراحل أيضا: 'القصة الكاملة للسطو بالإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس'، يلاحظ ما بذله رائد النهضة الجزائرية من جهد واجتهاد، لأجل أن يحرر العقول من الخزعبلات، التي عشّشت فيها، وساهم الاستعمار في ترسيخها، من خلال رفع قيمة وسلطة الطرقيين و'المرابطين' كما كانوا يُسمّون في ذاك الزمن التعيس. وبحسب رواية الراحل أحمد حماني، وهو تلميذ الشيخ ابن باديس، فإن رائد النهضة لم يتوقف عند الخطب والكتابة، فكان يطرق أبواب المشعوذين، فإن عجز عن منعهم عن النصب على عامة الناس، استعمل القوة لردعهم، وكان لا يرى أي نهضة ممكنة للأمة من دون أن تُكنس هذه الطائفة من مجتمعنا ويُكنس خصوصا ما عشّش في عقول الناس بأن هؤلاء بإمكانهم الإتيان بالأذى وأيضا بالخير، ويعتبر ذلك شركا يُبعد فاعله عن الإسلام الذي جاءت فرنسا لأجل قبره. يحزّ في النفس أن نقرأ في الصحف عن مشعوذ جمع أموالا قارونية في ظرف وجيز، ويحزّ في النفس أكثر عندما نعلم بأن من ضحاياه أو دعونا نقُل من 'المسلّمين المكتّفين' كل أطياف المجتمع بما في ذلك من حملوا شهادات جامعية، وحتى لا نترك الأمور تسير إلى الاتجاه الخطأ، فإن هذه الحملة التي نظمها بعض الشباب عن حسن نية لأجل تطهير المقابر، يجب أن تتوقف حالا، فمن غير المعقول أن يؤمن هؤلاء بأن الصور التي وُجدت مدسوسة في التراب أو الأقفال والتمائم بإمكانها أن تؤذي آمنا في بيته أو مسالِمة تعيش حياتها في هدوء. قرأنا كل النسخ الأصلية من صحف الشيخ ابن باديس، من 'المنتقد' إلى 'الشهاب'، وكل الافتتاحيات التي كان يتفضل بها الشيخ ابن باديس مع رعيله الفاضل وطائفة من علماء الجمعية الأجلاء، وكانت صحيفة 'الشهاب' تضع ركنا خاصا بالفتاوى يتولى رائد النهضة الإجابة فيه عن تساؤلات أبناء الجزائر منذ قرن من الزمان، فلم تستوقفنا قطّ حكايات عين الحسود والسحر المتمكّن أو الجن الساكن في الأجساد أو الرقية التي يجب أن تنقذ هذا الشعب البائس، الذي تتهاطل عليه الشرور من المسمى 'شمهروش'، حتى إنك تخال السنوات الأخيرة للشيخ ابن باديس كانت منيرة وأسّست لفكر علمي وثوري، أنجب فكر مالك بن نبي وعبد الرحمان شيبان وأحمد زبانة وعبد الحميد مهري والعربي بن مهيدي… أكيد، أن التشوّهات التي تطال أعضاء الموتى، من قطع أصابع وأيدٍ أو دسّ في تراب القبور للصور والمسامير والشعور، هو جريمة يُسأل عنها الفاعلون وحتى مصالح البلدية العاجزة عن حماية ميّت في قبره، لكن التشوّهات التي طالت عقول الأحياء، أكثر إيلاما، فالسحر لا يحقق مراده، وقد قال تعالى: 'ولا يفلح الساحر حيث أتى'، والغيب لا يمتلك مفاتيحَه غيرُ الله، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: 'ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير'، والذين ينظّفون القبور، عليهم أن يقتنعوا بأنهم ينظفونها من الوسخ والرجس، وليس من أذى الناس، وإلا دخلوا دائرة المؤمنين بقوة السحرة.. دائرة الشرك.


خبر للأنباء
منذ 9 ساعات
- خبر للأنباء
تعليقاً على منشورات توكل كرمان.. عن الوحدة اليمنية.. وعن الحقيقة التي لايطمسها الحقد
التاريخ لايُكتب بالشعارات، ولا يُزوَّر بالحماسة، ولايُعاد تشكيله وفق الميول والانفعالات او الامنيات الحاقدة، لكن بالوقائع والمصادر والوثائق ورجال المرحلة الذين لازالوا على قيد الحياة، والذين أجمعوا على ان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، رحمه الله هو من استكمل مشروع الوحدة، وتحمّل تبعاته، وذهب إلى عدن متحدياً الضغوط الداخلية والخارجية الرافضة للوحدة (مع الملحدين)، حاملاً رأسه على كفه من أجل تحقيق الحلم اليمني الكبير، واستطاع إقناع الأمين العام للحزب الاشتراكي آنذاك علي سالم البيض بالوحدة الاندماجية الفورية بدلاً من التدرج الذي كان مطروحاً حينها، كونفيدرالية ثم فيدرالية وبعدها الاندماجية، وقصة استقلالهما السيارة الخاصة منفردين معروفة للجميع.. 📌 وللتوضيح أكثر؛ الوحدة اليمنية لم تكن ثمرة شخص واحد، بل نتاج تاريخ طويل من النضال والاتفاقيات التراكمية لعدد من الرؤساء السابقين وأنظمتهم المختلفة منذ مابعد ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر المجيدتين، وهي بلا شك شراكة سياسية معقدة في زمن بالغ الحساسية، ومن حققها بنىٰ على ماسبق.. 📌 كان المهندس حيدر العطاس هو رئيس الجمهورية آنذاك، لكن الكلمة الأولى كانت للحزب، وبالتالي فالامين العام للاشتراكي علي سالم البيض كان هو الطرف المفاوض والمخول لاتخاذ هذه الخطوة المفصلية في تاريخ الدولة، وهو شريك صالح في تحقيق الوحدة بلا منازع ولا نكران لذلك، إذ كان بيده القبول او الرفض، وسيذكر التاريخ انه ثاني اثنين حققا الوحدة الوطنية لليمن.. 📌 عند النظر إلى الظروف التي كانت تحيط بالطرفين آنذاك نعرف ان الشمال كان اكثر استقرارا، على عكس الجنوب الذي كان قاب قوسين او أدنى من السقوط تبعا للمنظومة الاشتراكية.. تحدى صالح الجميع وذهب نحو الوحدة رغم التجييش الاعلامي والديني آنذاك لدول الخليج وجماعة الاخوان الذين كانوا يرفضون الوحدة مع الاشتراكيين ولازلتُ اتذكر طواف الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله على مناطق المملكة ومساجدها للتحذير من الوحدة مع الملحدين، ولاتزال اشرطته التسعة موجودة ومسموعة.. 📌 في الطرف الآخر كان علي سالم البيض وقيادات الجنوب يمرون بأسوأ وأحلك أيامهم مع تفكك المعسكر الاشتراكي وانهيار الحلفاء، الأمر الذي جعل الوحدة طوق نجاة لهم فتمسكوا بها، لكن هذا لاينفي انهم شركاء ومناضلين ووطنيين من الدرجة الأولى لأنهم غلبوا مصلحة الوطن والشعب وتنازلوا عن مناصبهم العليا وتراجع البيض إلى الصف الثاني طواعية، وكان بإمكانه التمترس حول المنصب الأول وإفشال مساعي صالح وغيره من السابقين؛ وبالتالي لن تتحقق الوحدة.. 📌 سيقول قائل ان علي عبدالله صالح تراجع وانتكس ونكص على عقبيه بممارساته الظالمة بحق آلاف الجنوبيين بعد حرب 1994، وأوافقه عليه، وأذكره بأن النائب علي سالم البيض تراجع رسمياً عن الوحدة واعلن قيام الجمهورية الديمقراطية عام 94 واعترفت به جمهورية ارض الصومال (التي لم يعترف بها احد منذ عام 90 وحتى اليوم)، ومع ذلك فالتاريخ لن ينسى أو يغفل، وسيكتب انه ثاني اثنين حققا الوحدة الوطنية لليمنيين في 22 مايو 1990.. وسيذكر انه تراجع عنها في سياق التدوين التاريخي، لا في سياق الشتم والتحامل والحقد والضغينة، وتحويل مناسبة وطنية جامعة إلى ساحة لتصفية الحسابات. 📌 اخيرا رسالتي إلى الأخت توكل كرمان من حقنا أن ننتقد الجميع، وأن نعارض سياساتهم، لكن يجب أن تحكمنا القيم الدينية، والأعراف اليمنية الأصيلة، التي تنص على احترام الموتى وذكرهم بما يليق بنا أولاً، ثم بهم، ومانمر به اليوم لايحتمل المزيد من صب الزيت على نار الأحقاد.. إن أسوأ مانمر به كبلد، أن تتحول الخصومات السياسية إلى أحقاد تستبيح كل شيء، حتى شرف الكلمة وحرمة الموتى المصانة شرعا وقانونا وعرفا وقيما نبيلة.. وحدتنا الوطنية عبثت بها أيادي الخارج وأصبحنا شتاتاً؛ عالة على الدول والشعوب الأخرى (ولو حصلنا على جنسياتهم).. ذاكرتنا الجمعية تحتاج إلى لملمة الصفوف، لا إلى تمزيقها بتغريدات تستجلب التصفيق والإعجاب اللحظي، وتورث الخصام الأبدي والتنافر والتفتيت، دعونا نختلف بشرف، ونتحدث بضمير، ونترك للتاريخ أن يقول كلمته بعيدًا عن المزايدات. #اليمن_ضحية_عقوق_ابنائه #العيد_الوطني_22_مايو #امي_اليمن