
16 عاما على رحيل الطيب صالح.. وهذه أبرز مؤلفاته
16 عاما مرت على وفاة الكاتب السوداني الطيب صالح، الذي رحل عن عالمنا في 18 فبراير من عام 2009 في لندن، تاركا إرثا عظيما من الأعمال الأدبية والصحفية، ورغم تنوع مجالات إبداعه، إلا أن روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" (1966) تبقى من أبرز أعماله وأكثرها شهرة، إذ تُعتبر واحدة من أهم الروايات في الأدب العربي، وقد تُرجمت إلى أكثر من عشر لغات، ما جعلها محط إعجاب واهتمام على المستوى العالمي.
عرف الطيب صالح بكتابته التي تتناول قضايا السياسة، الاستعمار، الجنس، والمجتمع العربي، ورغم استقراره في بريطانيا لسنوات طويلة، فإن أعماله كانت تركز على التوترات بين الحضارتين الشرقية والغربية، فمثل العديد من الكتاب المهاجرين، كان موطنه الأصلي، وخاصة قريته الصغيرة في السودان، المصدر الأساسي للإلهام في رواياته، تماما كما فعل الروائي الأيرلندي جيمس جويس أو الكاتب الأمريكي ويليام فوكنر.
من كرمكول إلى لندن: رحلة الإبداع
وُلد الطيب صالح في عام 1929 بقرية كرمكول بالقرب من بلدة الدبة في إقليم مروي شمال السودان، ونشأ في بيئة قروية بسيطة، حيث كانت الأمهات، اللائي كن صغيرات السن، تروي المدائح والأغاني وشعر الدوبيت، وهو ما أثر في خياله الأدبي في مراحل مبكرة من حياته.
وفي مرحلة طفولته، درس الطيب صالح في "الخلوة" لحفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة، قبل أن ينضم إلى المدرسة الابتدائية في بورتسودان، وواصل تعليمه في مدرسة وادي سيدنا الثانوية في أم درمان، ثم التحق بكلية الخرطوم الجامعية (التي أصبحت فيما بعد جامعة الخرطوم) في وقت كان فيه السودان لا يزال تحت الاستعمار البريطاني.
ورغم تميزه في العلوم، كانت ميوله الأدبية تدفعه نحو كلية الآداب. ولكن بعد أن لم يجد استجابة لنقله إلى تلك الكلية، ترك الدراسة الجامعية وانتقل إلى مهنة التدريس، حيث عمل مدرسًا في المدرسة الأهلية الوسطى في رفاعة.
في عام 1953، هاجر الطيب صالح إلى لندن، حيث غير اختصاصه من العلوم إلى "الشؤون الدولية"، وفي لندن بدأ العمل في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث ارتقى ليصبح رئيسًا لقسم الدراما، وخلال هذه الفترة، كتب أولى نصوصه القصصية بعنوان "نخلة على الجدول"، والذي أذاعته الإذاعة البريطانية، وتلاه عمله القصصي "دومة ود حامد" في عام 1960، الذي نُشر في مجلة "أصوات" المتخصصة في الثقافة، وترجمه المستشرق ديڤيد جونسون.
بعد فترة من العمل في لندن، عاد الطيب صالح إلى السودان، حيث عمل في الإذاعة السودانية، وقد اشتهر بتقديمه برنامج "سيرة ابن هشام" وبرنامج "مقابلات مع رواد الأدب والفن السودانيين"، كما شغل منصب المدير الإقليمي لليونسكو في باريس، ويمثل المنظمة في منطقة الخليج العربي خلال الفترة من 1984 إلى 1989.
ورغم أنه لم يعد إلى مسقط رأسه كرمكول منذ هجرتها قبل ثمانين عامًا، فإن هذه القرية كانت حاضرة في أعماله الأدبية، إذ شكلت بُعدًا ثقافيًا عميقًا في حياته كما في أدبه.
الطيب صالح بين الصحافة والأدب
عمل الطيب صالح أيضًا في مجال الصحافة، حيث كتب عمودًا أسبوعيًا في صحيفة "المجلة" اللندنية باللغة العربية لمدة عشرة أعوام، تحت عنوان "نحو أفق بعيد". كما أصدر في عام 2004 مقالات جمعها في 9 أجزاء في كتاب يتناول فيه مواضيع متنوعة مثل "المضيئون كالنجوم" (من أعلام العرب والفرنجة)، و"للمدن تفرد وحديث" (الشرق والغرب)، و"وطني السودان" و"خواطر الترحال".
وفي إطار التفاعل الثقافي الدولي، كان الطيب صالح عضوًا دائمًا في العديد من المهرجانات الثقافية العالمية، مثل "الجنادرية" في السعودية و"أصيلة" في المغرب، بالإضافة إلى مشاركته المستمرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
مؤلفات الطيب صالح
أدب الطيب صالح غني ومتعدد الوجوه، فقد كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة التي لاقت قبولًا نقديًا وجماهيريًا، ومن أبرز أعماله الأدبية: دومة ود حامد (1960) الذي يتناول حياة قرويين سودانيين يتمسكون بأرضهم وقيمهم،
عرس الزين (1967) التي تحولت إلى دراما تلفزيونية وفيلم سينمائي، حيث فاز في مهرجان كان السينمائي في أواخر السبعينيات، ومريود وبندر شاه/ذو البيت: أعمال تتناول الصراع العائلي والنفسي، وموسم الهجرة إلى الشمال (1967) تعد من أشهر أعماله التي تناولت الصراع الثقافي والهوية، نخلة على الجدول، منسي إنسان نادر على طريقته، المضيؤون كالنجوم، للمدن تفرد وحديث (الشرق، الغرب)، في صحبة المتنبي ورفاقه، وطني السودان، ذكريات المواسم، وخواطر الترحال، كما كتب مقدمات لعدد من الكتب الأدبية، مما أضاف عمقًا فكريًا إلى أعماله.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ترافيل نت
منذ 11 ساعات
- ترافيل نت
الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يطلع على مكونات حيّ حراء الثقافي والمقتنيات النادرة
زار معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند أمس، حي حراء الثقافي بمكة المكرمة. واطلع معاليه على مكونات الحي وفي مقدمتها معرض الوحي الذي يعرض قصص نزول الوحي على الأنبياء عليهم السلام، ومتحف القرآن الكريم الذي يعرف بكتاب الله ويبرز عظمته ومظاهر العناية به عبر مجموعة من المقتنيات النادرة ووسائل العرض المتنوع، مبديًا إعجابه بالإرث التاريخي الذي جسد بأحدث التقنيات والجهود القيمة والرسائل الهادفة المقدمة في سبيل إثراء تجربة الزوار الدينية والثقافية.


بوابة الفجر
منذ 18 ساعات
- بوابة الفجر
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يصدر الترجمة الإنجليزية لكتاب "الأدب مع الله والخلق"
أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ضمن سلسلة "رؤية للنشء" الترجمة الإنجليزية لكتاب "الأدب مع الله والخلق" في إطار جهود الدولة المصرية لنشر الوعي المستنير، وتعزيز القيم التربوية والثقافية الرفيعة بين النشء، أعلن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عن صدور النسخة الإنجليزية من كتاب 'الأدب مع الله والخلق'، للكاتبة هناء عبد الهادي، وإخراج فني للدكتورة مها إبراهيم، ورسوم الفنان عمرو رجب؛ ضمن سلسلة "رؤية للنشء"، وذلك برعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف؛ وإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية. ويمثل هذا الإصدار خطوة جديدة ضمن سلسلة "رؤية للنشء" التي تسعى إلى بناء وعي ثقافي وتربوي لدى الأطفال والبراعم، من خلال محتوى يتسم بالبساطة والعمق، ويخاطب العقول والقلوب في آنٍ واحد، ويُسهم في تعزيز الحضور الثقافي المصري في الفضاء العالمي بلغات متعددة. من جانبه قام وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري بكتابة تصدير للكتاب استهله بقوله: "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد... فإن الآداب هي مجموعة السلوكيات والأفعال والتصرفات التي تصدر منا بشكل حسن وصحيح ولائق، سواء كانت مع النفس أو مع الآخرين، وقد قدم لنا ديننا الحنيف من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عددًا من الآداب الإسلامية التي تنظم حياتنا، وتحقق النفع لنا وللآخرين في مجتمعنا، فهناك الأدب مع الله - عز وجل -، والذي نحظى به بحبه ورضاه، وهناك الأدب مع رسولنا الكريم ﷺ، والذي يمكننا من الفوز بصحبته في الجنة، وهناك آداب أخرى تغطي جوانب أخرى في حياتنا، كالأدب مع الوالدين، والأدب مع المعلم، والأدب مع الناس، وأدب الحديث إلى غيرها من الآداب المتعلقة بحياتنا ومعاملاتنا اليومية، ويسعدنا أبنائي أن نقدم من خلال هذا الكتاب عددًا من هذه الآداب وغيرها في قالب قصصي مبسط برسوم، وألوان جاذبة تمكنك من فهمها فهمًا صحيحًا، ومعرفة كيفية تطبيقها في حياتك اليومية بشكل مبسط وسهل". كما أكد من خلال تصديره لهذا الكتاب على أنه يساعد في زيادة شغف القراءة والاطلاع، مما يحقق الارتقاء الفكري والثقافي لدى النشء، قائلًا: "أعلم أبنائي أن اختياركم لهذا الكتاب يؤكد على شغفكم بالقراءة والاطلاع في هذا الموضوع، ولذلك أتمنى لكم قراءة ممتعة تقدم لكم مزيدًا من المعلومات القيّمة، وأن يكون إضافة علمية موفقة لمكتبتكم". يأتي هذا الإصدار في سياق خطة طموحة تتبناها وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالتعاون مع وزارة الثقافة، تهدف إلى توسيع نطاق النشر بلغات متعددة، وتقديم محتوى تربوي وثقافي راقٍ، يناسب مختلف الفئات العمرية، داخل مصر وخارجها.


مستقبل وطن
منذ 20 ساعات
- مستقبل وطن
«الأعلى للشؤون الإسلامية» يصدر الترجمة الإنجليزية لكتاب «الأدب مع الله والخلق»
في إطار جهود الدولة المصرية لنشر الوعي المستنير، وتعزيز القيم التربوية والثقافية الرفيعة بين النشء، أعلن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عن صدور النسخة الإنجليزية من كتاب 'الأدب مع الله والخلق'، للكاتبة هناء عبد الهادي، وإخراج فني للدكتورة مها إبراهيم، ورسوم الفنان عمرو رجب؛ ضمن سلسلة "رؤية للنشء". جاء ذلك برعاية كريمة من الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف؛ وإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية. ويمثل هذا الإصدار خطوة جديدة ضمن سلسلة "رؤية للنشء" التي تسعى إلى بناء وعي ثقافي وتربوي لدى الأطفال والبراعم، من خلال محتوى يتسم بالبساطة والعمق، ويخاطب العقول والقلوب في آنٍ واحد، ويُسهم في تعزيز الحضور الثقافي المصري في الفضاء العالمي بلغات متعددة. من جانبه قام وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري بكتابة تصدير للكتاب استهله بقوله: "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ... فإن الآداب هي مجموعة السلوكيات والأفعال والتصرفات التي تصدر منا بشكل حسن وصحيح ولائق، سواء كانت مع النفس أو مع الآخرين، وقد قدم لنا ديننا الحنيف من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عددًا من الآداب الإسلامية التي تنظم حياتنا، وتحقق النفع لنا وللآخرين في مجتمعنا، فهناك الأدب مع الله - عز وجل -، والذي نحظى به بحبه ورضاه، وهناك الأدب مع رسولنا الكريم ﷺ، والذي يمكننا من الفوز بصحبته في الجنة، وهناك آداب أخرى تغطي جوانب أخرى في حياتنا، كالأدب مع الوالدين، والأدب مع المعلم، والأدب مع الناس، وأدب الحديث إلى غيرها من الآداب المتعلقة بحياتنا ومعاملاتنا اليومية، ويسعدنا أبنائي أن نقدم من خلال هذا الكتاب عددًا من هذه الآداب وغيرها في قالب قصصي مبسط برسوم، وألوان جاذبة تمكنك من فهمها فهمًا صحيحًا، ومعرفة كيفية تطبيقها في حياتك اليومية بشكل مبسط وسهل". كما أكد من خلال تصديره لهذا الكتاب على أنه يساعد في زيادة شغف القراءة والاطلاع، مما يحقق الارتقاء الفكري والثقافي لدى النشء، قائلًا: "أعلم أبنائي أن اختياركم لهذا الكتاب يؤكد على شغفكم بالقراءة والاطلاع في هذا الموضوع، ولذلك أتمنى لكم قراءة ممتعة تقدم لكم مزيدًا من المعلومات القيّمة، وأن يكون إضافة علمية موفقة لمكتبتكم". يأتي هذا الإصدار في سياق خطة طموحة تتبناها وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالتعاون مع وزارة الثقافة، تهدف إلى توسيع نطاق النشر بلغات متعددة، وتقديم محتوى تربوي وثقافي راقٍ، يناسب مختلف الفئات العمرية، داخل مصر وخارجها.