logo
عباس في بيروت: حوار لبناني فلسطيني حول السلاح

عباس في بيروت: حوار لبناني فلسطيني حول السلاح

صيدا أون لاينمنذ يوم واحد

في خضمّ التطورات السياسية والأمنية، ورغم الانشغال اللبناني بإجراء الانتخابات البلدية والاتصالات الدولية لوقف الخروقات الإسرائيلية المتكررة، يبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة رسمية إلى لبنان اليوم الأربعاء، تستمر ثلاثة أيام، ومن المتوقع أن يلتقي فيها الرؤساء الثلاثة لبحث مختلف القضايا المشتركة بين الطرفين.
وأكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ "نداء الوطن"، أن الرئيس عباس سيدعو إلى إطلاق حوار فلسطيني – لبناني رسمي، بشقيّه السياسي والإنساني، ويجدد موقفه الثابت بالموافقة على سحب السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، ضمن آليات مشتركة يتم التوافق عليها بين الجانبين.
وأوضحت هذه المصادر أن من هذه الآليات ما يحتاج: أولًا، إلى موقف فلسطيني موحد حول الجهة التي ستقود الحوار مع الجانب اللبناني: منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، أم هيئة العمل المشترك التي تشكل إطاراً جامعاً لكل القوى الفلسطينية، بما فيها حركتا "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي". وثانياً، من سيتسلم زمام حفظ الأمن داخل المخيمات؟ المنظمة ممثلة بـ "قوات الأمن الوطني الفلسطيني"؟ أم تشكيل قوة أمنية مشتركة تتعاون مع الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية؟
وكشفت المصادر أنه حتى هذه اللحظة، لم يتلق أي من مسؤولي السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير أو "القوى الوطنية والإسلامية" الأخرى، أي دعوة رسمية من الجانب اللبناني لطرح قضية السلاح على طاولة البحث والحوار، ربما بانتظار قيام الرئيس عباس بالزيارة، وقد اكتفى المسؤولون اللبنانيون بالتأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة، بما فيها المخيمات الفلسطينية، مع الإشارة إلى عدم نزعه بالقوة.
وأوضحت المصادر أن ما يساهم في طرح قضية السلاح اليوم هو زوال عقبة كؤود في طريق معالجتها، بعد إغلاق قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات عقب سقوط النظام السوري السابق برئاسة بشار الأسد، وتسلُّم الجيش اللبناني للمواقع العسكرية التي كانت تسيطر عليها تنظيمات فلسطينية مثل "فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية – القيادة العامة".
ويأتي هذا الموقف الرسمي للرئيس عباس تأكيداً لمواقفه السابقة، وآخرها خلال اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، حيث قال: "لا يحق لنا استعمال السلاح في لبنان"، كتعبير جديد على احترام سيادة الدولة اللبنانية، وفتح الباب أمام مقاربة جديدة لهذا الملف الشائك.
كما ينسجم هذا الموقف مع أجواء اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيس عباس بالرئيس اللبناني جوزاف عون في 4 آذار 2025، على هامش القمة العربية الطارئة في القاهرة، حيث أكد الرئيس الفلسطيني دعمه لجهود الدولة اللبنانية في بسط سلطتها على جميع أراضيها، بما يشمل المخيمات الفلسطينية.
بالمقابل، قال الرئيس عون في آخر مقابلة صحفية: إنّ مبدأ حصرية السلاح يشمل السلاح اللبناني وغير اللبناني، ومن بينها سلاح المخيمات الفلسطينية، متسائلًا: "هل السلاح الفلسطيني في المخيمات قادر على تحرير فلسطين؟ أم يُستخدم في التقاتل الفلسطيني أو الفلسطيني – اللبناني؟ ولذلك، أنتظر زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لبحث ملف سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان، فهناك أسلحة ثقيلة داخل بعض المخيمات".
وتُعتبر زيارة الرئيس عباس إلى لبنان، هي الأولى لرئيس عربي لتقديم التهاني إلى الرئيس جوزاف عون بعد انتخابه وتشكيل حكومة الرئيس نواف سلام، والثالثة بعد زيارتيّ عامي 2005 و2017، إلا أنها تكتسب طابعاً استثنائياً، نظراً لحساسية المرحلة والتطورات الإقليمية، وعلى رأسها استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وما يتطلب من تنسيق وتعاون مشترك.
وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، أن الزيارة ستشهد عقد اجتماع قمة بين الرئيسين الفلسطيني واللبناني، ولقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام.
وأشار الأحمد إلى أن الأيام الثلاثة ستكون حافلة باللقاءات والاجتماعات مع قيادات لبنانية في الرئاسات الثلاث، وربما تشمل لقاءات إضافية مع مسؤولين لبنانيين على صلة بالقضية الفلسطينية.
ووفقاً لجدول الزيارة، سيلتقي الرئيس عباس الرئيس عون في القصر الجمهوري، ثم ينتقل إلى الفندق الذي سيقيم فيه. وفي اليوم الثاني، سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة بعين التينة، ثم رئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي، وقد يتضمن لقاءات مع عدد من القوى اللبنانية. كما سيشارك في حفل تكريمي له تقيمه مؤسسة السيد هاني فحص، برعاية الرئيس سلام، قبل أن يغادر لبنان.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كندا تبحث الانضمام لمشروع "القبة الذهبية" الأميركي للدفاع الصاروخي
كندا تبحث الانضمام لمشروع "القبة الذهبية" الأميركي للدفاع الصاروخي

النهار

timeمنذ 22 دقائق

  • النهار

كندا تبحث الانضمام لمشروع "القبة الذهبية" الأميركي للدفاع الصاروخي

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الأربعاء أنّ بلاده أجرت مناقشات "رفيعة المستوى" مع الولايات المتحدة تناولت إمكانية انضمامها إلى "القبة الذهبية"، مشروع الدرع الصاروخية الذي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبنائه. وقال كارني خلال مؤتمر صحافي: "لدينا القدرة، إذا ما رغبنا بذلك، على المشاركة في القبة الذهبية من خلال استثمارات بالشراكة مع الولايات المتحدة. هذا أمر ندرسه وناقشناه على مستوى رفيع". وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء عن خطط لبناء "قبة ذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكداً أن هذه الدرع الصاروخية ستصبح قيد الخدمة في غضون ثلاث سنوات. وفي مؤتمره الصحافي حذّر كارني من التهديدات الصاروخية الجديدة والمتنامية، مشيراً إلى أنّ هذه التهديدات "قد تأتي في مستقبل غير بعيد من الفضاء". وأضاف: "نحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجدّ". وكندا والولايات المتحدة هما شريكتان في الدفاع القارّي عبر "نوراد" (قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية). ومنذ تراجعت علاقتها مع واشنطن تسعى أوتاوا أيضا إلى تنويع شراكاتها التجارية والأمنية. ترامب (أ ف ب). ومؤخراً، أعلنت كندا أنها بصدد إعادة النظر بصفقة ضخمة مع الولايات المتحدة لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35، كما وقّعت اتفاقية مع أستراليا لإنشاء رادارات لمراقبة القطب الشمالي. وأعلن رئيس الوزراء الكندي أيضا أن حكومته تجري محادثات مع حلفاء أوروبيين "لتصبح شريكاً كاملاً في مبادرة إعادة تسليح أوروبا"، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز قدرات القارّة في مجال الدفاع والصناعة الدفاعية.

ترامب يواجه رئيس جنوب أفريقيا بمزاعم عن جرائم إبادة بحق البيض
ترامب يواجه رئيس جنوب أفريقيا بمزاعم عن جرائم إبادة بحق البيض

النهار

timeمنذ 22 دقائق

  • النهار

ترامب يواجه رئيس جنوب أفريقيا بمزاعم عن جرائم إبادة بحق البيض

واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا باتهامات بارتكاب جرائم قتل جماعي ومصادرة أراضٍ من البيض خلال لقائهما في البيت الأبيض اليوم الأربعاء، في مشهد أعاد إلى الأذهان ما حدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في شباط/ فبراير. وترفض جنوب أفريقيا اتهامات بأن البيض مُستهدفون بالجرائم على نحو متناسب. وتشهد معدلات القتل ارتفاعا في جنوب أفريقيا، لكن الغالبية العظمى من الضحايا سود. وصل رامابوسا إلى الاجتماع قائلا إنه يرغب في مناقشة التجارة والمعادن الأساسية، وبدأ الاجتماع الذي بثه التلفزيون بداية ودية حيث تبادل هو وترامب ملاحظات عن رياضة الجولف. وكان بطلا الجولف الجنوب أفريقيان إرني إلس وريتيف جوسن حاضرين ضمن وفد رامابوسا. ولكن سرعان ما اتخذ اللقاء في المكتب البيضاوي مسارا مختلفا حيث عرض ترامب مقطعا مصورا ومقالات مطبوعة يفترض أنها تُظهر أدلة لدعم مزاعمه التي لا أساس لها بأن البيض في جنوب أفريقيا يتعرضون للاضطهاد. وقال ترامب في واحدة من سلسلة اتهامات: "يهرب الناس من جنوب أفريقيا حفاظا على سلامتهم. تُصادر أراضيهم، وفي كثير من الحالات، يُقتلون". وترفض جنوب أفريقيا مزاعم الرئيس الأميركي. وعانت جنوب أفريقيا التمييز الوحشي ضد السود لقرون خلال فترة الاستعمار والفصل العنصري قبل أن تصبح ديموقراطية متعددة الأحزاب عام 1994 في عهد نلسون مانديلا. ويتيح قانون جديد للإصلاح الزراعي، يهدف إلى معالجة مظالم الفصل العنصري، مصادرة الأراضي دون تعويض عندما يكون ذلك في المصلحة العامة وعلى سبيل المثال إذا كانت الأرض بورا. ولم تُنفذ أي عملية مصادرة من هذا القبيل، ويمكن الطعن في أي أمر صادر عنها أمام القضاء. وأظهر المقطع المصور الذي عرضه ترامب صلبانا بيضاء قال إنها قبور للآلاف من البيض، وزعماء يُلقون خطابات تحريضية. وطالب ترامب بضرورة اعتقال أحدهم وهو جوليوس ماليما. الإصلاح الزراعي وإسرائيل خلال عرض التسجيل المصور، لم يظهر أي تعبير على وجه رامابوسا معظم الوقت، وكان يُحرك رقبته أحيانا لينظر إلى التسجيل المصور. وقال إنه لم يشاهده من قبل، وإنه يرغب في معرفة مكان تصويره. وعرض ترامب بعد ذلك نسخا مطبوعة من مقالات قال إنها تُظهر قتلى من البيض في جنوب أفريقيا، وكان يقول: "الموت، الموت" وهو يُقلّب صفحاتها. من جهته قال رامابوسا إن هناك جرائم في جنوب أفريقيا، وإن غالبية الضحايا من السود. لكن ترامب قاطعه قائلا: "المزارعون ليسوا سودا". ورد رامابوسا: "هذه مخاوف نحن على استعداد للتحدث معك عنها". وحافظ الزعيم الجنوب أفريقي على رباطة جأشه طوال المشهد. وفي الأشهر القليلة الماضية، انتقد ترامب قانون الإصلاح الزراعي وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية. وألغى ترامب المساعدات إلى جنوب أفريقيا وأمر بطرد سفيرها وقرر منح اللجوء للأقلية البيضاء بناء على مزاعم التمييز العنصري التي تنفيها بريتوريا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store