logo
في رسالة للحجيج .. 'خامنئي' يدعو لتوظيف دروس الحج لوقف مآسي 'غزة' وقطع الطريق على إسرائيل

في رسالة للحجيج .. 'خامنئي' يدعو لتوظيف دروس الحج لوقف مآسي 'غزة' وقطع الطريق على إسرائيل

موقع كتاباتمنذ 2 أيام

وكالات- كتابات:
دعا قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران؛ 'علي خامنئي'، العالم الإسلامي إلى توظيف دروس الحج لوقف المآسي في 'قطاع غزّة'.
وقال 'خامنئي' في رسالةٍ إلى الحجيج: 'هذا موسم الحج الثاني، الذي يتزامن مع مآسي غزّة وغرب آسيا'، مضيفًا أنّ: 'وحشية الصهاينة أوصلت مأساة غزة إلى حدٍّ لا يُصدّق'.
وأضاف أنّ أطفال 'فلسطين' يقتلون عطشًا وجوعًا تحت وطأة القنابل والرصاص والصواريخ؛ فـ'من ذا الذي سيقف في وجه هذه المأساة الإنسانية' ؟
كما دعا 'خامنئي'؛ الدول الإسلامية، لقطع طرق مساعدة: 'الكيان الصهيوني المجرم عن مواصلة سلوكه الوحشي في قطاع غزّة'، داعيًا الشعوب إلى المطالبة بذلك أيضًا.
وأشار إلى أنّ الحكومات الإسلامية قد تختلف سياسيًا؛ لكن هذا لا ينبغي أن يمنعها من الاتفاق والتعاون في قضية 'غزّة'.
كذلك، أوضح أنّ: 'الولايات المتحدة شريك أساس في جرائم كيان الاحتلال؛ وعلى حلفائها في العالم الإسلامي أن يستجيبوا لدعوة القرآن الكريم في الدفاع عن المظلومين، وأن يُجبروا الحكومة الأميركية المتغطرسة على وقف هذا السلوك الوحشي'.
وتوافد أمس الأربعاء؛ قرابة مليون ونصف مليون مسلم إلى مدينة 'مكة المكرمة'، إيذانًا بانطلاق أول أيام مناسك الحج في ظل درجات حرارة مرتفعة، وإجراءات صارمة ضد الحجاج غير النظاميين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطيب صلاة العيد في كربلاء المقدسة: الشعور بالانتماء أصبح ضرورياً وحقيقياً وواقعياً
خطيب صلاة العيد في كربلاء المقدسة: الشعور بالانتماء أصبح ضرورياً وحقيقياً وواقعياً

شبكة الإعلام العراقي

timeمنذ 5 ساعات

  • شبكة الإعلام العراقي

خطيب صلاة العيد في كربلاء المقدسة: الشعور بالانتماء أصبح ضرورياً وحقيقياً وواقعياً

أكد خطيب صلاة العيد في كربلاء المقدسة الشيخ صلاح الكربلائي، اليوم السبت، أن الشعور بالانتماء أصبح ضرورياً وحقيقياً وواقعياً، داعياً الى ضرورة الالتفات الى ما نحن عليه من الانتماء الصحيح. وقال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة العيد التي أقيمت في منطقة بين الحرمين الشريفين: 'لا بد من الالتفات الى ما نحن عليه من الانتماء الصحيح ومصادر القوة التي بين أيدينا من الانتماء بالعبودية الى الله تعالى، لاسيما وقد أنزل علينا القرآن الكريم كتاباً خاتماً لما سبق، وفاتحاً لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، جمع فيه أخبار الأولين والآخرين'، لافتاً الى أن 'الله سبحانه وتعالى اختار لنا أحسن خلقه من النبيين والمرسلين محمد (صلى الله عليه واله) '. وأضاف أن 'هذا الشعور بالانتماء أصبح ضرورياً وحقيقياً وواقعياً بعد أن رأينا أعدائنا كيف انهار جميع ما تشدقوا به على مر السنين ابتداء من كل ما أعدوه لنا '. وأكد 'ضرورة عدم مجاراة الغرب، ولا بد من النظر في أدبيات الاسلام العظيم والانتماء اليه وعدم مجاراة الغرب بعد أن انكشفت جميع أضاليله وأساليبه، مستشهداً بقول الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) 'كفاني فخراً أن تكون لي رباً وكفاني عزاً أن أكون لك عبداً'، وكذلك ما ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام) 'إلهي كيف لا استعز واليك نسبتني '. ودعا الشيخ صلاح الكربلائي الى 'ضرورة التمسك بما أوجب الله تعالى بإقامة الصلاة بأوقاتها وأركانها وأماكنها والخشوع فيها، والصوم، والحج، والزكاة، والخمس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبسط العدل، وإطفاء النائرة، وكظم الغيظ، وضم أهل الفرقة، ومجانبة البدع، ومستعملي الرأي المخترع، واجتناب ما حرم الله من المحرمات من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ومن أكل حق اليتيم، والبخس بالموازين، ومن الحاح الشهوة، ومن ثورة الغضب، وغلبة الحسد، وضعف الصبر، وقلة القناعة، وشكاسة الخلق، وملكة الحمية، وإيثار الباطل على الحق، والقول بغير علم '. المصدر : وكالة الانباء العراقية

الخطاب المتطرف في ظل الأزمة الفلسطينية: قراءة في خطاب زعيم القاعدة الأخير
الخطاب المتطرف في ظل الأزمة الفلسطينية: قراءة في خطاب زعيم القاعدة الأخير

الحركات الإسلامية

timeمنذ 15 ساعات

  • الحركات الإسلامية

الخطاب المتطرف في ظل الأزمة الفلسطينية: قراءة في خطاب زعيم القاعدة الأخير

استغلال القضايا الوطنية لأجندات تنظيم القاعدة: دراسة في خطاب سعد العولقي كيف تحوّل خطاب العولقي مأساة غزة إلى منصة لتجنيد الإرهابيين؟ في أول ظهور علني له من خلال كلمة صوتية مطولة، أطل سعد العولقي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بخطاب مشحون يدعو فيه الأمة الإسلامية إلى ما وصفه بـ"الجهاد الشامل". استغل العولقي العدوان على غزة ليطلق دعوة صريحة للقتال العالمي، مستعيدًا خطاب تنظيم القاعدة الكلاسيكي، لكنه استخدم لغة عاطفية وانتقائية تركز على المظلومية السياسية، مما يعكس رؤية التنظيم تجاه الصراع الراهن. سعد بن عاطف العولقي، المعروف أيضًا باسم أبو الليث، يتولى قيادة القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ مارس 2024، خلفًا لخالد باطرفي. ينحدر العولقي من قبيلة العوالق بمحافظة شبوة اليمنية، وتختلف مصادر ميلاده بين الأعوام 1978 و1981 و1983. قبل توليه القيادة، كان عضوًا في مجلس شورى التنظيم، ما يمنحه نفوذًا وموثوقية داخل صفوف القاعدة. تجدر الإشارة إلى أن برنامج "مكافآت العدالة الأمريكية" يقدم مكافأة تصل إلى ستة ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه، بسبب دعواته العلنية لشن هجمات ضد الأمم المتحدة وحلفائها. وفي يونيو 2025، كشف العولقي عن وجهه لأول مرة عبر "مؤسسة السحاب"، التي تنشط في العمليات الإرهابية في مصر والأردن، وحرض على استهداف دول عربية وتفعيل خطوط إمداد في الخليج دعماً لفلسطين، ما أثار جدلاً حول استراتيجية التنظيم. في 2014، أعلنت القوات اليمنية مقتله، لكن ذلك تبين لاحقًا أنه خطأ. ويعتبر ظهور العولقي العلني في 2025 علامة على أزمة "إفلاس الفكر السياسي" داخل التنظيم، وفقًا لعدد من التحليلات التي تشير إلى صعوبة التنظيم في إيجاد خطاب جديد يلائم التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم. من المظلومية إلى التحريض: افتتح سعد العولقي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كلمته بتلاوة آيات من القرآن الكريم، مثل: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"، وأحاديث نبوية ذات طابع تعبوي، في محاولة لإضفاء شرعية دينية على دعوته للجهاد، وتقديم خطابه على أنه استمرار "للنهج النبوي" في مواجهة الظلم. هذا الاستخدام الانتقائي للنصوص الدينية لم يكن لغاية الوعظ أو التضامن، بل لتسويغ العنف وتعبئة النفوس نحو القتال. ركّز العولقي في الجزء الأول من كلمته على ما وصفه بـ"الجرائم الوحشية" التي ترتكبها إسرائيل في غزة، من قتل للمدنيين وتجويع للأطفال وتدمير للمستشفيات والمنازل، معتبرًا أن ما يحدث هو "حرب إبادة شاملة"، تشنها "قوى صهيونية صليبية" بتواطؤ الأنظمة العربية، بل وتواطؤ العالم الإسلامي كله. قال حرفيًا: "إن الأمة أمام حرب صليبية صهيونية كاملة لا تبقي ولا تذر، حرب تُباد فيها غزة من البحر إلى البحر، ويُقتل فيها الرجال والنساء والأطفال وهم ينادون: أين المسلمون؟" لكن هذا السرد العاطفي لم يكن غايته نقل معاناة أهل غزة فقط، بل جاء كمقدّمة تمهيدية للانتقال نحو المطلب المركزي في الخطاب: إعلان الجهاد الشامل، على طريقة القاعدة، باعتباره الرد "الشرعي والوحيد" على ما يجري. ففي نظر العولقي، لا قيمة لأي تضامن لا يُترجم إلى عنف مسلح، ولا جدوى من احتجاجات أو بيانات أو مساعدات إنسانية ما لم تُقرن بالبنادق والمتفجرات. وهو ما عبر عنه بوضوح حين قال: "لن يُرفع الحصار عن غزة، ولن يتوقف العدوان عنها، إلا إذا علم العدو أن هناك ثمنًا باهظًا سيدفعه في كل مكان... وأن دماء المسلمين لن تُزهق مجانًا." هكذا يخلط العولقي ببراعة بين استدرار العاطفة وتصعيد التحريض، فينتقل بالجمهور من مشهد المظلومية إلى واجب الانتقام، ويقودهم بخطاب وجداني ملتهب نحو تبنّي سردية "الجهاد الكوني" كحل وحيد، في استعادة واضحة لوصفات بن لادن والظواهري، لكن عبر بوابة غزة هذه المرة. عودة خطاب القاعدة يُعيد سعد العولقي في خطابه الأخير إحياء سردية تنظيم القاعدة الكلاسيكية، مُكرِّسًا مفاهيم "العدو القريب والعدو البعيد"، ورافعًا لواء "التكفير السياسي" لأنظمة الحكم في العالم الإسلامي. لم يكتف بتوصيفها بالمتخاذلة أو المتواطئة، بل أشار إليها صراحة بأنها "أدوات في يد الصليبيين واليهود"، معتبرًا أن ما يحدث في غزة هو نتيجة "خيانة الأنظمة العربية والإسلامية التي باعت الأمة بثمن بخس". قال العولقي: "إن ما تتعرض له غزة اليوم هو محصلة عقود من التخاذل والعمالة، فلو كانت هناك خلافة إسلامية لما تجرأ الصهاينة على طفل في فلسطين." هذا الاتهام يندرج ضمن الرؤية القاعدية التي ترى في كل سلطة لا تحكم بالشريعة خصمًا يجب إسقاطه. في فقرة مطوّلة من كلمته، أشاد العولقي برموز الجهاد العالمي، وعلى رأسهم عبد الله عزام، الذي وصفه بأنه "المجاهد المربي"، وأسامة بن لادن، الذي قال عنه: "أقام الحجة على العالم، ووجه سهامه نحو قلب أمريكا، فأربكها وأدخلها جحرها." كذلك استحضر سيرة أيمن الظواهري، واصفًا إياه بـ"المنظّر الذي فهم طبيعة العدو الحقيقي". هذا التمجيد الواضح لا يُقصد به فقط الإشادة بالماضي، بل يُراد به تثبيت الشرعية الرمزية للتنظيم، وإعادة تقديم القاعدة كقائد للحراك الإسلامي العالمي. ويمضي العولقي في تصعيد الخطاب، داعيًا إلى نقل المعركة إلى داخل الأراضي الأمريكية، قائلًا: "على المجاهدين أن يعلموا أن رأس الأفعى في واشنطن، وأن أي نصر في فلسطين لا يكتمل إلا بضرب العدو في عقر داره." هذا النوع من الخطاب يعكس العودة إلى مفردات ما بعد 11 سبتمبر، حين كانت القاعدة تُؤسس لمعادلة "الرد بالمثل"، وتدعو لاستهداف المصالح الأمريكية في كل مكان، بحجة أن الولايات المتحدة هي "العدو الأول للأمة"، و"فرعون العصر" كما سمّاها العولقي نصًا. في المجمل، بدا الخطاب موجّهًا لجمهور محبط وعاجز، يشاهد الفظائع في غزة ولا يملك وسيلة للفعل. ومن هذا الباب، يعرض العولقي تنظيمه كـ"البديل الجذري"، القادر وحده على تغيير الواقع. قال بوضوح: "لن تحرر فلسطين المؤتمرات، ولا البيانات، ولا التفاوض، بل يُحررها الرجال الذين نذروا أنفسهم للجهاد في سبيل الله، وساروا على نهج القاعدة." بهذا المنطق، يعيد العولقي تصوير تنظيمه كالممثل الأصيل للأمة في مواجهة العدوان، مغذّيًا الشعور بالعجز بخطاب ثوري يَعِد بالخلاص عبر العنف، لا عبر السياسة أو القانون. لا يمكن قراءة خطاب سعد العولقي بمعزل عن التحولات الإقليمية والضغوط التي تتعرض لها التنظيمات الجهادية، وعلى رأسها القاعدة. ففي ظل تراجع حضور التنظيم في معاقله التقليدية، وتنامي نفوذ "تنظيم الدولة" (داعش) كخصم أيديولوجي وميداني، يبدو أن العولقي يحاول استثمار المشهد الفلسطيني – لا سيما مشاهد الدمار في غزة – لإعادة إحياء سردية "العدو البعيد"، واستدرار تعاطف قاعدة شعبية واسعة باتت تميل إلى الواقعية السياسية أو انكفأت بسبب الإحباط. هذا الخطاب لا ينفصل أيضًا عن صراع داخل التيارات الجهادية نفسها، حيث تحاول القاعدة – عبر أذرعها في اليمن والشام والساحل الإفريقي – أن تُعيد تقديم نفسها كحامل راية "الجهاد العالمي" في مواجهة "تقاعس الحكومات" من جهة، و"وحشية الغرب" من جهة أخرى. ومن خلال رمزية العولقي، وهو نجل الداعية المعروف أنور العولقي الذي قُتل بغارة أمريكية، يسعى التنظيم إلى إعادة إنتاج رموزه، واستدعاء سيرة "شهداء القاعدة" لربط الماضي بالحاضر. في جوهره، لا يقدّم الخطاب جديدًا، بل يكرّر أدبيات قديمة بلغة انفعالية تستند إلى وقائع معاصرة. لكنه مع ذلك يشير إلى محاولة واعية من التنظيم للعودة إلى الساحة، ليس عبر العمليات الكبرى، بل عبر التأثير الخطابي، وتجييش العواطف، واستغلال لحظة الغضب الشعبي لتمرير رسائل تعبئة وتحريض، قد تكون لها تبعات أمنية في مناطق متعددة من العالم. الإفلات من النقد الذاتي: في الوقت الذي يُمطر فيه سعد العولقي خطابه باتهامات قاسية موجهة إلى الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، والحكومات العربية، يلفت الانتباه غيابٌ شبه كامل لأي مراجعة ذاتية لمسيرة التنظيمات الجهادية. فالعولقي يتحدث عن 'خيانات الحكام' و'تآمر الدول الكبرى'، لكنه يتجنب عمداً فتح أي ملف يتعلق بإخفاقات الحركات المسلحة، أو كلفة ما خلّفته مشاريعها على المجتمعات الإسلامية، من دمار وفوضى وتمزيق للنسيج الاجتماعي. وكأن تجربة 'الجهاد العالمي' منذ عقود لا تستحق حتى لحظة مساءلة أو تفكير، بل تُقدّم كمسار نقي لا تشوبه دماء المدنيين ولا فشل سياسي. الأكثر لفتًا هو توظيف العولقي لقضية فلسطين – لا سيما مأساة غزة – كأداة تعبوية تخدم المشروع الجهادي، دون أن يضع في الحسبان أن هذا التوظيف قد ساهم تاريخيًا في اختطاف القضية وتسييسها لصالح أجندات عابرة للحدود. ففي خطابه لا يتحدث العولقي عن فلسطين كقضية تحرر وطني أو شعب يناضل من أجل حريته، بل كـ"ساحة من ساحات الجهاد الأممي"، تسير على خطى أفغانستان والعراق وسوريا، وهو الطرح ذاته الذي ساهم في عسكرة القضية وتغريبها عن عمقها الشعبي. وبينما تتصاعد في الشارع العربي والإسلامي دعوات لتوسيع دائرة النضال الفلسطيني ليشمل الأدوات الدبلوماسية، والنضال المدني، وتوحيد الصف السياسي، يصرّ العولقي على تقديم الصراع ضمن ثنائية مغلقة: "إيمان وكفر"، "نصرة أو خيانة"، "سيف أو خنوع". ففي خطابه يقول: "ما يحدث في غزة يكشف من هم عباد الله ومن هم أولياء الطاغوت"، وهو تعبير يشي بتكفير ضمني لكل من يختار طريقًا آخر غير القتال، حتى لو كان يقف إلى جانب الفلسطينيين سياسيًا أو إنسانيًا. من خلال هذه الثنائية، يعيد الخطاب إنتاج منظومة "الولاء والبراء" التي طالما استخدمتها التنظيمات الجهادية كأداة للتجنيد والتأطير، حيث يُدفع الشاب المتعاطف مع غزة إلى استنتاج أن طريق الانضمام إلى الجماعة هو السبيل الوحيد لـ"نصرة المسلمين". وهنا يكمن الخطر الحقيقي: في اختزال القضية، ونفي أي مساحة للنقاش أو التعدد، وتحويل المأساة الإنسانية إلى مدخل لإعادة تدوير خطاب إقصائي دموي، يرفض التعدد في أدوات المواجهة، ويقصي كل من لا يحمل السلاح. مخاوف من موجة تعبئة جديدة يأتي خطاب سعد العولقي في لحظة فارقة، إذ يعيش العالم الإسلامي حالة شديدة من الغضب الشعبي والاحتقان العاطفي بسبب المجازر التي تُرتكب في غزة، وسط مشاهد مروعة للقتل الجماعي والحصار والتجويع. في هذا السياق، لا تبدو كلمات العولقي مجرد 'نصرة لغزة'، بل تُقرأ كجزء من محاولة واعية لاستثمار هذا الغضب الجمعي وتوجيهه نحو أجندات قديمة جديدة. فحين يصرّ على استخدام تعبيرات مثل 'حرب صليبية صهيونية'، أو حين يتهم الحكومات الإسلامية بـ"الخيانة والردة"، فهو لا يخاطب العقل بقدر ما يستثير مشاعر النقمة، في سياق تعبئة نفسية تمهّد لتجنيد الأفراد. يشير خبراء مكافحة الإرهاب إلى أن مثل هذه الخطابات تمثل حلقة من حلقات 'إحياء الجهاد الكوني'، وهو مشروع ظل يتراجع في السنوات الأخيرة بعد الضربات التي تلقاها تنظيما القاعدة وداعش. واللافت أن العولقي لا يخفي رغبته في هذا الإحياء؛ إذ يقول بوضوح إن "النصرة لغزة لن تكون بغير سيف"، ويتحدث عن "فتح ثغور الجهاد" من اليمن إلى أفغانستان، داعيًا الشباب إلى اللحاق بـ"ركب المجاهدين". هذا التصعيد في اللغة لا يُفهم إلا كمحاولة لإعادة التموضع السياسي للتنظيم، عبر تجديد الدماء وإحياء الرمزية القديمة للقتال. خطورة هذا الخطاب لا تكمن فقط في محتواه، بل في توقيته. فالجماعات الجهادية تدرك أن لحظات الانفعال الشعبي تشكل بيئة خصبة لإعادة التجنيد. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد من الضروري أن يتنقل الشخص فعليًا إلى "أرض المعركة"؛ بل يكفي أن يقتنع بالسردية، وينخرط في نشاط دعمي، أو يُنفّذ عملية فردية باسم "الذئب المنفرد". وهنا يتحوّل خطاب العولقي إلى محفّز للفعل لا مجرد رأي، خصوصًا حين يصف كل من لا يلتحق بالجهاد بأنه "متخلف عن الصفوف"، بل "من أهل النفاق"، على حد تعبيره. إن السياق الذي يتحرك فيه العولقي اليوم يفتح الباب أمام موجة تعبئة جديدة، قد لا تكون بنفس طابع الموجات الجهادية القديمة، لكنها قادرة على إعادة تنشيط خلايا نائمة، أو خلق تعاطف اجتماعي يُضعف حملات الوقاية من التطرف. ومن خلال استغلال المأساة الحقيقية في غزة، يُعاد إنتاج خطاب يستثمر في الدم والدمار ليصوغ 'بطولات جديدة'، ويُلبسها ثوب النُصرة، بينما غايته السياسية والأمنية الحقيقية تكمن في البقاء والاستمرار لا في تحرير الأرض أو إنقاذ الشعب. ردود الفعل الامنية: يثير خطاب سعد العولقي، الذي ظهر فيه مروّجًا لسردية "الجهاد الكوني"، قلقًا بالغًا لدى الأجهزة الأمنية في المنطقة، خصوصًا أن توقيته يتزامن مع حالة غضب شعبي غير مسبوقة بسبب المجازر في غزة. ورغم أن الخطاب لم يتضمّن دعوة مباشرة إلى تنفيذ عمليات فورية، فإن رمزيته التعبوية وطبيعته التحريضية ترفع احتمالات تحرّك خلايا نائمة أو إطلاق موجات تجنيد جديدة، خاصة في بيئات مضطربة مثل اليمن، والساحل الإفريقي، وحتى بعض الأوساط المسلمة في الغرب. بحسب تقارير استخباراتية غربية، فإن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان قد دخل مرحلة ركود نسبي خلال السنوات الأخيرة، لكن الخطاب الأخير يُفهم على أنه محاولة لكسر هذا الجمود. إذ تشير بعض المصادر إلى تحركات تنظيمية محدودة في محافظتي شبوة والبيضاء باليمن، تشمل تدريبات داخل معسكرات مغلقة، وإعادة تفعيل قنوات اتصال داخلية. كذلك، تتابع الاستخبارات الأميركية والبريطانية عن كثب بعض الحسابات والمراسلات المشفّرة التي تصاعد فيها استخدام شعارات مستلهمة من كلمة العولقي، ما يُعد مؤشرًا على بدء تعبئة إلكترونية تمهيدية. أمام هذا التصعيد الخطابي، رفعت عدة أجهزة استخبارات عربية وغربية من درجة التأهّب، خصوصًا في الدول التي شهدت في السابق عمليات إرهابية على يد خلايا مرتبطة بتنظيم القاعدة. وتشير تحليلات أمنية إلى أن الخطاب لم يكن موجهًا فقط للأنصار المحليين، بل سعى إلى تجاوز الإطار اليمني لاستنهاض قاعدة جهادية عالمية، وهو ما يتقاطع مع تحذيرات الأمم المتحدة من عودة نشاط التنظيمات الإرهابية مستغلّة النزاعات المفتوحة. كما تُبدي بعض العواصم الأوروبية قلقًا متزايدًا من استخدام القضية الفلسطينية كمدخل لإحياء خطاب العنف بين الجاليات المسلمة. الجمهور المستهدف في خطاب سعد العولقي: خطاب سعد العولقي لا يقتصر على مخاطبة أنصار تنظيم القاعدة التقليديين فقط، بل يسعى إلى جذب جمهور أوسع من المسلمين المتدينين والغاضبين، خاصة الشباب، الذين يشعرون بالغضب والاستياء من المجازر التي تحدث في غزة. يستغل العولقي هذا الغضب ليُحوّله إلى أداة تعبئة تحرّضية، مستهدفًا بذلك قطاعات تتراوح بين الجيل الجديد من المقاتلين المحتملين وبين شرائح مجتمعية متدينة تبحث عن تبرير وسبب للتحرك ضد ما تُسمى بـ"العدو الصليبي الصهيوني". يستخدم العولقي في خطابه لغة قريبة من الشباب، مع توظيف مفردات قوية ومشاعر الاستنكار والغضب التي تتماهى مع واقعهم، خصوصًا في المناطق التي تعاني من الفقر والتهميش مثل الريف اليمني وبعض الدول العربية الأخرى. هذا الخطاب يراعي التأثير العاطفي، ويركز على إظهار الصورة كصراع وجودي بين "الإيمان والكفر"، ما يجذب بالدرجة الأولى فئات عمرية بين 18 و35 سنة، الذين يمثلون النواة الأساسية لأي حركة جهادية ناشئة. بجانب استخدامه أدبيات جهادية تقليدية، يحاول العولقي إدخال رموز معاصرة، مثل وصف الصراع بـ"حرب إبادة" و"النكبة"، وهو أسلوب يصدح بمآسي معاصرة عميقة في الذاكرة الجماعية للمسلمين، مما يجعل الخطاب أكثر تأثيرًا وانتشارًا على منصات التواصل الاجتماعي. كما يستغل شعارات المقاومة والعدالة الاجتماعية، ما يوسع دائرة التأثير ليشمل حتى فئات لم تكن بالضرورة منخرطة في التنظيمات المسلحة، وإنما تشعر بالاغتراب السياسي والديني. ختامًا يمكن القول إن خطاب سعد العولقي يمثل محاولة واضحة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لإعادة إحياء مشروعه القديم عبر استثمار مأساة غزة كمحرّك عاطفي لتحفيز قاعدة شعبية واسعة على تبني خطاب العنف والجهاد الشامل. هذا الخطاب، رغم كونه متكررًا في مضامينه، يحمل رمزية قوية تعكس أزمة هوية التنظيم وإفلاسه الفكري في مواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية. ومع ذلك، لا يقتصر الخطر على مضمون الخطاب وحده، بل يتعداه إلى توقيته الذي يزامن موجة غضب شعبي عارمة ومأساة إنسانية حقيقية. هذا يفتح المجال أمام احتمالات تصعيد عمليات إرهابية محلية ودولية، واستغلال التنظيم لموجة التعاطف مع القضية الفلسطينية في تجنيد عناصر جديدة، خاصة في ظل ضعف الرقابة الأمنية في بعض المناطق وعدم الاستقرار السياسي. كما يبرز من هذا الخطاب غياب أي نقد ذاتي أو مراجعة لسياسات التنظيمات الجهادية التي أضرت بالأمة وشعبها، بل يتم تقديم العنف كسبيل وحيد للحل، مع تصفية حسابات سياسية وأيديولوجية ضيقة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة. وفي هذا السياق، يبقى التحدي الأكبر أمام المجتمعات والحكومات هو مواجهة خطاب العنف والفكر المتطرف ببدائل عقلانية وسلمية تتيح تجاوز المأساة نحو بناء مستقبل أكثر استقرارًا. في النهاية، فإن خطاب العولقي يحذر من استمرارية حالة الانقسام والتطرف التي لا تخدم سوى مشاريع التدمير والتفتيت. ومن هنا تبرز أهمية تعزيز الجهود الدولية والإقليمية للوقوف بصلابة في وجه خطابات التحريض، مع دعم المسارات السياسية والإنسانية التي تعيد القضية الفلسطينية إلى سياقها الوطني والإنساني بعيدًا عن استغلال الجماعات المتطرفة لمآسي الشعوب.

سؤال إيراني .. ما هو لغز تغريدة 'ترمب' والتناقض ؟
سؤال إيراني .. ما هو لغز تغريدة 'ترمب' والتناقض ؟

موقع كتابات

timeمنذ يوم واحد

  • موقع كتابات

سؤال إيراني .. ما هو لغز تغريدة 'ترمب' والتناقض ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية: مؤخرًا انتشرت الاقتباسات المتناقضة حول تفاصيل المقترح الأميركي، المًّقدم لـ'الجمهورية الإيرانية' بشأن تخصيّب (اليورانيوم)؛ ونشر هذه التصريحات عبر وسائل الإعلام العالمية مثل: (رويترز، ونيويورك تايمز، وأكسيوس) وغيرها في هذه المسألة، تسبب في حيرة المحللين والفاعلين السياسيين؛ وحتى الرأي العام. بحسّب تحليل 'صابر گل عنبري'؛ المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام). يتكشف ببطء.. وقد انتشرت هذه 'المعلومات' غير المتنَّاسقة والمحيرة حول مضمون المقترح الأميركي، قبيل كسر المرشد الإيراني؛ 'علي خامنئي'، الصمت حول هذا الموضوع. وقد اتضح من رد فعله أن المقترح الأميركي لا يُلبّي مطالب 'طهران' الرئيسة. وفي هذا الصدّد؛ ربما يسَّاهم حل لغز تغريدة الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، في فهم التناقضات؛ حيث أعلن رفضته التام لأي تخصيّب لـ (اليورانيوم) في 'إيران'. وجاءت هذه التغريدة بعد تقرير (أكسيوس) عن قبول التخصيّب بنسبة: (3%) فقط. وهذا يُفرض احتمال بأن تعليق 'ترمب' بشأن تصّفير تخصّيب (اليورانيوم) في 'إيران'، هو رد فعل على تقرير (أكسيوس)، ليس بهدف التكذيب ولكن للسيّطرة سريعًا على تداعيات انتشار هذا الخبر؛ وإثارة حفيظة اللوبي اليهودي والإسرائيلي والجمهوريين بشأن سماح إدارة 'ترمب'؛ لـ'الجمهورية الإيرانية'، باستمرار عمليات تخصيّب (اليورانيوم). أصابع إسرائيلية.. صحيح أن ('ترمب' النرجسي لا يصغي كثيرًا في قراراته لهذا أو ذاك، لكن هذا لا يعني أنه لا يتحلى بالحذر ويقدم على مخاطرة غير محسوبة حين يتعلق الأمر بـ'إسرائيل'. من هذا المنطلق، ربما تقف 'إسرائيل' وراء تسّريب خبر موافقة 'ترمب' على تخصّيب 'إيران' (اليورانيوم) بنسبة: (3%)، ووفق 'باراك رافيد'؛ الصحافي في (أكسيوس)، يقف وراء تسّريب هذا الخبر صحافي إسرائيلي مشهور يعمل في موقع (واللا) العبري، ومقرب من أركان الحكومة الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، فقد سارع 'نتانياهو' بالاتصال في نفس اليوم بوزير الخارجية الأميركي لمناقشة موضوع المفاوضات. وبغض النظر عن مدى صحة هذه الأخبار، فالهدف هو الضغط على 'ترمب' للترفع عن منح أي امتيازات. بين 'الموافقة المؤقتة' والضغوط الإسرائيلية.. ويبدو أن 'الولايات المتحدة' قد وافقت؛ (مؤقتًا)، في مقترحها بتخصيّب (اليورانيوم) بنسبة: (3%) لفترة محددة، لكن الهدف الأميركي النهائي بالنظر إلى الشروط الأخرى في المقترح، هو وقف التخصّيب تمامًا. لكن تتخوف إسرائيلي ومعارضي الاتفاق داخل 'الولايات المتحدة'، من تحول: 'الموافقة المؤقتة' على تخصّيب (اليورانيوم) داخل 'إيران' إلى: 'مسألة دائمة'؛ ولذلك سارعوا إلى تسريب خبر موافقة 'ترمب' على التخصّيب المؤقت والمحدد بفترة زمنية، الأمر الذي دفع الأخير إلى نشر تغريدته. فإذا نظرنا إلى القضية من هذا المنظور، يمكن القول: إن تقارير وسائل الإعلام الأميركية الأخرى، بما في ذلك (نيويورك تايمز)، نقلًا عن 'مسؤولين' في إدارة 'ترمب' بعد ساعات فقط من إرسال الاقتراح إلى 'إيران' بشأن معارضة 'واشنطن'؛ 'القاطعة'، لأشكال التخصيّب، كانت في الواقع محاولة سريعة وسردًا مبكرًا يهدف إلى إخفاء حقيقة القبول المؤقت للتخصيّب والتغطية عليه؛ حتى يتم تجاوز هذه العقبة بصمت وبشكل مؤقت في طريق التوصل إلى اتفاق، على أمل تحقيق هدف إلغاء التخصيب داخل 'إيران' من خلال تشكيل اتحاد نووي. وبالتالي يمكن ربط هذه التناقضات في وسائل الإعلام الأميركية بنوع من: 'الحرب الإعلامية الخفية'؛ بين 'ترمب' والمعارضين في الداخل الأميركي و'إسرائيل'، الذين يرفضون منح أي تنازلات مهمة لـ'إيران' في أي اتفاق. من هذا المنطلق يجب التعامل بحذر شديد مع المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام والمنسوبة إلى 'مسؤولين'؛ لأنها ليست 'من إنتاج' الوسيلة الإعلامية نفسها، بل هي نقلًا عن 'مصادر' غالبًا ما تكون موجهة ولها دوافع أخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store