
عون استقبل ماكرون.. تأكيد أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وتجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين وبولين فاضل
يوم فرنسي طويل للرئيس إيمانويل ماكرون في بيروت، استهله بالوصول إلى المطار، حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وختمه بلقاء حاشد أقامه السفير الفرنسي في مقر إقامته في قصر الصنوبر، حضرت فيه شخصيات سياسية وفئات واسعة من القطاعات، بعد دعوتها من قبل السفارة. وأمكن لقسم كبير من المدعوين الحديث مع الرئيس الفرنسي، الذي حرص على الاستماع إلى أوسع شريحة من الشعب اللبناني، من مسؤولين رسميين ومواطنين، أسوة بزيارتيه الأخيرتين بعد انفجار المرفأ في 4 أغسطس 2020.
وبعد الاجتماع مع لجنة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، انتقل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بمراسم الاستقبال الرسمية.
وعقد الرئيسان عون وماكرون لقاء ثنائيا، تحول لاحقا إلى لقاء موسع، وتلاه مؤتمر صحافي مشترك، وأقام الرئيس عون غداء رسميا على شرف الرئيس الضيف.
وخلال اللقاء الثنائي، قال الرئيس جوزف عون لماكرون «اللبنانيون يشكرونكم على مساعيكم المبذولة سواء عبر موفدكم الخاص أو من خلال اللجنة الخماسية للمساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فترة شغور طالت وتفاقمت فيها التحديات».
وتمنى عون على ماكرون «الإيعاز إلى شركة (توتال) بالعودة لمواصلة عمليات التنقيب عن النفط في البلوكات النفطية البحرية».
وجال الرئيس الفرنسي، يرافقه الموفد الرئاسي الفرنسي للبنان جان-إيف لودريان والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود، في منطقة الجميزة في العاصمة اللبنانية، والتقى ماكرون فعاليات المنطقة وسكانها واستمع إلى آرائهم، كما التقى الشباب المتطوعين في الصليب الأحمر وزار مدرسة «الأطباء الثلاثة».
وألقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي ماكرون في القصر الرئاسي في بعبدا، كلمة جاء فيها: «شهيرة مقولة الجنرال ديغول «ان في عمق كل فرنسي، شيئا من لبنان». ونحن في المقابل نقول: ان في قلب كل لبناني، وفي عقله ووجدانه ولغته اليومية وتاريخه الحي وثقافته المبدعة.. الكثير الكثير من فرنسا، فها هو وادي لامارتين جارنا هنا، وها هو ترابه الذي احتضن شقيقته جولي، وها هي دراسات إرنست رينان، التي حفظت تراثنا وتاريخ بلاد الأرز وقبلهما بقرون، وبعدهما أيضا، كنا معا وبقينا معا. نتبادل أنوار الحرية والحداثة، من أجل خير إنساننا وخير العالم. ولم يبخل لبنان. ولم يجحد ولم يتكاسل. فرد جميل فرنسا بكل ما هو جميل، من «مهاجر» جورج شحادة إلى «صخرة» أمين معلوف.. ومن أنامل غبريال يارد وأوتار ميكا إلى ترومبيت معلوف آخر هو إبراهيم.. وما بين هؤلاء من نتاج الكبار أدبيا وفنيا وعلميا وفي كل مجال: أندريه شديد وصلاح ستيتيه.. فينوس خوري ورينيه حبشي وجو مايلا.. والعشرات الذين أغنوا إنساننا والثقافة. فما بين بلدينا وشعبينا، يشبه هذا البحر الذي بيننا. مد وجزر جمعانا «من يوم اللي تكون يا وطني الموج»، كما تغني سيدتنا فيروز.. فيروز التي قمتم بزيارتها عزيزي إيمانوييل، يوم كان لبنان يتألم. وتعودون اليوم لزيارتنا، ولبنان يأمل ويحلم. فعلى مدى الأعوام الأخيرة، دفع شعبي الكثير. من دمائه ومن حجره. من أبنائه ومن ثرواتهم. لكننا فعلا ـ لا شعرا ـ شعب الفينيق. وها نحن قد انبعثنا أحياء».
وأضاف: قد يطول الكلام عما يحتاج إليه وطننا الآن. في السياسة والاقتصاد والأمن وشتى المجالات. لكنني اليوم، باسم شعبي، وباسمي شخصيا، أتمنى منكم السيد الرئيس أمرا واحدا فقط، أن تشهدوا للعالم كله، بأن ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت. وأن ثقة العالم بلبنان يجب أن تعود كاملة. لأن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد.
بدوره، أعلن ماكرون عن عقد مؤتمر دولي لحشد التمويل لإعادة إعمار لبنان يتم تنظيمه خلال زيارة مرتقبة للرئيس جوزف عون إلى فرنسا في غضون بضعة أسابيع.
وفي كلمة مفعمة بالأمل بمستقبل لبنان، توجه إلى نظيره اللبناني بالقول «انتخبتم رئيسا للجمهورية، ومن 9 يناير عاد الربيع في فصل الشتاء، وفخامة الرئيس انتم الامل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الامل، فانتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وانعاش لبنان».
وأضاف «سندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي كان نجاحا ديبلوماسيا. وسنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل لكي تتمكن مع انجاز مهمتها».
وتابع ماكرون «يجب تشكيل حكومة جديدة سريعا وأعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند إلى جانبكم لإيجاد الحلول».
وأكد الرئيس الفرنسي أن «بلاده تتطلع لانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي وأن يكون السلاح فقط بيد الجيش اللبناني».
وأضاف «المجتمع الدولي ينتظر من لبنان اصلاحات في مجالات العدالة والطاقة ومكافحة الفساد والإعمار (..) سنواصل العمل على تدريب الجيش اللبناني والقوى الامنية، وسنعمل مع لبنان على ترسيم حدوده البرية عند الخط الأزرق».
وتلا ذلك لقاء رباعي شارك فيها الرئيسان عون وماكرون إلى جانب رئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال، ثم انتقل الجميع إلى مأدبة غداء.
توازيا، تسير حلحلة العقد أمام إطلاق تشكيل الحكومة على الرغم من المطبات، ويعول عليها الكثير محليا ودوليا، سواء من خلال التأييد الواسع الذي عبر عنه كبار المسؤولين على مستوى العالم، او عبر دعوات الزيارات التي توجه إلى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.
وزار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام الرئيس نبيه بري في عن التينة، وصرح بعد الزيارة «انا ودولة الرئيس نقرأ في كتاب واحد، وهو الدستور. وسأبقى على تواصل مع الرئيس بري حتى تشكيل الحكومة».
وأوضح ان «الاستشارات النيابية لم تنته أمس، لأنني استكملها اليوم. وكان هناك إجماع من الكتل على ضرورة النهوض سريعا بالبلد والعمل على الإنقاذ وسأتعهد بذلك».
وأكد «انه لا خيار أمامنا سوى التفاهم والتفاهم (كررها مرتين)، ولا أحد سيعطل ولا أحد سيسمح بتعطيل تشكيل الحكومة»، وأضاف «لدي تصور أولي سأعرضه على فخامة الرئيس»، في حين قال الرئيس بري «اللقاء كان واعدا».
وفي وقت كثر الحديث عن شكل الحكومة وموعد ولادتها، توقعت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان يتم تشكيلها قريبا بعد حلحلة كل العقبات التي واجهتها، وأكدت ان المطلوب حكومة سياسية قوية في هذه المرحلة، لتتمكن من تحقيق الأهداف الكبرى المطلوبة منها، لجهة ضبط الأمن والاستقرار والنهوض بالاقتصاد وإصلاح مرافق الدولة التي تضررت كثيرا وضربها الفساد، إضافة إلى التحدي الأكبر إعادة الإعمار التي تتطلب مساعدات وتمويلا استثنائيا.
وأضافت المصادر «لا توجد في لبنان حكومات غير سياسية في ظل وجود كتل نيابية وأحزاب تسمي وزراء يمثلون الطوائف وفقا للحصص الطائفية، في غياب أي نظام للمعارضة والموالاة في تشكيل الحكومات وغياب الاحزاب العابرة للطوائف والمناطق».
وترى المصادر «ان اختيار اختصاصيين لتلبية متطلبات المرحلة، لا ينزع عنهم الصفة السياسية، لأن القرار في نهاية الامر يعود للحزب والطائفة، والتجارب عديدة في هذا المجال وخصوصا فكرة «الوزير الملك» الذي اعتبر بمنزلة ضمانة لعدم اسقاط الحكومات. إلا ان هذه التجربة اثبتت عكس ذلك».
واعتبرت ان المرونة التي عبر عنها رئيس الجمهورية، ومن بعده الرئيس المكلف نواف سلام، مع التأييد النيابي الواسع «عوامل تفتح الطريق أمام تشكيل سريع للحكومة، خلافا للتجارب السابقة التي كانت فيها المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية سببا في تأخير الحكومات لأشهر»، وأشارت إلى ان هذه الحكومة ستجرى الانتخابات البلدية في مايو المقبل، ومن ثم الانتخابات النيابية في مايو من سنة 2026.
والترحيب الدولي بانتخاب رئيس الجمهورية والعمل على تشكيل حكومة، عبر عنه مجلس الأمن الدولي في بيان خاص بلبنان، كما شدد على ضرورة وقف الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. وتزامن ذلك مع وجود الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في لبنان، والذي سيترأس اجتماعا للجنة الإشراف على اتفاق وقف النار، وكذلك الاجتماع مع قيادة القوات الدولية للاطلاع على العقبات التي تواجه مهامها في هذه المرحلة المهمة والمفصلية.
في الجنوب، تواصل القوات الإسرائيلية عملية التدمير واحراق المنازل في القرى الحدودية، على غرار ما حصل ليلا بإحراق عدد من المنازل في بلده عيتا الشعب في القطاع الأوسط الذي كان يفترض ان تنسحب منه القوات الإسرائيلية خلال الايام الماضية، وذلك قبل نحو اسبوع من انتهاء المهلة المحددة في الاتفاق للانسحاب.
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عسكرية تدعو إلى الانسحاب من لبنان، مشيرة إلى ان حزب الله يتعرض لضغوط على الساحة الداخلية اللبنانية، وفي ظل حجم الدمار، فإن عدم انسحاب اسرائيل سيدفعه إلى العودة إلى المقاومة، وهذا ما لا تريده القوى الدولية الراعية للاتفاق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 18 ساعات
- الأنباء
تنافس سياسي وعائلي حاد في صيدا بلغ ذروته بين 5 لوائح والنبطية استضافت مقترعي القرى الحدودية بمشاركة لافتة
المشهد الانتخابي في مدينة صيدا عاصمة الجنوب كان الأشد منافسة مقارنة مع القرى والمدن الجنوبية، حيث تحولت الساحة الصيداوية إلى مسرح لمعركة انتخابية شرسة بين 5 لوائح على 21 مقعدا، تداخلت فيها الحسابات العائلية والسياسية، للسيطرة على سدة القرار في المدينة ذات التنوع المذهبي والطائفي، فيما بلغ عدد المرشحين 58 مرشحا. وتبارزت القوى السياسية في صيدا تحت ستار العائلات لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد وتثبيت حضورها ونفوذها في مدينة الوزير السابق نزيه البزري والراحل معروف سعد «أب الفقراء وصيادي الأسماك»، والذي يتابع مسيرته النائب أسامة سعد، بعد بروز الحالة الحريرية في التسعينيات، والتي بدأ معها تقاسم النفوذ في المدينة، بين «تيار المستقبل» و«التنظيم الشعبي الناصري» وسط انقسام سياسي بين أنصار الطرفين. إضافة إلى ذلك، سعت القوى السياسية الأخرى المتمثلة بـ «الجماعة الإسلامية» لتأكيد مكانتها على الخارطة السياسية. وغصت شوارع صيدا بالسيارات وحركة الماكينات الانتخابية، التي انتشرت امام مراكز الاقتراع ورفعت اللافتات وصور المرشحين. ونصبت الخيم عند مداخل مراكز الاقتراع، وعمل المندوبون على توزيع أسماء المرشحين واللوائح على الناخبين وعلى السيارات المارة، لاستقطاب العدد الأكبر من الأصوات، ما عكس منافسة وحماسة لدى المقترعين الذين ومع تقدم ساعات النهار تزايدت أعدادهم بشكل مضطرد، بعد ان كان الإقبال خجولا خلال الساعات الأولى مع فتح صناديق الاقتراع. وكان لافتا مشاركة الشباب وكبار السن في عملية الاقتراع، فضلا عن استقدام المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين للإدلاء بأصواتهم، بعد أن وضع الناخب الصيداوي أمام عدة خيارات، بفعل تعدد اللوائح، ما أظهر أن عمليات التشطيب أخذت مداها وكانت سيدة الموقف. وهذا المشهد ستتوضح معالمه من خلال ما ستفرزه صناديق الاقتراع. اليوم الانتخابي في المدينة جرى وسط اجراءات أمنية وانتشار مكثف لوحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، والتي كانت تدقق في أسماء المقترعين وهوياتهم، ومنعت المندوبين من توزيع اللوائح أمام أقلام الاقتراع. ومن صيدا إلى النبطية، المشهد لم يختلف بالشكل، وانما كان هناك استنفار واسع من الشباب التابعين للقوى السياسية المؤثرة في المنطقة وخصوصا من «الثنائي». وكان انتشار بشكل كبير امام مراكز الاقتراع التي شهدت أيضا حضورا للجيش اللبناني والقوى الأمنية. ودارت المعركة الانتخابية في النبطية بين لائحتين: «التنمية والوفاء» (مكتملة)، و«النبطية تستحق الأفضل» لانتخاب 21 عضوا. واستضافت ثانوية حسن الصباح في النبطية، أبناء بلدة كفركلا (قضاء مرجعيون) الحدودية المدمرة، حيث ضم المركز 10 أقلام اقتراع 5 للذكور و5 للإناث. وتحولت الساحة المقابلة للثانوية إلى غرفة عمليات للماكينات الانتخابية، حيث وضعت الخيم التي توزع فيها المندوبون والمرشحون، وتابعوا عمليات الاقتراع وعملوا على تسهيل دخول المقترعين. وقال عدد من الأهالي الذي حضروا من بيروت وأقضية النبطية والزهراني للإدلاء بأصواتهم، أنهم أرادوا توجيه رسالة إلى العدو الاسرائيلي الذي دمر الحجر وهجر البشر في بلداتهم، بأن إرادة الحياة والصمود والتشبث بالأرض، أقوى وأفعل من آلة العدو الإجرامية. رئيس البلدية المحامي حسن شيت قال لـ «الأنباء»: «قام العدو الإسرائيلي بتحركات عدائية للتخفيف من أهمية هذا اليوم الانتخابي والمشاركة فيه. لكن المشاركة فاعلة والأهالي حضروا للاقتراع..». ورد عدم ارتفاع نسبة الاقتراع، إلى عدم وجود منافسة، وليس خوفا من التهديدات الاسرائيلية. المرشحة رحمة محمود فقيه قالت لـ«الأنباء»: «كلنا لكفركلا اينما كنا، حتى بعد أن دمرها الطيران الحربي الإسرائيلي ولن يثنينا عن المضي قدما». وفي معهد النبطية الفني أدلى أبناء بلدة بليدا (قضاء مرجعيون) المدمرة أيضا، بأصواتهم للائحة «الأمل والوفاء» والمؤلفة من 15 عضوا، ولخمسة منفردين من قوى اليسار، فضلا عن تنافس عشرة مرشحين لمنصب 5 مخاتير، وسط حضور لافت لكبار السن والمرضى. وكانت مداخل مدينة صيدا والأوتوستراد الساحلي باتجاه الجنوب قد شهدا زحمة سير خانقة، وصلت معها ارتال السيارات من حاجز الأولي إلى بلدة الرميلة.


الأنباء
منذ 18 ساعات
- الأنباء
بهية الحريري: تيار المستقبل عائد في الانتخابات النيابية.. ومعلومات خاصة بـ «الأنباء»: مهلة ثمانية أشهر لملف السلاح توازياً مع تجميد المساعدات
أكثر من رمزية اكتسبتها الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية، لاسيما أنها شهدت الزيارة الأولى لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى الجنوب وإدلائه بصوته في مسقط رأسه بلدة العيشية، وإعلائه الصوت في أكثر من اتجاه. وفي الرمزية، تزامنت زيارة الرئيس عون للجنوب مع الذكرى الـ 25 لتحريره، وكانت المرة الأولى التي يمارس فيها حقه الدستوري بعدما كان على مدى 40 عاما يتولى حماية الانتخابات طوال خدمته في المؤسسة العسكرية. المحطة الأولى لجولة الرئيس عون كانت في سرايا صيدا الحكومي للاطلاع على الإجراءات اللوجستية والإدارية المتخذة. وقد وصل برفقة وزير الدفاع اللواء ميشال منسى وكان في استقباله وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار وعدد من المسؤولين الكبار. وفي كلمة له قال عون ان «الذكرى الـ 25 لتحرير الجنوب تحل، وللأسف لا يزال الجرح ينزف. وأحيي في هذه المناسبة ذكرى الشهداء من عسكريين ومدنيين الذين رووا بدمائهم أرض الجنوب، وشكلوا منارة على طريق الحرية والكرامة لجيل المستقبل». ودعا عون «اللبنانيين إلى التصويت بكثافة، لأن هذه الانتخابات إنمائية وليست سياسية، ويجب التصويت لمن يمثلهم في إنماء المدن والقرى المعنية، ولمن سيسهم في إعادة الاعمار». وقال: «هذه الانتخابات تؤكد ان إرادة الحياة أقوى من الموت، وإرادة البناء أقوى من الهدم. وعيد التحرير هو أيضا عيد الديموقراطية والخيار الصحيح». ومن سرايا صيدا، انتقل الرئيس عون إلى سرايا النبطية، حيث ترأس اجتماعا امنيا. وجدد التشديد على أهمية هذا الملف، آملا «ان تشهد الأيام المقبلة نهاية المآسي والحروب والدمار». بعد ذلك، توجه الرئيس عون إلى مسقط رأسه بلدة العيشية، وبعد وضعه اكليلا من الزهر على ضريح والديه في مدافن البلدة، مارس حقه الانتخابي في الاستحقاق الاختياري، نظرا إلى فوز مرشحي البلدية بالتزكية. وفي كلمة له، قال عون:«اعتدت حماية الانتخابات طوال 40 عاما، واليوم أدلي بصوتي للمرة الأولى في الاستحقاق الانتخابي، وهو لإنماء البلدة. التزكية هي نوع من الديموقراطية، والبلد قائم على الديموقراطية التوافقية، ولو لم يحصل توافق لكنا اتجهنا إلى انتخابات ديموقراطية وهذا أمر طبيعي، وكل من يفوز، اعتبر انه يمثلني». وسئل عن وجود ضمانات لعدم حصول اعتداءات إسرائيلية، فأجاب رئيس الجمهورية ان الضمانات موجودة، مشيرا إلى ان «الرسالة هي ان الجنوب هو من لبنان وقلب لبنان، ويجب ألا يكون هناك من رادع لإرادة صمود اللبنانيين». بدوره، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الذي جال على أكثر من مركز اقتراع في الجنوب قال ان «الضمانات الأمنية تترجم على الأرض»، مضيفا ان «كل الاتصالات الديبلوماسية مطمئنة، ونحن متمسكون بسيادة الدولة الحاضرة إلى جانب الشعب». الحجار قال من بلدة شبعا إن «الإعمار بدأ بالنفوس قبل الحجر». وفي المحصلة، فازت 109 مجالس بلدية جنوبية من أصل 272 في محافظتي الجنوب والنبطية، بالتزكية. وتفقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل غرفة العمليات المركزية في منطقة الجنوب في ثكنة محمد زغيب - صيدا، حيث استمع إلى إيجاز حول الإجراءات الأمنية التي نفذتها الوحدات العسكرية المنتشرة بهدف حفظ أمن العملية الانتخابية. كما تفقد قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة، واستمع إلى إيجاز حول الانتشار في قطاع عمل اللواء والتدابير الأمنية المتخذة لمواكبة الانتخابات. وأكد العماد هيكل أن نجاح العملية الانتخابية يكتسب أهمية كبيرة في ظل التحديات الاستثنائية الحالية، وتوجه إلى العسكريين بالقول: «إن نجاح العملية الانتخابية دليل على تمسك أهالي الجنوب بأرضهم، ووجود الجيش هو أحد أهم عوامل الاطمئنان والصمود بالنسبة إليهم». وأضاف: «رسالتنا هي أن الجيش يقف بحزم إلى جانب اللبنانيين، وأن العدو الإسرائيلي الذي يواصل انتهاكاته لسيادة لبنان واحتلاله جزءا من أرضه، لن يثني المؤسسة العسكرية عن أداء مهماتها على أكمل وجه». السيدة بهية الحريري وبعد اقتراعها في مدينة صيدا، قالت إن «تيار المستقبل لم يرشح أحدا في هذه الانتخابات». وأضافت:«تيار المستقبل عائد للمشاركة في الانتخابات النيابية، ولا عداوات لدينا، بل هناك تباين في الرأي مع البعض وهذا أمر طبيعي». رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل توعد «القوات اللبنانية» بنتائج الانتخابات البلدية في مدينة جزين الجنوبية، بالكتابة على حسابه عبر منصة «إكس»: «جزين قلعة كبيرة وقلبها كبير وبتساع الدني كلها». ووصل باسيل الى جزين عصراً قبل موعد إقفال الصناديق تمهيدا للاحتفال مع مناصريه. وأفيد بأن عدد المقترعين في المدينة تخطى عتبة 43.51%. وبعيدا من أجواء الانتخابات البلدية والاختيارية، تعود الملفات السياسية إلى واجهة الاهتمام. ويبقى موضوع السلاح غير الشرعي، اللبناني وغير اللبناني في مقدمة الاهتمام. وشكل اجتماع لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني التي اتفق عليها خلال زيارة الرئيس محمود عباس إلى لبنان الأسبوع الماضي، خطوة إيجابية على طريق استعادة سيادة الدولة. وأشارت مصادر مقربة من حركة «فتح» كبرى الفصائل الفلسطينية والتابعة مباشرة إلى السلطة الفلسطينية لـ«الأنباء»، إلى انها أكدت مرارا الاستعداد لتنفيذ قرارات الدولة اللبنانية، لكنها في الوقت عينه ترى انها لن تقوم بتسليم السلاح بمفردها من دون بقية الفصائل غير المنضوية تحت سلطة منظمة التحرير الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس. توازيا، قالت مصادر متابعة لـ «الأنباء»:«ان وضع جدول زمني لسحب السلاح الفلسطيني، قد يمهد لوضع جدول زمني لسلاح «حزب الله»، خصوصا ان هذا الامر مطلب دولي منذ البداية». وأضافت: «يؤخذ على الدولة اللبنانية عدم وضع سقف زمني لهذه الخطوة». وتوقعت «ان يكون هذا الأمر أحد البنود الاساسية التي ستركز عليها مساعدة الموفد الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس خلال زيارتها إلى لبنان مطلع الشهر المقبل، على اعتبار ان فترة السماح أو الحوار بشأن السلاح اقتربت من حدها الأقصى». وفي معلومات خاصة بـ«الأنباء» من مصادر أمنية وسياسية رفيعة، ان مهلة ثمانية أشهر دخلت في عدها التنازلي، قد منحت للحكومة اللبنانية للانتهاء من ملف السلاح غير الشرعي، وبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها. إلا ان المهلة مرفقة بتجميد كل المساعدات الاقتصادية للبلاد، والمساهمة في إطلاق عملية إعادة الإعمار.


الأنباء
منذ 2 أيام
- الأنباء
الجنوب اللبناني لا ينام.. إسرائيل تواصل حربها المفتوحة بلا رادع
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين «الجنوب اللبناني لا ينام».. عبارة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ليل الخميس ـ الجمعة، إثر الضربات الإسرائيلية الواسعة الأقرب إلى حرب من جانب واحد، من الجنوب والبلدات الحدودية وصولا إلى البقاع الشمالي. حرب إسرائيلية مفتوحة، لا تقر فيها اسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الدولة اللبنانية في 27 نوفمبر الماضي برعاية أميركية وفرنسية، بل تنطلق من ملحق من الاتفاقية مبرم بينها وبين الجانب الأميركي وغير معلن للطرف المعني الأساسي لبنان، لتنفيذ ضربات بوتيرة متوسطة ومرتفعة. حرب يرافق إيقاعها الانتخابات البلدية والاختيارية الخاصة بمحافظتي الجنوب والنبطية المقررة غدا السبت، والتي تردد ان دولا غربية نزلت عند طلب مسؤولين لبنانيين بالضغط على إسرائيل لوقف حربها ـ ضرباتها على الجنوب، لتمرير اليوم الانتخابي.. الا ان أجوبة النار ودوي الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية سواء بعد إنذار مبكر كما حصل في تول بالنبطية، أو من دون إنذار كما حصل طوال ليل الخميس حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة في الجنوب والبقاع، وسط ترقب أهل الجنوب تنفيذ الضربات، اختصرت مشهد صورة لبنان الذي يقف مكتوف اليدين ومفتقدا أي رادع ضد إسرائيل، عشية الذكرى الـ 25 لتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي في 25 مايو 2000. لبنان يترقب النصائح الغربية، وهي غير سارة، حسبما ينقل عدد من أهل السياسة اللبنانيين الذي يجولون على عواصم القرار، وبينهم النائب غسان سكاف الذي عمم موقفا رسميا صادرا عنه أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يلتقي رجالا في الإدارة الأميركية الحالية، إلى نافذين وخبراء في قضايا الشرق الأوسط. ودعا سكاف في تصريح عممه في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة «إلى التقاط الفرص المتاحة وتنفيذ دفتر الشروط الدولية وإلا.. الدخول في المجهول». وتناول لقاءاته في الولايات المتحدة، وقال «لبنان اليوم تحت الرقابة الدولية، وهذه الرقابة سترفع عنه فقط اذا سيطرت الدولة على كامل أراضيها، وهذا يعني حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية». وشبه سكاف لبنان بـ «الطفل الذي يريد التخلص من سطوة أهله عليه، لذا المطلوب منه ان يلبي دفتر الشروط». وأشار إلى «تحولات في السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، رسمت مؤخرا وبدأت ملامحها في الظهور.. هذه التحولات سيلمسها المسؤولون اللبنانيون خلال الزيارة المرتقبة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت». وتابع «نرى من واجبنا كمسؤولين ان نلتقط هذه الفرصة لأن الوقت مؤات للبنان»، وحذر من «ان يذهب لبنان ضحية صفقات إقليمية ـ دولية كما كان يحصل في العقود الخمسة الماضية». مصدر مقرب من «الثنائي (الشيعي)» قال لـ «الأنباء»: «نراقب باهتمام التطورات الأخيرة في المنطقة، ونتهيب دقة المرحلة والأمواج العالية التي تسلك الطريق إلى بلادنا، وتهدد الكيان اللبناني من خلال محاولة فرض التطبيع مع العدو الإسرائيلي ومقايضته بوقف الحرب الإسرائيلية علينا، وتذكيرنا في كل يوم بالتجارب السيئة مع العدو غير الملتزم باتفاقات ومواثيق دولية». وفضل المصدر عدم التعليق على سؤال حول تسريع تسليم السلاح إلى الدولة أو التخلي عنه، وقال «المسألة أبعد من ذلك». توازيا، يشكل موضوع سحب السلاح الفلسطيني الذي وضع على نار حامية، محطة مفصلية يبنى عليها لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضيها، على رغم المخاوف والمحاذير من إغراقها في التفاصيل والأخذ والرد، الأمر الذي يجعل الحكومة اللبنانية مطالبة وبقوة في الاستفادة من هذه الفرصة السانحة، وعدم التهاون الذي يشكل إحباطا ويعيد الوضع إلى مرحله التخبط. وقالت مصادر نيابية لـ «الأنباء»: «على الحكومة الإقدام، وليس أمام الفصائل الفلسطينية، التي هي خارج إطار منظمة التحرير، سوى الانصياع للاتفاق اللبناني ـ الفلسطيني، خصوصا حركة «حماس» التي أكدت الالتزام بسيادة لبنان وأمنه واستقراره وقوانينه، وكذلك بقرار وقف إطلاق النار الذي وقع في 27 نوفمبر الماضي. ويتوقع ان تشهد الأيام المقبلة دلالات واضحة على هذا الأمر، ليظهر مدى جدية الحكومة وحزمها من خلال العمل عبر اللجنة التي تم التوافق على تشكيلها والتشديد في اتخاذ الإجراءات التنفيذية، وليس تلك التي تأتي على شكل نيات». وأضافت المصادر «إنجاز هذا الملف سيشجع ويدفع باتجاه اتخاذ الخطوة التالية، وهي الأصعب، فيما يتعلق بسلاح «حزب الله»، مع توقع تسخين الاتصالات البعيدة عن الأضواء في هذا المجال، ومناقشة خطط قيد البحث في إطار سلة متكاملة تتعلق بالسلاح وبعض المطالب الأخرى الاصلاحية، ومنها موضوع إعادة الإعمار، والانسحاب الاسرائيلي الكامل حتى الحدود الدولية». في شأن الاستحقاق البلدي الجنوبي، تابع وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار التدابير المتخذة من الوزارة لإنجار الانتخابات، كما بوشرت في جميع المناطق الجنوبية عمليات تسليم صناديق الاقتراع ومستلزماتها إلى رؤساء الأقلام والموظفين، وتأكد عدم وضع أقلام في بلدات وقرى حدودية مهدمة، وبدا ان المواجهات الانتخابية الحامية مقتصرة على مدينتي جزين وصيدا. وكانت الماكينات الانتخابية لـ «الثنائي الشيعي» نجحت في تحقيق «التزكية» في 55 بلدية من أصل 99، قبل 24 ساعة من بدء العملية الانتخابية في الأقضية الحدودية مع إسرائيل وهي: صور وبنت جبيل ومرجعيون. رئيس الجمهورية العماد جوزف عون استقبل في قصر بعبدا وفدا من أبناء بلدته العيشية الجنوبية واطلع منه على واقع الانتخابات البلدية والاختيارية في مسقط رأسه، والحرص على تحقيق التوافق في البلدة وتغليب المصلحة العامة. وفي وقت لاحق، اصدر الوفد بيانا قال فيه «حضرنا للقاء رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، ابن بلدتنا العيشية، ووضعناه في صورة الظروف كافة التي أملت علينا واجب الترشح لعضوية المجلس البلدي، كما عرضنا على الرئيس المشاريع الإنمائية والنشاطات المنوي القيام بها لخدمة البلدة وأهلها. أكد لنا حرصه على العملية الديموقراطية وعلى حق الترشح وحق خوض الانتخابات بشكل حر وديموقراطي، مثمنا دور البلديات في الإنماء وخدمة المواطن ومساندة الدولة في جميع الميادين. انطلاقا من حرصنا على تسهيل التوافق وتغليب المصلحة العامة، وسعينا الدائم لإظهار صورة بلدتنا العيشية كمثال للتوافق والتضامن واليد الواحدة بين ابناء البلدة، نعلن اليوم سحب ترشحنا لعضوية المجلس البلدي، مجددين ثقتنا بشخص الرئيس ودوره، ومتمنين التوفيق لجميع أبناء البلدة لما فيه خير العيشية وأهلها». في جانب بيروتي شعبي، أطل رئيس الحكومة نواف سلام الجمعة على جمهور بيروت ولبنان الكروي الرياضي، بحضوره مباراة الغريمين التقليديين الأنصار والنجمة في مدينة كميل شمعون الرياضية، بعد إعادة تأهيل مرافق المدينة التي تمت عملية بنائها من جديد بعدما هدمها الطيران الحربي الإسرائيلي بالكامل في اجتياح 1982، ما مكنها من استضافة دورة الألعاب الرياضية العربية في 1997 ثم كأس آسيا العام 2000.