logo
علماء الأزهر في رحاب الجامع الشريف: الإخاء والإيثار طريق إلى مجتمع متماسك

علماء الأزهر في رحاب الجامع الشريف: الإخاء والإيثار طريق إلى مجتمع متماسك

صدى البلدمنذ 6 أيام
أقيمت بالأمس ندوة بالجامع الازهر بعنوان: "فضل الإخاء والإيثار وأثرهما في استقرار المجتمع"، بحضور أ.د عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور صلاح السيد، مدير عام الدعوة وشؤون مناطق الوعظ بالأزهر الشريف، وأدار الندوة الدكتور حسن يحيى، الأمين العام للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.
وذلك في إطار فعاليات الأسبوع الدعوي التاسع، الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية وبالشراكة مع الجامع الأزهر.
وفي كلمته، أكد الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين، أن الإيثار ركن ركين في بناء الأخوة الصادقة، وأساس متين لترسيخ دعائم المودة والمحبة بين الناس، ومفتاح من مفاتيح الأمن والطمأنينة في المجتمعات، مشيرًا إلى أن هذا التآلف الذي يغرسه الإيثار في النفوس، يصنع مجتمعًا مثاليًا تنظر إليه البشرية بإعجاب، وتقبل عليه باحثة عن مصدره، فتجد أن هذه القيم منبثقة من دينٍ أشرقت رايته على العالم بالحب والسلام والطمأنينة.
وأوضح العواري أن رسول الإنسانية النبي محمد ﷺ عمل جاهدًا على ترسيخ هذه القيم العظيمة، مؤكدًا أن الأخوة الحقيقية لا تظهر في واقع الحياة إلا حين يُقدِّم المحب أخاه على نفسه، مستشهدًا بقوله تعالى في وصف الأنصار:﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾.
وأضاف أن هذا النوع من الأخوة والمحبة إنما هو من فطرة الإنسان السوي الذي لم تفسده أهواء النفس، مؤكدًا أن الكراهية والبغضاء لا تنبت إلا في نفسٍ أصابها العطب وابتعدت عن هدي الإسلام، مختتمًا كلمته بالدعوة إلى التمسك بالإيثار والإخاء، وغرسهما في النفوس والبيوت والمجتمعات، ليكون الناس جميعًا إخوة في الله، تجمعهم المحبة ويربطهم التراحم.
من جانبه، شدّد الدكتور صلاح السيد، مدير عام الدعوة وشؤون مناطق الوعظ بالأزهر الشريف، على أن الإخاء والإيثار من أهم دعائم تماسك المجتمع واستقراره، حيث يعمل الإخاء على إذابة الفوارق بين الناس، ويؤصل لقيم الترابط والتراحم، بينما يرسّخ الإيثار مبدأ تقديم مصلحة الغير على النفس، حتى ولو كان الإنسان في حاجة، مؤكدًا أن الإسلام قد أسّس لهذه القيم النبيلة، وقد تجلّى ذلك في المجتمع المدني الذي بناه النبي ﷺ حين آخى بين المهاجرين والأنصار، فكانت المحبة والتكافل سمة ذلك المجتمع الفريد، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ ٱلْمُهَاجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ﴾.
وأوضح أن المهاجرين الذين تركوا كل شيء في مكة نصرة لدينهم، قد وجدوا في الأنصار خير سندٍ ومعين، حيث ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء، فكانوا بحق أهلًا لثناء الله عز وجل، لافتًا أن المجتمع الإسلامي اليوم في حاجة ماسّة لإحياء هذه القيم في النفوس، لتقوى أواصر المحبة، ويعمّ الاستقرار، ويسود الوئام بين أفراده.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق.. الإفتاء: لا تمت لـ الإسلام بصلة
حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق.. الإفتاء: لا تمت لـ الإسلام بصلة

صدى البلد

timeمنذ 22 دقائق

  • صدى البلد

حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق.. الإفتاء: لا تمت لـ الإسلام بصلة

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن ما يتداوله البعض مؤخرًا حول أن الحروف الأولى لأسماء الأشخاص قد تحدد مصيرهم في الرزق أو تعرضهم لضيق مادي هو أمر لا أصل له في الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أنه لا يصدقه عقل سليم ولا يقره دين. وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيوينة، اليوم الثلاثاء، أن هذه الادعاءات التي تزعم أن من يبدأ اسمه بحرف معين سينال وفرة في المال، أو أن آخرين سيواجهون مشكلات وأزمات مادية، لا تمت إلى الإسلام بصلة، مشيرًا إلى أن الشرع الحنيف دعا إلى السعي والعمل الجاد مع التوكل على الله. واستشهد أمين الفتوى في دار الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اعقلها وتوكل"، وحديثه: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا"، موضحًا أن الطير تسعى في طلب رزقها ولا تظل في أوكارها تنتظر. أمين الفتوى في دار الإفتاء: يجب الالتزام بالتعاليم الصحيحة التي تحث على الجد والاجتهاد وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن هذه المقولات تُعد من أشكال التواكل الذي نهى عنه الإسلام، وتصرف الناس عن الأخذ بالأسباب الصحيحة لطلب الأرزاق، فضلًا عن كونها نوعًا من الاستخفاف بعقول الناس. ودعا أمين الفتوى في دار الإفتاء الجميع إلى الحذر من الانسياق وراء هذه الخرافات أو تداولها، والحرص على الالتزام بالتعاليم الصحيحة للدين التي تحث على الجد والاجتهاد والسعي المشروع.

رمضان عبد المعز: سيدنا إبراهيم قدوة في الرجاء وحسن الظن بالله
رمضان عبد المعز: سيدنا إبراهيم قدوة في الرجاء وحسن الظن بالله

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

رمضان عبد المعز: سيدنا إبراهيم قدوة في الرجاء وحسن الظن بالله

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن دعاء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى بسورة إبراهيم: "الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء"، يجسد أرقى معاني الرجاء وحسن الظن بالله عز وجل. وأوضح الداعية الإسلامي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن سيدنا إبراهيم بدأ دعاءه بالحمد على النعمة العظيمة التي وهبها الله له رغم بلوغه سنًّا متقدمة، مؤكدًا يقينه بأن الله يسمع دعاء عباده ويستجيب لهم، فقال: "إن ربي لسميع الدعاء". الشيخ رمضان عبد المعز: النبي إبراهيم بعد الثناء على ربه عرض طلباته بتواضع وخشوع وأشار الشيخ رمضان عبد المعز إلى أن النبي إبراهيم عليه السلام، بعد أن أثنى على ربه، عرض طلباته بتواضع وخشوع، فقال: "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب". وبيّن الشيخ رمضان عبد المعز أن هذا الموقف يجمع بين جناحي الإيمان: الخوف والخشية من الله عز وجل، مع الرجاء في رحمته وفضله، والثقة في كرمه سبحانه، مستشهدًا بقوله: "إن الله لا يرد يدًا رفعت إليه". وتابع الشيخ رمضان عبد المعز "قصْدُ باب الرجاء في جنح الليل، وبث الشكوى بين يدي الله، دليل على أن بحر جود الله يروي كل من قصده، ولا يرده خائبًا أبدًا".

ما الحكمة ابتلاء الله لعباده؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يجيب
ما الحكمة ابتلاء الله لعباده؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يجيب

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

ما الحكمة ابتلاء الله لعباده؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يجيب

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن قوله تعالى في سورة الأنعام: "ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء" يبين أن الابتلاء بالفقر أو المرض ليس دليلًا على كراهية الله لعباده، ولا لأن خزائنه قد نفدت – وحاشاه – وإنما هو امتحان من الله عز وجل. الشيخ رمضان عبد المعز يوضح أسباب الابتلاء وأوضح الداعية الإسلامي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن من أهم أسباب الابتلاء ما يُعرف بـ "فقه الابتلاء"، ومن ذلك قوله تعالى: "لعلهم يتضرعون"، أي أن يلجأ الناس إلى الله ويدعوه بصدق وإخلاص، موضحا أن النبي ﷺ علّم الأمة ما يُعرف بـ "قنوت النوازل"، حيث كان يقنت في الصلوات عند وقوع الأزمات والمصائب، فيدعو الإمام بعد الاعتدال من الركعة الأخيرة، ويؤمّن المصلون خلفه، طلبًا لرفع الضر والبلاء. وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز أن المؤمن يعيش بجناحين لا ينفصلان: جناح الخوف من الله، الذي يحثه على أداء الواجبات وعدم التعدي على الحقوق، وجناح الرجاء في رحمة الله وفضله، مستشهدًا بقوله تعالى: "يرجون رحمته ويخافون عذابه"، وقوله: "ادعوا ربكم خوفًا وطمعًا، وادعوه تضرعًا وخفية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store