logo
"قافلة الشعارات.. والعدوان على المواقف المصرية"

"قافلة الشعارات.. والعدوان على المواقف المصرية"

الدستورمنذ 14 ساعات

في مقال سابق حذرتُ من وجود حالة تربص واضح بمصر، وأن هذا التربص سيزداد مع تمسكها بمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، خاصة رفض فكرة التهجير والإصرار على حل الدولتين. هذا ما بدأ يظهر جليًا حين خرجت ما تُسمى بـ " قافلة الصمود " في اتجاه غزة، ثم تحوّل الحديث حولها من دعم غزة إلى الهجوم على مصر.
الملفت أن هناك تطابقًا غريبًا بين رسائل القنوات الفضائية التي تناولت الموقف، وكأنها جميعًا تقرأ من "سكريبت" موحد هدفه تشويه صورة مصر والتشكيك في نواياها، فقد تم تجاهل صمود مصر وموقفها الرافض للضغوط الدولية، وبدلًا من دعمها في معركتها السياسية والإنسانية، تم توجيه الاتهامات إليها، وكأن القافلة خرجت بهدف واحد فقط وهو النيل من مصر.
شهادة المخرج والسياسي خالد يوسف كانت كاشفه، فقد كشف عن القصة الحقيقية لما جرى، حيث قال إنه علم من الوزير الأسبق كمال أبو عيطة،، أن منظمي القافلة كانوا يعلمون منذ البداية أن مصر لن تسمح لهم بالمرور دون تصاريح رسمية، ورغم أنهم تلقوا هذا الرد قبل انطلاق القافلة بعشرة أيام، كما انهم لم يبذلوا أي جهد لتعديل مسارهم أو التنسيق مع الجهات الرسمية، بل أصروا على تسير القافلة تجاه الحدود المصرية، رغم معرفتهم المسبقة بالرفض المصري، ما يثير شكوكًا حول نواياهم.
ايضا بيان الداخلية الليبية الذي صدر امس الجمعة كشف أن القافلة لم تكن تمتلك تأشيرات دخول لمصر، وبعض المشاركين لم يكن لديهم حتى جوازات سفر سارية، بل إن البعض لم يحمل أي وثائق سفر من الأساس، بما يعني خرقًا واضحًا للقوانين الدولية، وأكدت الداخلية الليبية أن استقبال القافلة كان معدًا له مسبقًا، لكن عند التدقيق في هويات المشاركين، تبين وجود مخالفات عديدة، بل إن بعضهم تبنّى خطابًا عدائيًا تجاه السلطات الليبية والمصرية دون مبرر، كما وجهوا ألفاظًا نابيه ضدهما.
وشددت الداخلية الليبية على أن عبور الحدود بشكل عام يتم وفق اتفاقيات دولية، ومصر لا تُعد استثناءً في هذا، بل تطبق على الجميع دون تمييز، تمامًا كما تفعل تونس والجزائر وليبيا.
المؤسف في كل هذا، أن من يُشككون في الموقف المصري ويوجهون وسائل الاعلام ليسوا بالضرورة من أهل القافلة أو من أبناء المغرب العربي، بل قد يكونون أطرافًا أخرى، وجدت في الهجوم على مصر وسيلة للهروب من عار مواقف حكوماتهم والمستفيد الوحيد من هذه البلبلة هو العدو،خاصة انه كان يستعد لشن الهجوم على الدولة الايرانية ونجح العدو بالفعل في تحويل الأنظار عن جرائمه وتحويلها تجاه مصر.
من يزايد على الموقف المصري، عليه أن يتذكر من الذي دعا قادة العالم إلى معبر رفح ليروا بأعينهم الشاحنات المتكدسة بسبب التعنت الإسرائيلي. ومن الذي استضاف الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي لكشف الممارسات الإسرائيلية، ومن الذي خصص مطاراته لاستقبال المساعدات، وبنى المستشفيات الميدانية، وفتح حدوده يوميًا لاستقبال المصابين ودعم اسرهم.
موقف مصر لم يتغير منذ بداية العدوان على غزة، ولم يمر يوم دون أن تعلن مصر رسميًا دعمها للشعب الفلسطيني، سواء بتصريحات أو لقاءات أو مؤتمرات، وهذا الموقف لم يهتز رغم الضغوط الدولية أو الأزمات الداخلية أو حتى خذلان البعض ممن يُفترض أنهم أقرب الاصدقاء.
في النهاية، مصر لا تحتاج شهادات من أحد لتأكيد مواقفها، بل يشهد عليه التاريخ ويؤكده الحاضر، حفظ الله مصروشعبها ونصر قادتها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران التي لا يعرفونها
إيران التي لا يعرفونها

الدستور

timeمنذ 28 دقائق

  • الدستور

إيران التي لا يعرفونها

مخطئ من يظن أن إيران يمكن إخضاعها بضربة عسكرية هنا أو تهديد بالفناء هناك. التاريخ علّمنا أن إيران دولة عنيدة، تقاتل طويلًا، ولا تنحني بسهولة! تصريح نتنياهو الأخير عن تصفية كبار القادة الإيرانيين أشبه بما قاله صدام"الله يرحمه" عند ضربه لإيران، من أن قواته ستصل لطهران في غضون أسبوع، وعندها سيجرّ الخميني من لحيته، ويلقي به خارج إيران، وهو ما لم يحدث! من يعرف إيران جيدًا، لا بد له أن يدرك أن ردها على إسرائيل سوف يكون قاسيًا! ليس ما نراه الآن من موجات صواريخ متطايرة باتجاه إسرائيل هو الرد الذي أقصده، سيأخذ الرد الإيراني عدة مناحٍ مختلفة، أظنها ستكون فاعلة، وناجعة، وموجعة! إسرائيل لم تتدرّب على خوض الحروب الطويلة، ربما تدربت على حبك الصراعات، وتدبير الحيل والمؤمرات، أما الحروب الطويلة لا تقدر علي خوضها، هي تعتمد في حروبها على توجيه الضربات من بعيد، لا تُحبّذ الاشتباكات المباشرة، كونها لا تجيدها، أو ربما لا تريدها! إسرائيل تحارب بطريقة «اضرب واجرِي»، هذا هو ما فعلته في حرب 67، وكررته في العراق سنة 81 (ضرب مفاعل تموز)، وهو ما تمارسه الآن في حربها ضد إيران! إيران عنيدة بطبعها، لا تخشى الاشتباكات، ولا تجنح للموائمات! في عام 1980، خلال أزمة الرهائن الأمريكان، هدد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بضرب إيران! حينها قال الخميني، إن لدينا 35 مليون مواطن يتوقون كلهم للشهادة! نفذ كارتر تهديده، وأمر طائراته الحربية بتوجيه ضربة لإيران، فشل الهجوم الأمريكي، وتحطمت له طائرتان! صدام حسين الذي أراد استغلال ضعف إيران بعد انتصار ثورتها، وإعدام كبار قادتها من الموالين للشاه، هو نفسه الذي «وسّط طوب الأرض» سبع سنين كاملين من أجل الصلح مع الإيرانيين! وعلى ذكر العراق وصدام... يقول فاضل العزاوي، سفير العراق في موسكو خلال حقبة الثمانينيات، إن وزير الخارجية السوفيتي"أندريه جروميكو" قال له ذات مرة: ما الذي ورطكم مع إيران في هذه الحرب؟ إننا دولة كبيرة، اختلفنا مع إيران خلال فترة العشرينات، ودخلنا معها في حرب استمرت 40 سنة بسبب "تلة"، ربوة صغيرة أو هضبة صغيرة، اقترحنا عليهم عن طريق وسطاء أن نترك لهم التلة وننهي الحرب والقتال، ولكنهم رفضوا! هذا ما قاله العزاوي، سفير العراق في موسكو، ونيودلهي، وواشنطن، وابن خالة الرئيس صدام! لقد ضربت إسرائيل عشرات المواقع النووية، وقضت على كبار قادة الجيش الإيراني، دمّرت مفاعلات، واغتالت علماء، وأحرقت منشآت! بدأ نتنياهو بالعدوان، وقام بقصف إيران، كانت ضرباته مؤثرة، ولكنه لن ينتصر، لا بالأسد الصاعد، ولا بالفيل القاعد... يا سيد نتنياهو.. كلمتين أبرك من عشرة: أنت تستطيع أن تبدأ الحرب وقتما شئت وكيفما أردت، ولكن ما ليس باستطاعتك فعله، هو تحديد وقت إنهائها! حفظ الله بلدنا، ونصر قائدنا، وأعاننا.

على جمعة يوضح كيفية التعامل مع الآراء الفقهية غير المحررة
على جمعة يوضح كيفية التعامل مع الآراء الفقهية غير المحررة

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

على جمعة يوضح كيفية التعامل مع الآراء الفقهية غير المحررة

أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، كيفية التعامل مع الآراء الفقهية غير المحررة، قائلًا:" عندما نحتاج للأقوال من 85 مذهب نقوم بتحريرها، وذلك من خلال فحصها من حيث هل تحقق مقاصد الشريعة، هل تحقق مصالح العباد، هل تحقق المآلات المعتبرة، هل تخالف الإجماع، هل تخالف لغة العرب التي أنزل الله بها القرآن، فإذا كانت الإجابة "لا" فنكون بذلك حررناها، معقبًا: "ضوابط الاختيار الفقهي هي تحرير لهذه الأفكار". وأضاف الدكتور علي جمعة، خلال لقاءه ببرنامج بودكاست "مع نور الدين" المذاع عبر قناة الناس، أن الاختيار الفقهي لابد منه حتى يحيا فقه واجتهاد العلماء عبر العصور. وتابع: "نحن نجتهد ولا نقلد، واجتهادنا هذا يمكننا من قول شيء لم يقوله الأئمة الأربعة".

باحث سياسي : الكيان الصهيوني استهدف إيران بعد تسريب معلومات أمنية
باحث سياسي : الكيان الصهيوني استهدف إيران بعد تسريب معلومات أمنية

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 2 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

باحث سياسي : الكيان الصهيوني استهدف إيران بعد تسريب معلومات أمنية

قال الدكتور حيدر البرزنجي الباحث في الشأن السياسي إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران جاءت بعد أن حصلت طهران على كميات كبيرة من المعلومات الأمنية والاستخباراتية، بعضها يخص دولًا عربية بينها مصر والأردن والعراق، مؤكدًا أن هذا التسريب دفع الكيان الصهيوني للتعجيل في تنفيذ الاستهداف قبل أن تتمكن إيران من تغيير مواقعها وتحضيراتها الدفاعية وأضاف البرزنجي خلال مداخلة هاتفية في قناة النيل لاخبار أن من ضمن هذه المعلومات شيئا يخص جمهورية مصر العربية، وجزءا منها يخص الأردن وكذلك العراق. كانت النية الاستيلاء على سيناء، والنية تهجير غزة إلى الأردن وأوضح أنه عندما أدرك الكيان أن المعلومات قد كُشفت، قرر التعجيل بضرب المنشآت الإيرانية ، رغم أن التقديرات الإيرانية كانت تشير إلى أن هناك متسعًا من الوقت قد يصل إلى ستة أشهر لتغيير المواقع والتهيؤ لأي هجوم وشدد البرزنجي على أن إيران "دولة تستطيع أن تدافع عن نفسها"، مستشهدًا بردودها الأخيرة، التي شملت إسقاط ثلاث طائرات من طراز إف-35، وقال: "الرد لن يتوقف، وقد سقطت طائرة ثالثة من طراز إف-35 قبل قليل". وأضاف: "إذا دخلت المنطقة في حرب مفتوحة – لا سمح الله – بالتأكيد العراق سيكون جزءًا من هذه الحرب، نظرًا للجوار الجغرافي الذي يمتد بطول ١٤٥٠ كم مع الجمهورية الإسلامية، إضافة إلى العلاقات الاستراتيجية والتعاون الأمني والمواقف المتبادلة وردًا على سؤال بشأن وجود اختراق أمني داخل إيران، أقر البرزنجي بأن هناك اختراقًا أمنيًا لا يمكن إنكاره، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن هناك اختراقًا إيرانيًا للكيان أيضًا، متسائلًا: "من أين حصلت إيران على ٥٠ مليون وثيقة؟ بالتأكيد هناك اختراق متبادل". ولفت إلى أن العمل المخابراتي والاستخباري مستمر من الجانبين منذ أكثر من أربعة عقود وأكد الباحث السياسي أن إيران تواجه وضعًا اقتصاديًا صعبًا وتعرضت لاختراقات، لكنه قال إن "الخرق ممكن أن يكون موجودًا، وهذا أمر لا أحد يستطيع نكرانه، لكن دائمًا هناك خطط بديلة، ودائمًا هناك استبدال بهذه الخطط للمواقع". وأضاف: "إيران في حالة حرب منذ تأسيس الجمهورية في عام ٧٩، ورغم ذلك بقي النظام السياسي صامدًا واعتبر البرزنجي أن الهدف من التصعيد الإسرائيلي – وربما الأمريكي أيضًا – هو إجبار إيران على القبول بالشروط الأمريكية في برنامجها النووي، وقال: "الغاية والهدف الإسرائيلي – وقد يكون الأمريكي كذلك – مشترك إما أن تقبل إيران بالشروط أو الاشتراطات الأمريكية، وإما أن يذهبوا بالمزيد من التصعيد وفي ختام مداخلته الهاتفية أكد أهمية ما طُرح من معلومات وتحليلات حول دوافع الضربة الإسرائيلية وتداعياتها المحتملة على المنطقة بأسرها تذاع تغطية مباشرة على قناة النيل للأخبار، تقديم الإعلامي حسام الدين عاطف

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store