
بوتين يفسد احلام تحالف ' الراغبين '
تطهر موسكو من جديد نهجاً منهجياً لحل الأزمة الأوكرانية ، وكما كان الحال قبل ثلاث سنوات فهي مستعدة لمناقشة السلام مع مراعاة التغييرات التي تشهدها الجبهة العسكرية ، مع ذلك ، وتؤكد روسا إن الحوار الدبلوماسي بشأن أوكرانيا ليس الخيار الوحيد للسلطات الروسية ، ورفضها لمن يحاولون مخاطبة روسيا وشعبها كما قال الرئيس فلاديمير بوتين ، بأسلوب فظّ، مستخدمين لغة الإنذارات ، جاعلاً تهديداتهم بلا معنى ، وبمعنى آخر، أصبحت أوروبا قوةً مدمرة.
ومنذ أن بدأت العملية العسكرية الروسية الخاصة ، وفي اليوم الثاني من بدايتها ، بادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى طرح مبادرة سلام ، تحقن دماء الشعبين الشقيقين الروسي والأوكراني ، وبالفعل بدأت المفاوضات بين موسكو وكييف ، وعقدت أجتماعات أسفرت عن التوصل الى أـتفاق يوقف الحرب بين البلدين ، ولكن مثل هذا ' الوفاق ' ، لايصب في مصلحة الرئيس الأمريكي الاسبق جو بايدن ، وحلفاءه الغربيين ، لأنهم أشعلوا الحرب ، لا حتى يتم إيقافها بعد ذلك ، فالاهداف الغربية كانت واضحة ومكشوفة .
الاهداف تسعى الى تدمير أوكرانيا وقتل شعبها حتى آخر رجل ( هذا ما صرح به الغرب ) ، والهدف الثاني هو تدمير روسيا استراتيجيا ، وجعلها تغوص في مستنقع حرب أستنزاف طويلة ، ومدوا ويمدون أوكرانيا بالاسلحة والأموال لحثها على الاستمرار الحرب ، مهما كلفهم الأمر ، فهم من وضعوا العراقيل أمام اتفاق ' اسطنبول ' بين موسكو وكييف ، ونجحوا في ' خداع ' زيلينسكي لرفض الاتفاق ، من خلال تقديم وعود لنظام كييف أثبتت إنها ' جوفاء ' ، وأجبروه بعد ذلك على التخلي عن المفاوضات والذهاب إلى الحرب ضد روسيا ، على الرغم من أن الأوروبيين يدركون جيدًا أن أوكرانيا لا يمكنها الانتصار .
وعلى مدار السنوات الثلاثة بذل الرئيس الروسي ، كل ما في وسعه لحل المشكلة والوصول إلى تسوية بالطرق السلمية والدبلوماسية ، لكن عندما لا تكون لدى روسيا خيارات دبلوماسية، يتوجب عليها مواصلة العملية العسكرية ، وأثبتت الوقائع أن التسوية الأوكرانية أعقد من مجرد توقيع على ورقة، وأن عملية تحقيق التسوية مليئة بالتفاصيل الدقيقة، كل منها بالغ الأهمية لمستقبل روسيا وأوكرانيا ، وأن روسيا سبق وان أعلنت عن هدنات متعددة تم انتهاكها بشكل متكرر من قبل نظام كييف، بما في ذلك آخر هدنة لمدة ثلاثة أيام ، تم فرضها خلال احتفالاتالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى.
أن بيان الرئيس فلاديمير بوتين ، هو تكرار للمبادرات السابقة التي طرحها الرئيس الروسي طوال السنوات الماضية ، لكن هذه المبادرة تحمل في معانيها جميع الشروط اللازمة لبدء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول، يوم الخميس 15 مايو الجاري ، ودون شروط مسبقة ، ولا يوجد فيها كما أكدت المتحدثة بأسم الخارجية الروسية ، 'ما يمكن إضافته أو حذفه' ، وان دعوة بوتين لكييف لاستئناف المفاوضات المباشرة في إسطنبول بأنها 'مدروسة' وتعكس إرادة سياسية واضحة لدى الكرملين لحل النزاع ، كما إن دعوة بوتين للعودة إلى طاولة المفاوضات في إسطنبول ، تظهر أن الكرملين قد أبدى إرادة سياسية قوية في هذا ، خصوصا على خلفية فشل جهود وقف إطلاق النار التي بدأت بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه.
ونتفق مع المحللين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى نظام كييف فرصة سانحة ، باقتراحه إستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين ( والتي لم تقطعها روسيا ) ، ومنح الروس الأوكرانيين بموجبها فرصة سانحة كبيرة ، إذا لم يستغلوها، فستحل روسيا المسألة في ساحة المعركة ، ومبادرة بوتين هو تأكيد التزام بلاده بإجراء مفاوضات جادة مع أوكرانيا ، هدفها القضاء على الأسباب الجذرية للصراع وإرساء سلام طويل الأمد ودائم ، وإن مقترح الجانب الروسي بشأن المفاوضات مطروح على الطاولة، والقرار يعود إلى كييف ومسؤوليها.
القيادة الروسية أستقرأت التطورات خلال الأيام الماضية ، ووجدت أن هناك عدة عوامل دفعت روسيا إلى اتخاذ هذه الخطوة ، وأن أحد العوامل المهمة هو فشل مبادرة الولايات المتحدة ، لوقف إطلاق النار، وعادت واشنطن للتقارب مع أوكرانيا ، ووقّعت اتفاقاً بشأن المعادن الأرضية النادرة ، والعامل الثاني هو أن الدعم الأوروبي لزيلينسكي ، أرسل إشارات مهمة إلى الكرملين، على الرغم من تصريحات ترامب المؤيدة لروسيا ، بعد استقباله فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض ، أن هذا الصراع سيستمر لفترة طويلة ، وأن الكرملين أخذ هذه المعطيات في الحسبان ، وقرر المضي في مسار التفاوض عبر إسطنبول ، كما أن موضوع المفاوضات مع أوكرانيا قد يُبحث أيضا ضمن المحادثات المتواصلة بين روسيا والولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية.
ولعل الرئيس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، هو أكثر الشخصيات التي أيدت مبادرة الرئيس بوتين ، لأنه ( ترامب ) يريد تحقيق ' إنجاز ' ، يحسب له ، بعد 100 يوم من 'اليأس ' الذي تلبسه خلال الفترة الماضية ، وعجزه عن تحقيق أختراق دبلوماسي لحل الصراع الروسي الأوكراني ، بعد أن وعد بحله خلال 24 ساعة ، وطالب أوكرانيا بالموافقة الفورية فورا على دعوة الرئيس الروسي للقاء يوم الخميس في تركيا للتفاوض ، وتهديده لكييف 'إذا لم توافق (أوكرانيا)، فسيعرف القادة الأوروبيون والولايات المتحدة المواقف التي يتخذها الجميع وسيتصرفون وفقا لذلك' ، وهو ما دعا فلاديمير زيلينسكي ، للاجابة على مبادرة الرئيس الروسي ، والتأكيد على أنه ' سينتظر الرئيس الروسي في اسطنبول شخصيا ، وتوقعه وقف إطلاق نار شامل ودائم ابتداء من الاثنين ، ليكون الأساس اللازم للدبلوماسية' ، لأنه أخيرا أقتنع بأنه لا جدوى من تأجيل عمليات القتل.
وتتزايد الانتقادات خلال هذه الفترة لسياسات المفوضية الأوروبية ، واتهمت بروكسل ، بمحاولة قمع السيادة الوطنية لدول الاتحاد الأوروبي ، من خلال فرض العسكرة عليها في أعقاب الأزمة الأوكرانية ، كما ان الغرب قلق بشأن فشلهم، ولا يريدون الاعتراف به ، وتحاول أوروبا أن تبدو قوية وحازمة ، وذات حق في إصدار الإنذارات والتهديدات بالعقوبات ، متخفية وراء ترامب ، ونصب الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون نفسه ، في موقف 'المحارب'، 'نحن نرفض بشدة إمكانية تقديم أي تنازلات.. ولا شروط مسبقة: لا وقف لتوريد الأسلحة لغايات الدفاع ولا وقف للمقاومة، ولا حكم مسبقاً على نتائج أي مفاوضات' ، في حين ينبغي لفرنسا ، على العكس من ذلك، أن تسعى إلى اغتنام الفرص لتقديم خدمات الوساطة على طريق السلام .
وعلى مايبدو إن حالة عدم اليقين التي يعيشها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العلاقات الدولية، وخاصة فيما يتصل بالصراع في أوكرانيا ، تعيد إلى الأذهان الاستعداد للحرب ، وتشير زعيمة كتلة التجمع الوطني الفرنسي البرلمانية مارين لوبان، ، الى ان مواقف ماكرون هي نتيجة الغموض الذي يكتنف سلوكه ، حيث يزعم ماكرون مرات عديدة بوجود الحل لديه، ولكن حتى الآن لم يلمس أحد شيء من هذا القبيل ، فمن يريد السلام حقا، يجب عليه الترحيب بأي أصوات تُطالب بإنهاء هذه الحرب المروعة.
ومهما يكن من أمر، فإن الغرب، وفي كييف، يبحثون الآن بشغف عن رد على كلام بوتين ، ومن الواضح أن خصوم روسيا لم يكونوا مستعدين لمثل هذه المقترحات ، لإنهم يراهنون على الحرب ، حتى التصريحات حول وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا ، التي طرحها تحالف ' الراغبين ' ( فرنسا والمانيا وبريطانيا ) في كييف ، ما هي الا محاولة لمنح القوات المسلحة الأوكرانية استراحة ، ويحاول الغرب جذب الولايات المتحدة إلى صفهم، لكنهم في النهاية سيُجبرون على الموافقة ، لأن ترامب أيد استئناف عملية إسطنبول ، في الوقت نفسه، لا يكترث الرئيس الامريكي للأوروبيين ، فإنه ببساطة يريد أن يصبح صانع سلام عظيم – في أوكرانيا، وفي فلسطين، وفي الصراع الهندي – الباكستاني .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
روسيا وأوكرانيا أدرى بِشِعابها
تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس ، قبيل المحادثة المهمة التي أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الامريكي دونالد ترامب ، والتي اكد خلالها فانس 'أن روسيا والغرب لا يثقان ببعضهما البعض، وأن الرئيس دونالد ترامب يرغب في تجاوز تلك الخلافات القديمة ' ، تلك التصريحات لخصت وبشكل لا يقبل الشك ، الأسباب الحقيقة وراء المكالمة الهاتفية التي جرت بين بوتين وترامب ، وأن الأخير أعتبر أن هذا أحد الأمور التي يعتبرها بصراحة أمرا سخيفاً، (فهو يعتقد) أنه يجب أن يكونوا قادرين على تخطي أخطاء الماضي، لكن هذا يتطلب جهودا من كلا الجانبين ، وأعرب عن إستعداده لذلك، ولكن في حال لم تكن روسيا مستعدة، كما اكد فانس 'فسنقول في النهاية ببساطة: هذه ليست حربنا'. أشارة ترامب في مكالمته الهاتفية الى أخطاء الماضي ، بالتأكيد يعني بها تلك الأخطاء التي ارتكبها الاوربيون تجاه موسكو، فعلى مدار 30 عاما كان الغرب يخدع روسيا ، والتي لديها أكثر من أسباب كافية لعدم الثقة في الجانب الاوربي ، وأنه لم يتم تنفيذ أي من الاتفاقيات الأساسية التي أبرمت مع الغرب بعد عام 1991 ، ولذلك لا يمكن الوثوق بالغرب لا في كلامه ولا على الورق ، وقد أثبتت تجربة الثلاثين سنة الماضية ذلك بالفعل ، وإن الغرب، دون تفكير، وفي أي لحظة يريد فيها كبح جماح تطوره، وهذا هو الهدف بالتحديد – كبح جماح تطور المنافسين – وسوف يستغل كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع روسيا . الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرص في حديثه مع ترامب ، على اعطاء الأخير فرصة النجاح في مساعيه ، وأكد بوتين أن روسيا تؤيد وقف الأعمال القتالية، لكن من الضروري تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام'، وان روسيا مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني، من خلال مذكرة تفاهم بشأن معاهدة سلام مستقبلية محتملة، تحدد عددًا من المواقف، مثل مبادئ التسوية، وتوقيت اتفاق السلام المحتمل، وما إلى ذلك، بما في ذلك إمكانية وقف إطلاق النار لفترة زمنية محددة ، في حال التوصل إلى اتفاقات مناسبة ، والإشارة إلى الحاجة لإيجاد حلول وسط تناسب جميع الأطراف ، والتشديد على ان موقف روسيا بشأن الوضع في أوكرانيا واضح ، والأمر الرئيسي هو القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة ، وقال بوتين 'علينا ببساطة أن نحدد المسارات الأكثر فعالية نحو السلام'. اما بالنسبة للاوربيين ، فكيف لموسكو ان تضع ثقتها بالاوربيين ، واسلوبها العدائي معها مستمر حتى اليوم ، فبدلا من دعمها لجهود الرئيس الامريكي في مساعيه السلمية ، وبعد اتصاله الهاتفي مع بوتين ، وافقوا (الاوربيين ) على تشديد العقوبات على روسيا ، كذلك لا يمكن نسيان ما فعلوه في يوغسلافيا ، وخانوا الاتفاقات مع موسكو بشأنها ، واثبتت الوقائع في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بانها كانت منافقة أو كاذبة ، كما انهم كانوا ' يخادعون ' روسيا واعترافهم بانهم كانوا ' يسايرون ' موسكو خلال مناقشاتهم لاتفاقات 'مينسك' الخاصة بالتسوية في أقليم الدونباس' ، ووهو ما اعترفت به المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ، والرئيس الفرنسي الاسبق فرانسو هولاند ، حتى اكتمال عملية تسليح أوكرانيا ، وتهيأتها بشكل كامل لمواجهة روسيا عسكريا . وحتى قبل بدء العملية الخاصة، كانت الدول الأوروبية تعارض الاتحاد الروسي باستمرار، ولكن مع بدء العملية الخاصة ، بدأت تتصرف بشكل عدائي علني ، وحتى هذه اللحظة ، قدمت وتقدم لأوكرانيا كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي لمواجهة روسيا ، وعندما توصلت موسكو وكييف لآتفاقات سلمية في اسطنبول عام 2022 ، اجبروا الرئيس المنتهية ولايته زيلينسكي ' على رفض الاتفاق' ، والاستمرار في مواجهة روسيا ، لتحقيق أهدافهم الرامية الى أستنزافها ، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل ، وتكبدت أوكرانيا خسائر كبيرة بالمعدات والجنود ، وتدمير بنيتها العسكرية والصناعية ، وتكبد الغرب خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة ، وهاهم اليوم يعودون مرة أخرى يحاولون قطع أي مفاوضات مباشرة ، بين روسيا وأوكرانيا للتوصل الى اتفاق سلمي يوقف الصراع بينهما . وفي الوقت الذي يتابع فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفعل ، قضية التسوية في أوكرانيا، وان كانت لتحقيق مكاسب شخصية ، فإن الأوربيين يتخذون موقفا صريحا مؤيدا لأوكرانيا ، وإذا كان موقف ترامب محايدا إلى حد ما ، وهو فعلا يعمل على قضايا التسوية، فإن موقفهم (القادة الأوروبيين) صريح في تأييد أوكرانيا، وأن حسابات السياسيين الأوروبيين تهدف إلى إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتبني موقفهم ، وعملوا بشتى الطرق 'التأثير' على ترامب قبل محادثته مع الرئيس بوتين ، وكل حساباتهم وكما عبر عنها السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف ' تهدف إلى إمالة ترامب لجانبهم'. وبالنسبة لنظام كييف نفسه، فكل شيء هنا سيء للغاية ، فقد أراد من خلال مناوراته ، وموافقته على مبادرة الرئيس بوتين ببدء المفاوضات في أسطنبول ، اللعب على طاولة المفاوضات لإظهار استعداده للسلام ، وبالتالي عدم إعطاء ترامب سببا للانسحاب من الصراع ، ولكنه فقد السيطرة على جدول الأعمال – فبدلاً من 'خطة النصر' التي اقترحها الرئيس المنتهية ولايته ، والتي باركها زعماء الغرب وتضع شروطاً استسلامية لروسيا، فإن الحوار الآن سوف يتبع السيناريو الروسي ، ما أضطرها ( كييف ) إلى التسرع في اليوم السابق للمفاوضات وتغيير تصريحاته ( زيلينسكي ) عدة مرات ، حول ما إذا كنت بحاجة إلى المشاركة فيها أم لا ، ولعب إلى حد أن الروس أصدروا له مطالب نهائية – وفي ضوء ذلك، اضطر مبعوثو زيلينسكي إلى الموافقة على مواصلة عملية التفاوض ، والآن أصبح زيلينسكي مضطرا فعليا إلى اتباع مسار عملية التفاوض التي أشارت بها موسكو إليه ، والتحرك نحو خيار حل النزاع الذي تحتاجه موسكو. ومع ذلك، ورغم كل هذا، فإن عملية التفاوض في اسطنبول أتسمت بقدر من التصنع ، وهذا ليس عجيبًا – ففي النهاية، بدأ الأمر عندما لم يكن من المفترض أن يبدأ ، فوفقًا لجميع القوانين والقواعد ، أولاً، لأنه لا يوجد حتى أدنى إشارة إلى وجود تفاهم على التسوية بين الطرفين ،وكانت المواقف التي دخلت بها موسكو وكييف المفاوضات متعارضة تماما ، ومن النادر جدًا تحقيق تقدم حقيقي في محادثات السلام في الاجتماعات بين الزعماء أنفسهم، ولدى الروس بعض الأسباب للاعتقاد ، بأن هذه مناورة أو حيلة من زيلينسكي لكسب ود ترامب ، وليس اقتراحًا جادًا'، وأن نجاح الجيش الروسي على الجبهة يشكل حجة مهمة لموسكو في المفاوضات، ولن تتنازل عنها روسيا حتى يتم التوصل إلى اتفاق كامل. أما الاتحاد الأوروبي ، فإن لعبة التفاوض بالنسبة له لا تسير على ما يرام ، فبروكسل وكما اسلفنا لا تحتاج إلى مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة ، خاصة على أساس أجندة إسطنبول 2022 ، وليس هناك حاجة أيضاً إلى التقارب الروسي الأميركي ، وإن أوروبا مهتمة إما بجر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري مع روسيا ، أو على الأقل بمواصلة الرعاية الأميركية لنظام كييف ، والآن أصبح كلا السيناريوهين أقل احتمالا ، وإن الحد الأدنى من البرنامج المتاح للاتحاد الأوروبي ، هو على الأقل الحصول على مقعد على طاولة المفاوضات الروسية الأوكرانية، لكن أوروبا محرومة حتى من هذا. وليس من قبيل المصادفة أن تضع موسكو هذه المفاوضات ، في إطار استمرار للمفاوضات التي جرت في إسطنبول في ربيع عام 2022 ،ومن خلال تشجيع نظام كييف على المشاركة فيها، فإن بوتين يجبر معارضيه على العودة إلى أجندة إسطنبول 2022 ، وهذا يعني الاعتراف بالأراضي، ونزع النازية، وما إلى ذلك، وبالتالي تحويل أجندة إسطنبول إلى الشكل الوحيد الممكن والمعترف به دوليا لعملية التفاوض ، ولذلك، لم تكتف واشنطن بدعم اقتراح بوتين باستئناف مفاوضات إسطنبول بشكل كامل، بل أجبرت رئيس نظام كييف على إرسال وفده إليها. وحقيقة أن المفاوضات أجريت حصريا بين موسكو وكييف كانت تناسب الأميركيين أيضا، إذ يدرك ترامب أنه لن يكون هناك أي تقدم على الطاولة الآن، وبالتالي لا جدوى من تعديل مواقف الأطراف. إن روسيا اليوم هي الأكثر نجاحا حتى الآن ، أذ تدرك موسكو جيداً ، أن نظام كييف ' مكبل ' بقيود القادة الاوربيين ( دير لاين وماكرون وستارمر و ميرتس ميلوني ) ، وغير مستعد لتقديم تنازلات ، وأن المفاوضات لا يمكن أن تؤدي إلا إلى إحراز تقدم على المسار الإنساني ، وان كا هذا مهما (وتبادل الأسرى مهم)، ولكن ليس له علاقة مباشرة بموضوع إنهاء الحرب ، ولكن في الوقت نفسه، تساعد هذه المفاوضات روسيا على التخلص من الفخ الذي نصبه لها الغرب ، وذلك بالابتعاد عن فكرة الهدنة المؤقتة لمدة 30 يوما ، التي فرضتها كييف وحلفاؤها قبل بدء العملية الدبلوماسية. لقد بات معروفا لترامب ومبعوثه ، أن مهمة فلاديمير زيلينسكي ، كانت تتمثل في إفشال المفاوضات مع موسكو في إسطنبول ، لدفع الولايات المتحدة إلى أن يجعل الأمريكيين يفرضون أقسى العقوبات، ويفسد كل شيء، ثم يعود 'إلى بلده منتصرا'، والسلام في أوكرانيا بالنسبة لزيلينسكي يمثل 'سجنا بعواقب غير معروفة'، لأن السلام يعني إجراء انتخابات ، وإلغاء الأحكام العرفية، وهو ما سيتسبب بحسب رئيس الحكومة الاوكرانية الاسبق ' نيكولاي أزاروف 'في تقطيعه إربا من قبل معارضيه'. إن روسيا وأوكرانيا كما قال الرئيس الأمريكي بعد أتصاله الهاتفي مع نظيره الروسي ، ستبدآن فورا مفاوضاتٍ ' نحو وقف إطلاق النار، والأهم من ذلك إنهاء الحرب' ، وسيتم التفاوض على شروط ذلك بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه ، لأنهما يعرفان تفاصيل المفاوضات التي لا يعلمها أحد سواهما ، وبذلك بعث ترامب إشارة الى الأوربيين ، مفادها أن 'أهل روسيا وأوكرانيا أدرى بشعابهما '، وبالتالي لن يكون هناك دور أو مقعد للاوربيينالمرتقبة ، تجاهلهما من قبل الرئيسين الروسي والامريكي .


وكالة أنباء براثا
منذ 2 أيام
- وكالة أنباء براثا
بوتين: روسيا مستعدة للعمل على مذكرة تفاهم مع أوكرانيا لوقف إطلاق النار
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين (19 أيار 2025)، أن روسيا مستعدة للعمل على مذكرة تفاهم مع أوكرانيا لوقف إطلاق النار. وقالت مصادر إعلامية إن "المحادثة الهاتفية بين بوتين وترامب تجاوزت ساعتين". ووصف الرئيس الروسي المحادثة مع ترامب بأنها ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية، معربًا عن امتنانه لترامب لمشاركة الولايات المتحدة في استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، حسب ما نقلته المصادر. وأوضح بوتين، أن "روسيا تؤيد وقف الأعمال القتالية، لكن من الضروري تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام"، لافتًا إلى أن "ترامب أعرب خلال المحادثة عن موقفه بشأن إنهاء الأعمال القتالية في أوكرانيا". وأكد الرئيس الروسي أن "موسكو مستعدة للعمل على مذكرة تفاهم مع أوكرانيا تتضمن وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى "الحاجة لإيجاد حلول وسط تناسب جميع الأطراف". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن السلام في أوكرانيا بعد أن قالت واشنطن إن الطريق مسدود أمام إنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وإن الولايات المتحدة قد تنسحب.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 3 أيام
- وكالة الصحافة المستقلة
هل يبيع ترامب أوكرانيا؟.. خبير أمريكي يحذر من 'صفقة سيئة' مع بوتين
المستقلة/- في تصريحات مثيرة للجدل، حذّر الخبير العسكري الأمريكي المتقاعد، دانيال ديفيس، من أن المحادثة الهاتفية المرتقبة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تسفر عن اتفاق يضع أوكرانيا في موقف بالغ الصعوبة، بل ويتركها 'بدون أي شيء'. وفي حديث نُشر على يوتيوب، أشار ديفيس، وهو ضابط سابق في الجيش الأمريكي برتبة مقدم، إلى أن أوكرانيا تواجه خيارات محدودة لا تخدم مصالحها، قائلاً: 'لا يوجد خيار جيد لأوكرانيا، فإما أن توافق على مفاوضات بشروط روسية، أو ترفض وتواصل القتال، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى هزيمتها عسكرياً.' نقطة تحوّل مفصلية؟ وبحسب ديفيس، فإن إمكانية حصول مكالمة بين ترامب وبوتين يوم الاثنين المقبل قد تشكّل نقطة تحوّل دراماتيكية في مسار الصراع الأوكراني، معتبراً أن هذه الخطوة قد تغيّر كل شيء 'هنا والآن'. وأضاف: 'أنا أتطلع إلى يوم الاثنين، لأنه قد يكون يوماً كبيراً فعلاً.' ترامب يدخل على خط الأزمة وكان ترامب قد أعلن، يوم السبت، عزمه إجراء مكالمة هاتفية مع بوتين لمناقشة سبل تسوية الأزمة الأوكرانية، على أن يعقب ذلك اتصال مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة دول حلف الناتو. وأبدى ترامب تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد هذه المحادثات. صفقة على حساب أوكرانيا؟ تثير هذه التطورات تساؤلات كبيرة حول توجهات ترامب في حال عودته إلى السلطة، ومدى استعداده لتقديم تنازلات لموسكو من أجل إنهاء الحرب. ويخشى مراقبون من أن يسعى ترامب إلى إنجاز سياسي سريع على حساب الأمن والسيادة الأوكرانية، خصوصاً وأنه لطالما عبّر عن مواقف أكثر مرونة تجاه الكرملين مقارنة بالإدارة الحالية. مستقبل الأزمة بين يدي رجلين؟ مع استمرار الجمود العسكري والسياسي على الجبهات، تكتسب كل مبادرة دبلوماسية أهمية خاصة، إلا أن تحذيرات ديفيس تعكس المخاوف العميقة من أن يتحوّل أي حوار بين ترامب وبوتين إلى 'صفقة بين الكبار'، لا تأخذ في الاعتبار تطلعات الأوكرانيين ولا حجم تضحياتهم على مدى أكثر من عامين من الحرب.