logo
«الحج»: 1.180.306 إجمالي الحجاج القادمين من الخارج حتى الآن

«الحج»: 1.180.306 إجمالي الحجاج القادمين من الخارج حتى الآن

رواتب السعوديةمنذ يوم واحد

نشر في: 28 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي
أعلنت وزارة الحج والعمرة، أن إجمالي عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة بلغ 1.180.306 حجاج .. حتى الآن .. .
وأضافت الوزارة، عبر منصة (إكس)، أن 1.115.663 حاجا قدموا جوا، فيما وصل 60.365 حاجا برا، ووصل 4.278 حاجا بحرا.
أهلًا وسهلًا بحجاج بيت الله 🕋.
تتكاتف الجهود لاستقبالكم بأبهى صورة، وتيسير رحلتكم بكل رعاية واهتمام…يسر_وطمأنينة pic.twitter.com/LQeIYTqpOP— وزارة الحج والعمرة (@HajMinistry) May 28, 2025
المصدر: عاجل

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحج بين قدسية العبادة والحفاظ على البيئة
الحج بين قدسية العبادة والحفاظ على البيئة

سعورس

timeمنذ 3 ساعات

  • سعورس

الحج بين قدسية العبادة والحفاظ على البيئة

التقنيات الحديثة.. ابتكارات تصنع الفرق يُعد الحج واحدًا من أعظم الشعائر الإسلامية وأركان الإسلام الخمسة، حيث يجتمع المسلمون من شتى بقاع الأرض في زمانٍ ومكانٍ واحد لأداء مناسك تعبّدية تعبّر عن التوحيد والخضوع لله عز وجل، حاملين أرواحهم إلى الله، وأمنياتهم إلى السماء مناجين الله بها. ومع هذا التزايد المستمر في أعداد الحجاج سنويًا، برزت الحاجة إلى النظر في الجوانب البيئية لهذا التجمع البشري الضخم، لما له من تأثيرات مباشرة على الموارد الطبيعية والنظام البيئي. ومن هنا تبرز أهمية ربط فريضة الحج بمفاهيم الاستدامة البيئية، التي تعني استخدام الموارد بشكل يُحافظ عليها للأجيال القادمة، ويقلل من الأضرار البيئية الناتجة عن النشاطات البشرية، حيث إن السعي لتحقيق حج مستدام بيئيًا لا يعكس فقط الالتزام بالشريعة في عبادتنا، بل ينسجم أيضًا مع مبدأ الاستخلاف في الأرض، ويعزز من وعي الحاج بمسؤوليته تجاه البيئة، بدءًا من تقليل النفايات، مرورًا باستخدام وسائل نقل صديقة للبيئة، وصولًا إلى ترشيد استهلاك المياه والطاقة، حيث أن هذه التحديات البيئية الضخمة تتطلب تخطيطًا محكمًا وإجراءات مدروسة لتحقيق التوازن بين أداء الشعائر والحفاظ على البيئة. استدامة بيئية تقودها المملكة لا تكتفي المملكة بالنجاح في جوانب التنظيم الأمني والإداري، بل تخطو خطوات نوعية نحو ترسيخ مفهوم «الاستدامة البيئية في الحج»، إدراكًا منها بأن حماية البيئة ضرورة لا تقل أهمية عن أي جانب آخر في إدارة هذا الحدث الاستثنائي. وعلى صعيدٍ ذي صلة، تظهر جهود المملكة جليّة وواضحة في إدارة هذا الحدث الضخم، حيث ان «قطار المشاعر المقدسة» أحدث نقلة نوعية كبيرة بتقليص الحاجة إلى عشرات الآلاف من الحافلات، مما ساهم في تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الهواء، ولم تتوقف المبادرات عند هذا الحد، بل شملت كذلك استخدام الطاقة النظيفة، واعتماد الحافلات الذكية، وتنفيذ مشاريع مبتكرة كتقنية تبريد الطرق، وكلها خطوات تؤكد على أن المملكة تتبنى الاستدامة كمسار استراتيجي، وليس مجرد خيار. ورغم هذا التقدم اللافت، فإن الحفاظ على البيئة لا يمكن أن يكون مسؤولية جهة واحدة فقط، بل هو التزام جماعي تشارك فيه الدولة والحاج معًا، حيث أن العادات اليومية التي قد تبدو بسيطة كالإفراط في استهلاك المياه أثناء الوضوء، أو ترك المخلفات بعد تناول الوجبات، أو شراء ملابس تُستخدم ليوم أو يومين ثم تُرمى تُسهم مجتمعة في تشكيل أثر بيئي متراكم لا يمكن تجاهله، لا من الناحية الأخلاقية ولا من الزاوية العملية. وفي السياق ذاته، تحدثت د. سحر مبارك الحامدي -استشارية استدامة بيئية تخصص البيئة والتنمية المستدامة من الجامعة الاسكندنافية بالسويد- حول أهمية الاستدامة البيئية في الحج، مؤكدة أن هذا المفهوم يتجاوز مجرد حماية الموارد، بل يعني ضمان جودة استمراريتها لما يزيد عن مئة عام، وفق ما ورد في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبيّنت أن هذا يتطلب وعيًا عميقًا ومسؤولية مشتركة تبدأ من الفرد وتُستكمل بالمؤسسات. وأكدت أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تبنّت مشاريع نوعية لتحقيق هذا الهدف، مثل تبريد الطرق، استخدام الطاقة النظيفة، قطار المشاعر، والتطبيقات الذكية التي تسهّل خدمات الحجاج. وأضافت لذلك قائلة: «ينبغي أن نُحفّز الالتزام البيئي من خلال مبادرات مثل جائزة لأفضل خمسين خيمة خضراء، تلتزم بالنظافة وتطبيق المعايير البيئية، وتُنشر نتائجها عالميًا لتشجيع التنافس الإيجابي»، وأضافت أن الاستفادة من تصميم البيت الحرام بتنظيم الخيام بشكل دائري متدرج، واستخدام إضاءة الفلورنس الصديقة للبيئة، من الحلول الذكية التي تحترم المكان وتحمي الإنسان. توعية قبل الوصول تبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي البيئي لدى الحجاج كضرورة ملحّة، ولا سيما مع التوجه الوطني الطموح نحو تحقيق الاستدامة في جميع القطاعات، ومنها قطاع الحج والعمرة، حيث إن حماية البيئة لم تعد مسألة اختيار، بل أصبحت ركيزة أساسية في إدارة هذا الحدث الاستثنائي الذي يجمع بين قداسة المكان واحتشاد الملايين في وقت واحد. وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- تتبنى المملكة نهجاً متكاملاً لترسيخ مفهوم «الاستدامة البيئية في الحج»، والذي يجمع بين التقنية الحديثة، والتخطيط الذكي، والتوعية المؤثرة، بهدف تحويل الحج إلى تجربة روحية وبيئية في آنٍ واحد. حيث أكدت المملكة في أكثر من مناسبة أن الجانب البيئي لموسم الحج أصبح أولوية استراتيجية، ليس فقط لحماية المقدسات، بل أيضًا للحفاظ على البيئة الطبيعية المحيطة، وضمان استدامة الخدمات للأجيال القادمة، وهو توجه يعكس حرص القيادة الرشيدة على أن تظل المملكة نموذجًا عالميًا في الجمع بين القيم الدينية والممارسات البيئية المتقدمة. وفي هذا السياق، تحدث أسامة إسماعيل - مدير أول للاستدامة - حول الوسائل التي يمكن استخدامها لتوعية الحجاج بيئيًا، قائلاً «تبدأ التوعية من اللحظة الأولى التي يقرر فيها الحاج أداء المناسك، أي قبل حتى أن تطأ قدمه الأراضي المقدسة. ومن هنا، يمكن الاستفادة من الحملات الرقمية الموجهة بلغات متعددة، وذلك بالتعاون مع جهات معنية مثل وزارة الحج والعمرة، وزارة البيئة، والمراكز الإسلامية المنتشرة في مختلف دول العالم.» وأضاف: «إن من الوسائل الفعّالة أيضًا دمج الرسائل البيئية داخل تطبيقات الحج الرسمية، بحيث تصل إلى الحجاج على شكل تنبيهات ذكية تذكّرهم بترشيد استخدام المياه، وتشجعهم على فرز النفايات، وتدعوهم لتقليل استهلاك الموارد بشكل عام.» وتابع أسامة حديثه مشيرًا إلى أن جهود التوعية لا تقتصر على الوسائل الرقمية، بل يمكن تعزيزها ميدانيًا من خلال اللافتات التوعوية في مناطق الحجاج، والشاشات التفاعلية داخل الفنادق والمخيمات، بالإضافة إلى توزيع مواد إرشادية مبسطة تسهل الفهم وتوسّع من أثر الرسالة. وأشار أسامة إلى أهمية الدور التوعوي الذي يمكن أن يضطلع به المرشدون الدينيون، قائلاً: «إن إشراكهم في توصيل الرسالة البيئية بلغة دينية مؤثرة سيكون له أثر بالغ، إذ يمكن ربط مفاهيم النظافة والحفاظ على البيئة بمبادئ الطهارة والامتثال لأوامر الله، ما يضفي على السلوك البيئي بُعدًا روحانيًا مقنعًا وعميقًا.» وعلى صعيدٍ ذي صلة، يشير أسامة إلى أن تعزيز ثقافة المسؤولية البيئية لا يقتصر على توعية الحجاج فقط، بل يبدأ من تخطيط الجهات المنظمة لهذا الحدث الاستثنائي. وأوضح في حديثه قائلاً «السر في نجاح هذا التوجه يكمن في الدمج الذكي بين التخطيط البيئي المدروس والرسائل التوعوية المؤثرة، إذ تستطيع الجهات المعنية – وعلى رأسها وزارة الحج والعمرة وهيئة تطوير مكة – إدماج معايير الاستدامة في كافة تفاصيل التخطيط اللوجستي، بدءًا من تصميم أماكن السكن المؤقت باستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير، وانتهاءً بإدارة الطاقة والمياه والنفايات بأساليب ذكية ومستدامة.» كما نوّه في حديثه إلى أن تمكين الحجاج من تبني ممارسات صديقة للبيئة هو عامل حاسم في بناء ثقافة بيئية مستمرة، قائلاً: «يمكننا على سبيل المثال تشجيع الحجاج على استخدام عبوات المياه القابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من البلاستيكية، وخلق نوع من المنافسة الإيجابية من خلال تخصيص حوافز رمزية للمخيمات التي تلتزم بأعلى معايير النظافة، والفرز السليم للنفايات.» واختتم أسامة حديثه بالتأكيد على أن نجاح هذه الجهود يتطلب تكامل الأدوار بين الدولة والفرد، مشددًا في قوله على أن «تحقيق بيئة مستدامة في الحج ليس مسؤولية جهة بعينها، بل هو عمل جماعي يترجم القيم الإسلامية في صورة ممارسات حضارية، تحافظ على طهارة المكان وكرامة الإنسان.» تقنية تخدم الاستدامة البيئية شهد موسم الحج في السنوات الأخيرة تحولًا نوعيًا في تبنّي الابتكارات التقنية التي تهدف إلى دعم الاستدامة البيئية، وذلك ضمن إطار تطبيق حلول ذكية تسهم في تقليل الأثر البيئي ورفع كفاءة الخدمات المقدمة. ومن أبرز هذه الابتكارات بطاقة الحج الذكية «نسك»، التي تُعد أحد المحاور الرئيسة في هذا التحول، إذ تتيح هذه البطاقة تحديد هوية الحاج، وتحتوي على بياناته الصحية والسكنية ومعلومات التنقل، مما يقلل بشكل كبير من استخدام الورق، ويُسهم في تحسين تنظيم الحشود والحد من التكدس، وبالتالي تقليل التلوث الناتج عن الازدحام وسوء إدارة الحركة. كما تم تطبيق السوار الذكي الذي يمكّن من مراقبة الحالة الصحية للحجاج بشكل لحظي، من خلال قياس مؤشرات مهمة كأكسجين الدم ونبضات القلب، ويُعد هذا السوار أداة فاعلة تتيح للفرق الطبية سرعة الوصول إلى الحاج وتقديم المساعدة له في الحالات الطارئة، مما يعزز من السلامة العامة خلال موسم الحج. إضافة إلى ذلك، برز دور الروبوتات الذكية التي استُخدمت في عمليات التعقيم داخل الأماكن المغلقة، إلى جانب توزيع عبوات مياه زمزم دون تلامس. وهذا الاستخدام الفعّال للتقنية لا يسهم فقط في تسهيل الخدمة، بل في الحفاظ على بيئة صحية وآمنة، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل الأعداد الكبيرة للحجاج. وفي إطار ذلك تحدث سعد بن شنار المهندس الزراعي - حول أبرز التحديات التي قد تواجه استخدام التكنولوجيا في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية خلال موسم الحج، مبينًا أن هذه الابتكارات رغم فوائدها الكبيرة، إلا أنها لا تخلو من بعض العقبات التي تستدعي الانتباه والمعالجة. ومن بين هذه التحديات أوضح بن شنار في حديثه قائلاً «إن من أبرز هذه التحديات هي ضعف الوعي الرقمي لدى شريحة من الحجاج، ولا سيما كبار السن أو القادمين من دول تفتقر إلى بنية تحتية رقمية متقدمة، مما قد يصعّب عليهم التعامل مع التطبيقات والمنصات الذكية المستخدمة في تنظيم الخدمات». وأشار أيضًا بن شنار قائلاً «إن الازدحام وكثافة المستخدمين قد تُشكل ضغطًا كبيرًا على الشبكات والخوادم، وخاصة مع استخدام ملايين الحجاج لنفس التطبيقات في وقتٍ واحد، مما قد يؤثر على فاعلية الأنظمة الذكية ويحد من أدائها في لحظات حرجة». نموذج عالمي مستدام لا يمكن الحديث عن الاستدامة في الحج دون التوقف عند أحد أبرز عناصر نجاحها، وهي المشاركة المجتمعية من شباب وشابات وطننا، حيث أصبح التطوع البيئي مشهداً مألوفاً في موسم الحج، إذ نرى اليوم شباباً وشابات من مختلف مناطق المملكة يتأهبون لخدمة البيئة في المشاعر المقدسة، ويشاركون في حملات تنظيف، ويوزعون عبوات صديقة للبيئة، ويقدّمون التوعية للحجاج بلغات متعددة، حيث يُعد هذا الحضور النشط لا يقل أهمية عن دور الجهات الرسمية، بل يُعد تجسيداً لوعي جماعي متنامٍ بأن حماية بيئة الحج مسؤولية الجميع. وفي موازاة هذا الحراك المجتمعي، لعبت التقنيات الذكية دوراً محورياً في تطوير العمل البيئي ورفع كفاءته. فالذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة غيّرا المشهد تماماً، إذ أصبح من الممكن رصد مواقع النفايات خلال دقائق، وتوجيه فرق التنظيف بسرعة وفعالية، لتجعل من إدارة البيئة عملية دقيقة، مدروسة، وسريعة الاستجابة. وعلى خطٍ موازٍ لذلك، لا يمكن إغفال جهود التشجير التي تُعد من المبادرات البيئية الرائدة في الحج، فقد توسّعت زراعة أشجار النيم في عرفات ومزدلفة، وهي المبادرة التي بدأت كفكرة رمزية بسيطة، ثم تحوّلت إلى مشروع استراتيجي واسع النطاق، وهذه الأشجار لم تكتفِ بتجميل المكان فحسب، بل ظللت مئات الآلاف من الحجاج، وساهمت في خفض درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء، وعلى صعيدٍ ذي صلة يُبرز ياسر الجميعة خبير ومدرب معتمد في مجال البيئة والمياه والزراعة رؤية شمولية حول مفهوم الاستدامة البيئية في موسم الحج، قائلاً «الاستدامة البيئية ليست فكرة مثالية، بل هي ضرورة عملية في زمن تتسارع فيه مؤشرات التغير المناخي، وأن المحافظة على طُهر المكان لا يعني فقط أن نُنظّفه، بل أن نُديره بحكمة، ونعيشه باحترام». وفي سياق حديثه، يشير الجميعة إلى البُعد التربوي والتوعوي الذي يمكن أن يحمله الحج المستدام، قائلاً «لعل أجمل ما يمكن أن نراه مستقبلاً، هو أن يتحول الحاج نفسه إلى سفير بيئي يعود إلى بلده وهو يحمل وعياً جديداً، لا يتعلق فقط بكيفية أداء المناسك، بل بكيفية احترام الأرض التي وقف عليها، والهواء الذي تنفّسه، والماء الذي طهّره». ويتابع الجميعة حديثه موضحًا أن روحانية الحج تزداد عمقًا حين تتكامل القيم الدينية مع السلوك البيئي، قائلاً «الحج رحلة روحانية عظيمة، لكن جمالها لا يكتمل إلا حين تتّسق الروح مع الجسد، والدين مع الضمير، والعبادة مع احترام الأرض». ويؤكد الجميعة على أهمية تحويل هذه الرؤية إلى نموذج عالمي يحتذى به قائلاً «إننا أمام فرصة حقيقية لأن يكون الحج نموذجاً عالمياً للعيش المستدام، تُدرّس فيه البيئات كيف توازن بين قداسة المكان ونقاء الممارسة، فكل قارورة ماء لا تُهدَر، وكل شجرة تُزرع، وكل ضوء يُطفأ عند عدم الحاجة، هو جزء من عبادة أوسع لا تُرى بالعين، لكنها تُسجل في ميزان الوعي». رسائل إعلامية تدعم البيئة تسهم منصات الإعلام التقليدي والرقمي بدور تكاملي فاعل في تعزيز الوعي البيئي لدى الحجاج، سواء قبل موسم الحج أو أثناءه، بهدف ترسيخ الممارسات المستدامة والحفاظ على قدسية ونقاء البيئة في الأماكن المقدسة، ويأتي هذا الدور تماشيًا مع توجهات المملكة في دمج الاستدامة ضمن مختلف جوانب موسم الحج، حيث أصبحت الرسائل الإعلامية البيئية أحد الأعمدة الأساسية في نشر ثقافة الوعي البيئي. ومن جانبٍ آخر، قبل أن يصل الحاج إلى الأراضي المقدسة، تبدأ جهود التوعية البيئية عبر قنوات متعددة، حيث تتعاون الجهات المعنية مع وسائل الإعلام لتقديم محتوى تثقيفي متنوع يشرح أهمية الحفاظ على البيئة خلال مناسك الحج، وتُطرح هذه الرسائل بطرق مبسطة وواضحة، تجمع بين المعلومات العلمية واللمسة الإنسانية، لتكون أقرب ما تكون إلى وجدان الحاج مهما كانت خلفيته الثقافية أو التعليمية، وتُبث هذه الرسائل من خلال التلفزيون، والإذاعة، والصحف، والمنصات الرقمية، وكذلك عبر الشبكات الاجتماعية التي أصبحت الواجهة الإعلامية الأوسع انتشارًا. وتتزايد فاعلية هذا الدور عندما يتم دمج الرسائل البيئية بالمحتوى التفاعلي، الذي يشمل مقاطع الفيديو، والمقالات التوضيحية، والرسوم البيانية، وكل ذلك بلغة سهلة تراعي تنوع جمهور الحجاج، ولا يقتصر دور الإعلام هنا على المؤسسات فحسب، بل يتسع ليشمل المؤثرين على مواقع التواصل، الذين يتم التعاون معهم لتقديم الرسائل البيئية بشكل جذاب وشخصي، يضمن وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الحجاج حول العالم، كما تستضيف البرامج التلفزيونية والإذاعية خبراء في مجال البيئة، يقدمون إرشادات دقيقة للحجاج، ويردّون على تساؤلاتهم لتقريب المفاهيم وتحفيز الالتزام. وفي هذا السياق تحدث البروفيسور تركي بن عبد المحسن بن عبيد الباحث الأكاديمي - موضحًا أن المحتوى الرقمي يشكل أداة واعدة وفعالة في تعزيز وعي الحجاج البيئي، خاصة عند تصميمه بشكل جذاب، ودمجه مع حملات التوعية التقليدية، إلى جانب توفير بيئة داعمة تسهّل تطبيق السلوكيات المستدامة. وأضاف بن عبيد أن سهولة الوصول إلى المحتوى وسرعة انتشاره، إضافةً إلى تنوع أشكاله من فيديوهات ورسوم وصور تفاعلية، تساهم وبشكل كبير في إيصال الرسائل البيئية إلى الحجاج في الوقت المناسب وبطرق تناسب مختلف شرائحهم. علاوة على ذلك، لفت بن عبيد إلى أن ما يُميز هذا النوع من التوعية هو القدرة على تخصيص الرسائل بحسب اللغة والموقع الجغرافي، مما يجعل التوجيه أكثر تأثيرًا وواقعية، خاصة حين يكون مدعومًا بمحتوى عملي كخرائط أماكن جمع النفايات أو محطات إعادة التدوير. كما وأوضح بن عبيد في حديثه أن التفاعل الذي توفره المنصات الرقمية عبر التعليقات والمشاركة يعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية ويشجع على تبنّي سلوكيات إيجابية. ورغم ما سبق، لم يغفل بن عبيد عن ذكر التحديات التي تواجه هذا النوع من التوعية، كضعف الاتصال بالإنترنت في بعض المواقع، وتعدد اللغات والثقافات، فضلاً عن كثافة المعلومات التي قد تُضعف من تأثير الرسائل البيئية، وفي هذا الصدد أشار بن عبيد إلى أن المحتوى وحده لا يكفي دائمًا لتغيير السلوكيات العميقة، بل يجب أن يترافق مع بيئة محفّزة، وبنية تحتية تدعم التطبيق، وربما حتى تحفيزات بسيطة لتعزيز الالتزام. واختتم بن عبيد حديثه مشددًا على أهمية تطوير محتوى رقمي عالي الجودة، بسيط ومباشر، مع التركيز على التعاون مع المؤثرين الرقميين، ودمج الرسائل البيئية في البرامج الإرشادية الخاصة بالحج، إلى جانب تقييم الأثر بطرق منهجية لتطوير الحملات بشكل مستمر وفعّال.

الحج يوحد العالم.. وتتنوع الثقافات
الحج يوحد العالم.. وتتنوع الثقافات

سعورس

timeمنذ 3 ساعات

  • سعورس

الحج يوحد العالم.. وتتنوع الثقافات

يشكل موسم الحج محطة محورية في التقويم الإسلامي، أجمع المسلمون في مختلف أقطار العالم في شعيرة دينية تُجسد أحد أركان الإسلام الخمسة، وعلى الرغم من أن الحجاج يأتون من بيئات ثقافية واجتماعية واقتصادية ولغوية مختلفة، فإنهم يلتقون على هدف واحد، ويتوحدون في شعيرة واحدة، بأداء موحد وهيئة متجانسة، في مشهد إنساني وروحي، ويعد الحج أحد أبرز الشعائر الإسلامية التي تحمل في جوهرها أبعادًا دينية وإنسانية واجتماعية تتجاوز حدود الزمان والمكان، فهو ليس مجرد فريضة يؤديها المسلمون، بل مناسبة سنوية عالمية تجتمع فيها الشعوب الإسلامية من مختلف الجنسيات واللغات والثقافات، في مشهد استثنائي يعكس وحدة الأمة الإسلامية، ويجسد قيم التآخي والتسامح والمساواة. وتحتضن المملكة العربية السعودية هذا الحدث العظيم بكل مسؤولية واقتدار، إذا سخر الله لها شرف خدمة ضيوف الرحمن، فباتت تبذل أقصى طاقتها البشرية والتقنية والتنظيمية لتوفير بيئة آمنة وسلسة لأداء المناسك، وعلى مر العقود، أثبتت المملكة قدرتها على إدارة هذا الحشد البشري الضخم بكفاءة عالية مستندة إلى بنية تحتية متطورة، وتخطيط محكم، وطاقم مؤهل يعمل بروح دؤوبة لخدمة ملايين الحجاج، ولا يقتصر هذا الجهد على الجانب الأمني أو الخدمي فقط، بل يشمل أيضًا الابتكار في تقديم الحلول الرقمية، والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة لتيسير الإجراءات، وتطوير منظومة النقل، والإعاشة، والرعاية الصحية بما يواكب متطلبات العصر. وحدة وتنوع وإن فريضة الحج بما تحمله من معانٍ تعبدية، تتجاوز أبعادها الطقوس لتصل إلى مفاهيم كونية تتعلق بوحدة البشر وتنوعهم، والتقاء الشعوب تحت مظلة الإيمان، ما يجعل هذا التجمع السنوي نموذجًا فريدًا للتكامل الثقافي والتلاحم الديني، وبالنظر إلى اتساع رقعة العالم الإسلامي، يظهر موسم الحج كمنصة كبرى لعرض أنماط متعددة من العادات والتقاليد، يتبادل من خلالها المسلمون خبراتهم، ويتفاعلون حضاريًا وإنسانيًا على نحو غير مسبوق. فمنذ لحظة الإحرام، يتجرد الحاج من مظهر التمايز الاجتماعي، ويلبسون ثوبًا واحدًا يشبه ثوب إخوانه من شتى البلدان، ويذوب الفرد في الجماعة، دون أن يفقد شخصيته، بل تتجلى خصوصيته الثقافية في لغة حديثة، وفي نمط طعامه، وفي عاداته اليومية التي تظهر بشكل طبيعي داخل المشاعر المقدسة، وهذا ما يجعل الحج ليس فقط مناسبة دينية، بل تجربة إنسانية عالمية، تتعايش فيها عشرات القوميات، وتندمج مئات الثقافات، دون صدام أو هيمنة. تتجلى جهود المملكة العربية السعودية، بوصفها الدولة التي تستضيف المشاعر المقدسة، في إدارة هذا الحدث الكبير بمهنية عالية. يتناغم في هذه الجهود التنظيم الأمني، والخدمات اللوجستية، والإرشادات التوعوية، مع مراعاة الفروق الثقافية واللغوية بين الحجاج، مما يسهم في تسهيل أداء المناسك بطمأنينة ويسر. يُعتبر هذا التكامل بين التنوع البشري والإدارة المركزية المحترفة من العوامل التي تعزز من تميز تجربة الحج على مستوى العالم، ما يجعلها موضع اهتمام وإعجاب من قبل الباحثين في مجالات الدين، والإنسان، والثقافة، والتنظيم. وفي ظل تسارع الانقسامات السياسية والاجتماعية والثقافية، يبقى الحج واحدًا من أروع تجليات الوحدة البشرية، حيث يجتمع الملايين تحت مظلة واحدة هي مظلة الإيمان. فالحج يتجاوز كونه شعائر تؤدى في زمان ومكان معينين، ليكون نموذجًا حيًا للوحدة الإسلامية والتخلص من الفروق، حيث تظهر المساواة بين البشر بأجمل صورها. وفي حديث خاص روت الحاجة تهاني فهد من دولة الكويت ل»لرياض» تجربتها الروحية خلال أداء مناسك الحج، مؤكدة أن هذه الرحلة لم تكن مجرد أداء لشعائر دينية، بل كانت تجربة إنسانية روحية متكاملة كشفت لها عمق الترابط بين المسلمين حول العالم رغم اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم. أضافت تهاني، إن أكثر اللحظات التي شعرت بروحانية الحج كانت في أثناء وقوفها أمام الكعبة المشرفة، حيث اختلطت مشاعر الخشوع بالعظمة في مكان يعد من أطهر بقاع الأرض، وأوضحت أن هذا الموقف عمق لديها الإحساس بوحدة المسلمين، وتساويهم أمام الله، مشيرة إلى أن الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة استحضرا لديها مشاهد تاريخية كقصة السيدة هاجر، مما زاد ارتباطها الروحي بهذه المناسك. وعن نظرتها إلى المسلمين من مختلف الدول، قالت تهاني، إن تجربة الحج أبرزت لها مدى قوة الإسلام في توحيد الشعوب، حيث اجتمع المسلمون من أنحاء العالم في وقت واحد ومكان واحد، بنية واحدة وهي عبادة الله، وأضافت أن هذا التنوع لم يكن مصدر تباعد، بل أصبح عنصر تآلف وقوة، كما ثمّنت جهود المملكة العربية السعودية في تنظيم الحشود وحدة الحجاج، مشيدة بتفاني العاملين وحرصهم على توفير بيئة آمنة ومريحة للجميع. ورغم أنها لم تواجه صعوبات تُذكر في التواصل مع الحجاج من الدول الخليجية والعربية، إلا أن تهاني أشارت إلى وجود بعض التحديات عن التعامل مع حجاج من دول غير ناطقة بالعربية، ومع ذلك، أكدت أن روح التعاون والإخاء التي سادت بين الحجاج سهلت الكثير من المواقف، وأسهمت في خلق أجواء إيجابية وتبادل معرفي قيّم. وترى تهاني أن التنوع الثقافي أضفى على رحلتها بعدًا خاص، إذ تعرفت من خلاله على عادات وأساليب مختلفة في الدعاء والعبادة والتواصل، مما عزز شعورها بالانتماء إلى دين يوحد الناس رغم تباينهم، وختمت حديثها بالتأكيد على أن هذه التجربة عززت من فخرها بدينها، وأثبتت أن الإسلام يتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية ليجمع القلوب على التوحيد. نقل حي لحظة بلحظة ومشهد الحج مشهد مهيب يتكرر سنويًا، يجتمع ملايين الناس من مختلف أنحاء العالم في أطهر بقاع الأرض، مؤديين مناسك الحج التي توحد القلوب، وتبرز في الوقت نفسه تنوع الثقافات، ومن عمق هذه التجربة، تصرح نجود عبدالله، أخصائية اجتماعية للرياض فيما يخص نقل تجربة الحج لمن لم يؤدها بعد، أن المملكة العربية السعودية لم تدّخر جهدًا في إيصال تجربة الحج بكل أبعادها إلى من لم يكتب له أداؤه بعد قائلة، المملكة لا تنسى الحاج أبدًا، بل تمنحه جل اهتمامها على مر السنوات، وقد سخرت وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، بما فيها القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي، لنقل تجربة الحج لحظة بلحظة، وأن الإعلاميين يقومون بدور حيوي في نقل المشاعر، مما يجعل الشخص كأنه يعيش التجربة عن قرب. تحدثت نجود عن أحد أبرز التحديات النفسية التي قد تواجه الحاج للمرة الأولى، وهو الخوف من الازدحام الشديد، لكنها بينت أن الواقع كان مغايرًا «من أكبر التحديات التي يتصورها الحاج مسبقًا هو الزحام، لكن مع التنظيم الدقيق ووجود فرق العمل المنتشرة في المواقع كلها، تلاشى هذا التحدي تمامًا، لقد شعرت بالراحة والانسيابية، ولم أواجه ذلك الزحام الذي يبدو هائلًا من خلال الشاشات. وتؤكد الأخصائية الاجتماعية عن فخرها بجهود المملكة، مؤكدة أن ما تقدمه يفوق التوقعات «المملكة ساهمت في تسهيل مناسك الحج بشكل كبير، من خلال إطلاق تطبيقات ذكية توضح حالة الازدحام، وتشرح خطوات الحج بشكل مبسط، كما وفرت وسائل نقل متطورة مثل القطار، وطورت ممرات المشاة، وجهزت المراوح المزودة بالرذاذ لتلطيف الأجواء، والأهم من كل ذلك هو الحضور الدائم للمنظمين في كل وقت ومكان، الذين يقدمون أعظم الخدمات بكل سرور، أنا فخورة جدًا بانتمائي إلى هذا البلد العظيم». تجربة إيمانية وفي حديث خاص ل «الرياض» ، روت الحاجة هند عبدالله من المملكة العربية السعودية تفاصيل رحلتها الإيمانية، مؤكدة أن التجربة تجاوزت كونها أداءً لشعائر دينية، لتصبح درسًا حيًا في الوحدة الإسلامية والانفتاح الثقافي. وأشارت إلى أن أكثر ما شد انتباهها هو التنوع الهائل في الجنسيات والثقافات، قائلة «منذ اللحظة الأولى شعرت أنني جزء من أمة عظيمة، اجتمع أفرادها على اختلاف لغاتهم وأعراقهم على هدف واحد ووجهة واحدة، في مشهد يجسد عظمة الإسلام ووحدته الجامعة. وعن أبرز ما يجعل الحج رمزًا عالميًا لوحدة المسلمين، صرحت قائلة «الحج يذيب الفوارق كلها بين البشر، فالجميع يلبس الإحرام نفسه، ويؤدي المناسك ذاتها، ويقف في المواقف نفسها دون تمييز، إنه تجسيد فعلي لمبدأ المساواة الذي يدعو إليه الإسلام». وتحدثت هند عن تفاعلها مع الحجاج من جنسيات مختلفة، مؤكدة أن التواصل كان سلسًا رغم اختلاف اللغات، مضيفة «رغم أنني لم أفهم لغات الكثيرين، إلا أن لغة الابتسامة والدعاء كانت كافية لخلق روابط إنسانية صادقة، التفاهم كان روحيًا قبل أن يكون لفظيًا». فالحج يمثل واحدًا من أعظم المحافل الروحية التي يشهدها العالم سنويًا، ليس فقط لكونه أحد أركان الإسلام الخمسة، بل لأنه يكشف أبعادًا أعمق تتصل بطبيعة الإنسان وعلاقته بالآخر، ويقدم نموذجًا علميًا حيًا لما يمكن أن تفعله العقيدة حين تتجلى في أبهى صورها الإنسانية، فالحج تجربة لا تقتصر على الجانب الديني، بل تتعداه إلى مستوى حضاري وثقافي، يُبرز ما لدى الإنسان من قدرة على التعايش، والتعاون، والانضباط، حين يستدعى لهدف سامٍ يجمعه بغيره. إن التجانس الكبير الذي يظهر في الحج بين ملايين الأفراد من مختلف الدول، هو دليل على أن روح الإنسانية قادرة على تجاوز الحواجز المصطنعة من لغة، أو لون، أو عرق، حين تتوحد غاية واحدة، وفي ظل ما يشهده العالم اليوم من تصاعد في وتيرة الصراعات، والتوترات السياسية، والانقسامات الثقافية، فإن الحج يطل كل عام كرسالة معاكسة، تقول إن البشرية قادرة على الالتقاء دون صدام، وعلى احترام الاختلاف دون اضطرار إلى المساومة على القيم أو الهوية. ومع ما يشهده الحج من زخم بشري، فإن ما يدعو للتأمل هو قدرة كل حاج على أداء المناسك وسط هذا التجمع الهائل، في سكينة وطمأنينة، فالكل يمشي في الاتجاه نفسه، يتوقف في اللحظة ذاتها، يرفع أكفه الدعاء في الوقت نفسه، ويؤدي المناسك بذلت الانضباط، في مشهد يصعب تكراره في أي مناسبة أخرى، هذا التناسق ينبع من طبيعة الروح الإيمانية التي تسكن الحاج، ومن ثقته بالمنظومة التي تدير هذه الشعيرة، وفي التنظيم المتقن الذي تبذله المملكة عاماً بعد عام. ولا يمكن إغفال أن الحج، في صورته الحديثة، بات أيضًا ساحة لتفاعل التكنلوجيا مع الإنسان، فقد سخرت المملكة وسائل تقنية متقدمة من تطبيقات، وخرائط ذكية، ومراكز إرشاد متعددة اللغات، وكاميرات بث مباشر، تسهم في إرشاد الحاج ومساعدته وتوثيق تجربته. ومع ذلك، لم تطغ التقنية على جوهر الشعيرة، بل جاءت داعمة لها، ومساهمة في تعزيز حضورها الروحي، وميسرة لرحلة الحاج، دون أن تنزع عنها رهبتها وهيبتها. وإذا كان الحج يُصنع صداه على الأرض، فإن صداه ينعكس في قلوب الملايين ممن لم تتح لهم الفرصة لأدائه، التغطيات الإعلامية المكثفة، والمحتوى البصري الأسر، والقصص التي يرويها الحجاج، كلها تصنع صورة ذهنية لدى الآخرين، وتقرب لهم هذه التجربة، حتى وإن لم يكونوا في قلب الحدث، وهذا ما يجعل من نقل تجربة الحج واجبًا إعلاميًا وإنسانيًا، لا يقل أهمية عن أدائها، لأن التأثير الإيجابي لهذا الحدث يتعدى المكان والزمان، ليصل إلى كل من يشاهد ويتأمل ويستشعر عظمة ما يجري. إن التقاء الحجاج في بقعة واحدة كل عام ليس مجرد تكرار طقسي، بل هو فعل رمزي يحمل دلالات عميقة، حول قدرة البشر على الانسجام رغم اختلافاتهم. والحج يعلم الصبر، الانضباط، ويزرع في القلب شعورًا بالأخوة مع من لا نعرفهم، وفي نهاية الرحلة يعود الحاج محملًا بقيم ومشاهد وانطباعات تظل تلازمه طيلة حياته، لا باعتبارها ذكريات عابرة، بل بوصفها محطات تحول داخلي تجعل أكثر قربًا من ذاته، وأكثر فهمًا للآخر، وأكثر وعيًا بقيمة الانتماء إلى دين عالمي ينادي بوحدة الكلمة، وسلام الإنسان. وإذ تتجدد هذه التجربة كل عام، فإن المملكة العربية السعودية تثبت، مرة بعد مرة، أنها جديرة بتحمل مسؤولية هذا الحدث العظيم، ليس فقط بما تقدمه من خدمات لوجستية، بل بما تحمله من فهم عميق لأهمية هذه الشعيرة في نفوس المسلمين، وحرصها على إعلاء الجانب الروحي والإنساني فيها، ليبقى الحج، كنا كان وسيبقى، رمزًا خالدًا لوحدة الأمة، وعنوانًا للتنوع تحت راية التوحيد. خدمة وتلاحم وفي هذا الإطار، تؤكد ديمة سالم من قطر أن المملكة أدت ولا تزال تؤدي هذا الدور بتميز واقتدار قائلة «شرّف الله المملكة العربية السعودية مهبط الوحي بشرف خدمة ضيوف الرحمن وتيسير سبل أدائهم مناسكهم، وقد أثبتت المملكة قدرتها الفائقة بإدارة الحشود المليونية وتنظيم دخولها المشاعر بيسر وسهولة وطمأنينة، حتى رجوعها إلى بلادها، مسخرة لذلك كل إمكانياتها. على مستوى القيادة والأجهزة الأمنية ووزارات الدولة ومؤسساتها، للملكة قيادة وشعبًا التقدير والامتنان على هذا النجاح المتتالي لمواسم الحج». وفي سياق الحديث عن أبعاد الحج الروحية والإنسانية، تضيف ديمة «الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة على كل مسلم لمن استطاع إليه سبيلا، والحج وسيلة مهمة من وسائل وحدة المسلمين، يلبسون لباساً واحداً، ويؤدون مناسكهم بطريقة واحدة، ويوجَدون في بقعة صغيرة تقرباً لله زلفى، كما أمرنا جلّ، وعلا وكما علمنا رسولنا الكريم عليه أفضل صلاة وتسليم، يلتقون فيتآلفون ويعرف بعضهم ثقافة ولغات بعض، مما يعزز شعور الوحدة والقوة والمنعة فيما بينهم حيث تنتفي الخلافات والمشاحنات، وتصفو النفوس، وتزول الطبقات، فلا تعرف الغني من الفقير ولا ذو الجاه والسلطان من الرجل العادي، جميعهم تحت رحمة الرحمن وعنايته». وعن الرسالة التي تود إيصالها للعالم من خلال مشهد الحج، خاصة لمن لم يسبق له الحضور، توضح ديمة «الحج قيمة عظيمة لكل مسلم فهو الركن الخامس من أركان الإسلام، ومشهد المسلمين بفضل الله يتزايد كل سنة قادمين من كل فج عميق، ومن بلدان بعيدة، مشهد جليل من مشاهد تجمع المسلمين الذين يؤدون مناسكهم بطمأنينة وروحانية عظيمة ملبين دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام». يستمر موسم الحج مع مرور السنوات، ليبث في أرجاء العالم رسالة سامية من السلام والتآلف، ويعكس تلاحم الشعوب، تلك القيم التي تجسدها المملكة العربية السعودية على أرضها بكل فخر وثقة.

حج آمن وميسر
حج آمن وميسر

سعورس

timeمنذ 4 ساعات

  • سعورس

حج آمن وميسر

منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – وحتى اليوم تتواصل المسيرة، ويتواصل العطاء جيلا بعد جيل تحت راية التوحيد وقيادة حكيمة جعلت من خدمة ضيوف الرحمن أولوية وطنية في كل عام ومع كل موسم حج، تكشف المملكة عن المزيد من الخطط الطموحة، والمشاريع المتطورة، والتقنيات الحديثة التي تسهم في تسهيل أداء الشعائر وضمان الأمن والطمأنينة والراحة للملايين من المسلمين القادمين من جميع أنحاء العالم. كما أصبحت المملكة العربية السعودية نموذجا في التنظيم والإدارة وقدوة في الكرم والرعاية والعطاء، فالمملكة لا تكتفي بتوفير الخدمات الأساسية فحسب إنما تسعى دائما إلى الارتقاء بالتجربة الروحية والإنسانية للحاج والمعتمر، بدءا من استقبالهم حتى إقامتهم وتنقلاتهم، وانتهاء بعودتهم سالمين إلى وطنهم. وقد جسدت المملكة هذا الاهتمام عبر مشاريع ضخمة شملت كل ركن من أركان المشاعر المقدسة مثل توسعة الحرمين الشريفين لتستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج، وتطوير منشأة الجمرات متعددة الأدوار لتنظيم حركة الحجاج وتيسير مناسك الحج بالإضافة إلى تنفيذ قطار المشاعر الذي يختصر الزمن والجهد في تنقلات الحجاج بين منى وعرفات ومزدلفة، فضلا عن الخيام الحديثة المقاومة للحرارة في مشعر منى وتوفير أنظمة التبريد المتقدمة والممرات الواسعة التي تسهل الوصول والتنقل. وفي هذا السياق، حرصت المملكة على الجوانب الصحية والأمنية إذ تنتشر المستشفيات والمراكز الطبية المجهزة في كل موقع مدعومة بكوادر متخصصة تعمل على مدار الساعة، إلى جانب فرق الطوارئ والإسعاف وفرق التطوع التي لها دور مهم في خدمة الحجاج والحرص على سلامتهم. هذه الجهود المتكاملة والخدمات الإنسانية تبين التزام المملكة العربية السعودية تجاه ضيوف الرحمن، وتعبر للعالم صورة مشرقة عن الإسلام في أبهى معانيه الرحمة والكرم، والاحترام الإنساني. الجهود الجبارة في المشاعر المقدسة ضمن الجهود التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، تظهر الخدمات الطبية والإسعافية كأحد الركائز الأساسية للحفاظ على صحة وسلامة الحجاج خاصة في ظل الزحام وكثافة الأعداد في المشاعر المقدسة، وفي هذا السياق يتحدث أخصائي الخدمات الطبية الطارئة فيصل بن عبدالله عن طبيعة هذه الخدمات ومستوى التطور الذي شهدته المملكة خلال موسم الحج، وآليات الاستعداد والتنسيق المبكر. يصف الأخصائي فيصل الخدمات المقدمة من قبل الهيئة بأنها شاملة تبدأ من الكشف الطبي وفحص العلامات الحيوية وتمتد إلى تقديم الإسعافات الأولية من تطبيب الجروح وإيقاف النزيف، بالإضافة إلى ذلك تقديم الرعاية الطبية المتخصصة في معالجة الحالات التي تهدد الحياة، ويشير إلى أن التعامل مع مثل هذه الحالات يتطلب خبرة عالية ودقة في التشخيص، موضحا أن مسار الجلطات القلبية على سبيل المثال يستدعي الوصول إلى التشخيص الدقيق بسرعة مع إعطاء علاجات عاجلة من شأنها المحافظة على حياة المريض، حيث يتم إجراء تخطيط قلب 12 قطبا وبعدها يتم تصعيد الحالة مباشرة إلى أطباء واستشاريين قلب مناوبون على مدار الساعة. ويضيف فيصل: «الزمن المستهدف لوصول المريض إلى معمل قسطرة القلب لا يتجاوز الساعة وعلى الرغم من تعدد المتغيرات إلا أن نجاح الهيئة مع شركائها في هذا المسار كان محط الأنظار.» كما تحدث عن مسارات جديدة لازالت قيد التطوير مثل مسار «الصدمة الإنتانية» (Sepsis)، بالإضافة إلى ما توفره الهيئة من أسطول إسعافي متنوع وذو كفاءة عالية، يشمل: (دراجات هوائية – سكوترات – دراجات نارية – عربات قولف – فرق راجلة – باصات ذو سعة – عناية بلس – مركبات دفع رباعي – مركبات دعم لوجستي – مروحيات هيلكوبتر وطائرات الإخلاء الطبي)، وكل ذلك بهدف تعزيز سرعة الاستجابة ومرونة الوصول للحالات الطارئة مهما كانت الظروف، إضافة إلى تفعيل المشاركة المجتمعية المتمثلة ضمن المبادرات من فرق الهيئة التطوعية لخدمة الحجاج. تطور ملحوظ في الأداء الإسعافي وعند سؤال الأخصائي فيصل بن عبدالله عن تطور الخدمات مقارنة بالسنوات الماضية يرى أن هناك نقلة نوعية يشهدها كل موسم، حيث قال: «لا يخفى عن الكل التطور الملحوظ والمشهود في مواسم الحج والعمرة وأن الجانب الطبي والإسعافي في تطور كبير مستمر وكل سنة نشهد تحسن ملحوظ في معدل زمن الاستجابة ومؤشرات الأداء، على سبيل المثال تم نشر أجهزة إنقاذ الحياة (جهاز إيقاف الرجفان البطيني AED ) في كل من الحرمين مما يسهل سرعة الوصول إلى الأجهزة وتوظيفها في حالات توقف القلب والتنفس، بالإضافة العمل الدؤوب والمستمر مع شراكئنا من القطاعات الحكومية حيث أصبح مستوى التناغم والانسجام يضرب به المثل عالميا، والشاهد على ذلك ما تم التوصل إليه من تفعيل عدة مسارات إنقاذ الحياة ( الجلطات القلبية- الجلطات الدماغية - الإصابات والحوادث ) مع جميع مستشفيات وزراة الصحة على مستوى المملكة.» استعدادات دقيقة وخطط متكاملة فيما يتعلق بالتجهيز المسبق لموسم الحج، يوضح فيصل أن الهيئة تعمل على توفير أفضل الخدمات الطبية لمواجهة الحالات الطارئة في المشاعر المقدسة على مدار العام، كما يتم مضاعفة الجهود بداية من شهر رمضان المبارك حتى نهاية موسم الحج. في سياق الحديث عن الحالات الطارئة، يشير فيصل إلى أن الهيئة لديها العديد من البرامج التي تعمل معا لتوفير أفضل خدمة طبية طارئة ويعمل عليها الكثير من المختصين، من أبرزها برنامج الترحيل الطبي الذي يقوم بفرز الحالات الطارئة وبرنامج البروكا هو برنامج تم تصميمه لإعطاء الأولوية القصوى لحالات إنقاذ الحياة، ومن عمل المرحلين إعطاء تعليمات إسعافية لحظية من شأنها تخفيف أو احتواء الضرر حتى وصول الفرق الطبية المختصة، بالإضافة إلى توجيه الفرق المتقدمة مثل فرق التدخل السريع لمواقع الحالات أيضا توظيف فرق الإسعاف التطوعية والفرق الأساسية ونشرها بالمشاعر المقدسة بما تتوافق مع خطط التفويج مع وزارة الداخلية. إلى جانب ذلك تحدث الأخصائي فيصل عن الاستعداد والتنسيق المسبق للهيئة، والذي يتم من خلال ورش عمل تنتهي من أعمالها واعتماد الخطط قبل بداية الموسم وتبدأ مباشرة بعد انتهاء الموسم تحضيرا للعام المقبل، حيث يتم الاستفادة بشكل كامل من التحديات والصعوبات التي واجهت الفرق والعمل على إيجاد حلول إبداعية وجذرية نظرا إلى اختلاف كل موسم عن سابقه. ويختم فيصل حديثه، « لذلك المملكة العربية السعودية تعد الدولة الأولى عالميا في طب الحشود.» وتعكس هذه الجهود الطبية والإسعافية حجم الاهتمام الذي توليه المملكة لضمان سلامة ضيوف الرحمن عبر منظومة متكاملة من الخدمات يقف خلفها كوادر مؤهلة واستعدادات دقيقة، وتقنيات حديثة، كما تجسد مستوى العمل الميداني المنظم خلال موسم الحج لجعله تجربة إيمانية آمنة وميسرة، وتظهر في الوقت ذاته مكانة المملكة الريادية في إدارة الحشود والخدمة الإنسانية. العمل التطوعي في موسم الحج يعد العمل التطوعي من العوامل التي تعتمد عليها المملكة العربية السعودية في تنظيم موسم الحج، ويبرز كأداة مهمة لتعزيز المشاركة المجتمعية إضافة إلى رفع جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، فقد عملت المملكة على توفير بيئة تنظيمية متميزة تهدف إلى تأهيل المتطوعين والمتطوعات من مختلف التخصصات بما يضمن لهم أداء الأعمال بكفاءة عالية في خدمة الحجاج. ويأتي التطوع الصحي في مقدمة مجالات التطوع خلال موسم الحج نظرا لما يتطلبه من جاهزية واستعداد للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة والظروف الاستثنائية، وذلك لمساهمة الكوادر الصحية المتطوعة بدور فعال في دعم الجانب الطبي. وفي هذا الإطار، تبرز تجربة المتطوعة الصحية زينب تكروني، التي شاركت خلال موسم الحج ضمن فريق ميداني تطوعي بوصفها قائدة فرقة صحية. وتصف زينب مشاركتها بأنها "شرف ومسؤولية عظيمة"، مؤكدة أن ما تقدمه من خدمة لضيوف الرحمن يتجاوز كونه مجرد عمل تطوعي بل يمثل رسالة سامية تنبع من الإخلاص والتفاني، وتكمل حديثها قائلة: «من خلال هذا الدور، أسهم في دعم رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى رفع جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتيسير أدائهم لمناسكهم بروحانية وطمأنينة. كما أن المشاركة والتطوع يعزز في داخلي قيم العمل الجماعي، والرحمة، والاحترام، وهي فرصة ثمينة لتقديم صورة مشرفة عن المملكة وأبنائها في خدمة الإسلام والمسلمين.» التنظيم والتسهيلات المقدمة للحجاج أشارت المتطوعة زينب تكروني إلى أن أبرز ما لفت انتباهها خلال مشاركتها الميدانية هو "التكامل الكبير بين مختلف الجهات لخدمة ضيوف الرحمن"، سواء من حيث التنظيم الأمني أو الرعاية الصحية، أو الخدمات التقنية، والذي يوضح مدى حرص المملكة على سلامة وراحة الحجاج، وتضيف زينب أن «وجود مسارات مخصصة للحشود والاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحليل حركة الحجاج وتنظيمها يعكس حرص المملكة على استخدام أحدث الوسائل لتحقيق أعلى درجات التنظيم.» ولم تغفل زينب الجانب الإنساني، حيث تؤكد أن الاهتمام الإنساني هو ما ميز تجربتها موضحة أن من بين هذه التفاصيل "توزيع المياه والوجبات، وتوفير مترجمين، بالاضافة إلى الخدمات المخصصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة"، مايبين جهود المملكة العربية السعوية في خدمة ضيوف الرحمن. التطوع الصحي في الحج وعن تجربتها كمتطوعة، تصفها زينب بأنها تجربة استثنائية جمعت بين العمل الإنساني والمهني، قائلة: "كان لي شرف المساهمة في تقديم الرعاية الصحية المباشرة للحجاج من إسعافات أولية وتوعية صحية، إلى متابعة الحالات المزمنة والتعامل مع حالات الإجهاد والإنهاك الحراري، وقد تطلب ذلك مني جاهزية عالية ومهارات في التعامل مع مواقف متنوعة وثقافات متعددة، كما أن هذه التجربة زادت من إحساسي بالمسؤولية ومنحتني شعورا عظيما بالرضا، لأني كنت جزءا من منظومة تهدف إلى تيسير أداء المناسك في أجواء آمنة وصحية."، مع تأكيدها على أن خدمة الحجاج تمثل بالنسبة لها أكثر من مجرد تطوع، إنما هي رسالة دينية ووطنية تفتخر وتعتز بها من أعماق قلبها. في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتوفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن تم تنفيذ عدد من المبادرات والخدمات التي تهدف إلى تحسين تجربة الحجاج خلال موسم الحج. التسهيلات للحجاج من ضمن التسهيلات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن تخصيص مرشات مياه على الطرقات لرش رذاذ الماء التي تساعد في تقليل درجات الحرارة والتخفيف من اثار ضربات الشمس على الحجاج، كما تم توزيع مياه الشرب والمرطبات بالإضافة إلى وجبات الغداء لضمان راحة الحجاج وتلبية احتياجاتهم الأساسية أثناء أدائهم مناسك الحج. مع توفير برادات مياه على الطرقات خاصة في يوم التروية (8 ذو الحجة)، لتزويد الحجاج بالمياة الباردة خلال تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة. مبادرة نحو منى مع تزاحم ملايين الحجاج في المشاعر المقدسة سنويا، تواصل جميع الجهات العمل على ابتكار حلول تنظيمية تسهم في تسهيل حركة الحشود والحد من الازدحام، كما تعد إدارة حركة الحجاج نحو مخيماتهم من أبرز التحديات التي تتطلب خططا دقيقة ومنهجيات مدروسة لضمان انسيابية الحركة وسلامة الجميع. وفي هذا الإطار، أشار المهندس المستشار بجامعة ام القرى هاني سراج وزان إلى أن الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أطلقت مبادرة تحت اسم "نحو منى"، تعنى بإدارة الحشود لإيصال الحجاج إلى مخيماتهم وفق منهجية استخدام الألوان للتعرف على مكان سكن الحجاج في منى، كما ذكر أن تلك الطريقة كانت مستخدمة في المشاعر المقدسة ولكن تم تطويرها وفق منهجية أكثر كفاءة لادارة الحشود. تنظيم موسم الحج أشادت مرشدة الحج والعمرة، د. فطيمة خوشي، بالتطور الملحوظ في تنظيم رحلات الحج هذا العام، حيث قالت: «رحلاتي هذا العام كمرشدة كانت أكثر راحة وسهولة من حيث الأمن و الأمان في شوارع المملكة بالإضافة إلى الراحة التي توفرها وسائل النقل من طائرات وحافلات بمعايير أفضل.». كما لاحظت اهتماما أكبر من رجال الأمن ومن المشرفين على مصليات الحرم، وأحد أبرز ما لفت انتباه د. فطيمة هو النظافة المتواصلة في الشوارع التي تؤكد حرص المملكة على تأمين راحة وسلامة ضيوف الرحمن. وأضافت: «ما تم ذكره من إجراءات هو جزء من المساعي المستمرة لكل شركاء القطاعين العام والخاص للارتقاء بمستوى خدمة المملكة للحجاج، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تضمن الابتكار والتطور التقني من جهة والإحسان للإنسان من جهة أخرى، وهذا ليس غريبا عن المملكة.» الاستعداد المبكر أوضح أيمن عبدالمنعم بانه، مدير إثراء التجربة والمسؤولية المجتمعية بشركة رواف منى لخدمات الحجاج، أن جهود كافة الجهات تتضافر في خدمة ضيوف الرحمن في أعلى المستويات والأصعدة، وتعمل الجهات الحكومية والقطاع غير الربحي والقطاع الخاص في تقديم الخدمات للحجاج سواء كانوا حجاج الخارج أو الداخل بشكل لا متناهي. وأضاف: تبدأ الاستعدادات لموسم الحج بعد نهاية أداء مناسك الحج في الموسم الذي قبله، ويستمر العمل على قدم وساق لتقييم الأعمال ورصد الفجوات، ووضع الخطط التطويرية لتحسين الخدمات المقدمة للحجاج في موسم الحج الذي يليه. كما تطلق مبادرات تخدم الحجاج، منها مبادرة طريق مكة ومبادرات التوعية للحجاج في بلادهم، أيضا تطوير الأنظمة التقنية والمنصات المختلفة، وأبرزها منصة نسك. بالإضافة إلى أن الجهات غير الربحية تستعد بتصميم البرامج المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن وطرحها للموافقة وجمع الدعم للتنفيذ من خلال المنصات المختلفة وكذلك الجهات الداعمة المانحة. ويؤكد أن الشركات تقوم بتقديم الخدمات للحجاج، بوضع الخطط وتعيين الكوادر البشرية المؤهلة، إضافة إلى المبادرات لتحسين وإثراء تجربة الحجاج على كافة مستويات الخدمات في جميع المراحل التي يمر بها الحجاج حتى الانتهاء من أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة. واختتم أيمن حديثه قائلا: «حقيقة الجميع مسؤول، والجميع يهتم ويستعد ويبادر لتقديم الخدمات وإبراز الصورة الذهنية الإيجابية لتقديم الخدمات والعناية بالحجاج، كما تعتبر الشراكات المجتمعية بين القطاعات المختلفة هي القلب النابض والمحرك لتحقيق المستهدفات لكافة الجهات، حيث تتضافر كافة الجهود لإنجاح موسم الحج وترك أثر لرحلة لاتنسى لضيف الرحمن الذي يعد محور الاهتمام.» تيسير رحلة الحج والشعور بالطمأنينة من قلب المشاعر المقدسة، يروي ماجد فيصل الخمعلي أحد أفراد فريق الجوالة في جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز تجربته في خدمة الحجاج، والتي وصفها بأنها "رحلة إنسانية وروحية عميقة غيّرت الكثير في داخله". ويؤكد ماجد أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد مشاركة موسمية بل شرف يُعلّق على القلب مدى الحياة.يبرز ماجد الدور الكبير للتأهيل المسبق حيث خضع وزملاؤه لتدريبات مكثفة في معسكر عرفات التابع لجمعية الكشافة العربية السعودية، تحت إشراف نخبة من القادة ذوي الخبرة الطويلة في خدمة الحجاج وإدارة الحشود، وقد صممت التدريبات بعناية لتأهيلهم ميدانيا حيث شملت مهارات التعامل مع الحشود، واستخدام الخرائط، بالإضافة إلى مسح عرفات ميدانيا وطريقة التعامل مع الحالات الطارئة في حال ضياع حاج أو نسيانه اسم الحملة وموقع السكن، كما تم تدريب المتطوعين على تقديم الدعم النفسي والتعامل مع الحجاج من مختلف الفئات واللغات. تقنية مسخرة للحجاج يسلط الضوء ماجد على التنظيم والانسيابية في تنقل الحجاج بين المشاعر بشكل رائع، رغم كثافة الأعداد والازدحام، وذلك بفضل التعاون بين الجهات الأمنية والخدمية إلى جانب جهود المتطوعين في كل زاوية.من أكثر الأمور التي نالت إعجاب ماجد الخمعلي هو الاستخدام الواسع للتقنية في تسهيل رحلة الحاج من خلال تطبيق "نسك"، إضافة إلى البطاقات الذكية التي تحمل بيانات الحاج وتنظيم تحركاته. كما تحدث الخمعلي إلى خدمات الجهات المختصة في أهمية الخرائط الرقمية والإشعارات الفورية وخدمة الدعم عن بعد التي ساهمت في تقليل التوتر ورفع جودة التجربة للحجاج. أدوار متعددة والتحديات وقد أشار إلى تعدد الأدوار التي يقومون بها المتطوعين من دليلا ومترجما وأيضا طبيبا في بعض الأحيان، حيث استخدموا تطبيقات الترجمة وتبادل العبارات الأساسية بلغات متعددة، مشيرا إلى التحديات الميدانية من حرارة الجو والزحام، بالإضافة إلى اختلاف الثقافات الذي تطلب منهم صبرا ومرونة كبيرة، إلا أن شعور الفخر بخدمة ضيوف الرحمن والدعاء الصادق من الحجاج كانت دافعا للاستمرار. تبذل المملكة العربية السعودية جهودا جبارة لضمان راحة الحجاج وسهولة تأديتهم لمناسك الحج في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة. وقد عبّر الحجاج من مختلف أنحاء العالم عن مشاعرهم حول التجربة التي عاشوها، مؤكدين أن الخدمات المتكاملة المقدمة لهم من الرعاية الصحية وتوفير وسائل النقل إلى التنسيق الأمني الدقيق، جميع هذه الجهود شكلت منظومة احترافية تسهم في انسيابية الموسم دون مشكلات تذكر، كما أن انتشار الفرق الطبية في كل مكان واستعدادها للتعامل مع أي طارئ كان له أثر بالغ في تعزيز شعور الحجاج بالراحة والأمان. وتسعى المملكة عبر رؤية 2030 إلى تطوير كل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن، مع إيمانها العميق بأن خدمة الحاج شرف لا يضاهى ومسؤولية تتجدد عاما بعد عام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store