المعهد الملكي للفنون التقليدية.. مهد الإبداع والابتكار
بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، تبرز الفنون التقليدية السعودية كجسر ثقافي يربط الأجيال ويجسد الهوية الوطنية بكل تفاصيلها، ومن هنا جاء تأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية ليكون أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية، بل منصة وطنية لإحياء الإرث السعودي وتحويله إلى مصدر إبداعي وثقافي حي في ظل دعم حكومي متصاعد، وسعي حثيث لتوثيق وتطوير الموروث الثقافي، وأصبح المعهد لاعباً رئيسياً في المشهد الثقافي السعودي، عبر مبادرات نوعية تعكس فهمًا عميقًا لأهمية التراث كأصل حضاري ومورد معرفي واقتصادي مستدام، ومنذ انطلاقه عام 2020، لم يكتفِ المعهد بوضع الخطط، بل بادر بتفعيلها ميدانيًا عبر برامج ومبادرات أصيلة ، من أبرزها برنامج «رحلة إرث»، الذي أعاد إحياء مفهوم التلمذة الحرفية التقليدية، يوفر البرنامج تجربة تعليمية مباشرة يتلقى فيها المتدربون المهارات من الحرفيين المحترفين في مجالات مثل السدو، الفخار، النحت، بأسلوب يحاكي طرق التعلم القديمة ويعزز استمرارية الحرف عبر الأجيال، ودشن المعهد هويته المؤسسية الجديدة «ورث»، والتي جاءت مستلهمة من عناصر بصرية تقليدية كالسدو، والآلات الموسيقية، ونقش الزهرة المستخدم في العمارة السعودية، والأزياء والتطريز، ويتجسد في الهوية التوازن بين الأصالة والموروث، حيث يربط بين الرموز التاريخية للمملكة، وبتناغم يعبر عن رؤية المعهد في أن تكون الفنون التقليدية حية، متجددة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة، الشعار لا يمثل مجرد هوية بصرية، بل هو تعبير عن رسالة المعهد في صون التراث وإبرازه كقوة ناعمة تعزز من الانتماء والفخر الوطني، كما وسع المعهد نشاطه الجغرافي بافتتاح أول فرع له خارج الرياض في مدينة جدة ، ليستوعب التنوع الثقافي الغني في المنطقة الغربية، ويوفر بيئة تعليمية وتمكينية تواكب احتياج المجتمع المحلي، وفي إطار تمكين الطلبة والمبدعين، وأقام المعهد معرض بنان، الذي عرض من خلاله طلابه مجموعة من الأعمال المستلهمة من الفنون التقليدية، في تجربة جسدت نجاح برامج التعليم والتأهيل التي ينفذها المعهد على أرض الواقع، ولم يتوقف النشاط عند الداخل، بل مد المعهد جسور التعاون الثقافي خارجياً، عبر توقيع اتفاقيات مع جهات أكاديمية دولية مرموقة مثل الكلية الملكية للفنون في المملكة المتحدة ، بهدف تبادل الخبرات وتطوير مناهج تعليمية تتماشى مع المعايير العالمية، ما يفتح آفاق التعاون البحثي والتبادل الثقافي على مستوى عالمي، وأطلق المعهد مبادرة «مجتمع ورث»، التي تهدف إلى إحياء الفنون التراثية وتعزيز الهوية الثقافية الوطنية من خلال دعم الممارسات الفنية التقليدية وتمكين المواهب المحلية في مختلف مجالات الفنون، وتسعى المبادرة إلى خلق مجتمع فني نابض يعكس روح التراث السعودي بلمسة عصرية، من خلال تسليط الضوء على الحرف اليدوية، والخط العربي، والزخرفة، والنحت، وغيرها من الفنون التي تعبر عن عمق الموروث الثقافي المحلي، وأكد معهد الفنون أن «مجتمع ورث» يأتي ضمن توجهاته الاستراتيجية للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، عبر تمكين الفنون الوطنية وتعزيز حضورها في المجتمع، مشيرًا إلى أن المبادرة ستوفر برامج تدريبية وورش عمل ومعارض فنية ومساحات إبداعية لعرض أعمال الفنانين والحرفيين، بالإضافة إلى شراكات مع جهات محلية ودولية تهتم بالفنون والتراث، ويأتي «مجتمع ورث» كمنصة جامعة للفنانين والمهتمين بالفنون التراثية، لتعكس التنوّع الثقافي الغني في المملكة، وتفتح المجال أمام جيل جديد من المبدعين ليحملوا راية التراث بروح المستقبل، ويؤكد المعهد الملكي للفنون التقليدية أنه ليس فقط مركزًا لحفظ التراث، بل منصة فعالة لإعادة صياغته بشكل معاصر وتقديمه كرافد ثقافي متجدد يخدم الحاضر ويؤسس لمستقبل أكثر اتساعاً للفنون السعودية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سويفت نيوز
منذ 7 أيام
- سويفت نيوز
المعهد الملكي للفنون التقليدية يشارك في إصدار تقويم 'Fedrigoni 365' العالمي
الرياض – واس : شارك المعهد الملكي للفنون التقليدية 'وِرث' كأول جهة سعودية في كتاب التقويم الفني 'Fedrigoni 365' لسنة 2025م، الذي تصدره شركة 'Fedrigoni' الإيطالية ضمن برنامج سنوي يحمل الاسم ذاته، انطلق عام 2018م، ويستقبل مشاركات مئات المصممين من مختلف أنحاء العالم.وتدور نسخة هذا العام حول موضوع 'الأضداد' (Opposites)، حيث ينقسم الكتاب إلى جزأين أبيض وأسود يحتويان على كلمات متضادة، يقدّم كل مصمم من خلالها تفسيرًا بصريًا لأحد الأيام في السنة.وجاءت مشاركة 'وِرث' في تصميم بصري مستلهم من الخط العربي 'الديواني الحديث'، لكلمة 'تفاعل' (Engaging)، برؤية فنية تعبّر عن تنوّع اللغة العربية ضمن تكوين بصري يتقاطع مع مفردات حرفة 'السدو' التقليدية، وخُصّص لهذا التصميم يوم 15 مايو؛ ليكون ضمن 365 تصميمًا تمثل أيام السنة، بأعمال تجمع بين جمالية الأبيض والأسود، وقوة المفارقة في المعنى.وتأتي هذه المشاركة تأكيدًا على قدرة الفنون التقليدية السعودية على التواجد عالميًا ضمن سياقات إبداعية معاصرة، وامتدادًا لجهود 'وِرث' في تمكين المصممين المحليين، واستلهام التراث في تصميمات تعبّر عن الهوية وتحاكي العصر, وتُجسد توجه 'وِرث' نحو تعزيز الحرف السعودية ضمن محافل الفن والتصميم، بالتزامن مع عام الحرف اليدوية. ويُعد المعهد الملكي للفنون التقليدية 'وِرث' جهة رائدة في إبراز الهوية الوطنية وإثراء الفنون التقليدية السعودية محليًا وعالميًا، والترويج لها، وتقدير الكنوز الحية والمتميزين وذوي الريادة في مجالات الفنون التقليدية، والمساهمة في الحفاظ على أصولها، ودعم القدرات والمواهب الوطنية والممارسين لها، وتشجيع المهتمين على تعلمها وإتقانها وتطويرها. مقالات ذات صلة

سعورس
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سعورس
تطور المشهد الثقافي منذ إطلاق رؤية 2030
ولم تكن هذه التحولات وليدة مبادرات معزولة، بل جاءت ضمن مسار ممنهج ابتدأ بتأسيس وزارة الثقافة، وتلاه إطلاق استراتيجيات ومشاريع ومبادرات متكاملة، شملت تطوير البنية التحتية، وتأهيل الكوادر الوطنية، ودعم الصناعات الثقافية، وحماية التراث، وابتكار منصات فنية جديدة تتجاوب مع الحراك العالمي. وفي ضوء هذه التحولات، يستعرض التقرير أبرز المراحل والمبادرات التي شكّلت مسار التطور الثقافي في المملكة منذ عام 2018 حتى 2024، بما يعكس حجم الجهود المبذولة والنتائج المتحققة ضمن إطار رؤية 2030. البداية في عام 2018، فقد تم تأسيس وزارة الثقافة، لتتولى مسؤولية قيادة القطاع وتنميته، كما تم إطلاق مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، بهدف الحفاظ على الإرث الديني والمعماري للمملكة. وفي عام 2019، تم الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للثقافة، التي وضعت إطارًا شاملاً للنهوض بالقطاع الثقافي، إلى جانب إطلاق برنامج الابتعاث الثقافي لدعم المواهب الوطنية في مختلف التخصصات الثقافية. كما شهد العام ذاته إطلاق برنامج الرياض آرت، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مما أسهم في تنشيط الحركة الفنية والسينمائية محليًا ودوليًا. وواصلت المملكة في عام 2020 تعزيز بنية القطاع من خلال استحداث إحدى عشرة هيئة ثقافية تابعة لوزارة الثقافة، وإنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية لتعزيز استخدام اللغة العربية على المستويين المحلي والعالمي، وانطلاق مبادرة الأعوام الثقافية. كما تم إدراج أكثر من 80 مهنة ثقافية ضمن التصنيف السعودي الجديد والموحد للمهن، إضافة إلى إنشاء مؤسسة بينالي الدرعية المعنية بالفنون المعاصرة، وإطلاق مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية. وفي عام 2021، تم إطلاق استراتيجية تطوير قطاع المسرح والفنون الأدائية، إضافة إلى إطلاق برنامج طروق السعودية لرصد وتدوين وتوثيق الفنون التراثية، وإطلاق استراتيجية تطوير القطاع الموسيقي، وإطلاق مبادرة الشريك الأدبي التي تستهدف إقامة أنشطة ثقافية في المقاهي، كما شهد العام تأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية، وافتتاح حي جاكس الثقافي الفني، وإنشاء صندوق التنمية الثقافي، واخيراً إقامة النسخة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، في خطوات عكست تطور البنية التحتية للقطاع الإبداعي. وفي عام 2022، تم إطلاق برنامج تمويل قطاع الأفلام لدعم صناعة السينما الوطنية، وبدء عمل المركز السعودي للموسيقى، إلى جانب إصدار دليل توثيق التراث الثقافي وأرشفته الرقمية، في إطار جهود حفظ الهوية الثقافية وتعزيز استخدامها للتقنيات الحديثة. وشهد عام 2023 تأسيس جمعية مهنية للموسيقى مقرها الرياض ، إضافة إلى إطلاق مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي، الذي يرصد تحول المشهد الثقافي وتطوره وتوثيق إنجازاته في الدول الإسلامية. وفي عام 2024، حققت المملكة تقدمًا في مجال التراث الثقافي غير المادي، حيث تم تسجيل آلة السمسمية ضمن قائمة اليونسكو، ليرتفع إجمالي عدد العناصر السعودية المسجلة إلى 16 عنصرًا، إضافة إلى تحقيق مستهدف عدد المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو قبل موعده في عام 2030 بوصولها إلى ثمانية مواقع. وبعد استعراض أبرز المحطات التي مرت بها المسيرة الثقافية خلال هذه الفترة، يتضح أن المشهد الثقافي السعودي قد قطع شوطًا مهمًا في بناء منظومة ثقافية حديثة وشاملة. على مدى سبعة أعوام، شكّل القطاع الثقافي السعودي قصة تطور متسارعة تجمع بين التخطيط الاستراتيجي والعمل المؤسسي والابتكار، حيث انتقل المشهد الثقافي من مرحلة المبادرات الفردية إلى مرحلة التنظيم الشامل والممنهج عبر تأسيس كيانات متخصصة وإطلاق مشاريع نوعية. وقد توزعت هذه الجهود على مختلف مجالات الثقافة والفنون، بدءًا من بناء أطر تنظيمية عبر استحداث هيئات ثقافية متخصصة، مرورًا بتعزيز القدرات البشرية من خلال برامج الابتعاث والتدريب، وصولاً إلى دعم البنية التحتية الثقافية عبر إنشاء مشاريع كبرى مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي ومؤسسة بينالي الدرعية. عكست هذه الخطوات التزام المملكة العميق بحفظ التراث الوطني وتوثيقه رقمياً، وبالموازاة مع ذلك، فتح القطاع الثقافي أبوابه أمام الابتكار والحداثة من خلال دعم مجالات السينما والموسيقى والفنون البصرية والأداء المسرحي، لتسهم هذه الأنشطة مجتمعةً في خلق بيئة ثقافية حيوية نابضة، تواكب الحراك العالمي وتستمد هويتها من جذور الثقافة السعودية العميقة. ولا يقتصر أثر هذه الجهود على تحقيق أهداف داخلية فقط، بل يمتد ليؤسس لحضور سعودي متزايد على الساحة الثقافية الدولية، سواء عبر تسجيل عناصر التراث غير المادي في منظمة اليونسكو، أو عبر إطلاق مؤشرات ثقافية تعزز موقع المملكة في العالمين العربي والإسلامي. وتعكس هذه الإنجازات رؤية شاملة لبناء مجتمع ثقافي مستدام، يؤمن بأهمية الثقافة كرافد اقتصادي، ومصدر لتقوية الهوية الوطنية، وأداة لتعزيز الحوار الحضاري مع العالم. وهي جهود تراكمية تضع المملكة على طريق ترسيخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي، وتجعل الثقافة السعودية ركنًا أساسيًا من أركان التنمية الشاملة المستدامة التي تستهدفها رؤية 2030.


مجلة سيدتي
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
المملكة تكتب فصلاً جديداً في مسيرتها الثقافية ضمن رؤية 2030
مهرجان البحر الأحمر السينمائي، مشروع تطوير المساجد التاريخية، تأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية ومجمع الملك سلمان للغة العربية، هي بعض المبادرات النوعية التي تندرج تحت الاستراتيجية الوطنية للثقافة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في خطوة تهدف إلى صون الموروث وتعزيز الوعي الثقافي، خاصة مع ما تشهده من تحوّل ثقافي نوعي يعكس عمق إرثها الحضاري وتطلعاتها المستقبلية، وذلك في إطار ر ؤية السعودية 2030 التي جعلت من الثقافة ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية والتنمية الشاملة، وهذا ما دفعها لدعم نمو المواهب من خلال برامج الابتعاث الثقافي، وتمكين المثقفين، وإنشاء 11 هيئة تغطي مختلف التخصصات الإبداعية. وقد أثمرت هذه الجهود عن إنجازات بارزة، منها تسجيل 8 مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتوثيق عناصر تراثية غير مادية، واكتشافات أثرية مهمة، إلى جانب مشاركة أول فيلم سعودي في مهرجان كان السينمائي. هذا التقدّم الثقافي المتسارع يعكس طموح المملكة في أن تكون مركزاً عالمياً مؤثراً في مجالات الثقافة والفنون والآثار. كيف تطور المشهد الثقافي في المملكة بعد إطلاق رؤية 2030؟ كثيرة هي المحطات والمشاريع الثقافية التي تم تأسيسها وتطويرها بمجرد الإعلان عن إطلاق رؤية 2030 وفي الأسفل ندرج لك أبرزها: عام 2018 عام 2019 الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للثقافة. إطلاق برنامج الابتعاث الثقافي. إطلاق برنامج الرياض آرت. إطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي. عام 2020 إطلاق مبادرة الأعوام الثقافية التي تتضمن تسمية كل عام بعنصر ثقافي. استحداث 11 هيئة ثقافية تابعة لوزارة الثقافة. إنشاء مؤسسة بينالي الدرعية المعنية بالفنون المعاصرة. إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية. إطلاق مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية التي تمنح للمواطنين والمؤسسات السعودية. موافقة مجلس الوزراء على إدراج أكثر من 80 مهنة ثقافية ضمن التصنيف السعودي الموحد للمهن. عام 2021 إطلاق استراتيجية تطوير قطاع المسرح والفنون الأدائية. إطلاق استراتيجية تطوير القطاع الموسيقي. إطلاق برنامج طروق السعودية لرصد وتدوين وتوثيق الفنون التراثية. تأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية. إطلاق مبادرة الشريك الأدبي التي تستهدف إقامة أنشطة ثقافية في المقاهي. افتتاح حي جاكس الثقافي الفني. إنشاء صندوق التنمية الثقافي. إقامة النسخة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر. عام 2022 إطلاق برنامج تمويل قطاع الأفلام. بدء عمل المركز السعودي للموسيقى. إصدار دليل توثيق التراث الثقافي وأرشفته الرقمية. عام 2023 تأسيس جمعية مهنية للموسيقى في الرياض تحت مظلة استراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي. إطلاق مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي. عام 2024 وصول عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي السعودية المسجلة في اليونسكو إلى 16 عنصراً بتسجيل آلة السمسمية. تحقيق مستهدف عدد المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو قبل موعده في عام 2030 بوصولها إلى 8 مواقع. تابعي المزيد: السعودية تدشن جناحها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025 إنجاز ثقافي مبكر: 8 مواقع عالمية مسجلة في اليونسكو في مثل هذا اليوم من عام 2016، تم الإعلان عن رؤية 2030 ، ولأن المملكة العربية السعودية تسابق الوقت بكل ما للكلمة من معنى، فقد تم تحقيق الكثير من الإنجازات قبل أن نصل إلى العام الموعود، ومنها تسجيل 8 مواقع سعودية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، 4 منها سُجلت قبل 2016، إضافة إلى 16 عنصراً ثقافياً غير مادي تم تسجيله في اليونسكو منذ العام 2011، وفي الأسفل ندرج القائمتين بالتفصيل: 8 مواقع سعودية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي: عام 2008 الحِجْر بمدائن صالح. عام 2010 حي الطريف بالدرعية. عام 2014 جدة التاريخية. عام 2015 الفنون الصخرية بجُبة والشويمس بحائل. عام 2018 واحة الإحساء. عام 2021 منطقة حِمى بنجران. عام 2023 محمية عروق بني معارض بالربع الخالي. عام 2024 منطقة الفاو الأثرية بوادي الدواسر. 16عنصراً ثقافياً مُسجّلاً في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي: عام 2011 الصقارة. عام 2015 العرضة النجدية. القهوة العربية. المجلس. عام 2016 المزمار. عام 2017 القط العسيري. عام 2019 النخلة. عام 2020 حياكة السدو. عام 2021 الخط العربي. عام 2022 البن الخولاني السعودي. حداء الإبل. عام 2023 الهريس. النقش على المعادن. عام 2024 الورد الطائفي. الحناء. آلة السمسمية. لا تقتصر المواقع الأثرية والعناصر الثقافية السعودية على المُسجل منها في اليونسكو فقط، فهنالك الكثير منها ما يعبق بالحضارة والتاريخ كقرية النطاة الأثرية من العصر البرونزي والتي تقع في واحة خيبر الخلابة بمحافظة العلا، كشفت عنها أعمال التنقيب مؤخراً بمشاركة أكثر من 100 عالم آثار من مختلف دول العالم، ضمن جهود المملكة لتوثيق تاريخها العميق وإبراز كنوزها الحضارية، ويُقدّر تاريخها ما بين 2400 و2000 قبل الميلاد، وصولاً إلى 1500 و1300 قبل الميلاد، تضم القرية أكثر من 500 ساكن آنذاك، وتنتشر على مساحة 2.6 هكتار، محاطة بسور حجري ضخم يبلغ طوله 15 كيلومتراً، كان يشكّل خط الدفاع الأول لسكانها، وقد وُجدت بقايا القرية مدفونة تحت أكوام كثيفة من صخور البازلت البركاني، التي حافظت على ملامحها لآلاف السنين، يأتي هذا الاكتشاف كجزء من سلسلة مشاريع أثرية طموحة تُنفّذ في العلا وخيبر. وعندما يأتي الأمر إلى الاهتمام بالمهشد الثقافي السعودي، فسوف نرى استثماراً واسعاً لهذه المعالم في جميع المجالات ما يضيء على أهميتها وجمالها، فمثلاً احتضنت العلا موقع تصوير الفيلم السعودي نورة ضمن جهود جبارة لتمكين صنّاع الأفلام السعوديين، فهذا الفيلم الذي وصل إلى مهرجان كان السينمائي الدولي 77 بتغطية حصرية من مجلة سيدتي في عدد يونيو 2024، حصل على دعم لامحدود من قبل: مبادرة "ضوء" لدعم الأفلام، برنامج جودة الحياة، فيلم العلا، مهرجان البحر الأحمر السينمائي وجيل 2030. امتد تأثير القطاع الثقافي ليشمل المجال الأكاديمي، حيث تم إدخال تخصص الفنون ضمن المسارات التعليمية، وتُوّج ذلك بتدشين أول كلية متخصصة في الفنون في المملكة، في جامعة الملك سعود، في خطوة نوعية لتعزيز التخصصات الإبداعية في التعليم العالي، وفتح آفاق جديدة للمواهب الفنية الوطنية، وبالتوازي مع ذلك، برز اهتمام واضح بالحفاظ على الهوية التراثية والعمرانية، حيث اكتملت أعمال تدعيم وترميم 56 مبنى من مباني جدة التاريخية، بأسلوب يحافظ على طابعها الأصيل، ويُسهم في صون الإرث المعماري العريق للمنطقة. اللغة العربية لا تشبه غيرها في المملكة.. بين التراث والتقنية شهدت اللغة العربية خلال السنوات الأخيرة تحولات نوعية، عكست رؤية متجددة تعزّز مكانتها محلياً وعالمياً. هذه النهضة لم تقتصر على الحفاظ على التراث اللغوي، بل امتدت إلى تمكين الأجيال الجديدة من استخدامها بثقة، وجعلها حاضرة في المشهد المعرفي والتقني. فمن خلال مبادرات مبتكرة ومشاريع استراتيجية، تم الدمج بين الهوية الثقافية العريقة والتقنيات الحديثة، لترسيخ اللغة كرافد حيّ للإبداع والتواصل، في مبادرات تمثّل خطوات حقيقية وجادة نحو بناء مستقبل لغوي قوي، يعكس ثراء اللغة العربية وقدرتها على التكيّف مع العصر. من أبرز المبادرات: تم إطلاق "مؤشر اللغة العربية"، وهو أداة لقياس الأداء اللغوي عبر مجموعة من المجالات الحيوية في عدد من الدول، بما يوفّر بيانات كمية ونوعية دقيقة تُسهم في فهم واقع العربية وتحسين حضورها. تم إطلاق مؤشر "بلسم"، الذي يُقيّم مدى تطوّر نماذج الذكاء الاصطناعي في المهام المتعلقة باللغة العربية. أُطلقت منصة "فلك" لتوسيع محتوى المدونات العربية، وأضافت أكثر من 72 مليون كلمة إلى الموارد الرقمية. أُطلقت منصة "سوار" المتخصصة في المعاجم، لتعزيز القطاع المعجمي بإضافة 7,227 كلمة جديدة إلى قاعدة البيانات اللغوية. "زرقاء اليمامة".. أول أوبرا سعودية ضمن سلسلة المبادرات الثقافية البارزة، أطلقت المملكة أول أوبرا سعودية بعنوان "زرقاء اليمامة"، والتي تُعد أكبر أوبرا باللغة العربية، وتشكل محطة فنية مفصلية لإحياء القصص التراثية والتاريخية للجزيرة العربية. تميّز العمل بمشاركة مواهب وطنية مؤهلة، وأسهم في تقديم الثقافة السعودية للعالم من خلال نافذة فنية راقية. علّام.. نموذج توليدي عالمي للغة العربية تم إدراج نموذج "علّام" ضمن منصة Watsonx التابعة لشركة IBM، باعتباره واحداً من أفضل النماذج التوليدية باللغة العربية، ما يعزز الحضور التقني للمحتوى العربي في المنظمات الدولية. وتُعد مساهمة المملكة في بوابة المصطلحات الرسمية للأمم المتحدة باللغة العربية امتداداً لجهودها في دعم اللغة على الصعيد العالمي. استفاد 782 متعلماً ومتدرباً من حول العالم ضمن مبادرة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والعناية به في المرحلة الأولى لمركز أبجد، وذلك في 4 دول مختلفة ومن 32 جنسية. معهد "ورث".. جسر بين التراث والمستقبل في قلب النهضة الثقافية السعودية، يبرز المعهد الملكي للفنون التقليدية "ورث" كمحرك رئيسي لإحياء الحرف اليدوية و الفنون التراثية ، ومنصة لتمكين المواهب المحلية وتقديمها للعالم بأسلوب حديث يعكس الأصالة والابتكار من خلال مبادرات وبرامج مدروسة، يعمل "ورث" على تطوير مهارات الحرفيين، وتحويل إبداعاتهم إلى منتجات تحاكي روح الموروث السعودي الغني، وتفتح أمامهم فرصاً حقيقية للتميز والانتشار محلياً ودولياً. حصاد "ورث" بين 2023 و2024: 1,478 منتج تراثي. 90 تصميماً أصيلاً. 33 مستفيداً من الحرفيين والمبدعين. 11 نوعاً من الفنون التقليدية تم إحياؤها. تابعي المزيد: بعد تحقيق 93% من أهدافها.. أهم منجزات رؤية السعودية 2030