
قلاع التخلف الحصينة تعيق يقظة الأمة
المفكرون والمصلحون ومزارع التخلف حول القلاع:
درب اليقظة في أمة كأمتنا تعتمد الخلاصات للفهم وان كان خطأ والاستبسال في الدفاع عن فهمها وان لم يك صحيحا هو درب وعرة تضاريسه خطرة منحنياته عميق جرف مساره ضيق للاسترخاء في الحوار.
فالناس في عصرنا بالذات تكتفي بالمعرفة دونما تمحيص بما لا يجعلها تصنف ضمن الجاهلين لكنها على درجة من سوء التعامل مع المعرفة لتصبح اشد خطرا على الحقيقة واليقظة من الجهل والجاهلين، فالجهل يطرده العلم والجاهل يقضي على جهله الشغف للمعرفة، أما هذا الصنف الأكبر من الأمة فهو عبد هواه مسحور بذاته وأنانية نفسه، معايير قيمته غير معايير البناء أو النشاط والإنتاج وما يقدمه، بل معيار نجاحه هو ما يأخذ لتغطية غرائزه وأهله وليس العطاء، وهذه الأمور تواجه المصلحين بسد طرق النفاذ إلى الناس فلا يملك المصلح إلا الكلمة يقولها أو يكتبها فان كانت معايير الناس مادية فان معارضة المصلح من غني أو صاحب نفوذ أو احد من هؤلاء يطلق فكرة هدامة سيؤدي إلى تصديقه نفسه لكثرة مؤيديه وتصديقه، ومهاجمة الناس لمخالفه وان كان هو تافه والمصلح من نوادر فلاسفة أو مفكري عصره، فالباطل يروج عندما تضعه على لسان شخصية صنمية تمثل الوهم وتخاطب الأحلام في التفكير بلا قواعد العلم أو الواقعية كما طغاة موجودين أو غادروا بعد دمار البلاد والعباد يعظمها الناس لمنصب أو جاه أو قوة أو نفوذ وان كان تافها واعتبار ضدها الباطل عرفا (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)).
الدعاة يأتون بفكر جديد فلا يفهمهم إلا من يفكر
فالحق ودعاته غالبا مسالمون يدعون الناس للتفكير قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)هود، والتفكير متعب فيشتكي البعض من الغموض في الطرح بما يكتب المصلح أو يقول، لهذا نجد قوم المفكر وهم يطلبون ما يوافق أفكارهم وهواهم لكي يؤيدوه مباشرة لا يحبون التفاعل مع هذا المفكر والتعب قليلا في فهم ما يطرح، ويصل الضيق منه عندما يدركون انه يسفه ما قدسوه من ضلال ووهم وضياع فيهاجموه بالتهديد والتسفيه ومحاولة الانتقاص منه ليبرروا الضحالة أو الجهل أو الأنانية وهذا معيق للتنمية واليقظة ولا يوفر بيئة وأرضية للنهضة فيبقى المواطن مهما قدمت الحكومات إن كانت مخلصة لا يتعامل مع الموجودات كأنها ملكه فتسرق وتخرَّب وان كانت فاسدة فسيحاول أن يشبع حاجاته وغرائزه ولا يهتم بالحق والعدل في ضياع القيم.
للتخلف قلاع لا تحصى لكن نتطرق هنا إلى بعضها وهي كافية لتخلف الأمة الأبدي:
أولا: الجهاز المعرفي: لأهمية هذا العامل اذكره دائما لانه يقود التفكير والحكم على الأشياء والتحليل والتدبير بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (الزخرف-22)، ( قَٰلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ ءَابَآءَكُمْ ۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِۦكَٰفِرُونَ (الزخرف 24)، فمن يناقش الشيخ الفلاني في العصر الأموي أو العباسي أو في عصر الراشدين، صناعة القدوة كما فهموها في تقديس رجال الماضي وجعلهم نماذج لايمكن تخطيئها أوتصويب أحكامها أو حتى الوصول إلى بعض من ميزاتها، فان جئت بحكم افضل ينهض بالواقع ويخالف الاجتهادات لذلك العصر وتغير العصر فاحتاج أن تاتي بالجديد فانهم فورا سيقولون انهم كافرون بما قلت، وانك مبتدع، وهم يقرؤون الآيات ولا يرون أنها تنطبق على سلوكهم المذموم وان الله بالقرآن يضع منهجا وليس يقص قصصا توقيفية بل هي نماذج حسنة أو سيئة.
ثانيا: التقديس للأشخاص
الرموز بشر يتأثر بالتعظيم وهو لا يتصور أن المداهن يعظم الأملفي المكسب وليس للشخص نفسه، مع الزمن تصبح طاعة عمياء أو واعية معماه لاقتضاء الحاجة فيضل بعضهم بعضا، وعندما يتخلون عنهم في الدنيا أو يوم الحساب فهم لا يفكرون بان يعتذروا أو يعكسوا أفعالهم وإنما تظهر الأنا وانتقامهم لأنفسهم إما بإفشاء السر أو الشتيمة أو تعريف أعدائهم بما يمكنهم منهم أو طلب الأذى لهم أضعافا (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)).
الأصنام أو المتمكنون في المجتمع وهم ليسوا رموز في الحقيقة لعلم أو فهم، كلما تغلب أحدهم يسفه من قبله أو منافسه وعلى سيرهم ترى المنافقين ينتقلون من جهة إلى أخرى ركضا وراء مصالحهمويتحدثون وهم مقتنعون بوضعهم الجديد وان ناقض وضعهم السابق، وعند الفشل أو الأفول يقولون إننا كنا مخدوعين بهذا القائد أو ذاك التافه وهو من يحاسب وان حاسبتمونا فعلى الاقل هو يحاسب بضعف الحساب، لكن الاستحقاق واحد وهو حكم الله(كُلَّمَادَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) الأعراف
ثالثا: الرأي السائد الشعبي: عندما تطرح فكرا يستشهد لك بان اتباعه كثر وفهم الناس له كثرة فهل أنت افهم منهم، علية القوم يتبعونه، هذا شخص مشهور ومتخصص، هذا دارس ويتكلم…. الأكثرية ليست معيارا لا بالحق ولا بالانتصار هم لا أدلة عندهم على ما يقولون سوى انطباعات ونقل الكلمات وترديد ما يعتبر دلائل وإثبات ولا تفكر ولا مرجعة ولا استعداد لفهم صحيح {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ}} 116 –الأنعام} ليس هنالك براهين من العلم على ما يزعمون انه من الثوابت وإنما يرددون ما تعلمونه ويخمنون بلا أدلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 9 ساعات
- اذاعة طهران العربية
الحج وأثره في تزكية النفس
يعد الحج من أهم أركان الإسلام، وهو عبادة تتميز عن غيرها من العبادات بصعوبة مناسكها وعاداتها، حتى يكون المؤمنون أكثر عرضة للاختبار الإلهي، وبالتالي ينالون أعظم الثواب. إن شرط الاستطاعة، ترك المصالح الدنيوية وتحمل مشاق رحلة الحج ، يعني أن كل مرحلة من مراحل الحج الإبراهيمي فرصة لتطهير الروح وتزكية النفس. ويصبح حجاج بيت الله الحرام من خلال هذه المراحل الصعبة أكثر استعدادا لتقبل النعم الإلهية، واكتساب فهم أعمق للروحانية، كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف هذه المناسك: « قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَشَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ ابْتِلَاءً عَظِيماً وَ امْتِحَاناً شَدِيداً وَاخْتِبَاراً مُبِيناً وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَوُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ ». تشير هذه العبارات إلى أن الحج ليس رحلة جسدية فقط، بل هو رحلة روحية عميقة تهدي الإنسان إلى الكمال والتقرب من الله، وتترك آثارا باقية في حياته. تعني عبارة « تَمْحِيصاً بَلِيغاً » في هذا الحديث، التطهير العميق والكامل والتهذيب. وكلمة " تمحيص" مشتقة من فعل « مَحَصَ »، أي تطهير الشيء وتهذيبه، و« مَحَصّه، مَحصاً » تعني التطهير من أي عيب. وقد استشهد الراغب الأصفهاني بآيات من القرآن الكريم واستخدم معنى آخر لمفردة " تمحيص"، وهو " التزكية". ويستشهد بالآيتين ١٤١ و١٥٤ من سورة آل عمران المباركة: « وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا - (آل عمران-141)» « وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ - (آل عمران-154). فـ " التمحيص" هنا ك التزكية أو التطهير، ويوجد مثل هذه الكلمات في الدعاء: « اللَّهُمَ مَحِّصْ عَنَّا ذُنُوبَنَا ». إذن تدل عبارة « تَمْحِيصاً بَلِيغاً » على أن الحج ليس عملاً ظاهريا فحسب، بل هو عملية تشمل كيان الإنسان كله، وتطهره من كل دنس وصدأ الذنوب. إن هذا التطهير والتزكية عميق لدرجة أنه يمكن أن يرفع الإنسان إلى مستوى أعلى من التقوى والقرب من الله سبحانه وتعالى. وفي واقع الأمر، إن الحج فرصة لإزالة غبار المعاصي من القلب والروح، وتجديد العهد مع الله جل شأنه.


موقع كتابات
منذ 15 ساعات
- موقع كتابات
أضاءة ل ' سيرة صحابة محمد ورسل المسيح '
هذا البحث المختصر يبحث ، حول ما آل أليه صحابة محمد ، من صراع ، قبيل وبعد موته ، ومن جانب أخر كيف أنتهى رسل المسيح في تبليغ بشارة ربهم . الموضوع : أ . من موقع / الله محبة ، أنقل بأختصار ، كيف أستشهدوا رسل المسيح { كانوا بغالبيّتهم ماتوا ليقولوا : فهل يُعقل أن تكون شهادتهم غير صحيحة ؟ أيعقل أن يموت كلّ واحدٍ منهم في مكانٍ وزمانٍ مختلفين من أجل كذبة ؟ إليكم كيف توفّي كلّ واحد من رسل المسيح وأين يوجد ضريحه اليوم : 1 – بطرس : صُلِبَ القدّيس بطرس بالمقلوب، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان. 2 – أندراوس : صُلِبَ القدّيس أندراوس على صليبٍ بشكل X، وضريحه موجود في كاتدرائيّة أمالفي في أمالفي ، إيطاليا. 3 – يعقوب بنُ زبدى : طُعِنَ القدّيس يعقوب بنُ زبدى بالسّيف ، وضريحه موجود في كنيسة القدّيس يعقوب في كومبوستيلا ، إسبانيا. 4 – يوحنّا بنُ زبدى : مات القدّيس يوحنّا بنُ زبدى بشكلٍ طبيعيّ ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس يوحنّا في أفسس ، تركيا. 5 – فيليبّوس : صُلِبَ القدّيس فيليبّوس ، وضريحه موجود في بازيليك الرسل الاثني عشر في روما ، إيطاليا. 6 – برتلماوس : سُلِخَ جسد القدّيس برتلماوس ثمّ قُطِعَ رأسه ، وضريحه موجود في كنيسة القدّيس برتلماوس في روما ، إيطاليا. 7 – توما : طُعِنَ القدّيس توما بحربة ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس توما الرّسول في أورتونا ، إيطاليا. 8 – متّى : طُعِنَ القدّيس متّى بالسّيف ، وضريحه موجود في كاتدرائيّة ساليرنو في ساليرنو ، إيطاليا. 9 – يعقوب بنُ حلفى : رُجِمَ القدّيس يعقوب بنُ حلفى حتّى الموت ، وضريحه موجود في بازيليك الرسل الاثني عشر في روما، إيطاليا.10 – تدّاوس : رُمِيَ القدّيس تدّواس بالسّهام ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان . 11 – سمعان الغيور : صُلِبَ القدّيس سمعان الغيور، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان . 12 – يهوّذا الاسخريوطي : هو من الرسل الاثني عشر ، إلّا أنّه خان المسيح وأسلمه إلى الموت ثمّ عاد وانتحر.13 – متيّا : صُلِبَ القدّيس متيّا الذي انتخبه الرسل بدلاً عن يهوّذا الاسخريوطيّ بعد قيامة المسيح ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس متيّا في ترير ، ألمانيا. 14 – بولس : لم يكن القدّيس بولس من الرسل الاثني عشر إلّا أنّه لُقِّبَ بـ 'رسول الأمم' بعد اهتدائه إلى المسيح . قُطِع رأسه ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس بولس في روما، إيطاليا .. } . ب # أما ما حدث بعد وفاة محمد ، فأرى أن سقيفة بني ساعدة ، كانت الأهم .. تاركين محمد مسجى لثلاث أيام دون دفن ، وأنقل من موقع / ويكي شيعة ، ملخصا عن أجتماع السقيفة { واقعة سقيفة بني ساعدة وهي أول وأهم الوقائع التي حدثت بعد رحيل النبي في السنة 11 من الهجرة والتي تمت فيها مبايعة أبي بكر كخليفة للمسلمين بعد ال رسول .. بعد وفاة النبي ، وفي حين كان شغولين بدفنه ، اجتمع بعض من الأنصار برئاسة سعد بن عبادة كبير قبيلة خزرج في سقيفة بني ساعدة لينتخبوا خليفة لهم يملأ فراغ القيادة بعد رحيل النبي . يعتقد بعض المؤرخين أن اجتماع الأنصار عقد لتعيين حاكم للمدينة فقط ، ولكن بعد دخول بعض المهاجرين للاجتماع تحول مسير الكلام إلى تعيين خليفة للنبي ليكون قائداً على المسلمين ، وفي النهاية تمت مبايعة أبي يكر كخليفة للمسلمين ، ووفقاً للمصادر التاريخية كان عمر وأبو عبيدة بن الجراح ممن حضر السقيفة من المهاجرين غير أبي بكر . يستند أهل السنة لتشريع حكومة أبي بكر وخلافته على إجماع أهل العقد والحل ، بينما يشير المؤرخون إلى أن مبايعة أبي بكر كانت محل خلاف ونزاع في المدينة ، ولم تحظى بالقبول العام ، كما أبدى الإمام علي والسيدة الزهراء معارضتهما للبيعة بالإضافة إلى الفضل وعبد الله ابنا العباس وعدد من أصحاب النبي ، أمثال : سلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري ، والمقداد بن عمرو ، والزبير بن العوام ، وحذيفة بن اليمان ، ويعتبر الشيعة أن واقعة السقيفة ونتائجها مخالفة لكلمات النبي المبنيّة على وصاية الإمام علي وخصوصاً في غدير خم.}. ج # وفي هذا المقام ، لا بد لنا أن نتعرف على من كان يحضر الرسول للدفن ، بينما أجتماع السقيفة منعقد ، وأنقل بهذا الصدد ، التالي من موقع / نداء الأيمان ، وبأختصار { أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله .. عن سعيد بن المسيب قال غسل النبي علي وكفنه أربعة علي والعباس والفضل وشقران .. أخبرنا محمد بن عمر .. عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال غسل رسول الله علي والفضل بن عباس وكان يقلبه وكان رجلا أيدا وكان العباس بالباب فقال لم يمنعني أن أحضر غسله إلا أنني كنت أراه يستحي أن أراه حاسرا .. } . أضاءة : * بداية ، لا بد لنا أن نبين ، أنه بوفاة الرسول ، أنتهت الدعوة المحمدية ، وبدأت حقبة السلطة والحكم – بمظلة أسلامية . لهذا أجتمعوا الصحابة تصارعا على الخلافة في السقيفة ! . تاركين محمدا لثلاث أيام ، غير آبهين بخطورة تحلل جثته في طقس صحراوي جاف .. وهناك الكثير من الروايات حول ما حصل لجثة محمد ، سأورد أحدها ، وفق موقع / الملحدون التونسيون ، بأختصار { مسند عمر بن الخطاب : اخبرنا عارم بن الفضل .. اخبرنا ايوب بن عكرمة قال : لما توفى رسول الله فقالوا : انما عرج بروحه كما عرج بروح موسى ، وقام عمر خطيبا يوعد المنافقين و قال : ان رسول الله لم يمت ، وانما عرج بروحه كما عرج بروح موسى .. عندما مات محمد اعتقد بعض اتباعه انه سوف يعود للحياة مرة اخرى كما حدث مع قصة موسى ، فماذا حدث بعد ذلك يا ترى ؟ فقال العباس : إن رسول الله يأسن كما يأسن البشر ( يأسن أي يتعفن ) ، وإن رسول الله قد مات فادفنوا صاحبكم .. } ، اذن نستنج مما سبق ، أن الجثة بدات تتعفن كما يتعفن البشر . * أن الصحابة كان همهم الخلافة ، وليس دعوة محمد – خاصة وانه قد قضى ، وأن قضية نشر الدين بما يسمى بالفتوحات ، فأنها لم تكن كذلك ، بل كانت غزو وأحتلال ، غايته النهب والسبي والجواري والغلمان ، أي أستباحة البلدان .. أما نشر الدين ، فأقول ليس من دين ينشر بحد السيف وفق الآية' قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ َورَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / سورة التوبة 29 ' . * في هذا الصدد لا بد لنا أن نشير الى أن رسل المسيح / المذكورين ، الذين أستشهدوا ' أما صلبا أو قطعت رؤوسهم أو رموا بالسهام أو طعنا بالسيوف .. ' في سبيل نشر بشارة دعوة المسيح ، كان لا مكاسب مادية لهم ، ولم يسبوا الجواري والغلمان .. بل قدموا أرواحهم قربانا للدعوة . أما صحابة محمد فبالغزوا ، نهبوا وقتلوا وأخذوا الجزية .. ونشروا الأسلام. * وأرى كما أن سيد الرسل جلد وصلب .. من أجل خلاص البشرية ( فعلى الكنيسة أن تتذكر دائماً أنها نالت الخلاص من المسيح ، وأن مهمتها ورسالتها تكمن في تقديم هذا الخلاص للآخرين ، عن طريق التأكيد على أن المسيح هو المخلص ، وهو الخلاص بذاته / نقل من موقع – سالزيان الشرق الأوسط ) .


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
كل الطرق تؤدي الى مكة
من بين تلك الجبال الصخرية ولا اسميها الا جبال الصبر والمعجزة والفداء جبال عصت على الطبيعة ولكنها لم تعصي امام نبي الرحمة من هذه الجبال وهناك في اعاليها غار للتعبد يذهب اليه رجل اختاره الله رحمه للعالمين يفكر في خلق الله في شؤون البشرية جمعاء يفكر في عظمه هذا الخالق ما اجملها من لحظات وانت تشاهد على ارض الواقع هذه الطبيعة التي اوصلت لنا هذه الرسالة السماوية. ان عباره كل الطرق تؤدي الى مكة لا اعني فيها هنا عن موقعها الجغرافي وهي تأخذ منتصف الكره الأرضية ولا اعني عن رحله فيزيائية بل انني اتكلم عن رحله روحيه تتجسد فيها روحانيه المكان مع ارواح الزائرين لتلك الجبال التي تحمل الحجارة السوداء فقط ولكنها مقصد لقلوب العاشقين قبل الاقدام وخاصه قلبها النابض بالكعبة المشرفة لأنها لم تكن يوما قريه عصريه او محطات للرحاله والنزالة او مجرد مدينه بل ما زالت ولا تزال وتبقى قبله للأرواح وشعاع منه الايمان والحضارة منذ فجر التاريخ.. أكثر من مليار مسلم يوجهون وجوههم إليها في كل صلاة، ويتمنون لقاءها، يشتاقون للطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف على عرفات. انها مكة المكرمة فهي ليست مدينه نقراها على الخريطه لأنها متجسده في الارواح قبل الاجساد وما زالت هي تلك المدينه التي تحمل ذلك الدعاء بكلماته كبيره وما زالت مهوى لأفئدة المؤمنين من كل أصقاع الارض نعم يأتونها من خلف المحيطات والبحار ويقصدونها من خلف الجبال ويأتون اليها من الصحاري وقلوبهم تسير قبل اقدامهم هنا تؤمن بأن مكة المكرمة، ليست مجرد مدينة على الخريطة، بل هي قِبلة الأرواح قبل الأجساد، ومهوى أفئدة المؤمنين وان المقصد الاصلي هو سماوي على ارض مقدسة وكل طريق فيها تجد معه في كل خطوة رجاء وامل من هنا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا كان يعيش اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم هنا تقاتل الكفر مع الايمان ومن هنا انطلقت مسيره الرحلة العظيمة التي بدأت ولن تنتهي الى قيام الساعة نعم ومن كل فج عميق يأتي اليك الناس متشوقون ويحملون في اجسادهم اللهفة يبكون رجالا ونساء شيبا وشبابا بدون شعور وبدون تصنع تجدهم من مختلف الجنسيات والاعراق مختلفة السنتهم ولكنهم متوحدون بلباس الاحرام ومتساوون بكل الشعائر ولا فرق هنا بين غني وفقير ولا بين عبد وسيد فالجميع هنا عبيد والجميع هنا قد جاؤوا الى غايه واحده يحملهم الشوق الى الكعبة المشرفة بقلوب مليئة بالأيمان وقد تركوا خلفهم عوائلهم وقصورهم واموالهم بعيدا عنهم الكل هنا سواسيه في بيت الله ضيوف عند الرحمن وهو خير من يكرم ضيفه نعم فالصلاة هنا بمئة الف صلاه والنفقة هنا ليس لها حدود والكلمة الطيبة هنا تعادل بحارا من الكلمات الاخرى مكة يعرفها البعض بالكعبة والحرم ويعرفها المؤرخون بتاريخها العريق ومكانتها في قلوب المسلمين من هنا بدا النور الالهي من ذلك الجبل…جبل النور.. هنا انزل الله سبحانه وتعالى القران الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هنا التقى امين السماء مع امين الارض هنا بدأت نقطه انطلاق الحضارة الإسلامية. هنا تتعدد طرق الجغرافية من اسيا وافريقيا واوروبا هنا تتعدد وسائط النقل مع الطائرات والقطارات والسيارات واحيانا مع الارجل البشرية هنا تجد ان الطرق مختلفة فطرق التعبيد في الشوارع تضيف لها طرق القلب الروحية مثل ما تضيف لها الخارطة الجوية الجميع هنا مشتاقون للقاء ورؤيه الكعبة المشرفة يحملون حنين قلوبهم والسنتهم تنطق لبيك اللهم لبيك حقا انها حلم كان يراودنا ونراه اليوم على ارض الواقع نعم انها مكة الحلم الاكبر لدى اغلب المسلمين وكل من يزورها يشتاق الى العودة اليها لان فيها يتجدد الايمان وتغسل الذنوب ويولد الانسان من جديد طاهرا نقيا وكانه لم يعصى الله يوما نعم انها ارض الله الطيبة الطاهرة المباركة وحقا ان كل الطرق تؤدي الى مكة لأنها ليست النهاية بل هي البداية السعيدة انها المكان الذي تلتقي فيه السماء بالأرض، وتختلط فيه دموع التائبين بأمل الطائعين… نعم هنا تحققت الدعوة الصادقة لنبي الله ابراهيم عليه السلام (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )