
الشريعة الإسلامية والتشريع الإلهي يوميات بين الروايات والآيات كتاب مهم للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي
الشريعة الإسلامية والتشريع الإلهي
يوميات بين الروايات والآيات كتاب مهم للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي
بقلم عاطف زايد ..كاتب صحفى ونائب رئيس تحرير جريدة الأهرام
-يعمل المفكرون التنويريون علي فضح الأفكار المتطرفة وتفنيدها، وهذا يساعد علي تقليل تأثيرها على الأفراد والمجتمعات، والمفكر التنويري يساهم في تعزيز الفكر الإنساني مثل الحرية والعدالة والمساواة.. ويمكن للمفكرين التنويريين أن يشكلوا بناء مجتمعات أكثر استقرارًا ومكافحة الفكر المتطرف بشكل فعال.
وكثيرًا ما يردد الناس لفظ الشريعة الإسلامية دون تحديد مضمونه ومعرفة عناصره وبنوده ومصادره، لذا وجب علينا أن نفهم معنى الشريعة الإسلامية كما جاءت به آيات القرآن الكريم.
ولأهمية الحديث عن هذا المصطلح، استدعينا من المكتبة العربية كتاب مهم للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي (يوميات بين الروايات والآيات)، ليوضح كاتبنا ومفكرنا تعريف مصطلح الشريعة الإسلامية.
يقول الكاتب علي الشرفاء الحمادي: إن الشريعة الإسلامية مصطلح تعارف عليه الناس دون تحديد لمضمونه ومعرفة عناصره وبنوده ومصادره وحين ننظر إلى واقع المسلمين اليوم بشأن التشريع الذي ينظم علاقات الناس، ويضع ضوابط لاستقرار المجتمعات وتعاونها وتحقيق التكافل بين أبنائها وتنمية المصالح المشتركة عندهم، لما يحقق تطور المجتمعات نحو التقدم والرقي على أسس من العلم والأخلاق الفاضلة والمحافظة على حقوق الإنسان في حرية العقيدة وحرية العمل، والسير في الأرض بحثًا عن الرزق الحلال ليتحقق التكامل في المصالح الإنسانية بين أفراد المجتمع، ذلك ما شرعه الله لعباده لأجل عيش كريم يحيطه الأمن والسلام في كل المجتمعات الإنسانية دون تمييز بين خلق الله في النسب أو الدين أو المذهب.
ويضيف المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي: إن ما وجدناه في الماضي يتكرر لنا اليوم في مظاهر التطرف والإرهاب وخطاب الكراهية الذي استقى عقيدته من مرجعيات متعددة لا علاقه لها بشريعة الله، وأطلقوا عليها الشريعة الإسلامية وهي مجموعة اجتهادات بشرية صاحبها الهوى والمصالح الدنيوية، وعوامل ظرفية عاشها المسلمون في حالة من الصراع والاقتتال وسفك الدماء، وأفتى كل طرف بتكفير الآخر وضرورة قتاله؛ فسقط آلاف المسلمين في موقف يتناقض مع التشريع الإلهي ويصطدم مع ما سُمي بالشريعة الإسلامية التي تحارب المسلمين وتضيق عليهم أحوالهم، وتستبيح حقوقهم، وحرفوا مقاصد آيات الله لما يخدم أهوائهم وأمراضهم النفسية؛ فلا يطيقون أن يستمعوا لرأي مغاير، فهم الوحيدون أصحاب الحقيقة المطلقة، وهم الوحيدون عباد الله الصالحين، وكل ما يفتون به هو الحق، ومن يخالفهم في الرأي فهو باطل، ويجب محاربته ومنعه من إبداء فكر يتعارض مع أفكارهم، منتهى الاستبداد والتشدد في تعنتهم فيما يعتقدون.
ويكمل المفكر العربي الشرفاء الحمادي: إن كل من يستخدم مصطلح الشريعة الإسلامية لابد أن يكون في قناعته بأنه يتحدث عن التشريع الإلهي فقط الذي جاءت به آيات القرآن الكريم، لأن الإسلام هو رسالة خالدة أنزلها الله على رسوله في كتاب مبين، ليبلّغ الناس بها وينذرهم من يوم عظيم كما قال سبحانه: (فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا)، وكل من يحاول أن ينسب الاجتهادات الفقهية البشرية للإسلام فهو تدليس على الناس، معتمدًا على الروايات والإسرائيليات المفتراه على الرسول، علمًا بأن الله سبحانه حذَّر من الاعتماد على الروايات المزورة على رسالة الإسلام، اتبعها أعداء الإسلام وما في تلك الروايات من تناقض مع آيات القرآن الكريم التي تدعو للرحمة والعدل والسلام والإحسان وحريه الاعتقاد وتحريم الاعتداء على الناس بكل الوسائل وتحريم قتل النفس، بينما تلك الروايات ابتدعت أحكامًا وقواعد ضد الإسلام وضد الإنسانية، وأصبحت المرجع الأساسي لرسالة الإسلام بعد أن تم تقديس أصحاب الروايات؛ حيث مكنوا الروايات من الطغيان على الآيات.
ويؤكد المفكر الشرفاء الحمادي أن الرواة نشروا الخوف من الإسلام، وحرَّضوا على الفاحشة والصراع والفتنة في مجتمعات الإسلام، وشغلوا المسلمين بمعارك فكرية ضاربة، فرَّقتهم إلى طوائف متقاتلة مستمرة منذ 14 قرنًا حتى اليوم. علما بأن الله سبحانه حذّر المسلمين من اتباع الروايات التي أطلقوا عليها مصطلح الحديث، زاعمين أنها أقوال رسول الله، حيث أن عناصر التكليف الإلهي للرسول تبليغ الناس خطاب الله لخلقه، وأن يتلوا عليهم كتابه ويعلمهم الحكمة ويزكيهم ويعرفهم مقاصد آياته وتحذير الله للناس في قوله سبحانه: (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون)، فالله سبحانه يستنكر في هذه الآية: كيف تؤمنون بأحاديث مكذوبة ومصنوعة، وتتركون كلام الله الواحد الأحد؟
ويحذر الكاتب المفكر الشرفاء الحمادي قائلًا: لقد آن الأوان لوضع سد مانع لما يُسمى بالتراث وهو مجموعة السموم التي نشرها أعداء الإسلام ليستمر التخلف لدى المسلمين ليسهل السيطرة عليهم واحتلالهم، ومن الغريب أن تتحول المؤسسات الدينية في العالم العربي والإسلامي لتحافظ على كتب التراث المسمومة التي فرقتهم ونشرت بينهم الفتن والتقاتل، وشوهت سورة الإسلام البراقة التي تشع نورًا وسلامًا حتى قيام الساعة، من خلال كتاب الله وقرآنه الكريم..
ثم يتساءل كاتبنا المفكر الشرفاء الحمادي عن؛ كيف سمحت الدول الإسلامية باستمرار تدمير عقول أبنائها من الشباب على مدى قرون من الزمن؟ ما نتج عنه تخريج الإرهابيين والقتلة والنفوس التي فقدت كل قيم الحياة ومعاني البر والتقوى والقيم الإنسانية التي تحافظ على حقوق الإنسان في الحياة والتطور، فالناس بعد 14 قرنًا لا تحتاج إلى من يهدم دينها، فالقرآن وتعاليمه واضحة لا تحتاج إلى مفسرين ولا إلى دعاة، إنما تحتاج المجتمعات إلى مثقفين ومفكرين وعلماء في مختلف مجالات الحياة، لا تحتاج إلى من ينشرون بين الأجيال القادمة السموم التي قضت على الهوية الوطنية وأسست أسباب الفتن بين الشعب الواحد، ليستمر الصراع بين أعدائهم، مستمرون في نهب ثرواتهم واستغفالهم ومحاولة نزع هويتهم العربية والإسلامية، وغرس قيم الانحطاط السلوكي والأخلاق المنحلة في عقول الشباب لافتقادهم ذاكرة التاريخ، ليسهل صياغة عقولهم بما يحقق أهداف أعداء الإسلام.
ويضع المفكر علي الشرفاء الحمادي الحل قائلًا: المطلوب يقظة شجاعة تتمسك بكتاب الله وترمي ما عداه في صناديق القمامة بعدما استنكر الله سبحانه الأحاديث بقوله: (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله واياته يؤمنون) راية حمراء ترفعها الآية لخطر محدق بالأجيال القادمة، وعلى المخلصين حمايتهم قبل فوات الأوان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
ولي عهد الشارقة يكرم الفائزين بجائزة العمل التطوعي بدورتها الـ22
الشارقة (الاتحاد) كرم سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، أمس، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، الفائزين بجائزة الشارقة للعمل التطوعي في دورتها الـ 22، البالغ عددهم 41 فائزاً من الأفراد والمؤسسات. شهد الحفل الذي أُقيم في أكاديمية الشارقة للتعليم، تكريم سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، ضمن فئة الشخصيات المخضرمة، نظير جهوده البارزة في العمل الإنساني والتطوعي، بالإضافة إلى الشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار بمكتب سمو الحاكم، على إسهاماته المميزة في العمل التطوعي وبصماته الخيرية التي سخرها في خدمة المجتمع، وخميس بن سالم السويدي المستشار بمكتب سمو الحاكم، تقديراً لجهوده البارزة في خدمة المجتمع. واستمع سمو ولي عهد الشارقة إلى شرح عن فئات الجائزة المختلفة والبالغ عددها 14 فئة، متعرفاً سموه على أعداد الفائزين والمكرمين والشخصيات المخضرمة المشاركة في الجائزة، والمشروعات الوقفية المستدامة التي تدعمها الجائزة. وكان الحفل قد استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات، تلته آيات بينات من القرآن الكريم، شاهد بعدها سموه عرضاً تمثيلياً تخلله مادة مصورة ألقت الضوء على أهمية التطوع الأسري وفوائده على الأفراد والمجتمع، مما يعزز قيم التلاحم والتكافل الاجتماعي. وشاهد سموه والحضور مادة فلمية تناولت أبرز أرقام الجائزة وأعداد المشاركين والفائزين بالفئات المختلفة، إضافة إلى أعداد الساعات التطوعية المسجلة للمشاركين. وكرم سموه الفئات الفائزة بالجائزة، والتي توزعت على 14 فئة متنوعة، كما كرم سموه الفائزين من الفئات الخاصة ضمن فئة المتطوعين بأعمال تطوعية خاصة.


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
جمال السويدي يوقع أحدث إصداراته في معرض بكين للكتاب
بكين (وام) استضاف معرض بكين الدولي للكتاب 2025، أمس، معالي الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، المشارك ضمن فعاليات المعرض المقام خلال الفترة من 18 إلى 22 يونيو الجاري، حيث جرى توقيع النسخة الإنجليزية من كتاب معاليه «الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة... بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير»، أحدث مؤلفاته الذي يمثل إضافة نوعية في حقل الدراسات الاستراتيجية والفكر الوطني. وتوجّه السويدي بالشكر للقائمين على المعرض، مشيداً بالعلاقات الإماراتية - الصينية، التي وصفها بأنها علاقات استراتيجية متينة تستند إلى أسس ثقافية واقتصادية وتاريخية راسخة منذ عام 1984، وتمثل نموذجاً للتعاون البنّاء بين الشرق والشرق الأوسط. وأوضح السويدي أن الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، تشكلت عبر قرون من التاريخ المشترك والثقافة الجامعة لأبناء المنطقة قبل قيام الاتحاد، لكنها ترسّخت بشكل نهائي وواضح بقيام دولة الاتحاد على يد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وحّد الأرض والشعب تحت راية وطن واحد وهوية وطنية جامعة. وقال إن الكتاب يُقدم قراءة تحليلية لتجربة دولة الإمارات في بناء هوية وطنية، تجمع بين الأصالة والحداثة، وتنهض على قيم التسامح والتعايش والتقدم، وأن هذه الهوية ليست جامدة، بل مرنة وقادرة على التفاعل الإيجابي مع تطورات العصر، دون أن تفقد خصوصيتها أو تنصهر في العولمة، لافتاً إلى أن الكتاب محاولة بحثية جادة لإعادة صياغة الشخصية الوطنية الإماراتية، في ضوء تحديات الثورة التكنولوجية والمعلوماتية المتسارعة، ويمثل مساهمة فكرية في النقاش العالمي حول مستقبل الهويات الوطنية في عالم متغير.


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
نهيان بن مبارك: توظيف معرفة ومهارات الخريجين في خدمة الوطن
أبوظبي (الاتحاد) شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش أمس الاحتفال الختامي من الاحتفالات بتخريج دفعة «صناع المستقبل» لعام 2025 من جامعة زايد. امتدت الاحتفالات على مدار 3 أيام كرمت الجامعة خلالها إنجازات 1503 طلاب وطالبات من حرميها في أبوظبي ودبي. تم في اليوم الختامي تكريم 66 من خريجي الدراسات العليا من 7 كليات و224 من الطلبة المتفوقين الحاصلين على درجة الامتياز ومراتب الشرف في برامج البكالوريوس والدراسات العليا. حضر الحفل معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع رئيسة مجلس أمناء جامعة زايد، إلى جانب ضيوف الشرف وأعضاء مجلس الأمناء، وشخصيات بارزة، وعائلات الخريجين. وهنأ معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الخريجين على إنجازاتهم، متمنياً لهم المزيد من التوفيق والمستقبل المزدهر، ودعاهم إلى توظيف ما اكتسبوه من معرفة ومهارات في خدمة الوطن وقيادته والمجتمع بأسره، والإسهام في رسم مستقبل مشرق للدولة. وفي ختام الحفل، قُدّمت لمعاليه هدية تذكارية بعنوان «مرحباً» وهي منحوتة حديثة مستوحاة من بيت شعر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تمزج بين الخط العربي التقليدي والتصميم المعاصر لتعكس قيم الكرم والفخر والأصالة. كان اليوم الأول للاحتفالات قد شهد حضور هاجر الذهلي، الأمين العام لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، كضيفة شرف والتي باركت لأبناء وبنات جامعة زايد الذين أتمّوا رحلتهم التعليمية في الجامعة والتي أسهمت في تشكيل عقولهم وتزويدهم بالمهارات القيادية لخدمة الوطن. فيما قدمت معالي شما بنت سهيل المزروعي التهنئة للخريجين وعائلاتهم على هذا النجاح المستحق، ووصفت الحفل بأنه بداية فصل جديد تُشكّله القيم والتعليم الذي تلقوه في جامعة زايد. وفي كلمتها للخريجين، قالت معاليها: «قيمكم هي ما يميزكم، لا ألقابكم أو مظهركم قادتنا مثال يحتذى به في النزاهة، والاعتزاز بالتقاليد، وروح العطاء.. جيلكم محظوظ أن يُعرف عالمياً بسخائه، وقيمه الراسخة، وإرثه الذي يفتخر به واليوم، كل منكم يحمل رصيداً وطنياً يُسمى المهارة، ورصيداً فكرياً يُسمى المعرفة، ورصيداً أخلاقياً يُسمى السلوك تمسّكوا بهذه القيم كونوا أوفى نسخ من أنفسكم، واتركوا أثراً يُجسّد محبة الإمارات ووحدتها وطموحها مستقبل الوطن بين أيديكم». من جانبه، قال الدكتور مايكل آلن، مدير جامعة زايد بالإنابة، في كلمته: «في عام المجتمع استخدموا المهارات التي تعلمتموها، والرؤى التي اكتسبتموها، والطموحات التي تحملونها، ليس فقط لبناء مستقبلكم المهني، بل لبناء مجتمعكم كخريجي جامعة زايد، أنتم تملكون قدرة خارقة التكيّف، والنمو، وإعادة تعريف أنفسكم مراراً وتكراراً، وأن تواجهوا العالم لا بالخوف، بل بالحماس والشغف». ويؤكد حفل التخرج الدور الحيوي الذي تلعبه جامعة زايد في تنمية وتمكين قادة المستقبل، وتعزيز الإنجازات الفردية لجميع الطلبة.