
"طوبار.. إمام المبتهلين".. على شاشة "الوثائقية" الخميس المقبل
يعلن قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إنتاج الفيلم الوثائقي "طوبار.. إمام المبتهلين"، وعرضه على شاشة "الوثائقية" الخميس المقبل، في العاشرة مساءً.
تفاصيل الفيلم الوثائقي "طوبار.. إمام المبتهلين"
يوثق الفيلم قصة حياة الشيخ "نصر الدين طوبار"، بوصفه أحد أهم رموز الإنشاد والابتهال الديني في مصر والعالم العربي والإسلامي، ويرصد نشأته وسط عائلة عريقة في مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، وتكوينه الديني والثقافي في مرحلتي الطفولة والشباب خلال عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته، ثم أسباب تحوله من عالم تلاوة القرآن إلى عالم الإنشاد والابتهال عقب التحاقه بإذاعة القرآن الكريم في خمسينيات القرن الماضي.
أحداث الفيلم
ويتناول الفيلم فترة دراسته في معهد الموسيقى العربية لصقل موهبته، وتفاصيل اللقاء الفارق الذي جمعه بموسيقار الأجيال/ محمد عبد الوهاب، ودوره الفاعل في عددٍ من الأحداث الوطنية الكبرى، خاصة بين نكسة يونيو/ حزيران 1967، ونصر أكتوبر/ تشرين الأول المجيد عام 1973.
يظهر في الفيلم بعض أفراد عائلة الشيخ نصر الدين طوبار، وبعض مقنياته الخاصة، إضافة إلى مشاركة عددٍ من المتخصصين في الإنشاد والموسيقى والتراث الديني والثقافي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
ابتهالات دينية لفرقة الإنشاد بمعهد الموسيقى العربية اليوم
تستعد دار الأوبرا المصرية، تحت رئاسة الدكتور علاء عبد السلام، لاستقبال جمهورها في حفلة مميزة لفرقة الإنشاد الديني في التاسعة مساء اليوم الأحد، على مسرح معهد الموسيقى العربية، حيث ستأخذ هذه الأمسية الحضور في رحلة روحية تتسم بالخشوع والسكينة، وتسمو بالوجدان نحو أنوار الصفاء، لتنفتح القلوب على أنغام فرقة الإنشاد الديني بقيادة المايسترو عمر فرحات، ويتناغم في الأجواء كلمات العشق الإلهي بصوت نجوم المنشدين مثل سماح عباس، ولاء رميح، حسام صقر، إيهاب ندا، طه حسين، وائل سراج، تامر نجاح، وأشرف زيدان. ابتهالات دينية لفرقة الإنشاد بمعهد الموسيقى العربية اليوم مقال له علاقة: روبي تقدم حفلها الغنائي الأول في العين السخنة يوم 31 مايو فرقة الإنشاد الديني بمعهد الموسيقى. يتضمن البرنامج مجموعة مميزة من الأناشيد والإبتهالات والتواشيح الدينية المعروفة، مثل أسماء الله الحسنى، سلام على النبى، يا صلاة الزين، صلوا على نبينا، يارسول الله ياسندى، يا الله، عليك سلام الله، يا بشير الرحمة، صلوا على نبينا، نور عرش الله، خذونى على عيبى، أشتاق يا الله، يارب صلى على نبينا، أسماء وصفات الرسول. تجدر الإشارة إلى أن فرقة الإنشاد الديني تأسست على يد الموسيقار الراحل عبد الحليم نويرة في عام 1972، وبدأت أولى حفلاتها بقيادته عام 1973، حيث كانت تهدف إلى الحفاظ على التراث الغنائي الديني، وتخصصت في تقديم الأعمال والألحان الدينية، بالإضافة إلى تدريب وتبني الأصوات الشابة الواعدة على الأناشيد والإبتهالات الدينية، كما شاركت في إحياء المناسبات الدينية التي تحتفل بها دار الأوبرا على مسارحها في القاهرة والإسكندرية ودمنهور. شوف كمان: ريما مصطفى تشارك صورة جديدة مع عمرو يوسف من كواليس 'السلم والثعبان' أعمال أخرى للأوبرا في إطار فعاليات وزارة الثقافة، تنظم دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، حفلاً لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، وبمشاركة عازفة الفيولا المصرية العالمية أميرة أبو زهرة، وعازف الكلارينيت الإسباني بابلو بارجان، وذلك في التاسعة مساء السبت ٢٤ مايو على المسرح الكبير. حفل مواهب دمنهور الغناء العربي وكورال ذوي القدرات يتضمن البرنامج مجموعة من الأعمال الغنائية العربية الشهيرة لفصل كورال ذوي القدرات الخاصة، تحت تدريب وقيادة ميرفت همام، ومنها 'إحكي يا شهرزاد، حديث الصباح والمساء، زي الهوا، دوارين، ع اللى جرى، إن راح منك يا عين، عاوز أروح، إتفضل قهوة، عندي بغبغان، في هويد الليل، لكل عاشق وطن، أمسك في حلمك، ألو ألو، لسه هتحلي'، ويشارك في الأداء مريم طارق، هند أنور، عمرو أحمد، جاسمين طارق، جنة يوسف، محمد عبد الغني، آية سعيد، معز علي، سالى، آمنة محمد، عمرو أحمد، شوكت إبراهيم، أحمد الفوال، ورقية أحمد.


اليوم السابع
منذ 8 ساعات
- اليوم السابع
قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)
لا مجال هنا للاندهاش والاستغراب، ففي ذلك الزمان لم تفرق الأديان بين المصريين، الوطن اتسع للجميع والكل انصهر في بوتقة واحدة هي بوتقة الوطنية المصرية وارهاصات مرحلة جديدة من التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي. ومولانا الشيخ محمد رفعت لم يكن بعيدا عن تلك التحولات بل كان في القلب منها فهو ابن مرحلة شديدة الأهمية في تاريخ مصر ورمز من رموزها. كان طبيعيا أن يصبح منزله، وهو قارئ القرآن الأول في مصر والعالم الإسلامي عبارة عن مجمع أديان، وملتقى فنانين، وأدباء وشعراء وقساوسة، ويهود تحول منزله في حارة الأغوات بحي المغربلين إلى ملتقى وصالون ثقافي، اجتمعت فيه كل الأطياف والأديان بعدما ذاعت شهرته، فالتف حوله الفنانون، والأدباء، والمفكرون، وعلماء الأزهر، والقساوسة، واليهود. فالمنزل كان مكونًا من 3 طوابق، الطابق الأول منه عبارة عن 3 منادر واسعة، يعقد بها صالون ثقافي، يحضره فكري أباظة، الشاعر أحمد رامي، ومحمد التابعي، والشيخ زكريا أحمد، ومحمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، ووالدها الشيخ إبراهيم، وليلى مراد، ووالدها اليهودي زكي مراد قبل دخولها الإسلام ونجيب الريحاني. فقد كان قيثارة السماء صديقًا للعديد من الأقباط الذين عشقوا صوته. ويذكر أنه في عام 1938 توقف الشيخ رفعت عن القراءة للإذاعة؛ لأن سعيد لطفي باشا رئيس الإذاعة رفع أجر الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي من 12 جنيهًا إلى 14 جنيهًا في التلاوة الواحدة، ولم يرفع أجر الشيخ رفعت إلى الرقم نفسه، رغم أن الشيخ رفعت هو من افتتح الإذاعة بصوته، والتف حوله المصريون بكافة طوائفهم وانتماءاتهم وأديانهم. غضب الكثير من الأقباط، وطالبوا بإعادة الشيخ رفعت إلى قراءة القرآن في الإذاعة لأنهم يحبون الاستماع إلى سورة مريم بصوته!! يقول الكاتب الصحفي الراحل لويس جريس " الشيخ رفعت عايش أحداثًا وطنية مهمة، منها فترة الزعيم مصطفى كامل، وواقعة دنشواي، وثورة 1919،أثرت فيه وتأثر بها، وعندما جئت إلى القاهرة، وجدت عددًا كبيرًا من الأقباط، يسيرون وراء الشيخ في كل سرادق يرتل فيه". ويضيف جريس:"إن الشيخ محمد رفعت بتلاوته أدى دورًا وطنيًا مهمًا جدًا أكثر مما فعلته خطب الساسة، أو أغاني المطربين، وقرّب القبطي من المسلم أكثر مما فعلته خطب الساسة، فصوته حنون جدًا، يجعلك إنسانًا رقيقًا تحب من أمامك". ربطته علاقة قوية بنجيب الريحاني وكان الريحاني يبكي عندما يستمع إلى القرآن منه، وقيل أنه عندما يكون عنده مسرح، والشيخ رفعت يقرأ في الإذاعة، لا يفتح الستارة حتى ينتهي الشيخ رفعت من القراءة. و كتب الريحاني مقالًا في احدى المجلات بعنوان«نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت» يشير فيه الريحاني إلى فضل القرآن عليه وما تعلمه منه، بعد قراءته مترجمًا بالفرنسية، وسماعه بصوت الشيخ رفعت قائلًا:"ما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدري حتى هز كياني، وجعلني أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة، وهي ترتل أجمل المعاني وأرقها وأحلاها، صممت على لقاء الشيخ رفعت، فالتقيته أكثر من مرةٍ وتصادقنا". ووصف الريحاني الشيخ رفعت بالعالم الكبير، وأن صوته هو الخلود بعينه، مؤكدًا أن نبراته احتار في فهمها العلماء، وأنه عندما سأل عبد الوهاب عن سر حلاوة هذا الصوت، قال إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر. وظل الريحاني مرافقًا للشيخ رفعت في أيام مرضه الأخيرة، وقد توفي قبله بعامٍ تقريبًا. أصعب الفترات التي مرت على الشيخ محمد رفعت هي فترة مرضه، ورغم شهرته الواسعة فإنه لم يقرأ في الإذاعة إلا سنوات قليلة، خلال الفترة من عام 1934 وحتى عام 1939؛ حيث أصيب بورمٍ في الحنجرة، وخاف أن تفاجئه النوبات وهو يرتل على الهواء، واكتفى بالقراءة في مسجد فاضل، حتى آخر يومٍ احتجب فيه صوته تمامًا في عام 1940، ليبقى في بيته 8 سنوات وتتدهور حالته. يروي الكاتب، والناقد، والمؤرخ الفني كمال النجمي واحد شهود الحدث الجلل، في كتابه (أصوات وألحان عربية)، قائلًا:"كان يتلو سورة الكهف في مسجد فاضل باشا، يوم الجمعة كعادته منذ 30 عامًا، فلما بلغ الآية:«واضرب لهم مثلًا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعًا»، غص صوته واحتبس في كلمتين أو ثلاث، فسكت قليلًا يقاوم ما ورد عليه من الغصة والاحتباس، ثم عاد يتلو تلاوة متقطعة حتى ملأت الغصة حلقه وحبست صوته تمامًا، هنا أحنى الشيخ العظيم رأسه جريح القلب، لا يدري ماذا يصنع، ثم أخرج من جيبه زجاجة صغيرة فيها سائل أحمر، يبدو أنه دواء أحضره له بعض الصيادلة، فاحتسى قليلًا ثم انتظر برهة، وعاد يحاول التلاوة، فأطاعه صوته في آيتين أو ثلاث، ثم قهرته الغصة وكسرت شوكة الدواء الأحمر، فتوقف الشيخ العظيم حائرًا بعض الوقت ثم غادر مجلسه تاركًا إياه لشيخٍ آخر يتلو ما تيسر من السور. كانت لحظة قاسية عنيفة، اهتزت لها أعصاب الحاضرين في المسجد، فضجوا بالبكاء ولطم بعضهم الخدود حزنًا وأسفًا، وارتفع صراخ المقرئين الشبان، الذين كانوا يلتفون حول الشيخ العظيم كل جمعةٍ، يحاولون أن يتلقنوا بعض أسرار صناعته وفنه وطريقته. وبعد الصلاة خرج الناس وعيونهم فيها الدموع، وقلوبهم تحف بالشيخ الحزين، لا يدرون أيواسونه؟ أم يواسون أنفسهم؟. احتبس صوت رفعت بمرض الفواق(الزغطة) بعد سنواتٍ عمت شهرته البلاد وطبقت الآفاق، كان مرضه ابتلاءً أكبر مما ابتلى به الشيخ بفقده بصره. واشتد عليه وتقبله راضيًا، وأبت عليه عزة نفسه أن يمد يده لأحد طالبًا العون في مصاريف العلاج الباهظة، باع بيته وقطعة أرض يملكها، ولم يقبل التبرعات التي جمعها المحبون له، ووصلت إلى ٢٠ ألف جنيه، وبضغط وإلحاح تلميذه وصديقه الشيخ أبوالعينين شعيشع، وافق على قبول المعاش الشهري الذي خصصه له وزير الأوقاف الدسوقي باشا أباظة. وقبل وفاته بأقل من عام، وفي يوليو ١٩٤٩نشرت مجلة المصور تحقيقين عن مرض الشيخ ومعاناته، وتبنى الكاتب الصحفي أحمد الصاوي محمد، حملةً لعلاج الشيخ من خلال اكتتابٍ شعبي، ونجح في جمع ٥٠ ألف جنيه من طواف الشعب مسلمين ومسيحيين، ولما علم الشيخ كتب إليه:"أنا مستور والحمد لله ولست في حاجةٍ إلى هذه التبرعات، والأطباء يعالجونني، ولكنهم لم يستطيعوا وقف هذا المرض ومنعه، كما أن هذه المبالغ أصحابها أولى بها مني؛ فهم الفقراء والمحبون لصوتي حقًا، لكني الحمد لله لست في حاجة إلى هذا المال؛ لأن الشيخ رفعت غني بكتاب الله، ولا تجوز عليه الصدقة، وأعتذر عن عدم قبول هذه التبرعات، ومرضي بيد الله سبحانه وتعالى وهو القادر على شفائي، وإني أشكر الأستاذ الصاوي، وأشكر كل من أسهم فى هذه التبرعات على روحهم الطيبة وحبهم لي". بعد١٠ أشهر، رحل في ٩ مايو ١٩٥٠، اليوم نفسه الذي وُلد فيه سنة 1882، الفارق فقط أنه وُلد لحظة أذان الظهر، ومات لحظة أذان الفجر.


بوابة الأهرام
منذ 8 ساعات
- بوابة الأهرام
مهرجان كان .. ذكاء اصطناعى وشباب تائه
هل نبدو كألعوبة أحيانًا فى يد الزمن؟ إذا كان هناك شيء واحد يتفق عليه المشاهدون بالنسبة لفيلم «صراط» للإسبانى وليفر لاكس، فهو هذا الأمر، وهو ما ينطبق على فيلم «دالواي»، وكلاهما شهد مهرجان «كان» السينمائى الدولى عرضهما، قبل أن يتم اختتامه أمس، متناولين قضايا الشباب التائه، والذكاء الاصطناعي. شخصيات الفيلم الأول: «صراط»، تخرج فى رحلة إلى نهاية العالم الآخر، فيكون التساؤل: ما الطريق الذى يتخذونه كى لا يتوهوا فى صحراء الحياة، أو تحصدهم حوادث وألغام أشبه بالمصيدة، إذ يُثقلنا الكاتب والمخرج عاطفيًا ونفسيًا بطرق لا يمكننا التنبؤ بها. فى الفيلم يتم تجميع عدد من مكبرات الصوت المتهالكة فى الصحراء المغربية، ورغم أنها تبدو ضئيلة بسبب جدران الوادى المتربة، فإن الصوت الذى تنتجه أولى مقطوعات الملحن كانجدينج راى المذهلة، وهو خط جهير هادر يضاهيها فى العظمة، وفجأة تمتلئ الصحراء الفارغة بأجساد متحركة، وعصى قديمة، وندوب حروق الشمس، وضفائرهم ومساميرهم وقمصانهم الممزقة بما يؤكد أنهم غريبو الأطوار. وضمن الأحداث يدخل لويس وابنه إستيبان، وكلاهما يُجسّدان صورة الطبقة المتوسطة الطبيعية، فيتبادلان الحديث مع رواد الحفلات الراقصة، ويوزعان صور ابنته لويس مار، التى لم يسمعوا عنها منذ أكثر من خمسة أشهر. وبعد أن لمحوا خيطًا يوحى بأنها قد تكون جزءًا من هذا المشهد، يشعران بخيبة أمل لأن لا أحد يعرفها، إلى أن تخبر جايد، لويس بوجود حفل راقص آخر مُقرر قريبًا، فى مكان بعيد عبر الصحراء. ثم تصل السلطات، وتأمر بالإخلاء، فنعلم أن الحضارة على شفا حرب عالمية ثالثة. فيلم " دالوي" ومع وجود ما يكفى من لحظات الترابط الدافئة لإقناعنا بأن الفيلم انحرف عن فرضية الفتاة المفقودة ليصبح فيلم طريق غير تقليدى مدفوعا بالتكنولوجيا، يصعب التعبير عن مدى الدهشة عندما تحدث مأساة مروعة بعد علامة منتصف الطريق مباشرة، ويموت الابن الطفل؛ فينتقل «صراط»، إلى منطقة أكثر وحشية ومجازية، إذ يتضح أن الوجود الأكثر استقلالا، واكتفاءً ذاتيًا؛ هو بناء يمكن تفكيكه قطعة قطعة. فماذا يحدث عندما نفقد كل شيء؟ هل نصبح وحوشًا أم ملائكة؟ وهل نعود إلى حالة من النعمة أم حالة فوضوية بغيضة؟ لا يقدم الفيلم أى إجابات, لكنه ينغمس بشكل كابوسى فى الأسئلة، كما لو أننا هنا فى أفق الحدث للانهيار العالمي. وتأتى النهاية على الشاشة بالقول إن «الصراط» هو الطريق بين الجنة والنار الذى هو أرفع من شعرة، وذلك مع آيات من القرآن الكريم، ومسلمين يطوفون حول الكعبة فى حركة دائرية بمواجهة حركة مذبذبة يقطعها أبطال الفيلم، كمتصوفة تدور حركتهم حول الكون فى مواجهة حركة ضائعين بلا هدف. فهل هذا ما تبدو عليه نهاية العالم؟ يسأل بيجوى فى مرحلةٍ ما، ورغم أن اللحظة اليائسة التى تثيرها عندما يموت الكل تباعا بسبب الألغام هى اللحظة التى ينتهى فيها كل شيء، ويسقط، ويحترق، وينفجر، ويتحول إلى غبار ويموت، فإن «صراط» شيء جديد. الفيلم الثانى هو «دالواي» للمخرج يان غوزلان، عن الذكاء الاصطناعي، ويتناول قصة حياة كلاريسا، وهى روائية تفتقر إلى الإلهام، فتنضم إلى برنامج فنى مرموق، و«دالواي» هو مساعدها الاصطناعى الافتراضي، إذ يساعدها فى الكتابة. لكنها تشعر تدريجيا بالقلق من سلوك الذكاء الاصطناعى المتطفل، والذى تعززه تحذيرات مؤامراتية من مقيم آخر، فتُطلق تحقيقًا سرًا لاكتشاف النيات الحقيقية لمضيفيها.. هل هو تهديد حقيقى أم وهم جنوني؟ فهل تعتقد حقًا أن الذكاء الاصطناعى لن يحل محل البشر، بسبب عواطفهم وإبداعهم؟ يتساءل يان غوزلان فى «دالواي»، فيلمه السينمائى الفريد. وعودة إلى تفاصيل الفيلم، فكلاريسا كاتبة أدب شابة ناجحة سابقًا، لكنها عالقة الآن تمامًا. وقد علقت فى هذا الوضع لسنوات، وغاب عنها الإلهام. فتقدمت بطلب للحصول على إقامة فنية فاخرة للتركيز على كتاب عن اللحظات الأخيرة لفيرجينيا وولف. فى البداية، لم يكن السبب واضحًا، لكن مساعدها الافتراضى الودود، دالواي، يُدركها فى النهاية، لينتحر ابن كلاريسا أيضًا، وبالكاد تغادر شقتها، وتتبعها الكاميرات فى كل مكان، ويتزايد جنون العظمة، ثم يقترح غوزلان بسرعة أن «المنزل الذكي» أذكى من أن يضر برفاهية أى شخص: سيُدير مشترياتك من البقالة، ويبدع ألحانًا جميلة، لكنه يتقدم أكثر كل يوم. وفى البداية، يُبدى عداءً سلبيًا تجاه كلاريسا التى تُهمل اليوجا، ثم يُصاب بالجنون، ويحاول افتراسها. إنها قصة عن علاقة سامة، وفرض السيطرة، لكنها ليست قصة شريك كان يومًا ما مُحبًا يتخطى ببطء الحدود الخفية؛ إنها التكنولوجيا. تُريد كلاريسا - إذن - نوعًا جديدًا من الاحترام ككاتبة، وبمجرد أن تبدأ فى التنقيب عن جحيمها الشخصي: هل هو حقًا خطأ الآلة، أم أنها بحاجة إلى شخص تُلقى عليه اللوم؟ يصبح من الصعب الجزم، لتأتى النصيحة: «لا تُشارك حياتك الشخصية مع الذكاء الاصطناعي».