
"باير" وصندوق الأمم المتحدة للسكان يوسّعان شراكتهما
تمديد الشراكة الاستراتيجية في مصر لثلاث سنوات إضافية، من 2026 إلى 2028
مساهمة قدرها 100 ألف يورو هذا العام من وحدة الصحة العالمية في باير لتعزيز الشراكة، وإجمالي التمويل يبلغ 170 ألف يورو، وسوف يليه تمديد استراتيجي لثلاث سنوات أخرى من 2026 إلى 2028 بتبرّع يتجاوز 900 يورو
التعاون يساهم بشكل مباشر في حملة "حقك تنظمي" التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان لتحسين تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية
أعلنت شركة باير وصندوق الأمم المتحدة للسكّان في مصر عن توسيع شراكتهما الناجحة، لدعم جهود وزارة الصحة والسكان في تحسين خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية في مصر. ويأتي هذا التوسع بناءً على الإنجازات التي تحقّقت من خلال تعاونهما الأولي الذي استمر على مدار خمس سنوات، والتي ساهمت بشكل فعال في تمكين المرأة وتعزيز صحة الأسرة في المناطق الأكثر احتياجًا.
وبناءً على الشراكة القائمة، تساهم وحدة الصحة العالمية في شركة باير بدعم إضافي قدره 100 ألف يورو خلال العام الجاري، ليصل إجمالي التمويل إلى 170 ألف يورو، ما يعزّز قدرة المشروع على تلبية الاحتياجات العاجلة للصحّة الإنجابية في المناطق الأكثر احتياجًا. علاوة على ذلك، أعلنت الجهتان عن تمديد للشراكة لمدة ثلاث سنوات إضافية- من عام 2026 وحتى عام 2028 - مدعوماً بالتزام طويل الأجل عبر تمويل يزيد عن 900 ألف يورو.
ويسهم هذا التعاون بشكل مباشر في دعم حملة "حقك تنظمي"، وهو برنامج شامل أطلقه قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك بهدف توفير خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي، وتعزيز الطلب على تلك الخدمات من خلال العيادات الثابتة والمتنقلة.
في هذا السياق، قال أوفي داليتشو، رئيس منطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا في قسم الأسواق العالمية للأدوية ورئيس القطاع الدوائي الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا : "تلتزم شركة باير التزاماً راسخاً بدعم صحة المرأة وتمكينها. من خلال توفير خدمات تنظيم الأسرة الفعالة والآمنة. ونفخر بتوسيع شراكتنا مع صندوق الأمم المتحدة للسكان للاستجابة بشكل أفضل للاحتياجات غير المُلباة في مجال تنظيم الأسرة في مصر، وخاصةً في المجتمعات الأكثر احتياجًا، ومن خلال هذا التعاون نسعى إلى مساعدة النساء على اتخاذ خيارات مدروسة بشأن صحتهن الإنجابية مما ينعكس على تحسين رفاهية أسرهن."
من جهته، صرّح هوغو هاغن، نائب الرئيس، ورئيس وحدة الصحة العالمية في شركة باير، قائلاً: "إن توسيع شراكتنا مع صندوق الأمم المتحدة للسكّان أمر بالغ الأهمية لمواصلة دفع عجلة التقدّم نحو ضمان حصول جميع النساء في مصر- وخاصةً في المناطق المحرومة- على خدمات صحة إنجابية عالية الجودة. وسوف يسمح لنا التمويل الإضافي من وحدة الصحة العالمية بتوسيع نطاق خدماتنا وتعميق أثرنا، وتمكين النساء من اتخاذ خيارات مدروسة بشأن صحتهن الإنجابية، والمساهمة في مستقبل أكثر صحة وازدهاراً لمصر."
في نفس السياق، قال فرانك ستريلو، رئيس قسم تنظيم الأسرة في وحدة الصحة العالمية لدى باير: "نؤمن في باير بأنّ الحصول على خدمات تنظيم الأسرة حقٌّ أساسي. كما نفخر بشراكتنا مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لتمكين المرأة في مصر، من خلال تزويدها بالموارد اللازمة لاتخاذ خيارات مدروسة بشأن صحتها ومستقبلها، وبناء أسر أكثر صحة ومجتمعات أقوى."
وصرّح إيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكّان في مصر، بالقول: "يُعدّ الحصول على خدمات تنظيم الأسرة الآمنة والطوعية أمراً أساسياً لتحقيق المساواة بين الجنسين. ومن خلال شراكتنا مع باير ووزارة الصحة والسكان، نهدف إلى الوصول إلى المجتمعات الأكثر احتياجاً، بما يضمن عدم حرمان أي فرد من حقه في الرعاية الصحية ويمهّد الطريق لعالم خالٍ من أي احتياجات لم تتم تلبيتها لتنظيم الأسرة."
الجدير بالذكر أنّه وفقاً لاستبيان صحّة الأسرة في مصر (EFHS) للعام 2021، تبيّن أنّ 13.8% من النساء المتزوجات واللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً لديهن حاجة لتنظيم الأسرة لم تتم تلبيتها. ويُعتبر تنظيم الأسرة أمراً بالغ الأهمية لتحسين نوعية حياة المرأة والأسر وتمكين التنمية المستدامة.
وستركّز الشراكة الموسّعة على تعزيز نطاق التدخل في محافظات صعيد مصر والمحافظات الحدودية، حيث لا تزال هناك فجوات في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة عالية الجودة. ومن خلال هذه الشراكة، يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان وباير إلى الوصول إلى أكثر من 810 ألف امرأة بخدمات ومعلومات تنظيم الأسرة ضمن حملات التوعية لتنظيم الأسرة، والعمل على ضمان حصول 540 ألف امرأة على وسائل منع الحمل الحديثة بحلول العام 2028، كما سيتم التركيز على تعزيز أنظمة الرعاية الصحية الوطنية والمحلية لتوفير خدمات عالية الجودة في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، كما تهدف المبادرة أيضًا إلى تمكين المرأة من اتخاذ خيارات إنجابية مدروسة والحصول على الاستشارات الضرورية.
وتتضمن الأنشطة الرئيسية تدريب مقدّمي الرعاية الصحية على تقنيات الاستشارة الفعالة ووسائل تنظيم الأسرة، كما سيتم تعزيز خدمات العيادات المتنقلة لتقديم خدمات شاملة للصحة الإنجابية في المناطق النائية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم حملات "حقك تنظمي" لتنظيم الأسرة في المحافظات المستهدفة، ورفع مستوى الوعي المجتمعي من خلال مناهج مبتكرة، تشمل إعلانات الخدمة العامة وفحوصات العيادات والتواصل مع المراجع الدينية. فضلاً عن العمل على تعزيز أنظمة الرعاية الصحية الوطنية والمحلية، لضمان توافر خدمات عالية الجودة في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وتمكين المرأة من اتخاذ خيارات إنجابية مدروسة والحصول على الاستشارات الأساسية.
ومن خلال الاستفادة من خبرة باير الممتدة في مجال الرعاية الصحية، وتركيز صندوق الأمم المتحدة للسكان على قضايا السكان والحقوق الإنجابية، تهدف الشراكة إلى معالجة التحديات الحرجة المتعلقة بتنظيم الأسرة وصحة الأم. تُعد هذه الشراكة خطوةً إضافية نحو تحقيق رؤية باير "الصحة للجميع، لا للجوع" حقيقةً واقعة. كما أنها تُسهم في الخطة الاستراتيجية لصندوق الأمم المتحدة للسكان (2022-2025) وضمان تلبية جميع الاحتياجات المتعلقة بتنظيم الأسرة من دون استثناء، ما يُسهم في النتائج التحويلية لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
واحتفالاً بالدعم المقدم من باير للبرنامج وبالشراكة الاستراتيجية، أُقيم حفل توقيع يوم 29 أبريل في فندق سانت ريجيس العاصمة الجديدة، لتعزيز التوافق بشأن الاتفاقية الرامية إلى تحسين الوعي بالصحة الإنجابية وتمكين المصريين من اتخاذ خيارات مدروسة بشأن تنظيم الأسرة. وقد شهد الحفل حضورًا رفيع المستوى، ضم ممثلين من وزارة الصحة والسكان والجهات الحكومية، وشركة باير، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك للاحتفاء بالشراكة الاستراتيجية التي تمتد لخمس سنوات بين باير وصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر.
نبذة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان
صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) هو وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، ومهمته بناء عالم يكون فيه كل حمل مرغوباً فيه، وكل ولادة آمنة، وكل شاب يحقق طموحاته.
وقد تأسّس صندوق الأمم المتحدة للسكان في العام 1969، وهو يعمل في أكثر من 150 دولة، بالشراكة مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية ومنظمات أخرى، وذلك للقضاء على الحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة، ووفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والممارسات الضارة، بما في ذلك زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث. لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: https://egypt.unfpa.org/en.
للتواصل مع وسائل الإعلام:
سامي جوست، رئيس قسم التواصل لدى باير - أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وتركيا
البريد الإلكتروني: sami.joost@bayer.com
"باير" شركة عالمية تتمتّع بكفاءات أساسية في مجالات العلوم الحيوية للرعاية الصحية والتغذية. وتماشياً مع مهمّتها "الصحة للجميع، لا للجوع"، تم تصميم منتجات الشركة وخدماتها لمساعدة الناس والكوكب على الازدهار من خلال دعم الجهود الرامية إلى التغلب على التحديات الرئيسية التي يفرضها عدد السكان المتزايد والشيخوخة على مستوى العالم.
وتلتزم "باير" بدفع التنمية المستدامة وتوليد تأثير إيجابي من خلال أعمالها. وفي الوقت نفسه، تهدف المجموعة إلى زيادة قدرتها على الكسب وخلق القيمة من خلال الابتكار والنمو. وتمثل علامة "باير" التجارية الثقة والموثوقية والجودة في جميع أنحاء العالم. وفي السنة المالية 2023، وظفت المجموعة حوالي 100 ألف شخص وحققت مبيعات بقيمة 47.6 مليار يورو. وبلغت نفقات البحث والتطوير قبل البنود الخاصة 5.8 مليار يورو.
-انتهى-
#بياناتشركات
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 7 ساعات
- العين الإخبارية
اليوم العالمي للشاي 2025.. مشروب الشعوب في ميزان الطب والعلم
احتفل العالم، الأربعاء، بمشروب لا يفرق بين غني وفقير، ولا بين ثقافة وأخرى، إنه الشاي، ثاني أكثر مشروب استهلاكا في العالم بعد الماء. وخصصت الأمم المتحدة 21 مايو/ أيار يوما عالميا من كل عام، لتكريم تاريخ هذا المشروب، ودوره الاجتماعي، وأهميته الاقتصادية والصحية. وتعود بداية الشاي إلى الصين القديمة، حيث تقول الأسطورة إن الإمبراطور شين نونغ، حيث كان يغلي الماء تحت شجرة شاي في عام 2737 قبل الميلاد، حين سقطت بعض الأوراق في الإناء، وبهذا الاكتشاف العفوي وُلد الشاي. انتقل لاحقا هذا المشروب إلى الهند واليابان، ثم إلى أوروبا عبر التجار البرتغاليين والهولنديين في القرن السادس عشر، وبلغ ذروته في بريطانيا حيث أصبح جزءا من الهوية الثقافية (من هنا جاءت عادة "شاي العصر"). الشاي في الثقافة العربية وفي العالم العربي، يحتل الشاي مكانة خاصة لا تقل عن القهوة، ففي المغرب، يُعد الشاي الأخضر بالنعناع رمزا للضيافة، ويُقدَّم بثلاث جولات تعبر عن مراحل مختلفة من الحياة. وفي مصر، يعد "شاي الكشري" الشعبي جزءا من حياة المقاهي. أما في بلاد الشام والخليج، فالشاي الأحمر الخفيف أو الثقيل يُقدم في المناسبات اليومية والرسمية، مع إضافات مثل النعناع أو الهيل. والشاي ليس مجرد مشروب في هذه الثقافات، بل هو وسيلة للتواصل الاجتماعي، ومرافِق أساسي في الأحاديث العائلية والسهرات الرمضانية واللقاءات اليومية. مشروب المليارات وفقًا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، يُستهلك يوميا أكثر من 3 مليارات كوب شاي حول العالم، والصين والهند وكينيا وسريلانكا هي من أبرز الدول المنتجة. وتتصدر تركيا العالم في استهلاك الشاي للفرد، تليها أيرلندا، ثم المملكة المتحدة، وفي العالم العربي، تأتي مصر والمغرب والسعودية ضمن الدول الأكثر استهلاكا للشاي. بين الفوائد والمخاطر وتحتوي أنواع الشاي المختلفة على مركبات مثل: الفلافونويدات والكاتيشين، وهي " مضادات أكسدة قوية"، ومواد الكافيين و إل-ثيانين، وهي مواد تؤثر في نشاط الدماغ والمزاج. وأظهرت العديد من الدراسات فوائد عديدة لهذا المشروب في تعزيز صحة القلب، عن طريق تقليله لضغط الدم والكولسترول، وتحسين التركيز، حيث يؤدي التفاعل بين الكافيين و إل-ثيانين إلى تحسين اليقظة دون التوتر، وتقليل خطر السكري النوع الثاني، خاصة مع الشاي الأخضر، ومكافحة الشيخوخة والالتهاب بسبب مضادات الأكسدة. لكن في مقابل هذه الفوائد هناك آثار جانبية محتملة، حيث أن الإفراط في تناوله يعيق امتصاص الحديد، خاصة لدى المصابين بالأنيميا، كما أن الكافيين الزائد قد يؤدي إلى الأرق والتوتر، وبعض أنواع الشاي قد تحتوي على مبيدات أو ملوثات إذا لم تُخزن أو تُحضر بشكل سليم. ويوصي المختصون بشرب من 2–4 أكواب شاي يوميا، وهو معدل يُعد آمنا ومفيدا لمعظم الناس، ما لم توجد حالات صحية خاصة. aXA6IDgyLjI3LjIxMy43OCA= جزيرة ام اند امز CH


البوابة
منذ 19 ساعات
- البوابة
أمهات ثكلى.. نساء السودان يتحملن وطأة الحرب مع تزايد الوفيات
أوقعت الحرب الوحشية في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي تدخل عامها الثالث، خسائر فادحة في صفوف النساء، اللواتي تتفاقم معاناتهن وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في البلاد. وارتفعت وفيات الأمهات بشكل حاد، حيث تُعدّ النساء الحوامل والأمهات الجدد من بين الفئات الأكثر ضعفًا في بلد يعاني من النزوح والجوع والفقر. ووفقًا لأرقام وزارة الصحة السودانية، ارتفع معدل وفيات الأمهات إلى ٢٩٥ حالة وفاة لكل ١٠٠.٠٠٠ ولادة حية. وصرح وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم بأن "عدد وفيات الحوامل التي رُصدت بين يونيو ٢٠٢٣ ويوليو ٢٠٢٤ بلغ ٨٧٠ حالة وفاة، منها ٣٥٠ حالة وفاة حدثت داخل المستشفيات والمرافق الصحية". تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ١.١ مليون امرأة حامل في السودان يفتقرن الآن إلى الخدمات الأساسية، مثل رعاية ما قبل الولادة، والولادة الآمنة، ورعاية ما بعد الولادة. نورا، أمٌّ ثكلى من منطقة قريضة بجنوب دارفور، تُدرك هذه المعاناة جيدًا وتقول "نُقلت ابنتها الحامل، التي كانت في حالة حرجة في أشهرها الأخيرة، إلى مستشفى مروي بولاية شمال السودان بعد رحلةٍ امتدت لآلاف الكيلومترات وتوفيت بعد ولادتها بوقتٍ قصير". ومع حزنٍ ظاهر على وجهها، وحفيدتها المولودة حديثًا مربوطة على ظهرها، شوهدت نورا وهي تُصلي بينما تنتظر وسيلة النقل في الدبة بشمال دارفور، لتبدأ رحلة العودة المؤلمة إلى قريضة وحدها مع الرضيع وقد أمضت خمسة أشهرٍ عالقةً بسبب نقص التمويل، حيث لجأت إلى مخيم حوش مليط في شمال دارفور قبل أن تُكمل رحلتها، بحسب روايتها لراديو دبنقا السوداني. وأفاد سكان لراديو دبنقا أن الخدمات الصحية في قريضة شبه معدومة، حيث تشترك الوحدات الإدارية الثلاث في المنطقة في مستشفى ريفي واحد، يفتقر إلى المعدات الأساسية والكوادر الطبية وحتى جهاز الأشعة السينية، مما يُجبر السكان على القيام برحلات شاقة إلى نيالا في جنوب دارفور لإجراء الفحوصات الطبية الأساسية. صرح وزير الصحة السوداني قائلاً: "تُعدّ قضية وفيات الأمهات بسبب الحرب من أكثر الملفات إثارة للقلق لدى جميع العاملين في مجال الصحة وحقوق الإنسان" وأكد أن معدل وفيات الأطفال يبلغ ٥١ حالة وفاة لكل ١٠٠٠ ولادة حية. وكانت الأمم المتحدة قد قدرت سابقًا معدل وفيات الأمهات في السودان بـ ٢٧٠ حالة وفاة لكل ١٠٠.٠٠٠ ولادة حية ومنذ الحرب، تُبلغ وزارة الصحة السودانية الآن عن رقم مُذهل يبلغ ١٠٠ حالة وفاة لكل ١٠.٠٠٠ ولادة، وهو رقم أكدته منظمة الصحة العالمية واليونيسف. وحذرت الدكتورة أديبة إبراهيم، عضو نقابة الأطباء السودانيين، من أن ٩٠٪ من المؤسسات الصحية في البلاد قد انهارت وأضافت: "لقد أدى هذا إلى تفاقم وضع الرعاية الصحية، لا سيما في مناطق النزاع". ووفقًا لها، سجّلت منظمة مناهضة العنف ضد المرأة والطفل أكثر من ٣١٦ ألف حالة وفاة بسبب الكوليرا و٥٧٦ ألف حالة وفاة بسبب حمى الضنك. كما أشارت إلى معاناة ١٧٦ ألف امرأة حامل من سوء التغذية، ووفاة ٨٥٠ ألف امرأة مرضعة، ووفاة ٤٥ ألف طفل بسبب سوء التغذية. وفي حديثها مع "مدنية نيوز"، أفادت الدكتورة أديبة بوقوع ٦٧٩ حالة اعتداء جنسي، منها ٢٥٦ حالة شملت أطفالًا تتراوح أعمارهم بين ٥ و١٦ عامًا. لا تزال الأسر النازحة تعاني من صعوبات في الحصول على أبسط الرعاية الصحية. وفي بلدة تنقاسي الشمالية، وهي قرية تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، على بُعد حوالي ١٧ كيلومترًا من مروي باتجاه مجرى النهر، تنام راضية، البالغة من العمر ٧٠ عامًا، من شمال دارفور، على الأرض أمام مستشفى مع ابنتها المصابة وابنها الصغير بعدما هربوا من قصف جوي في مليت، شمال دارفور، لكن الصدمة لم تنتهِ بالنزوح. ترقد ابنتها على سرير مستأجر، تعاني من إصابة في القدم لم تُعالَج. لا تستطيع الأسرة تحمل رسوم المستشفى اليومية البالغة ٢٥ ألف جنيه سوداني، ناهيك عن تكلفة العملية البالغة ٥٠٠ ألف جنيه سوداني. قالت راضية: "نتشارك وجبات الطعام مع المرضى الآخرين، لكنني في الليل أتحمل البرد وحدي، أدعو الله أن يكفيني شر إنقاذ ابنتي". تعكس قصة راضية قصص آلاف السودانيين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم وكرامتهم وسط قتال لا هوادة فيه بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. لقد أدت الحرب إلى تدمير قدرة النساء على الوصول إلى الرعاية الصحية، مما جعلهن يضطررن إلى السفر لمسافات طويلة في ظل ظروف خطيرة، وغالبا ما تكون النتائج مأساوية.


البوابة
منذ 19 ساعات
- البوابة
صراع من أجل البقاء.. بحث يائس عن الطعام ومجاعة تلوح فى الأفق.. الأمم المتحدة: غالبية السكان وصلوا إلى مرحلة «الجوع والموت والعوز" ومستويات حرجة للغاية من سوء التغذية الحاد»
في قلب غزة، أصبحت الحياة اليومية صراعًا من أجل البقاء. تواجه الأمهاتٌ الباحثات عن الطعام في أسواق النصر، قلقًا عارمًا وسط أكشاك شبه فارغة، ورائحة المواد المحترقة النفاذة، ومنظر السلع الأساسية - إن وُجدت أصلًا - بأسعارٍ باهظة. أسواق غزة التي كانت يومًا ما نابضةً بالحياة، ومراكزَ للمنتجات والمجتمع، تضررت بشدةٍ جراء الحصار المتواصل والقصف والانهيار الاقتصادي. كان لاستئناف إسرائيل عملياتها الهجومية في ١٨ مارس أثرٌ فوريٌّ وشديد. قالت ريهام الكحلوت، وهي مستشارة نفسية تبلغ من العمر ٣٣ عامًا وأم لأربعة أطفال، لمجلة تايم: "لا أحد يملك ثمن الطعام. أحيانًا نضطر لشراء كميات صغيرة فقط لإطعام أطفالنا". وأعربت امرأة أخرى من سكان الشيخ رضوان قرب مدينة غزة عن قلقها من أنها قد تعجز قريبًا عن إعالة أطفالها. تحذيرات ونداءات تحذّر منظمات الإغاثة الدولية من أن المجاعة وشيكة في غزة، التي تدخل الآن شهرها التاسع عشر من الحرب. ويصنّف تقييمها، الذي تقوده الأمم المتحدة ويستند إلى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، القطاع بأكمله على أنه "حالة طوارئ" أي خطر حرج من المجاعة. ويشير أحدث تقرير، صدر في ١٢ مايو، إلى أن ما يقرب من ربع سكان غزة - حوالي ٤٧٠ ألف شخص - قد وصلوا إلى مرحلة "الكارثة"، التي تُعرّفها الأمم المتحدة بأنها "الجوع والموت والعوز ومستويات حرجة للغاية من سوء التغذية الحاد". حصار وانهيار فرضت إسرائيل، التي تتحكم في دخول غزة، حصارًا شاملًا على المساعدات بدءًا من ٢ مارس، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين. ولم تسمح، منذ ثلاثة أيام، إلا بدخول محدود من الشحنات. سلط الدكتور جون كاهلر، المؤسس المشارك لمنظمة ميدجلوبال غير الحكومية، الضوء على الآثار الجسدية والنفسية للجوع في غزة. وأوضح قائلًا: "أول أعراض الجوع هو الألم. وهذا الألم لا يزول. ليس الأمر كما لو أنه يتحسن أو يُنسى". مطابخ المجتمع مطابخ المجتمع، التي كانت في السابق عصب المساعدات الغذائية الطارئة، على وشك الانهيار. كانت هذه المطابخ، التي يعمل بها متطوعون، حاسمة في توزيع الوجبات المجانية على آلاف العائلات. الآن، وبسبب الارتفاع الهائل في الأسعار لم تعد معظم المطابخ قادرة على العمل. قالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): "إن مفهوم المطابخ المجتمعية الذي بدأناه خلال الحرب سيتوقف تمامًا تقريبًا بسبب نفاد الإمدادات". أوقفت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" غير الربحية عملياتها في ٧ مايو، مؤكدةً أنه لا يمكن استئناف إطعام ما يصل إلى نصف مليون شخص يوميًا إلا بفتح الحدود. الأطفال والأمهات لعل العبء الأكبر يقع على عاتق النساء الحوامل والأطفال. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، توفي ما لا يقل عن ٥٧ طفلًا بسبب سوء التغذية منذ بدء الحصار في مارس. ويهدد النقص الحاد في الغذاء والدواء حياة الآلاف. الأمهات، اللواتي يعانين من سوء التغذية، يكافحن لتوفير حتى حليب الأم. نظامهن الغذائي المحدود الخالي من البروتينات والفيتامينات والمغذيات الدقيقة الأساسية يجعل الأطفال عرضة للأمراض ومشاكل النمو. وتقول الدكتورة كاهلر: "معظم هؤلاء النساء والأطفال الناجين لم يناموا نومًا عميقًا منذ أكثر من ١٨ شهرًا"، مؤكدةً على الأثر المضاعف للحرمان من النوم على الصحة واتخاذ القرارات. بالنسبة لعائلات مثل عائلة الوحيدي، فإن حالة عدم اليقين لا هوادة فيها. وقالت إحدى أفراد العائلة: "ننام كل يوم خوفًا من فقدان أحد أفراد عائلتنا. ولا نعرف إلى متى سنتمكن من توفير الطعام لأطفالنا".