logo
الفنانة إنعام سالوسة.. وصيفة كل الملكات وسيدة القلوب

الفنانة إنعام سالوسة.. وصيفة كل الملكات وسيدة القلوب

الجزيرة١٥-١٢-٢٠٢٤

أن يمتلك الفنان ملامح عادية للغاية، لن يظهر تحت الأضواء، لكن أن يكون عاديا وينجح في خطف الأضواء والقلوب أينما حل بلا جهد مزيف، فهو بلا شك يمتلك مواهب دفينة لن ينجح التجاهل في إخفائها، هذا بالضبط ما حدث خلال تاريخ الفنانة المصرية إنعام سالوسة التي نجحت خلال 60 عاما في ترك بصمة فنية في معظم أدوارها من المسرح إلى السينما والتلفزيون والإذاعة.
تحتفل اليوم الفنانة المصرية القديرة إنعام سالوسة بعيد ميلادها الـ85، رغم أن بعض المواقع تؤكد أن تاريخ ميلادها في سبتمبر/أيلول. لكن الممثلة التي لا تدلي بتصريحات إعلامية ولا لقاءات صحفية ولا تظهر على السجادة الحمراء في أي مهرجان ولا يعرف عن حياتها الشخصية الكثير من المعلومات أو القليل من الشائعات، أكدت أن تاريخ ميلادها هو الـ15 من ديسمبر/كانون الأول، بعد أن تفاجأت باتصالات معايدة في يوم يسبق ميلادها بشهور.
نجمة في الظل
إنعام سالوسة ممثلة جادة لم تدخل المجال الفني عن طريق الصدفة، بل سلكت طريق الفن من أصعب وأثقل أبوابه. بدأت مسيرتها بالمشاركة في العديد من الأعمال المسرحية ضمن المسرح الجامعي بكلية الآداب في جامعة عين شمس، ثم تابعت تطوير موهبتها بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
كانت انطلاقتها العملية في عالم السينما من خلال فيلم "الست الناظرة" عام 1968، حيث ظهرت بدور صديقة البطلة إلى جانب النجمة سعاد حسني. في العام نفسه، شاركت أيضًا في فيلم "التلميذة والأستاذ". وقد استمرت صداقتها مع سعاد حسني حتى وفاتها في عام 2001.
بعد وفاة سعاد حسني بسنوات، أُثيرت إشاعة بأن إنعام سالوسة كانت قد ساعدت "السندريلا" في بداية مشوارها الفني من خلال تدريبها على الإلقاء والتمثيل. لكن النجمة القديرة نفت ذلك تمامًا، مؤكدة أن ما جمعهما كان صداقة طيبة واحترامًا متبادلًا. وقد شهدت علاقتهما المهنية تعاونًا في عدد من الأعمال، من بينها حلقات مسلسل "هو وهي". كما أظهرت وفاءً كبيرًا لصديقتها عندما قبلت الظهور كـ"دوبليرة" لسعاد حسني في فيلم "نادية" عام 1969.
وصيفة لا تنسى
ربما لم تكن إنعام سالوسة الخيار الأول لدور وصيفة في مسلسل "ليالي الحلمية"، لكنها كانت الأفضل والأكثر ملاءمة لتجسيد دور سيدة عاشت حياتها في الريف ورافقت زوجها، "العمدة"، في رحلته بلا شكوى أو تذمر. بشخصيتها المضحكة وتصرفاتها العفوية غير المبالية، كانت تستفزه أحيانًا، لكنها كانت تواجهه بعيوبه دون خوف. لذلك، لم يكن بالإمكان أن تحمل لها أي مشاعر سلبية.
وصيفة تحملت الكثير من مغامرات زوجها الريفي، الذي قرر اقتحام عالم البشوات بزواجه من نازك هانم السلحدار (صفية العمري) انتقامًا من غريمه سليم البدري. ورغم مشاعر الغيرة الطبيعية بين الزوجات، وافقت وصيفة على طلب زوجها بتربية ابنة "ضرتها"، بعد أن رفضت نازك إرضاع الطفلة وتخلت عنها. استقبلت وصيفة الطفلة زهرة بصبر ورضا، وظلت تمثل الملاذ الآمن للجميع طوال الأحداث.
ملامح إنعام سالوسة الطيبة المحايدة دفعت المخرجين لاختيارها في دور الوصيفة للكثيرات، فهي من البداية زميلة البطلة (هدى) "سعاد حسني" منذ ظهورها الأول في فيلم الست الناظرة، ووصيفة في "ليالي الحلمية"، و"حسنة هريدي" الشقيقة محدودة الجمال في مسلسل "غوايش" أمام صفاء أبو السعود وفاروق الفيشاوي ونبيل الحلفاوي.
تحمل إنعام سالوسة أيضا طبقة صوت حزين وانفعالات وجه غير مفتعلة، ربما كان ذلك سبب اختيارها في الأدوار المحافظة المثالية، ورغم ذلك أبت الممثلة الشابة حينها ألا تترك مساحتها تمر مرور الكرام، فكل مشهد شاركت فيه خلال العقود الأولى في رحلتها الفنية كان لا ينسى، قبل أن تتفجر مواهب أخرى للفنانة القديرة، فهذا الصوت المميز كان سببا في تقديمها لعدد من الأدوار الإذاعية مثل مسلسلات "هيجننوني" و"صباح الخير يا جاري" و"وكان للقدر ما أراد" و"سور الأزبكية" و"حلال العقد" و"ألف نهار ونهار".
هذه الأدوار الجادة لم تمنعها من المشاركة في أكثر من موسم لمسلسل الأطفال أكثر شهرة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي "بوجي وطمطم".
نصيب من الكوميديا
تتفجر الكوميديا عادةً من أصحاب الوجوه الجادة أكثر من الضاحكة، وهذا ما أدركته إنعام سالوسة واكتشفته في نفسها بمهارة كبيرة. نجحت في ترك بصمة مميزة في عدد هائل من الأعمال الفنية، عبر مشاهد كوميدية محدودة لكنها لا تُنسى، مثل أدوارها في أفلام "الإرهاب والكباب"، "النوم في العسل"، "همام في أمستردام"، و"محطة مصر"، بالإضافة إلى مسلسلات مثل "النساء قادمون"، "يا رجال العالم اتحدوا"، و"عائلة الحاجة متولي".
مؤخرًا، ظهرت الفنانة الثمانينية في مسلسل "أشغال شاقة" بدور يجمع بين الكوميديا والتأثير الإنساني، أمام مجموعة من نجوم الكوميديا الشباب. وبمرونة تليق بفنانة شابة، استطاعت إنعام سالوسة أن تخوض تجربة الكوميديا الحديثة ببراعة، محققة أهدافها خلال ظهورها في حلقتين فقط. أدت دور المربية العجوز التي تعاني من ضعف شديد في السمع، مما أدى إلى سلسلة من المواقف المضحكة الناتجة عن التباس في الحوار، لتقدم مشاهد كوميدية ممتعة أثبتت من خلالها أنها قادرة على التألق في مختلف الأجيال الفنية.
تعجب صناع العمل أنفسهم من قبول الفنانة إنعام سالوسة للدور، الذي يتطلب وضعها في تابوت قبل أن تدفن عن طريق الخطأ، لا سيما وأن بعض الفنانين، وكبار السن تحديدا، قد يرفضون مثل هذه المشاهد، لكن إنعام سالوسة التي لم تتوقف عن التمثيل منذ 6 عقود قبلت الدور، لحبها الشديد للفن ولتشجيعها للنجوم الشباب.
عودة غولدا
قدمت الممثلة الإنجليزية هيلين ميرين شخصية غولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر1973 في فيلم "غولدا" العام الماضي، فأعادت للذاكرة الدور الذي قدمته إنعام سالوسة في مسلسل "السقوط في بئر سبع" بل إن البعض من الجمهور العربي قارن بين الممثلتين المصرية والإنجليزية، وجاءت المقارنة لدى الكثيرين لصالح براعة إنعام سالوسة، ورغم أن العديد من الممثلات قدمن هذه الشخصية في أعمال فنية عدة، فإن ملامح الفنانة المصرية القديرة وأداءها بات علامة مميزة لها.
400 عمل درامي وسينمائي شاركت فيها الفنانة إنعام سالوسة، ربما لم تفز خلالها بالبطولة المطلقة، لكنها تسللت إلى قلوب المشاهدين بخفة وعذوبة غير مفتعلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفنانة المصرية عبلة كامل تتصدر الـ"تريند" رغم غيابها عن الساحة الفنية
الفنانة المصرية عبلة كامل تتصدر الـ"تريند" رغم غيابها عن الساحة الفنية

الجزيرة

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • الجزيرة

الفنانة المصرية عبلة كامل تتصدر الـ"تريند" رغم غيابها عن الساحة الفنية

عادت الفنانة المصرية عبلة كامل لتتصدر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، ليس بسبب عمل فني جديد، بل على خلفية شائعات تناولت حالتها الصحية، ما أثار قلق جمهورها العريض في مصر والعالم العربي. ووسط الشائعات، خرج الممثل أحمد كمال -زوجها الأسبق ووالد ابنتيها- ليطمئن الجمهور، نافيا كل ما قيل عن تعرضها لوعكة صحية، ومؤكدا أنها بخير وتقضي شهر رمضان وسط أجواء هادئة بعيدا عن الأضواء. View this post on Instagram A post shared by NogoumFM (@nogoumfm) ورغم ابتعادها عن الشاشة منذ عرض الجزء الخامس من مسلسل "سلسال الدم" عام 2018، فإن اسم عبلة كامل ظل حاضرا في ذاكرة الجمهور، وكل ظهور يتعلق بها، أو تصريح عنها، كفيل بإعادة اسمها إلى صدارة التريند. وفي لقائه بأحد البرامج التلفزيونية مؤخرا، أكد كمال أن عبلة تعيش حياة طبيعية، وتفضل البُعد عن مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تعاني من أية مشكلات صحية. نجمة صنعت مكانتها بهدوء وبساطة تُعد عبلة كامل من النجمات القليلات اللواتي استطعن ترك بصمة دائمة في وجدان المشاهدين، عبر أدوار تجمع بين البساطة والعمق، من دون الحاجة إلى بهرجة أو مبالغات. انطلقت مسيرتها في الدراما التلفزيونية من خلال "الشهد والدموع" لكنها لمع نجمها الحقيقي مع "ليالي الحلمية"، ثم توالت النجاحات مع أعمال شكلت علامات فارقة مثل "المال والبنون"، و"لن أعيش في جلباب أبي"، حيث أدّت شخصية "فاطمة كشري" التي أصبحت أيقونة جماهيرية تتكرر يوميا على شكل ميمات وتعليقات. واستمرت عبلة كامل في تقديم شخصيات إنسانية تحمل ملامح المجتمع المصري بصدق نادر، مثل "وفية" في "امرأة من زمن الحب"، و"شكران" في "هوانم جاردن سيتي"، و"جليلة" في "حديث الصباح والمساء" التي نقلت خلالها الشخصية عبر مراحل عمرية متعددة، وحققت من خلالها تقديرا نقديا وشعبيا واسعا. سلسلة نجاحات لا تُنسى وقدّمت كامل أعمالا تركت بصمتها من بينها "عفاريت السيالة"، و"العندليب"، و"رأفت الهجان"، وغيرها، لكنها اختتمت مسيرتها بعمل درامي جماهيري هو "سلسال الدم"، حيث أدت ببراعة دور "نصرة"، السيدة الصعيدية التي تقف في وجه الظلم، في مسلسل امتد لـ5 أجزاء وحقق نسب مشاهدة ضخمة. ورغم اعتزالها غير المعلن، تظل عبلة كامل محطّ اهتمام الجمهور، وقد طالبت الفنانة منى شلبي بتكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2023، لكن إدارة المهرجان أوضحت أنها ترفض الظهور الإعلامي أو التكريم العلني، وهي سياسة تلتزم بها منذ سنوات. وقد أكد الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما أن عبلة كامل شكرت المركز على التكريم، وحرصت على زيارة المقر من دون ظهور إعلامي.

الفنانة إنعام سالوسة.. وصيفة كل الملكات وسيدة القلوب
الفنانة إنعام سالوسة.. وصيفة كل الملكات وسيدة القلوب

الجزيرة

time١٥-١٢-٢٠٢٤

  • الجزيرة

الفنانة إنعام سالوسة.. وصيفة كل الملكات وسيدة القلوب

أن يمتلك الفنان ملامح عادية للغاية، لن يظهر تحت الأضواء، لكن أن يكون عاديا وينجح في خطف الأضواء والقلوب أينما حل بلا جهد مزيف، فهو بلا شك يمتلك مواهب دفينة لن ينجح التجاهل في إخفائها، هذا بالضبط ما حدث خلال تاريخ الفنانة المصرية إنعام سالوسة التي نجحت خلال 60 عاما في ترك بصمة فنية في معظم أدوارها من المسرح إلى السينما والتلفزيون والإذاعة. تحتفل اليوم الفنانة المصرية القديرة إنعام سالوسة بعيد ميلادها الـ85، رغم أن بعض المواقع تؤكد أن تاريخ ميلادها في سبتمبر/أيلول. لكن الممثلة التي لا تدلي بتصريحات إعلامية ولا لقاءات صحفية ولا تظهر على السجادة الحمراء في أي مهرجان ولا يعرف عن حياتها الشخصية الكثير من المعلومات أو القليل من الشائعات، أكدت أن تاريخ ميلادها هو الـ15 من ديسمبر/كانون الأول، بعد أن تفاجأت باتصالات معايدة في يوم يسبق ميلادها بشهور. نجمة في الظل إنعام سالوسة ممثلة جادة لم تدخل المجال الفني عن طريق الصدفة، بل سلكت طريق الفن من أصعب وأثقل أبوابه. بدأت مسيرتها بالمشاركة في العديد من الأعمال المسرحية ضمن المسرح الجامعي بكلية الآداب في جامعة عين شمس، ثم تابعت تطوير موهبتها بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية. كانت انطلاقتها العملية في عالم السينما من خلال فيلم "الست الناظرة" عام 1968، حيث ظهرت بدور صديقة البطلة إلى جانب النجمة سعاد حسني. في العام نفسه، شاركت أيضًا في فيلم "التلميذة والأستاذ". وقد استمرت صداقتها مع سعاد حسني حتى وفاتها في عام 2001. بعد وفاة سعاد حسني بسنوات، أُثيرت إشاعة بأن إنعام سالوسة كانت قد ساعدت "السندريلا" في بداية مشوارها الفني من خلال تدريبها على الإلقاء والتمثيل. لكن النجمة القديرة نفت ذلك تمامًا، مؤكدة أن ما جمعهما كان صداقة طيبة واحترامًا متبادلًا. وقد شهدت علاقتهما المهنية تعاونًا في عدد من الأعمال، من بينها حلقات مسلسل "هو وهي". كما أظهرت وفاءً كبيرًا لصديقتها عندما قبلت الظهور كـ"دوبليرة" لسعاد حسني في فيلم "نادية" عام 1969. وصيفة لا تنسى ربما لم تكن إنعام سالوسة الخيار الأول لدور وصيفة في مسلسل "ليالي الحلمية"، لكنها كانت الأفضل والأكثر ملاءمة لتجسيد دور سيدة عاشت حياتها في الريف ورافقت زوجها، "العمدة"، في رحلته بلا شكوى أو تذمر. بشخصيتها المضحكة وتصرفاتها العفوية غير المبالية، كانت تستفزه أحيانًا، لكنها كانت تواجهه بعيوبه دون خوف. لذلك، لم يكن بالإمكان أن تحمل لها أي مشاعر سلبية. وصيفة تحملت الكثير من مغامرات زوجها الريفي، الذي قرر اقتحام عالم البشوات بزواجه من نازك هانم السلحدار (صفية العمري) انتقامًا من غريمه سليم البدري. ورغم مشاعر الغيرة الطبيعية بين الزوجات، وافقت وصيفة على طلب زوجها بتربية ابنة "ضرتها"، بعد أن رفضت نازك إرضاع الطفلة وتخلت عنها. استقبلت وصيفة الطفلة زهرة بصبر ورضا، وظلت تمثل الملاذ الآمن للجميع طوال الأحداث. ملامح إنعام سالوسة الطيبة المحايدة دفعت المخرجين لاختيارها في دور الوصيفة للكثيرات، فهي من البداية زميلة البطلة (هدى) "سعاد حسني" منذ ظهورها الأول في فيلم الست الناظرة، ووصيفة في "ليالي الحلمية"، و"حسنة هريدي" الشقيقة محدودة الجمال في مسلسل "غوايش" أمام صفاء أبو السعود وفاروق الفيشاوي ونبيل الحلفاوي. تحمل إنعام سالوسة أيضا طبقة صوت حزين وانفعالات وجه غير مفتعلة، ربما كان ذلك سبب اختيارها في الأدوار المحافظة المثالية، ورغم ذلك أبت الممثلة الشابة حينها ألا تترك مساحتها تمر مرور الكرام، فكل مشهد شاركت فيه خلال العقود الأولى في رحلتها الفنية كان لا ينسى، قبل أن تتفجر مواهب أخرى للفنانة القديرة، فهذا الصوت المميز كان سببا في تقديمها لعدد من الأدوار الإذاعية مثل مسلسلات "هيجننوني" و"صباح الخير يا جاري" و"وكان للقدر ما أراد" و"سور الأزبكية" و"حلال العقد" و"ألف نهار ونهار". هذه الأدوار الجادة لم تمنعها من المشاركة في أكثر من موسم لمسلسل الأطفال أكثر شهرة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي "بوجي وطمطم". نصيب من الكوميديا تتفجر الكوميديا عادةً من أصحاب الوجوه الجادة أكثر من الضاحكة، وهذا ما أدركته إنعام سالوسة واكتشفته في نفسها بمهارة كبيرة. نجحت في ترك بصمة مميزة في عدد هائل من الأعمال الفنية، عبر مشاهد كوميدية محدودة لكنها لا تُنسى، مثل أدوارها في أفلام "الإرهاب والكباب"، "النوم في العسل"، "همام في أمستردام"، و"محطة مصر"، بالإضافة إلى مسلسلات مثل "النساء قادمون"، "يا رجال العالم اتحدوا"، و"عائلة الحاجة متولي". مؤخرًا، ظهرت الفنانة الثمانينية في مسلسل "أشغال شاقة" بدور يجمع بين الكوميديا والتأثير الإنساني، أمام مجموعة من نجوم الكوميديا الشباب. وبمرونة تليق بفنانة شابة، استطاعت إنعام سالوسة أن تخوض تجربة الكوميديا الحديثة ببراعة، محققة أهدافها خلال ظهورها في حلقتين فقط. أدت دور المربية العجوز التي تعاني من ضعف شديد في السمع، مما أدى إلى سلسلة من المواقف المضحكة الناتجة عن التباس في الحوار، لتقدم مشاهد كوميدية ممتعة أثبتت من خلالها أنها قادرة على التألق في مختلف الأجيال الفنية. تعجب صناع العمل أنفسهم من قبول الفنانة إنعام سالوسة للدور، الذي يتطلب وضعها في تابوت قبل أن تدفن عن طريق الخطأ، لا سيما وأن بعض الفنانين، وكبار السن تحديدا، قد يرفضون مثل هذه المشاهد، لكن إنعام سالوسة التي لم تتوقف عن التمثيل منذ 6 عقود قبلت الدور، لحبها الشديد للفن ولتشجيعها للنجوم الشباب. عودة غولدا قدمت الممثلة الإنجليزية هيلين ميرين شخصية غولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر1973 في فيلم "غولدا" العام الماضي، فأعادت للذاكرة الدور الذي قدمته إنعام سالوسة في مسلسل "السقوط في بئر سبع" بل إن البعض من الجمهور العربي قارن بين الممثلتين المصرية والإنجليزية، وجاءت المقارنة لدى الكثيرين لصالح براعة إنعام سالوسة، ورغم أن العديد من الممثلات قدمن هذه الشخصية في أعمال فنية عدة، فإن ملامح الفنانة المصرية القديرة وأداءها بات علامة مميزة لها. 400 عمل درامي وسينمائي شاركت فيها الفنانة إنعام سالوسة، ربما لم تفز خلالها بالبطولة المطلقة، لكنها تسللت إلى قلوب المشاهدين بخفة وعذوبة غير مفتعلة.

تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما
تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما

الجزيرة

time١٢-١٢-٢٠٢٤

  • الجزيرة

تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما

نعت وزارة الثقافة التونسية الفنان القدير فتحي الهداوي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 63 عاما، وأعربت -عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك- عن خالص تعازيها لعائلة الراحل ولأفراد الوسط الفني كافة. وقد نعاه المطرب التونسي صابر الرباعي، وكتب عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: "رحلت دون إشعار مسبق صديقي، أنت الذي كنت رمزا من رموز التمثيل في تونس والوطن العربي، كنت سفيرا فوق العادة في مجالك، عزاؤنا الوحيد هو أعمالك الفنية التي لن ننساها وسوف تبقى خالدة". وأضاف "رحمك الله، صديقي فتحي، ورزقنا وذويك جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون". كما نعته الممثلة التونسية عائشة بن أحمد وكتبت: "الله أكبر، الله أكبر، ربي يرحمك يا فتحي". وكتب المنتج والمخرج السوداني أمجد أبو العلاء عبر حسابه على فيسبوك: "فتحي الهداوي.. رحيل ممثل تونسي عظيم". وشارك الإعلامي التونسي الهادي الزعيم متابعيه على فيسبوك عددا من الصور التي جمعته بالممثل الراحل وعلق عليها: "الله أكبر، ربي يرحمك فتحي الهداوي، إنا لله وإنا إليه راجعون". مسيرة فنية ثرية ويعد الهداوي المولود في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1961 أحد علامات المسرح والدراما التونسية، وتميز بشخصيته الفنية وبصمته المختلفة، وقدرته على تجسيد الأدوار المركبة، إذ وصفه النقاد بأنه متقمص بارع في معظم أعماله، وشارك الراحل في أعمال في تونس وسوريا، كما وصل بموهبته إلى خارج الحدود بمشاركاته في أوروبا. وقد بدأ مشواره في مسرح المعهد الثانوي تحت إشراف أستاذه في هذا الوقت حمادي المزي، وانضم إلى مسرح الهواة في البداية، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في تونس الذي تخرج منه لاحقا. دخل الهداوي منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات عالم السينما والتلفزيون بمسيرة درامية حافلة بالأعمال التونسية والعربية والأجنبية، شارك من خلالها في فيلم "حلفاوين" للمخرج فريد بوغدير وفيلم "صفائح من ذهب" للمخرج النوري بوزيد عام 1986. وتعامل الهداوي خلال مسيرته مع مخرجين أجانب من فرنسا وإيطاليا، أشهرهم المخرج الفرنسي سارج مواتي والمخرج الإيطالي فرانكو روسي. في الثمانينيات من القرن الماضي، شارك في أعمال "الكأس" و"صفايح ذهب" و"عرب"، وفي مرحلة التسعينيات قدم "غبار الألماس"، و"نظرة معينة" و"الحب الحرام" و"شارع الحبيب بورقيبة". في بداية الألفية، تألق الفنان فتحي الهداوي في عديد من الأعمال المميزة التي رسخت مكانته في المشهد الفني. من أبرز هذه الأعمال كان دوره البطولي في فيلم "المفتاح" بالتعاون مع المخرج الكبير الراحل شوقي الماجري. خلال المرحلة ذاتها، قدّم سلسلة من الأعمال التلفزيونية الناجحة، منها "باب العرش"، "الخميس عشية"، "باب القلة"، و"فرططو الذهب"، التي أثرت الساحة الدرامية التونسية. وعلى خشبة المسرح، قدّم الهداوي عروضا بارزة تركت بصمة قوية، مثل مسرحيتي "العوادة" و"عرب". الأخير تحول لاحقا إلى فيلم سينمائي حمل الاسم نفسه، إذ لعب الهداوي دور البطولة، مجسدا شخصيته بتميز لافت أثار إعجاب الجمهور والنقاد. أما في مجال الدراما التلفزيونية، فقد سطع نجم الهداوي منذ تسعينيات القرن الماضي، خاصة خلال الأعمال الرمضانية التي أكسبته شهرة واسعة ومكانة مميزة بين جمهور التلفزيون. عمل مع المخرج الكبير صلاح الدين الصيد في مسلسل "غادة"، ثم قدّم "ليام كيف الريح" مع المخرج نفسه. كما تولى بطولة مسلسل "العاصفة" تحت إدارة المخرج عبد القادر الجربي، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا بشخصيته المميزة "رئيف" في مسلسل "صيد الريم" عام 2008. بالإضافة إلى ذلك، برز في مسلسل "ناعورة الهواء"، الذي عزز مكانته كأحد أبرز نجوم الشاشة الصغيرة. في السنوات الأخيرة، استمر الهداوي في تقديم أعمال تلفزيونية ذات صدى واسع. كان من أبرز مشاركاته الأخيرة مسلسل "براءة" عام 2022، بينما شكّل مسلسل "الجبل الأحمر" عام 2023 آخر ظهور له على الشاشة، ليختتم مسيرته الحافلة بالإبداع والعطاء الفني. تميزت مسيرة الفنان فتحي الهداوي الحافلة بالعطاء والإبداع بتقلده عديدا من المناصب البارزة وحصوله على جوائز وتكريمات مرموقة. من بين أبرز محطاته، ترؤسه للمهرجان الدولي بالحمامات خلال الفترة الممتدة من عام 2011 وحتى عام 2014، إذ ساهم بإثراء هذا الحدث الثقافي الكبير وإضفاء بصمته الخاصة عليه. وفي مجال الجوائز، حصل الهداوي على جائزة أفضل ممثل من مهرجان وهران للفيلم العربي في الجزائر عام 2013، تكريما لدوره الاستثنائي وأدائه المميز. كما نال عدة جوائز من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، كان من أبرزها جائزة أفضل ممثل مساعد عام 2000 عن أدائه في فيلم "الحب الحرام" للمخرج نضال شطة، وجائزة أخرى عام 2014 عن دوره في فيلم "باب العرش" للمخرج مختار العجيمي، وهو العمل الذي أثار إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. وعلى الصعيد المحلي، حقق الهداوي إشادة كبيرة إذ توّج بجائزة أفضل ممثل ونجم رمضان من إذاعة "موزاييك إف إم" لعامي 2013 و2014، تقديرا لإبداعه في الأدوار التلفزيونية التي قدمها خلال تلك الفترة. هذه الجوائز والتكريمات تعكس مسيرته الفنية الثرية التي جمع فيها بين الموهبة الفريدة والالتزام العالي بالفن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store