logo
الحرب على القرقوبي.. هل تتكاتف جهود الأمن والمجتمع المدني؟

الحرب على القرقوبي.. هل تتكاتف جهود الأمن والمجتمع المدني؟

هبة بريس٠٦-٠٤-٢٠٢٥

هبة بريس -عبد اللطيف بركة
في الآونة الأخيرة، شهدت العديد من المدن المغربية، خاصة بعد عيد الفطر، أحداثًا دامية خلفت إصابات في صفوف المدنيين وعناصر الأمن، إلى جانب بعض الجانحين الذين كانوا في حالة هيجان غير مسبوقة، آخر هذه الأحداث كان في مدينتي أسفي وأكادير، حيث اضطرت المصالح الأمنية إلى استخدام الأسلحة النارية لتوقيف مشتبه فيهم بدت عليهم أعراض حالة هستيرية وعنف غير عادي.
– التحقيقات تكشف عن تناول المؤثرات العقلية
خلال التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، تم الكشف عن أن السبب الرئيس وراء هذه التصرفات العنيفة والهستيرية هو تناول مؤثرات عقلية من نوع 'القرقوبي' أو استعمالها في مشروبات كحولية محلية الصنع ' ماحيا' ، وهي من أبرز المواد المخدرة التي يتداولها الشباب في الآونة الأخيرة.
هذه المواد تؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي، ما يجعل الأفراد يتصرفون بشكل غير عقلاني ويشكلون خطرًا على أنفسهم وعلى المجتمع.
– التحديات التي تواجه الأمن في مواجهة الظاهرة
تواجه الأجهزة الأمنية تحديات كبيرة في محاربة انتشار هذه المخدرات، حيث إن تجارة القرقوبي أصبحت تجارة رائجة، بما في ذلك في بعض الأحياء الشعبية والمناطق النائية، التي ينجذب إليها الشباب بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، وعلى الرغم من المجهودات المبذولة من قبل الأمن، فإن مكافحة هذه الظاهرة تتطلب استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
– التعاون بين الأمن والمجتمع المدني اصبح ضرورة ملحة
في هذا السياق، يرى العديد من الخبراء أنه لا يمكن تحقيق نجاح حقيقي في مكافحة تجارة واستهلاك المؤثرات العقلية بدون تعاون فعّال بين مختلف الأطراف المعنية، وعلى رأسها الأمن والمجتمع المدني، فبينما تبذل المصالح الأمنية جهودًا جبارة لمكافحة الاتجار بالقرقوبي، يحتاج هذا الجهد إلى الدعم المجتمعي، خاصة من المنظمات غير الحكومية والجمعيات المحلية التي تعمل على تعزيز الوعي بين الشباب حول خطورة هذه الآفة.
ومن هذا المنطلق، أصبح من الضروري أن تتضافر الجهود لتكثيف الحملات التحسيسية داخل المدارس والجامعات والمراكز الاجتماعية، كما يجب على الحكومة او الفاعلين الاقتصاديين ومعهم منظمات مدنية لعب دور رئيسي في تأهيل الشباب من خلال خلق فرص العمل والتدريب المهني وتوجيههم نحو الأنشطة الرياضية والفنية التي تساهم في تعزيز الوعي الصحي والعقلي لديهم، بعيدًا عن الانخراط في عالم المخدرات.
– التربية والتحسيس …أسلحة رئيسية في المعركة
إضافة إلى الحملات الأمنية، يعتبر العمل التربوي والتوعوي داخل المجتمع أحد الحلول الفعّالة لمكافحة هذه الآفة، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل الأجهزة الأمنية، فإن نشر الوعي بين الشباب حول الأضرار الصحية والنفسية لاستهلاك المواد المخدرة يعتبر أمرًا حيويًا، وهذا يستدعي تكثيف الدورات التدريبية والندوات التي تنظمها الجمعيات مع مختلف الهيئات المعنية، خاصة في الأحياء الشعبية حيث تزداد الظاهرة.
– ضرورة تكامل الجهود لمواجهة التحدي
لا بد من الإشارة إلى عنصر أساسي في عملية مواجهة آفة المخدرات وهو دور الأسرة أساسي جدا في مراقبة وحماية الأبناء والمصاحبة لهم خصوصا في مرحلة المراهقة ، من اجل عدم الولوج لهذا العالم المظلم من تناول المخدرات، ومن هنا نخلص أن الحرب على القرقوبي هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع المدني و الأجهزة الأمنية، هذه الحرب تتطلب تنسيقًا مستمرًا وتعاونًا مكثفًا لتوفير حلول فعّالة وقادرة على تقليص انتشار هذه الآفة، ومن خلال العمل المشترك بين مختلف الأطراف المعنية، يمكن تحقيق نتائج ملموسة في الحفاظ على أمن وصحة المواطنين، خاصة فئة الشباب التي تشكل مستقبل الوطن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ابن أحمد. فرار 3 عناصر من عصابة القرقوبي بعد إطلاق عيارات نارية من بندقية صيد
ابن أحمد. فرار 3 عناصر من عصابة القرقوبي بعد إطلاق عيارات نارية من بندقية صيد

LE12

timeمنذ يوم واحد

  • LE12

ابن أحمد. فرار 3 عناصر من عصابة القرقوبي بعد إطلاق عيارات نارية من بندقية صيد

ابن أحمد. فرار 3 عناصر من عصابة القرقوبي بعد إطلاق عيارات نارية من بندقية صيد في عملية أمنية مشتركة بين مصالح الشرطة القضائية بمدن سطات وخريبكة وابن أحمد، جرى توقيف أفراد من عصابة المخدرات، فيما تكمن ثلاثة آخرين من الفرار بعد إطلاق عدة عيارات نارية من بندقية صيد، دون تسجيل أية إصابات. جريدة le12 تُوّجت عملية أمنية مشتركة بين مصالح الشرطة القضائية بمدن سطات وخريبكة و وقد تم تنفيذ هذه العملية الأمنية بتنسيق ميداني مع مصالح وأسفرت عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية عن حجز طن و420 كيلوغرامًا من مخدر الكيف، و22 كيلوغرامًا و800 غرام من مخدر الشيرا، بالإضافة إلى 237 كيلوغرامًا من التبغ المهرب، و8 لوحات ترقيم مزورة. كما أظهرت عملية تنقيط المشتبه فيهم الثلاثة بقاعدة بيانات الأمن الوطني، أنهم يشكّلون موضوع عدة مذكرات بحث على الصعيد الوطني، للاشتباه في تورطهم في قضايا مماثلة تتعلق بترويج المخدرات والمؤثرات العقلية. وقد تم إخضاع المشتبه فيهم للبحث القضائي الذي تُشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن باقي المتورطين المحتملين في هذا النشاط الإجرامي، ورصد ارتباطاتهم المفترضة بشبكات تهريب وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية.

مطالب تشديد العقوبات على حمل السلاح الأبيض واستخدامه في الجرائم
مطالب تشديد العقوبات على حمل السلاح الأبيض واستخدامه في الجرائم

أكادير 24

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • أكادير 24

مطالب تشديد العقوبات على حمل السلاح الأبيض واستخدامه في الجرائم

أكادير24 | Agadir24 طالب مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لتشديد العقوبات على حمل السلاح الأبيض واستخدامه في الاعتداء على الآخرين، وذلك في أعقاب الأحداث الإجرامية التي شهدتها عدة مناطق بالمملكة، مؤخرا. وأفاد هؤلاء بأن هذه الاعتداءات التي طالت المواطنين الأبرياء ورجال الأمن والدرك والسلطات المحلية، والتي تم توثيقها، أبرزت مخاطر انتشار ظاهرة حمل السلاح الأبيض واستخدامه في أعمال العنف والسطو وترويع الآمنين. ولفت ذات النشطاء إلى تفاقم الوضع مع ظهور ما يعرف بـ'القرقوبي' وانتشار عصابات مسلحة تعترض الطرقات وترفض الانصياع لرجال الأمن، مما دفع بالعديد من الأصوات الشعبية إلى إطلاق دعوات من أجل سن قوانين رادعة لتجفيف منابع هذه الظاهرة الخطيرة. ونبه هؤلاء إلى أن تصاعد الجرائم المسلحة وارتفاع حالات الاعتداء بالسلاح الأبيض (سكاكين، سيوف، وغيرها) في الأماكن العامة، خلق حالة من الرعب وعدم الاستقرار، خاصة في ظل تسجيل حالات سرقة مصحوبة بتهديد بالسلاح الأبيض، في المناطق النائية وحتى الحضرية. وأمام هذا الوضع، طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تشديد العقوبات على حمل واستخدام السلاح الأبيض في الاعتداءات، معتبرين أن خطورته لا تقل عن السلاح الناري في بعض الحالات. وفي سياق متصل، دعا هؤلاء إلى تعديل القانون الجنائي ليشمل عقوبات أشد على حمل السلاح الأبيض بدون مبرر مشروع، مع معاقبة المتورطين في جرائم باستخدامه بعقوبات تصل إلى السجن لسنوات طويلة، مع الرفع من العقوبة في حالة العود. ومن جهة أخرى، طالب ذات المتفاعلون مع الموضوع بتكثيف الحملات الأمنية لملاحقة حاملي الأسلحة البيضاء في الأماكن المشبوهة والأسواق العشوائية، و تشديد الرقابة على بيع الأسلحة البيضاء وربطها بتراخيص أمنية.

إنزكان.. توقيف 'مقرقب' هشم 15 سيارة
إنزكان.. توقيف 'مقرقب' هشم 15 سيارة

هبة بريس

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • هبة بريس

إنزكان.. توقيف 'مقرقب' هشم 15 سيارة

هبة بريس- انزكان أوقفت مصالح الشرطة القضائية لأمن إنزكان، صباح اليوم الاثنين 7 أبريل، شابًا في العشرينات من عمره، كان في حالة غير طبيعية، بعد أن ارتكب سلسلة من الأفعال الإجرامية في حي الدشيرة الجهادية التابع لعمالة إنزكان أيت ملول. الشاب الذي كان في حالة هيجان، تسبّب في تكسير زجاج 15 سيارة مركونة في الشارع، مستخدمًا أدوات حادة، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة، وأدى إلى حالة من الرعب بين سكان المنطقة. حسب مصادر أمنية، يرجّح أن يكون هذا السلوك ناتجًا عن تأثير المخدرات أو المواد المهلوسة التي كان يتعاطاها الجاني. وبعد تلقيها إخطار بالواقعة، سارعت دورية من الأمن إلى المكان، حيث تم توقيفه بعد محاصرته، ليتم نقله إلى مقر الشرطة من أجل التحقيق معه حول دوافع تصرفاته وأسباب اندفاعه بهذا الشكل العنيف. وقد فتحت النيابة العامة تحقيقًا شاملًا في الحادث لتوضيح جميع الملابسات المحيطة بالواقعة. هذا وقد عبّر العديد من المواطنين عن استيائهم من الحادث، مطالبين بضرورة الضرب بيد من حديد على مروجي حبوب الهلوسة على الشباب، حيت تنامت ظاهرة العنف بسبب انتشار ' القرقوبي'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store