
كتّاب يوثقون ملامح تطوّر القصة القصيرة
الرباط - «الخليج»
ضمن فعاليات الشارقة، ضيف شرف معرض الرباط الدولي للكتاب، نظمت هيئة الشارقة للكتاب جلسة أدبية بعنوان «شهادات سردية»، ناقش خلالها عدد من الكتّاب من دولة الإمارات والمغرب واقع القصة القصيرة وتحولاتها عبر العقود، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الأدبي والنقدي.
شارك في الجلسة التي أدارتها الكاتبة الإماراتية شيخة المطيري، الكاتبتان مريم الغفلي، ومريم ناصر من الإمارات، والكاتب المغربي عبد النبي دشين.
واستعرضت مريم الغفلي نشأة القصة القصيرة في الإمارات، مشيرةً إلى أن رواية الحكايات الشعبية مثل السيرة الهلالية وسيرة سيف بن ذي يزن شكّلت في بداياتها نواة السرد في المجتمع الإماراتي.
وتحدثت الغفلي عن الأسماء المؤسسة لفن القصة القصيرة الإماراتية، وأكدت أن القصة الإماراتية مرت بثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الاتحاد، التي تأثرت بالتيار العربي العام، ومرحلة ما بعد الاتحاد، التي التفتت إلى القضايا المحلية، ومرحلة الحداثة بعد التسعينات، حيث شهدت القصة تطوراً يواكب التحولات العالمية.
من جانبه، استهل عبد النبي دشين مداخلته بقراءة نص شعري قصصي حول تجربة المرأة الكاتبة في الإمارات، قبل أن يستعرض مسيرة تطور القصة القصيرة في المغرب، والتي تعود بداياتها إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث تناولت النصوص الأولى قضايا الهم الوطني، قبل أن تتجه في السبعينيات نحو تكسير البنى التقليدية والتماهي مع الفنون الأخرى كالسينما والفنون التشكيلية. أما الكاتبة مريم ناصر، فتناولت الصعوبات الفنية المرتبطة بكتابة القصة القصيرة، معتبرةً إياها من أصعب أشكال الإبداع الأدبي، وأكدت أن القصة القصيرة تحتاج إلى مهارة عالية في اختيار الكلمات وتكثيف المعنى، مستشهدة بقول ماركيز في كتابه «رائحة الجوافة»: «لا تحضر مسماراً إلى قصتك إذا لم تكن تستخدمه».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
«ألف ليلة وليلة».. حكايات ساحرة تعبر الأزمنة
هزاع أبوالريش يحتفي «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، في دورته الـ 34 لهذا العام بكتاب «ألف ليلة وليلة»، الكتاب الذي ألهم المثقفين والمفكرين والكتّاب وصنّاع الأفلام والفنانين في جميع أنحاء العالم، بقصصه وتفاصيله وفصوله، التي نُقلت وعُرضت عبر وسائط إعلامية متنوعة، مما ترك تأثيراً عميقاً في وجدان القراء وفي الأدب الإنساني العالمي، وهذا الاحتفاء يراه كُتّاب ونقاد تحدثوا لـ«الاتحاد» احتفاء مستحقاً لما يحمله من دلالات ورمزية، كما يعكس النهج الأصيل لـ «معرض أبوظبي للكتاب» في الإضاءات الكبرى التي يقدمها على الشخصيات الأدبية والفكرية والمؤلفات الخالدة. بدايةً، قالت الشاعرة شيخة المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية بمركز جمعة الماجد: «كتاب ألف ليلة وليلة يعد جزءاً أصيلاً من الذاكرة الإنسانية، ومن يتعمق في القراءة بمضامينه سيدرك تشعبات الحياة ودروب البحث عن الحقيقة الوجدانية المرتبطة بهذا المؤلف. ومن المنطلق التاريخي للكتاب تتأكد لنا معلومة واضحة، وهي أنه وبعد مُضيّ هذه القرون التي حملت الكتاب لنا مازال يفتح صفحاته على امتداد تاريخ القراءة والبحث، ويجدد الحوارات بين المثقفين، ويستند إلى يقين كبير بأهميته التاريخية والأدبية». مؤكدة، أن الحكاية لا تصيبها الشيخوخة، لكنها تعيش مع كل الأزمنة، والاحتفاء بهذا الإرث يأخذنا نحو البحث عن مخطوطاته وطبعاته لسرد حضوره في المكتبة، إضافة إلى أعمال الترجمة وقضايا النقد والأدب، فهنيئاً للقائمين على هذا المحفل الثقافي الدولي الكبير. عوالم سحرية تبيّن الكاتبة مريم سلطان المزروعي، باحثة في التراث، أنّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب حقق نجاحات عالمية، ويعتبر من المعارض الناجحة على صُعُد مختلفة، من خلال ما يقدمه للكتاب والمثقفين ولجميع أفراد المجتمع من إضافات إبداعية للساحة الثقافية، التي تأتي من خلال تعزيز المهارات وترسيخ الإبداع، وتخصيص كتاب «ألف ليلة وليلة» يعتبر نوعاً من تسليط الضوء على ثراء هذا التراث السردي، الذي حمل في طياته العديد من الأساطير والحكايات الخرافية وقصص الحب والتضحية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان، وتضيف: «استُخدمت قصصه عبر القرون الماضية، وكانت سبباً في استلهام الأدباء والفلاسفة لموضوعات عدة مشابهة، وعلاقتي بهذا الكتاب ارتبطت منذ طفولتي، حيث كانت حكايات ألف ليلة وليلة تأسر خيالي بشخصياتها وأبطالها، وفتحت أمامي أبواب عوالم سحرية لا حدود لها. كنت أقرأ وأستمتع بالحكايات كأنني أعيش بين أبطالها. صوت الحكايات شكل لي أجمل لحظات طفولتي، ونقلتني من عالمي الصغير إلى مدن بعيدة وقصور مليئة بالأسرار والعجائب». ذاكرة كونية من جهتها، تقول الكاتبة والناقدة سحر الزارعي: «حين يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب بـ «ألف ليلة وليلة»، فإنه لا يكرّم كتاباً بقدر ما يوقظ ذاكرةً كونية، ويستدعي أرشيفاً من الحكمة المسافرة في الزمن. هذا العمل ليس أثراً وإرثاً أدبياً فحسب، بل هو طقس من طقوس البقاء، ونموذج لصراع الإنسان مع المجهول، وانتصاره بالحكاية على الفناء. «ألف ليلة وليلة»، هو فضاء تتكاثر فيه العوالم، وتتماهى الأزمنة، ويصبح الخيال أداةً فلسفية لفهم العمق الإنساني، وهو كتاب لا يقرأ فحسب، وإنما يُصغى إليه، كأن الليل نفسه يتحول إلى مسرحٍ للحكمة، تنزل فيه الحكاية من عليائها، لا لتسلّي، بل لتفكّك المعنى وتعيد تركيبه. وإعادة تسليط الضوء على هذا الأثر في دورة هذا العام للمعرض، هي بمثابة تذكير بأن الهوية الثقافية لا تُستحضَر بالماضي كأثرٍ ساكن، بل كنبضٍ مستمر يعيد تشكيل الحاضر، وتبدو الحكاية، كما علّمتنا شهرزاد، ليست نهاية… بل هي بداية دائمة». الفكر الإبداعي يقول الكاتب محمد الجوكر: «تمثل العاصمة أبوظبي اليوم منبراً للثقافة والمعرفة والتطور الإبداع والتألق الفكري في مجال الابتكار الذي تشهده الدولة، وخاصة في عاصمتنا الحبيبة التي ستخطف الأنظار والأجواء خلال الأيام القادمة ضمن استراتيجياتها الموضوعة وأهدافها المجتمعية في بناء أساسيات ثقافية من قرى ومتاحف ومجمعات جاءت مواكبة لرؤى القيادة الرشيدة، ولا شك أن هذا المحفل الثقافي، معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يعكس جزءاً مهماً من توجهات المعنيين في المجال الثقافي، والذين يصيغون المشهد الإبداعي ببراعة واحترافية عالية المحتوى والمضمون، تماشياً مع الأفكار التي تخدم وجدانية الإنسان وتعزز من ذاكرته لأن يكون ضمن قالب الفكر الإبداعي، وأن يكون شريكاً في تداعيات الإلهام الذي يضفي للحياة والإنسانية». مشيراً إلى أن هذا الحضور الثقافي، وخاصة بتبني مثل هذه الأفكار والاحتفاء بمثل هذه المؤلفات والإصدارات الخالدة التي تسكن في ذاكرة الإنسان، ليس إلا تعبيراً واضحاً وصريحاً على مدى أهمية الكتاب وتأثيره. مصدر إلهام وقال الكاتب عبدالله محمد السبب: «كتاب «ألف ليلة وليلة»، كتابٌ سردي بلغة نثرية شعرية ساحرة، يتوارثه العالم أباً عن جد، وجيلاً بعد جيل.. ألف حكاية وحكاية، فيها من الخيال ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على بال بشر. كتابٌ ألهم العالم منذ مئات السنين، لا يُعرف له موطن واحد، ولا مؤلف وحيد، حتى قيل بأن بعض القصص مثل قصة «علاء الدين والمصباح السحري»، و«علي بابا والأربعين حرامي»، و«رحلات السندباد البحري»، إنما هي مستقلة بذاتها في بادئ الأمر، ومن ثم أضيفت إلى كتاب (ألف ليلة وليلة)، الذي تولّدت منه كتب وكتب على غرار حكاياته، وعلى نهج غرائبيات تلك الحكايات.. فتجد في كل بلد حكايات تراثية شعبية مستنبطة من حكايات ألف ليلة وليلة، فكانت مصدر إلهام للرواة الشعبيين، وكُتّاب القصص، ومختلف الفنون البصرية، وحتى الكُتّاب المسرحيين، والفنانين التشكيليين». ترسيخ الهوية وتقول الكاتبة لطيفة أيوب الحوسني: «نحن اليوم بحاجة مثل هذه الجهود من المعنيين على الثقافة والدور الكبير في ترسيخ الهوية الإنسانية، وأن تكون الذاكرة الثقافية جزءاً أساسياً ورئيساً من بناء الإنسان في تصالحه مع الحياة والآخر. ولا نستطيع أن نرجع الإنسان لإنسانيته وكينونته وصيرورته إلا من خلال الحراك الثقافي، الأدبي المختزل في ثنايا النفس، وإشعال قريحة الفكرة الإنسانية من موارد الإلهام الذي يفتح أمامه الآفاق الواسعة لأن يرى ذاته، ويشعر بقيمة نفسه، وما تربى عليه». مختتمة: «هذا الكتاب يعتبر جزءاً من ذاكرة الطفولة، ومكاناً لعودة الإنسان، والرجوع إلى بصيرته، والنظر عن كثب عن تفاصيل جمالية الحياة بشفافيتها وعفويتها وأناقتها ولباقتها في تعزيز الأفكار والمفردات لصياغة مشهد طفولي رائع يسرد تلك القيم الأصيلة والمعاني النبيلة التي تقدم الرسالة المعرفية على أكمل وجه».


صحيفة الخليج
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- صحيفة الخليج
كتّاب يوثقون ملامح تطوّر القصة القصيرة
الرباط - «الخليج» ضمن فعاليات الشارقة، ضيف شرف معرض الرباط الدولي للكتاب، نظمت هيئة الشارقة للكتاب جلسة أدبية بعنوان «شهادات سردية»، ناقش خلالها عدد من الكتّاب من دولة الإمارات والمغرب واقع القصة القصيرة وتحولاتها عبر العقود، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الأدبي والنقدي. شارك في الجلسة التي أدارتها الكاتبة الإماراتية شيخة المطيري، الكاتبتان مريم الغفلي، ومريم ناصر من الإمارات، والكاتب المغربي عبد النبي دشين. واستعرضت مريم الغفلي نشأة القصة القصيرة في الإمارات، مشيرةً إلى أن رواية الحكايات الشعبية مثل السيرة الهلالية وسيرة سيف بن ذي يزن شكّلت في بداياتها نواة السرد في المجتمع الإماراتي. وتحدثت الغفلي عن الأسماء المؤسسة لفن القصة القصيرة الإماراتية، وأكدت أن القصة الإماراتية مرت بثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الاتحاد، التي تأثرت بالتيار العربي العام، ومرحلة ما بعد الاتحاد، التي التفتت إلى القضايا المحلية، ومرحلة الحداثة بعد التسعينات، حيث شهدت القصة تطوراً يواكب التحولات العالمية. من جانبه، استهل عبد النبي دشين مداخلته بقراءة نص شعري قصصي حول تجربة المرأة الكاتبة في الإمارات، قبل أن يستعرض مسيرة تطور القصة القصيرة في المغرب، والتي تعود بداياتها إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث تناولت النصوص الأولى قضايا الهم الوطني، قبل أن تتجه في السبعينيات نحو تكسير البنى التقليدية والتماهي مع الفنون الأخرى كالسينما والفنون التشكيلية. أما الكاتبة مريم ناصر، فتناولت الصعوبات الفنية المرتبطة بكتابة القصة القصيرة، معتبرةً إياها من أصعب أشكال الإبداع الأدبي، وأكدت أن القصة القصيرة تحتاج إلى مهارة عالية في اختيار الكلمات وتكثيف المعنى، مستشهدة بقول ماركيز في كتابه «رائحة الجوافة»: «لا تحضر مسماراً إلى قصتك إذا لم تكن تستخدمه».


البيان
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- البيان
كتّاب من الإمارات والمغرب يوثقون ملامح تطوّر القصة القصيرة
ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، نظمت هيئة الشارقة للكتاب جلسة أدبية بعنوان «شهادات سردية»، ناقش خلالها عدد من الكتّاب من دولة الإمارات والمغرب واقع القصة القصيرة وتحولاتها عبر العقود، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الأدبي والنقدي. وشارك في الجلسة التي أدارتها الكاتبة الإماراتية شيخة المطيري، الكاتبتان مريم الغفلي، ومريم ناصر من دولة الإمارات العربية المتحدة، والكاتب المغربي عبد النبي دشين. واستعرضت الكاتبة مريم الغفلي نشأة القصة القصيرة في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن رواية الحكايات الشعبية مثل السيرة الهلالية وسيرة سيف بن ذي يزن شكّلت في بداياتها نواة السرد في المجتمع الإماراتي. وتحدثت الغفلي عن الأسماء المؤسسة لفن القصة القصيرة الإماراتية، مثل عبدالعزيز الشرهان، وعلي عبدالله، وعبدالرضا السجواني، ومحمد المر الذي يعد «عرّاب القصة الإماراتية». وأكدت الغفلي أن القصة الإماراتية مرت بثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الاتحاد، التي تأثرت بالتيار العربي العام؛ ومرحلة ما بعد الاتحاد، التي التفتت إلى القضايا المحلية؛ ومرحلة الحداثة بعد التسعينيات، حيث شهدت القصة تطوراً يواكب التحولات العالمية، مشددة أن القصة القصيرة الإماراتية «بدأت من حيث انتهى الآخرون»، في تأكيد على نضجها السردي المبكر. من جانبه، استهل الكاتب المغربي عبد النبي دشين مداخلته بقراءة نص شعري قصصي حول تجربة المرأة الكاتبة في الإمارات، قبل أن يستعرض مسيرة تطور القصة القصيرة في المغرب، والتي تعود بداياتها إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث تناولت النصوص الأولى قضايا الهم الوطني، قبل أن تتجه في السبعينيات نحو تكسير البنى التقليدية والتماهي مع الفنون الأخرى كالسينما والفنون التشكيلية. وأشار دشين إلى أن استلهام التراث العربي كان ولا يزال توجهاً بارزاً في السرد المغربي، موضحاً أن الحكاية الشفاهية شكلت «تمريناً طبيعياً على التخييل»، الذي يمثل جوهر العملية الإبداعية في الأدب القصصي. أما الكاتبة مريم ناصر، فتناولت الصعوبات الفنية المرتبطة بكتابة القصة القصيرة، معتبرة إياها من أصعب أشكال الإبداع الأدبي، وأكدت أن القصة القصيرة تحتاج إلى مهارة عالية في اختيار الكلمات وتكثيف المعنى، مستشهدة بقول ماركيز في كتابه «رائحة الجوافة»: «لا تحضر مسماراً إلى قصتك إذا لم تكن تستخدمه». وأشارت إلى أن القصة الومضة تتسم بقدرتها على إتاحة فرص متعددة للتأويل، ما يجعلها مساحة خصبة للتجريب الفني، كما لفتت إلى أن عبدالله صقر كان أول من أصدر مجموعة قصصية قصيرة في دولة الإمارات بعنوان «الخشبة». وفي حديثها عن توظيف التراث، أكدت ناصر أن استحضار الحكايات والخرافات الشعبية في النص القصصي ينبع من رغبة الكتّاب في الحفاظ على الذاكرة الثقافية، ومقاومة اندثار الموروث الشفاهي الذي شكّل وجدان المجتمعات العربية.