logo
'عرس بغل' في أرض فلسطين

'عرس بغل' في أرض فلسطين

الشروقمنذ 20 ساعات

نستسمح كاتبنا الكبير الراحل طاهر وطار، في استنساخ عنوان روايته الشهيرة 'عرس بغل'، لوصف ما سيحدث هذا الأسبوع على أرض فلسطين المحتلة، إذ قرر أكبر إرهابي عرفته البشرية نتنياهو، إقامة عرس ابنه الأصغر، على أرض فلسطين، في قلب النار، غير محترم، كما كان حاله دائما لآلاف الضحايا والباكين والمكلومين والميتّمين من أبناء غزة، وحتى جنوده الذين مازالوا برغم مرور 20 شهرا من العدوان على أبناء فلسطين، يسقطون قتلى على أيدي أبطال القسّام وسرايا القدس.
'عرس البغل الصهيوني' سيقام وسط إجراءات أمنية مشددة، وإغلاق كامل للمجال الجوي على مدار عشر ساعات في مدينة تل أبيب، وسبق للإسرائيليين وأن تظاهروا رفضا لفرح عائلة نتنياهو، وسط أحزان عائلات الجنود المقتولين برصاص أبطال المقاومة، وخوف عائلات الأسرى، الذين ضحى نتنياهو بأبنائهم لأجل فرح ابنه، فتمّ تأجيل العرس عدة مرات، إلى أن اطمأن أكبر إرهابي في التاريخ، لحدود دولته المزعومة التي لن تعبر منها قطرة ماء ولا حفنة قمح للمعذبين والجائعين، ومن وفاء عربان المنطقة لمخططات إبادة أبناء غزة، ومن ضعف شوكة المقاومة غير الفلسطينية التي كانت تساند المقاومة؛ فأغلق الجو والبحر والبرّ في وجه كل من تسوّل له نفسه مساعدة أبناء غزة، وقرّر إقامة العرس وتعاطي نخب الفرح، وأبناء فلسطين يتجرَّعون كأس العذاب، بل كأس الموت.
إلى هنا لا يبدو الحدث مفاجئا، فقد تعوّد الطغاة على السُّكر على جثث ضحاياهم، والرقص والاحتفال على أنقاض المجازر، لكنهم في الحالة الصهيونية الإرهابية الحديثة، صار يقاسمهم النخب بعضُ أهالي الضحايا، إذ ذكرت وسائل إعلام صهيونية وصول تهاني لعائلة نتنياهو من أمراء عرب، ومن سمّتهم 'أصدقاء' الدولة العبرية من الأمة العربية، منتظرين دعوة لحضور حفل زفاف الابن الأصغر لنتنياهو، الذي سيفرح ويفرحون بعرسه، وأبناء فلسطين يُبادون في أكبر محرقة عرفتها البشرية.
لا أحد تصوّر أن تصل جرأة الصهاينة على الدم والشرف العربي إلى هذا الحدّ، فقد تعوّدوا إنهاء حروبهم في أقرب الآجال وفي أيام معدودات، حتى وهم في حالة انتصار، ولكنهم هذه المرة تزوّدوا بالصمت وبتكاثر 'البغال' حول بغلهم الكبير، في محاولة لقبر ما تبقى من جِياد وفحولة، على وجه الأرض وليس على أرض العرب فقط.
لقد اختار الروائي الراحل طاهر وطار بدقة عنوان مؤلفه الناجح 'عرس بغل'، ليقول للناس إن لا عُرس للبغال، لأن هذا الكائن الهجين الناتج من تزاوج ما بين أنثى الحصان وذكر الحمار، لا فحولة له، بسبب الاختلاف في الكروموزومات بين الحمير والأحصنة، فتوقف عرس البغل عند العرس فقط، أما الفحولة والذرية فلن تكون.
وإعلان عرس البغل الصهيوني وتهاني بغال المنطقة وحضورهم عرس البغل، لن يُنجب شيئا، بينما فرسان الفحولة والمقاومة سينجبون الفحول سواء انتصروا أو استُشهدوا.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باتنة: عودة أول فوج من الحجاج عبر مطار الشهيد مصطفى بن بولعيد الدولي
باتنة: عودة أول فوج من الحجاج عبر مطار الشهيد مصطفى بن بولعيد الدولي

جزايرس

timeمنذ 19 دقائق

  • جزايرس

باتنة: عودة أول فوج من الحجاج عبر مطار الشهيد مصطفى بن بولعيد الدولي

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وكان في استقبال الحجاج الميامين والي الولاية, محمد بن مالك, مرفوقا بأعضاء اللجنة الأمنية إلى جانب مديري الشؤون الدينية والأوقاف والنقل وممثلين عن القطاعات المعنية على غرار الجمارك والحماية و إدارة المطار والمصالح الطبية والهلال الأحمر الجزائري. وكان على متن هذه الرحلة القادمة من مطار جدة (المملكة العربية السعودية) 249 حاجا وحاجة, تم استقبالهم في ظروف تنظيمية محكمة والتكفل التام بهم من طرف الهيئات المعنية التي سخرت كل الإمكانات المادية والبشرية واللوجستية لضمان عودة آمنة ومريحة للحجاج.وعبر بعض الحجاج الذين عادوا عبر هذه الرحلة, في تصريحاتهم لوأج, عن ارتياحهم للتسهيلات التي قدمت لهم خلال رحلتي الذهاب والعودة, مثمنين بالمناسبة جودة الخدمات التي استفادوا منها وحسن التكفل بهم طوال فترة إقامتهم بالبقاع المقدسة. يذكر أن عدد رحلات الحج التي برمجت من مطار الشهيد مصطفى بن بولعيد الدولي بلغت هذه السنة 11 رحلة بإجمالي 2.680 حاجا وحاجة من ولايات باتنة وخنشلة وبسكرة وأولاد جلال أي بزيادة رحلتين اثنتين عن الموسم الفارط.

أي هجوم أو تهديد للمنشآت النووية يعد "انتهاكا للقانون الدولي
أي هجوم أو تهديد للمنشآت النووية يعد "انتهاكا للقانون الدولي

جزايرس

timeمنذ 19 دقائق

  • جزايرس

أي هجوم أو تهديد للمنشآت النووية يعد "انتهاكا للقانون الدولي

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية : أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية, رافائيل غروسي أن أي هجوم مسلح أو تهديد للمنشآت النووية المخصصة للأغراض السلمية يعد "انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والنظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقال غروسي, في اجتماع طارئ لمجلس الأمن, "أؤكد مجددا أن أي عمل عسكري يعرض سلامة وأمن المنشآت النووية للخطر له عواقب وخيمة على شعب إيران والمنطقة وخارجها", داعيا الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بعد الهجمات الصهيونية على إيران.واضاف غروسي إنه لا يجب مهاجمة المنشآت النووية مطلقا دون النظر إلى السياق أو الظروف, لتجنب تعرض الناس والبيئة للخطر, مؤكدا أن مثل هذه الهجمات لها آثار خطيرة على السلامة والأمن النوويين والضمانات النووية, إلى جانب تداعياتها على السلام والأمن الإقليميين والدوليين. وقال ذات المسؤول أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تواصل مراقبة الوضع عن كثب, لافتا إلى أن مركز الحوادث والطوارئ التابع لها يحافظ على تواصل مستمر مع السلطات الإيرانية منذ بداية الهجوم. وفي السياق ذاته, أوضح غروسي أن الوكالة شكلت فرقة عمل لمراقبة الوضع عن كثب خلال الأيام القليلة القادمة, مؤكدا في الوقت نفسه, أن الوكالة على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة الفنية, وتظل ملتزمة بتفويضها المتعلق بالسلامة والأمن النوويين والضمانات النووية في جميع الظروف وهي على اتصال دائم بمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية للتأكد من وضع المنشآت النووية ذات الصلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store