
مهرجان سان ريمو للموسيقى يطفئ شمعته ال75.. ما سرّ نجاحه وشعبيته في أوساط الإيطاليين؟
ورغم السنين الطويلة، لا يزال المهرجان يحتفظ بجاذبيته، متفوقًا على غيره من الفعاليات الترفيهية الإيطالية، ليس فقط من حيث الشعبية، ولكن أيضًا من حيث الجودة والعوائد المالية الهائلة التي يحققها للتلفزيون العام الإيطالي كل عام في منتصف فبراير.
أصبح سان ريمو تقليدًا محببًا لدى الجمهور الإيطالي، بل وامتدت شعبيته إلى جمهور عالمي متزايد. ويجد عشاق المهرجان متعة متجددة في عروضه إذ يبعث على البهجة، ويشجع على التواصل، ويوقظ الحنين إلى الماضي، ويحظى بنسبة مشاهدة كبيرة على التلفزيون.
ومنذ انطلاقته عام 1951 في قاعة كازينو سان ريمو، شهد المهرجان تطورات كبيرة. إذ لم يكن هناك بث تلفزيوني مباشر في البداية، وكان مجرد عرض ترفيهي للمقامرين. ولكن بحلول عام 1955، دخل سان ريمو بيوت الإيطاليين عبر شاشات التلفزيون، وحقق نجاحًا ساحقًا، مما أدى إلى بثه عبر شبكة يوروفيجن بعد ثلاث سنوات. وفي عام 1977، انتقل الحدث إلى مسرح أريستون، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الإيطالية.
لكن المهرجان لم يكن دائمًا في أوج مجده. فقد واجه أزمة حادة في أوائل الألفية الجديدة، حيث اعتبره الجمهور الشاب موضة قديمة، بينما تراجعت شعبيته مع ظهور أشكال ترفيهية أخرى. إلا أن عودة إيطاليا إلى مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن عام 2011 أعادت الاهتمام بالمهرجان، وشجعت شركات الإنتاج والفنانين على المشاركة فيه، مما أضفى عليه روحًا جديدة.
كما تطور الطرح الموسيقي في المهرجان ليمنح الفنانين الشباب فرصة للظهور إلى جانب الأسماء الكبيرة. ومع مرور السنوات، تحول سان ريمو إلى حدث متعدد الوسائط يواكب العصر، ويحقق نسب مشاهدة قياسية، ويتصدر قوائم الأغاني على منصات البث الرقمي.
ولم يقتصر نجاح المهرجان على الجانب الفني فحسب، بل انعكس أيضًا على الاقتصاد الإيطالي، حيث أصبحت إيراداته مصدرًا حيويًا للتلفزيون الحكومي. ففي عام 2024، حقق سان ريمو أكثر من 60 مليون يورو من الإعلانات، ومن المتوقع أن تصل العائدات إلى 67 مليون يورو في 2025.
وفي ظل التحديات التي يواجهها التلفزيون الحكومي بمختلف قنواته، يبقى المهرجان إحدى نقاط قوته.
ويعد سان ريمو مرآة للمجتمع الإيطالي إذ يعكس تطوراته وتحولاته الثقافية والاجتماعية. فالمواقف التي كانت مثيرة للجدل في الماضي أصبحت اليوم جزءًا من الخطاب العام، مما يدل على تطور الوعي الجماعي. فهو الحدث الذي يجمع الإيطاليين سنويًا، للاستمتاع بالموسيقى ولخوض النقاشات والجدالات، التي تمثل جزءًا أصيلًا من الهوية الإيطالية.
يذكر المهرجان الإيطاليين كل عام بسمة أساسية من سمات هويتهم الوطنية. فعلى الرغم من تاريخها الممتد لآلاف السنين، تعتبر إيطاليا واحدة من أحدث بلدان القارة العجوز، وشعبها ليس متجانسًا على الإطلاق، لكنه 'متحدّ في تنوعه'. وبالتالي فإن سان ريمو يمثل تاريخ إيطاليا، ولكنه أيضاً تاريخ أوروبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 4 أيام
- فرانس 24
سانشيز يطالب باستبعاد إسرائيل من يوروفيجن بسبب الحرب في غزة
طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الإثنين باستبعاد إسرائيل من المشاركة في الفعاليات الثقافية الدولية البارزة، وعلى رأسها مسابقة الأغنية الأوروبية " يوروفيجن". وقد استند سانشيز في هذا الطلب إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، معتبرا أن السماح لإسرائيل بالمشاركة في مثل هذه المحافل يتعارض مع القرارات التي اتخذت سابقا بحق دول أخرى في سياقات مماثلة. وأشار تحديدا إلى قرار استبعاد روسيا من فعاليات دولية عقب غزوها لأوكرانيا، مؤكدا على ضرورة تطبيق نفس المعايير على إسرائيل. ازدواجية المعايير أمر غير مقبول وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحافي عُقد في مدريد، أكد سانشيز، المعروف بمواقفه المنتقدة للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على مدى سنوات طويلة، على أن قبول ازدواجية المعايير في المجال الثقافي أمر غير مقبول بتاتا. وأوضح أن الحجة التي استند إليها في مطالبته تأتي من مبدأ المساواة في التعامل مع الدول في المحافل الدولية، بغض النظر عن قوتها أو نفوذها. وأضاف سانشيز قائلا: "لم يكن الأمر مفاجئا لأحد قبل ثلاث سنوات عندما طُلب من روسيا الانسحاب من المسابقات الدولية عقب غزوها لأوكرانيا، ومُنعِت من المشاركة، على سبيل المثال، في مسابقة يوروفيجن. بناء على هذا المنطق، لا ينبغي لإسرائيل أن تشارك أيضا في هذه المسابقات في ظل الظروف الحالية". وحتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الإسرائيلية ردا على طلب وكالة رويترز للتعليق على تصريحات رئيس الوزراء الإسباني. جدل يوروفيجن الذي لا ينتهي وسياق الحرب في غزة يُذكر أن مسابقة الأغنية الأوروبية " يوروفيجن" قد شهدت جدلا واسعا خلال نهائيات هذا العام التي أقيمت في مدينة بازل السويسرية. وعلى الرغم من تأكيد القائمين على المسابقة على حيادها السياسي، إلا أن الحرب الدائرة في غزة ألقت بظلالها على الحدث. فقد فاز في المسابقة المغني النمساوي "جي جي"، بينما حصلت المشاركة الإسرائيلية يوفال رافائيل على جائزة التصويت عن بُعد من الجمهور. وقد رافقت مشاركة إسرائيل في المسابقة دعوات متزايدة من جماعات مؤيدة للفلسطينيين طالبت اتحاد البث الأوروبي باستبعاد إسرائيل بسبب العمليات العسكرية في غزة، والتي أسفرت، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة، عن مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني منذ هجوم حركة حماس عبر الحدود في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أودى بحياة حوالي 1200 شخص وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. وقد تصاعدت حدة هذه الدعوات تزامنا مع استمرار وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.


يورو نيوز
منذ 5 أيام
- يورو نيوز
يوروفيجن 2025: النمساوي جيه جيه يحصد اللقب بأغنية "الحب الضائع"
في واحدة من أكثر نسخ مسابقة "يوروفيجن" للأغنية الأوروبية إثارةً للجدل السياسي بسبب مشاركة إسرائيل، فازت النمسا بلقب عام 2025 عبر المغني الشاب "جاي جاي" (JJ والاسم الحقيقي: يوهانس بيتش، 24 عامًا)، بأغنيته الممزوجة بين البوب والأوبرا بعنوان Wasted Love. جاء إعلان النتائج مشوقًا حتى اللحظة الأخيرة، حيث تصدرت إسرائيل الترتيب حتى المرحلة النهائية من التصويت، قبل أن تتراجع إلى المركز الثاني، تليها إستونيا في المركز الثالث. وهذه هي المرة الثالثة التي تفوز فيها النمسا بالمسابقة، بعد انتصارات سابقة في عامي 1966 و2014. وتُعد النمسا أيضًا صاحبة الرقم القياسي لأطول فترة بين فوزين، إذ انتظرت 48 عامًا بين أول انتصار لها والثاني. في مقابلة مع قناة Euronews، أوضح JJ أن أغنيته تتمحور حول الحب من طرف واحد والبحث عن القوة من خلال المشاعر المؤلمة، قائلاً: "الأغنية حزينة نوعًا ما، لكنها في جوهرها تدعو للأمل. دائمًا هناك نور في نهاية النفق. حتى الفترات السيئة القصيرة يمكن تجاوزها، فالأمر لا يكون أبدًا نهاية العالم. دائمًا هناك بصيص أمل، فالأمل هو آخر ما يموت." وشهدت المسابقة مشاركة 26 متسابقًا، مع رقم قياسي في استخدام المتسابقين للغتهم الأم أثناء الأداء، ما جعلها النسخة الأكثر تنوعًا لغويًا منذ عام 1999. ورغم أن شعار المسابقة لهذا العام كان "الوحدة"، فقد خيّم الجدل السياسي على الأجواء بسبب مشاركة إسرائيل، ما أدى إلى تنظيم مظاهرات مؤيدة لفلسطين خارج مقر الحدث، إضافةً إلى توقيع أكثر من 70 متسابقًا سابقًا على رسالة مفتوحة تطالب باستبعاد إسرائيل وهيئة البث الوطنية "كان" من المسابقة. كما أثارت مشاركة مالطا جدلًا بدورها، بسبب كلمات أغنية المتسابقة ميريانا كونتي، ما دفعها إلى إصدار نسخة معدّلة من أغنيتها Kant استجابةً للانتقادات. ورغم كل الجدل، كان الحفل احتفالًا بالموسيقى على طراز يوروفيجن المعتاد، بين أغاني البوب العاصفة، والأناشيد، وعروض مسرحية مبهرة تجاوزت التوقعات من حيث الابتكار والخصوصية، لتجعل نسخة 2025 واحدة من أكثر النسخ تميزًا.


فرانس 24
منذ 5 أيام
- فرانس 24
يوروفيجن: النمسا تفوز بالمسابقة الغنائية الأوروبية وفرنسا تحل في المركز السابع
منحت أغنية "واستد لوف"للمغني جاي جاي النمسا المركز الأول في مسابقة يوروفيجن للعام 2025 مساء السبت في مدينة بازل السويسرية. وحصل جاي جاي، واسمه الحقيقي يوهانس بييتش، على 436 نقطة عن هذه الأغنية التي تروي كلماتها تجربة حب من جانب واحد. "لننشر الحب..." وقال الفنان النمساوي-الفلبيني البالغ 24 عاما حاملا كأس المسابقة على المسرح في سانكت ياكوبشاله "هذا يتجاوز أكثر أحلامي جنونا. هذا جنون".. وأنهى المغني السباق متقدما على الإسرائيلية يوفال رافائيل (357 نقطة) في المرتبة الثانية، والإستوني تومي كاش (356 نقطة) في المركز الثالث. وقال الفائز خلال مؤتمر صحافي لاحق "لننشر الحب وننسى الحقد والكراهية، ولننشط ونسمع صوتنا. استمروا في النضال في سبيل قناعاتكم وانشروا الحب". ويعد هذا الفوز الأول للنمسا في مسابقة يورفيجن منذ 11 عاما عندما حصد اللقب الفنان الملتحي كونشيتا فورست المتشبه بالنساء. وخلال المسابقة، قدم المتسابق النمساوي سينوغرافيا متقنة، مستفيدا من إمكانات المسرح عالي التقنية الذي شهد عروضا زاخرة بالإبهار البصري. وبفضل فوز جاي جاي، ستكون النمسا مضيفة المسابقة العام المقبل. وقد بدت البلاد فخورة بإرسال مغني كاونترتينور إلى بازل، في تذكير بأهمية الموسيقى الكلاسيكية بفيينا، حيث سارع المستشار المحافظ كريستيان ستوكر إلى الإشادة بـ"الإنجاز الرائع" الذي حققه جاي جاي. "الأمل والتضامن" هذا، وحلت المغنية الإسرائيلية يوفال رافائيل، الناجية من هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع أغنيتها "New Day Will Rise" ("يوم جديد سيشرق")، في المركز الثاني، مدفوعة بتصويت قوي من الجمهور. وقالت الفنانة البالغة 24 عاما، والتي نجت بعد أن تظاهرت بأنها ميتة تحت كومة من الجثث أثناء الهجوم الذي نفذته حركة حماس، إنها أرادت من خلال أغنيتها توجيه رسالة عالمية من أجل "الأمل والتضامن". ورغم الدعوات لمقاطعة إسرائيل، سجلت شعبية الفنانة الشابة نموا مطردا خلال الأسابيع الماضية. وقد جرت مقاطعة أداء الفنانة مرات عدة خلال العرض. وبينما كانت تغني في الحفلة النهائية، حاول ثلاثة متفرجين اختراق الحواجز للوصول إلى المسرح، لكن أوقفوهم عناصر الأمن. كما وقعت اشتباكات قصيرة بين الشرطة وبضع مئات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مساء السبت في شوارع بازل، رغم أن التعبئة ضد الحرب في غزة لم تكن بالقوة نفسها كما في نسخة العام الماضي التي استضافتها مدينة مالمو السويدية. وبعدما كانت الأوفر حظا للفوز بالمسابقة وفق مكاتب المراهنات خلال الأشهر الأخيرة، حلت فرقة "كاي" KAJ الفنلندية التي كانت تتنافس باسم السويد في المركز الرابع بـ321 نقطة، مع أغنية فكاهية تمحورت حول حمامات الساونا. أما المغنية لوان التي مثّلت فرنسا فحلّت بالمركز السابع، ما أثار خيبة أمل لدى المشجعين الفرنسيين. ويعود آخر فوز لفرنسا في المسابقة الغنائية الأوروبية إلى سنة 1977. ديون تغيب عن العرض وصوت ملايين المشاهدين حول العالم على مدار ساعات للمرشحين الـ26 الذين شاركوا في المواجهة النهائية لمسابقة يوروفيجن. ورغم مرور 69 عاما على إطلاقها، حافظت المسابقة الغنائية هذا العام مجددا على المزيج الفريد الذي يشكّل أساس نجاحها، بين الموسيقى والبهرجة وأجواء المنافسة المحتدمة والتقنيات العالية. لكن شعر بعض المتابعين بخيبة أمل بسبب غياب سيلين ديون. فعلى الرغم من التكهنات الكثيرة حول إطلالة محتملة للمغنية الشهيرة التي تعاني من مرض في المناعة الذاتية، اضطر الجمهور إلى الاكتفاء بمقطع فيديو نُشر الثلاثاء أعربت فيه عن امتنانها للمسابقة التي فازت بها في العام 1988 باسم سويسرا، ما أطلق مسيرتها الغنائية الدولية. وتأسف المنظمون بعد الأمسية النهائية "لأنه لم يكن من الممكن في النهاية إدراجها ضمن العرض".