
المدرب أبو عودة أراد إطعام طفلتيه فمزقت قلبه رصاصة إسرائيلية
لم يفكر أبو عودة (31 عاما) قط في التوجه إلى تلك المراكز، لكن وطأة التجويع المتزايدة في غزة أجبرته أخيرا على فعل ما كان يخالف قناعاته. فذهب إليها للمرة الأولى والأخيرة.
قرر محرز التوجه بشكل مفاجئ إلى ما تسمى نقطة زيكيم شمال قطاع غزة يوم 30 يوليو/تموز 2025، بعد أن أنهك الجوع طفلتيه الرضيعتين تالا وتولين.
ذهب محرز على أمل أن يعود لطفلتيه وأمهما بكيس من الطحين، لكنه عاد داخل كفن أبيض بعد إصابته برصاصة قناص إسرائيلي استقرت في قلبه وأدت إلى استشهاده على الفور.
عرفوه من قميصه الرياضي
قال شاهر أبو عودة، شقيق محرز، إنه كان يتناول ما تيسر من الطعام مع شقيقه ظهيرة ذلك اليوم، ولم يخبره مطلقا بنيته التوجه إلى تلك المراكز، خاصة وأنه كان يلوم بشدة من يفعل ذلك.
تلقى شاهر اتصالا من مجهول قال له: هل أنت شاهر، لاعب الكرة السابق وشقيق محرز؟ فأجاب: نعم.
حينها أخبره المتصل أن شقيقه مصاب بطلق ناري وهو في طريقه إلى عيادة الشيخ رضوان شمال غزة. وبعد لحظات تلقى اتصالا ثانيا من شخص آخر يؤكد نفس الخبر.
توجه شاهر مسرعا إلى العيادة، ليجد شقيقه محرز داخل كفن أبيض وقد أصيب برصاصة غادرة في قلبه، اخترقت قميصه الرياضي الأزرق الذي يحمل شعار نادي بيت حانون الرياضي.
وأضاف شاهر "كان شقيقي قلقا دائما على كل من يذهب إلى تلك المراكز، فقد عاد كثيرون منهم شهداء، وبعضهم أشلاء أو بإصابات خطيرة ومزمنة. لكنه في النهاية وعلى وقع الجوع اضطر للتوجه إلى تلك المراكز.. ذهب بملابسه الرياضية وبقميص ناديه الذي أحبه طوال حياته".
نزوح ومعاناة
تعلق محرز بكرة القدم منذ الصغر، إذ نشأ في عائلة رياضية، وكان منزله يطل على الملعب البلدي في بيت حانون. ذلك المبنى المكون من 5 طوابق دمره جيش الاحتلال بالكامل في الشهر الثاني من الحرب.
نزح محرز مع عائلته من بيت حانون إلى جباليا بداية، ثم تكرر نزوحهم داخل مدينة غزة 11 مرة، قبل الانتقال إلى الجنوب، وتحديدا خان يونس ، مع زوجته ووالده الذي ظل يرعاه حتى وفاته يوم 17 يوليو/تموز 2024.
اعتاش محرز قبل الحرب على راتب متواضع من نادي بيت حانون الرياضي، والذي توقف مع بداية العدوان، فذاق مرارة الجوع وضيق الحال إلى درجة أنه لم يتمكن من البدء بمشروع صغير مثل غيره من الرياضيين الذين تحول بعضهم إلى البيع عبر بسطات الشوارع.
من اللعب إلى التحكيم ثم التدريب
خلال مسيرته كلاعب، ارتدى محرز أبو عودة قميص فريقين فقط: شباب بيت حانون الأهلي واتحاد بيت حانون الرياضي.
بعد اعتزاله اللعب اتجه إلى التحكيم، وأدار عددا من مباريات دوري الدرجتين الثانية والثالثة بعد حصوله على شهادة تحكيم معتمدة من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
ثم انتقل إلى التدريب، فحصل على عدة دورات منحت له شهادة تدريب المستوى الأول (A) المعتمدة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ليعمل مساعد مدرب لاتحاد بيت حانون الرياضي، قبل أن يتولى المهمة كاملة كمدير فني للفريق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 14 دقائق
- الجزيرة
مصور فلسطيني يصبح هدفا لحملة إسرائيلية ممنهجة
في غضون أيام، انتقل المصور الفلسطيني أنس فتيحة من نازح يبحث عن رغيف الخبز لأطفاله وسط الحصار والجوع في غزة، إلى هدف مباشر لحملة دعائية إسرائيلية تصفه بـ"الناشط المتنكر" و"مهندس الدعاية لحماس". وفي الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة على وقع الجوع والإبادة، أصبحت عدسات المصورين المستقلين نافذة شبه وحيدة توثق تفاصيل الكارثة المتصاعدة، غير أن هذه العدسات التي تحظى بتفاعل دولي متصاعد، تحولت إلى هدف للحرب الدعائية المضادة. فقد شنت مؤسسات إسرائيلية، بينها وزارات وهيئات رسمية وصحف أجنبية ومراكز بحثية، حملة تشكيك ممنهجة، تطعن في مصداقية المصورين الفلسطينيين، وتتهمهم بتلفيق المشاهد أو تضخيمها، وهو ما انعكس في تبني روايات رسمية تدعي أن المشاهد "مفبركة" أو "منسقة". في هذا التقرير، تفتح الجزيرة عبر فريق "الجزيرة تحقق" ملف الهجوم على أنس فتيحة، وتعيد بناء القصة منذ بدايتها، ساعية إلى الإجابة عن الأسئلة التالية: من يقف وراء حملة التحريض ضده؟، ولماذا الآن؟ وهل صور فتيحة فعلا مشاهد مفبركة كما تدعي الرواية الإسرائيلية؟، أم أنه وثق ما لا تريد إسرائيل أن يراه العالم؟ من خلال تتبع الحسابات الأساسية التي أطلقت المزاعم، وتحليل التقارير الأجنبية التي تبنتها، وفحص الصور واللقطات المثيرة للجدل، نتتبع في هذا التقرير كيف تحولت الكاميرا من أداة توثيق إلى هدف مباشر للاحتلال. صور تتصدر العالم في 3 و5 أغسطس/آب الجاري، نشرت صحيفتا "زود دويتشه" و"بيلد" الألمانيتان تقارير تشكك في مصداقية الصور الإنسانية الملتقطة من غزة، معتبرة أنها تثير مشاعر الملايين وتؤثر على الرأي العام والسياسات الدولية، مما يفتح باب التساؤل: هل صنعت هذه الصور عمدا لتخدم دعاية حركة حماس؟ صحيفة "بيلد" الألمانية عنونت تقريرها الهجومي بجملة صريحة وهي "هذا المصور يروج لدعاية حماس"، في إشارة إلى أنس زيد فتيحة، مصور وكالة الأناضول التركية في غزة، الذي وثق بعدسته مشاهد الازدحام أمام نقطة لتوزيع الطعام دخل القطاع. إعلان وكان المقصود بهذه العبارة أنس زيد فتيحة، مصور وكالة الأناضول التركية في غزة، الذي اشتهرت صوره مؤخرا، ومنها صور طوابير الطعام الطويلة أمام نقطة توزيع الإغاثة، والتي لاقت تفاعلا دوليا واسعا، وشوركت من قبل وكالات ومنصات عالمية. غير أن "بيلد" ذهبت إلى شيطنة المصور، مدعية أن فتيحة يتعمد إخفاء بعض الصور التي التقطها، وأنه لم يرد على استفساراتها الصحفية، كما وصفته الصحيفة بأنه "ناشط سياسي متنكر في زي مصور صحفي"، وقالت إنه يسعى إلى "تحرير فلسطين" ويعمل ضمن أجندة حركة حماس، ويتعاون مع حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تصفه الصحيفة بأنه "يكن عداء لإسرائيل". كما اتهمت الصحيفة وكالات دولية -لم تسمها- بأنها تواصل استخدام صور فتيحة، رغم ما وصفته بـ"تحيزها أو إعدادها مسبقا". هذه المزاعم فتحت الباب لمزيد من التساؤلات حول دوافع الاستهداف المنهجي للمصورين الفلسطينيين، خصوصا في وقت تتعاظم فيه الحرب على السردية، وتنتقل المواجهة من الأرض إلى الفضاء الرقمي، حيث تخشى الصورة أكثر من الرصاصة. حملة منظمة تتجاوز الصحف لم يقتصر الاستهداف على الصحافة الألمانية، فقد شاركت صحف ومواقع إسرائيلية في الترويج للتقرير، وأشارت إلى أن توقيت نشره يتزامن مع فشل الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية وتصاعد المطالب الدولية بالاعتراف بدولة فلسطين "حسب تصريحها". وسرعان ما انخرطت حسابات رسمية إسرائيلية، بما في ذلك صفحات وزارات وسفراء وقنصليات، في إعادة نشر الادعاءات، معتبرة أن صور فتيحة تمثل "سيطرة حماس على الإعلام في غزة". بل إن وزارة الخارجية الإسرائيلية نشرت صورا للمصور، وادعت أن ما يُعرف بـ"بالييود" (Pallywood) لم يعد ظاهرة هامشية، بل "تيارا مؤثرا في التغطية الإعلامية"، في تلميح إلى أن المصورين الفلسطينيين "يختلقون المشاهد أو يضخمونها". كما انضمت "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) إلى الحملة، وروجت للرواية ذاتها عبر تقارير لا تستند إلى أي أدلة تحقق مهني، بل استشهدت بالصورة المتداولة ذاتها كمرتكز لتعميم سرديتها. رد المصور وتفنيد الادعاءات تواصل فريق "الجزيرة تحقق" مع المصور الفلسطيني أنس فتيحة للرد على التقارير الألمانية، قائلا: "لا أجد ما أعلق عليه، أنا صحفي حر ومهمتي الأساسية توثيق الحقيقة التي لا تحتاج إلى فبركة، لكن الزيف الحقيقي هو ما تروجه بعض وسائل الإعلام". إعلان وشدد على أنه لا يعمل لصالح أي جهة سياسية، بل يعمل كمصور صحفي مستقل لصالح وكالة الأناضول التركية، ويوثق "القصص الإنسانية الناتجة عن العدوان، وعلى رأسها المجاعة". ونفى فتيحة بشكل قاطع ادعاء صحيفة "بيلد" أنها حاولت التواصل معه، قائلا: "لم يراسلني أحد لا عبر البريد ولا الهاتف ولا أي وسيلة. وإذا كانوا صادقين فليعرضوا ما يثبت ذلك". أدلة مصورة تروي الحقيقة خلافًا لما رُوج، نشر فتيحة على حسابه في إنستغرام مشاهد وزوايا متعددة من الحدث ذاته الذي استُخدم ضده، تظهر بوضوح اصطفاف الأهالي حاملين أواني فارغة قبل توزيع الطعام، وهو ما يدحض مزاعم "الإخراج المسبق" أو "المشهد المصطنع". وتُظهر مشاهد أخرى وثقها فريق "الجزيرة تحقق" أن المشهد حقيقي، ويعكس حالة طوارئ غذائية، إذ يتكرر توافد الأهالي -وغالبيتهم من النساء والأطفال- إلى نقاط الإغاثة قبل وصول المساعدات. كما وثقت وكالة الأناضول عبر تقرير مصور في 24 يوليو/تموز، جولة ميدانية لأنس فتيحة، يتنقل فيها بين أنقاض دير البلح، ويوثق معاناة النازحين، ومركزا لتوزيع الطعام، إلى جانب مأساة أسرته التي نزحت من الشمال حتى وصلت إلى دير البلح. وباستخدام تقنيات البحث العكسي، تمكن الفريق من تحديد موقع التصوير، وتبين أن الصور التقطت من مطبخ "خولة البدري شاهيزئي" التابع لأكاديمية خير النساء – باكستان، وهي مؤسسة خيرية توثق أنشطتها عبر حساب رسمي في إنستغرام، وتقدم وجبات للمحتاجين في شمال ووسط القطاع. View this post on Instagram A post shared by Anas Fteiha (@ View this post on Instagram A post shared by Anas Fteiha (@ تضليل ومعلومات مغلوطة رصد فريق "الجزيرة تحقق" حملة تضليل رقمية على منصة "إكس"، روجت لادعاءات تقول إن أنس فتيحة هو صاحب صورة غلاف مجلة "التايم" التي نُشرت مطلع أغسطس/آب الجاري، وجنت تفاعلا عالميا واسعا، كما روجت ادعاءات أخرى تظهر أن المشهد مصطنع ولا توجد مجاعة حقيقية. ونشطت هذه الحملة على منصة "إكس"، إذ علق الحساب الإسرائيلي (@VividProwess) على الصور، قائلا: "لقد تم الكذب عليك، لم يكن هناك أي مجاعة في غزة، كل هذه أكاذيب، وكل الصور التي رأيتموها لأطفال يتضورون جوعا هي صور مفبركة". View this post on Instagram A post shared by Ran Alkalay (@ranalkalay) تفنيد صورة غلاف "تايم" أجرينا بحثا عن مصدر الصورة الأخيرة في الحملة، وتتبع أرشيف الصحفي في الوكالة التي ينشر لها، وتبين أن هذه الادعاءات كاذبة واستخدمت في سياق خاطئ، إذ أن فتيحة لم يكن من التقط الصورة. وتظهر معلومات صورة غلاف "تايم" المنشورة بتاريخ 1 أغسطس/آب الجاري على منصة "إكس"، أن الصورة التقطها المصور الفلسطيني علي جاد الله، والذي فقد العديد من أفراد عائلته بمن فيهم والده و4 من أشقائه جراء قصف إسرائيلي طال منزلهم شمال غزة.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
قوات الاحتلال تفجر منزل الأسير عبد الرحمن الهيموني
فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، منزل الأسير عبد الرحمن الهيموني في مدينة الخليل، بزعم مشاركته في تنفيذ عملية وقعت العام الماضي في محطة القطار بمدينة يافا. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
شكوى ضد جنديين فرنسيين إسرائيليين يشتبه بتورطهما في إعدامات ميدانية بغزة
رفعت منظمات فرنسية للدفاع عن حقوق الإنسان في باريس شكوى ضد جنديين إسرائيليين يحملان الجنسية المزدوجة الفرنسية والإسرائيلية، يشتبه بتورطهما في إعدامات ميدانية لمدنيين في غزة. اقرأ المزيد