
الحج: في إحداها قُتل ثلاثة أرباع الحجاج .. أحداثٌ أوقفت المناسك
Getty Images
السعودية أعلنت وفاة أكثر من 1300 حاج بسبب مخالفة شروط الحج والحرارة الشديدة العام الماضي
وضعت المملكة العربية السعودية شروطا جديدة لأداء فريضة الحج هذا العام، بهدف تنظيم الدخول إلى مكة، والحد من الحوادث التي تحدث بين الحشود الهائلة التي تتوافد لأداء المناسك.
وتسبب الزحام الشديد والحرارة القاسية العام الماضي في وفاة أكثر من 1300 من الحجاج، وأعلنت السعودية أن معظمهم ممن لم يحصلوا على تصريح للحج، موضحة أنهم ساروا لمسافات طويلة في الحر الشديد، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بعض الأحيان 50 درجة مئوية.
وأعلنت السلطات السعودية عن شروط جديدة للحج هذا العام أملا في السيطرة على الحشود والحد من الزحام وتجنب وقوع حوادث وأزمات.
ومن هذه الشروط ما يتعلق بكبار السن والسيدات، وهم الفئات الأكثر تعرضا للأزمات خلال أداء المناسك، فالحد الأدنى للعمر هو 18 عاماً والحد الأقصى 65 عاماً، ومن هم دون 18 عاماً يجب أن يكونوا برفقة أحد الوالدين أو ولي أمر قانوني، كما تم تقليص أعداد كبار السن هذا العام.
وألزمت السعودية الحجاج بتقديم شهادة طبية معتمدة تؤكد أنهم قادرون صحياً وبدنياً على أداء جميع مناسك الحج. أما النساء دون 45 عاماً فيجب أن يكنّ برفقة محرم مع إثبات العلاقة الشرعية (عقد الزواج أو شهادة الميلاد)، أما النساء فوق 45 عاماً فيمكنهن أداء الحج دون محرم بشرط الانضمام إلى مجموعة منظمة وتقديم خطاب عدم ممانعة من المحرم.
ولا يمكن أداء الفريضة هذا العام إلا من خلال التسجيل حصرياً عبر البوابة الإلكترونية للحج والعمرة "نسك"، المنصة الرسمية المعتمدة من وزارة الحج والعمرة، ويتم منع من لا يحمل التصريح الرسمي وترحيله إلى بلاده.
كما ألزمت المملكة راغبي الحج في الحصول على لقاح المكورات السحائية الرباعي (ACYW135)، قبل 10 أيام على الأقل من الوصول، وهناك تطعيمات إضافية مثل الحمى الصفراء وشلل الأطفال والإنفلونزا، حسب الدولة والحالة الصحية.
وفي محاولة للحد من الحوادث التي تقع للحجاج، سواء في الطرقات أو في المشاعر المقدسة، فقد وضعت إرشادات هامة، منها منع النوم أو الاستلقاء في الممرات والمناطق غير المخصصة داخل المشاعر المقدسة، وضرورة الوقاية من الشمس باستخدام المظلات الواقية.
وتشهد مواسم الحج أزمات ووفيات بسبب التزاحم الشديد، وكانت هناك أزمة كبيرة في 2020 عندما أوقفت السعودية الحج بسبب تفشي فيروس كورونا، كما دون المؤرخون لمرات عديدة تأثر الطواف حول الكعبة بل والفريضة ذاتها، إما بوقف كلي أو تقليص جزئي بظروف مختلفة كالصراعات المذهبية والمعارك والأوبئة والسيول.
إغلاق صحن الكعبة
وقررت السلطات السعودية في عام 2020 قصر أداء الركن الخامس في الإسلام على عدد محدود من السعوديين والمقيمين من الجنسيات المختلفة في الداخل وعدم استقبال أي حجيج من الخارج، بسبب مخاوف من تفشي الوباء بين جموع الحجيج.
وكإجراء احترازي أيضا قررت السعودية إغلاق صحن المطاف حول الكعبة وكثفت أعمال التنظيف والتعقيم في المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة.
وأعلنت السلطات السعودية أن السياج المحيط بالكعبة سيظل في مكانه لمنع الزوار من ملامسة الكعبة والحجر الأسود، ناهيك عن تطبيق قواعد ملزمة بالتباعد الإجتماعي ومنع التجمعات وتقسيم الطائفين إلى مجموعات تباعا مع وضع الكمامة إلزاميا في كل شعائر الحج.
"بحجارة من سجيل"
من بين أولى تلك الأحداث التي تحتفظ بها ذاكرة كتب التراث الإسلامي بل وأتى القرآن على ذكرها واقعة أبرهة التي حدثت في 570 -571 بعد الميلاد، حين هاجم ملك الحبشة، الذي كان يحكم اليمن حينئذ، مكة من أجل هدم الكعبة لإجبار الحجيج على زيارة كنيس بناه لهذا الغرض في اليمن.
ولما كان الفيل الأفريقي الضخم من بين أدواته في هذا الهجوم، خشيه أهل مكة والحجاج ففروا إلى مناطق جبلية مجاورة، وتوقف الطواف حتى "أتت طيور فألقت حجارتها على جيش أبرهة" حسب الروايات الإسلامية.
ويدون المؤرخون أيضا أنه في عام 693 للميلاد، وخلال حكم الخليفة الأموي، عبدالملك بن مروان، هاجم واليه في مكة، الحَجاج بن يوسف الثقفي، معارضه، عبدالله بن الزبير، في مكة وحاصرها وضربها بالمنجنيق بهدف القضاء على بن الزبير الذي تمرد واحتمى في الكعبة معلنا نفسه خليفة للمسلمين.
وتسبب الهجوم في تدمير أجزاء من الكعبة وتوقف الطواف والصلوات ومناسك العمرة فيها قبل أن يعاد بناءها مجددا وتجري توسعة المسجد الحرام في عبدالملك ذاته.
"الحجر الأسود في القطيف"
Getty Images
لعل هجوم القرامطة على الكعبة في سنة 930 م قد شكل واحدة من أكثر الأحداث دموية حول الكعبة في تاريخها، إذ هاجموا الحجيج في الحرم المكي بدعوى أن الطواف من أفعال الجاهلية وعبادة الأوثان.
وتشير الروايات إلى أن نحو ثلاثين ألفا من الحجيج قد لقوا مصرعهم في هذا الهجوم الذي وقع أثناء موسم الحج في ذلك العام. ونقل القرامطة الحجر الأسود إلى مدينتهم هجر -القطيف حاليا- التي كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم.
ووفق الروايات، توقف الحج لنحو عشر سنوات، كما لم يصعد أحد إلى جبل عرفة، وبقي الحجر الأسود بعيدا عن موضعه لسنوات عديدة قبل أن يسترد مقابل عشرات آلاف من الدينارات الذهبية ويعود لمكانه الحالي في الكعبة.
كما أرسل الخليفة العباسي، المعتز بن المتوكل، جيشا إلى مكة في موسم الحج لوقف الأمير، إسماعيل بن يوسف، عن أفعاله المشينة بمكة وأهلها فوقعت ما اصطلح عليه بـ"مذبحة صعيد عرفة".
وتقول كتب التاريخ إن معركة كبيرة وقعت عند جبل عرفة هزم فيها العباسيون ووقع سلب ونهب على يد جيش إسماعيل بن يوسف بعد أن هاجم أتباعه جموع الحجاج فقتلوا منهم أعدادًا كبيرة وأُبطِل الحج حينها.
التعليق على الصورة،الحج تاريخيا تعطل لأكثر من عشرين مرة بسبب الأوبئة أو الاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية
أوبئة القرن التاسع عشر
Getty Images
يقول مدير عام مركز تاريخ مكة التابع لإدارة الملك عبدالعزيز الثقافية، فواز بن علي الدهاس، إن الحج تاريخيا تعطل لأكثر من عشرين مرة بسبب الأوبئة أو الاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية وتعرض للإلغاء أو قللت أعداد الحجيج فيه.
ويضيف الدهاس في حديث مع بي بي سي عربي إن أشهر الأوبئة التي وقعت بالمشاعر المقدسة هو ما عرف بداء الماشري الذي وقع في القرن الرابع الهجري وتحدث عنه ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".
وأردف " انتشر الوباء بمكة في العام 357 أو 358 للهجرة، ومات فيه كل الحجاج ونفق عدد كبير من الإبل التي قدم عليها الحجيج، بحسب رواية بن كثير."
وأشار الدهاس إلى أنه في الفترة من 390 الى 419 للهجرة "تسببت موجات برد شديد متوالية خلال تلك السنوات في موجات غلاء فاحش تركت بصماتها على مناسك الحج بسبب ندرة الطعام لتأثيرها على مزارع النخيل وإنتاج التمور الذي كان طعاما للزوار وموردا اقتصاديا أساسيا في ذلك الحين."
واعتبر الدهاس القرن التاسع عشر فترة هي الأشد خطورة في تاريخ الحج بسبب استدامة العديد من الأوبئة لسنوات طويلة.
ويقول في ذلك "في حوالي عام 1252 هجري حتى عام 1310 هجري، انتشرت أوبئة في سنوات مختلفة ومنها الكوليرا الذي اشتد للغاية."
وأضاف الدهاس، أن بعض المؤرخين دونوا أن وباء جاء مع الحجيج الهنود القادمين لمكة فانتشر بين الحجاج ما تسبب في وفاة 3 أرباع الحجاج في ذلك الحين، وتفشت أوبئة كذلك في سنوات متفرقة بين 1837م و 1892م، أدت إلى موت أعداد كبيرة من الحجاج .
"مهدي في صحن الكعبة"
في عام 1979م، اقتحم نحو 200 رجل تحت قيادة جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني المنتمين للجماعة السلفية المحتسبة الحرم المكي فجرا، وسيطروا عليه بقوة السلاح، وأعلن العتيبي أن صهره القحطاني هو "المهدي المنتظر".
و أغلق العتيبي أبواب المسجد الحرام، فوجد المصلون أنفسهم محاصرين ومحتجزين داخل المسجد الحرام، واستمر الحصار مدة أسبوعين، توقف فيهما الطواف والصلاة في الحرم، حتى تمكنت السلطات السعودية من فض الحصار بالقوة فوقع العديد من القتلى من القوات الأمنية والحجيج والمهاجمين وألقي القبض على من تبقى منهم وحوكم لاحقا.
وفي عام 2017 توقف الطواف لساعات قليلة حول الكعبة قبل استئنافه ولكن كان السبب هو أمواج البشر حول الكعبة ما تسبب في زحام شديد عطل حركة الطواف لبعض الوقت.
منذ ذلك الحين وقعت بعض الحوادث البسيطة وبعض الإصلاحات وأعمال الترميم التي لم تؤثر كثيرا على أداء الشعائر لكنها أسقطت عددا من القتلى والجرحى.
وأتخذت السلطات السعودية قرارها بقصر أداء شعير الحج على المواطنين والمقيمين فقط هذا العام تجنبا لتفشي الوباء لاسيما مع ارتقاع أعداد الأصابات في المملكة بشكل كبير مقارنة بالدول المجاورة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 7 ساعات
- الوسط
نصائح للحجاج قد تساعد في الحفاظ على صحتهم أثناء أداء مناسك الحج
Getty Images أدى فريضة الحج حوالي 1.8 مليون مسلماً الموسم الماضي في كل عام، يخرج ما يقرب من مليوني مسلم من جميع أنحاء العالم في رحلة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية، لأداء فريضة الحج واستكمال أحد أركان الإسلام الخمسة. وتبدأ هذه الرحلة الروحانية في شهر ذي الحجة، الشهر الأخير من العام الهجري، ويتوافق موسم الحج هذا العام مع الفترة ما بين 4 إلى 9 يونيو/ حزيران من التقويم الميلادي، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من مليون مسلم. لكن الرحلة لا تقتصر على شعائر روحانية فقط، فقد تتطلب قوة بدنية للقيام بها. فبين حرارة الصحراء، والحشود الكبيرة، والوقت الطويل الذي يقضيه الحجاج في أداء الشعائر، يحتاج الجسم إلى بذل أقصى جهد لديه. وأشارت بيانات رسمية سعودية إلى أن موسم الحج الماضي شهد وفاة 1300 شخص، معظمهم قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام وسط ارتفاعٍ حادٍ في درجات الحرارة. وقدرت إحصائيات عدد الحجاج العام الماضي بحوالي 1.8 مليون حاج. وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد الحاج أثناء أداء هذه الفريضة الدينية. على كل من يسافر لأداء الحج أن يستعد جيداً حتى قبل أن يصل إلى الأراضي السعودية. ويوصي خبراء الصحة بإجراء فحص كامل للجسم، خاصة للحجاج المسنين ومن يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري أو الربو أو السرطان أو أمراض القلب. ويجب التأكد من تلقي جميع اللقاحات الإلزامية التي تفرضها الحكومة السعودية، بما في ذلك لقاح الاتهاب السحائي، ولقاح كوفيد19 قبل عشرة أيام على الأقل من موعد الحج. كما يجب على المسافرين من البلدان التي تعاني من شلل الأطفال والحمى الصفراء التأكد أيضاً من تلقي جرعات منشطة من اللقاحات المضادة لتلك الأمراض. استعدادات ما قبل السفر Getty Images حجاج يتوجهون لأداء المناسك الأخيرة للحج عام 2024 نظراً للعدد الكبير من الحجاج، تتحمل المنشآت الطبية في السعودية أعباءً تفوق قدراتها التشغيلية، لذا يجب على الحاج الاعتماد على نفسه قدر الإمكان. وإذا كان الحاج يتناول أدوية تحت إشراف الطبيب، يجب عليه التأكد من أن تكون متوفرة طوال مدة الرحلة. وينصح الخبراء بحمل حقيبة طبية واحدة تحتوي على مسكنات الألم، وأدوية الإسهال، ومستلزمات الإسعافات الأولية للإصابات الطفيفة، ومعقمات اليدين، وأقنعة الوجه. كما يُنصح بممارسة تمارين رياضية، خاصة بالنسبة لمن لم يعتادوا على المشي لمسافات طويلة في درجات حرارة مرتفعة. ويتضمن الحج سلسلة من المناسك موزعة على مواقع مختلفة حول مكة المكرمة. وفي المتوسط، يقطع الحاج مسافة تتراوح بين خمسة وثلاثة عشر كيلومتراً يومياً بين هذه المشاعر المقدسة. التعامل مع الحرارة الشديدة Getty Images على من يعانون من أمراض مزمنة أن يحملوا أدويتهم معهم باستمرار أثناء الحج وتصل درجات الحرارة في السعودية إلى 51 درجة مئوية. وفي طبيعة الحال، لا يتحمل جسم الإنسان الوقوف أمام فرن بدرجة حرارة مرتفعة. إذ يبدأ الجسم في بذل مجهود شاق حتى يبرد نفسه مع ارتفاع درجات الحرارة إلى حدٍ كبيرٍ، مما قد يؤدي إلى تشنجات حرارية، وإرهاق، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بضربة شمس. وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة السعودية بتجنب التعرض للحرارة والحفاظ على رطوبة الجسم، إلا أن العديد من الحجاج يصابون بالإجهاد الحراري وضربات الشمس. وقالت الحكومة السعودية هذا العام إنها ستوسع قدرات العاملين في مجال الصحة علاوة على إنشاء 400 مبرد مياه بالإضافة إلى زيادة عدد أجهزة رش المياه لمساعدة الحجاج على تحمل مع درجات الحرارة المرتفعة. وقال وكيل وزارة الصحة السعودية لشؤون السكان عبدالله عسيري لوكالة أنباء فرانس برس "هذا العام، لم نركز على الظروف المرتبطة بالحرارة، لأن الحج يتزامن مع حرارة شديدة. مؤشر الحرارة هذا العام بلغ أعلى مستوياته". Getty Images فُرض الحج على كل مسلم مرة واحدة في الحياة ويُنصح أيضاً بترطيب الجسم باستمرار عن طريق شرب الماء حتى دون الشعور بالعطش، وإن أمكن، حمل زجاجات معزولة أو نحاسية للحفاظ على برودة الماء. كما يُنصح بتنظيم الأنشطة على مدار اليوم لتفادي الخروج في ساعات الذروة، والتي عادةً ما تكون بين الحادية عشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، وتجنب الأماكن المزدحمة، والبحث باستمرار عن الظل أو الأماكن جيدة التهوية. ويُنصح باستخدام واقي من أشعة الشمس (SPF) بمعامل حماية 30 درجة أو أكثر مع إعادة وضعه على البشرة كل ساعتين لتجنب حروق الشمس. كما تُساعد الملابس فاتحة اللون والمسامية على تبريد الجسم لأنها تعكس أشعة الشمس. ويُنصح أيضاً بارتداء أحذية جيدة التهوية مع دعم جيد لأخمص القدم. وتعتبر المظلات فاتحة اللون أو العاكسة للأشعة من الأشياء التي تساعد على إبعاد الحرارة الشديدة عن الجسم. ولا ينبغي تجاهل أي علامات للتعب أو الدوار أو الغثيان، لأنها قد تكون مؤشراً على حالات خطيرة. Getty Images تكتظ المشاعر المقدسة في مكة والمدينة وغيرها من المناطق بمئات الآلاف من الحجاج، مما يزيد من خطر الإصابة بأي عدوى بسهولة سلامة الحشود وكلما زاد عدد الحجاج، زاد خطر الإصابة بالعدوى، إذ أن إهمال النظافة قد يحول السعال البسيط إلى عدوى متفشية. وللحد من انتشار الأمراض، يُنصح الحجاج بغسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون أو استخدام معقمات اليدين. ويُنصح أيضاً بارتداء الكمامات لتجنب انتشار أي عدوى تنفسية. كما أن العديد من الأماكن المغلقة مُكيّفة، لذا من السهل ارتداء الكمامة في الأماكن الباردة. وينبغي أيضاً متابعة أي إعلانات من السلطات السعودية باستمرار. وقال مسؤولون سعوديون إنهم سوف يستحدثون نُطُم جديدة لتقديم تنبيهات صحية وتنبيهات بأحوال الطقس عند تعرض البلاد لدرجات حرارة شديدة أو عند الازدحام. وينبغي أن يحمل الحجاج باستمرار بطاقات للتاريخ المرضي تحتوي على بيانات الاتصال في حالات الطوارئ. كما ينبغي أن يعرفوا أماكن المرافق الطبية القريبة منهم. الحج رحلة فُرضت على المسلمين مرةً واحدةً في العمر، وعلى الرغم من أن الجميع يسعى لأدائها، لكن الخبراء ينصحون بالاستماع إلى الجسم وإعطاء الأولوية للصحة.


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
هزات أرضية متتالية في مصر: زلازل كريت وتركيا تثير قلقاً بين المواطنين
Getty Images زلزال عام ١٩٩٢ في القاهرة شهدت مصر خلال الشهر الماضي نشاطًا زلزاليًا شعر به سكان عدة محافظات، حيث سجلت الشبكة القومية لرصد الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هزتين رئيسيتين وعشرات الهزات التابعة. رصدت الشبكة القومية للزلازل هزة أرضية يوم 22 مايو/أيار بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر، وكان مركز الزلزال في جزيرة كريت اليونانية على بعد 499 كيلومترًا شمال محافظة مرسى مطروح. وأكد المعهد في بيان أن الزلزال الرئيسي تبعته 33 هزة ارتدادية حتى 25 مايو/ أيار، جميعها كانت أقل من 3.8 درجة على مقياس ريختر، وشعر بها سكان بعض المناطق دون أن تُسبب أي أضرار تُذكر. وفي الساعات الأولى من يوم 3 يونيو حزيران، سجلت أجهزة الرصد هزة جديدة بقوة 5.8 درجة، كان مركزها يقع على بعد 593 كيلومترًا من مدينة مرسى مطروح غربي مصر، بالقرب من الحدود التركية الجنوبية. وقد أعقبت هذه الهزة 16 هزة ارتدادية بقوة أقل من 3.5 درجة، بحسب المركز القومي للبحوث الفلكية. BBC بيان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والتوابع هي هزات أرضية أقل حدة تلي للهزة الأرضية الرئيسية، حيث تساعد في تفريغ الطاقة المتبقية في الصفائح التكتونية في الأرض حتى يعود النظام الجيولوجي إلى حالة الاستقرار، بحسب بيان المركز. وتفاعل عدد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي مع حدوث الهزات الأرضية الأخيرة، حيث تساءل أحدهم عن جاهزية الدولة للتعامل مع أي زلازل قوية، وضرورة وجود حملات توعية حتى يعرف الناس كيفية التصرف في هذه المواقف. بينما عبّر مستخدم آخر عن تخوّفه مما يحدث وتتابع الهزات الأرضية وقام مستخدم بالاستعانة بأحد مواقع الذكاء الاصطناعي للسؤال عن سبب تكرار الهزات الأرضية في مصر. طبيعة الحزام الزلزالي أوضح الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، لبي بي سي أن حدوث الهزات الأرضية هو ظاهرة طبيعية في ضوء الموقع الجغرافي للمنطقة، حيث يقول إنه من الطبيعي حدوث هذه الهزات لأن منطقة أحزمة زلزالية تمر بشرق البحر المتوسط من جزيرة قبرص ثم جنوب كريت ثم صقلية جنوب إيطاليا. وأكد عبد الهادي أن مصر لا تقع ضمن الحزام الزلزالي النشط، موضحا أن المناطق الأكثر نشاطًا في المنطقة تشمل شرق البحر المتوسط ثم خليج السويس وخليج العقبة والمدن الساحلية على البحر الأحمر. وقال رئيس قسم الزلازل بالمركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن الحزام الزلزالي يبعد عن مصر مسافة تتراوح بين 350 إلى 450 كيلومترًا، مشيرًا إلى أن "الحزام الزلزالي يعني أنه يتميز بنشاط زلزالي مركز في هذه المناطق بشكل مستمر". ويضيف عبد الهادي أن السكان في مصر يشعرون بهذه الهزات عندما تزيد قوتها عن 6 درجات على مقياس ريختر، خاصة إذا كانت عميقة المصدر عوامل تضخيم الموجات يكشف عبد الهادي عن عاملين رئيسيين يجعلان المصريين يشعرون بهذه الزلازل البعيدة، الأول يتعلق بعمق الزلزال، حيث يوضح أن "الزلازل العميقة التي تحدث على شريط البحر المتوسط تمتد لمسافات طويلة". أما العامل الثاني، فيرتبط بطبيعة التربة، حيث إن "التربة الطينية في بعض المناطق في دلتا مصر قد تؤدي إلى تكبير بعض الموجات الزلزالية عن طبيعتها". تاريخ النشاط الزلزالي في المنطقة يستعرض الخبير في الزلازل بعض الأحداث التاريخية المهمة، حيث يشير إلى زلزال "حقل" الذي وقع في خليج العقبة عام 1995 وبلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر، لم تشعر به مصر بسبب امتصاص سيناء للصدمات، كما يتذكر زلزال خليج السويس عام 1969 بقوة 6.3 درجة، الذي تسبب في خسائر محدودة بالقرب من الغردقة. أما زلزال 1992 فيُعد أحد أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها مصر، حيث أدى إلى مصرع العشرات وتشريد المئات، وأصاب معظم البيوت بتصدعات وأضرار فادحة، ونتج عنه وفاة المئات. Getty Images زلزال عام ١٩٩٢ في القاهرة نظام الرصد الزلزالي الوطني يكشف الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن تفاصيل نظام الرصد الزلزالي في مصر، موضحًا أن البلاد تمتلك حوالي 90 محطة رصد زلزالي منتشرة في مناطق النشاط الرئيسية، ويضيف "لدينا تعاون مع محطات دولية في كريت واليونان وتركيا وإيطاليا، تساعدنا في تحديد نشاط الزلازل، ومتصلة 24 ساعة". إجراءات الوقاية والبناء الآمن يتطرق رئيس قسم الزلازل إلى إجراءات الوقاية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك كود بناء خاصًا بالزلازل، موضحا أن كود البناء هو عبارة عن مجموعة من المعايير والمواصفات الفنية وضعها المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، وتشارك في تحديث هذا الكود لجنة من المعهد، ومن المتوقع صدوره عام 2025 وقد نشر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إرشادات للمواطنين حول كيفية التصرف عند حدوث هزات أرضية قوية. BBC المصدر:المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية حدود العلم في التنبؤ بالزلازل ورغم التقدم التكنولوجي، يؤكد الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن التنبؤ الدقيق بموعد وقوع الزلازل لا يزال مستحيلًا، وذلك بسبب تعقيد العوامل الجيولوجية المؤثرة، لكن أنظمة الرصد الحديثة تسمح بتحليل النشاط الزلزالي وتقييم المخاطر بشكل أفضل.


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟
Getty Images في اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان أطفال غزة في قلب الصراع يحيي العالم في الرابع من حزيران من كل عام "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أغسطس عام 1982، لتسليط الضوء على معاناة الأطفال ضحايا العدوان في مناطق الصراعات عبر العالم. ويتوافق إحياء هذا اليوم من هذا العام مع اشتداد معاناة أطفال غزة وبلوغها حدا لم يشهد التاريخ مثيلا لها، حسب وصف العديد من المنظمات الدولية المعنية بحماية الأطفال ورعايتهم في مناطق الحروب. وتقول تلك المنظمات، وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، إن حقوق الأطفال الفلسطينيين في غزة تتعرض لانتهاكات صارخة ومتعمدة بالقتل والتنكيل والعنف والتهجير القسري وقطع الماء والكهرباء والوقود والغذاء والدواء عنهم وعن أهاليهم. وذهبت العديد من تلك المنظمات إلى وصف العمليات العسكرية المتواصلة للجيش الإسرائيلي في القطاع بأنها جرائم إبادة جماعية بحق الأطفال الفلسطينيين وأهاليهم جراء القصف الإسرائيلي للمنازل والمدارس والمستشفيات التي تؤويهم ومنع وصول المستلزمات الطبية إليهم. واعتبرت تلك المنظمات أن ما تقوم به إسرائيل في القطاع يشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م التي نصت على سلسلة من القواعد التي تولي الأطفال حماية خاصة ضد كل أشكال العنف والتعذيب التي قد تمارس ضدهم في مناطق الصراع. وطبقا لإحصائيات صادرة عن وزارة الصحة بقطاع غزة فقد تجاوز عدد القتلى من ضحايا القصف الجوي والبري العسكري الإسرائيلي من الأطفال الفلسطينيين، الفئة الأضعف في المجتمع الفلسطيني في غزة 16500 بحلول منتصف مايو/أيار الماضي، ناهيك عن عدد المفقودين تحت الركام والمصابين بجراح متفاوتة الخطورة. وشملت أعداد القتلى من الأطفال في غزة كل الفئات العمرية: 916 من الرضع لأقل من عام، و4365 من الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وخمسة أعوام و6101 بين سن 6 و12 عاما و5124 من الفتية بين 13 و17 عاما. وإذا كانت هذه الأرقام من الأرواح البريئة التي أُزهقت في غزة تعتبر مفجعة لكثير من المنظمات الدولية مثل "أنقذوا الأطفال" و"اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية وغيرها، فإن تقارير معاناة الجرحى والناجين والنازحين ترسم صورا فظيعة لما يجري في ما بقي من مستشفيات غزة كما ينقلها أطباء ومسعفون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية الدولية. ويقول هؤلاء إن أمراضا نفسية عدة شاعت بين أطفال غزة جراء نوبات الخوف والهلع والقلق التي تنتابهم كلما سقط صاروخ أو انفجرت قذيفة بالقرب منهم، حتى أن الأطباء حاروا في علاجها. وتفاقمت تلك الحالات النفسية بل وخلفت تغيرات جسدية ومضاعفات مرضية. وطبقا لدراسة نشرها مركز غزة للصحة النفسية في الأسابيع القليلة الماضية حول تأثير الحرب على ارتفاع حالات الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة لدى النازحين، أظهرت النتائج أنّ لدى 70% من عينة الدراسة الأعراض مجتمعة. ويشكو الأطباء الذي يشرفون على علاج بعض الحالات النفسية المستفحلة بين أطفال غزة من أنهم يخوضون معركة يصعب عليهم حسمها ضد الأمراض النفسية لدى الأطفال. ويقولون إن جهودهم تذهب سدى. فكلما تكررت عمليات القصف والأحزمة النارية العنيفة للجيش الإسرائيلي عادت نوبات الهلع عند المصابين وارتفع منسوب القلق والخوف لديهم من الموت. ويضيف هؤلاء الأطباء أن تداعيات الحرب خلفت أمراضا غريبة لدى أطفال غزة لم يجدوا تفسيرا لبعضها، خصوصا وأن قدراتهم على التشخيص محدودة في ظل ظروف الحرب السائدة وعدم وجود مختبرات متقدمة. ومن الروايات التي أوردها أحدهم أن طفلا فلسطينيا نجا من الموت في حادث سقوط صاروخ على بيت عائلته. لكنه فقد والديه في الهجوم، وعاين رجال الإسعاف وهم ينتشلون جثتي والديه ويلفانهما بالأغطية، وعاش لحظات الجنازة والوداع ومراسم الدفن. وتركت تلك المشاهد بقلب الطفل ندوباً مؤلمة وأصبح يعبر عن حزنه بسلوك عصبي، وبات يخاف من اقتراب أي شخص منه ومن صوت طرق الباب، وعندما يسمع صوت القصف يتذكر والديه ويبدأ في الصراخ. ويقول أطباء غزة إنهم عجزوا عن تشخيص حالات نفسية نادرة كثيرة، بين الأطفال في مختلف الأعمار، ناجمة عن اضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات النوم بعدما دمر الجيش الإسرائيلي 38 مستشفى حكومياً، وتوقف 81 مركزاً صحياً عن العمل، وتعطل 164 عيادة طبية. ويلخص المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه "مصيدة للموت" للكبار مثل الصغار بسبب خطة توزيع المساعدات التي وضعتها إسرائيل بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية. ووصفها لازاريني بأنها "نظام مهين" يجبر آلاف الفلسطينيين الجوعى على السير لعشرات الكيلومترات دونما ضمانات بعودة إلى خيامهم سالمين. برأيكم كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟ كيف تؤثر الحرب المستمرة والحصار على أطفال غزة؟ كيف تقيمون حجم معاناتهم اليومية تحت القصف الإسرائيلي؟ هل يستطيع أطفال غزة التخلص من الندوب النفسية لهذه الحرب يوما ما؟ لماذا فشل المجتمع الدولي في إنقاذ أطفال غزة من تداعيات الحرب؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 04 حزيران/ يونيو خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@ كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب