مركز أبوظبي الثقافي يستضيف حديثُا عن الأدب والزمن والرواية.. صور
استضاف المركز الثقافي في أبوظبي، حديثًا عن الأدب والزمن والرواية وسر خلود العمل الأدبي، وذلك بتنظيم اتحاد كتاب الإمارات تناول الحديث.
وبحضور الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان وادباء القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية ومنهم أزهر جريس صاحب رواية وادي الفراشات والكاتب المصري أحمد سمير ندا صاحب راية صلاة القلق والكاتبة اللبنانية حنين الصايغ صاحبة رواية ميثاق النساء والكاتبة الإماراتية نادية النجار صاحبة رواية ملمس الضوء.لماذا تأخرنا؟ حيث أوضح الكاتب أزهر جريس أن الرواية تتناول حياة شخوص قد تخطئ وقد تصيب، لكننا في بداية الأمر لم نكن نحلم بصناعة الرواية حتى جاءت الترجمات والتي أفادت بشكل كبير في صناعة الرواية العربية، فنحن كعرب عرفنا القصص. تأخر فن الروايةوتابع جريس عن أسباب تاخر الرواية العربية موضحًا أن هناك الكثير من الأدباء يستنكرون فعل الكتابه ومنهم من يقول: "أنا أكتب لنفسي" وإذا كان الكاتب يكتب لنفسه لماذا يقوم بالنشر كان من الأفضل أن يحتفظ بها لنفسه تحت وسادته، وأعتقد أن هذا هو سبب تأخر الكتابة العربية، وأن هذا يرجع إلى هذا الاستعلاء عن فعل الكتابه والذي لا بد وأن يحظى بالكثير من الاهتمام. الترجمة والرواية وفي سياق متصل أوضحت الكاتبة اللبنانية حنين الصايغ أن الترجمه تسهم بشكل كبير في خلود الرواية العربية وتناقلها عبر الثقافات المختلفة.ولفتت الصايغ إلى أهمية الجوائز الأدبية، وأنها لم تكن تتوقع أن تصل للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية وأن ناشرتها حذرتها من أن وصولها للقائمة القصيرة، والتي تجعل قراءة الرواية بشكل أكبر ما سيجعل الضوء مسلطًا بشكل أكبر هلىىارةاية خاصة أنها تعالج موضوعًا من الموضوعات المسكوت عنها بداخل المجتمع. قضايا النساء وأشارت الصايغ إلى أن الرسائل التي تلقيتها من مختلف العالم العربي خاصة النساء أكدن أن القضايا التي تحدثت عنها في روايتي هي قضايا تتعلق بالنساء في مختلف أرجاء الأرض وخاصة المرأة العربية، فالجميع يتشاركون نفس الهم. فيما أشارت الكاتبة الإماراتية نادية النجار إلى أن الجوائز تسهم بشكل كبير في تسليط الضوء على العمل الأدبي، وأيضا الوصول للقائمة القصيرة تتيح فرصة أكبر للقراء والنقاد في قراءة العمل الأدبي، مؤكدًا تلة سعادتها بوصولها للثائيمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. وأكدت النجار أن الرواية تكشف من خلال أحداثها عن حواس الإنسان وكيف يستطيع أن يعرف؟شرخ النكسة فيما أكد الكاتب المصري محمد سمير ندا أنه قد عايش فترة شرخ نكسه 67، وأنه على الرغم من أنه ولدت بعد النكسه إلى أن معايشته لأحد الأشخاص الذين عاصروها ما أصر بشكل كبير على تجربته الإنسانية، وجعله يتساءل حول حقيقة ما حدث في نكسه 67 أو حول هذا الجيل الذي فقد الكثيرمن مشاعره وأحساسيه، والتي قد تؤدي في بعض الأحيان تتوقف حياته. وكانت الجائزة العالمية للرواية العربية قد أعلنت في ال19 فبراير وصول الروايات الست للقائمة القصيرة هي: "دانشمند" لأحمد فال الدين، و"وادي الفراشات" لأزهر جرجيس، و"المسيح الأندلسي" لتيسير خلف، و"ميثاق النساء" لحنين الصايغ، و"صلاة القلق" لمحمد سمير ندا و"ملمس الضوء" لنادية النجار.ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى ي، يوم غد الخميس الموافق 24 أبريل الجاري في أبوظبي. وتضم لجنة تحكيم الحائزة كلًا من منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم، وعضوية بلال الأرفه لي، أكاديمي وباحث لبناني؛ وسامبسا بلتونن، مترجم فنلندي؛ وسعيد بنكراد، أكاديمي وناقد مغربي؛ ومريم الهاشمي، ناقدة وأكاديمية إماراتية، بالإضافة إلى ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة، ومدير مكتبة الإسكندرية، أحمد زايد. وضمت القائمة القصيرة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية الثامنة عشرة كُتّابًا من ستة بلدان عربية، هي الإمارات، وسوريا، والعراق، ولبنان، ومصر، وموريتانيا، وتتراوح أعمارهم بين 38 و58 عامًا. تتميز رواياتهم بالتنوع في المضامين والأساليب وتعالج قضايا راهنة ومهمة. شهدت الدورة الحالية من الجائزة ترشيح كتّاب إلى القائمة القصيرة لأول مرة، هم: أحمد فال الدين، وحنين الصايغ، ومحمد سمير ندا، ونادية النجار. ويذكر أنه وصل كاتبان إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقًا، هما أزهر جرجيس (القائمة الطويلة عام 2020 عن "النوم في حقل الكرز" والقائمة القصيرة عام 2023 عن "حجر السعادة") وتيسير خلف (القائمة الطويلة عام 2017 عن "مذبحة الفلاسفة").
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 5 أيام
- الدستور
قبل غلق باب الترشح.. جوائز أدبية عربية يمكنك التقدم لها
مع اقتراب موعد إغلاق باب الترشح لعدد من أبرز الجوائز الأدبية العربية، تتجه أنظار الكتّاب والروائيين والباحثين إلى فرص واعدة لتتويج أعمالهم الإبداعية، سواء في الرواية أو القصة القصيرة أو الشعر أو حتى الترجمة والفنون. وفيما يلي يستعرض "الدستور" قائمة بأهم الجوائز الأدبية التي ما تزال تستقبل طلبات التقدم، مع تفاصيل كل منها.. 1. الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) – دورة 2026 فترة الترشح: من 1 مايو حتى 30 يونيو 2025 تعد "البوكر العربية" من أرفع الجوائز في مجال الرواية المعاصرة. تُمنح لأفضل رواية عربية سنويًا، ويصل إجمالي الجوائز المالية إلى 110،000 دولار: 50 ألفًا للفائز، و10 آلاف لكل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة. الجهة المنظمة: مؤسسة الجائزة العالمية للرواية العربية بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. 2. مسابقة "نجيب محفوظ للرواية" 2025 فترة الترشح: من 16 أبريل حتى 15 يوليو 2025 تنظمها وزارة الثقافة المصرية عبر المجلس الأعلى للثقافة، وتُفتح أمام الكتّاب المصريين والعرب. وتأتي هذه الدورة تحت عنوان "محفوظ في القلب"، تخليدًا لإرث الأديب الكبير. المجال: الرواية باللغة العربية الجهة المنظمة: المجلس الأعلى للثقافة – مصر 3. جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية – الدورة الثامنة فترة الترشح: من 1 مايو حتى 30 يونيو 2025 تركز على المجاميع القصصية المنشورة، وتمنح جائزتها لأفضل مجموعة وفق تقييم لجنة تحكيم مستقلة. الشهرة: توصف بأنها أهم جائزة للقصة القصيرة في العالم العربي. الجهة المنظمة: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت 4. جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للإبداع آخر موعد للترشح: 31 يناير 2026 جائزة عربية مرموقة تُمنح كل عامين، تشمل حقولًا إبداعية متعددة، ويشترط أن يكون الترشح عبر مؤسسة رسمية، وتبلغ قيمة الجائزة 25 ألف دولار لكل فائز، بالإضافة إلى رصيعة ذهبية وشهادة تقدير. الجهة المنظمة: أمانة عمّان الكبرى – الأردن 5. جائزة "كنز الجيل" – الدورة الرابعة آخر موعد للترشح: 31 مايو 2025 تحتفي بالشعر النبطي وأعمال الشيخ زايد الشعرية، وتشمل فروعًا متعددة مثل المجاراة، الإصدارات، الترجمة، الفنون، الدراسات، والشخصية الإبداعية. الجهة المنظمة: مركز أبوظبي للغة العربية الفئات المتاحة: المجاراة الشعرية، الإصدارات الشعرية، الترجمة، الفنون (تشكيلي، خط، غناء، أفلام)، الدراسات والبحوث، والشخصية الإبداعية.


الدستور
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
أحمد الملواني: دور النشر تختار الأعمال وفق عدد «فولورز» الكاتب (حوار)
عوامل أخرى غير الجودة تتداخل في ترشيحات دور النشر لـ«البوكر» معظم دور النشر تهتم بـ«الأدب التجاري» لتعويض خسائرها أي كاتب يُخيَر بين النشر في دار مصرية كبيرة أو أخرى عربية سيختار المصرية القيمة المعنوية للجائزة كبيرة جدًا ودخول العمل للقائمة يجعله تحت الأضواء مراعاة المحاصصة الجغرافية تظهر أكثر في القوائم وليس في العمل الفائز أنتظر الجوائز بسبب القيمة المادية لها وهذا طموح مشروع هناك أعمال مصرية فازت بجوائز عربية لأن الكاتب اعتمد على محرر أدبي جروبات القراءة تستغل من بعض الناشرين والأدباء كواجهات دعائية لأعمالهم الشهرة والنجاح لا تتناسب بالضرورة مع حجم الموهبة بل «الشلة» و«الترند» يعلو نجم الأدب المصري من جديد في سماء الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» من جديد هذا العام، وفَضْلًا على فوز الكاتب محمد سمير ندا بالجائزة في نهاية المطاف، عن روايته «صلاة القلق»، الأمر االذي يؤكد حيوية المشهد السردي المصري، وقدرته المستمرة على إثارة الدهشة والإعجاب. يبرز اسم الكاتب أحمد الملواني، الذي وصل إلى القائمة الطويلة، من خلال روايته «أحلام سعيدة»، والتي لا تعد مجرد رواية عابرة، بل رحلة وجدانية تخترق أعماق النفس البشرية، تاركةً القارئ بين قبضة المشاعر الجياشة وتأملات العقل، في مزج فريد أكسبها مكانتها بين الروايات المرشحة، رغم المنافسة الشرسة وتحديات التحولات الثقافية المتسارعة التي يعيشها عالم الأدب اليوم. في حواره مع «الدستور»، ينفض «الملواني» الغبار عن كواليس الإبداع في زمن التغيرات الجارفة، ويكشف عن الخيوط الدقيقة التي نسج بها عالمه الروائي، وكيف استطاع أن يقدم رؤية إنسانية عميقة تلامس الواقع ببراعة، دون أن تقع في فخ الخطابية أو المباشرة. فزت بعدة جوائز مصرية وتأهلت للقائمة الطويلة لـ«البوكر».. هل هناك فارق لديك بين جائزة وأخرى؟ بالطبع القيمة المعنوية لجائزة «البوكر» كبيرة جدًا، ومجرد دخول العمل للقائمة الطويلة يصبح تحت الأضواء وترتفع معدل قراءاته بشكل ملحوظ. وهذا لا يحدث مع الجوائز الأخرى سواء المصرية أو العربية، فأنا فزت بجائزة «ساويرس» عن روايتي «الفابريكة». ورغم هذا لم تحصل على نصف الاهتمام الذي حصلت عليه رواية «أحلام سعيدة» عند دخولها لقائمة البوكر الطويلة. هل ينتظر المبدع جائزة ليشعر بالتحقق؟ بالنسبة لي أنتظر الجوائز بسبب القيمة المادية للجائزة، وهو طموح مشروع. فبالنسبة لكاتب مثلي ليس من كتاب «البيست سيلر»، ولا أربح الكثير من مبيعات الكتب، فالجوائز تعتبر المكسب المادي الوحيد من الكتابة. أما عن القيمة الأدبية للجائزة. فكما قلت تبقى جائزة «البوكر» وجائزة «نوبل» هما الوحيدتان من وجهة نظري القادرتان على إحداث فارق في مسيرة الكاتب وشهرته. والجوائز كتقييم أمر مشكوك فيه. كون الجوائز في النهاية تعتمد على لجنة التحكيم وذائقة المحكمين الخاصة، وربما عوامل وتأثيرات أخرى غير أدبية، فهناك رأي قال إن روايتي «أحلام سعيدة» تتضمن تساؤلات عن الثورة كانت مشتعلة في الرؤوس مؤخرًا مع أحداث الثورة السورية وسقوط نظام «الأسد». وربما هذا ساهم في لفت أنظار لجنة تحكيم «البوكر» لها. وأنا أقول إن هذا وارد جدًا. فربما نفس لجنة التحكيم إذا قرأت نفس الرواية في زمن آخر لاختلف تقييمهم لها. لماذا غاب الإبداع المصري عن «البوكر» لـ16 سنة؟ وهل هذا الغياب يعكس أصالته في ظل ما يثار حول الجوائز خاصة الكبري من أنها تدار بمنطق «المحاصصة الجغرافية»؟ ربما فكرة «المحاصصة الجغرافية» موجودة بالفعل، ولكن لا أظن أنها السبب وحدها في هذا الغياب الطويل للأدباء المصريين عن الفوز بالجائزة، فمراعاة الجغرافيا ربما تظهر أكثر وضوحًا في القوائم وليس في العمل الفائز بالجائزة، فمثلا هذا العام كنا 4 روائيين مصريين في القائمة الطويلة للجائزة، وكان السؤال الذي يدور في الأوساط الأدبية هو: مَن مِن الأربعة سيدخل القائمة القصيرة؟ أي أن هناك قناعة راسخة أن القائمة القصيرة ستتضمن مصري واحد فقط. وهذا يدل على اعتياد الجمهور على فكرة التمثيل الجغرافي في الجائزة. ففي عام 2023 وصلت خمس روايات مصرية للقائمة الطويلة، أي تقريبًا ثلث القائمة، وهو رقم قياسي، وبرغم هذا تأهلت منهم رواية واحدة فقط للقائمة القصيرة، ولكن لا يجب أن نغفل عن أن هناك أزمة في النشر في مصر، وعندما نتخلص منها يمكننا عندها أن نلوم الظروف والتحيزات وغيرها، ولكن في مصر التكلفة المادية للنشر أصبحت كبيرة، وسعر الكتاب في ارتفاع مستمر. ومعظم دور النشر من أجل تعويض هذا أصبحت تهتم أكثر وأكثر بالكتابات الأكثر رواجًا، أو الأدب التجاري إن صح التعبير، وأصبحت فرص الكاتب الذي يمتلك جماهيرية وشعبية في النشر أكبر بكثير من فرص الكاتب الذي يمتلك موهبة عظيمة لكن أعماله غير تجارية، أو ليست له أي شعبية. حتى أن عدد متابعي الكاتب على «السوشيال ميديا» أصبحت تؤثر على قرار بعض الناشرين في قبول عمله أو رفضه. وهذه أزمة واضحة وموجودة منذ سنوات، ربما لا أستطيع لوم دور النشر بالكامل، لأنهم في النهاية مؤسسات ربحية، تنفق أموالا لتجني أموالا، ولكن هذا لا يمنع أنها أزمة، هناك كذلك الغياب شبه التام لوظيفة المحرر الأدبي في دور النشر، بل وعدم اهتمام بعض دور النشر بالتدقيق اللغوي بشكل صحيح، ومعروف أن جائزة البوكر تضع اللغة فوق أي اعتبار، وهناك في تاريخ الجائزة أعمال تم استبعادها بسبب كثرة الأخطاء اللغوية. كذلك المحرر الأدبي يساعد على صياغة جملة أدبية محكمة وقوية، وهي من الأشياء المؤثرة كذلك في جائزة «البوكر»، وهناك أعمال مصرية فازت بجوائز عربية لأن الكاتب اعتمد على محرر أدبي في مراجعة عمله، ولكنها كانت مبادرة من الكاتب نفسه وليس من دار النشر. وأخيرًا.. فأنا أعتقد أن اختيار دور النشر للروايات التي ترشحها لجائزة «البوكر»، أحيانًا ما تتدخل فيه عوامل أخرى غير الجودة الفنية. وربما إحقاقًا للحق، هناك دارا نشر مصريتين يمكن اعتبارهما الأفضل أداءً في «البوكر» من بين كل دور النشر المصرية، وهما «العين» و«الشروق». ولكن في النهاية هما داران فقط من بين مئات دور النشر المصرية. ويكفي أن تقرير اللجنة في كل عام يؤكد أن أكثر الروايات المقدمة للجائزة من مصر، بسبب حركة النشر الكبيرة بها. فهل أداء مصر في الجائزة يتناسب مع حركة النشر المهولة تلك؟ أشرت إلى وجود العديد من المبدعين المصريين القادرين علي المنافسة والفوز بالجوائز الثقافية لكنهم لا يفوزون نظرا للمناخ العام.. هل وضحت أكثر؟ أزمة النشر التي تحدثت عنها من الطبيعي أن تجعل عددا مهولا من الأدباء يجدون صعوبة في الحصول على فرصة نشر جيدة، فمنهم من يلجأ إلى دور نشر صغيرة لا توفر له سوى طبعة محدودة بجودة رديئة، ومنهم من يضع روايته في الدرج مستسلمًا، بل وهناك مواهب كبيرة تركت الكتابة يأسًا. أنا شخصيًا خضت أكثر من مرة تجربة محاولة مساعدة كاتب لنشر روايته اقتناعًا مني بجودة الرواية، وكنت أرى مدى صعوبة الأمر ومدى الإحباط الذي يصل إليه الكتاب، السؤال هنا أليس في كل هذه الأعمال المهدرة لمواهب حقيقية، ولو عملا واحدا قادر على المنافسة والفوز بالجوائز؟ مع ملاحظة أني أتحدث هنا عن كتاب يبحثون عن فرصة أولى. وربما من الطبيعي أن يكون الأمر صعبًا. ولكن هناك كتاب متحققون، ومشهود لهم بالجودة، وسبق لهم نشر العديد من الروايات، بل والفوز بالجوائز الهامة، ولكنهم يعانون في البحث عن ناشر في كل مرة. أنا مثلا عانيت في البحث عن ناشر لرواية «أحلام سعيدة»، وهناك تصريح للكاتب محمد سمير ندا أنه عانى في البحث عن ناشر لروايته «صلاة القلق» الفائزة بجائزة «البوكر». بين أول رواياتك «زيوس يجب أن يموت» لأحدثها «أحلام سعيدة» التي وصلت لـ«البوكر».. بما تصف تجربتك مع الكتابة والنشر؟ بالنسبة لي الكتابة والنشر عمليتان منفصلتان. فأنا عندما أكتب لا أفكر إلا في الكتابة، ولا أضع النشر كشرط لعملية إنجاز عمل أدبي. أنا أكتب لنفسي بالأساس ولاحتياجي الشخصي للكتابة. أما النشر فأنا أفكر فيه بشكل مستقل عن الكتابة، فليس كل ما أكتبه أقرر نشره. بالنسبة لتجربة النشر أعتبر نفسي محظوظًا فيها، فأنا بدأت النشر في وقت لم تكن دور النشر في مصر بكل هذا العدد، والوصول لناشر أمر في منتهى الصعوبة. ولكني كنت محظوظا بوجودي في هذه الفترة ضمن مجموعة متميزة من الأدباء تحت مسمى «منتدى التكية الأدبي»، ومن خلالهم كانت تجربتي الأولى في النشر في سلسلة إصدارات التكية، برعاية د. إيمان الدواخلي، ثم انطلقت بعدها وكنت محظوظًا بالنشر مع دور نشر كبيرة. هل خضت تجربة النشر خارج مصر؟ بعد الكتاب الأول «زيوس يجب أن يموت» في عام 2010، حاولت كثيرًا البحث عن ناشر. وكما قلت الأمر في هذه الفترة لم يكن سهلا، حتى تعرفت عن طريق الانترنت على دار نشر كويتية مبتدئة تطلب أعمالا، فأرسلت لهم. وكانت تجربتي الثانية في النشر عام 2013 من خلال مجموعة قصصية بعنوان «سيف صدئ وحزام ناسف»، وهي تجربة محدودة ولم تكن ذات أثر كبير في مسيرتي، لأن الكتاب لم يوزع داخل مصر، كما أن تجربة الدار نفسها فشلت ولم تستمر طويلا، بعدها حاولت التواصل مع دار نشر عربية كبرى لنشر رواية «الفابريكة». ولكن وقتها جاءتني فرصة النشر مع الدار المصرية اللبنانية، ففضلتها بالطبع، وأعتقد أن أي كاتب يوضع أمامه الاختيار بين النشر في دار مصرية كبيرة أو النشر في دار عربية كبيرة فسيختار الدار المصرية. فليست تجربة مفيدة أن يتوفر كتابك في دولة عربية ولا يتوفر في بلدك، وإن توفر يكون بسعر مرتفع جدًا. ألم يسبق وتلقيت مقترحات من الناشر أو المحرر الأدبي بتعديلات في نصوصك؟ وهل تقبلها أم ترفضها؟ ولماذا؟ أنا لم أتعامل من قبل مع محرر أدبي.. فهي وظيفة شبه غائبة في مصر، وهي نقطة مهمة يمكن أن نتناولها في سياق آخر. ولكن بالطبع تلقيت كثيرًا مقترحات وتعديلات من الناشرين على العمل. وأنا أوافق على ما أعتقد أنه يفيد العمل، وأرفض ما أظنه لن يفيد. وأتذكر عند نشر رواية «الفابريكة» في الدار المصرية اللبنانية أنهم قاموا بتسليمي تقريرين من لجنة القراءة، وكانت بهما نقاط مفيدة جدًا، وأدخلت تعديلات على الرواية بفضلهما أعتقد أنها جعلتها أفضل. وبرغم هذا كان بهما بعض النقاط التي لم أحب الالتزام بها، وتناقشت مع الدار في أسباب تمسكي بها، وهم تركوا لي الكلمة الأخيرة. وبشكل عام أنا أرحب بالتعديلات طالما لن تؤثر على المحاور الأساسية للرواية، وستجعل العمل أفضل. إلي أي مدى تضع عينك على المتلقي؟ وهل رقيبك الداخلي يتدخل في عملك الإبداعي؟ أنا أضع عيني دائمًا على حق القارئ في الاستمتاع، فأنا أعتبر أن الفن بمختلف أشكاله إذا لم يكن جذابًا وممتعًا فإنه لن يحدث أي تأثير، فمهما طرح العمل من أفكار ورؤى وفلسفات عميقة، فإن القارئ لن يهتم بها إن كان العمل مملا أو منفرًا، بل إنه لن يكمل قراءته حتى، أما بالنسبة للرقيب الداخلي فأنا لا أملك رقيب داخلي. ولا أجد أي داعي لوجوده. ففي رأيي الإبداع هو الممارسة الواقعية الوحيدة للحرية المطلقة. فأنا إن لم أمارس حريتي وأنا أكتب، فلماذا أكتب؟ مارست عدة ألوان إبداعية بين الرواية والمسرح والقصة.. هل يؤثر جنس أدبي على الآخر وإلى أي مدى؟ بالنسبة لي كل جنس منهم مختلف تمامًا عن الآخر، ربما المسرح والرواية يشتركان في كونهما دراما تتضمن حبكة ممتدة، بينما القصة تعتمد أكثر على اللقطة والحدث الواحد، ولهذا ربما التأثير الوحيد الذي اختبرته، هو أني توقفت تمامًا عن كتابة القصة بعد أن اعتدت على كتابة الرواية والمسرح، وأعتقد أن هذا متعلق بأن عقلي أصبح مبرمجًا على تخيل الحبكات الطويلة وعلى توليد الأحداث من الأحداث، وما عاد يكتفي بلقطة واحدة. إلى أي مدي صارت مقولة «الجمهور عاوز كده» حاكمة لحركة الإبداع والنشر؟ أي إبداع يتم تقديمه كمنتج معد للتسويق من الطبيعي أن يتحكم فيه المتلقي، لأنه هنا هو المستهلك، وطبيعي أن يسعى المنتج لإرضائه وتحقيق رغباته لكي يشتري منتجه، فمثلا كثير من دور النشر تنظر للشاب الصغير أو المراهق كجمهور مستهدف لأنهم أصحاب القوة الشرائية الأكبر والأكثر شغفًا بالقراءة. ومنذ عشرات السنين نجد أن الكتاب الأكثر نجاحًا والأعلى مبيعًا هم الذين يكتبون للناشئين، ولهذا نجد الإقبال الأكبر من الناشرين على أدب النوع، مثل الرعب والفانتازيا والخيال العلمي والألغاز البوليسية، أو ما يطلق عليه «بوب آرت». وبالمناسبة هذا ليس انتقاصا من أدب النوع، بالعكس، أي رواية يمكن أن تكون رواية عظيمة مهما كان نوعها، ولكن للأسف بعض الناشرين لا يهتمون بجودة الرواية طالما أنها تنتمي لنوع له جاذبيته وجماهيره. هل تؤثر مجموعات القراءة في حركة النشر والتلقي؟ تؤثر بدرجة كبيرة. وهي في رأيي من أشكال التطور الجيدة في الوسط الأدبي، أنا أحب متابعة جروبات القراءة وأندية الكتاب، وأشعر أنها تساهم في تطور ذائقة أعضائها من خلال تبادل الخبرات بينهم، طبعًا هناك القليل من جروبات القراءة يتم استغلالها من قبل بعض الناشرين والأدباء كواجهات دعائية لأعمالهم. ولكن يمكنني أن أفكر في أسماء أكثر من جروب للقراءة لا تشعر فيهم بتوجيه متعمد أو دعائي. ومع الوقت أصبحت هي الجروبات التي تحصل على ثقة القراء والكتاب أكثر من سواها، فالقارئ ليس غبيًا ويفهم من يوجهه لقراءة عمل لأنه يراه يستحق، ومن يوجهه لقراءة عمل لأنه تلقى أموالا من الناشر أو الكاتب.


الدستور
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
صفاء النجار تقترح إنشاء مجموعة بحثية لتحليل نقاط القوة في البناء السردي لروايات البوكر
قالت الدكتورة صفاء النجار، كاتبة روائية، إنه بعد مرور 18 عامًا على الجائزة العالمية للرواية العربية ألم يأن الأوان بأن يتم رصد وتجميع الروايات التي ترشحت بالقائمة القصيرة وليس فقط الرواية الفائزة على مدار الأعوام الماضية. واقترحت النجار، خلال مؤتمر صحفي للجائزة العالمية للرواية العربية، بأن يتم عمل مجموعة بحثية تقوم بإعادة ما كتبه المحكمون عن الروايات الفائزة كدليل في محاولة لتقديم معايير نقدية فنية فيما يخص الروايات التي تستحق الفوز كدليل إرشادي من خلال تجميع الكتابة عن هذه الأعمال من خلال التقارير التي قدمتها اللجان والذوائق المختلفة على مدار ١٨ عاما. وتابعت: أعتقد أن مثل هذا الجهد البحثي الذي نعتقد أنه سيحتاج إلى مجموعة كبيرة من الباحثين، وأيضا التنظيم الكبير وإصداره في مجلد بعد عامين حينما تحتفل الجائزة بعامها العشرين، وهذا الأمر سيكون دليل بالنسبة للكاتب والقارئ العربي، وللناشر العربي أيضا. وأكدت الكاتبة المصرية، أن من يجتهد ويتبع الأساليب العلمية ومن يتبع المنهج العلمي سيحصل على الجائزة، لذلك بالتأكيد هناك معايير علمية ومنضبطة فيما يخص فوز الرواية وليس مجرد أهواء أو ذائقة فردية. وأردفت: أقصد أن الذائقة العربية تميل إلى فكرة الحظ أو ذائقة اللجنة، لكن بصدور مثل هذا الكتاب أعتقد بأنه سيكون هناك دليل بماذا يقول المحكمون أو ما هي المعايير التي يمكن أن يسترشد بها كاتب الرواية لوصول عمله ليس للجائزة وأما أن يكون له عمل قيم يستحق القراءة والاحتفاء به. موقع الجائزة سيكون توثيقي للكثير من القضايا التي تتعلق بالروايات وعلق الدكتور ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، على مقترحها، قائلا: نحن الآن لدينا موقع جديد للجائزة، هذا الموقع سيكون موقع توثيقي للكثير من القضايا التي تتعلق بالروايات التي أدرجت بالقائمة الطويلة ثم القائمة القصيرة، وسيكون هناك منجم كبير جدا، ونرجو أن يتوفر عليه في الدراسة والبحث بعض الطلاب بالماجستير والدكتوراه. وأشار رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، إلى أن هناك رسائل ماجستير ودكتوراه كُتبت عن الجائزة، لكن ما تطلبينه عمل جبار حقيقة، فإدارة الجائزة ما هي إلا عضلات بدون أي دهن أو شحم، وبالتأكيد المقترح فكرة ممتازة وبمناسبة العشرين عامًا لا بد أن يكون هناك شيء مميز حتى نقدم للقراء سجل تاريخي بما حققته الجائزة على اعتبار أنها جائزة للقراء. وتابع: أنا دائما أحضر وأشارك بنوادي القراء، فهي عصب الحياة بالنسبة للجميع.