أحدث الأخبار مع #واديالفراشات


فرانس 24
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- فرانس 24
"وادي الفراشات" لأزهر جرجيس: رواية عن الحب والقهر في العراق إبان سنوات الحصار
11:02 11:02 دق في هذا العدد من ثقافة، تستضيف ليانا صالح الروائي العراقي أزهر جرجيس للتعرف على روايته الأخيرة "وادي الفراشات" والتي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. تدور أحداث هذه الرواية في العراق إبان سنوات الحصار يحكيها بطلها عزيز عواد الذي عاش حياته مغمورا يحاصره النحس من كل صوب وزاوية فيقوده طيشه المتكرر إلى سلسلة من الخسارات المتتالية في بلد يحكمه الخوف والفساد...


الدستور
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
أزهر جرجيس: الكثير من تصرفات بطل "وادي الفراشات" فعلتها بحياتي
قال الكاتب العراقي أزهر جرجيس، مؤلف رواية "وادي الفراشات"، إن فكرة الرواية جاءت له من تقرير تلفزيوني عن "مقبرة المنبوذين" وتوجد بشمال بغداد، حيث تقتل النساء المتهمين بجرائم الشرف وأيضا الأطفال الرضع غير الشرعيين ويدفنون بها، كما تمزج الرواية الخيال بالواقع، والترجيدي بالكوميدي. وأضاف جرجيس، خلال كلمته بجلسة حوارية مع كتّاب القائمة القصيرة من الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أدارتها الأديبة عائشة سلطان، أن الرواية تحكي قصة عزيز عواد موظف حكومي مسؤول عن الأرشيف، يفقد عمله ليجد نفسه سائق جنائز يحمل الجثث نحو مقبرة مخصصة لدفن اللقطاء والمنبوذين اسمها "وادي الفراشات"، حيث تتحول فيها أرواح اللقطاء إلى فراشات مضيئة، ثم يلتقي بطل الرواية بباني المقبرة ليتعرف أكثر على طقوس الدفن بها، مما يقلب حياته رأسا على عقب. وأشار الكاتب العراقي، إلى أنه لا ينبغي أن يأخذ العراقي على محمل الجد (مع احترامي للعراقيين)، خاصة أن أي إنسان على أي بقعة من العالم إذ تعرض لمشكلة نفسية لمدة سنة أو أكثر لا تأخذه على محمل الجد، لانه سيتصرف تصرفات قد تكون غير منطقية أو غير طبيعية. كما أوضح أن البطل مواليد 1971 فعاصر الحرب العراقية ثم حرب الكويت، ثم الحصار الاقتصادي الطويل الذي استغرق حياة المراهقة والشباب، كيف سيكون سويًا أو منطقيًا، لكن جعلته طيب القلب وعزيز النفس، وأيضا لا يوجد شخص ليس له ذلات، فهو يسيء التقدير وله أخطاء، ومشكلته أنه منحوس ورزقه قليل. ونوه الكاتب العراقي، بأن الكثير من تصرفات بطل الرواية فعلها المؤلف بحياته، ومثل "عزيز عواد" لدينا الكثير جدًا، لكن البطل ظل حتى النهاية طيب القلب وصاحب موقف، حتى مسألة تحوله من موظف إلى سائق جنائز لدفن الأطفال بالمقبرة يعد عمل نبيل. ملخص رواية "وادي الفراشات" تؤرخ رواية "وادي الفراشات" لمسيرة حافلة بالخيبات خاضها بطلها عزيز عواد، الموظف المهمش في الأرشيف، وقد اضطر إلى قبول الوظيفة الصغيرة لكي يرضى والد حبيبته تمارا بزواجه منها، وعلى رغم الفوارق الطبقية بينهما فإن تمارا وقعت في حبه خلال الدراسة الجامعية، وكان والدها الذي يعمل في التجارة قد خصها بسيارة وسائق. في حين ينتمي عزيز إلى الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى، وليست له علاقة مع والده عواد الأخرس الذي مات بعد أن تهشم رأسه إثر سقوطه على خطوط السكك الحديد خلال نوبة عمله البسيط، ثم عاش بقية سنوات عمره على الفراش بلا ذاكرة ولا أي تأثير يذكر في حياة أولاده. وحين مات لم يخرج عزيز الذي كان صغيرًا مع العائلة إلى الجنازة، ولم يتلق العزاء به، مما أثار غضب الجميع. وتركز الرواية على علاقة البطل عزيز مع خاله جبران، صاحب المكتبة التي لا يدخلها أحد، وهو تمثيل فريد لنموذج المثقف التقليدي المعبر عن جيل الستينيات، حامل المعاني الكبيرة والقادر دائمًا على مد يد العون لمن حوله، فهو " رجل بدين يحوز من البهجة ما يثير حسد الملائكة "، ويحمل كثيرًا من الملامح "الزورباوية" التي تستخف بقيمة المال وتؤمن بأن "الحياة ماهي إلا كتب وحفنة أصدقاء".

مصرس
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
مركز أبوظبي الثقافي يستضيف حديثُا عن الأدب والزمن والرواية.. صور
استضاف المركز الثقافي في أبوظبي، حديثًا عن الأدب والزمن والرواية وسر خلود العمل الأدبي، وذلك بتنظيم اتحاد كتاب الإمارات تناول الحديث. وبحضور الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان وادباء القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية ومنهم أزهر جريس صاحب رواية وادي الفراشات والكاتب المصري أحمد سمير ندا صاحب راية صلاة القلق والكاتبة اللبنانية حنين الصايغ صاحبة رواية ميثاق النساء والكاتبة الإماراتية نادية النجار صاحبة رواية ملمس الضوء.لماذا تأخرنا؟ حيث أوضح الكاتب أزهر جريس أن الرواية تتناول حياة شخوص قد تخطئ وقد تصيب، لكننا في بداية الأمر لم نكن نحلم بصناعة الرواية حتى جاءت الترجمات والتي أفادت بشكل كبير في صناعة الرواية العربية، فنحن كعرب عرفنا القصص. تأخر فن الروايةوتابع جريس عن أسباب تاخر الرواية العربية موضحًا أن هناك الكثير من الأدباء يستنكرون فعل الكتابه ومنهم من يقول: "أنا أكتب لنفسي" وإذا كان الكاتب يكتب لنفسه لماذا يقوم بالنشر كان من الأفضل أن يحتفظ بها لنفسه تحت وسادته، وأعتقد أن هذا هو سبب تأخر الكتابة العربية، وأن هذا يرجع إلى هذا الاستعلاء عن فعل الكتابه والذي لا بد وأن يحظى بالكثير من الاهتمام. الترجمة والرواية وفي سياق متصل أوضحت الكاتبة اللبنانية حنين الصايغ أن الترجمه تسهم بشكل كبير في خلود الرواية العربية وتناقلها عبر الثقافات المختلفة.ولفتت الصايغ إلى أهمية الجوائز الأدبية، وأنها لم تكن تتوقع أن تصل للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية وأن ناشرتها حذرتها من أن وصولها للقائمة القصيرة، والتي تجعل قراءة الرواية بشكل أكبر ما سيجعل الضوء مسلطًا بشكل أكبر هلىىارةاية خاصة أنها تعالج موضوعًا من الموضوعات المسكوت عنها بداخل المجتمع. قضايا النساء وأشارت الصايغ إلى أن الرسائل التي تلقيتها من مختلف العالم العربي خاصة النساء أكدن أن القضايا التي تحدثت عنها في روايتي هي قضايا تتعلق بالنساء في مختلف أرجاء الأرض وخاصة المرأة العربية، فالجميع يتشاركون نفس الهم. فيما أشارت الكاتبة الإماراتية نادية النجار إلى أن الجوائز تسهم بشكل كبير في تسليط الضوء على العمل الأدبي، وأيضا الوصول للقائمة القصيرة تتيح فرصة أكبر للقراء والنقاد في قراءة العمل الأدبي، مؤكدًا تلة سعادتها بوصولها للثائيمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. وأكدت النجار أن الرواية تكشف من خلال أحداثها عن حواس الإنسان وكيف يستطيع أن يعرف؟شرخ النكسة فيما أكد الكاتب المصري محمد سمير ندا أنه قد عايش فترة شرخ نكسه 67، وأنه على الرغم من أنه ولدت بعد النكسه إلى أن معايشته لأحد الأشخاص الذين عاصروها ما أصر بشكل كبير على تجربته الإنسانية، وجعله يتساءل حول حقيقة ما حدث في نكسه 67 أو حول هذا الجيل الذي فقد الكثيرمن مشاعره وأحساسيه، والتي قد تؤدي في بعض الأحيان تتوقف حياته. وكانت الجائزة العالمية للرواية العربية قد أعلنت في ال19 فبراير وصول الروايات الست للقائمة القصيرة هي: "دانشمند" لأحمد فال الدين، و"وادي الفراشات" لأزهر جرجيس، و"المسيح الأندلسي" لتيسير خلف، و"ميثاق النساء" لحنين الصايغ، و"صلاة القلق" لمحمد سمير ندا و"ملمس الضوء" لنادية النجار.ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى ي، يوم غد الخميس الموافق 24 أبريل الجاري في أبوظبي. وتضم لجنة تحكيم الحائزة كلًا من منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم، وعضوية بلال الأرفه لي، أكاديمي وباحث لبناني؛ وسامبسا بلتونن، مترجم فنلندي؛ وسعيد بنكراد، أكاديمي وناقد مغربي؛ ومريم الهاشمي، ناقدة وأكاديمية إماراتية، بالإضافة إلى ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة، ومدير مكتبة الإسكندرية، أحمد زايد. وضمت القائمة القصيرة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية الثامنة عشرة كُتّابًا من ستة بلدان عربية، هي الإمارات، وسوريا، والعراق، ولبنان، ومصر، وموريتانيا، وتتراوح أعمارهم بين 38 و58 عامًا. تتميز رواياتهم بالتنوع في المضامين والأساليب وتعالج قضايا راهنة ومهمة. شهدت الدورة الحالية من الجائزة ترشيح كتّاب إلى القائمة القصيرة لأول مرة، هم: أحمد فال الدين، وحنين الصايغ، ومحمد سمير ندا، ونادية النجار. ويذكر أنه وصل كاتبان إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقًا، هما أزهر جرجيس (القائمة الطويلة عام 2020 عن "النوم في حقل الكرز" والقائمة القصيرة عام 2023 عن "حجر السعادة") وتيسير خلف (القائمة الطويلة عام 2017 عن "مذبحة الفلاسفة").


البوابة
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- البوابة
مركز أبوظبي الثقافي يستضيف حديثُا عن الأدب والزمن والرواية.. صور
استضاف المركز الثقافي في أبوظبي، حديثًا عن الأدب والزمن والرواية وسر خلود العمل الأدبي، وذلك بتنظيم اتحاد كتاب الإمارات تناول الحديث. وبحضور الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان وادباء القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية ومنهم أزهر جريس صاحب رواية وادي الفراشات والكاتب المصري أحمد سمير ندا صاحب راية صلاة القلق والكاتبة اللبنانية حنين الصايغ صاحبة رواية ميثاق النساء والكاتبة الإماراتية نادية النجار صاحبة رواية ملمس الضوء. لماذا تأخرنا؟ حيث أوضح الكاتب أزهر جريس أن الرواية تتناول حياة شخوص قد تخطئ وقد تصيب، لكننا في بداية الأمر لم نكن نحلم بصناعة الرواية حتى جاءت الترجمات والتي أفادت بشكل كبير في صناعة الرواية العربية، فنحن كعرب عرفنا القصص. تأخر فن الرواية وتابع جريس عن أسباب تاخر الرواية العربية موضحًا أن هناك الكثير من الأدباء يستنكرون فعل الكتابه ومنهم من يقول: "أنا أكتب لنفسي" وإذا كان الكاتب يكتب لنفسه لماذا يقوم بالنشر كان من الأفضل أن يحتفظ بها لنفسه تحت وسادته، وأعتقد أن هذا هو سبب تأخر الكتابة العربية، وأن هذا يرجع إلى هذا الاستعلاء عن فعل الكتابه والذي لا بد وأن يحظى بالكثير من الاهتمام. الترجمة والرواية وفي سياق متصل أوضحت الكاتبة اللبنانية حنين الصايغ أن الترجمه تسهم بشكل كبير في خلود الرواية العربية وتناقلها عبر الثقافات المختلفة. ولفتت الصايغ إلى أهمية الجوائز الأدبية، وأنها لم تكن تتوقع أن تصل للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية وأن ناشرتها حذرتها من أن وصولها للقائمة القصيرة، والتي تجعل قراءة الرواية بشكل أكبر ما سيجعل الضوء مسلطًا بشكل أكبر هلىىارةاية خاصة أنها تعالج موضوعًا من الموضوعات المسكوت عنها بداخل المجتمع. قضايا النساء وأشارت الصايغ إلى أن الرسائل التي تلقيتها من مختلف العالم العربي خاصة النساء أكدن أن القضايا التي تحدثت عنها في روايتي هي قضايا تتعلق بالنساء في مختلف أرجاء الأرض وخاصة المرأة العربية، فالجميع يتشاركون نفس الهم. فيما أشارت الكاتبة الإماراتية نادية النجار إلى أن الجوائز تسهم بشكل كبير في تسليط الضوء على العمل الأدبي، وأيضا الوصول للقائمة القصيرة تتيح فرصة أكبر للقراء والنقاد في قراءة العمل الأدبي، مؤكدًا تلة سعادتها بوصولها للثائيمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. وأكدت النجار أن الرواية تكشف من خلال أحداثها عن حواس الإنسان وكيف يستطيع أن يعرف؟ شرخ النكسة فيما أكد الكاتب المصري محمد سمير ندا أنه قد عايش فترة شرخ نكسه 67، وأنه على الرغم من أنه ولدت بعد النكسه إلى أن معايشته لأحد الأشخاص الذين عاصروها ما أصر بشكل كبير على تجربته الإنسانية، وجعله يتساءل حول حقيقة ما حدث في نكسه 67 أو حول هذا الجيل الذي فقد الكثيرمن مشاعره وأحساسيه، والتي قد تؤدي في بعض الأحيان تتوقف حياته. وكانت الجائزة العالمية للرواية العربية قد أعلنت في الـ19 فبراير وصول الروايات الست للقائمة القصيرة هي: "دانشمند" لأحمد فال الدين، و"وادي الفراشات" لأزهر جرجيس، و"المسيح الأندلسي" لتيسير خلف، و"ميثاق النساء" لحنين الصايغ، و"صلاة القلق" لمحمد سمير ندا و"ملمس الضوء" لنادية النجار. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى ي، يوم غد الخميس الموافق 24 أبريل الجاري في أبوظبي. وتضم لجنة تحكيم الحائزة كلًا من منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم، وعضوية بلال الأرفه لي، أكاديمي وباحث لبناني؛ وسامبسا بلتونن، مترجم فنلندي؛ وسعيد بنكراد، أكاديمي وناقد مغربي؛ ومريم الهاشمي، ناقدة وأكاديمية إماراتية، بالإضافة إلى ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة، ومدير مكتبة الإسكندرية، أحمد زايد. وضمت القائمة القصيرة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية الثامنة عشرة كُتّابًا من ستة بلدان عربية، هي الإمارات، وسوريا، والعراق، ولبنان، ومصر، وموريتانيا، وتتراوح أعمارهم بين 38 و58 عامًا. تتميز رواياتهم بالتنوع في المضامين والأساليب وتعالج قضايا راهنة ومهمة. شهدت الدورة الحالية من الجائزة ترشيح كتّاب إلى القائمة القصيرة لأول مرة، هم: أحمد فال الدين، وحنين الصايغ، ومحمد سمير ندا، ونادية النجار. ويذكر أنه وصل كاتبان إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقًا، هما أزهر جرجيس (القائمة الطويلة عام 2020 عن "النوم في حقل الكرز" والقائمة القصيرة عام 2023 عن "حجر السعادة") وتيسير خلف (القائمة الطويلة عام 2017 عن "مذبحة الفلاسفة").


Independent عربية
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
الشاب البغدادي يدفن أحلامه في "وادي الفراشات"
عند الانتهاء من قراءة رواية "وادي الفراشات" للروائي العراقي أزهر جرجيس (دار الرافدين، دار مسكلياني)، تراود القارئ انطباعات عدة، أحدها أن الروائي قدم رواية غارقة في السوداوية على خلاف عنوانها الذي يوحي بالتفاؤل والأمل، ومع ذلك لم تكن السوداوية التي تضمها صفحات هذه الرواية مقلقة حقاً، لأن جرجيس كان ذكياً في عرض كل هذا السواد بأسلوب ساخر، محولاً تلك الكآبة إلى كوميديا سوداء، يرويها بطل لا يتوقف عن التهكم والسخرية حتى من نفسه تماماً كما سخرت منه أقداره البائسة. ابن بغداد يفتتح أزهر السرد بصوت شخصية عزيز عواد، بحيث نجد أنفسنا معه داخل فضاء السجن، يروي لنا بأنه معتقل، من دون أن يكشف عن سبب اعتقاله، وأثناء وجوده هناك يتلقى زيارة من خاله جبران، الذي يجلب له مجموعة من الهدايا، من بينها دفتر غامض يحمل عنوان "دفتر الأرواح"، وعندما يتصفحه عزيز متأثراً ينتقل به الزمن من الحاضر إلى الماضي، فيستعرض شريط حياته منذ طفولته ومراهقته، مروراً بوفاة والده والمرحلة الثانوية من دراسته إلى فشله في الدراسة بسبب اعتكافه في مكتبة الخال جبران وتعلقه بالكتب. في نهاية المطاف يجد عزيز نفسه مضطراً إلى اختيار كلية الفنون المسرحية، وهناك يغرم بتمارا، الشابة الفاتنة والثرية، فيصمم على الارتباط بها على رغم ظروفه الصعبة وفقره. ولكن سرعان ما يصطدم بواقع الحياة الزوجية التي تطيح الرومانسية، فهو يصبح مسؤولاً عن إعالة أسرته ومضطراً إلى العمل الكادح لضمان حياة كريمة، يعبر عن هذا قائلاً: "أما أنا فأدركت أن الشهادة الجامعية، في بلد يضرب الجوع خاصرتيه لهي أدنى قيمة من المسمار الذي يشدها إلى الحائط". تدور أحداث الرواية في مدينة بغداد وضواحيها، فتكون أكثر من خلفية للأحداث بل بطلة ثانية للحكاية، فغالباً ما يكتسب المكان أهمية في الرواية عندما ينجح الكاتب في تأثيثه بذكاء. وهذا ما فعله أزهر جرجيس، إذ أخذ القارئ في رحلة بين شوارع مدينة بغداد ومكتباتها، مستخدماً اللهجة العراقية في بعض الحوارات، مما يجعل القارئ قريباً من واقع الشخصيات ومتعاطفاً معها، وتحديداً عزيز، الذي يلاحقه النحس والحظ العاثر من بداية الرواية حتى نهاياتها، وهو صنو الشاب العراقي الذي يرى أحلامه تموت أمام عينيه، عاجزاً عن عيش حياة طبيعية في واقع قاسٍ وبلد تهيمن عليه المحسوبية والوجاهة، يموت فيه المواليد الجدد بسبب نقص الأدوية، ويعتقل فيه الأبرياء تحت شبهات تعسفية. بساطة وقوة يمكن لأي قارئ أن يلاحظ أن أزهر جرجيس لم ينشغل في روايته بالتجريب أو استخدام تقنيات معقدة، بل اختار أسلوباً يميل إلى السرد البسيط، كان واضحاً أن لأزهر حكاية يرغب في أن يرويها بطريقته، وهدفاً روائياً محدداً يسعى إلى الوصول إليه، من دون أن يفقد السيطرة على مجريات الأحداث أو مصائر شخصياته، تمكن من توجيه السرد محافظاً على تماسك النص، بحيث يجد القارئ نفسه مستمراً في القراءة بسلاسة على رغم مأسوية الأحداث وبؤس حياة الشخصية الرئيسة، اختار جرجيس أن يروي بصوت ضمير المتكلم، متقمصاً صوت عزيز عواد، ومستخدماً تقنية الاسترجاع الزمني للعودة إلى الماضي. أما الزمن الروائي فقد اتخذ طابعاً دائرياً، وانتهى عند النقطة التي بدأ منها، لحظة تسلم "دفتر الأرواح"، وعلى رغم العناية الكبيرة التي أولاها الكاتب للمكان، فإن الزمن بدا مهمشاً، إذ لم يعط ما يكفي من المؤشرات لجعل القارئ مستحضراً في سياق نهاية التسعينيات، مما يجعله يتخيل أن الأحداث قد تجري في أي فترة زمنية. ولعل ما يمكن ملاحظته على الرواية أن أجمل فصولها وأكثر ما يميزها لم يحظَ بالمساحة الكافية التي يستحقها، فمع التقدم في القراءة تبدو الرواية تقليدية إلى حد ما، تتشابه وتتقاطع مع عديد من الروايات، التي تسرد معاناة شاب طيب يكافح لإثبات نفسه، وتحقيق استقرار مهني وعاطفي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في هذه المرحلة لا يبرز في الرواية عنصر فارق يميزها، حتى الوصول إلى ذروة الأحداث عند وادي الفراشات، في الصفحة 169، الذي شكل مفاجأة غير متوقعة قلبت مسار السرد تماماً، ويتجلى هذا المنعطف عندما يصل عزيز عواد إلى مقبرة صغيرة خارج مدينة بغداد، وهو يقل زبوناً أثناء عمله كسائق تاكسي، فيصف لنا الراكب على أنه رجل غريب الأطوار، يشبه الدراويش في هيئته، اسمه "بدري النقاش" يجمع جثث الأطفال المهملة كي يدفنها في الوادي، وكأن أرواح هؤلاء الأطفال تتحول إلى فراشات مضيئة تحوم فوق قبورهم، في صورة رمزية بديعة تمنح الرواية عمقاً مدهشاً وبعداً إبداعياً فريداً، كان من الممكن أن يكون تيمة رئيسة للرواية، لكن أزهر خصص لهذا الجزء مساحة سردية محدودة واستهلك معظم الصفحات في تفاصيل يوميات عزيز عواد ومحاولاته المستمرة للنجاة وتحقيق أحلامه في بغداد. الذكاء والسذاجة تتسم شخصية عزيز عواد بذكاء حاد وسخرية لاذعة، إذ يواجه أكثر اللحظات ألماً وبؤساً بنبرة ساخرة، مما يضفي على الرواية طابع الكوميديا السوداء، وعلى رغم حدة الذكاء، تعاني الشخصية سذاجة واضحة، وهو ما يعترف به عزيز نفسه، إذ يقع مراراً في ورطات يصعب تبريرها، ومنها حادثة التحرش التي أدت إلى فصله من عمله في الأرشيف، حين حاول - بحسن نية كما يدعي - ستر زميلته بعدما تمزقت تنورتها، لكنه وجد نفسه متهماً بدلاً من ذلك، إضافة إلى ذلك يحمل كتاباً ممنوعاً ويخفيه في مكتبة خاله، مما يتسبب في إغلاقها، على رغم أن خاله كان الشخص الوحيد الذي يساعده دائماً، كذلك فإن سوء تقديره للأمور يدمر زواجه، إذ تفقد زوجته ثقتها به وترفض العودة إليه، أما أكثر تصرفاته إثارة للدهشة فهي حمله جثة طفل كبير على المقاعد الخلفية لسيارته، غير مبالٍ بالحواجز الأمنية، مما يقوده إلى سجنه الأخير بعد سلسلة من الاعتقالات لأسباب غريبة وغير منطقية. هذه المفارقات تجعلنا نتساءل حول هذا التناقض، إن كان مأزقاً فنياً في بناء الشخصية، أم يعكس طبيعة الإنسان البشرية التي تحمل تناقضات كثيرة، فالعالم مليء بأشخاص غريبي الأطوار، أذكياء يقعون في مواقف غبية، وأفراداً يتصرفون بعكس ما يتوقع منهم، عزيز عواد هو من تلك الشخصيات الروائية التي تشعر بأنها نابضة بالحياة، تجعلك تتخيل ملامحه ومنزله وعائلته، وكأنه شخص حقيقي لا مجرد شخصية من وحي الخيال، حتى الجانب الفانتازي في رواية "وادي الفراشات" سُرد بطريقة تصدق! اختار الروائي العراقي أزهر جرجيس لرواية "وادي الفراشات" نهاية سعيدة، تحمل جرعة من الأمل والإيجابية، ربما تعبيراً عن أمله الشخصي في مستقبل أفضل لمدينته وبلده، الذي دفن فيه أحلام شخصياته، ينهي أزهر الرواية فجأة برسالة واضحة: "كلا، ما زال هنالك أمل" مما يذكرنا بأغنية فيروز: "إيه في أمل" التي غنت فيها الأمل وهي تحكي في الواقع انطفاءه وانتهاءه.