
ثورة في البناء.. خشب بصلابة الفولاذ يهدد عرش الخرسانة
أعلن فريق بحثي أمريكي عن تطوير نوع جديد من الخشب يتمتع بصلابة تضاهي الفولاذ، بعد معالجته بجزيئات من الحديد، في ابتكار قد يشكل نقلة نوعية في مجال مواد البناء المستدامة.
ويأتي هذا الابتكار ثمرة تعاون بين جامعة "فلوريدا أتلانتيك" وجامعة "ميامي" والمختبر الوطني "أوك ريدج"، حيث استخدم الباحثون مركب "الفيريهيدريت"، وهو أحد أكاسيد الحديد، وجرى ضخه داخل جدران خلايا خشب البلوط الأحمر باستخدام عملية كيميائية منخفضة التكلفة تعتمد على نترات الحديد وهيدروكسيد البوتاسيوم، وفقا لموقع sustainability-times.
وأظهرت الاختبارات أن المادة الجديدة تحتفظ بمرونة الخشب الطبيعية، مع تحسينات كبيرة في المتانة والصلابة، ما يجعلها مناسبة للاستخدام في المباني والجسور والمفروشات والأرضيات.
وأوضح الباحثون أن الخشب المعالج حافظ على وزنه الخفيف ومظهره الطبيعي، بينما عززت الجسيمات الحديدية الدقيقة بنيته الداخلية بشكل ملحوظ دون التأثير على سلوكه عند الانحناء أو الكسر.
كما أظهرت تحليلات مجهرية متقدمة باستخدام تقنيات القوة الذرية، ارتفاعا في صلابة جدران الخلايا داخل الخشب المعدل، مما يعزز من إمكانية استخدامه كبديل فعّال للفولاذ والخرسانة في مشاريع البناء الحديثة.
وصرّحت العالمة ستيلا باتالاما، عميدة كلية الهندسة وعلوم الحاسوب بجامعة فلوريدا أتلانتيك، أن هذا التقدم قد يفتح المجال أمام جيل جديد من المواد الحيوية التي تسهم في تقليل انبعاثات الكربون والنفايات الناتجة عن قطاع البناء.
ويتمتع الخشب، كمورد متجدد، بأفضلية اقتصادية مقارنة بالخرسانة والفولاذ، ما يجعله خيارا واعدا من حيث الكلفة والاستدامة.
ويتوقع الخبراء أن يساهم هذا التطوير أيضا في تنشيط قطاعات مثل الغابات المستدامة وصناعة المواد البيئية.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في دورية ACS Applied Materials and Interfaces، ما يعكس الاهتمام العلمي المتزايد بإيجاد حلول بيئية بديلة في مجالات الهندسة المعمارية والبناء.
ويأمل الباحثون في أن يمهد هذا الابتكار الطريق نحو تبني أوسع لمواد بناء مستدامة، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على حلول صديقة للبيئة.
ويُقدّر إجمالي قيمة الصناعات الخشبية حول العالم سنوياً بحوالي 1.5 إلى 2 تريليون دولار أمريكي، وفقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) والبنك الدولي، تشمل هذه الصناعة جميع مراحل الإنتاج، من قطع الأشجار إلى المنتجات النهائية مثل الأثاث، الورق، والبناء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
اكتشاف أبعد مجرة في الكون
كشف التلسكوب «جيمس ويب» الفضائي عن مجرة جديدة تُدعى MoM-z14، تعد الأبعد حتى الآن، تعود إلى 280 مليون سنة فقط بعد «الانفجار العظيم» والذي حدث قبل 13.8 مليار سنة وفقاً لتوقعات العلماء وتم تأكيد الاكتشاف من خلال المسح الطيفي «ميراج» من قبل باحثين بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأمريكا. ويمثل هذا الاكتشاف تحدياً للنماذج الحالية لتشكل المجرات؛ إذ لم يكن متوقعاً وجود مجرات بهذه السطوع في فترات مبكرة جداً من عمر الكون. وتُظهر البيانات أن ضوء المجرة ناتج عن نجوم شديدة الإضاءة، وليس عن نواة مجرية نشطة، ما يشير إلى وجود نجوم ضخمة تشبه تلك الموجودة بالعناقيد الكروية القديمة في درب التبانة. كما تكشف المجرة عن تركيب كيميائي غني بالنيتروجين، ما يدعم الفرضية بأنها تشكلت في بيئة مشابهة لأقدم النجوم بمجرتنا. وتُعد هذه النتائج خطوة مهمة لفهم تطور المجرات عبر الزمن الكوني.


البيان
منذ 18 ساعات
- البيان
«مجرى» يبحث أبرز التطورات والحلول في مجالات العمل المناخي
وجاءت الجلسة تحت بعنوان «بيئة ذكية ومجتمعات مزدهرة: أفضل الممارسات في مجال المرونة المناخية والاستدامة»، حيث جمعت نخبة من قادة الفكر والمبتكرين وممثلين عن مؤسسات حكومية وخاصة رائدة في القطاعات المعنية، وأتاحت فرصاً لتبادل أهم الرؤى والأفكار حول أفضل الممارسات المعتمدة لمواجهة التغير المناخي.


زاوية
منذ يوم واحد
- زاوية
صندوق أبوظبي للتنمية" و"إكبا" يوقّعان اتفاقية تعاون لإطلاق أول برنامج إقليمي لمتاحف التربة ضمن فعاليات "اصنع في الإمارات"
الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي : في خطوة نوعية لدعم الاستدامة البيئية وتعزيز الوعي بأهمية التربة، وقّع صندوق أبوظبي للتنمية والمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) اتفاقية تعاون لإطلاق أول برنامج إقليمي من نوعه لمتاحف التربة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتضمن البرنامج تطوير أول دليل إرشادي شامل لإنشاء وتشغيل متاحف التربة، بهدف حماية هذا المورد الحيوي وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في البيئات الجافة. وجرى توقيع الاتفاقية على هامش فعاليات الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات"، بحضور ممثلين من المؤسستين وعدد من الشركاء، في خطوة تهدف إلى دعم الابتكار العلمي وتوسيع نطاق التوعية المجتمعية حول أهمية التربة في الأمن الغذائي والتغير المناخي. وبموجب الاتفاقية، يُقدم صندوق أبوظبي للتنمية دعماً مالياً لتطوير الدليل وتحويله إلى برنامج تدريبي وبناء قدرات يشمل ورش عمل تقنية وإرشاداً علميًا، لضمان التطبيق الفعّال وتحقيق الأثر الدائم على المستوى المحلي والإقليمي، وسيتولى (إكبا) قيادة الجوانب الفنية والعلمية للمشروع، استنادًا إلى خبراته في مجالات التربة والزراعة البيئية، ونجاحه في إنشاء وتشغيل متحف الإمارات للتربة. وقع الاتفاقية سعادة محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، وسعادة الدكتورة طريفة الزعابي مدير عام المركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا"، ٍبحضور عدد من المسؤولين في كلا الجانبين. وبهذه المناسبة،"، قال سعادة محمد سيف السويدي، "إن الاتفاقية تعكس التزام الصندوق بدعم التنمية المستدامة وتعزيز الشراكات الفاعلة في المجالات البيئية والتعليمية، كما أنها تُجسد حرص الصندوق على دعم المبادرات التي تُسهم في حماية البيئة ونشر المعرفة، ويمثل متحف التربة نموذجاً رائداً في الابتكار والتعليم البيئي. ونأمل أن يسهم هذا المشروع في بناء قدرات إقليمية وعالمية تُعزز من استدامة مواردنا الطبيعية." ومن جانبها، قالت الدكتورة طريفة الزعابي "نعرب عن خالص شكرنا وتقديرنا لصندوق أبوظبي للتنمية على دعمه المتواصل لرؤية إكبا في تحويل المعرفة العلمية إلى أدوات عملية قابلة للتطبيق. لقد شكّل دعم الصندوق أساسًا مهمًا في تأسيس وتطوير متحف الإمارات للتربة، الذي أصبح منصة تعليمية مرجعية في المنطقة. ومن خلال هذه الاتفاقية، نواصل معًا توسيع هذا الأثر الإيجابي، عبر تطوير دليل قابل للتطبيق في مؤسسات أخرى، بما يدعم أهداف التنمية المستدامة، ويعزز الوعي البيئي، ويسهم في بناء قدرات الأجيال القادمة. متحف الإمارات للتربة صُنع في الإمارات وينطلق إلى العالم، بدعم شراكات استراتيجية تؤمن بقوة العلم وأثره المجتمعي". وتنص الاتفاقية على دعم تنظيم ندوة علمية دولية في 5 ديسمبر 2025 بالتزامن مع اليوم العالمي للتربة، بمشاركة أكثر من 200 خبير وباحث وصانع قرار من مختلف دول العالم، لمناقشة قضايا التربة والملوحة والتغير المناخي في البيئات الجافة. ويُعد متحف الإمارات للتربة، الذي تأسس في ديسمبر 2016 بدعم من صندوق أبوظبي للتنمية، أول متحف متخصص بالتربة في المنطقة، ويقع في مقر إكبا بدبي. ويهدف المتحف إلى تعزيز الوعي بدور التربة في البيئة والزراعة والأمن الغذائي، مع تسليط الضوء على تنوع التربة في دولة الإمارات. وقد استقبل منذ تأسيسه أكثر من 13,500 زائر من مختلف فئات المجتمع، وأصبح مركزًا مرجعيًا للتوعية البيئية والتعليم غير التقليدي. وتُجسّد هذه الشراكة بين صندوق أبوظبي للتنمية وإكبا التزامًا مشتركًا بدعم أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز للمعرفة البيئية والابتكار العلمي، بما يتماشى مع "رؤية الإمارات 2030" و"استراتيجية الحياد المناخي 2050". -انتهى-