logo
أ. د. محمد عبده حتاملة : فهم الشخصية اليهودية

أ. د. محمد عبده حتاملة : فهم الشخصية اليهودية

أخبارنا٠٢-٠٣-٢٠٢٥

أخبارنا :
الحلقة الخامسة
ومن هنا نحاول فهم هذه الهويات لا من خلال العودة إل ما يسمى (التاريخ اليهودي)، أو العودة إلى كتب اليهود المقدسة أو شبه المقدسة، أو إلى بروتوكولات حكماء صهيون، وإنما بالعودة إلى التشكيلات الحضارية والتاريخية المختلفة التي ينتمي إليها أعضاء الجماعات اليهودية، والتي تفاعلوا معها وأثروا فيها وتأثروا بها، وإن كانت درجة تأثرهم تفوق كثيرا درجة تأثيرهم كما هو الحال عادة مع أعضاء الأقليات. فهناك هوية بابلية يهودية، وأخرى فارسية يهودية، وثالثة أمريكية يهودية، ورابعة عربية يهودية.
وهذا النموذج التفسيري لا يهمل البعد اليهودي في بناء هذه الهويات، فالدين اليهودي (بخاصية الجيولوجية التراكمية) عنصر أساسي فيها، كما أن الرؤية الدينية بعد حيوي ومهم. وكل ما نفعله هو أننا لا نجرده وإنما نراه في تفاعله مع الأبعاد الحضارية الأخرى. كما أننا لا نرى أن له مركزية تفسيرية. ولذا، لا توجد (هوية يهودية) عامة مطلقة، وإنما هويات يهودية متعينة متنوعة.
والفكر الصهيوني يصدر عن نموذج اختزالي ينكر واقع الجامعات اليهودية الحضاري الفسيفسائي الجيولوجي التراكمي، ويطرح فكرة الهوية اليهودية العالمية الواحدة، وتتم عملية تسمية الواقع وتصنيفه من هذا المنظور. ومن ثم، فإن هناك مصطلحات مثل (يهود الدياسبورا (الشتات))، و(يهود المنفى) و (الشعب اليهودي)، وهي جميعا مصطلحات تفترض وحدة اليهود وتجانسهم. ولكن حين يصل أصحاب هذه الهويات إلى إسرائيل، يتضح للجميع أنهم ليسوا مجرد يهود، إذ يصبحون مرة أخرى يمنين ومصريين ومغاربة وروسا و ...! وتتحدد مكانتهم الاجتماعية بحسب ذلك. ولذا، ينكر كثير من اليهود المغاربة هويتهم العربية، ويصرون على أنهم فرنسيون وليسوا يهودا وحسب! وكذلك فإن يهود العالم العربي، الذين تم تهجيرهم باعتبارهم يهودا بشكل عام، يصبحون مرة أخرى يهودا شرقيين يقبعون في آخر درجات السلم الاجتماعي الإسرائيلي، كما يصبح يهود روسيا إشكنازاً أو غربيين، ويعطون المنح والقروض وأفخر المنازل، ثم يشغلون قمة السلم الاجتماعي. ومن هنا تظهر الهويات اليهودية المختلفة، وهو ما يؤدي إلى طرح قضية (الهوية اليهودية) على بساط البحث.
تاريخ الهويات اليهودية:
تاريخ الهويات اليهودية طويل ومركب، ويغطي أزمنة وأمكنة عديدة لا يربطها رابط في كثير من الأحيان. وأولى هذه الهويات ما نسميه: (الهوية العبرانية)، أي هوية العبرانيين قبل أن يتم تهجيرهم إلى آشور وبابل. وكانت الهوية العبرانية تستند إلى تعريف ديني قومي، كما كان الحال في الشرق الأدنى القديم. ونستخدم هنا مصطلح (قومي) لعدم وجود مصطلح أدق، ونظن أن مصطلح (أقوامي) أكثر دقة، لأنه مستمد من الواقع التاريخي القديم، إذ تشير الدراسات التاريخية إلى (الأقوام التاريخية) التي سكنت فلسطين، وكانت تسمى آنذاك: كنعان، وإلى (الأقوام الآرامية)، وهي مجموعات بشرية متماسكة على نحو فضفاض، تتصف ببعض السمات القومية، مثل اللغة المشتركة والثقافة المشتركة والدين المشترك، ولكنها ليست شعوبا ولا قوميات بالمعنى الحديث للكلمة.
ولم يكن التعريف الديني القومي للهوية العبرانية منغلقا تماما، فثمة إشارات عديدة في الكتابات العبرية التي تعود إلى هذه الفترة أو تتحدث عنها إلى الأجنبي أو الغريب (غير) الذي بوسعه أن ينتمي إلى الجماعة العبرانية عن طريق التهود. وقد جاء في سفر التثنية: «لا تظلم اجيرا مسكينا وفقيرا من إخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك في أبوابك، في يومه تعطيه أجرته ولا تغرب عليها الشمس لأنه فقير وإليها حامل نفسه لئلا يصرخ عليك الرب فتكون عليك خطية» (تثنية 24/14-15).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبو خلف تكتب: هل مر شاس بن قيس مرة ثانية فى الأردن !
أبو خلف تكتب: هل مر شاس بن قيس مرة ثانية فى الأردن !

جفرا نيوز

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • جفرا نيوز

أبو خلف تكتب: هل مر شاس بن قيس مرة ثانية فى الأردن !

جفرا نيوز - كان هنالك رجل يهودى عظيم الكفر باغضاً للمسلمين وكان شيخاً شديد الحسد من تآلف المسلمين فى المدينة مر ذات يوم على مجلسٍ فية صحابة رسول قد جمعهم يتحدثون فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم فأمر فتىً شاباً من اليهود أن يجالسهم ويذكرهم بيوم بعاث وما كان قبله وأنشهدهم بعض ما كان من شعر هجاء وقدح وتعالى وفخر ففعل فتكلم القوم عند ذلك فتنازعو حتى تواثب رجلان من القبيلتين الأوس والخزرج فتقاولا وقال بعضهم لبعض السلاح السلاح موعدكم الحرة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم ترجعون إلى ما كنتم علية كفاراً فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم ما أشبهه اليوم بالأمس فالمهاجرين من غربى النهر ناصرهم شرقى النهر فأصبحو مهاجرين وأنصار القرن العشرين حيث ذابت فيها عصبيات الجاهلية وسقطت بها فوارق النسب واللون والوطن وكانت دعامة قوية فى بناء الوطن وتأسيس مجتمع جديد وقد ترتب على هذا التآلف والتآخى حقوق شملت التعاون المادى والرعاية والنصيحة والتزاور والإيثار والمصاهرة وأختلطت الدماء وأصبحو أخواناً يحملون نفس هموم الوطن ويتفاخرون بوجودهم وسط أنصار القرن العشرين اذا أستمرينا على نهج النبوة بالأخوة فى الله والتآخى لربحنا الجنة فلماذا ننقص الأجر الذى أستمر مائة عام وتنقضون عهداً بسبب ذباب الكترونى وأقلام مشبوهه موجهه لشعبنا والكل يعلم ولكن لا يعمل به أيها المهاجرين والأنصار لا تجعلو مر مرور شاي بن قيس المعاصر يربح هذة المرة وتذكرو ما أنزله الله قرآناً يتلى فى هذا الشأن نصب أعينكم بسم الله الرحمن الرحيم

هيمنة الاحتلال على وسائل الإعلام
هيمنة الاحتلال على وسائل الإعلام

عمون

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • عمون

هيمنة الاحتلال على وسائل الإعلام

لقد كانت أولى الطرق عند اليهود لاقامة دولتهم التي خططوا لها قبل اكثر مائة عام هو إفساد الأمم وإثارة الفتن والأكاذيب والشائعات داخلها وما دام لخصومهم صوت يسمع أو فكر يقرا أو وسائل تعرف وتنشر فقد يقف ذلك حائلا دون ما يأملون ؛ لذلك قررت اليهودية العالمية السيطرة على وسائل الإعلام كافة لتخرس صوت المعارضة وتلوث فكر الناس وتبعد أبصارهم عن رؤية الحقيقة بما تريهم اياه عبر وسائلها من معروضات وما تنشره في ساحاتهم من أباطيل وافتراءات فلا يكادوا يسمعوا ألا صوتها ولا يرون إلا ما تقرر بثه عبر شاشاتهم ولا يفكرون ألا بما أنتجته العقول اليهودية . اما من يعادي اليهود فسبيله الحرب والاغتيال أو أن يبقى رهينة الظلمة لا يرى النور مهما كلفهم ذلك من جهود أو أموال وقد بدأت نذر ذلك التخطيط تبرز في عام 1897 ومن خلال ما عرف ببروتوكولات صهيون التي جاء في بعض منها : أن تكمم أفواه كل المطبوعات ونشد وثاقها حتى لا يبقى شيء منها والنشرات حراً في الحملة علينا و لن يكون أحد ناشراً أوراقا أو طابعاً ألا حصل على شهادة أو رخصة تكونا معرضة للإلغاء إذا وقعت منه مخالفة القانون ( القانون الذي يسنونه هم). ولا ريب أن الأدب والصحافة اعظم قوى التثقيف وهذا ما يحمل حكومتنا على امتلاك اكثر الدوريات ليكون في وسعنا إبطال التأثير السيئ الذي تحدثه كل صحيفة فرعيه مستقلة. لقد مضى على هذا المخطط الصهيوني اكثر من قرن ونيف سنوات فالي أي مدى استطاعوا أن ينفذوا ذلك وماذا أضافوا إليه من خطط وهم مصممون جادون لا يدعون فرصة ألا واستغلوها ابشع استغلال ولا يتركون موجة الى ركبوها ووجهوها لما يخدم مصالحهم وتحقيق غايتهم . أصبحت في هذا القرن الجديد وبعد أن قامت دولتهم وقوي . عضدها حتى الحاكم الناهي في منطقتها مجندة كل الأموال والطاقات والدول والهيئات وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لتسهم كل منها في تحقيق أحلام اليهود ليس فقط في قيام إسرائيل الكبرى بل والهيمنة الكاملة على العالم . إن المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية يتبارون في كسب ود اليهود وان الذي يسير موكب النجاة للفوز بكرسي البيت الأبيض هو رئيس وزراء إسرائيل والرئيس الأمريكي الأوفر حظاً والأكثر دعماً ليس المهم أن يكون جمهوري او ديمقراطي بل أن يعرف كيف يقرأ ما يكتبه المستشار اليهودي وينصح به علماً بان اغلب الشعب الأمريكي لا يكن الحب لليهود ألا أن هذا لم ولن يكون مانعاً من ان يكون لليهود اليد الطولى والسيطرة شبه المطلقة على صناعة الرأي العام وتوجهاته عبر هيمنتهم على وسائل الأعلام من الصحافة والإذاعات والتلفزيون والسينما ولا يزالون مستمرين الإجهاز على المجتمع الأمريكي ومن خلاله على شعوب الأرض عبر ترويج الشذوذ الجنسي وتجارة المخدرات والجرائم وجميع المظاهر السلوكية والصراعات التي تظهر كل يوم والتي أصبحت تنخر بالمجتمعات.

«الخديعة»
«الخديعة»

الدستور

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • الدستور

«الخديعة»

قال الله تعالى في محكم تنزيله : « أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُون» (سورة البقرة الاية 100)، ديدن اليهود منذ الازل ابرام عهود ونكثها، فلا اهم من بث احقادهم وسمومهم دون اكتراث بنتائج اعمالهم، واخر ما تم نقضه والتجاوز عنه بكل فجاجة الصفقة الموقعة مع المقاومة الفلسطينية لانهاء العدوان الصهيوامريكي الغاشم على قطاع غزة، والذي استؤنف فجر الثلاثاء، ليروح ضحيته مع اوائل ضربات العدو الصهيوني المئات جلهم من النساء والاطفال. المقتلة الجديدة التي يتفاخر بها رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو وجيشه الفاشي اسماها «الخديعة» ليقول بكل وقاحة ان المفاوضات لاتمام الصفقة لن تتم الا تحت النار والقتل، وان العودة الى المقتلة الدموية في القطاع بمباركة امريكية صريحة تجدد اوهامه بالقضاء على المقاومة الفلسطينية خاصة حركة المقاومة الاسلامية حماس. حرب فاشية كانت وعادت لاجل انقاذ المستقبل السياسي للفاشي نتنياهو وحكومته المتطرفة، وعودة الاسرى لدى المقاومة من خلال الضغط العسكري محض اوهام صعبة التحقيق، الجميع داخل دولة الكيان الصهيوني وخارجه يعرفون جيدا مآرب هذه المقتلة، والفاشي نتنياهو الذي يتبع سياسة عقيمة اسماها بـ «السلام الذي لا يأتي بالقوة ...سيأتي بمزيد من القوة»، وللاسف هذا المبدأ الذي تبنته الادارة الامريكية الجديدة بالمطلق وباركته على لسان ساستها، للضغط على المقاومة لاعادة الاسرى، لن يؤثر فقط على المقاومة وانما كذلك على دولة الكيان. مقترح «ويتكوف» الجديد الراغب في تمديد المرحلة الاولى من صفقة التبادل مقابل مساعدات تدخل للقطاع وتسليم بعض الاسرى الفلسطينيين واطلاق عدد اكبر من الاسرى لدى المقاومة، هو مقترح الفاشي نتنياهو والذي بالطبع تبناه الوسيط الامريكي ستيف ويتكوف وادارته كاملة، وتماهى معه اكثر من الصهاينة، حتى باتت «حماس» سببا في اشعال الحرب من جديد، وتمادت المطالبات في خروجها وقادتها من القطاع، فهل يعقل ان تتقبل المقاومة مثل هذا الطرح الساذج، ان المقاومة لن تفرط في ورقة الاسرى لانقاذ مستقبل نتنياهو السياسي، وهي تدرك تماما ان عودة الحرب من جديد ممكنة مع مثل هذا العدو الذي لا يحترم اي مواثيق او عهود. السؤال المطروح هنا، هل بعد كل هذا الموت والدمار الذي مر على القطاع واهله هناك فرصة واحدة للتنازل من قبل ليس فقط المقاومة بل والغزيين؟ هذا الامر رد عليه الطرفان بكل يقين وايمان، فالمقاومة قالت انها ملتزمة حتى اللحظة ببنود الصفقة الموقعة في شهر كانون الثاني الماضي، وانها تماسكت حين خرقت دولة الكيان اتفاق الهدنة عدة مرات، وانها تفهم جيدا التلاعب بالجمل والالفاظ سواء من جانب الكيان الصهيوني او من جانب الضامن الامريكي لتنفيذ بنود الاتفاق. هذه العملية العسكرية الفاشية المتجددة في القطاع هدفها ان تقديم المقاومة على رأسها «حماس» تنازلات لتحقيق هدف نتنياهو واعلان «النصر المطلق» ونزع سلاح المقاومة، الأمر هذا لن يتحقق، لأن السلاح سيبقى بيد المقاومة التي لن تتنازل عنه حتى يتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store