
أخبار العالم : دراسات: البيض خيار مثالي لأحد العناصر المهمة لصحة الدماغ
الثلاثاء 15 أبريل 2025 12:30 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images/ Serenity Strull/ BBC
Article information Author, جيسيكا برادلي
Role, بي بي سي
قبل 53 دقيقة
ربما لم تسمع عن الكولين من قبل، لكن دراسات تظهر أنه ضروري للصحة في مراحل مختلفة من الحياة، إذ يعمل على تحسين الأداء المعرفي وتقليل القلق. لكن هل نحصل على كمية كافية منه؟
الكولين ليس فيتاميناً أو معدناً، بل مركّب عضوي ضروري لأداء صحي للجهاز العصبي، وظهرت أدلة تشير إلى أن زيادة استهلاك الكولين قد يكون له مجموعة واسعة من التأثيرات القوية، مثل تحسين الأداء المعرفي والحماية من اضطرابات النمو العصبي، بما في ذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وعسر القراءة.
ويبدو أنه عنصر غذائي يلعب دوراً رئيسياً في النمو العصبي أيضاً، إذ أفادت دراسة بأن الأمهات اللاتي تناولن مكملات الكولين أثناء الحمل، أنجبن أطفالاً يتمتعون بسرعات أعلى في معالجة المعلومات، وهو مؤشر على صحة الأداء المعرفي.
ويقول علماء إن الكولين عنصر غذائي مدهش، وتم تجاهله بشكل كبير. لكن، من أين يأتي الكولين؟ وهل نحصل على كمية كافية منه؟
عنصر غذائي مهم
تقول أستاذة علوم الصحة والتغذية في كلية بروكلين في نيويورك، شينيين جيانغ، إن كل خلية في أجسامنا تحتوي على الكولين.
والكولين عنصر غذائي "أساسي"، أي أننا نحتاجه للصحة، لكن أجسامنا لا تنتج ما يكفي منه، لذلك نحتاج إلى الحصول على جزء منه من خلال نظامنا الغذائي، ومن هذه الناحية، فهو يشبه أحماض أوميغا 3 الدهنية، رغم ارتباطه بشكل وثيق بفيتامين ب، بحسب إيما ديربيشاير، الكاتبة في الشأن العلمي والمؤسِسة والمديرة التنفيذية لشركة الاستشارات "نيوتريشنال إنسايت".
ويمكن العثور على الكولين - غالباً - في الأطعمة الحيوانية، مثل لحوم البقر والبيض والأسماك والدجاج والحليب، لكنه موجود أيضاً في الفول السوداني والفاصوليا والفطر والخضراوات الصليبية مثل القرنبيط، على الرغم من أن الأطعمة الحيوانية تحتوي عادة على كميات أكبر منه مقارنة بالمصادر النباتية.
ونحتاج إلى الكولين لأداء وظائف عديدة في أجسامنا، بما في ذلك وظائف الكبد، وقد يُسبب نقصه مشاكل عديدة، إذ تقول جيانغ إنه "يساعد على نقل الدهون خارج الكبد، وعندما يعاني الشخص من نقص الكولين، فقد يصاب بالكبد الدهني".
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
يعد فول الصويا مصدراً نباتياً غنياً بالكولين مع 120 ملغم لكل 100 غرام
ويساعد الكولين الجسم على تصنيع الدهون الفسفورية، وهي المكون الرئيسي للأغشية الخلوية.
ويمكن أن يؤثر نقص هذا العنصر الغذائي على العملية الجينية التي تساعد على تكاثر خلايانا، فخلال مرحلة نمو الجنين، قد يكون نقص الكولين ضاراً خصوصاً وأنه قد يسبب نقص نمو الخلايا في الدماغ.
وتقول ديربيشاير إن دور الكولين في الدماغ مهم، فهو "عنصر غذائي للدماغ"، وهو ضروري لأجسامنا لإنتاج الناقل العصبي أسيتيل كولين، وهو مادة كيميائية تنقل الرسائل من الدماغ إلى الجسم عبر الخلايا العصبية، ويلعب دوراً رئيسياً في الخلايا العصبية في الدماغ، التي تعد ضرورية للذاكرة والتفكير والتعلم.
وفي دراسة شملت نحو 1400 شخص تراوحت أعمارهم بين 36 و83 عاماً، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم نسبة أعلى من تناول الكولين يتمتعون بذاكرة أفضل، وأن تناول الكولين خلال منتصف العمر قد يساعد في حماية أدمغتنا.
ويُدرَج الكولين عادة كمكوّن في المكملات الغذائية التي تُؤخذ كـ "منشطات ذهنية"، وهي مجموعة متنوعة من المواد التي يُعتقد أنها قد تعزز التعلم والذاكرة.
ومن ناحية أخرى، ارتبط نقص الكولين بالاضطرابات العصبية التنكسية مثل مرضَيْ الزهايمر وباركنسون.
وهناك طريقة أخرى قد يؤثر بها الكولين على الدماغ وهي صحتنا العقلية، إذ وجدت دراسة أن تناول كميات أكبر من الكولين ارتبط بانخفاض مستويات القلق، بينما في دراسة أخرى، ارتبط تناول كميات أكبر من الكولين في النظام الغذائي بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.
وتناوُل كمية كافية من الكولين له فوائد أخرى عديدة، إذ وجد بحث أُجري على فئران أن الكولين يمكن أن يساعد في خفض مستويات الهوموسيستين، وهو حمض أميني يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويمكن ربط المستويات العالية من الهوموسيستين بهشاشة العظام، إذ خلص بحث إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الكولين في نظامهم الغذائي يميلون إلى التمتع بزيادة في كثافة العظام، وهو مؤشر على قوة وصحة العظام مع انخفاض خطر الإصابة بالكسور.
وتقول الباحثة في معهد أبحاث مارين في النرويج، التي درست العلاقة بين الكولين وصحة العظام، جانيك أوين، إنه "قد يكون للكولين تأثير محتمل على هشاشة العظام".
وتوضح أن هذا قد يعود جزئياً إلى الهوموسيستين، لكن أيضاً، إلى أن الكولين هو بنية أساسية في أغشية خلايانا.
أول ألْف يوم
تعتبر مرحلة العامين الأولين من عمر الطفل مهمة للغاية لنموه، كما أن النظام الغذائي للأم أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية، له تأثير متكامل على ذلك.
وتشير دراسات إلى أن الكولين ذو أهمية حيوية لنمو الطفل في الرحم، إذ يولد الأطفال بكمية من الكولين تعادل ثلاثة أضعاف ما لدى أمهاتهم، وهو ما يوضح - بحسب ديربيشاير - مدى أهمية الكولين في هذه المرحلة من الحياة.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
بحسب دراسة، فإن الأشخاص الذين يتناولون البيض لديهم تقريباً ضِعف معدل استهلاك الكولين مقارنة بمن لا يتناولونه
وخصلت دراسات إلى أن توريد الكولين إلى رحم الأم، يرتبط بالنتائج المعرفية للطفل، وقد تستمر فوائده لسنوات مع نمو الطفل.
وفي إحدى الدراسات، أنجبت النساء الحوامل اللاتي تناولن أعلى كمية من الكولين خلال الثلث الثاني من الحمل (من الأسبوع 13 إلى الأسبوع 28) أطفالاً سجلوا درجات أعلى في اختبار الذاكرة القصيرة والطويلة المدى في سن السابعة.
في حين، أشارت بعض الأبحاث إلى أن تناول الكولين بشكل غير كافٍ أثناء الحمل، قد يكون مرتبطاً بسلوكيات اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه لدى أبنائهن.
وتقول ديربيشاير: "نرى الكثير من اضطرابات فرط النشاط ونقص الانتباه وعسر القراءة في المدارس، بعضها وراثي، لكن من المحتمل أيضاً أن يكون السبب عدم الحصول على العناصر الغذائية الرئيسية في الرحم"، مضيفة أنها "تغيرات دقيقة تحدث في النمو العصبي وتؤثر على الأطفال لاحقاً، ونحن نعالج آثارها الآن".
جيانغ التي درست العلاقة بين إمداد الأم بالكولين أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية ونمو الدماغ، تقول: "في نتائج الدراسات على الحيوانات، كلما زادت كمية الكولين لدى الأم، كان النمو المعرفي لأطفالها أفضل"، وأضافت: "بدأنا نلاحظ نتائج مماثلة في الدراسات البشرية، وإن لم تكن متطابقة تماماً".
هل نحصل على كمية كافية من الكولين؟
في أوروبا، وضعت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية توصيات بشأن تناول الكولين: 400 ملغ للبالغين، و480 ملغ و520 ملغ للحوامل والمرضعات على التوالي.
أما في الولايات المتحدة، أصدر معهد الطب - لأول مرة - توصيات بشأن تناول الكولين بشكل كافٍ عام 1998: 550 ملغ يومياً للرجال و425 ملغ يومياً للنساء، أو 450 ملغ أثناء الحمل و550 ملغ أثناء الرضاعة الطبيعية.
وتحتوي البيضة الواحدة على نحو 150 ملغ من الكولين، في حين يحتوي صدر الدجاج على نحو 72 ملغ، وتحتوي حفنة من الفول السوداني على قرابة 24 ملغ.
وفي 2017، نصحت جمعية التسويق الأمريكية، بأن تحتوي مكملات الفيتامينات قبل الولادة على كميات "مبنية على الأدلة" من الكولين.
تغذية الدماغ
وخلصت مراجعة أجريت عام 2020 على 38 دراسة على الحيوانات و 16 دراسة على البشر، إلى أن مكملات الكولين تساعد في نمو الدماغ. ومع ذلك، فإن الدراسات التي أجريت على الحيوانات فقط، أظهرت وجود رابط قوي بين الكولين وتحسين الوظائف المعرفية.
ولا تُحدد المراجعة الكمية المثالية لتناول مكملات الكولين، لكنها تُشير إلى أن معظم الدراسات التي أجريت على البشر تستخدم مكملات تُوفر ما يصل إلى 930 ملغ من الكولين يومياً في كمية تُعادل الكولين الموجود في ست بيضات تقريباً، دون الإبلاغ عن أي آثار سلبية.
وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى المزيد من الكولين أكثر من الكميات اليومية المُوصَى بها، مثل النساء بعد انقطاع الطمث، اللاتي يعانين من انخفاض مستويات هرمون الأستروجين، والأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهنية، وفق أوين.
وتقول ديربيشاير - التي قدمت نصائح واستشارات في هذا المجال - إنه "نظراً للاختلافات الجينية بين الأشخاص، قد تكون لدى بعض الأشخاص احتياجات أعلى من الكولين".
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
يحتوي الفول السوداني على مستويات مرتفعة من الكولين، بمعدل 61-66 ملغ لكل 100 غرام من زبدة الفول السوداني
وتقول جيانغ إنه عندما نتناول الأطعمة التي تحتوي على الكولين، فمن السهل جداً امتصاصها في دمائنا، وهو ما يضمن إلى حد ما أننا نستهلك ما يكفي من الكولين.
لكن دراسات أظهرت أن الكثيرين منا لا يحصلون على كمية كافية منه، إذ وجدت دراسة أن 11 في المئة فقط من البالغين الأمريكيين يستهلكون الكمية اليومية الموصَى بها.
ويعتبر البيض واحداً من أقوى المصادر الغذائية للكولين، لكن هناك مخاوف من أن أولئك الذين يختارون اتباع نظام غذائي نباتي قد لا يحصلون على ما يكفي من هذا العنصر الغذائي، رغم وجود العديد من المصادر النباتية ومكملات الكولين المتوفرة على نطاق واسع في البلدان المتقدمة.
ووجدت دراسة أن الأشخاص الذين يتناولون البيض لديهم تقريباً ضِعف معدل استهلاك الكولين مقارنة بمن لا يتناولونه، ما دفع الباحثين إلى الاستنتاج أن الحصول على الكمية اليومية الكافية من الكولين يُعد "صعباً للغاية" دون تناول البيض أو استخدام مكمل غذائي.
لكن توصية الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية بتناول 400 ملغ من الكولين يومياً، يُمكن تحقيقها لمعظم الناس إذا خططوا لنظامهم الغذائي بعناية، كما تقول جيانغ.
وتشمل بعض المصادر النباتية للكولين التوفو (28 ملغ من الكولين لكل 100 غرام)، وزبدة الفول السوداني (61-66 ملغ لكل 100 غرام)، وفول الصويا (120 ملغ لكل 100 غرام).
وتقول أوين إنه يمكن لأي شخص يشعر بالقلق حول عدم حصوله على ما يكفي من الكولين، أن يتناول مكملاً غذائياً يومياً. وتضيف أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث على الحيوانات والبشر لفهم الآليات الكامنة وراء بعض فوائد الكولين الصحية بشكل أفضل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
أخبار العالم : منعش وحامض..تعرف إلى تاريخ "ملك" المشروبات الصيفية في تركيا
الجمعة 23 مايو 2025 06:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الطعام الحار اللذيذ وحرارة الصيف المرتفعة من أبرز مزايا تركيا، لكن عندما يجتمع هذان العنصران، ستحتاج إلى شيء يخفف من حرارة الأجواء. لحسن الحظ، تتمتع تركيا بالحل المثالي لذلك، أي مشروب لبن عيران المنعش للغاية، والذي يمزج بين الزبادي الطازج، والماء، والملح. لا يمكن إنكار جاذبية مشروب عيران، إذ كان يُشرب في المنطقة التي تلتقي فيها أوروبا بآسيا لقرون، كما أنّه يُباع اليوم بأشكالٍ مختلفة في تركيا ودول أخرى. العيران، الذي يُحضّر من الزبادي والملح والماء، هو مشروب منعش لا غنى عنه في الصيف بتركيا. Credit: Alexander White/Alamy Stock Photo تحظى خصائصه المنعشة بإشادة المجتمع العلمي أيضًا، إذ قال البروفيسور بارباروس أوزر من كلية الزراعة بجامعة أنقرة بقسم تكنولوجيا الألبان لـ CNN: "يُعد شرب لبن عيران وسيلة مهمة لاستعادة توازن المعادن المفقودة بسبب التعرق في الصيف، بفضل محتواه المعدني الطبيعي ووجود الملح المضاف"، كما يحتوي هذا المشروب على البروتين ومعادن مهمة. لا تقتصر الفوائد على ذلك فحسب، إذ تشمل تأثيراته صحة الجهاز الهضمي والأمعاء، حيث يلعب لبن عيران دورًا حاسمًا في الحفاظ على توازن صحة الجهاز الهضمي وتوازن ميكروبات الأمعاء. مشروب منعش عمره ألف عام يُعتقد أنّ الأتراك استمتعوا بلبن عيران منذ ألف عام تقريبًا. Credit: photographer takes to the top of/iStockphoto/Getty Images يُعتقد أنّ الشعوب التركية أنتجت لبن عيران منذ ألف عام على الأقل، ومن الآمن القول إنّه وُلِد من الضرورة. وكانت الأطعمة والمشروبات المُخمّرة، مثل الجبن، والزبادي، ولبن عيران مثالية للرحلات الطويلة. وقد حضّر البدو الأتراك منتجات الألبان المُخمّرة لزيادة مدّة صلاحيتها، وساعدهم ذلك في التكيّف مع مناخ السهوب القاسي، أي الأراضي العشبية الشاسعة الخالية من الأشجار، والتي اتخذوها موطنًا لهم. مع هجرة الأتراك من آسيا الوسطى إلى الأناضول (المساحة التي تُشكّل غالبية أجزاء تركيا الحديثة)، رافقهم مشروب لبن عيران. قالت المحرِّرة والباحثة في مجال فنون الطهي، ميرين سيفر لـCNN: "نعلم من خلال وثائق الرحلات التاريخية أن سكان الأناضول كانوا يُعدّون لبن عيران". شملت وجبات الطعام اليومية بالنسبة لهم "خبزًا مقطعًا يُضاف إلى الزبادي، أو يُقدَّم كإضافة إلى لبن عيران". وخلال هجرتهم، يُرجّح أن الأتراك تركوا آثارًا لهذا المشروب، ما أثّر بدوره على ثقافات أخرى. تجربة تركية أصيلة عادةً ما يُقدَّم لبن عيران في أكواب نحاسية. Credit: nusi55/iStockphoto/Getty Images قد يهمك أيضاً اليوم، لا يُعد لبن عيران جزءًا من تقاليد الطهي التركية العريقة فحسب، إذ انه من أكثر المشروبات شعبية في تركيا الحديثة أيضًا. ومن رفوف محلات الـ"سوبرماركت" الكبيرة إلى براميل بائعي الطعام في الشوارع، يروي لبن عيران العطش، ويُقدَّم مع وجبات الطعام في جميع أنحاء البلاد. وصل الأمر إلى درجة أن مطاعم الوجبات السريعة العالمية مثل "ماكدونالدز" و"برجر كنج" تُدرج لبن عيران كخيار ضمن وجباتها في تركيا. لكن يجب على كل من يبحث عن تجربة تقليدية أصيلة التوجّه إلى الأماكن التي يُقدم فيها لبن عيران في أكوابٍ نحاسية، مثل محلات الكباب المعروفة باسم ocakbaşı"، حيث يمكن الجلوس أمام الشوايات ومشاهدة وجبة الطعام، خلال تحضيرها على أسياخ معدنية. مشروب بسيط بمئات الوصفات يُقدَّم المشروب مع النعناع أحيانًا. Credit: Gercelman Ihsan/imageBROKER/Shutterstock رُغم سهولة تحضير لبن عيران، إلا أن هناك العديد من الوصفات. عادةً ما يُحضَّر عيران "سوسورلوك" المحلي في منطقة سوسورلوك في باليكسير شمال غرب تركيا من لبنٍ غني بالدهون، ويُكوِّن ذلك رغوة على سطح المشروب. ويُعدّ عيران "يايك" نوعًا شائعًا آخر من هذا المشروب، وهو منتج ثانوي لصنع الزبدة. ولتحضيره، يُستبدل الزبادي بالحليب الرائب، ما يُعطي قوامًا رغويًا للغاية وطعمًا أقل حدّة. من ناحيةٍ أخرى، تُعرف منطقة ملاطيا الشرقية بلبن عيران الحار، المُحضّر بالفلفل الأخضر أو الأحمر. توجد مئات الوصفات الأخرى على الأرجح. وعلى سبيل المثال، يمكنكِ إضافة القليل من النعناع لجعل المشروب أكثر انتعاشًا، أو الامتناع عن إضافة الملح إذا رغبت. طعم حامض يتمتع لبن عيران بشهرة واسعة في تركيا والمناطق المحيطة بها. إذًا، لم يحظَ المشروب بشعبية عالمية؟ تُرجح الأستاذة المشاركة ورئيسة قسم فنون الطهي وفنون المطبخ في جامعة "أوزيجين" في تركيا، أوزغه سامنجي، السبب إلى كونه "غير مألوف". وشرحت لـCNN: "المطبخ التركي عمومًا غير معروف جيدًا في الخارج، والمنتجات المرتبطة به غير متوفرة في الأسواق". كما أنّها لفتت إلى "قلة المطاعم التركية ومحدودية انتشارها، فضلًا عن اعتبار طعم لبن عيران الكلاسيكي من دون إضافات مثل النعناع غريبًا للأجانب، الذين لا يُحبون هذه النكهة الحامضة في الغالب".


نافذة على العالم
منذ 2 أيام
- نافذة على العالم
إقتصاد : الحكومة البريطانية ترفع أجور المعلمين والأطباء 4%
الجمعة 23 مايو 2025 03:00 صباحاً نافذة على العالم - مباشر: رفعت الحكومة البريطانية أجور غالبية المُعلمين والأطباء في إنجلترا، بعد مراجعة توصيات الجهات المعنية، لكن العاملين بهيئة الخدمات الصحية حصلوا على زيادة أقل. تضمن قرار الحكومة رفع أجور الأطباء والمُعلمين بنسبة 4%، والعاملين بهيئة الخدمات الصحية من غير الأطباء، مثل التمريض، بنسبة 3.6%، وفقاً لما نقلته شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وكان من المقرر رفع أجور المُعلمين والأطباء في الموازنة العامة بنسبة 2.8%، وسوف تُمول الحكومة الفارق من الموازنات الخاصة بالوزارات. أعربت نقابات العاملين بالمجال الصحي عن معارضتها لمنح موظفي الخدمات الصحية زيادة أقل من الأطباء، واتخذت الكلية الملكية للتمريض موقفاً مماثلاً. ورغم منح الأطباء المقيمين (المبتدئين) زيادة بنسبة 5.4% في المتوسط بسبب وجود علاوة قدرها 750 جنيهاً إسترلينياً، عارضت الجمعية الطبية البريطانية الإجراء.


تحيا مصر
منذ 2 أيام
- تحيا مصر
«H5N1»... العالم على أعتاب جائحة جديدة وتحديات في مواجهة الفيروس
تشهد سلالة إنفلونزا الطيور H5N1، المصنفة كواحدة من أشد الفيروسات فتكا، انتشارا عالميًا غير مسبوق، حيث وصلت إلى جميع القارات باستثناء أستراليا، وتم رصدها في حيوانات متنوعة مثل طيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية والإبل في الشرق الأوسط. وفي الولايات المتحدة، انتقل الفيروس من مزارع الدواجن إلى أكثر من 1,000 قطيع من الأبقار، مع تسجيل إصابات في الطيور البرية والثدييات بجميع الولايات الخمسين، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية. وحسب تقرير نشرته "بي بي سي" تم تسجيل 70 إصابة بشرية مؤكدة، توفي منها شخص واحد، لكن العلماء يحذرون من أن هذه الأرقام قد تكون مجرد "غيض من فيض" بسبب ضعف أنظمة المراقبة وتردد العمال في إجراء الفحوصات خوفًا من الترحيل، خاصة مع تصاعد التدقيق على العمال الأجانب في المزارع الأمريكية. أسباب تدفع العلماء للقلق أصابت السلالة أكثر من 70 نوعًا من الثدييات، وفقًا للأمم المتحدة، بما في ذلك الحيوانات البرية والأليفة والماشية. هذا الانتقال المتكرر بين الأنواع يزيد من فرص تحور الفيروس لاكتساب قدرة على الانتقال بين البشر. وتُعد الأبقار نقطة اتصال وثيقة مع البشر، مما يرفع احتمالات انتقال العدوى. يقول البروفيسور كامران خان من جامعة تورنتو: "إذا مُنح الفيروس فرصة للتكيف مع الثدييات، فقد يصبح التفشي الحالي مجرد بداية لجائحة". وانتقدت الدكتورة كايتلين ريفرز من جامعة جونز هوبكنز إدارتي ترامب وبايدن لفشلهما في توحيد إجراءات نقل المواشي عبر الحدود الأمريكية، وتعليق برامج مراقبة الفيروس خلال إدارة ترامب بسبب فصل خبراء الأمراض المعدية، حسب تقرير "بي بي سي" هل يمكن أن يتحول H5N1 إلى وباء بشري؟ وفق التقرير لم يثبت انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، لكن المخاوف تتزايد مع تسارع وتيرة الإصابات الحيوانية والبشرية. فمنذ ديسمبر 2024، سجلت دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند حالات بشرية، بينما تشهد فيتنام وكمبوديا تفشيًا متجددًا. وتوضح الدكتورة ريفرز: "الانتقال البيولوجي للفيروس بين الأنواع يمثل قفزات هائلة، وليس مجرد تحور بسيط. كل يوم يمر دون احتواء الفيروس يزيد من فرص تحوله إلى تهديد عالمي"، فيما يشير العلماء إلى أن هجرة الطيور مع اقتراب فصل الربيع قد تُعجل بانتشار الفيروس عبر القارات. تطعيم الحيوانات: معضلة اقتصادية وأمنية يواجه تطعيم الدواجن معارضة شديدة، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تخشى الحكومة من تأثير اللقاحات على صادرات المنتجات الحيوانية. ومع ذلك، وافقت وزارة الزراعة الأمريكية مؤخرًا على لقاح محدَّث بعد ضغوط متزايدة 13. في المقابل، حققت دول مثل فرنسا نجاحًا ملحوظًا في خفض الإصابات عبر تطعيم البط، لكن التحدي يكمن في قدرة الطيور الملقحة على نقل الفيروس إلى البرية. استعدادات التطعيم البشري تمتلك دول مثل الولايات المتحدة مخزونًا من لقاحات H5N1 للبشر، لكنها مخصصة حاليًا للعاملين في المزارن والمختبرات. يقول الدكتور خان: "في حال تحول الفيروس إلى جائحة، سنحتاج إلى تطوير لقاحات جديدة تستهدف السلالة المتحورة، وهو عملية قد تستغرق أشهرًا". ومنذ ظهوره عام 1996، تسبب H5N1 في أكثر من 700 إصابة بشرية في 15 دولة، مع معدل وفيات يقترب من 60%، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية 19. الدول الأكثر تأثرًا تشمل إندونيسيا وفيتنام ومصر، حيث أدى الاتصال المباشر مع الدواجن إلى تفشي واسع. ورغم الدروس القاسية من جائحة كوفيد-19، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن العالم "ليس مستعدًا بشكل كافٍ" لوباء جديد. فالفجوات في أنظمة المراقبة وعدم المساواة في الحصول على اللقاحات تظل عقبات رئيسية. وفي هذا الصدد، حذر مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم، من أن "الوباء القادم سيكشف عن نفس الثغرات التي عانينا منها سابقًا". ومع استمرار تفشي H5N1، يصبح تعزيز المراقبة الدولية وتوحيد الإجراءات الصحية بين الدول أمرًا ملحًا. كما يجب تسريع الأبحاث لتطوير لقاحات عالمية قادرة على مواجهة تحورات الفيروس. وكما تقول الدكتورة ريفرز: "الكشف المبكر عن الحالات البشرية وفهم آليات تطور الفيروس هما مفتاح منع الكارثة".