
هكذا أصبحت وردة الجزائرية صوتًا للعروبة بين باريس والجزائر ومصر
في ذكرى وفاتها..
في مثل هذا اليوم وتحديدا يوم 17 مايو لعام 2012، أُسدل الستار على واحدة من أنقى الأصوات العربية وأكثرها تأثيرًا، هى الفنانة وردة الجزائرية، فقد كانت صوتًا عابرًا للحدود، بين فرنسا والجزائر ومصر، حيث حملت في صوتها وجدان ثلاثة أوطان، ووهبت الفن العربي زخما لا يُنسى من الإحساس والأصالة، إذ غنت للحب وللوطن والفرح والانكسار، كما أنها كانت أكثر من مطربة؛ ويمكن اعتبارها بمثابة تجربة شعورية كاملة، وذاكرة موسيقية حية.
وردة الجزائرية.. ولادة فنية من رحم التعدد
وُلدت وردة في باريس عام 1939 لأب جزائري وأم لبنانية، وتربّت في كنف أسرة موسيقية تدير ملهى ليليًا شهيرًا في الحيّ اللاتيني، حيث استمعت في طفولتها المبكرة إلى أصوات عمالقة الغناء العربي مثل أم كلثوم وعبدالوهاب، إلى جانب الموسيقى الغربية.
كانت بدايتها الفنية من فرنسا، لكن الانطلاقة الحقيقية بدأت من بيروت والجزائر، قبل أن تحتضنها مصر، بلد الفن الأول في ذلك الزمن، وتصبح مركز إشعاعها الأكبر.
وردة ومصر.. قصة عشق فني ووطن
حين وصلت وردة إلى مصر، فتحت أمامها الأبواب، آمن بها الموسيقار محمد عبدالوهاب، ومنحها لحنًا في أول أفلامها "ألمظ وعبده الحامولي"، ثم كانت النقلة الكبرى مع بليغ حمدي، الذي كوّنت معه واحدة من أروع الثنائيات في تاريخ الغناء العربي.
وقدّمت في مصر أعمالًا لا تُنسى: "بتونس بيك"، "في يوم وليلة"، "خدني معك"، "أكذب عليك"، "أنده عليك"، وغيرها من الأغاني التي ترسّخت في الوجدان العربي، كما غنت لمصر "وطني حبيبي الوطن الأكبر"، وشاركت في المناسبات القومية، لتُصبح "وردة" رمزًا عربيًا جامعًا.
وردة.. جزائرية الصوت والهوى
رغم سنوات الغياب الطويلة عن الجزائر بسبب ظروف سياسية، عادت وردة إلى وطنها الأم لتغني له، وتكرّم فيه، وتستعيد مكانتها كرمز وطني، وغنت للجزائر "بلادي أحبك"، و"عيد الكرامة"، لتؤكد أن انتماءها ظل نابضًا في صوتها، حتى لو تأخر اللقاء.
ومن الستينيات إلى العقد الأول من الألفية، احتفظت وردة بمكانتها في قلوب الجماهير، وجددت صوتها في تجارب مختلفة، بينها تعاونها مع الملحن صلاح الشرنوبي في "حرمت أحبك"، وظهورها اللافت مع الجيل الجديد في فيديو كليب "أيام" عام 2006.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 3 ساعات
- مصرس
أسرار متحف محمد عبد الوهاب محمود عرفات: مقتنيات نادرة تكشف شخصية موسيقار الأجيال
على بعد خطوات من محطة الإسعاف وبالقرب من ميدان رمسيس مبنى عتيق وصرح تاريخى يجذب الانتباه، تعلوه لافتة مكتوب عليها «معهد الموسيقى العربية»..، المبنى الذى أسسه مصطفى بك رضا عام 1914 كنادِ للموسيقى الشرقية، تحول لمعهد الموسيقى عام 1929 عندما وقّعَ الملك فؤاد الأول على وثيقة الافتتاح الرسمية، ليستضيف أول مؤتمر للموسيقى العربية على مستوى العالم عام 1922، وفى عام 1995 تم ضم المعهد لدار الأوبرا المصرية... يضم المعهد متحفًا لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ومسرحًا ضخمًا، ومتحفًا للآلات الموسيقية النادرة ومكتبة موسيقية كبيرة، وحجرة خاصة بالملك فؤاد الأول ومقصورة خاصة به داخل المسرح، كما يوجد مكان لتعلم الموسيقى، فضلًا عن تجمل حديقة المعهد بتمثال لموسيقار الأجيال نحته الفنان طارق الكومى نقيب التشكيليين.. ونحن نحتفى هذا الشهر بذكرى رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب (1920-1991) الرابعة والثلاثين قمت بزيارة لمتحفه بالطابق الثانى والتقيت مدير المعهد محمود عرفات العاشق للمكان وذاكرته، ليطلعنا على أسرار المتحف التاريخى ومحتويات معهد الموسيقى. اقرأ أيضًا | رئيس جهاز أكتوبر الجديدة يعلن تشغيل خط مواصلات جديد من المدينة إلى ميدان رمسيسماذا عن طقوس الاحتفال بذكرى رحيل موسيقار الأجيال هذا العام؟الاحتفال بعبد الوهاب يكون طوال العام من خلال الزيارات وفتح المتحف للجمهور وحفلات وهابيات التى تقام شهريًا بمسرح المعهد، ففى ذكرى ميلاده 13 مارس يكون هناك أسبوع مجانًا للجمهور لزيارة المتحف، وكذلك فى ذكرى رحيله 3 مايو، فضلًا عن دعوة وسائل الإعلام وطلاب الجامعات والمدارس، ويشهد المتحف إقبالًا شديدًا فى هذا الوقت للتعرف على تاريخ هذا العملاق الذى نطلق عليه «النهر الخالد»، و للتعرف أيضًا على تاريخ الموسيقى الشرقية بشكل عام.من صاحب فكرة إنشاء متحف محمد عبد الوهاب؟الفضل يعود إلى السيدة نهلة القدسى زوجة الفنان محمد عبد الوهاب التى قدمت كل العون وتبرعت هى وأسرة الفنان بكل محتويات المتحف من آلات موسيقية خاصة ومتعلقات شخصية، وجوائز ونياشين وصور شخصية نادرة.الليل لما خلىولماذا تم اختيار معهد الموسيقى ليكون مكانًا للمتحف؟هناك سببان لذلك، الأول أن عبد الوهاب من أوائل الدارسين فى المعهد، والسبب الثانى أنه غنى فى حفل افتتاح المعهد فى حضور الملك فؤاد أغنية «الليل لما خلى».. ولهذا كان اختيار السيدة نهلة القدسى لهذا المكان، خاصة بعد حديثها مع الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة آنذاك وطلبت منه إقامة متحف لعبد الوهاب داخل المعهد، وفعليًا وافق على الفور وساهم فى إنجاز المتحف بسرعة، ومن أوائل من طرح الفكرة أيضًا كانت السيدة رتيبة الحفنى عميدة معهد الموسيقى العربية آنذاك والتى أشرفت على إنشاء المتحف.ركن الذكرياتوما محتويات متحف عبد الوهاب؟- المتحف يعرض قصة حياة ومشوار الموسيقار الكبير، حيث يضم عدة أركان، البداية تكون فى ركن الذكريات والذى يحكى بالصور نشأته فى حارة برجوان بحى باب الشعرية وشبابه وأسرته، ومدرسة السلحدار التى كان يعمل فيها مدرسًا للموسيقى وكان من تلاميذه الأديب إحسان عبد القدوس، والطريف أن عبد الوهاب خسر علاوة بسبب إحسان الذى غنى أمام وزير المعارف رغم طلب عبد الوهاب منه عدم الغناء بسبب صوته النشاز!..وما أبرز الصور والجوائز فى المتحف؟- الصور التى تحكى علاقته بأمير الشعراء أحمد شوقى الذى تبنى موهبته وأثقلها وأرسله إلى فرنسا لتعلم المقامات الموسيقية، بعد ذلك ننتقل إلى ركن آخر والذى يضم جائزة الاسطوانة البلاتينية التى حصل عليها كأول مطرب مصرى وعربى، ثم ركن يحكى علاقته بالإذاعة المصرية والعقود التى أبرمها لتلحين وغناء العديد من الأغنيات، والميكروفون الذى كان يغنى فيه فى الإذاعة، ثم ننتقل إلى ركن آخر يحكى علاقته بالسينما المصرية وعرض لأفيشات أفلامه التى قدمها، يتصدرها أفيش فيلم «يوم سعيد» بمشاركة الطفلة آنذاك الفنانة الكبيرة فاتن الحمامة.وماذا عن الأوسمة والنياشين التى حصل عليها عبد الوهاب؟هناك ركن خاص بالأوسمة والنياشين وشهادات التقدير التى حصل عليها طوال تاريخه سواء فى مصر أو العالم العربى أو الأجنبى، وركن يضم العود الشخصى والبيانو والأورج التى كان يعزف عليها، ونوت الألحان الموسيقية التى كتبها بخط يده، وعصا قيادة الأوركسترا المصنوعة من الأبانوس التى قاد بها فرقة الموسيقات العسكرية أثناء إعادة توزيع النشيد الوطنى.ما أهم المتعلقات الشخصية التى يحتفظ بها المتحف؟داخل ركن زجاجى سيجد الزائر متعلقاته الشخصية مثل بطاقته وجواز سفره، وملابسه وبعض رابطات العنق، وبذلته الخاصة التى ارتداها فى فيلم الوردة البيضاء عام 1933، والروب الشخصى والكرسى الهزاز الذى رحل جالسًا عليه، وساعته الخاصة وساعة الحائط وقد توقفت عند موعد رحيله «الساعة 11.57 مساء يوم 3 مايو 1991، كما يضم هذا الركن مصحفًا صغيرًا وتليفون منزله ونظاراته وقلمه وراديو، وبعض الصور النادرة مع رؤساء مصر وبعض ملوك وأمراء الدول العربية، وصور لجنازته العسكرية المهيبة.وماذا عن أغانيه وأفلامه؟- هناك عدة غرف ملحقة بالمتحف، منها غرفة سينما لعرض أفلامه، وغرفة لاستماع كل أغانيه وألحانه التى قدمها طوال مسيرته، ومنها مشاهد نادرة للبروفات والدندنة التى كان يعزفها منفردًا فى منزله، وهذا يتم عرضه عبر شاشات وبرامج حديثة يستخدمها الزائر بنفسه دون تدخل من إدارة المتحف.كم يبلغ عدد زوار معهد الموسيقى؟العدد فى ازدياد كل يوم، وهناك أفواج سياحية تأتى للمعهد باستمرار لزيارة متحف عبد الوهاب ومعهد الموسيقى كمبنى أثرى مبنى على الطراز العربى الإسلامى، فضلًا عن مشاهدة محتوياته من آلات موسيقية نادرة، ومكتبة ضخمة للموسيقى، علمًا بأن زيارة المتاحف تكون مجانًا لرواد الحفلات فى المساء، والمتاحف بشكل عام مفتوحة يوميًا من العاشرة صباحًا حتى السادسة مساء من الأحد إلى الخميس وأثناء الحفلات.أثر تاريخىكم حفلة يقيمها معهد الموسيقى شهريًا ومدى الإقبال عليها؟ما يقرب من 10 حفلات متنوعة ما بين وهابيات وكلثوميات وإنشاد دينى، وموسيقى وهذه الحفلات يكون عليها إقبال شديد، ومعظمها يكون كامل العدد.من هم أشهر الرموز التى درست فى المعهد؟- علامات كثيرة درست وتخرجت فى هذا الصرح، منهم محمد عبد الوهاب، ومحمد عبد المطلب، وعبد الحليم نويرة.. وعبد الحليم حافظ.. وآخرون.المعهد من الداخل يعد فخرًا للمصريين ولوزارة الثقافة التابع لها، إلا أنه يحتاج إلى ترميم وطلاء خارجى يتناسب مع قيمته التاريخيه.. ما رأيك؟أتفق معك تمامًا لأن المبنى بالفعل مر عليه أكثر من مائة عام، ومسجل كأثر، وبما يضم المعهد من متاحف ومقتنيات ومسرح تاريخى يتردد عليه المصريون والأجانب، كما يعد مزارًا سياحيًا مهمًا وسط المدينة، فنحن نتحدث عن معهد للموسيقى العربية لا يوجد مثيل له فى العالم لما يضمه من آلات موسيقية نادرة، لذا فهو فى حاجة إلى ترميم يتناسب مع قيمته التاريخية.لوحات لرموز الموسيقىشاهدت لوحات لرموز الموسيقى رسمها الفنان مصطفى حسين، ولوحات تشكيلية أخرى فى مكتبك.. ما حكاياتها؟اللوحات التشكيلية إعارة من قطاع الفنون التشكيلية للعرض داخل المعهد، ويشرف عليها القطاع ويتابعها سنويًا، وهى لوحات لفنانين مصريين، أما اللوحات التى رسمها مصطفى حسين وعددها 19 لوحة تزين أماكن الاستضافة وأماكن الانتظار، وفى غرفة استراحة الملك، فقد رسمها بتكليف من المعهد تخليدًا لتلك الأسماء مثل: رياض السنباطى، وعبد الوهاب، ومحمد الموجى، وبليغ حمدى، وليلى مراد، وعبد الحليم نويره.. وآخرين.لاحظت أنه لا يوجد مكان خاص لركن السيارات، فما مصير رواد الحفلات؟المعهد كانت مساحته كبيرة، أكثر من المساحة الحالية التى تصل إلى 3200م، وكانت الأرض إهداء من الحكومة للمعهد وقت إنشائه، لكن للأسف تم استقطاع جزء دون وجه حق لصالح مسرح جلال الشرقاوى الملاصق للمعهد، وهذا الموضوع مر عليه سنوات، وهناك قضايا فى هذا الشأن وأتمنى أن تعود مساحة المعهد كما كانت لأنها فى النهاية أرض الدولة المصرية، والمعهد فى أمس الحاجة إليها.وفى نهاية الجولة.. جذب نظرى عبارة كتبها عبد الوهاب بخط يده تم وضعها أسفل صورة جنازته العسكرية.. كتب فيها: «إذا أرضى الفنان فنه أولًا قبل إرضاء الجمهور، فإن فنه يعيش وهو ميت»..وفعليًا رغم مرور 34 عامًا على رحيله، إلا أن ألحانه وأغانيه ستظل علامة فارقة فى تاريخ الموسيقى العربية يتعلم منها الأجيال، ولمَ لا وقد قال عنه أنيس منصور: عبد الوهاب مثل مرآة ضخمة كل إنسان يجد فيها نفسه، فيما قال نجيب محفوظ: عبد الوهاب أغنى موسيقانا وأثراها وطورها من خلال هذا التأثر بالغرب، وقد نسج بين اللونين الشرقى والغربى ببراعة، وجعل بينهما نسيجًا واحدًا متناغمًا وهذا هو سر عبقريته.


المصري اليوم
منذ 3 أيام
- المصري اليوم
عيد ميلاد «عادل إمام».. الخالد فى ضمائرنا
حين لا تعرفُ بلدًا ما: لم تزره ولم تقرأ عنه، فإن هذا البلد بكامله يدخلك، أو تدخله، عبر بوابة «الفن»، من خلال رواية، أو لوحة، أو فيلم. فحين تسمعُ كلمة «روسيا»، فورًا تتذكّر «تشيخوف»، «ديستويفسكى»، و«تشايكوفسكى»، وحين تسمع «هولندا»، ستفكّر تلقائيًّا فى «ڤان جوخ»، وترتسمُ على صفحة عقلك طواحيُن الهواء وحقول القمح. وإذا سمعت: «النمسا»، فورًا سيعزفُ أوركسترا عقلك افتتاحيةَ السيمفونية الأربعين للعبقرى «موتسارت»، تلك التى استلهمها «الرحابنةُ» لتشدو «فيروز»: «يا أنا يا أنا أنا وياك/ صِرنا القصص الغريبة/ واتسرقت مكاتيبى/ وعرفوا إنك حبيبى» وإذا سمعتَ اسمَ «مصرَ»، ولم يسعدك الحظُّ بزيارتها، أو قراءة تاريخها العريق الذى صاغ أرقى حضارات الأرض وأجملها، فسوف ترتسمُ على شاشة عقلك صورة «أم كلثوم» تقفُ شامخةً كملكة، عاقصةً شعرَها لأعلى، وإيشاربٌ حريرى يتدلّى من خنصرها، لتشدو: «ظالمُ الحُسن شهىُ الكبرياء» كما كتب كلماتها وموسيقاها العبقريان: «إبراهيم ناجى»، «رياض السنباطى». أو يجلجلُ فى خاطرك صوتُ «يوسف وهبى» يقول: «ما الدنيا إلا مسرحٌ كبير»، أو «فؤاد المهندس» يغنّى: «أنا واد خطير»، كلمات «حسين السيد»، وموسيقى الأسطورة «محمد عبد الوهاب»، الذى يدهشنا فى موسيقى الأغانى الكوميدية الخفيفة، مثلما أدهشنا فى تلحين أعقد القصائد وأعلاها كعبًا!. ودون شك سوف يصافحُك وجهُ «عادل إمام» وهو يقول: «بلد بتاعت شهادات صحيح!»، أو حتى ملامحه صامتًا متعجّبًا من قول إلى الإرهابى: «أنت مكانك مش هنا، مكانك فوووق»، وعشرات التعبيرات الشهيرة التى غرسها «عادل إمام» فى ذاكرة الوعى المصرى خلال ستين عامًا من السينما والمسرح والدراما كسرت حاجز المائة وسبعين عملا. كنتُ فى المملكة العربية السعودية، وبعد كلمة نطقتُها، توقف رجلٌ من الشرق الأقصى، كان يسير مع أسرته، ثم أسرع نحوى، ودون مقدمات قال لى بعربية متعثّرة: «أنتِ مصرى؟»، فقلتُ له: «نعم أنا مصرية». فابتسم بسعادة وقال: (تعرفى «عادل إمام»؟ سلم عليه!) فابتسمتُ ووعدته بأن أفعل. وبعد سنوات أوفيتُ وعدى فى الطائرة التى جمعتنى بالفنان الكبير فى طريقنا إلى «مهرجان جرش» بالأردن. نقلتُ له تحية الرجل الآسيوى، فشكرنى ثم ابتسم ابتسامته الشهيرة وقال: «طب هو مبيجيش ليه؟ مش يبقى ييجى؟!»، وانفجر الحضور بالضحك. «عادل إمام» ظاهرةٌ فنية مصرية لها أثرُها البالغ، وبصمتُها القوية فى تاريخ الدراما المصرية. خلال أفلامه طرح وناقش همومَ المجتمع، ورفع إصبعَ الاتهام عنيفًا فى وجه أخطر أدران المجتمع. فُصامية التطرف والإرهاب: «الإرهابى»، العشوائيات وأزمة الإسكان: «كراكون فى الشارع»، تآكُل السلام المجتمعى: «حسن ومرقص»، الرفض الشعبى للتطبيع مع إسرائيل: «السفارة فى العمارة»، الانشطار المجتمعى: «عمارة يعقوبيان»، الفساد والاتّجار الدينى: «طيور الظلام»، الوطنية فى مواجهة الفساد الإدارى: «اللعب مع الكبار»، الاسترقاق والانسحاق الطبقى: «المنسى»، استغلال الجهل والعَوز: «رجب فوق صفيح ساخن»، و«عنتر شايل سيفه»، البيروقراطية ومتلازمة ستوكهولم: «الإرهاب والكباب»، فساد الأخلاق وإفساد القيم المهنية: «الأفوكاتو»، وغيرها العديد من المشاكل المجتمعية التى تُعثِّر المجتمعات وتعوِّق نهوضَه. يأتى «الفنُّ» ويُسلَِّط الضوء عليها، لكى يرى سوءتَها المُشاهِدُ، فيختصمها وجدانُه ويرفضها، ومن ثم يبدأ المجتمع فى علاجها. الأعمال الفنية حاملةُ الرسالة، تعقِد مقارنةً كاشفة بين الخطايا، فى مقابل القيم العليا التى تتسرّب إلينا خلال أبطال العمل، فيستقر فى ضميره أن الخلود والبقاء لقيم: الحق- الخير- الجمال. وهنا لابد من تقديم التحية للعبقرى المصرى «وحيد حامد»، وكذلك «يوسف معاطى»، اللذين صاغا بقلميهما تلك التحف الفنية. نجح «عادل إمام» فى استصراخ «المسكوت عنه» من أدران الواقع المصرى التى نالت منه خلال خمسة عقود، وتسليط الضوء على هموم المواطن البسيط وأحلامه وصراعه من أجل العيش الكريم والتحقق. وتلك واحدة من أهم رسائل الفن وأخطرها. وتتجلى عبقرية «عادل إمام» فى تقديم الكارثة عبر الكوميديا، فيجعلك تبتسمُ وأنت تتجرّع كأسَ المرّ. تتأمل أحداثَ الدراما وتبحث عن نفسك بين أبطاله، الطيبين والأشرار. ولا شك أنك واجدٌ نفسك هنا أو هناك، فى عمل ما من أعمال «عادل إمام». القوى الناعمة، هى السفيرُ الأغزرُ سَفرًا، والأسرعُ وصولا، والأعمقُ أثرًا، والأبرعُ تمثيلا لبلاده فى عيون الغرباء. القوى الناعمة، المتمثلة فى الفنون الستة: «المسرح، الموسيقى، الشعر- العمارة، النحت، التشكيل»، ثم تأتى السينما، الفن السابع، فترتسم فى رأسك «الصورةُ الأولى» عن بلد لم تزره. لأن بلدًا لم تطأه قدمُك، سيبادرُ هو بزيارتك فى بيتك، عبر الفنون السبعة. والسينما هى الأسرعُ وصولا. فى عيد ميلاده الخامس والثمانين، أقول للزعيم: «شكرًا على الخيوط المحورية التى نسجتها على قماشة الفن المصرى الغنية بعظماء فنانيها. كل عام وأنت جميل. ومهما اخترتَ أن تحتجبَ عن عيونِنا، فإن عيونَنا لن تنساك، لأنك خالدٌ فيها».


فيتو
منذ 5 أيام
- فيتو
وردة الجزائرية.. 13 عامًا على رحيل أميرة الطرب العربي.. قدمت مع زوجها بليغ حمدي أشهر أغانيها.. شاركت في بطولة 5 أفلام سينمائية.. وهذا موقفها من مصر
وردة الجزائرية ، الملقبة بـ "أميرة الطرب العربي" كانت تملك صوتا قويا جميلا، غنت لكبار الملحنين والشعراء، واصطدمت برؤساء مصر حتى منعت سنوات طويلة من دخول مصر، من اشهر أغانيها 'العيون السود' و'فى يوم وليلة'، قدمت مع بليغ حمدى بعد زواجها منه أشهر أغنياتها، وقدمها المنتج حلمى رفلة للسينما فى فيلم غنائى، ورحلت فى مثل هذا اليوم عام 2012. ولدت المطربة وردة فتوكى الشهيرة بـ وردة الجزائرية عام 1939، من أم لبنانية وأب جزائرى، عملت بالغناء منذ كانت طفلة في السابعة من عمرها، وتعلمت الغناء على يد الملحن التونسى الصادق ثريا فكانت تؤدى فقرة خاصة فى الملهى الذى كان يمتلكه والدها فى باريس، بتقديم أغنيات عبد الوهاب وأم كلثوم. ابنة بلد المليون شهيد عرف عن وردة التى قدمت من الجزائر، بلد المليون شهيد، حبها الشديد لبلادها، فقد قالت: 'ولدت للآسف في باريس مهد الاستعمار، مما زاد حقدي عليهم، وذلك لظروف عمل والدي بالتجارة هناك، وكنا نملك هناك فندقا وملهى إلا أن وجودنا في باريس مكننا من تقديم أكبر مساعدة لأبناء بلدنا، فقد كنا ممنوعين من دخول الجزائر؛ لأن شقيقي كان متهما بتهريب الأسلحة إلى المجاهدين، ونتيجة لذلك أيضا أغلق الفرنسيين الفندق، واعتبروه مركزا لجيش التحرير الجزائري، اضطررنا إلى إغلاق الملهى أيضا، عدت بعدها إلى الجزائر'. المظ وعبد الحامولى كانت البداية قادت الصدفة وردة الجزائرية للغناء فى مصر بعد أن اكتشفها الفنان الجزائرى أحمد التيجانى فقدمها فى الإذاعة الفرنسية الموجهة إلى العرب فى شمال افريقيا ونجحت، وعندما بلغت السابعة عشرة سافرت إلى بيروت مرة أخرى وغنت هناك فى ملهى طانيوس، وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب موجودا فى إحدى الحفلات وعندما سمعها تغنى أعمال أم كلثوم نصحها بالحضور إلى مصر وحكى عنها للمنتج حلمى رفلة الذى كان يستعد لانتاج فيلم (ألمظ وعبده الحامولى) واختارها لبطولة الفيلم. وردة الجزائرية ونظرا لجمال صوتها فى أغنيات فيلم ألمظ وعبده الحامولى اختارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتكون ضمن فريق غناء نشيد (وطنى حبيبى وطنى الأكبر) وطلب من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إدراجها ضمن مطربى النشيد،وبدأت وردة الجزائرية طريق الشهرة في مصر. مصر هى نبض قلب وردة عشقت وردة الجزائرية مصر وكانت تقول عنها دائما 'مصر هي نبض قلبي، ولو ابتعدت عن مصر لتوقف قلبي عن النبض' ومن هنا غنت لمصر الكثير من الأعمال، وكانت من أوائل الفنانين الذين غنوا في الساعات الأولى لعبور القوات المسلحة خط بارليف في حرب 1973، وفي إصرار على مشاركتها بالغناء في الحدث العظيم ذهبت إلى مبنى ماسبيرو وبصحبتها الملحن بليغ حمدي، والشاعر عبد الرحيم منصور، وأصرت على تسجيل أغنيتي 'وأنا ع الربابة باغنى'، و"بسم الله الله أكبر"، التي ألهبت حماس الجنود على الجبهة والجماهير في بيوتهم، وزاد على ذلك أنها تنازلت عن أجرها في هذه الأغانى. عرفت وردة فى البداية بأغنياتها فى فيلم المظ وعبده الحامولى وهى (روحى وروحك حبايب، يانخلتين فى العلالى، اسال دموع عينيا )، لكن صادف صوتها النجاح والشهرة بعد أن لحن لها رياض السنباطى أغنية " لعبة الأيام " التى كانت بداية قوية فى طريقها قدمت بعدها أجمل الأغنيات منها (أوقاتى بتحلو، العيون السود، ومالى وأنا مالى بالأحزان أنا مالى، مستحيل، خليك هنا بلاش تفارق، اشترونى وازرعوا فى القلب وردة، وفرحانة، فى يوم وليلة، حكايتى مع الزمان، أوقاتى بتحلو)، وغيرها، وكانت آخر أعمال وردة الجزائرية أغنية "أيام" التى قدمتها عام 2009 من خلال ألبوم "اللى ضاع من عمري" الذى طرح بالأسواق قبل رحيلها بشهور قليلة وهو للشاعر مروان خورى. 5 أفلام انتهت بصوت الحب قدمت وردة للسينما عددا قليلا من الأفلام لم يتعد الخمسة بدأتها بفيلم 'ألمظ' وعبده الحامولى مع الفنان عادل مأمون لأول مرة فى السينما، تبعته بأفلام (أميرة العرب، آه ياليل يازمن، حكايتى مع الزمان)، وكان آخرها صوت الحب مع حسن يوسف. أحب الجمهور باختلاف طبقاته صوت وردة، فاستمع إليها المثقف والعامل والطالب، والفقير والغنى والعاشق والمجروح، فكانت صوتا لكل عربى، ووصف وردة الملحن حلمى بكر بالصوت الرنان وهى تلميذة عبد الوهاب التى صقلها بليغ حمدى وقال عنها عمار الشريعى: صوت رنان والغناء عندها هو الحياة. وردة الجزائرية فى مجدها نجحت وردة الجزائرية فى مواكبة العصر حين طورت من أغانيها وقدمتها في شكل جديد حين غنت جرب نار الغيرة ففتحت الباب بالتعاون مع الملحنين والشعراء الشباب كما قدمت أغنية "بتونس بيك" من ألحان صلاح الشرنوبى. اصطدمت وردة الجزائرية بالسلطة فى عهد الرؤساء السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك حيث أشيع حولها عدد من القصص التي تؤكد علاقتها بالمشير عبد الحكيم عامر الأمر الذي جعل البعض يتهمها بأنها أحد أسباب نكسة 67 فمنعها عبد الناصر من دخول مصر، ثم سمح لها السادات بدخول مصر والغناء مرة ثانية. دفنت بالجزائر بناء على وصيتها أصيبت وردة بمرض بالكبد وفي عام 1998 أجرت عملية زرع كبد ونقل إليها كبد أحد الأشخاص المتوفين الأمر الذي أثار جدلا وقتها حول مدى جواز نقل الأعضاء بين المتوفين والأحياء ورحلت فى مثل هذا اليوم 17 مايو عام 2012 إثر أزمة قلبية ودفنت في الجزائر بناء على وصيتها لتكون وسط أبنائها فى نهاية المطاف. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.