
ميادة الحناوي وأصالة وأحلام الأبرز.. تعرفوا على قائمة نجوم مهرجان جرش 2025
أعلنت إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون بنسخته الـ39 التي من المقرر إقامتها في 23 من شهر يوليو المقبل وحتى 2 أغسطس؛ عن قائمة النجوم الذين سيحيون حفلات المهرجان في بعض من أيامه، تحت شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر".
أماكن إقامة فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون
ومن المقرر أن يشهد هذا العام من المهرجان تنوعا كبيرا في الفعاليات وحتى في اختيار نجوم الحفلات المقامة حيث يقدم المهرجان أكثر من 235 فعالية تشمل حفلات غنائية لفنانين أردنيين وعرب، مع عروض مسرحية، وأمسيات شعرية، ومعارض للفنون التشكيلية والحرف اليدوية، إلى جانب فقرات فنية مخصصة للأطفال والعائلات.
أما المسارح التي سوف تشهد الأمسيات والفعاليات المميزة؛ سوف تكون في المسرح الجنوبي والشمالي والساحة الرئيسية ومسرح الصوت والضوء وشارع الأعمدة، إضافة إلى مواقع ثقافية في العاصمة عمان ومحافظات أخرى.
ويحتضن المسرح الشمالي عروضًا لفرق موسيقية وشبابية من الأردن والعالم العربي، فيما تقدم الساحة الرئيسية عروضًا فلكلورية من عدة دول، ويحتفي مسرح ارتيمس بالشعر والموروث المحلي، بينما يُخصص مسرح الصوت والضوء لعروض الأطفال والعائلات، ويستعيد شارع الأعمدة أجواء الفلكلور الشعبي الأردني.
محمد حماقي
أبرز نجوم مهرجان جرش 2025
أما قائمة نجوم هذا العام فتضم عدد كبير من مطربي الوطن العربي، حيث يفتتح المهرجان هذا العام بحفل عمر العبد اللات، فيما يشارك على المسرح الجنوبي كل من ناصيف زيتون، والنجمة أحلام، والنجمة ميادة الحناوي، ونور مهنا، جوزيف عطية، والفنان ملحم زين، والنجم خالد عبد الرحمن، والنجم المصري محمد حماقي الذي يعود لإحياء الحفلات بالمهرجان بعد غياب 10 سنوات، والمطربة أصالة، بالإضافة إلى عدد من نجوم ونجمات الأردن ومن بينهم نداء شرارة وديانا كرزون وعيسى السقار وغيرهم.
اصالة
من جانبه قال وزير الثقافة ورئيس اللجنة العليا للمهرجان مصطفى الرواشدة، في بيان مؤخرا أن مهرجان جرش يحمل رسالة الدولة الأردنية ويعبر عن موروثها الحضاري، كما يعكس صورة الأردن المستقرة والمنفتحة على الثقافة والإنسانية، واعتبر أن استمرار المهرجان على مدى أربعة عقود يعزز الهوية الوطنية ويدعم السياحة الثقافية ويجعل من الأردن منصة للتلاقي والحوار.
احلام
تفاصيل مهرجان جرش 2025
وأضاف وزير الثقافة في بيانه أن رسالة المهرجان لا تنفصل عن التنمية الشاملة والمستدامة المتراكمة على امتداد مئة عام، ولا تبتعد عن خطاب الدولة ورسالة الأردن الإنسانية ومكانته السياسية، مبينا أن المهرجان مؤسسة ثقافية وطنية هدفها التعريف بالثقافة الوطنية، وتعزيز الانتماء للهوية الوطنية، ومنصة للحوار بين الثقافات، ومساحة لصناعة الفرح في هذا العالم.
أما المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، فقال في بيانه أيضًا: "المهرجان هذا العام يشهد أكثر 235 فعالية فنية وثقافية وأدبية من 37 دولة عربية وأجنبية تقام في قلب مدينة جرش الأثرية وخارجها حيث تنتشر في عدد من المحافظات الأردنية من العاصمة عمان إلى جرش، ومأدبا، وإربد، والزرقاء، وغيرها، سعيا لتحقيق الامتداد الثقافي للمهرجان الذي هو خطوة هامة نحو تعزيز حضوره على المستوى الوطني".
خالد عبد الرحمن
البرنامج الثقافي في مهرجان جرش 2025
كما أشار أيمن سماوي إلى أن المهرجان هذا العام يفرد مساحة واسعة لعدد من الكتاب والشعراء والروائيين والمسرحيين الأردنيين ونظرائهم العرب من خلال برنامج ثقافي متميز، وفعاليات نوعية تكرس الأدب كجزء أصيل من الهوية الثقافية، ومن ذاكرة الأردن الوطنية
وأعرب عن تقديره لكافة المؤسسات الوطنية والهيئات الثقافية التي تنظر لمهرجان جرش كحدث وطني جامع، وليس مجرد احتفال فني موسمي، مشيدا بروح الشراكة والتعاون التي تؤكد على الأهداف المشتركة في صناعة هوية ثقافية تتميز بمضمونها المتنوع والشامل.
ديانا كرزون
الصور من حسابات النجوم المذكورين على فيسبوك وموسم الرياض على انستجرام

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة هي
منذ 20 دقائق
- مجلة هي
تصميم يجعلك نجمة السهرات والحفلات.. إنه القفطان المغربي بتصاميم فخمة!
لم يعد القفطان قطعة ملابس تقليدية ويتبع عادات بلد معين، بل أصبح من التصاميم العالمية التي ترتديها النجمات أيضاً. تتعدد موديلات القفاطين وألوانه وحتى التطريزات التي تدخل إلى تصميمه لتجعله قطعة فخمة ومميزة في المناسبات والسهرات والأعراس حتى. يبرز القفطان جمال وأناقة من ترتديه، لذا إن كنت تخططين لحضور مناسبة معينة كسهرة كبيرة أو حفلة فخمة وتودين التميز بإطلالتك يمكنك اختيار القفطان لأنه سيجعلك محط أنظار الجمع. من موقع "هي" اخترنا لك قفطان مغربي فخم بتصاميم مختلفة من دور أزياء مخصصة لتصميم هذه القطعة المميزة. لماذا يجب أن ترتدي القفطان في المناسبات والسهرات؟ تصميم مميز للقفطان المغربي يُعد القفطان المغربي جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المغربية، لكنه أيضاً رمز للأناقة والرقي. ترتديه العرائس تقليديًا يوم زفافهن، وهو فستان انسيابي بتطريزات دقيقة وأقمشة فاخرة وألوان زاهية. ارتداء القفطان المغربي في الحفلات والسهرات ليس مجرد موضة؛ بل هو تكريم للتقاليد وتعبير عن الفخر الثقافي. كيف تختارين القماش المناسب للقفطان؟ قفطان باللون الأخضر من سفيرة القفطان يُعد القماش من أهم جوانب اختيار القفطان، لحضور الحفلات تُعد الأقمشة الفاخرة مثل حرير الجورجيت والساتان والديباج والمخمل من أكثر الخيارات رواجًا. تمنح هذه الأقمشة القفطان مظهرًا ملكيًا وراحة لارتدائه طوال اليوم. راعي الموسم عند اختيار القماش. لحفلات الزفاف الشتوية، تُضفي قفطانات المخمل أو الديباج الدفء والفخامة، بينما تُعتبر الأقمشة الخفيفة مثل الحرير والساتان مثالية للاحتفالات الصيفية. هذه التفاصيل مهمة في تصميم القفطان تصميم قفطان من سلمى بنعمر يكمن جمال القفطان المغربي في تفاصيله الدقيقة. غالبًا ما يُزيّن القفطان التقليدي بالتطريز أو الخرز اليدوي أو الترتر. عند اختيار قفطان لحفل زفافكِ، انتبهي للتفاصيل التي تُكمل ذوقكِ الشخصي. اختاري التطريز بخيوط ذهبية أو فضية لإضفاء لمسة فاخرة، أو اختاري زخارف تعكس شخصيتكِ وِذوقك وأسلوبك. ما هي ألوان القفاطين الرائجة في صيف 2025؟ قفطان من تصميم بشرى الفيلالي تتوفر فساتين القفطان المغربي بألوان متنوعة، مما يُتيح لكِ تخصيص إطلالتكِ بأجمل طلة. في حين أن الأبيض هو اللون الشائع الذي غالبًا ما ترتديه السيدات إلا أنه هناكتصاميم القفطان بألوان زاهية مثل الأحمر والأخضر والأزرق الملكي، ترمز إلى السعادة والرخاء. إذا كنتِ ترغبين في لمسة عصرية أكثر، يُمكنكِ اختيار ألوان الباستيل أو الألوان المعدنية لإضافة لمسة فريدة وأنيقة إلى إطلالتكِ. هل يتبع تصميم القفطان شكل الجسم؟ تصميم قفطان مطرز بالألوان من Orient499 يشتهر القفطان بتصميمه الفضفاض والمنسدل، مما يجعله مثاليًا لجميع أنواع الجسم. عند اختيار أفضل قفطان مغربي لحفل كبير، فكّري في كيفية إبراز قصّة وتصميم قوامك. لإطلالة أكثر أناقة، يمكنكِ اختيار قفطان بحزام يُبرز خصرك. كبديل، يُمكنكِ اختيار قفطان انسيابي بتطريز رقيق لإطلالة أنيقة وخلابة. نصائح سريعة لاختيار قفطان فخم تنسيق بين الأكسسوارات والقفطان من ADA في الحفلات غالبًا ما ترتدي السيدات قفطانات متعددة الطبقات، حيث تُمثّل كل طبقة جانبًا مختلفًا من الاحتفال. يُمكنكِ اختيار قفطان بطبقة واحدة للبساطة أو اختيار إطلالة متعددة الطبقات تُعكس الزي التقليدي. تُضفي الطبقات بُعدًا خاصًا على إطلالتكِ وتمنحكِ إطلالةً أكثر فخامةً. تلعب الإكسسوارات دورًا أساسيًا في إكمال إطلالة القفطان المغربي. تُضفي المجوهرات التقليدية، مثل الأساور والأقراط والقلائد الذهبية أو الفضية، جمالًا على قفطانكِ. غالبًا ما يُرتدى حزام مميز، يُعرف باسم "المدامة"، لإبراز محيط الخصر.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
طلال حيدر... شاعر النقاء الرعوي والاستعارات المدهشة
أصعب ما في الكتابة عن طلال حيدر أنك لا تستطيع ضبطه متلبساً في حالة هدوء، أو وضعية ثابتة، لكي تستطيع القبض على ملامحه. فهو يظهر حيناً في صورة إعصار، ويظهر حيناً آخر متلفعاً بحكمته، ومنكفئاً داخل نفسه كالكهف، ويبدو حيناً ثالثاً مشمساً ورائقاً كصباحات سهل البقاع. وإذا كنت قد أجلت الكتابة عنه مرة إثر أخرى، فليس لأنني لم أعثر في شعره وسيرته على المواد الكافية للكتابة، بل لأن فيه من التعدد بما يشعرك بالتهيب من كثرته، ومن تقلبات المزاج وملابسات الحضور، بما يجعلك عاجزاً عن وضعه في خانة، أو توصيف. إلا أن ما تقدم لا يعني بأي حال أن طلال حيدر كان مديناً فيما قدمه من أعمال متميزة لموهبته ومزاياه الشخصية وحدها، بل إن تجربته الشعرية قد أخذت طريقها إلى الجدة والابتكار، مستندة إلى مجموعة من العوامل التي لم يكن له من دونها أن يحتل موقع الريادة في القصيدة اللبنانية المحكية. وإذا كان الشعر من بعض وجوهه هو أحد تجليات المكان، وتعبيراته الرمزية، فإن مخيلة صاحب «بياع الزمان» قد استندت إلى ملاعب شاسعة الآفاق، يتشكل ظهيرها المشهدي من سلسلتي جبال شاهقتين، ونهرين متعاكسي المجرى هما العاصي والليطاني، وسهل فسيح، ومبقع بعشرات الألوان. وحيث لا يوجد شعر غني دون طفولة غنية، كما يقول باشلار، فقد عرف طلال كيف يحول طفولته إلى مصيدة ناجحة للصور والمجازات، وكيف يدرب حواسه الخمس على تعقب الظواهر المتقلبة للطبيعة، معايناً حركة الأرض في مخاضاتها، والرياح في تفتحها، والشموس في اندلاعها الأوليّ، والغيوم في أوكارها الممطرة. وعلينا أن لا نغفل في الوقت ذاته أن تجربة طلال المميزة قد نشأت في كنف حالة النهوض الاجتماعي والثقافي التي شهدها لبنان بُعيد منتصف القرن الفائت، حيث أتيح للشاب البقاعي الوافد إلى بيروت أن يعاين عصر المدينة الذهبي، وأن يقف عن كثب على السجالات الحادة بين حركات التقليد والتجديد التي شهدتها العاصمة اللبنانية في أواسط القرن الفائت. واللافت أن رغبة الشاعر العارمة في الاطلاع على التراث العربي وتذوق فنونه وآدابه كانت ترافقها رغبة موازية في التفاعل الخلاق مع تيارات الحداثة الوليدة، والتي توزعت تعبيراتها بين الشعر، والمسرح، والموسيقى، وفنون التشكيل. كما تتبع طلال نشوء مجلة «شعر» ورافق روادها المؤسسين، مشاركاً في ندوتها الأسبوعية، ومتفاعلاً في الوقت ذاته مع انطلاقة مهرجانات بعلبك الدولية، ومع النصوص المحكية التأسيسية لسعيد عقل، وميشال طراد، والأخوين رحباني. وبفضل اشتغاله المضني على تثقيف نفسه، وحرصه الدؤوب على تنويع قراءاته الأدبية والفنية والفلسفية، تمكن الشاعر المغامر من تجاوز الردح الزجلي السائد في تلك الفترة، والقائم على الهجاء، والمديح، والاجترار اللفظي السقيم، ليأخذ القصيدة المحكية نحو مناطق تعبيرية ورؤيوية جديدة، وغير مأهولة. والواقع أن ما أضافه طلال إلى الشعرية العربية لا تنحصر أهميته في إثبات قدرة القصيدة المحكية على مجاراة الفصحى، ومنافستها في مجال التخييل، والتقاط الصور المجازية المفاجئة في عمقها وطزاجتها، بل في تعقبه المستمر للفولكلور والتراث الشعبي، ولأغاني الرعاة، ومواويل الريف، وصولاً إلى الروح الإسلامية التي تشربها طفلاً ويانعاً، والأهازيج والحداءات المنتشرة في نواحي بلاد الشام وبواديها. على أن طلال حيدر الذي رفد تجربته بما ادخرته الصحارى العربية في رمالها اللاهبة من شموس متخثرة، وأقواس قزحية، وأعقاب زفرات وأصوات، لم يُبق المواد الأولية التي تلقفها من هذه الأماكن في صورتها الخام، بل أعاد إنتاجها بصورة مختلفة، مستخدماً أسلوب الاختزال، والترميز، والإيماء إلى المعنى، والمباعدة المدهشة بين طرفي الصورة، بما جعل منها قيمة مضافة إلى جمالية الفصحى، وللمشهد الشعري الحداثي برمته. ولعل ما فعله طلال باللغة المحكية يشبه إلى حد بعيد ما فعله الشاعر الإسباني غارسيا لوركا، الذي جاب سهوب الأندلس وجهات إسبانيا الأربع، بحثاً عن تراث أسلافه الشفوي، وعن أشكال التعبير الشعبي والفولكلوري التي اقتبس منها ديوانه المميز «أغاني الغجر». ولأن حيدر كان يعرف بفطرته السليمة وذكائه الحاد أن الشعر العظيم لا تنتجه مصانع التأليف البارد، ولا التصاميم المتعسفة للعقل، وأنه لا يتأتى من احتكاك المفردات بنفسها فحسب، بل من احتكاكها بالعالم الحقيقي، وتفتح الحواس، فقد اندفع باتجاه الحياة بكامل «شراسته»، وجنونه، ونزوعه الشهواني، غير آبه بالأعراف، والمحظورات، والخطوط الحمراء. ولهذا السبب بدت كتابته مزيجاً شديد الفرادة من الاختزالات اللفظية المنمنمة، والحِكَم المأثورة، والتعريشات القريبة من فن الأرابيسك العربي، والمشهديات المقطعية القريبة من فنون السينما، والتشكيل، كما في أبيات من مثل «هالعمرْ جفْلة فَرسْ والناسْ خيَّاله»، أو «حلوةْ متلْ طلُّوا العربْ رحْ يوصلوا عالشامْ»، فيما كان توتره العصبي وضراوة شغفه بالحياة يمنعان شعره من الوقوع في مزالق التأنق المحض، والزخرفة الساكنة، ويمنحانه قوة التوهج، وثراء الدلالة، وجماليات التأويل. أما افتتان الشاعر بالأنوثة، فلم يكن ناجماً عن اكتظاظه بالرغبات، أو تعلقه المفرط بالمرأة فحسب، بل لأنه رأى في الأنوثة رمزاً للجمال الكوني، وللحياة في صيغتها الوردية، والقصيدة في تفتحها الملغز. هكذا نتعرف عنده على نساء غابرات احتفظت بهن المخيلات الجمعية، فيما تسمر جمالهن كحروف قديمة على جداريات الزمان الآفل «عبله على ضهر الفرَسْ، حلوهْ متلْ آيهْ، كلّ الحروف مْنكَّسهْ، إلا الألِفْ رايهْ، أللهْ شو حلوه الألِفْ، بسْ تنحكى حْكايهْ، سبعْ لغات العربْ، عندي مْخبَّيهْ، عَكِترْ ما القوس انحنى، صار السهمْ غايهْ». ولم يجد طلال حرجاً في الإفادة من المصادر الأم لنصوص الحب والعشق، سواء تعلق الأمر بشعر الرقائم والألواح التي تركتها خلفها حضارات السومريين والبابليين والفراعنة، أو تلك التي أفردت لها الكتب المقدسة أسفاراً وآيات وحكايا خاصة بها. وهو ما تبدو تمثلاته واضحة في قول الشاعر: «وجِّكْ قطعان الِمعزَه بْجبل التفاحْ»، الذي يستلهم عبارة «شَعركِ كقطيع معِزٍ يبدو من جبل جلعاد»، الواردة في: «نشيد الأناشيد». وإذ لا يكف طلال عن المواءمة بين افتتانه بسحر المرأة، وافتتانه الموازي بسحر المكان الصحراوي، يجعل من اللغة نفسها الأقنوم الثالث لهذه المواءمة، وبخاصة صيغة المثنى التي لم يكف عن استخدامها في غير واحدة من قصائده، وبينها قوله: «تتْلفَّتين شْمالْ، يِتْغيّرْ طقسْ سنْتينْ، ويمرقْ عرسْ بالبالْ أحلى من بنات تنينْ، والبنْ شاف الهالْ جايي من اليمنْ دَلُّوا على الخدَّينْ، بسْ يكتملْ بدر الجزيرة فوق نجْد بْخافْ صيبةْ عينْ، لوَّنتْ توبكْ منِ الشمس البِقِتْ فوق الرملْ عامينْ، والرملْ ما بيسأل الصحرا مْنين المدى بِبلِّش ولَويْنْ». تحولت نصوص كثيرة لطلال حيدر إلى أغنيات معروفة ترددها حناجر الكبار من المغنين والمغنيات ولم يكن من قبيل الصدفة أن تتحول نصوص كثيرة لطلال حيدر إلى أغنيات معروفة ترددها حناجر الكبار من المغنين والمغنيات، من أمثال فيروز، وصباح، ووديع الصافي، ومرسيل خليفة، بل إن الأمر عائد إلى تصادي هذه النصوص مع أجمل ما ترسخ في الذاكرة العربية من أطياف الأزمنة، والأماكن المفقودة، ومع الترجيعات الدفينة للطفولة الجمعية. ولعل معرفة الشاعر الوثيقة باللغة الفصحى، وبحور الخليل هي التي ساعدته على الإفادة من بعض أوزان الشعر العربي الفصيح، وبخاصة البسيط، والخبب، والاشتغال على البنية الإيقاعية للقصيدة المحكية. كما أنه استفاد إلى أبعد الحدود من البنى الإيقاعية المختلفة لأشكال الفولكلور المحلي، وبينها الحداء، والحوربة، والندب، وأهازيج النصر، وأغاني الحصاد، والأعراس، وهدهدات الأطفال. إلا أن احتفاء طلال بمباهج الحياة وجمالاتها ولحظاتها الممتعة يجب ألا يصرفنا بالمقابل عما يشيع في شعره من نبرات الشجن والأسى النوستالجي الناجمة عن خسارة مباهج الحياة، وتغيُّر الأحوال، وتقادم السنين. وإذا كنا نرى ظلالاً لهذا الشجن والأسى في الكثير من نصوص طلال حيدر، فإنها تبدو جلية تماماً في قصيدته المؤثرة «هالكان عندن بيت»، التي يقول فيها: «وين أهلي؟ وين طاحونةْ حزنْ خيّي الزغيرْ؟ وين طيارةْ ورقْ نومي على هزّةْ سْريرْ؟ وين الإيديْن الْحطَّت إبريق الشّتي فوق الحصيرْ؟ وين شْبابيك الْفات منها الصوتْ متل الزمهريرْ؟ وِقْع العمرْ ما بين إيد وْبينْ هزَّات السّريرْ».


الشرق السعودية
منذ 5 ساعات
- الشرق السعودية
وداعاً أرنالدو بومودورو.. نحت العالم وكأنه ذاكرة
رحل في ميلانو، الفنان الإيطالي أرنالدو پومودورو، الذي غيّر وجه النحت المعاصر، عن عمر ناهز 99 عاماً. وأعلنت المؤسسة التي تحمل اسمه، ومديرتها كارلوتا مونتيبيلو، نبأ الوفاة بكلمات تعبّر عن مدى تأثير هذا الفنان الكبير على الفن العالمي قائلة: "برحيله، يفقد عالم الفن أحد أكثر أصواته هيبة ورؤيوية. ترك پومودورو إرثاً هائلاً ليس بقوة أعماله المعترف بها عالمياً فحسب، بل بفكره ورؤيته القادرة على النظر إلى المستقبل بطاقة إبداعية لا تنضب". فيديريكو فيليني ولد آرنالدو پومودورو في 23 يونيو 1926، في بلدة مورتشيانو دي رومانيا، قرب مدينة ريميني، التي ولد فيها قبل ذلك بست سنوات عملاق السينما العالمية فيديريكو فيليني، وبدأ مسيرته مهندساً ومسّاحاً للأراضي، قبل أن يقتحم عالم الفن عبر صياغة الذهب والديكور المسرحي. إلا أنه سرعان ما وجّه مسيرته نحو النحت، مشكّلًا منذ خمسينيات القرن الماضي، لغة تشكيلية خاصة، ترتكز على صرامة الأشكال الهندسية وجرأتها التعبيرية. نحت يخترق الزمن ومن بين أبرز ما ميّز أعمال پومودورو، قدرته على جعل البرونز ينبض بالحياة، وكأنه كائن عضوي. منحوتاته، ولا سيما "الكرات المتفتحة"، المنتشرة في أهم الساحات وفي واجهة المؤسسات العالمية، من بينها الأمم المتحدة في نيويورك، ومتاحف الفاتيكان، وكلية ترينيتي في دبلن، وأمام مبنى "فارنيزينا"، مقر وزارة الخارجية الإيطالية. كرات تبدو من الخارج لامعة وكاملة، لكن داخلها يكشف عن عالم ميكانيكي متشظٍ، معقّد، كأنها أداة لتشريح الروح البشرية. لقد نحت العالم وكأنه ذاكرة، واستخدم المعدن كجسد يحمل ندوب الإنسان الحديث. شقوق في الشكل المثالي وربما أكثر ما يلفت في أعماله، هو تلك الشقوق التي تمزّق الشكل المثالي من الداخل، وكأن الحقيقة لا تسكن في سطح الأشياء، بل في كسورها. في كل منحوتة، ثمّة ما يشبه المتاهة، وكل صدع يشبه عتبة نحو باطن الوجود. كما قال مرة: "ما أبحث عنه هو أن أخلق أماكن تُعاش، تُمَسّ، تُسبَر. لا أُحب النحت بوصفه جسماً مغلقاً. النحت عندي كائن متحرّك، فضاء منفتح'. في متاهة جلجامش.. من الشرق إلى البرونز في أعماله الأولى، اشتغل پومودورو على نقوش بارزة تخترقها كتابة مسمارية، شبيهة بالنقوش السومرية القديمة. ليست تلك الأحرف نقلاً مباشراً من أبجديات معروفة، بل حروف اخترعها بنفسه، أقرب إلى "كتابة زمنية" كما وصفها، تستخدم الخط والرمز لتشكيل معمارٍسردي بلا كلمات. هذا التوظيف للرمز الكوني، ولأثر الحضارات الشرقية القديمة، يتكرر في أعماله، وخصوصاً في مشروعه الضخم "Ingresso nel Labirinto" أو "الولوج إلى المتاهة"، المستوحى من ملحمة جلجامش، الذي أنجزه في شكل تركيب بيئي، يدمج العمارة بالنحت، في تجربة حسية تمسّ حدود الأسطورة. تناول نُقّادٌ كبار، من بينهم، جيلو دورفليس وأكيلي بونيتو أوليفا ،هذه الكتابات الشبيهة بالمسمارية في منحوتات أرنالدو بومودورو؛ في كتابه "Libro per le sculture di Arnaldo Pomodoro" الصادر عام 1974، علّق دورفليس على النقوش الموجودة في منحوتات بومودورو الأولى، لا سيما في عمل "عمود المسافر" (1959–1960)، التي توصف غالباً بأنها "كتابة مسمارية"؛ يقول دورفليس: "كانت تلك الكتابات عبارة عن آلات إنسانية، آلات غير وظيفية، لكنها امتلكت نفس القيمة التي امتلكتها الحجارة المقدسة القديمة، أو المدن الكونية القديمة. لذا، كان من المنطقي أن يستخدم بومودورو تلك العلامات الخاصة، التي لا تحمل أي دلالة لغوية محددة، والتي لا يعرف هو نفسه معناها، ليعبّر من خلالها عن رسالته الخاصة؛ وهذه العلامات لا ينبغي فهمها، كما ظنّ بعض النقاد، كإشارات إلى ثقافات قديمة أو أبجديات أثرية". يؤكد دورفليس على الطابع غير اللغوي لتلك العلامات، قائلاً: "علامات لا تحمل أي معنى لغوي ولا يمكن ربطها بأي أبجديات قديمة". ورغم أني لن اعثر عند أكيلي بوتيتو أوليفا على اقتباسات مباشرة تتعلق بالكتابة المسمارية" في أعمال بومودورو، فإن مقاربته النقدية، لا سيما في إطار تيار ما بعد الحداثة، الذي عُرف بـ"التجاوز الفني" (Transavanguardia)، تظهر اهتماماً كبيراً بالعلاقة بين الرمز، والذاكرة، والمادة. واعتماداً على ذلك، يمكن القول إن بونيتو أوليفا كان ليرى في تلك العلامات التي تبدو "ما قبللغوية"، شكلًا من أشكال الكتابة المادية للاوعي، وتعبيراً عن تراثٍ جماعي مشترك، بما يتماشى مع رؤيته للنحت والفن بوصفهما "حقلاً سحرياً"، يستدعي الرموز الجماعية. لغة النحت: الصراع بين الداخل والخارج ابتداءً من ستينيات القرن العشرين، اتجه پومودورو إلى الاشتغال على الأشكال الهندسية الكلاسيكية، مثل الكُرات، الأقراص، الأعمدة، والمخاريط، مشغولة من برونز لامع، ولكنها دوماً متصدّعة أو مفتوحة من الداخل. يُخفي كل سطح خارجي مصقول قلباً داخلياً فوضوياً: في رمزية صافية للتوتر ما بين المظهر والجوهر. هذه "المفارقة البصرية"، كما أحبّ أن يسميها هو نفسه، أصبحت علامته الأسلوبية المميزة، وتحوّلت كل واحدة من منحوتاته إلى بنية معمّقة، قابلة للاختراق والتأمل. أشهر أعماله "كرة داخل كرة"، (1966) "القرص الشمسي، (1991) الذي أُهدي إلى روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. "بابيروس"، (1992) في دارمشتات الألمانية. "الرمح الضوئي"، (1995) في مدينة تيرني الإيطالية. البوابة البرونزية لكاتدرائية مدينة تشيفالو الصقلية، (1998). كما صمم مشاهد مسرحية مؤثرة للأعمال التراجيدية والإغريقية، ونال عنها جائزة 'أوبّو' للمسرح. إرث فني وروحي عُرضت أعمال الفنان الراحل في أهم المتاحف العالمية، مثل متحف الفن الحديث في باريس، وجاليري مارلبورغ في نيويورك، وحصن بيلڤيديري في فلورنسا، ومتحف هاكوني المفتوح في اليابان، فضلًا عن عشرات المعارض الجوّالة حول أوروبا وأميركا واليابان وأستراليا. درّس آرتالدو پومودورو في جامعات مثل ستانفورد، بيركلي، وكلية ميلز، ونال جوائز عالمية أبرزها: جائزة بينالي ساو باولو (1963) جائزة بينالي فينيسا (1964) جائزة كارنيغي (1967) جائزة هنري مور (1981) الجائزة الإمبراطورية اليابانية للنحت (1990).