
«تأشيرة» الداخلية... التي فتحت القلوب قبل الحدود!
ظهرت مقاطع فيديو مؤثرة لرجال ونساء من جنسيات مختلفة، يعبّرون عن امتنانهم الكبير وفرحتهم العارمة، وكأن الكويت فتحت أبواب قلبها قبل حدودها. بعضهم تحدث عن ذكريات قديمة يحنّ لزيارتها، وآخرون وصفوا القرار بأنه «هدية العام» التي ستجمعهم بأصدقاء وأماكن لم تطأها أقدامهم منذ زمن.
هذا القرار لم يكن فقط تسهيلاً لإجراءات السفر، بل تجديداً لرسالة الكويت بأنها وطن الضيافة والانفتاح، بلد يعرف كيف يصنع من القانون جسراً نحو الأخوة الإنسانية.
لكن الكويت التي تُسعد الآخرين بقراراتها اليوم، تحمل في عمقها تاريخاً غنياً، وحكايات لا تنتهي.
فمنذ أيام الغوص على اللؤلؤ وتجارة البحر، وحتى نهضتها الحديثة، ظل المجتمع الكويتي نموذجاً فريداً يجمع بين العراقة والانفتاح، بين التمسك بالهوية ومواكبة العصر.
المجتمع الكويتي قائم على قيم أصيلة؛ الكرم، التكافل، وحب الاجتماع، حيث الديوانية ليست مكاناً للحديث فقط، بل هي منبر يحافظ على وحدة النسيج الاجتماعي.
وفي أحلك الظروف، مثل أيام الاحتلال العراقي، أثبتت الكويت أن الوطن يمكن أن يكون صغير المساحة، لكنه عظيم الإرادة، صلب الموقف.
ولأن الثقافة هي روح المجتمع، فقد كانت الكويت على الدوام منارة للفن والمسرح والشعر والتلفزيون والكُتب والمجلات والصحافة الحرة والرياضة، وتمثل صوتاً متزناً في محيطها الخليجي والعربي.
إن التأشيرة الجديدة ليست سوى رمز آخر من رموز الكويت التي تفتح دروبها للآخرين، لتقول للعالم: نحن بلد صغير على الخريطة، لكننا كبير في القلب والذاكرة والتاريخ.
إن قرار وزارة الداخلية الكويتية بالسماح للوافدين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي باستخراج تأشيرة سياحية لزيارة الكويت، ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل خطوة راقية تعكس انفتاح الدولة وحرصها على تعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية مع جيرانها، وترسيخ مكانتها كوجهة مضيافة تجمع بين الأصالة وحسن الاستقبال، فضلاً عن ما يحمله هذا القرار من آثار اقتصادية إيجابية تدعم حركة السياحة والتجارة في البلاد.
حفظ الله الكويت، وحفظ الله سمو أميرنا الشيخ مشعل الجابر الأحمد الصباح، وحفظ الله الشعب الكويتي، وكل إنسان يحب الكويت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ 2 أيام
- الجريدة
رحيل أيقونتين أدبيتين... العسكر والقصيبي
بعد كتاب شعر امرئ القيس، الذي ورثناه من أحد أجدادنا في طفولتنا، كان كتاب شعر فهد العسكر هو أول كتاب نشتريه بعمر البلوغ من أموال جمعناها في حصالة، فغرس الكتابان حبنا للكتابة والشعر، ولا بُد أن فهد العسكر بشعره قد غرس وهو لا يعلم بذور الأدب في عقول كثير من الكويتيين. فتاريخه كما هو بالكتب والمواقع يشير إلى ولادته عام 1917 في سكة عنزة، ويصادف يوم وفاته الأول من أمس 15 أغسطس 1951م، وهو من الشعراء الروّاد في الكويت من حيث الفصاحة والبلاغة واللغة التي فاق فيها عصره بالكويت. ورغم أنه نشأ في عائلة متدينة ودرس بالمباركية عام 1922 وبعدها بالأحمدية، فقد انتقل إلى التحرر لدرجة فقد فيها التدين تماماً، مما تسبب في حرق أهله لمخزونه الشعري بعد وفاته، لطمس شخصيته لأنها أفكار غير معهودة في عصره، فاتهمه مجتمعه المتحفظ بالخروج عن الدين، ولولا احتفاظ أصدقائه ببعض قصائده لما بقي شيء من نتاجه الأدبي. لقد مرض فهد وعاش بغرفة مظلمة قريبة من سوق واجف، وتدهورت صحته حتى أصابه العمى، فعطف عليه شقيقه خالد العسكر، وأخذه إلى بيته لمدة ثلاثة أشهر، فازدادت حالته سوءاً ونقل إلى مستشفى الأميري، وبعد شهرين أصيب بالدرن وانتقلت روحه إلى بارئها في 15 أغسطس عام 1951، ولم يصلّ عليه في مسجد المديرس - حسبما قيل - إلا الشيخ عثمان عيسى العصفور، وثلاثة من المهرة، والسيد أحمد علي راشد العجيل، ودفن في مقبرة قصر نايف. وقد أنشأت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري جائزة شعرية باسمه في 10 فبراير 2001، في العام نفسه الذي حصلت فيه الكويت على لقب عاصمة الثقافة العربية. الغريب في شعر العسكر أنه ظل يحاكي معاناتنا كمجتمع في حقب الفساد السياسي الماضية، وقد كتبنا مقالات عديدة، واستشهدنا بأجمل أبياته التي حفظناها منذ المراهقة، وأكثرها تأثيراً ووصفاً وحكمة مثل: وطني وما أقسى الحياة به على الحُرّ الأمين وألذ بين ربوعه من عيشتي كأس المنون قد كنت فردوس الدخيل وجنّة النذل الخؤون ما راع مثل الليث يؤسر وابن آوى في العرين والبلبل الغرّيد يهوي والغراب على الغصون في نفس تاريخ، اليوم والشهر، الذي توفي فيه العسكر، توفي هامة الشعر والأدب والثقافة بالخليج، غازي القصيبي، السفير والوزير السعودي الغني عن التعريف، الذي لن تسعفنا الصفحات للمرور بمناقبه وإنجازاته أو نغوص أغوار حياته. فغازي نشأ في بيئة، كما يصفها هو، مشبعة بالكآبة بعد ولادته في 2/ 3/ 1940، فقد توفيت والدته بعد تسعة أشهر من ولادته، وعاش بلا أقران أو أطفال بعمره يصادقهم. حصل غازي على البكالوريوس من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وعلى درجة الماجستير بالعلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، وحصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن. تولى القصيبي مناصب عدة، منها مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية عام 1973، ثم وزيراً للصناعة، فالصحة، وبعدها سفيراً بالبحرين، ثم سفير السعودية لدى بريطانيا عام 1992، وبعدها عاد وزيراً للمياه والكهرباء 2003، ثم وزيراً للعمل 2005، كما مُنح غازي وسام الكويت ذا الوشاح من الطبقة الممتازة عام 1992، ومُنح وسام الملك عبدالعزيز، وأوسمة عديدة عربية وأجنبية، وله العديد من الكتب والإنتاج الأدبي والشعري والصحافي. وقد استهوانا شعره، ومن بين أجملها رائعته «حديقة الغروب»: خمسٌ وستون في أجفانِ إعصارِ أما سئمت ارتحالاً أيها الساري؟ فسبحان قدر الله أن تزامن التاريخ، اليوم والشهر، لرحيل أيقونتين أدبيتين شعريتين فاقتا عصرهما... العسكر والقصيبي! *** إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.


الجريدة
منذ 2 أيام
- الجريدة
رياح وأوتاد: طرائف أصبحت اقتراحات بقوانين... وفيزا الزيارة
معظمنا سمع عن فيلم غزو الكويت الذي تم عرضه قبل الغزو بسنوات، ولم أكن أعلم بوجود هذا الفيلم إلا أثناء الاحتلال، وذلك عندما أحضره أحد الإخوة وشاهدناه فيديو في ديوانية العم أحمد الوهيب، يرحمه الله، مختار القادسية التي كنّا نتجمع فيها أثناء الاحتلال، فإذا هو فيلم كوميدي عن دخول القوات الأميركية لتخليص الكويت من الاحتلال العراقي، فهل ترى استوحى صدام فكرة غزوه للكويت من هذا الفيلم؟ وهل شجّعه الساسة الأميركيون، بناء على هذا الفيلم، على الغزو عبر سفيرتهم جلاسبي، التي أبلغت صدام «أنهم لا يتدخلون في الخلافات بين الدول العربية المتجاورة». في السينما الأميركية أفلام كثيرة خيالية عن أحداث درامية وسرقات كبيرة وقصص القتل الجماعي والمتسلسل تحولت إلى أحداث حقيقية نتيجة لإعجاب أو تأثُّر البعض بها. وفي الكويت، هل استوحى بعض الساسة أعمالهم واقتراحاتهم من الأعمال المسرحية الكوميدية؟ هناك مسرحية مشهورة لسعد الفرج وخالد النفيسي يقول فيها «بلشتونيا مع احتياطي الأجيال، لازم الحكومة تعطي كل واحد من احتياطي الأجيال، وتقول له كيفك انت وأجيالك»، فتحولت هذه الطرفة إلى اقتراح حقيقي لبعض أعضاء مجلس الأمة. وهناك نكتة إسقاط القروض التي قذفها مفتاح أحد المرشحين أثناء إلقاء المرشح خطابه التمثيلي، فتلقّفها المرشح، ولاقت استحسان الجمهور، فوضعها بعض النواب في برامجهم. وهناك طرفة أخرى ارتجلها حسين عبدالرضا في مسرحية «باي باي لندن»، عندما تكلّم مازحاً عن نقل بار الخمور إلى الكويت، فأصبح هذا الحوار الكوميدي اقتراحاً نيابياً في أحد المجالس الأخيرة. وهناك المسلسل الشهير، درب الزلق، عن تثمين بيت «بن عاقول» وثراء أبنائه، فأصبح تثمين مناطق بأكملها مطلباً لبعض النواب الذين اقترحوا تثمين جليب الشيوخ وغيرها. ولا ننسى مسرحية «الكويت سنة 2000»، التي عُرضت في منتصف ستينيات القرن الماضي، وركزت في البداية على ترف فترة النفط، ثم على عدم قدرة الكويتيين على العمل في مختلف المهن بعد نضوب النفط سنة 2000، مثل تنظيف القلبان وغرف الدبس، وطالبت المسرحية بفتح مدارس لتعليم هذه المهن، والآن أصبح ما جاء في المسرحية واقعاً، والتخصصات السهلة كثيرة، أما المطلوبة فنادرة، نتيجة لإهمال بعض الحكومات وضغط المجلس لسنوات، فقرر ديوان الخدمة الأسبوع الماضي إعادة توزيع آلاف الموظفين الذين لم تعد هناك حاجة إلى تخصصاتهم في الأماكن التي يعملون بها إلى أماكن أخرى. والمشكلة أن بعض الناخبين لا يزالون يصدقون بعض الاقتراحات النيابية، بالرغم من أنها كانت نكاتٍ مسرحية. فيزا الزيارة جدل كبير يدور حول الزيارات العائلية لأقارب المقيمين، وأرى أن الزيارات العائلية والسياحية معمول بها في كل بلاد العالم، والمهم أن تكون هذه الزيارات مفيدة للبلد واقتصادها، كما هي مفيدة لهذه العائلات، وهو أمر يمكن ضمانه عن طريق اشتراطات مدروسة توضع في طلب الزيارة (الفيزا)، مع متابعتها بدقّة.


الجريدة
منذ 2 أيام
- الجريدة
بدر الشعيبي يؤجل طرح ألبومه إلى سبتمبر
أعلن الفنان بدر الشعيبي، عبر حسابه بـ «إنستغرام»، تأجيل طرح ألبومه الجديد (الرقم الصعب)، الذي كان من المقرر إصداره يوم الأربعاء (20 الجاري)، إلى موعدٍ جديد هو 2 سبتمبر 2025، حيث سيُطرح الألبوم عبر جميع المنصات الموسيقية. وفي بيان رسمي، أعلنت الشركة المُنتجة (باء برودكشن) تأجيل الألبوم، لمواءمته الخطة البصرية والسمعية. وعلَّق الشعيبي بعد نشر البيان، قائلاً: «بإذن الله خيرة، وأوعدكم اني بعوضكم عن هذا الانتظار، وسترون وتسمعون ما يليق بكم. أحبكم يا أغلى ناس»، مؤكداً أن محبته للجمهور ودعمه الدائم يشكلان الدافع الأكبر له لتقديم الأفضل.