
قصة إثيوبية تختزل معاناة المهاجرين الأفارقة باليمن
قصة إثيوبية تختزل معاناة المهاجرين الأفارقة باليمن
الجمعة - 01 أغسطس 2025 - 01:26 ص بتوقيت عدن
-
نافذة اليمن - عدن
تختزل قصة مهاجرة أفريقية في اليمن معاناة آلاف يعبرون البحر قادمين من القرن الأفريقي.
وتقدر منظمة الهجرة الدولية بأن أكثر من 200 ألف مهاجر، غالبيتهم من القرن الأفريقي، يعبرون إلى اليمن في كل سنة، والعديد منهم من النساء اللاتي يسافرن بمفردهن ويواجهن خطر الاستغلال بشكل كبير.
ومع استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين على السواحل اليمنية بهدف الوصول إلى دول الخليج العربي، أبرزت المنظمة الأممية حالة شابة إثيوبية مثالاً على المخاطر والاستغلال والمعاناة التي يواجهها النساء خلال رحلات الموت التي تبدأ من السواحل الصومالية أو الجيبوتية.
فضمن مجموعة تضم أربعة عشر رجلاً وأربع نساء انطلقوا من القرن الأفريقي، يحملهم البحر نحو المجهول، كانت هناك شابةٌ إثيوبيةٌ في العشرين من عمرها، يَجثُمُ على قلبها حزنٌ على وفاة والدها، وجراحٌ خلّفتها الرحلة المروّعة من قريتها إلى مدينة بوصاصو الصومالية، حيث كانت تعيش حياة بسيطة، تذهب إلى المدرسة، وتضحك مع صديقاتها، وتساعد والدها في مزرعتهم الصغيرة، لكن بعد وفاته تغيّر كل شيء.
تقول الشابة إنها شعرت بفراغ في الحياة، ووجدت نفسها وحيدةً في هذا العالم، وبعدها شدتها قصص الهجرة التي سمعتها عن فرص عمل أفضل في الخارج، واتخذت قراراً اعتقدت أنه سينقذ أسرتها، وبصحبة ثلاث من صديقاتها، باعت ما تملكه أسرتها من ماعز، وجمعت ما تقدر عليه من المال، وأخبرت والدتها بيقينٍ يجهل مخاطر هذه المغامرة أنها ستجد عملاً في دول الخليج وسترسل لها المال.
فقدان الأمل
هذا الأمل سرعان ما تحول إلى خطر، حين قام المهربون بتفريق الفتيات، ووضعوهن في مجموعة أصغر، وسارت لمدة أربعة أسابيع عبر الصحراء باتجاه ميناء بوصاصو، الذي يتجمع فيه المهاجرون لمواصلة رحلتهم بحراً، وهناك، آلت بها الأمور إلى منعطف آخر مظلم، فقد أسرها المتاجرون بالبشر وطالبوا بمزيد من المال. وفق رواية المنظمة الأممية.
لم تستطع الشابة دفع المبلغ الذي طلبوه، وعندما توسلت طلباً للرحمة، تعرضت للاعتداء والعنف الجنسي، ومثل غيرها على طريق الهجرة من القرن الأفريقي إلى اليمن، كانت ضحية للمتاجرين بالبشر الذين يستغلون الضعفاء، حيث تعتمد هذه الشبكات على العنف والابتزاز والترهيب للسيطرة على من هاجروا بحثاً عن الأمان.
عقب تعرضها لهذه الانتهاكات، تعاون معها أحد المهربين، وكان يتحدث لغتها، وساعدها على الصعود على قارب متجه إلى اليمن، وهناك، التقت صديقاتها، فسالت دموعهن جميعاً، لكن لم تُحدّث إحداهن الأخرى عمّا حصل لها، فقد كُنَّ في حال خوف شديدة من القادم.
وبعد يومين شاقين في البحر، وصلن أخيراً إلى الساحل، حيث هزّ المهربون القارب بعنف، ليجبروا الناس على القفز منه، فهرعن إلى مكان مقفر، وحيدات، تائهات، ومشين حتى صادفن قرويات يمنيات قدمن لهن الطعام والملابس، وحتى تلك اللحظة، كنّ يحسبن أنهن قد وصلن إلى دول الخليج، لكن بعد معرفة الحقيقة واصلن السير لا يدرين أين وجهتهن، قبل أن يتوقف رجل يمني وينقلهن بسيارته إلى عدن، وأعطاهن بعض المال وتمنى لهن السلامة.
هناك في عدن، استضافتهن امرأة سبق لها أن قطعت نفس الرحلة، وبعد ثلاثة أيام، ساعدتهن في الترتيب لسفرهن إلى صنعاء، على أمل أن يجدن عملاً أو دعماً. ولكن بمجرد أن وصلن إلى هناك، تفرقت الصديقات للبحث عن عمل، حيث التقت الشابة رجلاً عرّفها على امرأة إثيوبية قدّمت لها مكاناً للإقامة وعملاً في متجرها.
بعد أشهر لاحظت المرأة التي تملك المتجر انتفاخاً في بطن الشابة، فشعرت بالقلق، وأخذتها لزيارة المستشفى، وتبيّن أنها حامل في شهرها السادس، فانفجرت بالبكاء، لأنها لم تكن تعرف حتى أنها حامل، ولم يكن لديها أدنى فكرة عمّا سيحدث بعد ذلك، وقد ساعدتها صديقتها في الانتقال إلى منزل أختها للراحة، لكن الضغوط المالية استمرت في الازدياد، وفي النهاية، أخذتها الأسرة إلى المنظمة الدولية للهجرة، وعندما وصلت إلى هناك، تحدثت عن كل شيء، الألم والخوف، وكل ما كتمته في داخلها منذ أن غادرت أسرتها.
وضعت الشابة العشرينية مولودها في نقطة الاستجابة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في صنعاء، وإلى الآن -حسب منظمة الهجرة الدولية- لا تزال هي وطفلها يتلقيان الرعاية الطبية والمشورات والدعم الضروري، مما يساعدهما على العيش بكرامة، لكن من دون وثائق هوية، كما أن حصول طفلها على التعليم وحقوقه الأساسية غير مؤكد.
وتقدّم نقطة الاستجابة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة -حسب المنظمة- مساعدات منقذة للحياة للمهاجرين الضعفاء، كما توفّر لهم مساحة للتشافي والتعافي وتساعدهم على العودة إلى ديارهم، وهذا ما تأمل الشابة الإثيوبية تحقيقه الآن من خلال برنامج العودة الإنسانية الطوعية، وتقول إنها لو أخبرها أحدهم بأنه يخطط لخوض هذه الرحلة لَتوسلت إليه أن يعيد النظر، لأن الأمر لا يستحق كل ذلك الخوف والألم وكل ما فقدته.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
الريال السعودي ينخفض إلى مستوى غير مسبوق أمام الريال اليمني.
اخبار وتقارير
هبوط ناري في سعر الصرف وخبير اقتصادي يرسم خارطة وصول السعودي إلى 400 ريال.
اخبار وتقارير
هو الثاني خلال 6 ساعات.. مركزي عدن يحدد سعر جديد للريال اليمني امام العملات.
اخبار وتقارير
البنك المركزي بعدن يحدد السعر النهائي للريال اليمني امام العملات الأجنبية...

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 44 دقائق
- اليمن الآن
الاتحاد الأفريقي والجيش الصومالي يطلقان عملية عسكرية ضد حركة الشباب
أطلق الجيش الصومالي مدعوما بقوات مشتركة تابعة للاتحاد الأفريقي عملية عسكرية واسعة النطاق أمس الأحد، استهدفت معاقل حركة الشباب المجاهدين التي تحمل السلاح في وجه الحكومة. وركّز الجيش في هجماته على إقليم شبيلي الأسفل في جنوبي البلاد، خاصة في مدينة باريير الإستراتيجية والمناطق القريبة منها، وفقا لما أفادت به مصادر رسمية. ويأتي الهجوم المنسق مع القوات التابعة للاتحاد الأفريقي في إطار جهود تبذلها الحكومة الفدرالية للقضاء على ما تبقى من التنظيم المسلح التابع لحركة الشباب في جنوب البلاد. وقال ضابط عسكري كبير مشارك في الحملة إن القوات الصومالية وبعثة الاتحاد الأفريقي اشتبكتا أمس الأحد مع مقاتلين تابعين للتنظيم المسلح، ما أسفر عن إصابات وخسائر كبيرة في صفوف المتمردين. وأضاف الضباط أن الكثير من المتشددين تم قتلهم، وفر عدد منهم إلى قرى مجاورة يعملون فيها سرا، وما زال الجيش يلاحقهم. ووفقا لشهود عيان في المناطق الزراعية القريبة من مواقع القتال، فإن القوات الحكومية قامت بإطلاق كثيف للنيران على المقاتلين، الأمر الذي جعل السكان يلزمون منازلهم خوفا من تعرضهم للخطر. ولا تزال الأخبار المتعلقة بهذه العملية تحتاج إلى تفاصيل، إذ لم تعلن الحكومة الصومالية حتى الآن عن حصيلة رسمية للخسائر، في حين لم تصدر حركة الشباب أي تعليق على المواجهات حتى صباح اليوم الاثنين. وتخوض حركة الشباب، المرتبطة بتنظيم القاعدة، تمردا مسلحا في الصومال منذ أكثر من 15 عاما، ولا تزال تنفذ هجمات دامية ضد أهداف مدنية وعسكرية، رغم تصاعد عمليات مكافحة ما يُسمى الإرهاب


اليمن الآن
منذ 44 دقائق
- اليمن الآن
العميد باعش يعزي العميد دكتور فيصل العديني في وفاة والدته
صحيفة ١٧ يوليو الإخبارية/ خاص بعث مدير عام الإدارة العامة للتوجيه المعنوي والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، العميد عبد القوي باعش، برقية عزاء ومواساة إلى نائبه العميد دكتور فيصل العديني، عزاه فيها بوفاة والدته المغفور لها بإذن الله. وأعرب العميد باعش في برقية العزاء عن بالغ الحزن وعظيم الأسى لرحيلها، معبرا عن خالص تعازيه وصادق مواساته للعميد فيصل العديني وكافة أفراد أسرته الكريمة بهذا المصاب الجلل ، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان...إنا لله وإنا إليه راجعون.


اليمن الآن
منذ 44 دقائق
- اليمن الآن
محمد سامي يشوق جمهوره بصورة غامضة وشيماء سيف تعلق
شارك المخرج محمد سامي متابعيه بصورة جديدة عبر حسابه على إنستجرام، متسائلاً عن مكان تواجده الحالي، مما أثار فضول جمهوره. وعلقت الفنانة شيماء سيف على الصورة معبرة عن اشتياقها له قائلة 'في الجنة عشان أنت ملاك، وحشتني أوي'. وفي سياق منفصل، قررت المحكمة المختصة تأجيل محاكمة محمد سامي في القضية المرفوعة ضده من الفنانة عفاف شعيب بتهمة السب والقذف والتشهير، إلى جلسة 17 سبتمبر. وتعود تفاصيل القضية إلى اتهام عفاف شعيب للمخرج محمد سامي بالتشهير بها عبر وسائل الإعلام، حيث قدم محاميها صورًا ضوئية للمحكمة كإثبات على الواقعة. بينما نفى دفاع سامي الاتهامات، مؤكدًا عدم صحتها، وطالب المحكمة برفض الدعوى، وكانت المحكمة الاقتصادية قد أوقفت سابقًا سير الدعوى لحين الفصل في دعوى مماثلة في محكمة أكتوبر. اخبار متعلقة