
"بي واي دي" تتفوق على "تسلا" بتقنية شحن فائقة السرعة في وقت حرج لصناعة السيارات الأميركية
لندن - "النهار"
في بداية عام 2025، تتجه الأنظار مجددًا إلى المنافسة الشرسة بين شركتي "تسلا" الأميركية و"بي واي دي" الصينية، مع فارق واضح -هذه المرة- تميل فيه الكفة لصالح الطرف الصيني. فقد أعلنت "بي واي دي" عن تقنية شحن جديدة قادرة على تزويد سياراتها بمدى يصل إلى 400 كيلومتر خلال خمس دقائق فقط، بوساطة منصة "Super e-Platform" المتطورة، مما يُعد إنجازًا غير مسبوق في قطاع السيارات الكهربائية.
هذا التطور يأتي في وقت تواجه فيه "تسلا" تحدّيات متراكمة، أبرزها تراجع المبيعات وانخفاض سعر سهمها، مدفوعة بمواقف إيلون ماسك السياسية، التي أثارت جدلاً واسعًا. وفي المقابل، لم تعد "بي واي دي" مجرّد شركة واعدة، بل أصبحت رسميًا أكبر مصنّع للمركبات الكهربائية في العالم، بما في ذلك السيارات الهجينة القابلة للشحن.
تقنية الشحن السريع التي طورتها "بي واي دي"، رغم إثارتها للإعجاب، تطرح تساؤلات فنية حول استهلاك الطاقة، عمر البطارية، ومتطلبات البنية التحتية، إذ إن الوصول إلى قدرة شحن تبلغ 1 ميغاواط يحتاج إلى تحديثات كبيرة في شبكات الكهرباء، وبنية تحتية متقدمة لمحطات الشحن. ورغم ذلك، تخطط الشركة لبناء 4000 محطة شحن من هذا النوع في الصين خلال المرحلة المقبلة.
أولى عمليات تسليم المركبات الداعمة لهذا النظام ستبدأ -وفق المتوقّع- في نيسان/ أبريل، مما يشير إلى إدخال سريع للتقنية إلى السوق. وإذا نجحت "بي واي دي" بتقديم تجربة شحن تضاهي سرعة تزويد السيارات بالوقود التقليدي، فقد تتغير قواعد اللعبة بالكامل. هذه الخطوة لا تزيل فقط أحد أبرز التحديات أمام مستخدمي السيارات الكهربائية، بل تخفف أيضاً من الحاجة إلى بطاريات ضخمة، وهو ما سينعكس على تقليل الطلب على المعادن النادرة.
من ناحية أخرى، تواجه "تسلا" صعوبات في مواكبة التطورات، خاصة مع تركيزها الحالي على طُرُزٍ مرتفعة التكلفة مثل "سايبر تراك"، التي يتجاوز سعرها الـ100 ألف دولار، وتخلّيها عن خطط إنتاج سيارة منخفضة السعر. بالمقابل، تواصل "بي واي دي" ومنافسوها تقديم سيارات كهربائية بأسعار هي أقل من 30 ألف دولار، مما يمنحهم قدرة أكبر على الانتشار في الأسواق الناشئة والمتقدمة.
رغم أن سهم "تسلا" شهد تراجعًا، فإنه لا يزال يُتداول عند مستويات مرتفعة نسبياً، بمضاعف ربح يبلغ 84 مرة. هذا التقييم المرتفع لم يعد مدعومًا بتوقعات واقعية لنمو المبيعات، بل يستند إلى رهانات طويلة الأجل على مشاريع مثل السيارات ذاتية القيادة والروبوتات، التي لم تُحقق بعد النجاح التجاري المأمول.
في المقابل، أدرجت "بي واي دي" أنظمة متقدمة للمساعدة في القيادة كميزات قياسية في معظم طُرُزها، على عكس "تسلا" التي تبيع تقنياتها المتقدّمة بأسعار إضافية مرتفعة، رغم تفوقها التقني.
التحدي لا يقتصر على "تسلا" فقط، إذ إن شركات السيارات الأميركية الكبرى عموماً تواجه "أزمة صينية" متصاعدة. فنجاح "بي واي دي" في نشر تقنية الشحن السريع لن يعزّز فقط موقعها في السوق الصينية، حيث يُباع فعلياً ثلثا السيارات الكهربائية، بل سيمنحها أيضاً قوة تنافسية كبيرة في الأسواق العالمية.
في هذا السياق، تلجأ الولايات المتحدة إلى فرض رسوم جمركية كوسيلة لحماية صناعتها المحلية من غزو المنتجات الصينية، مما قد يحدّ من قدرة المستهلك الأميركي على الوصول إلى التقنيات الأحدث. ومع تراجع أسعار البطاريات وتطور السيارات الكهربائية، أصبحت هذه الفئة من المركبات المحرك الأساسي لنمو سوق السيارات عالمياً، ومن الصعب تجاهل الابتكارات المستوردة من الخارج إلى الأبد.
السياسات الحمائية التي يُلوّح بها السياسيون الأميركيون، خصوصاً الرئيس السابق دونالد ترمب، تهدّد بتعطيل سلاسل التوريد الإقليمية الدقيقة في أميركا الشمالية، وتضع شركات مثل "جنرال موتورز" و"فورد" أمام تحديات إضافية. فالتركيز على حماية السوق المحلية قد يؤدي إلى الاعتماد المفرط على الشاحنات المرتفعة السعر، ويُضعف روح المنافسة المطلوبة للابتكار.
بعد قرن من الزعامة الأميركية لقطاع السيارات، يبدو أن القرن الحادي والعشرين يشهد تحوّلاً سريعاً في مركز الثقل الصناعي نحو آسيا، وتحديداً الصين، التي تواصل توسيع نفوذها بفضل التقدم التقني والانتشار التجاري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
تزوير اللوحات الآمنة للسيارات… والمواطن في دوامة
لم تختفِ يوماً أزمة دفاتر السيارات ولوحاتها عن الواجهة في لبنان، خصوصاً السيارات الأجنبية، اذ لا يحصل أصحابها على دفاتر تثبت الملكية ووجودها في السير في لبنان، بل مجرد أوراق تعطى بصورة مؤقتة الى حين تأمين الدفاتر. اما اللوحات، وبعد تحديثها لتكون أكثر أماناً وللحد من التزوير، لا يتم تسليم العدد الكافي منها. القرار ومنذ يومين، كان قرار جديد في 'النافعة' وصفته مصادر متابعة في حديثها لموقع 'لبنان الكبير' بأنه يسعى الى خدمة الناس، وتسهيل الأوضاع عليهم في ظل عدم تسليم شركة 'انكريبت' رخص السير، ما يحول دون وجود لوحات آمنة (الجديدة). تزوير مصادر مطلعة تتحدث لموقع 'لبنان الكبير' عن أن 'من المفترض أن تكون شركة انكريبت هي من تعطي الوصل الخاص لإصدار اللوحات (من أجل صبّ اللوحة). وبما أنه ليس هناك دفاتر سيارات، ولا لوحات جديدة، المواطن يضطر الى صب لوحة قديمة ودفع ثمنها، مع أنه سبق ودفع ثمن اللوحة الجديدة. وتوضح المصادر أن 'انكريبت تعاقدت مع شركة تأمين واحدة فقط، تقوم بإعطاء التأمين لمحال صب اللوحات، في مقابل مبلغ 900 دولار أميركي سنوياً، ليتبين أنها تعطيها لوحات للصب شهراً واحداً خلال العام، وبعد العديد من التحركات والمطالبات، والتهديد بالتمنع عن الدفع، أصبحت تقوم بمعدل كل شهرين بتسليم عدد بسيط جداً، مع الاشارة الى أنهم غير قادرين على صب اللوحات'. وتضيف المصادر أنه تم تسليم لوحات طويلة فقط، ومن تحتاج سيارته الى لوحات مربعة، أوقعوه في مشكلة كبيرة، لذلك يجبرون الناس على صب لوحات قديمة مربعة ودفع ثمنها، أو تزوير اللوحات الجديدة المربعة، وهو ما حصل فعلاً. وتعلق على القرار الأخير في النافعة بأنه إيجابي نعم، لكن المواطن لن يستفيد، فشركة 'انكريبت' هي من تقوم بإنتاج اللوحات الجديدة الآمنة وتسليمها الى المحال، أي كأن المواطن يدور في الدوامة نفسها ويعود الى نقطة الصفر. وتلفت الى أن الأمر نفسه ينطبق على دفاتر الدراجات النارية ولوحاتها. حسين زياد منصور-لبنان الكبير انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


Elsport
منذ 5 أيام
- Elsport
رينو تعيد تينغو الى الاسواق بنسخة كهربائية
كشفت شركة رينو عن نيتها إعادة طرح سيارة تينغو الشهيرة من التسعينات بنسخة كهربائية بالكامل تحمل اسم Twingo e-Tech، بسعر تنافسي لا يتجاوز 16,800 باوند (نحو 21,300 دولار أميركي)، مما يجعلها من أرخص السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة. وأكد المدير التنفيذي لرينو، فابريس كامبولايف، خلال مشاركته في قمة "فاينانشل تايمز لمستقبل السيارات" في 14 أيار، أن السيارة ستُطرح بنسخة القيادة اليمنى خصيصًا للسوق البريطاني، معتبرًا أن تينغو تمتلك "إمكانات هائلة" لما توفره من تصميم كلاسيكي وتقنيات عصرية وسعر مناسب. وستكون Twingo e-Tech أصغر وأرخص من شقيقتيها R4 وR5 الكهربائيتين، اللتين بدأ سعرهما من 22,995 و27,000 باوند على التوالي. وتشكل السيارة الجديدة جزءًا من استراتيجية رينو لإحياء سياراتها الكلاسيكية بأسلوب كهربائي محدث، مستهدفة بذلك فئة الشباب والمستهلكين الباحثين عن سيارات اقتصادية للمدن. وتم عرض النموذج الأولي لتينغو الكهربائية العام الماضي، حيث استوحيت ملامحه من الجيل الأول الذي طُرح في 1992، مع الحفاظ على مصابيحه الدائرية وشبك التهوئة الثلاثي في غطاء المحرك، والتي باتت تعرض مستوى شحن البطارية. ومن المنتظر أن تُطرح السيارة في الأسواق خلال عام 2026، مع إمكانية تمويلها بأقل من 100 يورو شهريًا، ما يعزز موقعها كمنافس قوي في فئة السيارات الكهربائية المدمجة ذات الميزانية المحدودة. وبعد إخفاق مبيعات الجيل الثالث من تينغو في بريطانيا عام 2018، تسعى رينو لتحقيق انطلاقة جديدة لطرازها التاريخي مستفيدة من موجة الحنين وتصاعد الطلب على سيارات كهربائية اقتصادية، وهو ما يجعل من تينغو الجديدة مرشحة بارزة للنجاح في الأسواق الأوروبية.


Elsport
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- Elsport
فيراري 500 TRC الأسطورية تُعرض في مزاد بسعر يُقدّر بين 7 و9 ملايين دولار
تستعد إحدى أجمل سيارات فيراري الكلاسيكية على الإطلاق لدخول مزاد سري تنظّمه "سوذبيز" في ولاية كاليفورنيا يوم 27 أيار الجاري، حيث يُتوقع أن تُباع سيارة **فيراري 500 TRC** موديل 1957 بسعر يتراوح بين 7 و9 ملايين دولار أميركي (أي ما يعادل نحو 128 إلى 165 مليون راند جنوب أفريقي). تُعدّ هذه السيارة من تصميم "سكالييتي" واحدة من بين 16 نسخة فقط لا تزال موجودة حتى اليوم، وقد صُنعت في فترة ذهبية من تاريخ صناعة السيارات الرياضية، حين كانت الجماليات والتصميم الراقي يتقدمان على عوامل الإيروديناميكية والقوة السفلية. وتُعتبر 500 TRC مثالًا نادرًا على فن تصميم السيارات، وكانت بمثابة الأساس للسيارة الأسطورية 250 Testa Rossa ذات الـ12 أسطوانة، والتي سبق أن بيعت بسعر قياسي بلغ 51.7 مليون دولار. ظهرت 500 TRC لأول مرة في موسم 1957 وحققت نجاحًا بارزًا في سباقات التحمّل، إذ فازت بفئتها في سباقات شهيرة مثل "12 ساعة سيبرينغ" و"ميل ميليا" و"ألف كلم في نوربورغرينغ" و"24 ساعة لومان". ولم يُنتج منها سوى 17 نسخة، وكانت آخر سيارة فيراري مزوّدة بمحرك من 4 أسطوانات، ما يجعلها تحمل قيمة تاريخية كبيرة. السيارة المعروضة للبيع تحمل الرقم التسلسلي 0658 MDTR، وهي أول نسخة بُنيت من هذا الطراز، ما يمنحها أهمية خاصة. وقد شاركت في 20 سباقًا بين عامَي 1957 و1963، فازت خلالها بعشر فئات وصعدت منصة التتويج 13 مرة. كما شاركت في 21 نسخة من سباق Mille Miglia Storica بين 1993 و2014. تحمل السيارة شهادة "فيراري كلاسيكيه" الحمراء وتحتفظ بهيكلها ومحركها ومحورها الخلفي الأصلي، ما يزيد من قيمتها لهواة الجمع والمستثمرين على حدّ سواء.