logo
الأراضي الزراعية في لبنان بين الشَحّ في المياه.. و القصف الاسرائيلي "بالفوسفور"

الأراضي الزراعية في لبنان بين الشَحّ في المياه.. و القصف الاسرائيلي "بالفوسفور"

الديار٠٥-٠٣-٢٠٢٥

مع اقتراب حلول فصل الربيع، لا بدّ من الاطمئنان إلى سلامة الأرض وتربتها، إن لناحية كفايتها من متساقطات الأمطار، أو لجهة صلاحيّتها للزراعة مجدداً في مناطق الجنوب التي فلحتها القذائف الإسرائيلية قبل أن تصل إليها أيادي الفلاحين.
العميد المشارِك في الدراسات العليا للعلوم والتكنولوجيا في جامعة الروح القدس – الكسليك مدير "المركز الأعلى للبحوث" في الـUSEK الدكتور نبيل نمر يفنِّد كلتا الحالتين، منطلقاً من الموضوع الأوّل ليقول: المتساقطات الأخيرة مهمّة للزراعة، لكن كنا نأمل لو جاءت في وقت مُبكر، فالشجرة قد بدأت التحضير لفصل الربيع إذ أزهَرَت براعمها عندما ارتفعت حرارة الطقس ولا سيما "اللوزيّات"، وبالتالي استبقت فترة الصقيع حركة إزهار قبل أوانها.
لكن نمر يقلّل من خطورة الأمر "طالما نحن لا نزال في موسم الشتاء، ما يدفعنا إلى التأكيد أن المنخفض الجوّي الأخير وما اصطحبه من موجة صقيع، هو مفيد للقضاء على الأمراض الباكتيريّة والفطريّة التي تُصيب الغابات والمزروعات".
وبالانتقال إلى كمية المتساقطات، "فلا تزال عند الحدود السلبية حيث لم نصل حتى الآن إلى المعدّل المطلوب من المياه" بحسب نمر، إذ "لا يزال لبنان بعيداً عن المعدّلات الموسميّة للمتساقطات بما يكفي لتخزين المياه في الأرض..."، آملاً في أن "يستمر هطول الأمطار طوال شهرَيّ آذار الجاري ونيسان المقبل حيث تبقى الأرض قابلة لتخزين مياه الأمطار في هذه الفترة".
ويكرّر تأكيده أن "موجة الصقيع حملت عوامل إيجابية للزراعة بشكل عام، حيث أعطت النباتات مناعة أكبر عند قدوم فصل الربيع، في انتظار توفّر المعدّل الكافي من المتساقطات قبل حلول موسم الصيف...وأشهر الجفاف المُبكِر إن لم ننعَم بمياه الأمطار المطلوبة!".
أراضي الجنوب...
ترقباً لما ستحمله قبل الأيام للطبيعة، لا يزال السؤال مطروحاً عما إذا كانت أراضي الجنوب ما زالت صالحة للزراعة بفعل الصواريخ الفوسفوريّة التي أمطرَها بها الجيش الإسرائيلي، بعد مضيّ أشهر على تطبيق اتفاق الهدنة "المخروق"؟
"لا أتخوّف من مادة الفوسفور الأبيض أو ما يُسمّى في علوم الكيمياء بالـP4" يُجيب نمر "لأنها عندما تُلامس التربة ستتحوَّل وتتلاصق مع عناصر أخرى موجودة داخل التربة، لكون نوعيّة التربة في لبنان "كلسيّة" وبالتالي سيتحوَّل الفوسفور تلقائياً إلى ما يُسمّى بـ"فوسفيد الكالسيوم" لا يعود صالحاً للامتصاص من النبات وبالتالي لا يعود خطيراً على التربة كما هو الحال فور انفجار القذيفة الفوسفورية إذ عندها يتحوّل إلى مادة حارقة للنباتات والأشجار عموماً".
في ضوء ذلك، يطمئن نمر إلى أن "مجرّد هطول الأمطار، يزول أي خطر قد تتسبّبه مادة الفوسفور الأبيض على المزروعات والأشجار".
هناك ما هو أخطر من الفوسفور!
لكن الدكتور نمر لا يغفل التنبيه إلى مشكلة حدثت في العام 2000 فور انسحاب إسرائيل من الجنوب في 25 أيار من ذاك العام، ويقول: تردّد في الأشهر الأخيرة أن إسرائيل كرّرت في حربها الأخيرة على لبنان ما فعلته خلال عدوانها على لبنان عام 2000 حيث ألقت صواريخ تحتوي على مبيدات كيميائية، ليست فوسفوريّة، تسمّم الأراضي الزراعية في الجنوب، وتمنع أياً من المزروعات أو البذور من أن تنبت مجدداً لمدة سنتين. بعد مرور هذه الفترة وعندما نبتت أشجار الزيتون أخذت أوراقها شكلاً غريباً لا يُشبه شكلها الطبيعي، وعندما أجرينا الفحص المخبري عليها تبيّن أن ذلك ناتج من تلك المبيدات الكيميائية السامّة التي ألقتها إسرائيل على الأراضي الزراعية في العام 2000.
وإذ يشدد على أن "هذه المواد الكيميائية تُثير الخوف والقلق أكثر من مادة الفوسفور"، ينصح نمر بـ"فحص التربة، ليس لمعرفة مدى ضررها من الفوسفور الذي ينحصر خطره في اللحظة التي يسقط فيها الصاروخ وليس بعد سنة وأكثر، بل لمعرفة ما إذا كانت هناك أنواع كيميائية أخرى تُضرّ بالتربة والزراعة.... وهنا تكمن المشكلة الأساسية... بل الخطر الرئيسي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جامعة الروح القدس افتتحت نسخة الشرق الأوسط من "الأيام البحثية لدراسات الدكتوراه"
جامعة الروح القدس افتتحت نسخة الشرق الأوسط من "الأيام البحثية لدراسات الدكتوراه"

الديار

timeمنذ 16 ساعات

  • الديار

جامعة الروح القدس افتتحت نسخة الشرق الأوسط من "الأيام البحثية لدراسات الدكتوراه"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب افتتحت جامعة الروح القدس – الكسليك النسخة الثالثة من "الأيام البحثية لدراسات الدكتوراه، نسخة الشرق الأوسط 2025"، في حرمها الرئيسي في الكسليك، من تنظيم المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة، برعاية وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين وحضورها، وبدعم من وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، خرّيج جامعة الروح القدس – الكسليك، الذي سيلقي كلمة في ختام اليوم الأخير من الفعالية. شارك في حفل الافتتاح، إلى جانب الوزيرة الزين، ممثلة وزير الزراعة، رئيسة مصلحة الصناعات الزراعية في وزارة الزراعة المهندسة مريم عيد، ورئيس الجامعة الأب الدكتور طلال هاشم، وعميدة معهد الدكتوراه البروفسورة رانيا سلامة، إلى جانب عدد من الآباء وأعضاء مجلس الجامعة، والباحثين والدكاترة وشخصيات دبلوماسية، وممثلين عن الجامعات المشاركة والداعمين والشركاء وطلاب الدكتوراه. تُعدّ "الأيام البحثية لدراسات الدكتوراه" مبادرة علمية رائدة هي الأولى من نوعها في الجامعات اللبنانية، أطلقتها جامعة الروح القدس - الكسليك بهدف دعم طلاب الدكتوراه، وتسليط الضوء على أبحاثهم ومساهماتهم العلمية. ويمتد الحدث على مدى ثلاثة أيام، يجتمع خلالها طلاب دراسات عليا من مختلف الاختصاصات والمؤسسات الأكاديمية في لبنان والمنطقة، في مساحة حوارية تهدف إلى تبادل المعرفة وتعزيز التعاون البحثي. ويمثل هذا الحدث منصة متقدمة لعرض نتائج الأبحاث ومناقشتها بين الزملاء والأكاديميين والخبراء، مما يسهم في تطوير قدرات الباحثين الشباب، وتشجيعهم على الانخراط في بيئة علمية نشطة وعابرة للتخصصات. كما يسعى إلى تعزيز التواصل بين المختبرات والمراكز البحثية داخل لبنان وخارجه. وقد اكتسبت هذه المبادرة بعدًا وطنيًا وإقليميًا متناميًا خلال نسختيها السابقتين، وشهدت هذا العام مشاركة واسعة من نخبة الجامعات في لبنان والشرق الأوسط، وهي: جامعة الأردن، جامعة عين شمس، جامعة سنغور في الإسكندرية، الجامعة الفرنسية في مصر، جامعة الشارقة (الإمارات العربية المتحدة)، جامعة قبرص، الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU)، الجامعة اللبنانية (UL)، جامعة القديس يوسف (USJ)، جامعة بيروت العربية (BAU)، جامعة البلمند، جامعة الحكمة، الجامعة الأنطونية، جامعة سيدة اللويزة (NDU)، الجامعة العربية المفتوحة (A.O.U)، وجامعة الروح القدس – الكسليك (USEK). كما حظي الحدث هذا العام بدعم شركاء علميين ومؤسسات دولية مرموقة، منها: المركز الوطني للبحوث العلمية، الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي، جامعة حمد بن خليفة، مكتبة لبنان ناشرون، ومؤسستا "لابيز" و"نوميلاب". وإلى جانب العرض الأكاديمي، يشهد الحدث تكريمًا للمشاركين المتميزين من خلال جوائز علمية ومالية وفرص تنقل أكاديمي، ما يشكّل حافزًا إضافيًا على التميز والابتكار في البحث العلمي. في جوهرها، تهدف هذه المبادرة إلى ترسيخ ثقافة البحث العلمي، وتعزيز موقع لبنان كمركز أكاديمي إقليمي في مجال الدراسات العليا، والارتقاء بجودة الأبحاث الجامعية لتكون أكثر فعالية في معالجة التحديات الراهنة وتحفيز التفكير العلمي المسؤول في خدمة المجتمع والمنطقة.

تركيا تهتز واليونان تلحقها… هل من زلزال سيصيب لبنان؟
تركيا تهتز واليونان تلحقها… هل من زلزال سيصيب لبنان؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 4 أيام

  • القناة الثالثة والعشرون

تركيا تهتز واليونان تلحقها… هل من زلزال سيصيب لبنان؟

في كلّ مرة تهتز فيها تركيا، يخاف اللّبنانيون من التأثر مجدداً بكارثة كبيرة بعدما اختبروا قوة الهزة الأرضية المرعبة في شباط المشؤوم، الذي أنهى حياة أتراك وسوريين بعد زلزال ما يُعرف بكهرمان مرعش. ومؤخراً لم تهتز تركيا وحدها بل اليونان أيضاً ومعها بدأ قلق إضافي ينخر عقول اللّبنانيين. والخوف من وقوع كارثة مشابهة في لبنان لا يقتصر على الخوف من الكوارث الطبيعية فحسب، بل من ضعف التجهيزات المحلية والقدرة على الاستجابة للضحايا المحتملين في بلد عرف كلّ أنواع النكبات في السنوات الأخيرة، ولم يلحق بعد كي يتنفس الصعداء وإعادة ترتيب الحياة اليومية ومقوماتها، ولا حتى بناء هيكل الدولة بالحدّ الأدنى. في كل مرة تهتز فيها الأرض تحت أقدامنا في بلد مجاور، تتجدد معها مخاوفنا وأسئلتنا: ماذا لو تكررت الكارثة عندنا؟ الزلزال الذي ضرب اليونان مؤخراً، وما سبقه من زلزال مدمر في تركيا، ليسا سوى تذكير صارخ بقوة الطبيعة التي لا تُقاوم. ومع تواتر هذه الهزات في دول قريبة جغرافياً من لبنان، يبرز تساؤل مشروع ومقلق: هل لبنان مقبل على زلزال مشابه؟ وهل البنية التحتية والمجتمع مستعدان لمثل هذا الحدث؟ وفي حديث لـ 'نداء الوطن'، أوضح خبير الزلازل طوني نمر أن توقيت حدوث زلزال في لبنان، سواء في المستقبل القريب أو البعيد، لا يمكن التنبؤ به. وأشار إلى أن الزلازل التي وقعت مؤخراً في اليونان وتركيا لا تؤثر بشكل مباشر على احتمال وقوع زلزال في لبنان. وأضاف نمر أن الزلزال الأقوى الذي كان من الممكن أن يؤثر على لبنان هو الذي ضرب تركيا قبل عامين، ولكن بما أن تأثيره قد مرّ من دون تداعيات على لبنان، فإن احتمال تأثرنا ضعيف جداً. ورداً على سؤال حول ما إذا كان الموقع الجغرافي للبنان يزيد من خطر تعرضه لزلازل مشابهة لتلك التي شهدتها تركيا واليونان، أجاب: 'نعم، لبنان يقع على خط زلزالي نشط يفصل بين الصفيحتين العربية والأفريقية، وهذا الخط يمتد من خليج العقبة مروراً بلبنان وصولاً إلى تركيا بطول حوالى ألف كيلومتر. وبسبب الضغوطات المستمرة بين هاتين الصفيحتين، وإذا تجاوزت قوة الضغط قدرة الصخور على التحمل، تحدث حركة مفاجئة على هذا الخط التصدعي، ما يؤدي إلى احتكاك الصخور وتولد الموجات الزلزالية التي نشعر بها كهزة أرضية أو زلزال'. أما في ما يخص المؤشرات التي قد تسبق حدوث زلزال في لبنان، فأكد نمر أنه لا توجد دلائل، مضيفاً: 'قد تحدث هزات أرضية متتالية في منطقة معينة، ولكن حتى هذا لا يعني بالضرورة أن زلزالاً كبيراً سيقع، ولا يوجد حالياً أي نشاط من هذا النوع في لبنان، لذا لا يمكن الجزم بشيء'. وعن مدى استعداد لبنان للتعامل مع زلزال محتمل، قال نمر: 'للأسف، لا نملك بنية تحتية مقاومة للزلازل. الأبنية المقامة على الصخور الصلبة قد تكون أكثر قدرة على التحمل مقارنة بتلك المشيدة فوق التربة أو الرمال. غاييل بطيش - نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

زلزال بقوة 6 درجات يضرب اليونان… ماذا عن خطر تسونامي على لبنان؟
زلزال بقوة 6 درجات يضرب اليونان… ماذا عن خطر تسونامي على لبنان؟

لبنان اليوم

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • لبنان اليوم

زلزال بقوة 6 درجات يضرب اليونان… ماذا عن خطر تسونامي على لبنان؟

ضرب زلزال قوي بقوة 6 درجات فجر الأربعاء جنوب جزر الدوديكانيز اليونانية، وفق ما أعلنه مركز أبحاث علوم الأرض الألماني، مشيرًا إلى أن مركز الزلزال سُجّل على عمق 83 كيلومتراً بالقرب من جزيرة كريت. وفي لبنان، طمأن الباحث في الجيولوجيا طوني نمر المواطنين، مؤكداً عبر منشور على منصة 'إكس' أن 'الهزة وقعت على القوس الهلّيني بعمق 57 كلم، لكن قوتها المحدودة وعمقها حالا دون حدوث كسر في قاع البحر المتوسط، وبالتالي لم يتبعها أي تسونامي'. وأضاف نمر أن 'نقطة ارتكاز الهزة تبعد عن بيروت نحو 800 كلم، ما يجعل تأثيرها على التركيبات الزلزالية اللبنانية شبه معدوم'. شعور بالهزّة في عدة دول عربية الهزة لم تمرّ من دون ملاحظة في المنطقة، حيث أفاد مراسلو 'سبوتنيك' وسكان محليون أن الهزة شعر بها سكان بيروت وامتدت إلى مناطق ساحلية شمال مصر، كما سجّلت هزة خفيفة في القاهرة. وفي دمشق، أكد عدد من السكان أنهم استيقظوا على وقع الزلزال، ما أثار القلق لدى الأهالي. توصيات للسلامة وفي منشوره، نبّه نمر رواد الشواطئ حول العالم إلى أهمية اتخاذ إجراءات احترازية عند الشعور بأي هزة، قائلاً:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store