خطبة الجمعة القادمة عن التحذير من الشائعات والغيبة والنميمة
وتضمّن التوجيه تناول عدد من المحاور، من أبرزها: بيان وجوب حفظ اللسان من الوقوع في أعراض الناس بما يكرهون، لقوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). والتحذير من نشر الشائعات أو السماع لها وتصديقها، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
كما تناول التوجيه التحذير من الغيبة والنميمة وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، ومنها أنها توغر الصدور، وتشحن النفوس، وتذهب الألفة والمودة، وتزرع الضغينة بين المسلمين، وأنها من كبائر الذنوب والمعاصي، كما قال الله تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، وقوله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ).
وشملت التوجيهات الاستشهاد بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)، وكذلك ما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة نمّام).
كما شدّد التوجيه على بيان عدم جواز السماع لأهل الإشاعات والغيبة والنميمة، وضرورة الإنكار عليهم ونصحهم وتذكيرهم بالله تعالى، حفاظًا على تماسك المجتمع وأمنه الأخلاقي والاجتماعي.
ويأتي هذا التوجيه امتدادًا للرسالة التي تنهض بها الوزارة في توظيف المنابر لتعزيز القيم الإسلامية، وبناء وعي مجتمعي يحصّن الأفراد من السلوكيات التي تمسّ لحمة المجتمع، وذلك بتوجيه ومتابعة مستمرة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد السعودية
منذ ساعة واحدة
- البلاد السعودية
العلم في الصغر كالنقش على الحجر
جميعنا مؤمنون بأهمية ترسيخ القيم والمبادئ الدينية والاجتماعية والنفسية في النفس البشرية، منذ أولى خطواتها في الحياة، وجميعنا متأكدون من أن التعليم الجيد، إذا تلقاه المتعلم منذ نعومة أظفاره؛ فلن ينساه طوال حياته، ولو انحرف قليلاً، فما يلبث أن يعود سريعاً وينقذ نفسه وأهله ومجتمعه من الانحدار، أو الإساءة والإيذاء؛ لأن الأخلاق كالنبات تنبت، وتؤتي ثمارها بالتربية الحسنة والتعليم الجيدـ، بالأمس.. وأنا أتصفح بعض الأوراق والكتابات وجدت بعضاً من تغريدات الدكتور محمد الرشيد- رحمه الله- كتبها وهو على السرير الأبيض يصارع المرض بقوة إيمانه وصبره. أقتطف تغريدة منها كتب فيها:' دراستك الثانوية والجامعية وتخصصاتك كلها ستغدو هباءً من أول ليلة في قبرك( ويبقى تلقين الصف الأول ابتدائي: من ربك، ما دينك، من نبيك ) أسئلة ثلاثة حفظناها ونحن أطفال، وسنسأل عنها أول ما نودع الدنيا بكل ما اكتسبنا واجتهدنا، وبكل ما تعبنا وتألمنا، وبكل ما درسنا وحفظنا. تبقى الأسئلة الثلاثة تاج علمنا، وفهمنا لها الفهم الصحيح هو عنوان الحياة الطيبة الكريمة، والآخرة التي نرجوها- بإذن الله. هي كلمات ثلاث لكن فهمها بتفاصيله العميقة، هو الهدف، وهنا يتوجب على التعليم الجيد أن يتدرج مع النشء في إفهامهم الإجابات الثلاث بكل ما تحويه من معان جليلة؛ لترسخ في النفوس رسوخ النقش على الحجر، وهنا أذكر كلمة للرشيد-رحمه الله:( أهم عوامل الكمال في التعليم، هي: معلم مؤمن أن عمله رسالة وليست وظيفة) وهذه حقيقة؛ فالتعليم الجيد المؤثر لا يحققه إلا معلم جيد مؤثر، واسمحوا لي هنا أن أنقل لكم بالحرف كلامًا رهيبًا للشيخ فخر الدين بن عساكر المتوفى عام ٦٢٠ للهجرة وهو كامل مضمون الحديث الشريف (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره) وقيسوا على ذلك شرح الإسلام والإحسان، وكيف أن الإسلام دين أخلاق وتعاملات، وكيف أن الدنيا طريق الآخرة؛ كل ذلك يغرسه معلم جيد، ويتابع غرسه طوال سنوات الدراسة في التعليم العام، وبهذا كيف لا تكون شخصية المتعلم قوية واعية سوية طيبة منتجة!! أترككم مع مقطع نقلته عن ابن عساكر رحمه الله: (اعلم أرشدَنا الله وإياكَ أنه يجبُ على كلّ مكلَّف أن يعلمَ أن الله عزَّ وجلَّ واحدٌ في مُلكِه، خلقَ العالمَ بأسرِهِ العلويَّ والسفليَّ والعرشَ والكرسيَّ، والسَّمواتِ والأرضَ وما فيهما وما بينهما. جميعُ الخلائقِ مقهورونَ بقدرَتِهِ، لا تتحركُ ذرةٌ إلا بإذنِهِ، ليسَ معهُ مُدبّرٌ في الخَلقِ ولا شريكٌ في المُلكِ، حيٌّ قيومٌ لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ، عالمُ الغيب والشهادةِ، لا يَخفى عليهِ شيء في الأرضِ ولا في السماءِ، يعلمُ ما في البرّ، والبحرِ وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمُهَا، ولا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ ولا رَطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين. أحاط بكلّ شيء علمًا، وأحصى كلَّ شيء عددًا، فعالٌ لما يريدُ، قادرٌ على ما يشاءُ، له الملكُ وله الغِنَى، وله العزُّ والبقاءُ، ولهُ الحكمُ والقضاءُ، ولهُ الأسماءُ الحسنى، لا دافعَ لما قضى، ولا مانعَ لما أعطى، يفعلُ في مُلكِهِ ما يريدُ، ويحكمُ في خلقِه بما يشاءُ. لا يرجو ثوابًا ولا يخافُ عقابًا، ليس عليه حقٌّ [يلزمُهُ] ولا عليه حكمٌ، وكلُّ نِعمةٍ منهُ فضلٌ وكلُّ نِقمةٍ منه عدلٌ، لا يُسئلُ عما يفعلُ وهم يسألونَ. موجودٌ قبل الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يَمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كلٌّ، ولا بعضٌ، ولا يُقالُ متى كانَ ولا أينَ كانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان، كوَّنَ الأكوانَ ودبَّرَ الزمانَ، لا يتقيَّدُ بالزمانِ ولا يتخصَّصُ بالمكان، ولا يشغلُهُ شأنٌ عن شأن، ولا يلحقُهُ وهمٌ، ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ، ولا يتخصَّصُ بالذهنِ، ولا يتمثلُ في النفسِ، ولا يُتصورُ في الوهمِ، ولا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تَلحقُهُ الأوهامُ والأفكارُ، (لَيْسَ كَمِثلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ). اهـ. واعلم رحمَكَ اللهُ بتوفيقِه، أنَّ سيدَنا محمدَ بنَ عبد اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافِ بنِ قصيّ بنِ كلابِ بن مُرّةَ بنِ كعبِ بنِ لؤيِ بنِ غالبِ بن فِهرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضرِ بنِ كِنانةَ بنِ خُزيمةَ بنِ مُدركةَ عبدُ اللهُ ورسولُه ونبيُّه وخليلُه، خيرُ الخلقِ أجمعين، وقائدُ الغرّ المحجلين، أرسلَه ربُّه إلى الإنسِ والجنّ، مبشّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنهِ وسراجًا منيرًا. نزلَ عليهِ بالوحيِ جبريلُ الأمين، وهو رئيسُ الملائكةِ المكرَّمين، خلقهم اللهُ من نور، وجبلهم على الطاعة، وقواهُم عليها، فلا ينامون، ولا يفترون، ولا يأكلون، ولا يشربون، ولا يعصون اللهَ ما أمرَهم ويفعلون ما يؤمرون. كِتابه الذكرُ الحكيم، وشريعته الحنيفية السمحَة، وأمَّتُه خيرُ الأمم. ليس فوق رتبتِه في الناسِ رُتبة، ولا ينال منـزلتَه مخلوق، خاتمُ النبيين وإمامُهم، وأعلمهم وأعلاهم، وأفصحُهُم وأقواهم، وأجملُهم وأنجدُهُم وأشجعهُم وأسخاهُم، وأكثرُهُم ءاياتٍ وأظهرهُم معجزاتٍ. وهُم جميعًا أهلُ الفضلِ والصبرِ، والإيمان واليقين، والصدق والديانة، والعفةِ والصيانة، والذكاء والفطانة، والتبليغِ والأمانة.) انتهى حين تعطى الدروس الدينية والأخلاقية بشروحات مستفيضة عميقة مؤثرة تعطي أثراً وحفظاً يبقى مدى الحياة ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
التحذير من الشائعات والغيبة والنميمة.. عنوان خطبة الجمعة المقبلة
ويأتي هذا التوجيه تأكيدًا على أهمية تذكير الناس بما فيه خير وصلاح لهم في دينهم ودنياهم، وما ورد في الكتاب والسنة من التحذير من الوقوع في أعراض الآخرين أو التعامل مع الشائعات دون تثبّت. وتضمّن التوجيه تناول عدد من المحاور، من أبرزها: بيان وجوب حفظ اللسان من الوقوع في أعراض الناس بما يكرهون، لقوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). والتحذير من نشر الشائعات أو السماع لها وتصديقها، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). كما تناول التوجيه التحذير من الغيبة والنميمة وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، ومنها أنها توغر الصدور، وتشحن النفوس، وتذهب الألفة والمودة، وتزرع الضغينة بين المسلمين، وأنها من كبائر الذنوب والمعاصي، كما قال الله تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، وقوله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ). وشملت التوجيهات الاستشهاد بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)، وكذلك ما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة نمّام). كما شدّد التوجيه على بيان عدم جواز السماع لأهل الإشاعات والغيبة والنميمة، وضرورة الإنكار عليهم ونصحهم وتذكيرهم بالله تعالى، حفاظًا على تماسك المجتمع وأمنه الأخلاقي والاجتماعي. ويأتي هذا التوجيه امتدادًا للرسالة التي تنهض بها الوزارة في توظيف المنابر لتعزيز القيم الإسلامية، وبناء وعي مجتمعي يحصّن الأفراد من السلوكيات التي تمسّ لحمة المجتمع، وذلك بتوجيه ومتابعة مستمرة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.


سويفت نيوز
منذ 6 ساعات
- سويفت نيوز
الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة تنفذ أكثر من 212 نشاطًا دعويًا
جدة – واس : نفذ فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة اليوم، أكثر من (212) نشاطًا دعويًا متنوعًا، تشمل محاضرات توعوية، ودروسًا علمية، وكلمات وعظية، تقام في عدد من الجوامع والمساجد بمحافظات المنطقة، إضافة إلى أنشطة عبر البث المباشر.وتتناول هذه البرامج موضوعات شرعية متنوعة، من أبرزها شهر الله المحرم، وأركان الإيمان الستة عند أهل السنة والجماعة، والتوحيد، السعادة في طاعة الله، السنن الرواتب، ومعجزات الأنبياء، وشرح الأصول الثلاثة، وكتاب عمدة الأحكام، إلى جانب موضوعات علمية وتربوية تهدف إلى رفع الوعي الديني وتعزيز القيم الإسلامية الصحيحة في المجتمع. وتأتي هذه البرامج في إطار جهود الوزارة لترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، ونشر العقيدة الصحيحة، وتفعيل رسالتها في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، بما يسهم في بناء مجتمع متمسك بتعاليم دينه. مقالات ذات صلة