logo
حوار مع نجمة غلافنا ماغي بو غصن

حوار مع نجمة غلافنا ماغي بو غصن

إيلي عربية٠٨-٠٥-٢٠٢٥

متألّقةً بتصاميم أيقونيّة من Bvlgari، تجسّد ماغي بو غصن الشغف، والمرونة، والتأثير العالمي. منذ بداياتها في الدراما السورية، وصولاً إلى تصدّرها أكثر من ٢٠ مسلسلاً لبنانياً وبطولتها في أفلام حطّمت الأرقام القياسية، بنت مسيرة مهنية حافلة بالفنّ والتأثير. في حوارٍ حصري، تتأمّل ماغي في أهمية سرد ​​القصص، وفي نجاحها الذي يتجاوز الحدود، كما وفي الإرث الذي تُواصل ترسيخه على الشاشة ومن خلال أعمالها الخيرية.
من "الخوالي" إلى "للموت"، ثمّ "عَ أمل" ومؤخّراً "بالدم"، أسرت أدوارك الجماهير. كيف تختارين الشخصيات التي تلقى صدىً عميقاً لدى المشاهدين؟
كلّ شخصية قدّمتها في مسيرتي حملت بعداً اجتماعياً، ورسالة توعية، أو كانت مثالاً يجسّد فئة في المجتمع، وحرصت على التنويع في مسيرتي لأمثّل المجتمع وبيئاته المختلفة بخصوصيات كلّ منها. لذا لاقى أغلبها استحساناً وعلقت في أذهان الناس لسنوات، وهذا ما اخترت أن يكون وسيلتي للوصول لشرائح المجتمع المختلفة. وكانت غايتي تقديم المتعة والتسلية كما الرسالة المجتمعية والقيمة الفنّية في الوقت نفسه. في "يا ريت" مثلاً قدّمتُ دور المرأة التي تتعرّض للخيانة، في "للموت" كنت المرأة اللعوب صاحبة الشخصية القوية المتفرّدة التي ترفض الظلم وتدافع، ولو بطرقٍ ملتوية، عن الحقّ والحقيقة. أما في "ع أمل"، فكانت يسار صوت كلّ النساء، صوت الحقّ والعدالة في وجه التقاليد البالية والأعراف المجتمعية التي يجب أن تتغيّر. وبعد العمل، تقدّمت جمعية "كفى" بمشروع قانون يجرم تعنيف المرأة في لبنان. أما في "بالدم" فلامس العمل الناس لأنّه يحكي عن الهوية، والانتماء، وقيمة العائلة.
مع تحويل "للموت" إلى مسلسل تركي، ما هو شعورك وأنت ترين عملك يتجاوز الحدود الثقافية؟
كنت جداً سعيدة وفخورة أيضاً بتجربة تحويل "للموت" لعمل باللغة التركية، لأنّنا اعتدنا أن نجلب أعمالاً تركية ناجحة ونحوّلها إلى اللغة العربية، بينما "للموت" كان أول عمل عربي يتمّ تحويله لنسخة تركية، وهذا يدلّ على قوّة إنتاجاتنا العربية وقدرتنا على المنافسة عالمياً وتقديم محتوى يجذب انتباه الأتراك وغيرهم، لتجسيده في مجتمعاتهم ولمشاهديهم.
أنت تُحضّرين لفيلم جديد في السعودية. هل يمكنك أن تشاركينا أفكارك حول هذا المشروع وما الذي يُثير حماسك فيه أكثر؟
بصراحة، لا شيء رسمي بعد. هناك أكثر من مشروع يتمّ التحضير له، والأمور لم تبتّ أو تحسم بعد. هناك بالتأكيد إمكانية لتعاون سعودي لبناني مثمر، ولتجارب مشتركة مهمّة مستقبلاً، وأنا أسعى لتقديم مادة مختلفة ومحتوى جديد في الأسواق العربية، خصوصاً مع ازدهار الدراما كما السينما في السعودية والتي تشهد فورة إبداع ملفتة. كما وتجمعني بنجوم الخليج علاقة وطيدة ومميّزة، فلمَ لا؟ قد يصبح المشروع يوماً ما حقيقة. أما في الوقت الحالي، فالعمل جارٍ على مسلسل رمضان ٢٠٢٦، ومشروع آخر كوميدي خفيف ومثير، سيكون مفاجأة جميلة، وأنا متحمّسة جداً له وللكشف عنه قريباً.
بعد أن جسّدتِ أكثر من ٢٠ دوراً رئيسياً في مسلسلات لبنانية، ما هي الشخصية التي شكّلت لكِ التحدّي الأكبر، ولماذا؟
هذا سؤالٌ صعب! لكلّ شخصية مكانة خاصة في قلبي. كان لشخصية سحر في مسلسل "للموت" تأثيرٌ شعبيٌّ هائل. أما يسار في مسلسل "ع أمل"، فهي الشخصية التي أُحبُّ ـ فقد حاربت الكون لتحقيق أحلامها، وتحدّت الجميع وصمدت في وجه كلّ العراقيل والحواجز لتصبح امرأة ناجحة وفاعلة في المجتمع. أمّا غالية، فهي لا تزال غالية على قلبي بسبب معاناتها وكفاحها لإثبات هويتها وضحّت بنفسها من أجل شقيقتيها. في الوقت الحالي، سحر، ويسار، وغالية هنّ الأقرب إلى قلبي.
تصاميم Bvlgari أيقونية. أيّ قطعة من مجموعتها تُشعركِ بأكبر قدرٍ من التمكين، وإلى ماذا ترمز بالنسبة لكِ؟
بصراحة، أحببتُ المجموعة بأكملها. إنّها استثنائية، رائعة، فريدة، وتمنح المرأة شعوراً بالقوّة، والعزيمة، والثبات، والجمال. أعجبتني بشكلٍ خاص القلادة التي تتوسّطها حلقة دائرية، والتي ارتديتها خلال جلسة التصوير باللونين الذهبي والفضي ـ مرّةً "باللوك" الأسود من Balenciaga، ومرّةً أخرى بالزيّ الأبيض. إنّها أنيقة، وساحرة، والمفضّلة لدي بلا شك.
لقد ارتديتِ إطلالاتٍ لا تُحصى على مرّ السنين، ولكن كيف يُغيّر تنسيق مجوهرات Bvlgari طاقتكِ سواءً في موقع التصوير أو على السجادة الحمراء؟
تمنح Bvlgari الثقة للمرأة. تصاميمها مميّزة وتُضفي على أي إطلالة جمالاً وتميّزاً. في كلّ مرة أرتدي فيها Bvlgari، أشعر بأنّ إطلالتي مكتملة ـ تُعزّزها مجوهراتٌ غير عادية، متفرّدة وغير تقليديّة.
تعاونكِ مع "حماية" جديرٌ بالثناء. ما الذي يدفعكِ إلى الالتزام بالدفاع عن حماية الطفل؟
أنا فخورة للغاية بعملي مع جمعية "حماية" التي تعنى بحماية الأطفال من شتّى أنواع التحرّش، والاعتداء النفسي، والجسدي، واللفظي، لأنّهم معنيون بحماية كلّ طفل وبتوعية الأهل وإرشادهم لطرق التعامل مع هذه الحالات. الجمعية تشبهني بأهدافها، لأنّ الطفل نقطة ضعفي، ولأنّ تنشئة طفل صحيّ، ينعكس إيجاباً على بناء مجتمع صحيّ ومستقبل مستقرّ وقوي بأبنائه وبناته.
إنّ التوفيق بين مهنة شاقة ومتطلّبة كالتمثيل، والحياة الأسرية، ليس بالأمر السهل. ما سرّكِ في الحفاظ على الانسجام بينهما؟
أخصّص وقتاً لي، ولأحلامي، ولإنجازاتي، ولشغفي المهني، وأكرّس وقتاً أكبر وأطول لعائلتي وأولادي، لأنّهم أهمّ إنجازاتي التي أفتخر بها. هذا التوازن بين الكفّتين، يخلق سلاماً حقيقياً ورضاً. ولا يمكن أن يؤثّر نجاحي كممثلة على نجاحي كأم، لأنّ دوري كأم هو الذي يغذّي الممثلة فيّ ويمنحني طاقة، وصبراً، وإصراراً أكبر على الاستمرار والنجاح في مسيرتي المهنية.
بصفتكِ ممثلة لبنانية بارزة، كيف ترين دوركِ في تشكيل الثقافة العربية وتمثيلها على الساحة العالمية؟
أحمل صوت كلّ امرأة عربية. في مظهري، وأدائي، وكلماتي، وأفعالي، أسعى إلى تمثيل هويتي العربية بأصالة. من خلال عملي، أسعى جاهدةً لتقديم المتعة والتسلية كما لإيصال رسائل تصنع الفرق وتُسهم في بناء مستقبل أفضل. سأواصل القيام بذلك مع كلّ دور أؤدّيه، حتى آخر عمل في حياتي.
عقد Bvlgari Tubogas من الذهب الوردي، مرصّع بالفيروز، والتنزانيت، والألماس. فستان من Boss.
لقد شاركتِ في ماراثون دراما رمضان. كيف تؤثّر مشاركتك في هذا الحدث الثقافي على تواصلك مع الجمهور؟
لدراما رمضان مكانة خاصة في قلوب المشاهدين العرب. أحرص على المشاركة فيها كلّ عام، ليس فقط لإثارة المنافسة، بل لأنّ الجمهور يتفاعل مع مسلسلات رمضان بشكلٍ مختلف ـ بشغف، ونقد، وحبّ كبير يدفعنا لتقديم مادة أجمل. ردود أفعاله تدفعنا للسعي نحو إبداع أكبر. بعد كلّ نجاح، يزداد الإحساس بالمسؤولية، والخوف، والقلق، ويزداد حرصي على الحفاظ على نجاحاتي وعلى ثقة الجمهور ومحبته لي.
بالنظر إلى المستقبل، ما هو الإرث الذي تأملين تركه في مجالي الترفيه والأعمال الخيرية؟
كممثلة ومنتجة، أنا سعيدة بأنّنا قدّمنا فرصاً لمواهب شابة كثيرة لمعت وأصبحت اليوم نجوماً. كما أفخر بالأثر الذي أحدثناه مع "بالدم" لناحية الإرتقاء بالدراما اللبنانية إلى مستوى تنافسي إقليمياً، وينتظرها الكثيرون بفارغ الصبر داخل لبنان وخارجه. التمثيل شغفي، ومهنتي، وحلم حياتي. كلّ خطوة إلى الأمام تعزّز ثقتي بنفسي وتدفعني لترك بصمة مؤثّرة. أؤمن بأنّ على كلّ شخص أن يسعى لترك إرث إيجابي، لا أن يمرّ مرور الكرام في هذه الحياة وكأنّه لم يبصر النور أبداً.
-------------------------------
تنسيق وإخراج إبداعي: ​​Daniela Paudice
تصفيف الشعر: Alireza Mausavi
خبير الماكياج: Michel Kiwirkis

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد إعلان طلاقهما، أحمد السقا ومها الصغير يحذفان الخبر
بعد إعلان طلاقهما، أحمد السقا ومها الصغير يحذفان الخبر

إيلي عربية

timeمنذ 12 ساعات

  • إيلي عربية

بعد إعلان طلاقهما، أحمد السقا ومها الصغير يحذفان الخبر

يوم أمس، أعلن أحمد السقا طلاقه وزوجته مها الصغير بعد زواج دام لمدّة 20 عامًا، وذلك في منشور شاركه عبر صفحته الرسميّة على فيسبوك، كتب فيه: «عشان الناس اللي بتسأل، أنا والسيدة مها محمد عبد المنعم منفصلين منذ 6 شهور، وتم الطلاق منذ شهرين تقريبًا، وأعيش حاليًا لأولادي وعملي وأصدقائي المقرّبين، وأمي وأختي. وكل تمنياتي لأم أولادي بالتوفيق والستر. مش عايز رغي في الموضوع ده، رجاءً من الصفحات الخاصة والإخوة الصحفيين. سبحان مقلب القلوب ومبدلها». وتابع: «تأخرت هى فى الإعلان ففى هذا قمة الاحترام والرقى، ولها كامل الاحترام التى قد توضح هذه الرغبة قريبا، تمنياتى لها بالسعادة والنجاح فى قرارها وحياتها التى فوجئت بها مثلكم ربنا يسعدها فى حياتها المستقبلية واختياراتها». وعقب مشاركته هذا المنشور، نشرت مها الصغير عبر حسابحا على انستغرام، آية من سورة يونس: «واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين»، واعتبر متابعونها أنّ ذلك ردًّآ هادئًا على موقفها من المسألة. الاثنان حذفا ما نشراه بعد ساعات من نشرك كلّ من أحمد السقا ومها الصغير هذيْن المنشوريْن، تفاجأ مستخدمي منصّات التواصل الاجتماعيّ، بحذفهما ما كتباه، خصوصًا وأنّ أيًّا منهما لم يبرّر أو يعلّق على ما حدث. ولذا، أثار الأمر الجدل، وبدأت تكهّنات الجمهور، حيث اعتبر البعض أنّهما تراجعا عن قرار انفصالهما، في حين اتّفق البعض على أنّهما قاما بذلك لإبقاء مسألة انفصالهما بعيدة عن الأضواء.

لماذا تزوّجتَني؟ (الجزء الثاني)
لماذا تزوّجتَني؟ (الجزء الثاني)

إيلي عربية

timeمنذ يوم واحد

  • إيلي عربية

لماذا تزوّجتَني؟ (الجزء الثاني)

عزمتُ أن أسأل زوجي مالِك في الصباح عن مسألة الولَد الذي جاء به إلى بيتنا، فانتظرتُ أن يصحى لأقولَ له: ـ أريدُ أن أعرِف الآن ما يدورُ في بيتي!!! ـ إهدئي يا حبيبتي، الأمر أبسَط مِمّا تتصوّرين. إنّه ابني مِن زواجي الثاني، ولَم أخبركِ عن ذلك الزواج خوفًا مِن أن ترفضي الارتباط بي وتظنّي أنّني عريس غير جدّيّ. ـ توفّيَت، المسكينة. ـ متى؟ ـ منذ فترة قصيرة. ـ وأين كان الولَد حتّى الآن؟ مع مَن؟ ولِما أتَيتَ به البارحة؟ وماذا تنوي فعله به؟ ـ مهلًا مهلًا! لا تُكثِري الأسئلة! أتريدين الولَد أم لا؟ ـ لستُ أدري... سأُعطيكَ جوابًا بعد بضعة أيّام. لَم أعطِه جوابًا في الحال، لكنّ شيئًا في داخلي قالَ لي إنّ الله قد أعطاني على الأرجح فرصة لأصبَح أمًّا، لكن بطريقة غير تقليديّة. بقيَ عليّ معرفة إن كنتُ سأتقبَّل ابن امرأة أخرى مِن زواج لَم اسمَع به مِن قَبل. كان يجدرُ بي طبعًا أن أبحَث أكثر في ماضي مالِك، بعد أن تبيّنَ لي أنّه ليس إنسانًا شفّافًا كما تصوّرت. إلّا أنّه كان قويّ الشخصيّة، على خلافي، فلا تنسوا أنّني نتيجة تربية امرأة نرجسيّة درّبَتني على الاطاعة والتقبّل. أخذتُ إجازة مِن عمَلي وقرّرتُ المُحاولة. إعتنَيتُ بالولَد الذي اسمه زين، وحاوَلتُ طمأنَته مِن جهتي باللهو معه ومُشاهدة الأفلام المُخصِّصة للأولاد، وتحضير الأكل اللذيذ له. خطَرَ ببالي أنّ زوجي كان على حقّ، فكنتُ قد تفادَيتُ متاعب العلاج والحَمل والولادة، عناء لَم أكن أرفضُه، بل أخافُ منه. مرَّ أسبوعان شعرتُ خلالهما بالفرَح التام، إذ أنّ، إلى جانب وجود زين، صارَ مالِك حاضِرًا أكثر معي، وساعدَني بالولَد، وشاركَني جلسات عائليّة أحسَستُ خلالها بأنّنا بلَغنا توازنًا كنتُ أحلمُ به. بعد ذلك، أعطَيتُه جوابي بأنّني أريدُ ابنه بصورة دائمة، وهو نعَتَني بالـ "الزوجة الرائعة". رفعتُ عَينَيّ إلى السماء شاكِرة ربّي، وبكيتُ مِن كثرة امتناني. لكنّ فترة هنائي لَم تكن طويلة، لأنّ مالِك عادَ يتغيّب كالسابق بسبب أعماله التي وضعَها جانبًا لمُساندتي في الفترة التجريبيّة، وانتهَت إجازتي في العمَل فاحترتُ بكيفيّة الاهتمام بزين. عندها عرَضَ عليّ زوجي فكرة ترك عمَلي، ولعِب دور الأمّ بصورة دائمة: "نحن لسنا بحاجة إلى راتبكِ يا حبيبتي، فأنا أجلِبُ للبيت ما يكفي وأكثر". لَم أقتنِع في البدء، لكن مع إصراره وحبّي للصغير الذي كان يكبر يومًا بعد يوم، قبِلتُ أن أتخلّى عن وظيفتي التي أحبَبتُها وهي مصدري الوحيد للاستقلاليّة. بعد ذلك، صرتُ مُتعلِّقة تمامًا مِن الناحيّة المادّيّة بزوجي، ويا لغلطتي الكبيرة. أبقَيتُ التواصل بيني وبين زميلاتي السابقات في العمَل، لكن سرعان ما حسَدتُهنّ على الحياة التي تركتُها ورائي. فلَم أعُد بحاجة للنهوض في وقت مُعيّن وارتداء ملابسي ووضع المساحيق، وبتُّ كالأمّهات اللواتي كنتُ أنتقدهنّ ووعدتُ نفسي ألّا أشبِههنّ يومًا. وجود زين في حياتي أعطاني الفرَح والسلوى، ولَم اشعُر بالملَل أو بتغيّب زوجي عن البيت. ولَم يخطر ببالي أبدًا أنّ بإمكانه أن تكون له علاقات مع أحَد غيري مِن النساء، مع أنّ ذلك أوّل ما يخطُر في بال الزوجة حين تتساءَل أين زوجها. ساذجة بالفعل! ووقَعَ الخبَر عليّ كالصاعِقة يوم قال لي مالِك... إنّه تزوَّجَ!!! كنتُ في المطبَخ أعُدُّ العشاء حين عادَ زوجي مِن العمَل. هو لاعَب ابنه قليلًا، ثمّ وافاني حيث أنا ليقولَ لي بنبرة صوت هادئة وطبيعيّة وكأنّه يروي لي عن نهاره في العمَل: ـ لقد تزوّجتُ اليوم وأتَيتُ لآخذَ أغراضي مِن هنا. ـ ماذا تقول؟!؟ إنّها دعابة سخيفة للغاية! ـ ليست دعابة، أتَيتُ لآخذ أمتعتي وأرحَل. ـ أنتَ تكذِب! هل هذا إختبار؟!؟ ـ سأتركُ لكِ زين طبعًا. ـ أيّها السافِل!!! تتزوّج عليّ وتُريدُ ترك ابنكَ لي؟!؟ ـ إهدئي، إهدئي... لن يتغيّر عليكِ شيء... سوى أنّكِ لن ترَيني بعد اليوم... سأصرفُ عليكِ كالسابق وعلى الولَد، لا تخافي. ـ وهل تظنّ أنّ ما يهمُّني الآن هو المال؟؟؟ ـ أجل، فأنتِ لا تملكين مدخولًا أخَر بعد أن تركتِ عملَكِ. ـ أنتَ الذي أقنعتَني بذلك! مهلًا... هل... فعلتَ ذلك عن قصد؟؟؟ ـ هذا لا يهمّ لأنّني لَم أجبركِ على شيء، كلّ القرارات التي اتّخذتِها كانت قرارتكِ وحدكِ، لا تنسي ذلك. ـ خُذ ابنكَ لزوجتكَ الجديدة! ـ هي لا تُريدُه، بل تُريدُ أولادًا تُنجبهم بنفسها، فهي لا تزال شابّة. ـ هكذا إذًا! لا أُريدُ ابنكَ!!! ـ حسنًا، سأضعُه في مؤسّسة ليتربّى كاليتيم، وستكونين السبب. ـ أنا؟!؟ ـ أجل أنتِ يا عزيزتي، فلقد صرتِ بمثابة أمّه، المسكين... سيشعُر بالتخلّي بعد أن ماتَت أمّه البيولوجيّة وتخلّصَت منه أمّه الثانية. ـ أنتَ تخلّصتَ منه! ـ الأمّ هي كلّ شيء بالنسبة للأولاد. ـ قُل لي... منذ متى تنوي الزواج عليّ؟ ـ للحقيقة، منذ البدء. كنتُ فقط بحاجة لمُربيّة لإبني وكلّ المواصفات كانت تنطبِق عليكِ: إمرأة أربعينيّة تُريدُ ولَدًا بإلحاح، ولدَيها منزل، وكبرَت مع أمّ مُتسلِّطة، أيّ مُعتادة على إطاعة ما يُفرَض عليها. كنتِ مُطابقة لِما أبحَث عنه! إسمَعي، أنا أُقدِّم لكِ عرضًا لَم تحلُمي به يومًا، إبنًا وحياة مُريحة مِن دون عناء العمَل للحصول على خبزكِ، وسيبقى الولَد سنَدًا لكِ حين تشيخين. إعتبري الأمر وكأنّه عقد عمَل وليس أكثر. ـ لكنّني أحبَبتُكَ يا مالِك؟!؟ أنتَ زوجي! ـ وسأبقى زوجكِ، لكن فقط على الورق. سآخذُ أغراضي الآن، فعليّ العودة إلى عروستي الجميلة. ـ خُذ ابنكَ معكَ! بدأ زين بالبكاء لدى سماع شجارنا، فركضتُ أُعانِقه وأواسيه وأقولُ له إنّنا نلعَب فقط ولا حاجة للخوف. نظرتُ إلى مالِك باحتقار حين رأيتُه يبتسِم، وسمعتُه يقول لي: "أرأيتِ، أنتِ أمّ مُمتازة!". غادَرَ مالِك البيت بعد حوالي الساعة مع حقائبه، وبعد أن قبَّلَ ابنه على جبينه وقالَ له إنّه مُسافِر لمدّة طويلة، وأوصاه بأن يكون ولَدًا مُطيعًا. بكيتُ طبعًا، ليس فقط مِن أجلي، بل مِن أجل زين لأنّ أباه سافِل وأنانيّ، وأنّه على الأرجَح لن يراه إلّا قليلًا أو إطلاقًا. وعندما خرَجَ مالِك مِن البيت، أدركتُ أنّ ما ينتظرُني لن يكون سهلًا. ملأ الحزن قلبي وكان النهوض صباحًا صعبًا للغاية بعد أن أقضي الليل بالبكاء، لكن وجود زين أعطاني القوّة لأتغلّب على شعوري بالخذلان وبأنّني بالفعل ساذِجة، لأنّني لَم أرَ العلامات الحمراء التي كانت بغاية الوضوح. بقيَ مالِك على وعده لي بإرسال المال لي ولابنه ودفَعَ أقساط الحضانة التي دخلَها زين. هو لَم يُحاوِل رؤيته، وحصَلَ أن كلّمَه هاتفيًّا بضع مرّات، على الأقلّ في البدء. ثمّ بدأنا نعتاد عدَم وجود زوجي في حياتنا، وأخذَت الحياة مجراها، بعد أن أقنَعتُ نفسي بأنّني أرملة وأُربّي إبني لوحدي. أليس هذا ما يحصل للكثيرات؟ أردتُ أن أُعاوِد العمَل بعد أن صارَ زين في الحضانة لمُعظم النهار، إلّا أنّ مالِك منعَني مِن ذلك، ليُبقيني تحت سيطرته، وهدَّدَني بأخذ "ابني" منّي، لكنّني لَم أكن مُستعِدّة لأخضَع له بعد ذلك. لِذا إتّصلتُ بمُديري السابِق، وطلبتُ منه مُقابلة خاصّة شرحتُ له خلالها وضعي ورغبتي بالعمَل عن بُعد، فقد كنتُ ماهِرة بما قمتُ به في الشركة. تردَّدَ الرجُل لكنّني استطعتُ اقناعه قائلة: "إعتبِرني بمثابة مُستشارة مُتعاقِدة تُساعدكم على إنهاء الملفّات وتُسهِّل سَير العمَل. لن أتقاضى بدَل نَقل لأنّني سأعمَل مِن بيتي، ولا أُريدُ كامِل راتبي القديم، بل ثلاثة أرباعه فقط. أرأيتَ كَم مِن المال ستوفِّر مُقابِل أدائي المُمتاز وخبرتي؟". جمعتُ المال مِمّا كان يُرسلِه لي مالِك لأشتري حاسوبًا جيّدًا وسريعًا، وبدأتُ بالعمَل سرّيًّا. وكنتُ أقولُ لزين إنّني ألعَب على الحاسوب كَي لا يفضَح أمري. ثمّ علِمتُ مِن مالِك أنّ صارَ له ولَدًا مِن زوجته الجديدة، لكنّ الأمر لَم يُغضِبني أو يحزِنني، لأنّ حياتي لَم تعُد تدورُ حوله، بل حول "إبني" وعمَلي وبيتي. صِرتُ أرى زميلاتي كالسابق في بعض الأماكن العامّة، وبدأَت الحياة تبدو جميلة مِن جديد. اليوم صارَ زين مُراهقًا وسيمًا، وفهِمَ أنّ أباه ليس مُسافِرًا حقًّا، لكنّه لا يُبالي لأنّني موجودة معه وله. هو فهِمَ أيضًا أنّني لستُ أمّه وأنّ مالِك له زوجة أخرى وأولاد، وذلك أيضًا لَم يؤثِّر به لأنّني ربَّيتُه ليُصبح مُتوازِنًا وعاقِلًا ومُسلّحًا بكمّيّة حبّ جعلَت منه إنسانًا قويًّا. لَم أصنَع منه ضمانة لشيخوختي كما فعلَت أمّي بي، بل أحثُُّه دائمًا على الاستقلاليّة وتحديد ذاته مُنفصِلًا عنّي. فأنا أُعِدّه ليفتَح يومًا جناحَيه ويطير نحو مُستقبَل هو يختارُه... ليكون سعيدًا كما يُريد.

تحقيق في جريمة غامضة.. مسلسل "Secrets We Keep" على نتفليكس
تحقيق في جريمة غامضة.. مسلسل "Secrets We Keep" على نتفليكس

رائج

timeمنذ يوم واحد

  • رائج

تحقيق في جريمة غامضة.. مسلسل "Secrets We Keep" على نتفليكس

أطلقت منصة نتفليكس العالمية أحدث إنتاجاتها الأصلية بعنوان "SECRETS WE KEEP"، وهو مسلسل درامي نفسي مشوّق يتناول قضايا الخيانة، الأسرار، والعدالة من منظور مختلف ومليء بالغموض. المسلسل من تأليف إنجبورج توبسو، وإخراج بير فلي، ويضم طاقمًا تمثيليًا متميزًا من نجوم الدراما المعاصرة، من بينهم ماري باخ هانسن، دانيسا كورسيتش، سيمون سيرز، لارس رانثي. يتكوّن العمل من 6 حلقات، ويُعرض حاليًا حصريًا على منصة Netflix في جميع أنحاء العالم. تدور أحداث "SECRETS WE KEEP" حول شخصيات يبدو أنها تعيش حياة طبيعية، حتى تبدأ الأسرار القديمة في الظهور تدريجيًا، مهددة بانهيار العلاقات وفضح ماضٍ مليء بالندوب. مع كل حلقة، تتشابك الخيوط بشكل أكثر تعقيدًا، في حبكة مشوّقة تُبقي المشاهدين على أطراف مقاعدهم. وقد صرّح أحد ممثلي نتفليكس: "هذا العمل يعكس التزامنا بتقديم محتوى درامي عالي الجودة يلامس القضايا الإنسانية بشكل عميق، ويمنح المشاهدين تجربة غامرة لا تُنسى." منذ عرضه، حظي المسلسل بإشادة واسعة من النقاد والجمهور، وتصدر قائمة "الأكثر مشاهدة" في عدة دول خلال أول أسبوع من إطلاقه، ما يعكس نجاحه اللافت وجاذبيته العالمية. "SECRETS WE KEEP" متاح الآن للمشاهدة حصريًا على نتفليكس بجميع اللغات، مع ترجمة ودبلجة لعدة أسواق دولية. وين اللي يحبون مسلسلات الغموض 🔥 — Netflix MENA (@NetflixMENA) May 16, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store