logo
الجزائر تمنع الرحلات الجوية من مالي بعد إسقاط طائرة مسيرة

الجزائر تمنع الرحلات الجوية من مالي بعد إسقاط طائرة مسيرة

الأيام٠٨-٠٤-٢٠٢٥

AFP
وصف وزير الأمن المالي، الجنرال داود علي محمدين، إطلاق النار على الطائرة المسيرة بأنه "نتيجة عمل عدائي مُدبر"
أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية من وإلى دولة مالي، مع تصاعد الخلاف بشأن طائرة مسيرة أُسقطت بالقرب من حدودهما المشتركة.
واتهمت مالي جارتها الشمالية، يوم الأحد الماضي، برعاية وتصدير الإرهاب بعد أن هاجمت الجزائر إحدى طائراتها المسيرة الأسبوع الماضي. ورفض بيان شديد اللهجة، صادر عن وزارة الخارجية المالية، التفسير السابق للجزائر بأن طائرة المراقبة المسيرة انتهكت مجالها الجوي. ووصف البيان إسقاط الطائرة المسيرة بأنه "عمل عدائي مُدبر". ووصفت الجزائر هذه المزاعم بأنها "تفتقر إلى الجدية (ولا تستحق) أي اهتمام أو رد". وتقاتل القوات المسلحة المالية انفصاليين من الطوارق في الشمال. ويتمركز الانفصاليون في بلدة تينزاوتين، الواقعة على الحدود المالية الجزائرية. وأثار إسقاط الطائرة المسيرة توترات دبلوماسية، حيث استدعت مالي، إلى جانب حليفتيها النيجر وبوركينا فاسو، سفراءها من الجزائر. في العام الماضي، شكلت الدول الثلاث، التي تقودها أنظمة حكم عسكرية، تكتلاً إقليمياً، هو تحالف دول الساحل، المعروف اختصاراً باسم "إيه إي إس". وفي بيانها المشترك الذي أدان الجزائر، قالت الدول الثلاث إن إسقاط الطائرة المسيرة "منع تحييد جماعة إرهابية كانت تخطط لأعمال إرهابية ضد التحالف". كما استدعت مالي السفير الجزائري في باماكو على خلفية الحادث، معلنةً أنها ستقدم شكوى إلى "الهيئات الدولية". كما انسحبت من تجمع أمني إقليمي يضم الجزائر. وفي ردها يوم الاثنين، أعربت الجزائر عن "استيائها الشديد" من بياني مالي وتحالف دول الساحل. ووصفت مزاعم مالي بأنها محاولة لصرف الانتباه عن إخفاقاتها. وأضافت أن هذا هو الانتهاك الثالث لمجالها الجوي في الأشهر الأخيرة. وقالت وزارة الدفاع الجزائرية يوم الاثنين: "نظرا لانتهاكات مالي المتكررة لمجالنا الجوي، قررت الحكومة الجزائرية إغلاقه أمام حركة الملاحة الجوية القادمة من مالي أو المتجهة إليها، اعتبارا من اليوم". ويوم الأربعاء الماضي، أقرت الجزائر بإسقاطها "طائرة استطلاع مسلحة مسيرة" قرب بلدة تينزاوتين، قائلةً إنها "اخترقت مجالنا الجوي لمسافة كيلومترين". لكن المجلس العسكري الحاكم في باماكو نفى أن تكون الطائرة المسيرة قد انتهكت المجال الجوي الجزائري. وقال إنه عُثر على حطام الطائرة على بُعد 9.5 كيلومترات داخل حدود مالي. وفي مزيد من التفاصيل يوم الاثنين، قالت الجزائر إن الطائرة دخلت مجالها الجوي "ثم خرجت منه قبل أن تعود في مسار هجومي". وتتهم مالي الجزائر مرارا بإيواء جماعات الطوارق المسلحة. لعبت الجزائر، الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، دور الوسيط الرئيسي خلال أكثر من عقد من الصراع بين مالي والانفصاليين. وقد توترت العلاقة بينهما منذ عام 2020 بعد تولي الجيش السلطة في باماكو. ونشرت الجزائر مؤخرا قوات على طول حدودها، لمنع تسلل المسلحين والأسلحة من الجماعات الجهادية، التي تنشط في مالي ودول أخرى في منطقة الساحل بغرب إفريقيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القضاء الأمريكي يُسقط آخر أوراق التوت عن المتنصبين المزعومين في قضية بيغاسوس وواتساب ويؤكد عدم أحقيتهم كأطراف مدنية وزيف ادعاءاتهم
القضاء الأمريكي يُسقط آخر أوراق التوت عن المتنصبين المزعومين في قضية بيغاسوس وواتساب ويؤكد عدم أحقيتهم كأطراف مدنية وزيف ادعاءاتهم

برلمان

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • برلمان

القضاء الأمريكي يُسقط آخر أوراق التوت عن المتنصبين المزعومين في قضية بيغاسوس وواتساب ويؤكد عدم أحقيتهم كأطراف مدنية وزيف ادعاءاتهم

الخط : A- A+ إستمع للمقال بعد خمس سنوات من التهليل والتضليل، سقطت أسطورة 'الضحايا المغاربة لبيغاسوس' التي تبناها كل من بوبكر الجامعي، علي المرابط، فؤاد عبد المومني، حسن بناجح، المعطي منجب، عمر بروكسي، وآخرون. هؤلاء الذين أعلنوا في وقت سابق أنهم سينتصبون طرفا مدنيا في الدعوى القضائية التي رفعتها Meta (واتساب) ضد شركة NSO Group، بحثا عن تعويضات مالية وبطولات إعلامية مزيفة. في 6 ماي 2025، أسدلت محكمة فيدرالية في أوكلاند (كاليفورنيا) الستار على واحدة من أطول القضايا المدنية ضد شركة NSO Group، بإصدارها حكما يقضي بتغريم الشركة الإسرائيلية مبلغ 167.7 مليون دولار كتعويضات لصالح شركة Meta (واتساب)، بسبب خرق القوانين الأميركية واستغلال بنيتها التحتية دون إذن. الحكم منح تعويضات لـ Meta وحدها، ولم يشمل أي تعويض للمستخدمين الذين يُزعم أنهم تعرضوا للاختراق، وعددهم 1400 شخص. وهذا ما أكدته صحيفة Financial Times بوضوح في حكم سابق (دجنبر 2024) حين نشرت أن 'الحكم لم يتناول حقوق الأفراد الذين زُعم أن هواتفهم تعرضت للاختراق'. بهذا، تبخرت آمال مجموعة من الأشخاص المغاربة الذين أعلنوا في وقت سابق انضمامهم كطرف مدني في الدعوى، ومن بينهم بوبكر الجامعي، علي المرابط، فؤاد عبد المومني، حسن بناجح، المعطي منجب، عمر بروكسي وآخرون. محاولتهم قُوبلت بالرفض القضائي وتم استبعادهم تماما من الملف. وبعد سنوات من التهليل والتضليل، وجد هؤلاء أنفسهم في مواجهة حقيقة قاسية: لا تعويضات بملايين الدولارات ولا صفة قانونية في القضية كما كانوا يروجون ولا حتى اهتمام من المحكمة بمزاعمهم ولا إقرار بحقهم في التشكي من ضرر مزعوم كما قالوا بعد صدور أول حكم في دحنبر 2024… الخيبة كانت بحجم الادعاءات التي سوقوها للرأي العام، قبل أن يسقط كل شيء بصمت. لم يبق لهم سوى الاختباء وراء تدوينات متباكية أو صمت مطبق… بل أكثر من ذلك، تقرير Wall Street Journal، الذي استندت إليه وكالة الأنباء الفرنسية AFP في تغطيتها لهذا الحكم الأخير، كشف أن الجهة التي استخدمت برمجية Pegasus في عملية الاختراق عبر واتساب، كانت أجهزة أمنية أوروبية تتابع مشتبها به مرتبطا بتنظيم داعش الإرهابي. وقد تأكد لاحقا أن تحذير واتساب للمستخدمين أضر فعليا بتحقيقات مكافحة الإرهاب الأوروبية. الرسائل التي توصل بها المستخدمون في أكتوبر 2019، والتي أخرجها حسن بناجح والحسين المجدوبي وعبد اللطيف الحماموشي وآخرون كمستند ادعاء، لم تؤكد تعرض أي هاتف للاختراق، بل تحدثت فقط عن 'احتمال' تعرض الرقم لهجوم سيبراني. هذا ما حاول المغرضون إخفاءه عن الرأي العام. في 14 ماي 2019، أصدرت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات المغربية تحذيرا رسميا حول الثغرة التي استغلها الاختراق المحتمل لواتساب، داعية المستخدمين لتحديث التطبيق. أي أن المغرب كان من أوائل الدول التي حذرت المواطنين من الهجوم السيبراني. اللائحة التي تحدثت عن 50 ألف هدف، والتي استخدمتها أمنستي وفوربيدن ستوريز لتغذية اتهاماتهم ضد المغرب، ثبت أنها تضم دولاً ليست حتى من عملاء NSO. الرئيس التنفيذي للشركة صرح بوضوح أن عملاء Pegasus لا يمكن أن يتجاوزوا 4500 هدف طوال سنوات استخدام النظام، وليس 50 ألف كما زعم المروجون. في قضايا أخرى، مثل قضية الصحفي الإسباني إغناسيو سيمبريرو، أقرّت المحاكم الإسبانية بأن ادعاءاته ضد المغرب بنيت على 'قناعة شخصية' دون أي أدلة مادية، وهو ما كشف حجم التضليل الإعلامي الذي شارك فيه نفس الأسماء المغربية التي نصبت نفسها 'ضحايا بيغاسوس'. هذا إلى جانب تقارير برلمانية واستخباراتية أوروبية أكدت براءة المغرب من هذه القضية الكيدية. بين حكم دجنبر 2024 الذي أثبت فقط المسؤولية المدنية لشركة NSO دون التطرق لحقوق الأفراد المتأثرين أو منحهم أي صفة قانونية في القضية، والحكم الأخير في ماي 2025 الذي فصل في قيمة التعويضات لصالح Meta ومرة أخرى دون أي اعتبار لحقوق الأفراد، تكون مزاعم 'الضحايا' الذين استخدموا قضية Pegasus لأغراض سياسية وإعلامية مشبوهة، قد انهارت بالكامل.

من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة 'الإلغاء' وحقّ الجمهور بالمحاسبة
من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة 'الإلغاء' وحقّ الجمهور بالمحاسبة

الأيام

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • الأيام

من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة 'الإلغاء' وحقّ الجمهور بالمحاسبة

AFP النقيب أعلن قرار فصل الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة، مستنداً إلى "النظام 40، فقرة 58" من النظام الداخلي للنقابة، والذي يُجيز شطب قيد أي عضو "يسيء إلى سمعة الجمهورية العربية السورية أو ينافي الآداب العامة". تشهد نقابة الفنانين السوريين في الآونة الأخيرة صراعاً محتدماً يعكس عمق الانقسامات السياسية في البلاد. فقد أصدرت النقابة، قبل يومين، بياناً موقّعاً باسم النقيب مازن الناطور، أعلن فيه إلغاء قرار عزله من منصبه، وذلك بعد ساعات قليلة من تسريب قرار العزل إلى وسائل إعلام سورية، وكان موقّعاً من نائب النقيب، الفنان نور مهنا. وقد برّر مهنا قرار العزل باتهام الناطور بـ"الاستئثار والتفرّد في اتخاذ القرار، وتهميش المجلس المركزي، ومخالفة القانون الناظم لعمل النقابة". وتأتي هذه التطوّرات بعد أسابيع قليلة من تصدّر نقابة الفنانين السوريين عناوين الأخبار، عقب منح النقيب عضوية النقابة "بمرتبة الشرف" لكلٍ من: المغنية السورية أصالة نصري، والمؤلف الموسيقي مالك جندلي، والمغني التراثي أحمد القسيم، والمغني اللبناني فضل شاكر. لكن القرار الأكثر إثارة للجدل جاء قبل نحو ثلاثة أسابيع، حين أعلن الناطور فصل الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة، استناداً إلى "النظام 40، الفقرة 58" من النظام الداخلي للنقابة، والذي يُجيز شطب قيد أي عضو "يسيء إلى سمعة الجمهورية العربية السورية أو ينافي الآداب العامة". وقد أثار القرار موجة واسعة من الجدل، أعادت إلى الواجهة نقاشات قديمة حول العلاقة بين الفن والسياسة، وحدود حرّية التعبير، و"ثقافة الإلغاء" التي تشهد اهتماماً متزايداً حول العالم في السنوات الأخيرة. وفي مقابلة صحفية، قال الناطور إن قرار فصل فواخرجي "جاء في ضوء تصريحاتها التي تمجّد فاعلي الجرائم الأسدية في وقتٍ لا تزال فيه جراح السوريين مفتوحة"، مضيفاً: "الآن، بعد الإعلان الدستوري الجديد الذي يُجرّم من يمجّد الجرائم الأسدية أو ينكرها أو يمجّد فاعليها، خصوصاً أننا لا نزال نعيش مآسي الجرائم الأسدية، ولم يمضِ قرنان على ما فعله الأسد في سوريا، أن يأتي عضو في نقابة الفنانين له تأثير على جمهوره ويطعن بآلام السوريين، ويمجّد ويمنح صفة الشرف للقاتل، فهذا يتنافى حتى مع أبسط القيم الإنسانية والنقابية والوطنية". وكانت فواخرجي قد وصفت، في مقابلةٍ أجرتها في فبراير/ شباط الماضي، الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بـ"الشريف"، مشيرةً إلى أنها لا تزال ترى فيه هذه الصفة "إلى أن يتبيّن العكس". وفي تصريحات أخرى لها خلال شهر رمضان الماضي، كرّرت فواخرجي وصف الأسد بـ"الإنسان المحترم"، وقالت إن النظام السوري كان بمثابة "صمام الأمان" للبلاد طوال فترة حكمه. فنّانون في "قفص الاتهام" Getty Images واجه الفنان الإسباني بابلو بيكاسو اتهامات بسلوكيات مسيئة تجاه النساء، ودعت بعض التيارات النسوية إلى كسر الهالة المحيطة به وبأعماله. لا يقتصر الجدل الذي أثاره قرار فصل فواخرجي من النقابة على السياق السوري وحده. إذ يعيد إلى الواجهة نقاشاً عالمياً أوسع حول العلاقة المعقّدة بين الفنّ ومواقف صاحبه، ومدى إمكانية أو مشروعية فصل العمل الفنّي عن سلوكيات صاحبه ومواقفه الشخصيّة. وعبر التاريخ، اتخذ العديد من الفنانين البارزين مواقف إشكالية ومثيرة للانقسام، سواء كانت سياسية أو أخلاقية، وتعرّضوا على إثرها لدعوات للمقاطعة أو لإعادة النظر في إرثهم، لا سيما خلال العقود الأخيرة. ولعلّ أشهر مثال على الإطلاق في هذا السياق هو الموسيقي الألماني ريشارد فاغنر. وقد رُوِّج لفاغنر خلال الحقبة النازية على أنه من الملحّنين المفضّلين لدى أدولف هتلر. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت صورة فاغنر التاريخية بهذه الصفة، ولا يزال الجدل قائماً حول مدى تأثير أعماله الفنّية وكتاباته، لا سيما مقاله "اليهودية في الموسيقى"، في تشكيل أيديولوجيا ألمانيا النازية. كذلك الأمر بالنسبة للشاعر الأمريكي عزرا باوند الذي أيّد الفاشية وبثّ خطابات معادية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ما أدّى إلى اعتقاله بتهمة الخيانة وإيداعه في مصحّة عقلية، لكنه لا يزال يُدرَّس في أقسام الأدب، وإن ضمن سياقات نقدية صارمة. بدوره، واجه الفنان الإسباني بابلو بيكاسو اتهامات بسلوكيات مسيئة تجاه النساء، ودعت بعض التيارات النسوية إلى كسر الهالة المحيطة به وبأعماله. وفي وقتٍ أقرب، أدّت اتهامات بالاعتداءات الجنسية إلى الإطاحة بالمخرج البولندي رومان بولانسكي وبالممثل كيفن سبايسي من مشاريع فنّية كبرى، فيما لا تزال أعمال الفنان الأمريكي مايكل جاكسون الغنائية موضع انقسام بين من يحتفل بها ومن يدعو إلى مقاطعتها لا سيما بعد عرض الفيلم الوثائقي "ليفينغ نيفرلاند" عام 2019 الذي أعاد إلى الواجهة اتهام جاكسون بالاعتداء الجنسي على أطفال. كذلك، تسببت آراء الكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ والتي اعتُبرت معادية للعابرين والعابرات جنسياً، في انقسام جمهور سلسلة هاري بوتر، إحدى مؤلفاتها، بين من يرى فيها خطاب كراهية ومن يدافع عن حقها في التعبير. "إلغاء" الفنانين: بين المحاسبة والرقابة Getty Images تسببت آراء الكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ والتي اعتُبرت معادية للعابرين والعابرات جنسياً، في انقسام جمهور سلسلة هاري بوتر يستند أنصار إلغاء الفنانين بشكلٍ أساسي إلى فكرة أن الشهرة تمنح أصحابها سلطة رمزية وتأثيراً واسعاً على الرأي العام، وبالتالي لا يمكن التعامل مع آرائهم أو سلوكياتهم على أنها "شخصية" أو "معزولة عن الفن". بالنسبة إليهم، استمرار دعم الفنانين الذين يروّجون لخطابات عنيفة - سواء كانت عنصرية أو تبريرية للجرائم أو معادية للنساء أو العابرين جنسياً - يعدّ تطبيعاً مع هذا الخطاب، بل ومشاركة غير مباشرة في الأذى. كما يرون أن استهلاك أعمال هؤلاء الفنانين يدعمهم مادياً وثقافياً، ويرسل رسالة صامتة مفادها أن الإبداع يمنح صاحبه أو صاحبته إعفاءً من المساءلة. من هنا، يُطرح الإلغاء كنوع من التضامن مع الضحايا، وكتحرك مجتمعي يفرض نوعاً من العدالة الرمزية. في المقابل، يحذّر المدافعون عن فصل الفن عن الفنان من أن ثقافة الإلغاء قد تتحوّل إلى أداة رقابة وقمع، تحكم على الناس بمعايير أخلاقية متغيّرة وتضيّق هامش التعبير. ويشير هؤلاء إلى أن العديد من الفنانين الذين يُعدّون رموزاً اليوم كانت لديهم مواقف إشكالية بمعايير الحاضر، فهل يعني ذلك محو إرثهم بالكامل؟ إضافة إلى ذلك، يرى هذا التيار أن الإبداع فعل إنساني معقّد، وأن مطالبة الفنانين بالكمال الأخلاقي هو أمرٌ في غاية الصعوبة. نظرية "موت المؤلّف" Getty Images يرفض بارت تضمين أي حكم نقدي لعمل فني بُعداً أخلاقياً يصل إلى مؤلف العمل نفسه خلال القرن الماضي مع تنامي إشكالية فصل الفنّ عن الفنّان، وإشكالية إن كان ذلك ممكناً، برزت نظريات عدّة سعت إلى تقديم حلول لما بدا في أحيان كثيرة أشبه بمعضلة. أهم هذه النظريات، نظرية "النقد الجديد" ونظرية المفكر الفرنسي وعالم السيميائيات رولان بارت عن "موت المؤلف". النظرية الأولى أطلقها بدايةً الشاعر الأميركي تي. أس. إليوت حين كتب أنه على القراء كي يقيّموا القصيدة التي بين أيديهم، ألا ينظروا إلى آثار حياة المؤلف، ولا إلى ما يمكن أن يكون قد قصده المؤلف، لكن عوضاً عن ذلك التعامل مع القصيدة كمرجع لذاتها منفصل عن العالم. لكن نظرية "موت المؤلف" تظلّ الأكثر شهرةً في هذا المجال، حين أعلن بارت عام 1967 أن الكاتب لا يخلق نصّاً، بل القارئ هو من يفعل ذلك. ويرفض بارت تضمين أي حكم نقدي لعمل فني بُعداً أخلاقياً يصل إلى مؤلف العمل نفسه، لأن برأيه لا يجب أن يكون النقد مهتماً بالمؤلف بل بالعمل فقط. ويرى أن صورة الأدب في الثقافة المعاصرة متمركزة بشكل "استبدادي" على المؤلف، شخصه، وتاريخه، ومذاقه، وشغفه، والنقد لا يزال يعتمد في أغلب الأحيان على القول مثلاً "إن عمل بودلير الأدبي هو نتيجة فشل بودلير الرجل، وعمل فان غوغ هو نتيجة جنونه، وعمل تشايكوفسكي هو نتيجة سيئاته؛ تفسير العمل دائماً يعتمد على الشخص الذي أنتجه". يقول بارت: "في كل مرة، نهتم فيها بنيّات المؤلف وحالته النفسية، نعود إلى المؤلف - الإله. نعطي المؤلف قوة تأويلية (على ما نفكر به نحن) وقوة مؤسساتية (على كيف يمكنه أن يتعامل مع الناس من دون عواقب)". ويضيف: "لنقل إن المخرج يخرج فيلماً. ما أن يسرد الموقف وصولاً لنهاياته اللازمة (...) يصبح (المخرج) خارجاً عن أي وظيفة إلا عن التمثيل القوي للرمز. يحدث هذا الفصل، يفقد الصوت مصدره، يدخل المؤلف موته، وتبدأ الكتابة". الفنّ ليس "بريئاً" على عكس هذه المقاربات التي تدعو إلى فصل العمل الفني عن حياة صانعه، نجد وجهات نظر أخرى تعتبر أن هذا الفصل يُستخدم في كثير من الأحيان لتبرئة الفنّ من مضامينه السلطوية أو حتى العنفيّة. ويعتبر هذا التوجه أن من غير الممكن تقييم العمل الفني بمعزل عن السياق الاجتماعي والسياسي الذي أُنتج فيه، ولا عن المنظومات التي يعكسها أو يعيد إنتاجها، سواء كانت استعمارية أو أبوية أو عنصرية. على سبيل المثال، ناقدات نسويات مثل البريطانية لورا مولفي التي ابتكرت مفهوم "النظرة الذكورية" في الفنّ، رأين علاقة عضوية بين الفنّ والفنّان. فقد رأت مولفي في مقالها الشهير "اللذة البصرية وسينما السرد" (1975)، أن السينما الكلاسيكية، وخصوصاً الهوليوودية مبنية على تمثيل المرأة كجسد يُنظر إليه ويُشتهى، لا كذات فاعلة. فهي "صورة"، فيما الرجل هو "صاحب النظرة" وفاعلها. ومعظم هذه الأعمال إن لم تكن كلّها، من صناعة رجال. ويُظهر تحليل مولفي لبنية النظرة في السينما أن المشكلة لا تقتصر على حياة الفنان الشخصية أو مواقفه، بل تمتد إلى داخل العمل نفسه. أي أن الأيديولوجيا الذكورية لا تأتي فقط من سلوك المخرج أو الكاتب خارج الفيلم، بل تتسرّب إلى اللغة البصرية، وإلى كيفية بناء السرد وتوزيع الأدوار والسلطة داخل الحكاية. بهذا المعنى، يصبح من الصعب فصل الفن عن الفنان، ليس فقط لأن الفنان قد يكون شخصاً مسيئاً، بل لأن رؤيته للعالم التي قد تكون قائمة على تمييز ما، تتجسّد في العمل الفني نفسه. ويوضح هذا المثال جوهر التوجه النقدي الذي نجده على نطاق واسع في النقد النسوي ونقد ما بعد الاستعمار. ويرى هذا التوجه أنه لا يمكننا التعامل مع الفن ككائن مستقل ومتعالٍ عن سياقه. لأنه، في كثير من الأحيان، ينتج ويعيد إنتاج البنى ذاتها التي تديم التمييز والعنف الرمزي. من هنا، لا تكون المطالبة بإلغاء فنان مسيء موقفاً رقابياً أو أخلاقوياً فحسب، بل أداة تحليلية في مشروع أوسع لتفكيك البُنى السلطوية التي ينطوي عليها هذا الفنّ، والتي بدورها تُنتجه وتُكرّسه.

وزير الخارجية الفرنسي يعلّق على طرد دبلوماسيين جزائريين ويؤكد: رد طبيعي على التصعيد الجزائري
وزير الخارجية الفرنسي يعلّق على طرد دبلوماسيين جزائريين ويؤكد: رد طبيعي على التصعيد الجزائري

برلمان

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • برلمان

وزير الخارجية الفرنسي يعلّق على طرد دبلوماسيين جزائريين ويؤكد: رد طبيعي على التصعيد الجزائري

الخط : A- A+ إستمع للمقال علّق وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، اليوم الثلاثاء، على قرار بلاده بطرد 12 دبلوماسيا جزائريا من الأراضي الفرنسية، وذلك في تدوينة نشرها على منصة 'إكس'، مؤكدا أن الخطوة جاءت ردا مباشرا على ما وصفه بـ'التصعيد غير المبرر من قبل السلطات الجزائرية'. وقال بارو في تغريدة: 'اختارت السلطات الجزائرية التصعيد: نحن نرد كما أعلنا. ردا على قرارهم غير المبرر وغير المفهوم، نقوم بطرد 12 موظفا جزائريا وندعو سفيرنا للتشاور. الحوار، نعم دائما، لكن ليس باتجاه واحد'. وكان جون نويل بارو، قد أكد اليوم الثلاثاء، خلال مقابلة مع قناة 'France 2' العمومية، أن تنفيذ الجزائر لقرار طرد 12 موظفا يعملون لدى السفارة الفرنسية على أراضيها 'لن يمر دون عواقب'، موردة أن ذلك سيدفع باريس إلى 'الرد بأكبر قدر ممكن من الحزم'. وأورد جون نويل بارو، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية 'AFP' وشبكة 'France 24″، أن قرار الجزائر 'مؤسف'، مؤكداً أنه إذا اختارت الجزائر نهج التصعيد، فإن فرنسا سترد 'بأقصى درجات الحزم'، مشددا على أن بلاده 'لن يكون أمامها خيار سوى اتخاذ إجراءات مماثلة'. Les autorités algériennes ont choisi l'escalade : nous répliquons comme annoncé. En réponse à leur décision injustifiée et incompréhensible, nous expulsons 12 agents algériens et rappelons pour consultations notre ambassadeur. Le dialogue, toujours, mais pas à sens unique. — Jean-Noël Barrot (@jnbarrot) April 15, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store