logo
الموسم الثقافي لجامعة القاهرة..محاضرة تاريخية للدكتور مفيد شهاب حول ملحمة استرداد طابا

الموسم الثقافي لجامعة القاهرة..محاضرة تاريخية للدكتور مفيد شهاب حول ملحمة استرداد طابا

صدى البلد١٨-٠٤-٢٠٢٥

تواصل جامعة القاهرة، برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، فعاليات الموسم الثقافي للعام الجامعي 2024-2025 حيث شهدت قاعة الاحتفالات الكبري بالجامعة، محاضرة تاريخية تحت عنوان "ملحمة استرداد طابا"، ألقاها الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشئون البرلمانية والقانونية، ورئيس جامعة القاهرة الأسبق.
وأدار الندوة الدكتور عبدالله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والمتحدث الرسمى باسم الجامعة، بحضور الدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، وعدد من الوزراء السابقين، وعمداء الكليات والوكلاء، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والعاملين وجموع من الطلاب بمختلف كليات الجامعة.
وتأتى فعاليات الموسم الثقافي للجامعة فى إطار توجيهات الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع طلاب الجامعة، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، تستهدف تعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، على مختلف المستويات محليًا وإقليميًا وعالميًا، بما يصقل شخصياتهم، ويساهم فى تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن.
وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالدكتور مفيد شهاب داخل قبة جامعة القاهرة، ووصفه بأنه قيمة وقامة كبيرة، وعلم من أعلام القانون الدولي العام، وله جهود كبرى في استرداد البقعة العزيزة من أرض مصر وهي طابا، مشيرًا إلى أن الدكتور مفيد شهاب بجهوده العلمية وخبراته القانونية الرفيعة سخّر علمه في خدمة وطنه، فكان أحد أبرز أبطال هذه الملحمة الخالدة.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أننا نستحضر صفحة من أنصع الصفحات في التاريخ المصري الحديث، وهي ملحمة استرداد طابا، التي كانت بمثابة معركة قانونية وسياسة ودبلوماسية أثبتت أننا بالإرادة المصرية نستطيع أن نحصل على ما نريد، مشيرا إلى أن استحضارنا لهذه الذكرى لنتعلم من دروسها المستفادة، ونزكي في نفوس شبابنا قيم الانتماء الوطني، ونُحيي في أذهانهم أن الوطن أمانة، وأن كل ذرة من ترابه غالية عزيزة، مؤكدًا على ضرورة الوقوف خلف القيادة السياسية التي تحرص على اختيار الكفاءات في مختلف المجالات، وأن مصر سوف تظل عظيمة بمقدراتها وكفاءاتها.
وعبر الدكتور مفيد شهاب، عن سعادته لإلقاء محاضرة داخل قبة جامعة القاهرة العريقة التي شهدت أحداثا تاريخية كان آخرها زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرًا إلى احتفال مصر يوم ٢٥ ابريل بعيد تحرير سيناء، الى جانب احتفالها في مارس باسترداد طابا ومنطقة رأس النقب التي اغتصبها المحتل عام ١٩٦٧.
وأشار الدكتور مفيد شهاب، إلى حق الشعوب في الاحتفال بانتصاراتها وشرحها وتوضحها للأجيال الحديثة التي لم تشهدها، من أجل رفع مستوى الوعي لدى الشباب وبما يُزيد من انتماءاتهم للوطن، وأن من حق الشعوب أن تدرس أسباب هزائمها، مؤكدًا أن حب الوطن لن يتحقق إلا بمعرفة عظمته وتضحياته ونضاله وأحداثه، لافتًا إلى عضويته داخل اللجنة القومية لطابا التي شكلها رئيس الجمهورية - آنذاك - من مجموعة من أبناء مصر من مختلف التخصصات لدراسة ملف استرداد طابا وتولى الدفاع عنها أمام هيئة التحكيم الدولية وكتابة المذكرات والمرافعات الشفوية.
وقدم الدكتور مفيد شهاب سردًا للموقف المصري والإسرائيلي منذ نكسة ١٩٦٧ حتى انتصار اكتوبر العظيم عام ١٩٧٣، وحروب الاستنزاف التي خاضها الجيش المصري من أجل اشغال العدو وتعريفه ان الشعب المصري بقواته يأبي الهزيمة ولا يقبل وجود العدو على أراضيه، مشيرًا إلى أن إرادة الشعب بعد هزيمة ١٩٦٧ استطاعت أن تُعيد بناء القوات المسلحة على مدار ٦ سنوات حتى تحقق النصر في اكتوبر ١٩٧٣، لافتًا إلى التحديات المختلفة التي واجهها الجيش خلال تحرير سيناء، مثل العائق المائي الذي تمثل في قناة السويس، وخط بارليف، والتي استطاعت القوات المصرية اختراقه من خلال اختراع اساليب علمية حديثة.
وأضاف الدكتور مفيد شهاب، أن أعظم الدروس المستفادة من حرب أكتوبر العظيمة هو استخدام عنصر المفاجأة والذي يُعد عنصرًا مهمًا في الحروب الحديثة، مشيرًا إلى أن الانتصار العسكري للقوات المصرية دفع اسرائيل للتفاوض مع مصر وأعقبه إعلان مبادئ اتفاقية كامب ديفيد عام ١٩٧٨، ثم توقيع اتفاقية السلام المشترك في مارس ١٩٧٩، مؤكدًا أن مصر ستظل مسؤلة عن الأمن العربي بأكلمه وتُولي اهتمامًا كبيرًا بالقضية الفلسطينية وتساند حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وقال الدكتور مفيد شهاب، إن من بين الدروس المستفادة من ملحمة استرداد طابا، أن السند في استرداد الحق ليس فقط أن تكون صاحب حق، بل الاصرار على هذا الحق بكافة الوسائل سواء عسكرية أو سياسية أو قضائية أو قانونية، وأن القضايا والأزمات الكبرى لابد أن يتم الاعتماد فيها على الأسلوب العلمي من خلال المتخصصين كلٌ في مجاله.
وقال الدكتور عبد الله التطاوي، إن الدكتور مفيد شهاب هو قامة وطنية ورمز رفيع المستوي من رموز الموسوعية والقانونية الرفيعة، وهو حامي الهوية المصرية، ولديه القدرة علي التجديد والابتكار والابداع في التخصص العلمي الدقيق، ويؤدي رسالته بكل اقتدار وجدارة وهو يُعد قدوة لمن يتقلد مختلف الوظائف القيادية، لافتًا إلي جهودة الكبرى في استرداد طابا.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد منصور هيبه، أن ملحمة استرداد طابا لها جوانب عسكرية وقانونية وسياسية وتاريخية وجغرافية ولها جوانب مجتمعية يغلفها جميعًا إرادة شعبية، مؤكدًا أن مفاوضات استرداد طابا لم تكن عشوائية بل ولدت من رحم انتصار ١٩٧٣، ولافتًا إلى أن الإعلام المصري في حاجة إلى استعادة قوته كقوة ناعمة للتعامل مع القضايا الوطنية، وأن مصر ستظل بعلمائها وخبرائها وجيشها وشرطتها وجامعاتها هي الحصن الحصين التي تحمي كافة مقدرات الأمة العربية.
وفي نهاية المحاضرة، تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد علي تساؤلاتهم المختلفة بهدف إثراء أفكارهم حول فعاليات المحاضرة، بهدف تكوين جيلٍ واعٍ بتحديات العصر.
كما أهدى الدكتور محمد سامي عبد الصادق، درع جامعة القاهرة للدكتور مفيد شهاب تقديرًا لدوره الرائد والمتميز في ملحمة استراد طابا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا يعني موت الظواهري للجهادية العالمية
ماذا يعني موت الظواهري للجهادية العالمية

شبكة النبأ

timeمنذ 6 أيام

  • شبكة النبأ

ماذا يعني موت الظواهري للجهادية العالمية

ما سيأتي بعد ذلك بالنسبة للقاعدة غير واضح. من غير المرجح أن تنثني المجموعة، لأن العلامة التجارية لا تزال تقدم قدرًا كبيرًا من الشرعية الجهادية لفروعها الإقليمية، مما يوفر هوية وعلمًا للالتفاف حوله. لكن المجموعة لن تكون قادرة بعد الآن على تجاهل المشاكل التي تفاقمت منذ هجمات... بقلم: كول بونزيل، ترجمة: سردار الهركي أيمن الظواهري كان الناجي النهائي لمدة 20 عامًا، انتهى استعراض لقادة جهاديين آخرين - بمن فيهم أبو مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي وأنور العولقي - على يد القوات الأمريكية. لكن الظواهري ظل على قيد الحياة، وبدا أنه غير معرض للخطر أمام المخابرات الأمريكية والطائرات بدون طيار. بعد ذلك، في يوم الأحد الماضي، لقي الرجل الذي خلف بن لادن كأمير للقاعدة في عام 2011 مصيره أخيرًا، بعد أن أصيب بصاروخين من طراز Hellfire أثناء وقوفه على شرفة منزل آمن في العاصمة الأفغانية كابول. وفقًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن الضربة الناجحة في خطاب متلفز مساء الاثنين، لم تقع إصابات بين المدنيين. بالنسبة للولايات المتحدة، يضع مقتل الظواهري نهاية لفصل في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب بهدف تقديم المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر إلى العدالة، حتى لو كان دور الظواهري في التخطيط لتلك الهجمات مبالغًا فيه في بعض الأحيان. وحقيقة أن الظواهري كان في كابول - وأن المخابرات الأمريكية كانت قادرة على استهدافه هناك - وتتجدد النقاشات المستمرة منذ فترة طويلة حول قرار سحب القوات الأمريكية من أفغانستان وكيفية الاقتراب من نظام طالبان. بالنسبة للقاعدة، يشكل موت الظواهري تحديًا فوريًا قصير المدى فيما يتعلق بالخلافة، وتحديًا أكثر صعوبة وطويل الأمد لحل مجموعة من التوترات والتناقضات الداخلية التي كان التنظيم قد تخلص منها على مدى سنوات. الدكتور والجهاد ولد الظواهري عام 1951 خارج القاهرة، وينحدر من عائلة مصرية ثرية ومرموقة. كان والده محمد جراحًا، وتبعه الشاب الظواهري في المهنة، وتخرج من جامعة القاهرة بشهادة الطب عام 1974، إلا أن دعوته الحقيقية كانت سبب الجهاد، كما تجسدها الكفاح المسلح ضد المصريين. دولة يعتقد أن حكامها ارتكبوا الردة بحكم عدم تطبيق الشريعة وتمتعهم بعلاقات ودية مع الدول الكافرة، بما في ذلك إسرائيل. وقادت هذه الأيديولوجية إلى اغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981، وهو الحدث الذي تورط فيه الظواهري لكنه لم يلعب دورًا حقيقيًا. بعد أن أمضى حوالي أربع سنوات في السجن، تعرض خلالها للتعذيب وأجبر على الشهادة ضد إخوانه الجهاديين، ظهر الظواهري في أواخر الثمانينيات كقائد لحركة الجهاد الإسلامي المصرية، والمعروفة أيضًا باسم جماعة الجهاد، وهي منظمة مصرية في المنفى سعت إلى إسقاط الحكومة المصرية. في التسعينيات، لجأ الظواهري إلى أفغانستان واقترب من بن لادن، وفي النهاية دمج منظمته مع منظمة الأثرياء السعوديين. حدث اندماج رسمي في يونيو 2001، قبل وقت قصير من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأطلق عليه اسم قاعدة الجهاد، والذي لا يزال الاسم الرسمي للقاعدة. في أفغانستان، كان الظواهري يتجاهل استراتيجيته في الجهاد الإقليمي لصالح القتال العالمي الذي ينتهجه بن لادن، الذي نص على أن مهاجمة الولايات المتحدة والغرب شرط أساسي للثورة في العالم الإسلامي. ذهب التفكير فقط من خلال ضرب الولايات المتحدة وإخراج قوتها العسكرية والدبلوماسية من المنطقة، سيكون من الممكن تحقيق التغيير المنشود في الداخل. كان المفهوم أساسًا لهجمات 11 سبتمبر واستمر في كونه صرخة حشد القاعدة، على الرغم من فشل الجماعة في تنفيذ الاستراتيجية بنجاح على مدار العشرين عامًا الماضية، بما في ذلك تحت قيادة الظواهري. سيُذكر الظواهري للعديد من الأشياء، بما في ذلك العديد من النصوص الإيديولوجية والعديد من الكتب الضخمة عن التاريخ والدين. وتشمل هذه مذكرات من 500 صفحة بعنوان فرسان تحت راية النبي وكتاب أحدث من 850 صفحة حول النظرية السياسية الإسلامية وتاريخ الجهود التبشيرية الغربية في الشرق الأوسط. كما أنه يترك وراءه مجموعة كبيرة من الخطب والمحاضرات التي تم التقاطها على مقاطع فيديو أو صوت يبلغ مجموعها مئات الساعات، إن لم يكن أكثر. ومع ذلك لم يكن بليغًا بشكل خاص. في الواقع كان الظواهري يفتقر بشكل لافت إلى الكاريزما، ومن المحتمل أن يكون إنتاجه الإعلامي - المتواصل، والمثقل بالثقل، والمتكرر - قد أضر بسمعته أكثر من تعزيزها. كان الظواهري مثمرًا للغاية لدرجة أن المرء يتساءل كيف كان لديه الوقت لإدارة شؤون منظمة إرهابية عالمية - وهي حقيقة تتحدث عن الجانب الأكثر إثارة للجدل في إرثه: صعود الدولة الإسلامية (المعروف أيضًا باسم داعش)، الذي جاء تتفوق على القاعدة باعتبارها المنظمة الجهادية الأكثر نفوذاً في العالم. عندما تولى الظواهري قيادة القاعدة بعد وفاة بن لادن في عام 2011، كان الزعيم بلا منازع للحركة الجهادية العالمية. بحلول أواخر عام 2014، لم يعد هذا هو الحال، وحتى اليوم، تحتفظ داعش بعلامة جهادية أقوى بكثير - وهي النتيجة الذي كان الظواهري احد اسباب تحققها. في منتصف عام 2013، شرع الظواهري في تسوية نزاع بين مرؤوسين متنافسين في العراق وسوريا. وكان البغدادي قد أعلن عن توسع فرع القاعدة الذي قاده، دولة العراق الإسلامية، إلى سوريا، وأسس ما أسماه دولة العراق الإسلامية والشام. غير أن زعيم فرع سوري من تنظيم القاعدة يُدعى جبهة النصرة، امتنع عن الاقتحام الملحوظ، وناشد الظواهري علنًا التدخل. في رسالة حصلت عليها قناة الجزيرة ونشرتها في عام 2013، أمر الظواهري البغدادي بالتراجع عن دعواه وقصر أنشطته على العراق. لكن البغدادي قاوم، مدعيا أن الأمر مخالف للشريعة. بعد ذلك بوقت قصير، أعلن داعش أن الظواهري والقاعدة قد انحرفوا عن المسار الجهادي الحقيقي من خلال التساهل مع الحكام المسلمين المرتدين والشيعة، الذين اعتبرهم الجهاديون السنة منشقين منحرفين. بعد ذلك بعام، أعلنت داعش نفسها خلافة متجددة، واستولت على مدن رئيسية ومساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا وجذبت انتباه العالم - ومخيلة المتعاطفين مع الجهاديين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، الذين سافر الآلاف منهم إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة. بعد ذلك بعامين، ترك الفرع السوري للقاعدة الذي تدخل الظواهري لإنقاذه الحظيرة، حيث سعى إلى دور أكبر في التمرد السوري ضد نظام بشار الأسد في دمشق. سعيًا لتلبية احتياجات جمهور أوسع وطمأنة حلفاء جدد، تخلى قادتها عن قسم الولاء الذي تعهدوا به للظواهري، الذي اشتكى بصوت عالٍ وعلنيًا من هذا العمل الخائن. هكذا فقدت القاعدة وجودها في قلب العالم العربي. لقد تم الطعن في سلطة الظواهري مرتين وخسر مرتين. وفي الوقت نفسه، أدى إلى تفاقم تراجع المجموعة مقتل عدد من كبار الشخصيات الذين التمسوا اللجوء في سوريا نتيجة ضربات الطائرات بدون طيار. بالطبع، لم يكن كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لداعش في هذا الوقت أيضًا. بحلول عام 2019، فقدت الخلافة السيطرة على آخر معاقلها في العراق وسوريا، وفي أكتوبر من ذلك العام، قتلت القوات الأمريكية البغدادي. في فبراير من هذا العام، قضوا على خليفته أيضًا. الملاذ الآمن؟ لم تكن فترة الظواهري فوضى كاملة. تحت قيادته، قاومت فروع القاعدة في شمال إفريقيا والصومال واليمن سحب داعش وظلت موالية لها، وتشكلت فروع جديدة في جنوب آسيا ومالي، وكانت الأخيرة نشطة بشكل خاص. ولكن حتى في الوقت الذي يمكن فيه للظواهري أن يدعي قدرًا من النجاح في الحفاظ على تماسك الشبكة، لم يكن هناك من ينكر أنه أشرف على فترة تفوق خلالها منافس على القاعدة وشهدت تدمير قيادتها الأساسية. ولم يحقق الظواهري هدفه الرئيسي: مهاجمة الولايات المتحدة. كما أوضحت الباحثة نيللي لحود، لم توجه القيادة المركزية للقاعدة أي هجوم ناجح على الولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر، وآخر عمل ناجح للإرهاب الدولي وقع في عام 2002 في مومباسا، كينيا - وهي عملية تم التخطيط لها من قبل. 9/11. ومع ذلك، بدت عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021 وكأنها قد تقلب حظوظ القاعدة. وأشادت القاعدة باستعادة حكم طالبان باعتبارها انتصارًا دراماتيكيًا لقضية الجهاد العالمي، ويخشى الكثيرون من أن توفر طالبان المجال للجماعة لتوحيدها وإعادة بنائها. هذه المخاوف لها ما يبررها بالتأكيد، على الرغم من أن علاقات الجماعة مع طالبان معقدة. كما أفاد البنتاغون مؤخرًا: "في حين أن لقادة القاعدة علاقات طويلة الأمد مع كبار قادة طالبان، فإن المجموعة تحتفظ بقدرات محدودة للسفر والتدريب داخل أفغانستان ومن المحتمل أن تكون مقيدة بسبب جهود طالبان لتحقيق الشرعية الدولية". قد تنتهي هذه القيود "على مدى 12 إلى 24 شهرًا القادمة"، وفقًا للبنتاغون، لكنها تعكس حقيقة أنه على الرغم من تداخل مصالح المجموعات في كثير من الأحيان، إلا أنها ليست متطابقة. القاعدة تسعى إلى تدمير النظام الدولي. تسعى طالبان للانضمام إليها (حتى لو كان ذلك لتخريبها فقط). كان أحد مقاطع الفيديو الأخيرة للظواهري نقدًا مبطّنًا لطالبان لسعيها لتمثيل أفغانستان في الأمم المتحدة، وهي المنظمة التي رأى أنها تمثل نظامًا عالميًا من عدم الإيمان يجب تدميره وليس الانضمام إليه. لقد استمر تيار عدم الثقة لفترة طويلة في علاقة القاعدة مع طالبان. تظهر الوثائق التي تم العثور عليها من المجمع في باكستان حيث قتلت القوات الأمريكية بن لادن في عام 2011 أنه كان مهتمًا بتوجيهات قيادة طالبان، والتي رأى أنها منقسمة بين معسكر من المؤمنين الأتقياء وفصيل منافق يقوم بأمر المخابرات الباكستانية. وربما على استعداد لبيع القاعدة. وكان هذا انعكاسا لمخاوف الجهاديين العرب الآخرين: في أواخر التسعينيات، على سبيل المثال، اشتكى الخبير الاستراتيجي الجهادي السوري أبو مصعب السوري من أن فصيلًا من قيادة طالبان لا يريد أي علاقة بالجهاد العالمي ويسعى فقط إلى خلق حزب محافظ في أفغانستان. دولة شبيهة بدولة المملكة العربية السعودية. اتخذت قيادة داعش موقفًا أكثر عدوانية، بحجة أن الجزء المناهض للجهاديين من طالبان يسيطر الآن بقوة. منذ الإعلان عن مقتل الظواهري، سخر أنصار داعش عبر الإنترنت منه لاعتقادهم أن طالبان ستحميه، مما يشير إلى أن الجماعة قد قدمت له بدلاً من ذلك طبقًا من الفضة للأمريكيين. هذه الادعاءات مبالغ فيها. طالبان ليست حركة موالية لأمريكا، وقيادتها لا تريد قتل الظواهري. وأفادت الأنباء أن المنزل الذي استهدف فيه الظواهري كان مملوكًا لأحد كبار مساعدي سراج الدين حقاني، وزير داخلية حكومة طالبان. الظواهري كان على الأرجح هناك بناء على دعوته. لكن ربما كان شخصًا آخر في طالبان مهتمًا بمكافأة 25 مليون دولار التي قدمتها واشنطن أكثر من اهتمامه بحماية الزعيم الجهادي المسن. تثير حقيقة أن الظواهري كان في أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان تساؤلات حول تعهدات طالبان بمنع استخدام أراضيها لشن هجمات إرهابية. لكن حقيقة أن القوات الأمريكية كانت قادرة على قتله هناك تلقي بظلال من الشك على فكرة أن أفغانستان يمكن أن تكون بمثابة منصة لإحياء القاعدة - حتى لو سمحت طالبان بذلك. من الواضح أن الولايات المتحدة لا تزال لديها عيون وآذان على الأرض في أفغانستان والعديد من المتعاونين الراغبين - ربما حتى داخل طالبان. من هو الخليفة؟ سيكون التحدي الأكبر الذي يواجه القاعدة على المدى القريب هو الخلافة. يعتقد معظم المحللين أن الخطوة التالية هي المقاتل المصري الشاب سيف العدل، الذي يعيش في إيران منذ فترة وجيزة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. بعده يأتي عبد الرحمن المغربي، صهر الظواهري المغربي ورئيس العمليات الإعلامية للقاعدة، والمقيم في إيران. حقيقة أن كلاهما يقيمان في إيران ليس أمرًا غير مهم. على الرغم من أنهم قد لا يكونون هناك طواعية، إلا أن وجودهم هناك يعقد صعودهم المحتمل. إيران ظاهرياً هي عدو للقاعدة، التي يشتم أتباعها الشيعة الإيرانيين وقوات الأمن في البلاد على أنهم "رافضون" مرتدون مارسوا أعمال عنف على الشرق الأوسط، وذبحوا السنة في العراق وسوريا واليمن. سيكون من الصعب بيع القاعدة أن تقدم زعيمها التالي على أنه يدير العرض من شبه الإقامة الجبرية في إيران، الأمر الذي من شأنه أن يشجع الشكوك في أن الجماعة كانت تحت سيطرة طهران. إذن، ربما ينحدر القائد التالي بدلاً من ذلك من إحدى الجماعات التابعة للقاعدة. ووفقًا لتقرير حديث للأمم المتحدة، فإن خط الخلافة يسمي يزيد مبراك في شمال إفريقيا وأحمد ديري في الصومال على أنهما التاليان، بعد الزعيمين المتمركزين في إيران. لكن في إيران، قد لا يرغب عادل والمغربي، اللذان يعملان في الظل لفترة طويلة، في التخلي عن السلطة للفروع الإقليمية. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان القادة المنتسبون مهتمين بتولي زمام الأمور، لأنهم لم يبدوا التزامًا باستراتيجية الظواهري "العدو البعيد". ما سيأتي بعد ذلك بالنسبة للقاعدة غير واضح. من غير المرجح أن تنثني المجموعة، لأن العلامة التجارية لا تزال تقدم قدرًا كبيرًا من الشرعية الجهادية لفروعها الإقليمية، مما يوفر هوية وعلمًا للالتفاف حوله. لكن المجموعة لن تكون قادرة بعد الآن على تجاهل المشاكل التي تفاقمت منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر: العلاقة غير المريحة مع إيران، وانعدام الثقة وانعدام التوافق مع جزء من طالبان، وغياب استراتيجية مشتركة بين الأطراف المركزية. القيادة والشركات التابعة. إن إدارة منظمة عالمية من المتشددين الملتزمين أيديولوجياً لم يكن يوماً سهلاً - وبالنسبة للقاعدة، فقد أصبح الأمر أكثر صعوبة. * كول بونزل، زميل في معهد هوفر بجامعة ستانفورد ومحرر مدونة Jihadica.

ترامب يطوي صفحة أوباما: 'مُحمَّد' قاطرة الدولة الوطنية في المنطقة
ترامب يطوي صفحة أوباما: 'مُحمَّد' قاطرة الدولة الوطنية في المنطقة

الشرق الجزائرية

timeمنذ 7 أيام

  • الشرق الجزائرية

ترامب يطوي صفحة أوباما: 'مُحمَّد' قاطرة الدولة الوطنية في المنطقة

«أساس ميديا» ما يجري في المملكة العربية السعودية هذه الأيّام هو زلزالٌ سياسي يعيد رسم معالم الإقليم، يُتوقّع أن تستمرّ هزّاته الارتدادية لسنوات. فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان هو شريكه الاستراتيجي الأوّل في المنطقة على المدى الطويل، مانحاً إيّاه هامشاً واسعاً من التأثير في ملفّات سوريا ولبنان والخليج، إلى جانب أدوار دوليّة تمتدّ من روسيا إلى أوكرانيا وتركيا والسودان… وبذلك يكون قد طوى مفاعيل 'خطاب القاهرة' لسلفه باراك أوباما في 4 حزيران 2009. ليس خطاباً عاديّاً هذا الذي ألقاه أقوى الرؤساء الأميركيين منذ عقود. فهو بمنزلة إعلان تحوّل في العقيدة السياسية الأميركية تجاه المنطقة. ما بعده لن يكون كما قبله. وربّما يطوي اليوم مفاعيل خطاب الرئيس الأسبق باراك أوباما في جامعة القاهرة قبل 16 عاماً، في 4 حزيران 2009. كان خطاب أوباما يركّز على التصالح بين أميركا والإسلام. وفتح الباب أمام 'الربيع الإسلامي'، حين قال: 'لا يمكن لأيّة دولة ولا ينبغي لأيّة دولة أن تفرض نظاماً للحكم على أيّ دولة أخرى'. وتعهّد بـ'توسيع الشراكة مع المجتمعات الإسلامية'. وأسهب في تفصيل أسباب احترام الخيارات الإسلامية في الحياة… والسلطة. أمّا خطاب ترامب فجاء تصالحيّاً مع نموذج 'الدولة الوطنية' التي رفعت المملكة العربية السعودية رايتها منذ سنوات: دولة غير دينية. حديثة. جامعة. مزدهرة. وهذا ما قاله ترامب: 'أثبتت أمم الخليج أنّ مجتمعاتها تتمتّع بالسلام والازدهار الاقتصادي وحرّيّات شخصيّة متوسّعة ومسؤوليّة متزايدة على الساحة الدولية…'. وتحدّث عن 'الوصول إلى مستقبل كانت تحلم به الأجيال السابقة'. وتحدّث عن 'جهات مارقة كانت تحاول جرّ الشرق الأوسط نحو الفوضى والحرب حين تركت البيت الأبيض (قبل 4 سنوات)'، في إشارة إلى إيران: 'استهدفت مدينة الرياض الجميلة وزعزعت الاستقرار'. المصالح الحضاريّة المشتركة بين أميركا والسّعوديّة لكلّ هذه الأسباب لم يكن الخطاب اقتصادياً وحسب. حتّى الأبعاد الاقتصادية جاءت انعكاساً لرؤية حضارية جديدة تتشاركها أميركا والسعودية. تُقدّم الأخيرة نموذجها محرّكاً للحداثة في الخليج والعالم العربي. وهو نموذج يقوده الأمير محمّد بن سلمان مع تحديث اجتماعي وديني واقتصادي وثقافي وترفيهي ورياضي. لم يغب هذا البُعد عن خطاب ترامب، الذي تجوّل بين ملفّات النفط والذكاء الاصطناعي، مروراً بكرة القدم و'الفورمولا وان'، مشيراً إلى النموّ اللافت للاقتصاد غير النفطي في السعوديّة. تريليونات الدّولارات بين ترامب وبن سلمان بالأرقام، كان الخطاب تريليونيّاً. ليس تعبيراً عن جشع أميركي أو إغراء سعودي، بل دلالة على عمق الشراكة الاستراتيجية: من الاستثمار في التكنولوجيا، إلى التسلّح، وصولاً إلى الرهانات السياسية الكبرى. لم تعد السعودية 'تحظى بالحماية' الأميركية، بل باتت شريكاً كاملاً في رسم سياسات المنطقة. من هنا، فتح ترامب ملفّات كبرى: – عن إيران: 'سرقت ثروات شعبها لسفك الدماء في الخارج… وإذا رفضت غصن الزيتون واستمرّت في قصف الجيران، فلا خيار سوى فرض أقصى الضغوط'. – عن سوريا: وافق على رفع العقوبات ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع 'بطلب من الأمير محمّد بن سلمان الذي سأفعل أيّ شيء يطلبه'. – عن لبنان: 'الحزب وحلفاؤه سرقوا آمال الشعب اللبناني، وبيروت التي كانت سويسرا الشرق… كلّ هذا كان يمكن أن نتفاداه، ومحمّد يعرف هذا'، متعهّداً بدعم 'مستقبل مزدهر وسلام مع الجيران'. – عن الهند وباكستان، وروسيا وأوكرانيا: أعاد ترامب التذكير بمحوريّة السعوديّة في الوساطات الإقليمية والدولية، شاكراً جهودها في غزّة، وفي تهدئة التوتّرات بين موسكو وكييف. نهاية 'الإسلاموفوبيا'… مع 'محمّد الرجل العظيم' بعد أكثر من عقدين من 'الإسلاموفوبيا'، وخوف حاملي اسم 'جهاد' و'أسامة' في مطارات الغرب، عاد اسم 'محمّد' ليمثّل الحداثة والليبرالية والتصالح بين الغرب والشرق. إذ قدّم ترامب 'مُحمّداً' رمزاً للحداثة والتصالح بين الإسلام والغربيّين. لم يسبق لرئيس أميركي أن خاطب زعيماً عربيّاً بهذا القدر من الحفاوة والتمجيد. فقال عن الأمير محمّد بن سلمان إنّه 'رجل عظيم'، 'أحبّه كثيراً'، 'أفعل أيّ شيء من أجله'، و'لا يشبهه أحد'، و'لا ينام الليل من أجل بلاده'. تعلن هذه العبارات بلا مواربة تبدّلاً في المعايير الأميركية التي ستحكم المنطقة، وحلفاً تاريخيّاً مع 'أهل السنّة' في المنطقة، بعدما كانت 'الإدارة السابقة تعطي المليارات لإيران كي تموّل الميليشيات التي تقصف جيرانها'، كما قال ترامب. رئيسٌ يهين نتنياهو… ويُمجّد بن سلمان هو نفسه الرئيس الذي لطالما أهان رؤساء وحلفاء. فقد أهان رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو داخل البيت الأبيض حين كان يعلن تحضيرات بلاده لضرب المفاعل النووي الإيراني، فباغته ترامب بأن أبلغه أمام الكاميرات أنّه يتفاوض مع إيران. وأضاف أنّ أيّ مشكلة بينه وبين رئيس تركيا رجب طيب إردوغان: 'أنا أحلّها… إذا كنتَ منطقيّاً'. هو نفسه الرئيس الذي أهان رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، الرجل الذي وقف الغرب كلّه خلفه في معركته ضدّ فلاديمير بوتين. جاء ترامب وكسر هيبته واحترامه أمام كاميرات التلفزيونات ليجبره على إنهاء الحرب والتنازل أمام روسيا. رئيس يهين نتنياهو رمز الصهيونية، ويهين زيلينسكي، الرجل الأكثر تقديراً في أوروبا وحارس أسوارها من وحشيّة بوتين، هو نفسه يتحدّث لساعة عن 'عظمة' محمّد بن سلمان ومحوريّته في 'العصر الذهبي لأميركا والشرق الأوسط'. هذا خطاب تاريخيّ. وسيكون مرجعاً لكلّ ما سيجري في منطقتنا خلال السنوات الكثيرة المقبلة.

خبير تربوي: استخدام المساجد في التعليم يحسن أخلاقيات الطلاب ويصلح المجتمع
خبير تربوي: استخدام المساجد في التعليم يحسن أخلاقيات الطلاب ويصلح المجتمع

صدى البلد

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • صدى البلد

خبير تربوي: استخدام المساجد في التعليم يحسن أخلاقيات الطلاب ويصلح المجتمع

أكد الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة ، أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاستفادة من المساجد في العملية التعليمية، تأتي لتؤكد على مجموعة من الأهداف والفوائد المهمة: استعادة الدور التربوي الشامل للمسجد كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. تحقيق التكامل بين جميع المؤسسات التربوية فالمسجد مؤسسة تربوية مهمة وفاعلة. يعمل ذلك على زيادة ربط الطلاب بالمسجد ويساعد على تقوية السلوك الإيجابي والأخلاقي. يسهم في مواجهة وتقليل حدة العديد من المشكلات التي تواجه العملية التعليمية وعلى رأسها الكثافة. إستعادة مكانة المسجد في قلوب وعقول الطلاب ودوره في إصلاح المجتمع والمساهمة في حل مشكلاته وقضاياه. سوف يعمل ذلك أيضا على زيادة وعي الطلاب بأهمية الدين وتطوير وعيهم الديني من خلال ربط الدين بالحياة حيث يرى الطلاب المسجد وهو مؤسسة دينية تؤدي دورا في تعليم وتثقيف الطلاب وإعدادهم للحياة وهو ما يعكس أهمية هذه الخطوة في ربط الدين بواقع الحياة. سوف يزداد تبعا لذلك الاهتمام بالتربية الوجدانية والتي تمثل ركنا أساسيا من أركان العملية التعليمية وسوف تزداد فعاليتها . وكانت قد تشرفت وزارة الأوقاف أمس بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفل تخريج دورة الأئمة الثانية (دورة الإمام محمد عبده) عقب تأهيلهم لدى الأكاديمية العسكرية المصرية على مدار ستة أشهر، وذلك بمركز المنارة في التجمع الخامس. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لوزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية: "احنا عندنا مساجد كتيرة جدا وعندنا في نفس الوقت حجم قليل من المدارس، وكان أيام النبي صلى الله عليه وسلم، تستخدم في كل شؤون الدنيا"، مردفا: "النهاردة ليه ما بنستفدش من المساجد الموجودة، ونعلم فيها ولادنا ، نعمل مدرسة ونعمل جامع، وممكن أعمل الجامع ويبقى جواه المدرسة". كما وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة مهمة للأئمة في احتفال الأكاديمية والوزارة الأوقاف بتخريج الدفعة، وفي ما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم أبنائي الخريجين من الأئمة الكرام، السيدات والسادة الحضور… نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي. وكنت قد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يُعنى بصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراساً للوعي، متمكناً من البيان، بارعاً في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة. وها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقَّوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت. السادة الحضور … أبنائي الأئمة في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسئولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم. وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة. ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب؛ بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور. واليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره. وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة. وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد. ختامًا… أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا. وفقكم الله جميعًا، وبارك في جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد انتهاء الرئيس من كلمته المكتوبة، وجه عدة رسائل تحمل رؤية الدولة في إعداد إنسان متوازن ومسئول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع، مشيرًا إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطي كنموذج يحتذى به، إذ حاز علومًا متعددة وأتقنا فأنتج ١١٦٤ كتابًا في حياته التي لم تزد عن ٦٢ عامًا. وأكد الرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع؛ بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ، وضرب مثالًا على ذلك بحسن استغلال المساجد والارتقاء برسالتها، وترسيخ القيم التي تحض على محاسن الأخلاق كحُسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت. واختتم الرئيس حديثه بتأكيد أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، بما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكدًا سيادته أن الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة؛ إلى جانب الدراسات الدينية والعربية التخصصية التي تولت وزارة الأوقاف اختيار محتوياتها وأساتذتها. وعقب انتهاء الكلمة، تقدم الرئيس بخالص التعازي لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان؛ مؤكدًا أن الانسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store