
أوروبا تعاقب إسرائيل
لم يعد العالم قادراً على الصمت، أو الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة تجاه حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فالمجازر اليومية وحرب التجويع والتدمير والتهجير التي تتناقل صورها وتتردد أخبارها عبر العالم، تجاوزت كل ما يمكن أن يقال عن حروب وحشية أدمت وجه البشرية، وانتهكت كل القيم الإنسانية.
العالم كله، بما في ذلك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يعد قادراً على السكوت تجاه سياسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المصممة على إبادة سكان غزة، من خلال القتل والتجويع والحصار ومنع المساعدات الإنسانية من طعام ودواء ومياه.
لم تعد إسرائيل في نظر الغرب «واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط»، ولا الدولة التي ينظر إليها على أنها «النموذج الغربي» الذي يمكن الدفاع عنه، أو تصديق سرديتها الأسطورية حول الحق التاريخي في أرض الميعاد، وأن الجيش الإسرائيلي هو «الأكثر أخلاقية في العالم»، أو لها «الحق في الدفاع عن نفسها»، ذلك أن حربها ضد قطاع غزة كشفت حقيقتها كدولة «مارقة» لا تعترف بالقانون الدولي الإنساني، ولا بالشرعية الدولية وقراراتها، ولا بحقوق الإنسان، ولا بالمجتمع الدولي. وما أكده يائير غولان رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي بأن إسرائيل «تقتل الأطفال كهواية»، وأنها في طريقها كي تصبح «دولة منبوذه بين الأمم كما كانت جنوب إفريقيا من قبل»، يكشف عن وجه إسرائيل الحقيقي ويفضح جرائم حرب الإبادة التي تمارسها، ويميط اللثام عما يقترفه الجيش الإسرائيلي من قتل متعمد للأطفال.
ولكل ذلك، تواجه إسرائيل، لأول مرة في تاريخها، رفضاً واسعاً لجرائمها الممنهجة يتجاوز بيانات الشجب والإدانة، باتخاذ مواقف إجرائية عقابية كخطوة أولى، إذا لم ترتدع وتحترم الالتزام بحقوق الإنسان.
بعد البيان المشترك غير المسبوق الذي أصدرته فرنسا وبريطانيا وكندا، والذي أكدت فيه أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء «الأفعال المشينة» للحكومة الإسرائيلية، وهددت بفرض عقوبات على إسرائيل في حال لم توقف عملياتها العسكرية في غزة، وفي حال لم ترفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية، وبعد البيان الذي صدر عن 22 دولة أوروبية إضافة إلى كندا واليابان وأستراليا، وطالبت فيه «بدخول المساعدات بشكل فوري وكامل إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة»، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس، لبحث مقترح هولندي بتعليق اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد، في تفعيل للمادة الثانية من الاتفاقية التي تنص على أن العلاقات بين الطرفين يجب أن تُبنى على «مبدأ احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية». فيما أعلنت بريطانيا أمس تعليق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرض عقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية. والملفت أن المشروع صاغته هولندا التي كانت تعتبر حليفة لإسرائيل.
وقرر الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية الشراكة، ما سيشكل ضربة قاصمة للاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد على 31 بالمئة من وارداته و24 بالمئة من صادراته على الاتحاد الأوروبي. إذ بلغت صادرات إسرائيل في الربع الأول من العام 2024 نحو 4.27 مليار يورو، ما أدى لتدعيم الفائض التجاري لإسرائيل، فضلاً عن التمويلات البحثية التي تستفيد منها الجامعات الإسرائيلية، إذ تلقت نحو 126 مليون يورو من برامج أوروبية منذ بداية الحرب على غزة.
وهذا يعني أن أوروبا بدأت تتخلى عن دعمها لإسرائيل باتخاذ إجراءات مؤسساتية تعبيراً عن رفضها لسياسات حكومة نتنياهو، إضافة إلى تزايد أعداد الدول التي تعلن عزمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. إنها صحوة لها ما بعدها، إذ باتت إسرائيل في مواجهة أخطر أزمة سياسية منذ وجودها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
في ظل مأزق المفاوضات النووية.. هل تتهيأ إسرائيل لضرب إيران؟
ما كان يُنظر إليه في السابق كتكهنات عسكرية إسرائيلية، بات اليوم أقرب إلى الاحتمال القائم، في ظل انسداد أفق المفاوضات بين طهران وواشنطن، وانعدام الخطة البديلة، حسب تقارير وكالة "رويترز" وتصريحات مباشرة من المرشد الإيراني علي خامنئي. يرى الباحث السياسي في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" في واشنطن، حسين عبد الحسين، في مداخلة على قناة "سكاي نيوز عربية"، أن إيران لا تملك بالضرورة جبهة صلبة أو موحدة مع روسيا يمكن الركون إليها. فوفقًا لمنطقه التحليلي، فإن ما يُفترض أنه تحالف روسي–إيراني ليس أكثر من شراكة تكتيكية هشة، يمكن أن تتفكك في لحظة إذا ما اقترب أحد الطرفين من صفقة أكبر مع واشنطن. يقول عبد الحسين: "قد يحاول الرئيس بوتين أن يقول لترامب: تعالى نرمي إيران، وأنت تعطيني في أوكرانيا ما أريد، وأنا أعطيك في إيران ما تريد". في هذا التصريح، يكشف عبد الحسين عن ديناميكية جديدة في طريقة فهمه للتموضع الإيراني في الإقليم، ليس فقط كخصم لواشنطن أو تل أبيب، بل كـ"ورقة" يُمكن رميها في لعبة المقايضة الكبرى، حيث تتبدل الأولويات حسب مصلحة اللحظة. وهذا بالذات ما يُضعف موقف طهران التفاوضي، ويُحيلها إلى خانة "اللا خطة"، وفق ما أوردته رويترز على لسان مصادر إيرانية مطلعة. تصريحات عبد الحسين لم تقتصر على الجانب الروسي الإيراني، بل خاضت في دوافع القرار الإسرائيلي المحتمل بتوجيه ضربة عسكرية، وهو ما اعتبره أبعد من مجرد قرار سياسي تقليدي. فوفقًا له، فإن إسرائيل، بعكس الولايات المتحدة، تنظر إلى البرنامج النووي الإيراني بوصفه تهديدًا وجوديًا، لا تفاوضيًا. هذا الفارق المفاهيمي بين واشنطن وتل أبيب، يُنتج فارقًا في الحسابات: "إسرائيل لن تنتظر بالضرورة موافقة أميركية، وإذا شعرت أن إيران تحاول تحويل اليورانيوم إلى سلاح، فإنها ستضرب حتى لو كانت المفاوضات جارية". هنا يعيد عبد الحسين إلى الأذهان سابقة ضرب إسرائيل للمفاعل النووي العراقي في عام 1981، حين تحركت تل أبيب دون تنسيق مسبق مع واشنطن، رغم الأزمة السياسية التي أعقبت ذلك. إن استدعاء هذا المثال التاريخي ليس اعتباطيًا، بل يوحي بأن السوابق هي قاعدة إسرائيلية، وأن واشنطن، حتى إن أبدت امتعاضًا مؤقتًا، لن تُقاطع حليفتها الاستراتيجية طويلًا. يربط عبد الحسين، خلال حديثه توقيت أي ضربة إسرائيلية برغبة ترامب في إقناع الداخل الأميركي بأنه استنفد كل المسارات الدبلوماسية. فوفقًا له، فإن ترامب لن يمنح الضوء الأخضر قبل أن تُستنفد أوراق التفاوض، أو قبل أن تتبلور صفقة كبرى يمكن أن تُبرر أمام الرأي العام الأميركي: "ترامب لا يمكن أن يقوم بأي عمل عسكري قبل أن يُقنع الجمهور الأميركي بأنه استنفد كل الحلول". هذا التصور يُبرز البعد الداخلي الأميركي، ويعيد تسليط الضوء على حاجة ترامب إلى توازن معادلة القوة والشرعية. فهو من جهة يريد حسم الملف الإيراني ، لكنه لا يستطيع القفز مباشرة نحو التصعيد دون توفير مبررات سياسية داخلية تضمن التفافًا وطنيًا حوله، خاصة بعد عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية وسط انقسام سياسي عميق. يستخدم عبد الحسين توصيفًا لافتًا حين يصف المشهد السياسي بأنه "لعبة الكراسي الموسيقية"، في إشارة إلى أن الثلاثي (روسيا، إيران، أميركا) يدور في حلقة من التفاوض والمقايضات، حيث لا مقعد مضمون للجميع، والمطلوب من كل طرف أن يُضحي بورقة لصالح الحصول على مكاسب في جبهة أخرى: "السباق هو بين إيران وروسيا من سيحصل على مكاسب أكبر لدى ترامب على حساب الآخر". هذا الطرح يُفسر، وفقًا لقراءته، غياب موقف روسي صلب إلى جانب طهران إذا ما تعرضت الأخيرة لضربة. فموسكو، حسب هذا التصور، لا تمانع في التخلي عن إيران مؤقتًا إذا ضمنت مكاسب استراتيجية في الملف الأوكراني أو في اتفاق استراتيجي جديد مع واشنطن. الواقع الذي ترسمه تصريحات عبد الحسين يقود إلى استنتاج بالغ الأهمية: طهران لا تملك خطة بديلة واضحة، في حال فشلت مفاوضاتها مع واشنطن، وتعرضت منشآتها لهجوم. كل ما لدى النظام الإيراني اليوم هو خطاب تشدد بشأن "حق تخصيب اليورانيوم" وتصريحات تصعيدية من خامنئي، يقابلها هشاشة في التحالفات، وتحفظات روسية وصينية عند لحظة القرار. السؤال الحاسم اليوم لم يعد: "هل ستضرب إسرائيل؟" بل: "إذا ضربت، فهل تملك طهران ما يكفي لتنجو؟" في ضوء ما سبق، تبدو طهران أشبه بسفينة تقاوم عاصفة دون بوصلة. وفي لعبة المقايضات الكبرى، قد لا تكون فقط هي الهدف، بل الورقة الأضعف في يد من يفاوض على طاولة لا يجلس عليها.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
إعصار دبلوماسي يضرب إسرائيل.. نتنياهو في عين العاصفة
في الداخل، تتصاعد الأصوات المعارضة، والمظاهرات تملأ الشوارع، فيما تتساقط الانتقادات من قيادات سياسية وأمنية سابقة. أما في الخارج، فإن الساحة الدولية تزداد ضيقًا مع توالي الإدانات، واستدعاء السفراء، والتلميحات العلنية بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب الحرب في غزة. وفي وسط هذه الدوامة، تبرز تساؤلات ملحة، هل تستطيع المعارضة الإسرائيلية ، ومعها الضغوط الدولية، أن تغيّر من واقع الحال؟ أم أن نتنياهو برغم كل شيء لا يزال ممسكًا بمفاتيح السلطة، مستندًا إلى تحالفات يمينية متماسكة؟ وهل أصبح فعلاً عبئًا على إسرائيل، كما تصفه بعض الأصوات في الداخل والخارج؟ انقسام داخلي غير مسبوق: المعارضة تهاجم.. والشعب يسأل أحدث الهجوم الأعنف كان من رئيس حزب الديمقراطيين المعارض، الجنرال السابق يائير غولان ، الذي اتهم نتنياهو بـ"تمويل حماس بمليارات الدولارات" في مراحل سابقة، وبتعطيل صفقات إطلاق سراح الرهائن في سبيل البقاء في الحكم. وصف غولان سياسات الحكومة بأنها تميل إلى "الفاشية والتهجير الجماعي وقتل المدنيين"، مؤكدًا أن "الدول العاقلة لا تمارس الحروب كهواية". إلى جانب غولان، صعد وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون من لهجته، مشيرًا إلى أن نتنياهو "يقتل الفلسطينيين كمنهج أيديولوجي لا كاستراتيجية أمنية"، محذرًا من أن تلك السياسات "ستحول إسرائيل إلى دولة مارقة في نظر المجتمع الدولي". وذهب رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت إلى حد اعتبار ما يجري في غزة "جريمة حرب بلا هدف ولا أمل"، منتقدًا عجز الحكومة عن حماية أرواح المدنيين أو تحرير الرهائن. التصعيد اللافت من أولمرت، الذي لطالما مثل الجناح الأمني البراغماتي، يبرز حجم الأزمة التي تواجه نتنياهو حتى من داخل المؤسسة السياسية التقليدية. في هذا السياق، جاء تحليل الباحث في معهد ترومان للسلام في الجامعة العبرية روني شاكيد خلال حديثه الى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية ليضيف أبعادًا أعمق إلى المشهد، مؤكدًا أن "إسرائيل تعيش أخطر أزماتها السياسية والدبلوماسية منذ عقود"، مشيرًا في حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية إلى أن ما نشهده اليوم هو "مفترق طرق تاريخي". وشرح شاكيد كيف أن الإعلام الإسرائيلي يساهم في تغطية محدودة لما يجري في غزة، قائلًا: نحن لا نرى فعلا ما يحدث في غزة وما نشاهده هو فقط مجموعة من المشاهد واللقطات في ثوان معدودة. بينما الواقع هناك أعنف وأقسى. الصورة يجب أن تكون أقوى من كل الكلام". وأكد أن الرأي العام الإسرائيلي بدأ يطرح السؤال الأخطر: "لوين رايحين؟" وأن الحكومة لا تملك إجابة واضحة سوى "القضاء على حماس"، وهي عبارة يراها شاكيد "غامضة وعديمة الجدوى الاستراتيجية". نتنياهو بين المطرقة الدولية وسندان الحلفاء المنهارين الضغط الداخلي لم يأت وحيدًا. فخارج الحدود، انفجرت أزمة دبلوماسية مدوية بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على بعثة دبلوماسية في جنين، ما دفع دولًا أوروبية بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا إلى استدعاء سفراء إسرائيل. ورافق ذلك إدانات أوروبية غير مسبوقة، وبيانات مشتركة تطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما تحدثت نائبة رئيس الوزراء الإسباني عن ضرورة فرض عقوبات على إسرائيل، مشيرة إلى أن المجازر تُرتكب "على مرأى العالم". ولم تتوقف الضغوط عند أوروبا، إذ دعا الرئيس الكندي، ومعه الرئيس الفرنسي والبريطاني، إلى إنهاء الحرب. ورد نتنياهو باتهامهم بـ"منح جائزة لحماس"، في لغة تصعيدية أظهرت حجم التوتر الدبلوماسي. شاكيد يرى في هذا الاصطفاف الدولي لحظة حاسمة: "نتنياهو لا يستطيع تجاهل ما تقوله دول كفرنسا وكندا وبريطانيا. هذا الضغط سيكبر. والمشكلة أنه حتى أقرب حلفاء إسرائيل مثل ترامب لا يظهر دعماً مباشراً حالياً، بل ينتظر انتهاء الحرب ليبني موقفه". المعارضة تصعد.. لكن هل تمتلك أدوات التغيير؟ رغم الزخم الذي تحققه المعارضة، إلا أن التركيبة السياسية في الكنيست الإسرائيلي ما زالت تمنح نتنياهو أرجحية برلمانية. وفق ما أشار إليه شاكيد: "ليس هنالك صوت شجاع داخل الليكود قادر على مواجهته و رفع صوته." لكن المعارضة تأمل أن يتغير هذا الواقع في الانتخابات المقبلة، إذا استمرت الضغوط الداخلية والخارجية بالتصاعد، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية، وازداد الإحباط الشعبي. بين مأزق غزة والمأزق السياسي.. إسرائيل على مفترق حاد بات من الواضح أن بنيامين نتنياهو لا يواجه مجرد تحديات أمنية أو سياسية، بل أزمة مركبة تهدد شرعية وجوده السياسي داخليًا وخارجيًا. فالإدانات تتوالى، والاقتصاد يتأثر، والتحالفات تتصدع، والشارع يزداد احتقانًا، في وقت يتهم فيه خصومه بأنه يستغل الحرب للبقاء في الحكم. لكن المفارقة الأكبر، والتي قد تمثل المنعطف الأخطر، تكمن في أن صرخات المعارضة لم تعد تقتصر على اليسار أو الوسط، بل تشمل وجوهًا عسكرية وسياسية من النخبة الإسرائيلية التقليدية. وكلما طال أمد الحرب، كلما تعاظمت تلك الأصوات، وتراجعت شعبية نتنياهو.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
مساعدات غزة.. الأمم المتحدة تتسلّم حمولة 90 شاحنة
وبعد 3 أيام من إعلان إسرائيل استئنافها بصورة محدودة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، قال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، إنّ "الأمم المتّحدة تسلّمت يوم الأربعاء في 21 مايو حمولة نحو 90 شاحنة في معبر كرم أبو سالم وأرسلتها إلى غزة". وأعلنت إسرائيل أنّ مئة شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتّحدة دخلت إلى غزة الأربعاء، مشيرة إلى أنّ هذه الشاحنات محمّلة خصوصا بالدقيق وبأغذية للأطفال وبإمدادات طبية، وذلك بعد 93 شاحنة دخلت في اليوم السابق وحوالي 10 شاحنات دخلته الإثنين، اليوم الأول من استئناف إسرائيل إدخال المساعدات للقطاع المدمر. لكنّ دخول هذه الشاحنات إلى غزة لا يعني توزيع حمولتها تلقائيا إذ يتعيّن عليها أولا أن تفرغ حمولتها في منطقة التفريغ وإعادة التحميل حيث يتمّ لاحقا تحميل هذه الإمدادات على متن شاحنات أخرى موجودة أساسا في غزة لتوزيعها في سائر أنحاء القطاع. وكان دوغاريك أعلن في وقت سابق الأربعاء أنّ التأخير في عملية توزيع المساعدات يرجع إلى أنّ السلطات الإسرائيلية سمحت لفرق الأمم المتحدة "بالمرور عبر منطقة واحدة مزدحمة للغاية، وقد شعرنا أنها غير آمنة وأنّه من المرجح جدا أن تحدث عمليات نهب نظرا للحرمان المطوّل" من المساعدات في الأسابيع الأخيرة. لكن المتحدّث أعرب مع ذلك عن أمله في أن تتمكن أولى شاحنات المساعدات من الانطلاق مساء الأربعاء نحو مخازن الأمم المتحدة، قبل أن تتمكن من توزيع حمولتها على سكان القطاع المهددين بالمجاعة. ولا يزال حجم المساعدات التي دخلت إلى غزة والتي وصفتها الأمم المتحدة الإثنين بأنّها "قطرة في محيط" الاحتياجات، أقلّ بكثير من حجم المساعدات التي كانت تدخل إلى القطاع قبل مطلع مارس حين فرضت الدولة العبرية حصارا مطبقا على القطاع. وخلال وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يوما في بداية العام، دخلت 4000 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة كل أسبوع، وفقا للأمم المتحدة. وقبل اندلاع الحرب، كانت 500 شاحنة من المساعدات الإنسانية تدخل القطاع يوميا.