
إطلاق مشروع للأبحاث الزراعية في بعقلين هاني: لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة
وطنية- أطلقت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية (LARI) اليوم مشروع "AGRILAB" في محطة بعقلين، برعاية وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، وبالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وبدعم من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ).
شارك في الحفل المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال فرام، ورئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني المهندس يحيى أبو كرم، وممثلون عن GIZ، إضافة إلى حشد من رؤساء التعاونيات الزراعية والمزارعين من المنطقة.
والقى افرام اعتبر فيها أن "محطة بعقلين تشكّل حجر زاوية في خدمة المزارعين في منطقة الشوف ومحيطها"، معلنًا أن "مصلحة الأبحاث بصدد إنشاء مركز جديد في عاليه لتوسيع نطاق الخدمات المخبرية والإرشادية، بما يتكامل مع أهداف المشروع". مؤكدا أن "هذه المراكز تمثّل رافعة علمية لتطوير الزراعة اللبنانية، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية".
هاني
من جهته، أكد الوزير هاني أن "مشروع AGRILAB يُجسّد رؤية الوزارة لتطوير قطاع زراعي عصري ومتين".
اضاف: "لا زراعة منتجة دون علم، ولا تنمية مستدامة دون إرشاد. AGRILAB وهذا يترجم توجهنا نحو بناء زراعة متطورة تستند إلى التحليل الدقيق والقرارات المدروسة. معلنا في السياق عن "إطلاق منصة رقمية ذكية في منتصف أيار، تُقدّم المعلومات والخدمات الإرشادية للمزارعين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. المشروع يأتي ضمن أولويات العمل للوزارة خلال عامي 2025 – 2026، والمبنية على أربع ركائز محورية، هي: إعادة تأهيل القطاع الزراعي المتضرر جراء الأزمات والكوارث، فتح أسواق تصديرية جديدة وتسهيل تسويق المنتجات اللبنانية، تعزيز الإرشاد الزراعي كأداة لرفع جودة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي، واعتماد ممارسات زراعية مستدامة توفّر المياه وتتكيف مع التغيرات المناخية".
وختم مشددا على "أهمية تعميم هذه المبادرات في مختلف المناطق اللبنانية، داعيًا إلى "تكريس ثقافة العلم في الزراعة، فمحطة بعقلين كانت ولا تزال رافعة أساسية للزراعة في الشوف، وخاصة في مجال فحص التربة".
كما أشاد بجهود فريق مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في كافة المناطق، مؤكدًا أن" دمج البحث العلمي بالميدان الزراعي يشكّل حجر الأساس لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة".
وتبع ذلك جولة ميدانية داخل المختبر للاطّلاع على القدرات التقنية التي يوفرها المشروع لخدمة القطاع الزراعي في الشوف، وتقديم الدعم الفني للمزارعين من خلال أدوات علمية دقيقة تسهم في اتخاذ قرارات زراعية سليمة.
ويُعد "AGRILAB" نموذجًا للتعاون الدولي الهادف إلى تمكين المجتمعات الزراعية المحلية، وتحقيق التنمية المستدامة، تحت شعار: "معًا نحو زراعة أفضل... لنترك وطننا أخضر لأجيالنا القادمة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 18 ساعات
- الديار
جامعة الروح القدس افتتحت نسخة الشرق الأوسط من "الأيام البحثية لدراسات الدكتوراه"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب افتتحت جامعة الروح القدس – الكسليك النسخة الثالثة من "الأيام البحثية لدراسات الدكتوراه، نسخة الشرق الأوسط 2025"، في حرمها الرئيسي في الكسليك، من تنظيم المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة، برعاية وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين وحضورها، وبدعم من وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، خرّيج جامعة الروح القدس – الكسليك، الذي سيلقي كلمة في ختام اليوم الأخير من الفعالية. شارك في حفل الافتتاح، إلى جانب الوزيرة الزين، ممثلة وزير الزراعة، رئيسة مصلحة الصناعات الزراعية في وزارة الزراعة المهندسة مريم عيد، ورئيس الجامعة الأب الدكتور طلال هاشم، وعميدة معهد الدكتوراه البروفسورة رانيا سلامة، إلى جانب عدد من الآباء وأعضاء مجلس الجامعة، والباحثين والدكاترة وشخصيات دبلوماسية، وممثلين عن الجامعات المشاركة والداعمين والشركاء وطلاب الدكتوراه. تُعدّ "الأيام البحثية لدراسات الدكتوراه" مبادرة علمية رائدة هي الأولى من نوعها في الجامعات اللبنانية، أطلقتها جامعة الروح القدس - الكسليك بهدف دعم طلاب الدكتوراه، وتسليط الضوء على أبحاثهم ومساهماتهم العلمية. ويمتد الحدث على مدى ثلاثة أيام، يجتمع خلالها طلاب دراسات عليا من مختلف الاختصاصات والمؤسسات الأكاديمية في لبنان والمنطقة، في مساحة حوارية تهدف إلى تبادل المعرفة وتعزيز التعاون البحثي. ويمثل هذا الحدث منصة متقدمة لعرض نتائج الأبحاث ومناقشتها بين الزملاء والأكاديميين والخبراء، مما يسهم في تطوير قدرات الباحثين الشباب، وتشجيعهم على الانخراط في بيئة علمية نشطة وعابرة للتخصصات. كما يسعى إلى تعزيز التواصل بين المختبرات والمراكز البحثية داخل لبنان وخارجه. وقد اكتسبت هذه المبادرة بعدًا وطنيًا وإقليميًا متناميًا خلال نسختيها السابقتين، وشهدت هذا العام مشاركة واسعة من نخبة الجامعات في لبنان والشرق الأوسط، وهي: جامعة الأردن، جامعة عين شمس، جامعة سنغور في الإسكندرية، الجامعة الفرنسية في مصر، جامعة الشارقة (الإمارات العربية المتحدة)، جامعة قبرص، الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU)، الجامعة اللبنانية (UL)، جامعة القديس يوسف (USJ)، جامعة بيروت العربية (BAU)، جامعة البلمند، جامعة الحكمة، الجامعة الأنطونية، جامعة سيدة اللويزة (NDU)، الجامعة العربية المفتوحة (A.O.U)، وجامعة الروح القدس – الكسليك (USEK). كما حظي الحدث هذا العام بدعم شركاء علميين ومؤسسات دولية مرموقة، منها: المركز الوطني للبحوث العلمية، الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي، جامعة حمد بن خليفة، مكتبة لبنان ناشرون، ومؤسستا "لابيز" و"نوميلاب". وإلى جانب العرض الأكاديمي، يشهد الحدث تكريمًا للمشاركين المتميزين من خلال جوائز علمية ومالية وفرص تنقل أكاديمي، ما يشكّل حافزًا إضافيًا على التميز والابتكار في البحث العلمي. في جوهرها، تهدف هذه المبادرة إلى ترسيخ ثقافة البحث العلمي، وتعزيز موقع لبنان كمركز أكاديمي إقليمي في مجال الدراسات العليا، والارتقاء بجودة الأبحاث الجامعية لتكون أكثر فعالية في معالجة التحديات الراهنة وتحفيز التفكير العلمي المسؤول في خدمة المجتمع والمنطقة.


النهار
منذ 6 أيام
- النهار
عالِمٌ لبنانيّ ربّما حلّ معضلة عمرها 125 عاماً... ماذا قال لـ "النهار"؟
"يجب أن نعلم وسوف نعلم". هذه كانت إحدى مقولات عالِم الرياضيّات الألمانيّ ديفيد هيلبرت (1862-1943) وقد كُتبت على ضريحه لتخليد ذكراه، كما لتأكيد حتميّات الفهم الموضوعيّ للواقع، في مقابل التشكيك الفلسفيّ الراسخ بإمكانيّة أن يفهم الإنسان الحقيقة. ويبدو أنّ فريقاً من العلماء، أحدهم لبناني، اقترب من تحقيق بعض أمنيات هيلبرت، بعد 125 عاماً. لكن ألم تتأكد بعض النظريّات الفيزيائيّة بعد عقود من صياغتها؟ بوزون هيغز، أو " جسيم الرب" مثلاً، تأكّد بعد نحو 50 عاماً على تقديم بيتر هيغز ورقته البحثيّة عن الجسيم الشهير الذي يفسّر كيفية اكتساب الجسيمات كتلتها. كذلك، إنّ الموجات الثقاليّة التي تنبّأ بها أينشتاين، والذي جمعته علاقة زمالة مع هيلبرت (وربما توتّر عابر بسبب التنافس حول صياغة النسبية العامة)، اكتُشفت بعد نحو 100 عام على التنبؤ بها. لكن ماذا عن حلّ "المشكلة" أو "المسألة السادسة" والذي نشره كلٌّ من أستاذ الرياضيّات في جامعة شيكاغو يو دانغ، وأستاذي الرياضيّات في جامعة ميشيغان تشياو ما وزاهر هاني في خدمة "أركايف" لما قبل الطباعة؟ في اتّصال هاتفيّ، يشرح الدكتور هاني لـ "النهار" أساس المشكلة السادسة لهيلبرت ومقاربة فريقه للحلّ المقترح كما لانعكاساته على الحياة العمليّة. بدأ ذلك بخطاب شهير سنة 1900، اقترح هيلبرت أمام مؤتمر لعلماء الرياضيّات في باريس مجموعة من المسائل المستعصية التي ينبغي أن تمثّل التوجيهات العامّة للعلماء في القرن العشرين. واحدة منها هي المسألة السادسة. تقوم المسألة على إيجاد axioms أو مسلّمات/بديهيّات تستند إليها الفيزياء. من هذه المسلّمات مثلاً قوانين نيوتن للحركة. أراد هيلبرت أن تكون هذه القوانين هي القاعدة التي يَستنتج منها العلماء قواعد أخرى للفيزياء مثل الفيزياء الإحصائيّة أو قوانين حركة السوائل والغازات، والتي تُعرف أيضاً باسم ميكانيكا الموائع (fluids). لهذه القوانين تطبيقات يوميّة عمليّة تساعدنا مثلاً في فهم الأرصاد الجوّيّة أو ضغط الهواء الذي يتيح للطائرات التحليق وغيرها من الأمثلة. 3 نظريّات تحدّث هاني عن ثلاث نظريّات تشرح قوانين حركة السوائل. الأولى، على المستوى المِجهريّ (microscopic)، تحديداً على صعيد الجسميات، وتستند إلى قوانين نيوتن للحركة التي تفسّر مساراتها. عندما يرتفع العلماء إلى مستوى أعلى أو أعمّ، وهو مستوى شبه مجهريّ (mesoscopic)، يلجأون إلى معادلة وضعها عالم الفيزياء النمساويّ لودفيغ بولتزمان. تشرح المعادلة السلوك "المحتمل" لجسيم "نمطي" وهي تتعامل بشكل أكبر مع اتجاهات أعلى. تسمح هذه المعادلة باحتساب كمّيّات مثل الزخم والتوصيل الحراري من دون التعامل مع الصدام المجهريّ. على مستوى أشمل أو عيانيّ (macroscopic)، ينظر العلماء إلى السوائل لا بصفتها جسيمات منفصلة بل باعتبارها مادّة واحدة مستمرّة، (كما في حالة حركة النهر) وتحكم هذا العالمَ معادلاتٌ عدّة من بينها معادلة العالم السويسري ليونهارد أويلر والمعادلة الثنائيّة لعالم الفيزياء الفرنسيّ كلود لوي نافييه وعالم الرياضيات الآيرلندي جورج غابريال ستوكس والمعروفة باسم معادلة "نافييه-ستوكس". الهدف انصبّ عمل هاني وزميليه على إيجاد قانون يوحّد المستويات الثلاثة. ليس معنى هذا أنّ هاني وزميليه كانوا أول من عالج هذه المسألة. عمل كثر على حلّ المشكلة السادسة لهيلبرت طوال الـ 125 عاماً الماضية. تمّ التوصل إلى حلّ مبدئيّ في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، حين فُهم الرابط بين عالمي الـ mesoscopic والـ macroscopic أو الرابط بين معادلتي بولتزمان ونافييه-ستوك. أضاف هاني أنّ المشكلة الفعليّة ارتبطت بين مستويي الـ microscopic والـ mesoscopic أو بين قوانين نيوتن للحركة وقوانين بولتزمان. وأصدر الفريق ورقته بناء على التطورات التي شهدتها الأبحاث في هذا المجال طوال نصف القرن الماضي. على سبيل المثال، وفي سنة 1975، تم التوصل إلى فهم رابط نيوتن-بولتزمان على نطاق زمنيّ ضئيل جداً (أقل من ثانية واحدة). بسبب قصر هذه الفترة الزمنية، كان من المستحيل على العلماء الربط بين النظريات الثلاث. أين أصبحت مراجعة الورقة الآن؟ نشر الفريق ورقتين. واحدة في آب/أغسطس 2024 وعالجت قضيّة الرابط بين مستويي نيوتن وبولتزمان، وثانية في آذار/مارس 2025، وأثبتت العلاقة بين مستويي بولتزمان ونافييه-ستوك. الورقة الأولى أكثر نوعيّة في فهم كيف يمكن توحيد النظريات الثلاث، بما أنّها تستند إلى مسلّمة قوانين نيوتن للحركة. تخضع الورقتان للمراجعة حاليّاً، وعادة ما تستغرق المراجعة نحو عام، خصوصاً أنّ الورقتين تشتملان على أكثر من 200 صفحة. هل تشبه هذه النظريّة مسعى العلماء إلى توحيد الجاذبيّة والنموذج المعياريّ؟ على الصعيد المعنويّ، يجيب زاهر، ثمّة دوماً بحث للعلماء حول النظريّات الموحّدة في المجالات العلميّة المختلفة. هذا التوحيد هو الدافع الأساسيّ للباحثين في مجال الفيزياء النظريّة، كما هي الحال مع العلماء المهتمين بتوحيد النسبيّة العامّة مع النموذج المعياريّ. وهذه هي أول أهمّيّة للورقتين. والأهمّيّة الثانية التي ستستغرق بعض الوقت كي تتجلّى هي انعكاسات الورقة على التكنولوجيا التي تُعنى بالحياة العمليّة مثل الأحوال الجوّيّة وعالم الطيران. وقد استقبل هاني منذ فترة قصيرة مهندسين مهتمّين ومتخصّصين في شؤون الفضاء يدرسون الغلاف الجوّي العلوي وعلم الفضاء الفلكي. أمّا على مستوى الأهمّيّة الثالثة، فمن المتوقع أن تساعد الدراسة في فهم نقطة "التفرّد" singularity التي تحدث في الفضاء، كما هو الحال على سبيل المثال، عند اختراق مقاتلة نفّاثة جدار الصوت. فهذه النقطة تبطل فهمنا لما يجري في حركة السوائل على مستوى نافييه-ستوك، بالرغم من أنّ فهم الصورة المجهرية يظلّ صالحاً.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
عالم لبناني ربّما حل معضلة عمرها 125 عاماً.. إليكم التفاصيل!
"يجب أن نعلم وسوف نعلم". هذه كانت إحدى مقولات عالِم الرياضيّات الألمانيّ ديفيد هيلبرت (1862-1943) وقد كُتبت على ضريحه لتخليد ذكراه، كما لتأكيد حتميّات الفهم الموضوعيّ للواقع، في مقابل التشكيك الفلسفيّ الراسخ بإمكانيّة أن يفهم الإنسان الحقيقة. ويبدو أنّ فريقاً من العلماء، أحدهم لبناني، اقترب من تحقيق بعض أمنيات هيلبرت، بعد 125 عاماً. لكن ألم تتأكد بعض النظريّات الفيزيائيّة بعد عقود من صياغتها؟ بوزون هيغز، أو "جسيم الرب" مثلاً، تأكّد بعد نحو 50 عاماً على تقديم بيتر هيغز ورقته البحثيّة عن الجسيم الشهير الذي يفسّر كيفية اكتساب الجسيمات كتلتها. كذلك، إنّ الموجات الثقاليّة التي تنبّأ بها أينشتاين، والذي جمعته علاقة زمالة مع هيلبرت (وربما توتّر عابر بسبب التنافس حول صياغة النسبية العامة)، اكتُشفت بعد نحو 100 عام على التنبؤ بها. لكن ماذا عن حلّ "المشكلة" أو "المسألة السادسة" والذي نشره كلٌّ من أستاذ الرياضيّات في جامعة شيكاغو يو دانغ، وأستاذي الرياضيّات في جامعة ميشيغان تشياو ما وزاهر هاني في خدمة "أركايف" لما قبل الطباعة؟ في اتّصال هاتفيّ، يشرح الدكتور هاني لـ "النهار" أساس المشكلة السادسة لهيلبرت ومقاربة فريقه للحلّ المقترح كما لانعكاساته على الحياة العمليّة. بدأ ذلك بخطاب شهير سنة 1900، اقترح هيلبرت أمام مؤتمر لعلماء الرياضيّات في باريس مجموعة من المسائل المستعصية التي ينبغي أن تمثّل التوجيهات العامّة للعلماء في القرن العشرين. واحدة منها هي المسألة السادسة. تقوم المسألة على إيجاد axioms أو مسلّمات/بديهيّات تستند إليها الفيزياء. من هذه المسلّمات مثلاً قوانين نيوتن للحركة. أراد هيلبرت أن تكون هذه القوانين هي القاعدة التي يَستنتج منها العلماء قواعد أخرى للفيزياء مثل الفيزياء الإحصائيّة أو قوانين حركة السوائل والغازات، والتي تُعرف أيضاً باسم ميكانيكا الموائع (fluids). لهذه القوانين تطبيقات يوميّة عمليّة تساعدنا مثلاً في فهم الأرصاد الجوّيّة أو ضغط الهواء الذي يتيح للطائرات التحليق وغيرها من الأمثلة. 3 نظريّات تحدّث هاني عن ثلاث نظريّات تشرح قوانين حركة السوائل. الأولى، على المستوى المِجهريّ (microscopic)، تحديداً على صعيد الجسميات، وتستند إلى قوانين نيوتن للحركة التي تفسّر مساراتها. عندما يرتفع العلماء إلى مستوى أعلى أو أعمّ، وهو مستوى شبه مجهريّ (mesoscopic)، يلجأون إلى معادلة وضعها عالم الفيزياء النمساويّ لودفيغ بولتزمان. تشرح المعادلة السلوك "المحتمل" لجسيم "نمطي" وهي تتعامل بشكل أكبر مع اتجاهات أعلى. تسمح هذه المعادلة باحتساب كمّيّات مثل الزخم والتوصيل الحراري من دون التعامل مع الصدام المجهريّ. على مستوى أشمل أو عيانيّ (macroscopic)، ينظر العلماء إلى السوائل لا بصفتها جسيمات منفصلة بل باعتبارها مادّة واحدة مستمرّة، (كما في حالة حركة النهر) وتحكم هذا العالمَ معادلاتٌ عدّة من بينها معادلة العالم السويسري ليونهارد أويلر والمعادلة الثنائيّة لعالم الفيزياء الفرنسيّ كلود لوي نافييه وعالم الرياضيات الآيرلندي جورج غابريال ستوكس والمعروفة باسم معادلة "نافييه-ستوكس". انصبّ عمل هاني وزميليه على إيجاد قانون يوحّد المستويات الثلاثة. ليس معنى هذا أنّ هاني وزميليه كانوا أول من عالج هذه المسألة. عمل كثر على حلّ المشكلة السادسة لهيلبرت طوال الـ 125 عاماً الماضية. تمّ التوصل إلى حلّ مبدئيّ في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، حين فُهم الرابط بين عالمي الـ mesoscopic والـ macroscopic أو الرابط بين معادلتي بولتزمان ونافييه-ستوك. أضاف هاني أنّ المشكلة الفعليّة ارتبطت بين مستويي الـ microscopic والـ mesoscopic أو بين قوانين نيوتن للحركة وقوانين بولتزمان. وأصدر الفريق ورقته بناء على التطورات التي شهدتها الأبحاث في هذا المجال طوال نصف القرن الماضي. على سبيل المثال، وفي سنة 1975، تم التوصل إلى فهم رابط نيوتن-بولتزمان على نطاق زمنيّ ضئيل جداً (أقل من ثانية واحدة). بسبب قصر هذه الفترة الزمنية، كان من المستحيل على العلماء الربط بين النظريات الثلاث. أين أصبحت مراجعة الورقة الآن؟ نشر الفريق ورقتين. واحدة في آب 2024 وعالجت قضيّة الرابط بين مستويي نيوتن وبولتزمان، وثانية في آذار 2025، وأثبتت العلاقة بين مستويي بولتزمان ونافييه-ستوك. الورقة الأولى أكثر نوعيّة في فهم كيف يمكن توحيد النظريات الثلاث، بما أنّها تستند إلى مسلّمة قوانين نيوتن للحركة. تخضع الورقتان للمراجعة حاليّاً، وعادة ما تستغرق المراجعة نحو عام، خصوصاً أنّ الورقتين تشتملان على أكثر من 200 صفحة. هل تشبه هذه النظريّة مسعى العلماء إلى توحيد الجاذبيّة والنموذج المعياريّ؟ على الصعيد المعنويّ، يجيب زاهر، ثمّة دوماً بحث للعلماء حول النظريّات الموحّدة في المجالات العلميّة المختلفة. هذا التوحيد هو الدافع الأساسيّ للباحثين في مجال الفيزياء النظريّة، كما هي الحال مع العلماء المهتمين بتوحيد النسبيّة العامّة مع النموذج المعياريّ. وهذه هي أول أهمّيّة للورقتين. والأهمّيّة الثانية التي ستستغرق بعض الوقت كي تتجلّى هي انعكاسات الورقة على التكنولوجيا التي تُعنى بالحياة العمليّة مثل الأحوال الجوّيّة وعالم الطيران. وقد استقبل هاني منذ فترة قصيرة مهندسين مهتمّين ومتخصّصين في شؤون الفضاء يدرسون الغلاف الجوّي العلوي وعلم الفضاء الفلكي. أمّا على مستوى الأهمّيّة الثالثة، فمن المتوقع أن تساعد الدراسة في فهم نقطة "التفرّد" singularity التي تحدث في الفضاء، كما هو الحال على سبيل المثال، عند اختراق مقاتلة نفّاثة جدار الصوت. فهذه النقطة تبطل فهمنا لما يجري في حركة السوائل على مستوى نافييه-ستوك، بالرغم من أنّ فهم الصورة المجهرية يظلّ صالحاً. جورج عيسى- النهار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News