"الشؤون الإسلامية" بجازان تنفذ أكثر من 460 جولة ميدانية لصيانة عدد من الجوامع والمساجد بالمنطقة
نفّذ فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة جازان، خلال شهر محرم لعام 1447ه، (461) جولة ميدانية فنية لصيانة عدد من الجوامع والمساجد بالمنطقة، قام بها فريق فني مختص من الفرع وإدارات المساجد التابعة لها.وشملت أعمال الصيانة معالجة الأعطال الكهربائية وأعمال السباكة، وإصلاح أعطال أجهزة التكييف، وصيانة أنظمة الصوت الداخلية والخارجية، وتعديل مستويات الصوت، إلى جانب معالجة الملاحظات الفنية الأخرى.
وجاءت هذه الجولات ضمن الخطة التشغيلية للفرع لمتابعة جاهزية المساجد والجوامع وتلبية احتياجاتها الفنية والتقنية، بما يسهم في تحسين جودتها ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمصلين، وتحقيق رسالة الوزارة في العناية ببيوت الله وصيانتها ونظافتها..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 24 دقائق
- بوابة الأهرام
بين «الوعى المفقود» و«مكان تحت الشمس»!
وقت أن كانت مصر تغلى فى مطلع السبعينيات من القرن الماضي.. كتب «توفيق الحكيم» بضع صفحات وضع لها عنوان «عودة الوعي» وفوجئ بتسريبها ونشرها على أنها كتاب من تأليفه.. فجر الكتاب الذى حقق انتشارا واسعا, معركة حامية وصاخبة.. لأن «محمد عودة» قرر الرد على ما تناوله «توفيق الحكيم» بكتاب «الوعى المفقود» الذى انتشر بما لا يقل عن انتشار كتابه «عودة الوعي».. وبقى الكتابان جديران بالقراءة والمناقشة حتى وقتنا هذا.. خاصة لدى «القلة المنحرفة» التى استمرت تقرأ فى زمن الصورة – تيك توك ويوتيوب – وبعد أن فرض «تويتر» سطوته قبل أن يصبح اسمه «اكس» بعد «صفقة» استثمارية!. أدرك «يوسف إدريس» خطورة «تسطيح الوعي» ونشر «التجهيل» بتزييف التاريخ, فكتب سلسلة مقالات على صفحات «الأهرام» كان عنوانها «أهمية أن نتثقف يا ناس».. دق من خلالها أجراس الإنذار محذرا من خطورة إهمال الكتاب, وانقطاع التواصل بين المثقفين والرأى العام.. وفى مطلع التسعينيات انتهى «محمود عوض» من كتابه الرائع «وعليكم السلام» الذى تصدى به لأولئك الذين أسميهم «أئمة التطبيع» الذين يشتبكون مع «أئمة الوطنية»، وكلاهما لا يقدم غير صراخ وشعارات زاعقة.. تحولت إلى قنابل دخان أخذتنا بعيدا عن الحقائق والتاريخ الحقيقى والصحيح لكل ما يدور حولنا فى مصر وعالمنا العربي.. وظهر «أنصاف مثقفين» قدموا أنفسهم على أنهم «مفكرون» لهذا الزمان البائس!. تشغلنى هذه المحطات البارزة باعتبارها أصبحت فى خبر كان.. كما أصبح كتاب «ممنوع من التداول» الذى قام بتأليفه «محمود عوض» عقب نكسة 1967 فى خبر كان.. تذكرت كل هذه العناوين, خلال تقليب أوراق قديمة.. كان بينها تفاصيل لقاء جمعنى مع «اللواء محمد العصار» عليه رحمة الله فى مكتبه وقت أن كان وزيرا للإنتاج الحربي.. حينها ناقشنا ما يمكن أن نذهب إليه باستمرار عجلة «تسطيح الوعي», فحدثته عن كتاب «وعليكم السلام» الذى صارحنى بأنه لم يقرأه.. أهديته نسخة من الكتاب.. طلبنى بعدها بيومين ليداعبنى بأنه لن يأخذ منى كتبا بعد ذلك, لأنه استغرق مع «محمود عوض» وكتابه دون نوم حتى انتهى منه!. قبل عامين فوجئت الدنيا بانفجار الصراع العربى – الإسرائيلى من بوابة «طوفان الأقصي» على أرض «غزة» لتشهد الدنيا أخطر جولات هذا الصراع, وأكثرها وحشية ودموية.. ربما لأن أنهار الدم التى تسيل, فجرت فيضانات غضب فى أرجاء المعمورة من مشرقها إلى مغربها!! مازال الدم يسيل والمجازر التى ترتكبها إسرائيل تتواصل ويتم نقلها بالصوت والصورة.. والمذهل أن من يقدم نفسه كوسيط – الولايات المتحدة الأمريكية – يتولى رعاية كل جرائم القتل.. بل يقدم كل ألوان الأسلحة والذخائر, التى تحصد أرواح الأطفال والنساء والشيوخ من الفلسطينيين وأشقاء من لبنان واليمن وسوريا.. بينما قادة هذا العالم الذى يصف نفسه بأنه «العالم الحر» يمارسون التواطؤ بالصمت.. أو عبر تصريحات فارغة المضمون, لامتصاص غضب شعوبهم التى وجدت نفسها فى صدمة مروعة, لأنهم كانوا قد صدقوا عن «إسرائيل» أنها «واحة الديمقراطية» وأنها تصارع «الإرهاب العربى – الإسلامي» حسب رؤيتهم التى ذاعت وسيطرت على عقول الأغلبية الساحقة فى الدنيا!. أخذتنى هذه الحالة إلى إعادة قراءة كتاب «مكان تحت الشمس» الذى ألفه «بنيامين نيتانياهو», وصب بين دفتيه كل السموم التى حولها إلى جرائم وأفعال فى محيط كيانه.. يقدم الكتاب شخصية وأفكار الرجل الذى يؤمن بما ورثه عن «أبيه» وما سمعه من «جده» وتعلمه من «جابوتنسكي».. الذى كان يؤمن بأن ما لا يتحقق بالقوة, يمكن أن يتحقق بمزيد من القوة.. ويؤمن بنظرية صاغها «موشى ديان» القائل بأن «إسرائيل يجب أن تكون كالكلب المسعور الذى يخشاه كل من حوله», معتقدا أن نظريته تقف على قدمين بعد حرب الأيام الستة.. حتى أدرك احتراق هذه النظرية على نار حرب الساعات الستة فى أكتوبر 1973, ليوافق بعدها قادة إسرائيل على «السلام» عندما طرحه الرئيس «أنور السادات» ليأخذوا هذا «السلام» إلى طريق «نيتانياهو» الذى يراه «فرض السلام بالقوة», وتحقيقه بالإبادة والتهجير وقتل كل من يتولى كشف الحقيقة, وإلقاء الضوء على زيف مزاعم إسرائيل وأكاذيبها!. أعتقد البعض أن «يوآف جالنت» وزير الدفاع الإسرائيلى السابق قد ارتكب سقطة عندما وصف الشعب الفلسطينى بأنهم «حيوانات بشرية».. وتحدث غيره كثيرون عن ضرورة إبادتهم.. والحقيقة أن هذه الأفكار وتلك النظرة يعتنقها «نيتانياهو» من عشرات السنوات.. فخلال عمله كسفير لبلاده فى الأمم المتحدة, نشر مقالا فى صحيفة «نيويورك تايمز» ذكر فيه أن: «السوريون عبارة عن صراصير تختبئ تحت الحجارة.. وتظهر عندما تقلب الحجر عنها»!!.. وأثار هذا التوصيف وقتها غضبا عربيا عارما.. لكن الزمن تغير ولم يعد عالمنا العربى يغضب!! ربما لأن «نيتانياهو» نجح فى فرض الخوف على محيط إسرائيل فى المنطقة.. وقد تكون هناك أسباب أخري.. وما يهمنا فى ضوء قراءة «مكان تحت الشمس» أن «نيتانياهو» هو الأصل.. أما «بن غفير» و«سموترتش» الذين يقال عنهما «متطرفين» ليسو أكثر من صورة باهتة من «الأصل» الذى يؤمن بإسرائيل الكبري.. فهو يرفض السلام والذين يؤمنون بإمكانية تحقيقه.. ويرى أن توسع إسرائيل ضرورة حتمية, ليحقق حلمه بأن يكون المؤسس الثانى لإسرائيل عندما تصبح كبرى وفق أساطيرهم!. الحقيقة أن العالم العربى يقف عند مفترق طرق.. كما أن إسرائيل وصلت إلى مفترق طرق.. وكل الذين اعتقدوا فى أن النظام الدولى قادر على ضبط إيقاع هذا الصراع, وجدوا أنفسهم يتعرضون لما يشبه «تسونامي» شعبى سيغير كل المعادلات على المدى المتوسط والبعيد.. أما فى المدى المنظور فنحن نتابع الكوارث والنيران التى تصنعها وتشعلها إسرائيل, ونكتفى بتجويد «الصبر والصمت والملل» وعواقب ذلك ستكون وخيمة على كل من يعتقد أن النيران بعيدة عنه.. هكذا علمنا التاريخ الذى هجرنا دراسته ومراجعته, لدرجة أننا نسينا الدكتور «عبدالوهاب المسيري» وموسوعته.. وتجاهلنا الدكتور «جمال حمدان» صاحب «شخصية مصر» وقدم خلالها توصيفا ورؤية لحال المنطقة بأكملها.. ربما لأننا نعيش حالة «الوعى المفقود» مع سبق الإصرار والترصد!.


بوابة الأهرام
منذ 24 دقائق
- بوابة الأهرام
مدير الفرقة القومية للفنون الشعبية: عائدون من قرطاج بدرع المهدية
بعد مرور 65 عاما على تأسيسها.. مازالت تقدم عروضها داخل مصر وخارجها.. رغم الصعوبات والمعوقات، عادوا أخيرا من مهرجان قرطاج الدولى للموسيقى والغناء بتونس فى دورته التاسعة والخمسين، والتى احتفت هذا العام بالذاكرة الشعبية فى تونس والعالم.. متوجين بتمثيل مصر وإعجاب الجمهور وعشاق الفلكلور، إنها الفرقة القومية للفنون الشعبية.. فى السطور التالية يتحدث مديرها محمد الفرماوى عن رحلة التألق والنجاح. محمد الفرماوي الأولوية حين نمثل مصر فى الخارج هى اختيار العناصر ذات الخبرة.. نأخذ هذه الأمور بجدية واهتمام بكل كبيرة وصغيرة.. وحرص شديد من المخرج خالد جلال والمخرج تامر عبدالمنعم.. البروفة النهائية حضرها السفير المصرى باسم حسن ووزيرة الثقافة التونسية أمينة الصرارفي، وكانت مقدمة وعنوانا للنجاح.. لاقت استحسانا كبيرا.. قدمنا عرضا مع 9 فرق أخرى من ليبيا وصربيا والهند وفلسطين ممثلة فى فرقة «الكوفية» التى قدمت عرضا رائعا.. قدمنا فقرتين هما، استعراض التنورة الملهم الجاذب دائما للمشاهد، والعصا بتميزه وخصوصيته، وجزء موسيقى شعبية.. كان ذلك يوم الافتتاح على مسرح قرطاج الأثري.. مسرح رومانى يتسع لحوالى 5 آلاف متفرج، حملنا على أكتافنا الثقافة المصرية الشعبية.. ثم قدمنا عرضا آخر فى مدينة المهدية التى تبعد 3 ساعات عن قرطاج.. وصادف اليوم العيد القومى للمرأة وقدمنا عرضا لمدة ساعة وربع على مسرح مكشوف فى حديقة الفنون قريب جدا من مكان أثرى اسمه «باب زويلة» مشابه للموجود فى مصر.. المهدية مدينة مميزة نشأت فيها الدولة الفاطمية.. وعند تقديم الفرقة قدمونا باعتبارنا فرقة «أبناء المعز لدين الله».. حصلنا فيها على شهادة تقدير ودرع تمثل بوابة مدينة المهدية. وعن الانتقال من فرقة رضا إلى الفرقة القومية.. قال: مازلت محتفظا بمكانى فى فرقة رضا، مشرفا على الفنون.. عمرى كله كان فى فرقة رضا، وكان الجمع بين الفرقتين تحديا مجهدا.. 33 سنة فى قطاع الفنون الشعبية وفرقة رضا.. و6 أشهر فقط فى القومية.. أعدت نشاط مدرسة الفرقة.. وهو أمر مهم لأنها أحد روافد الفرقة.. المشكلة دائما فى العنصر البشرى.. المؤهلون كانوا قلة.. فى المدرسة جاء كثيرون وبدأنا العمل.. وفى خلال 3 أشهر ظهر النتاج، ويقدمون العروض الآن فى الإسكندرية، وسافرت الفرقة الأم إلى قرطاج.. فى المدرسة أطفال يتعلمون الباليه والريبرتوار وكل ما يخص الفرقة لكى ندعم بهم الصف الأول.. الأستاذ كمال نعيم رحمه الله أنشأ فرقة «أطفال مصر» وكان ينفذ بهم عروضا منفردة.. وهذا ما سأقوم به، السن الصغيرة لها عروض خاصة وألعاب، ونتاجهم سيقدم قريبا.. نقدم لهم بدل انتقال فقط.. طبعا الدعم بسيط مقارنة بمدارس الرقص الشعبى الخاصة التى يدفع فيها الطالب مبالغ كبيرة. وعن فترة انقطاع الفرقتين يقول: لم تنقطعا، فطوال الوقت كانتا تقدمان عروضهما فى مصر والخارج لكنهما معروفتان فى الخارج بشكل أكبر.. الإعلام غير مسلط علينا.. سبل الدعاية الآن اختلفت.. ومازلنا نعتمد طرقا تقليدية.. مثلا ليس هناك بند الدعاية على مواقع التواصل.. المعتمد الدعاية فى الصحف فقط.. فنضطر إلى أن نقوم بشكل شخصى بدعايتنا بأنفسنا.. منذ وقت طويل ليس لدينا وقت محدد على خريطة العروض الرسمية، وبالتالى على خريطة السياحة.. بخلاف فرقة التنورة مثلا فى مسرح الغورى يومى السبت والاثنين من كل أسبوع.. ميعادهم ثابت ومكانهم ثابت مهما حدث من متغيرات.. فشركات السياحة تضعها دائما فى برامجها. وعن الفرق بينهما يقول: هما مدرستان مختلفتان.. أنا من أبناء فرقة رضا وأستاذى محمود رضا.. وهو مدرسة كبيرة جدا وعظيمة.. كان لدى الوقت الكافى لتعلم كل عناصر الرقص الشعبى.. وبعد وقت طويل كمحترف بدأت فى تطوير نفسى بدورات فى كل المجالات، ثم انتقلت للجانب الأكاديمى فحصلت على دبلومة فنون شعبية متخصصة فى الرقص الشعبى ثم الماجستير المتخصص فى الرقص الشعبى.. وقريبا الدكتوراه فى نفس التخصص.. الفرقة القومية أُسست بقرار جمهورى من الرئيس عبدالناصر.. بنمط فرقة «موسييف» الروسية.. تعتمد على القوة فى الأداء والحركات السريعة.. مدرسة روسية.. ولكن فرقة رضا تعتمد على الرقص الناعم، بحسب مدرسة محمود رضا الذى نقل الواقع مغلفا بخبراته كراقص باليه. وعن المستقبل يقول: أولا وأخيرا نحتاج عناصر بشرية.. البند الذى نعمل من خلاله لايسمح لنا بضم عناصر نعتبرها وتعتبر نفسها من أبناء الفرقة.. لأنه ليس هناك تعيينات أو عقود، فنعمل بنظام أجر مقابل العمل.. وهو أمر يهدد فرقة رضا بالذات بالتوقف فى أى وقت.. الفرقة القومية، فكرة المدرسة تدعمها إلى حد ما لأنها تمدها بالعناصر.. لكن أعضاء الفرقة الأساسيين أعمارهم صارت فى الأربعينيات! بنهاية الموسم الصيفى سنبدأ خطة تجديد للملابس وتغيير الموسيقى وتسجيلها من جديد.


اليمن الآن
منذ 25 دقائق
- اليمن الآن
المبعوث الأممي إلى اليمن: ندرك أهمية دعوات الجنوبيين للاستقلال أو تقرير المصير وقضية الجنوب محورية
في ظل تعقيدات المشهد اليمني وتزايد تشابكه مع ملفات إقليمية ودولية ملتهبة، يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مساعيه لإيجاد أرضية مشتركة تقود نحو تسوية سياسية شاملة. في هذا الحوار الخاص والحصري لمركز سوث24 للأخبار والدراسات، يتطرق المبعوث الأممي إلى رؤيته لمعالجة الملفات الأكثر إلحاحاً، بدءاً من وقف إطلاق النار الشامل، وصولاً إلى وضع خارطة طريق تُمكّن الأطراف من تجاوز حالة الجمود السياسي. كما يتناول المبعوث الأممي قضية الجنوب ومطالب السكان هناك في الاستقلال أو تقرير المصير، مؤكداً أن أي عملية سياسية جادة يجب أن تكون شاملة. ووفقا لـ غروندبرغ فإنّ مطالب الجنوبيين "تعكس مظالم متجذّرة ورغبة في تمثيل سياسي أوسع"، مشيرا إلى أنّ "معالجة هذه التطلعات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمسار السياسي العام في اليمن وبترتيبات الحكم المستقبلية." وفي ظل التصعيد الإقليمي لجماعة الحوثيين في البحر الأحمر والهجمات المتبادلة مع إسرائيل حذر غروندبرغ من أنّ هناك "خطر حقيقي من أن يتحول اليمن إلى ساحة صراع للتجاذبات الجيوسياسية الأوسع". معتبرا أنّ "الحرب المدمرة في غزة والاضطرابات الإقليمية ما زالت تقوّض آفاق السلام والاستقرار في اليمن." ويؤكد غروندبرغ، خلال المقابلة، على أهمية إشراك منظمات المجتمع المدني، ولا سيما الشباب والنساء، في صياغة مستقبل اليمن السياسي، مشيراً إلى أن إقصاء هذه الفئات لن يؤدي إلا إلى فشل أي عملية تفاوضية. ووجه غروندبرغ رسالة لليمنيين كافة، حاثاً إياهم على التمسك بالأمل والإرادة لتجاوز الانقسامات، والتطلع نحو مسار سياسي جديد يحقق السلام والاستقرار الذي طال انتظاره. تم تعيين هانس غروندبرغ مبعوثًا خاصًّا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في 6 أغسطس 2021، وأعلن الأمين العام أنطونيو غوتيريش هذا التعيين في ذلك التاريخ، وتولّى رسميًا مهام منصبه في 5 سبتمبر 2021. نص الحوار.. 1. في ظل التصعيد في غزة، إلى أي مدى أثرت الصراعات والتوترات الإقليمية على جهودكم في اليمن، خصوصاً مع ازدياد تداخل الملفات الإقليمية؟ هذه التطورات كلها تؤثر في حسابات الأطراف اليمنية وخياراتها المقبلة. وهناك خطر حقيقي من أن يتحول اليمن إلى ساحة صراع للتجاذبات الجيوسياسية الأوسع، وهو أمر لا يريده اليمنيون ولا يستحقونه. مع ذلك، ما زلت مقتنعاً بأن الحل الدبلوماسي ممكن. لقد رأينا تجارب تثبت ذلك، ومنها وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله الذي لعبت عُمان دوراً في تسهيله. ومن خلال محادثاتي مع الفاعلين الإقليميين، هناك اتفاق واضح على أن التسوية التفاوضية وحدها هي التي يمكن أن تحقق سلاماً دائماً في اليمن وتوفّر الضمانات الأمنية المطلوبة على مستوى المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر. 2. في إحاطتك السابقة أمام مجلس الأمن، تحدثت عن رؤية مشتركة بين الأطراف اليمنية لعملية سياسية. ما أبرز ملامح هذه الرؤية؟ هل تتضمن اتفاقاً على هيكل الدولة أو الترتيبات الانتقالية؟ وما مدى واقعية فكرة خارطة الطريق؟ وهل تُظهر الأطراف إرادة سياسية حقيقية للمضي فيها؟ ما طرحته أمام مجلس الأمن كان جليّاً، نحن بحاجة إلى مضاعفة الجهود لمنح اليمن بديلاً حقيقياً للحرب ومخرجاً من حالة الجمود الراهنة. الأطراف تتفق على بعض الأولويات الرئيسية، مثل الحاجة إلى وقف إطلاق نار شامل، وانفراجة اقتصادية، وعملية سياسية جامعة. لكن ما زالت هناك فجوات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الحساسة مثل هيكل الدولة وكيفية إدارة المرحلة الانتقالية. هذه ليست أسئلة سهلة، ويجب معالجتها عبر الحوار، بدءاً بخطوات تبني الثقة وتفتح المجال لمناقشات أعمق. إعلان أنصار الله الأخير عن سك عملات معدنية من فئة 50 ريالاً وطباعة أوراق نقدية جديدة من فئة 200 ريال هو مجرد مثال على مدى تفكك المشهد الاقتصادي. ويُظهر مدى إلحاح الحاجة إلى التنسيق بدلاً من العمل بشكل منفرد. أما عن خارطة الطريق، فهي ليست واقعية فقط، بل ضرورية. فهي تبني على المجالات التي شهدنا فيها قدراً من التوافق. وهي ليست اتفاقاً نهائياً، بل مساراً يقود نحوه، وتعكس ما يطالب به العديد من اليمنيين. ولكن لإنجاحها، نحن بحاجة إلى أكثر من مجرد كلمات. الأمر يتطلب إرادة سياسية، وتقديم تنازلات، والتخلي عن عقلية المحصلة الصفرية. كما يتطلب معالجة شواغل الأطراف الإقليمية. لقد رأينا ما يمكن تحقيقه: فتح الطرق في الضالع، إطلاق سراح أسرى، وانخفاض وتيرة المواجهات على الجبهات. هذه خطوات صغيرة، لكنها مهمة وتُظهر أن التعاون قادر على تحقيق نتائج ملموسة. 3. هل تستعدون لدعوة الأطراف إلى جولة جديدة من المشاورات السياسية؟ وما الشروط التي ترونها ضرورية لنجاح مثل هذا الحوار، خاصة في ظل انعدام الثقة العميق بين مختلف الفصائل اليمنية؟ نحن على جاهزية كاملة لدعم الأطراف متى ما أظهروا استعدادهم للمضي قدماً. ينصب تركيزي حالياً على تشجيع الخطوات العملية التي يمكن أن تجعل الحوار أكثر فاعلية وتؤدي إلى نتائج دائمة. نعم، التوقيت مهم، لكن البيئة التي تُعقد فيها المحادثات لا تقل أهمية. نحن بحاجة إلى تخفيف حدة التوترات، وضبط النبرة الخطابية، وإبداء رغبة حقيقية للوفاء بالالتزامات السابقة. أنا وفريقي على تواصل منتظم مع جميع الأطراف لدعم إعادة الانخراط عبر المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية، وذلك للمحافظة على الزخم وتمهيد الطريق للمفاوضات. 4. هل لديكم رؤية لحل القضية الجنوبية؟ وكيف تتعامل الأمم المتحدة مع دعوات الجنوبيين للاستقلال أو تقرير المصير؟ أنا أدرك أهمية دعوات الجنوبيين للاستقلال أو تقرير المصير. هذه المطالب تعكس مظالم متجذّرة ورغبة في تمثيل سياسي أوسع. أُدرك أن معالجة هذه التطلعات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمسار السياسي العام في اليمن وبترتيبات الحكم المستقبلية. كما أنني أعي أن القضية الجنوبية لا يمكن تناولها بمعزل عن بقية القضايا. إنها مسألة محورية ينبغي التعامل معها من خلال عملية سياسية. من منظور الأمم المتحدة، فإن التعامل مع القضية الجنوبية وشكل الدولة يستند إلى مبدأ أن النتائج يجب أن يقررها اليمنيون أنفسهم عبر حوار شامل. خارطة الطريق لا تستبعد هذه القضايا، لكن متوقع بأن تُطرح بشكل جاد بمجرد انطلاق العملية السياسية. دور ومهام مكتبي يتمثلان في دعم اليمنيين على إدارة عملية انتقالية سلمية، جامعة ومنظمة، وفي تنفيذ أي اتفاقات يتوصلون إليها. هذه العملية تتيح لليمنيين، بمن فيهم الجنوبيون، التعبير عن تطلعاتهم ورؤاهم والمساهمة في صياغة مستقبلهم المشترك. يتواصل مكتبي في عدن، إلى جانب فريقي، بانتظام مع المجلس الانتقالي الجنوبي وطيف واسع من الفاعلين الجنوبيين في مختلف المحافظات، بما في ذلك الأصوات السياسية والمدنية والقبلية. هذه اللقاءات جزء من مشاوراتنا الأوسع مع جميع الأطراف اليمنية. ونحن نعتبر هذه الانخراطات ضرورية لضمان أن أي عملية سياسية مستقبلية تعكس واقع اليمن، بما في ذلك المظالم والتطلعات طويلة الأمد للجنوب. 5. ما مدى التزامك بضمان إشراك منظمات المجتمع المدني – وخاصة الشباب والنساء – في العملية السياسية؟ أنا ملتزم تماماً بضمان أن يكون المجتمع المدني، وخاصة النساء والشباب، جزءاً من العملية السياسية. فالإشراك ليس مجرد شعار أو إجراء شكلي؛ بل هو أمر أساسي لتحقيق سلام حقيقي ودائم. النساء والشباب تحملوا الجزء الأكبر من أعباء هذا الصراع، وهم يستحقون بكل تأكيد أن يكون لهم مقعد على الطاولة للمشاركة في رسم ملامح المرحلة القادمة . خلال زيارتي الأخيرة إلى عدن، التقيت عدداً من ممثلي المجتمع المدني، بينهم قيادات نسائية من أحزاب سياسية ومكونات أخرى. تحدثوا بوضوح عن التحديات التي يواجهونها، من تدهور الخدمات العامة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، وشاركوا رؤى قوية حول مستقبل اليمن. لقد ألهمتني عزيمتهم على المساهمة في إيجاد الحلول، وأكدت ذلك قناعتي بأن أي عملية سياسية جادة يجب أن تعكس أصوات وقيادة النساء والشباب في مختلف أنحاء البلاد. لقد أجرى مكتبي مشاورات مكثّفة مع مئات من أصحاب المصلحة اليمنيين من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، بمن فيهم النساء والشباب وزعماء القبائل والفئات المهمشة، وذلك عبر نقاشات مركّزة وحملات تواصل. وقد قمنا بذلك داخل اليمن وخارجه، عبر مزيج من اللقاءات المباشرة والافتراضية. وبالمثل، نستمر في الانخراط مع منظمات المجتمع المدني التي تقودها نساء والتي تركز على قضايا النساء لضمان أن تسهم رؤاهم في صياغة كل من جدول الأعمال والعملية نفسها. وفي وقت سابق من هذا العام، نظم مكتبي سلسلة من الحوارات السياسية في عدن مع ممثلي المجتمع المدني من مختلف المحافظات، بما في ذلك لحج وأبين والضالع وشبوة. جمعت هذه الحوارات ممثلين عن منظمات محلية، ومجموعات نسائية، ونشطاء من الشباب، ومؤثرين، وغيرهم من الفاعلين الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بهدف تعزيز التواصل مع أصحاب المصلحة المحليين والاستفادة من رؤاهم حول القضايا الجوهرية التي تؤثر على مسار البلاد نحو السلام. ستواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى آليات شاملة ودعمها بما يضمن أن يكون لممثلي المجتمع المدني، وخاصة النساء والشباب، دور في صياغة مستقبل اليمن. وفي نهاية المطاف، فإن أي عملية سياسية تستبعد نصف السكان ليست مجرد أمر غير عادل، بل ببساطة لن تنجح. 6. ما الرسالة التي تود إيصالها للشعب اليمني ولأصحاب المصلحة عبر هذه المقابلة مع مركز سوث24؟ أشكركم على إتاحة هذه الفرصة. أعلم أن الكثير من اليمنيين قد سئموا - سئموا من الانتظار، ومن حالة عدم اليقين، ومن الوعود التي لم تتحقق. ومع ذلك، ما زال الأمل قائماً. فالسلام ما زال ممكناً. بصفتي المبعوث الخاص، أحمل معي صدى ما سمعته من اليمنيين من قصصٍ وإحباطاتٍ وآمالٍ في جميع أنحاء البلاد وخارجها. ما زلت ملتزماً بهذا الجهد، وبالانخراط الصادق، وببذل كل ما وسعي للمساعدة في تهيئة الطريق للمضي قدماً. طريق يعكس كرامة الشعب اليمني وقوته وتطلعاته. اليمن لم يعد يحتمل مزيداً من التشرذم أو الجمود السياسي. فالثمن ليس مجرد فكرة نظرية، بل تتجلى في تفاقم المعاناة، وتدهور الاقتصاد، وتآكل ثقة الناس. قد لا تكون هناك لحظة مثالية لاتخاذ قرارات سياسية جريئة، لكن المسؤولية تقتضي تغيير المسار: تقديم المصلحة الوطنية فوق الحسابات الضيقة، وتهيئة المجال لحوار شامل، والانتقال من حالة الجمود إلى مسار سياسي قابل للتطبيق. منتجعات صحراوية